اعرض النسخة الكاملة : الرد على كتاب محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن
محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن
عباس عبد النور دمنور مصر 2004
الكاتب ليس هونفسه من كتب الكلام في مقدمة الكتاب
صفحة7 لايشجع القارى على موافقته
صفحة 19 صاحب الكتاب يقول انه صوفي
ص20-21 يهاجم الايمان المسيحي ومعتقداتهم
احاديث عن النبي:
رأيت ربي في أحسن صورة . ووضع يده على كتفي حتى وجدت برد أناملة بين ثندوتي
جانب العرش على منكب اسرافيل وانه ليئط أطيط الرحل الجديد
لاصحة للاحاديث السابقة..
http://www.dorar.net/enc/hadith
شبهة:
مدة اصحاب الكهف اخبار متضاربة بالقرآن...
الرد:
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
تفسير ابن كثير
يقول تعالى مخبرا عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف ، فحكى ثلاثة أقوال ، فدل على أنه لا قائل برابع ، ولما ضعف القولين الأولين بقوله : ( رجما بالغيب ) أي : قولا بلا علم ، كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه ، فإنه لا يكاد يصيب ، وإن أصاب فبلا قصد ، ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله : ( وثامنهم كلبهم ) فدل على صحته
وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( ما يعلمهم إلا قليل ) قال : أنا من القليل ، كانوا سبعة .
وروي عن ابن عباس أنه قال : هم مكسلمينا ويمليخا ومرطونس وبينونس وسارينونس وذو نوانس وكشفيططنونس وهو الراعي والكلب قطمير .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=18&ayano=22
وقد حملنا اوزار القوم فقذفناها أين قذفوها؟؟
وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ
قيل:إن الله تعالى لما أغرق فرعون نبذ البحر حليهم فأخذوها ، وكانت غنيمة ، ولم تكن الغنيمة حلالا لهم في ذلك الزمان ، فسماها أوزارا لذلك
( أوزارا من زينة القوم ) من حلي قوم فرعون ، سماها أوزارا لأنهم أخذوها على وجه العارية فلم يردوها .
( فقذفناها ) قيل : إن السامري قال لهم احفروا حفيرة فألقوها فيها حتى يرجع موسى .
فكذلك ألقى السامري ) ما معه من الحلي فيها ، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : أوقد هارون نارا وقال : اقذفوا فيها ما معكم ، فألقوه فيها ، ثم ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل .
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=20&ayano=87
امراة لوط لماذا قدر لها العذاب؟؟
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فلما أبى قوم لوط مع توبيخ لوط إياهم على ما يأتون من الفاحشة ، وإبلاغه إياهم رسالة ربه بتحريم ذلك عليهم إلا التمادي في غيهم ، أنجينا لوطا وأهله المؤمنين به ، إلا امرأته ، فإنها كانت للوط خائنة ، وبالله كافرة .
http://www.sbeelalislam.org/index.php?option=com_*******&task=view&id=904&Itemid=29
شبهة وجود تناقض قرآني في قصة يونس عليه السلام
يقول الله تعالى فى سورة الصافات: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) الصافات 145
ويقول فى سورة القلم: (لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) القلم 49
وفى ذلك يتساءل غير العالمين باللغة: هل نُبِذَ بالعراء أم لم يُنبَذ؟
وعلى هذا السؤال يرد تفسير البغوي ج: 4 ص: 43 فيقول:
قيل: "لولا" هناك يرجع إلى الذم معناه لولا نعمة من ربه ، لنبذ بالعراء وهو مذموم ولكن تداركه النعمة فنبذ وهو غير مذموم
أى لولا رحمة الله وعفوه عنه ، لنبذ بالعراء وهو مذموم محمل بالخطايا ، وبعدم غفران الله له ، ولكن لأن نعمة الله تداركته فنبذ وهو سقيم ، رابحاً عفو الله ورضاه. لأن المقصود امتناع نبذه مذموما وليس النبذ نفسه.
ويدل على ذلك أيضاً ما استشهد به السائل نفسه من كتب المفسرين:
الجلالين
"لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ" لَوْلَا أَنْ أَدْرَكَهُ "نِعْمَة" رَحْمَة "مِنْ رَبّه لَنُبِذَ" مِنْ بَطْن الْحُوت "بِالْعَرَاءِ" بِالْأَرْضِ الْفَضَاء "وَهُوَ مَذْمُوم" لَكِنَّهُ رُحِمَ فَنُبِذَ غَيْر مَذْمُوم
القرطبى
أي لنبذ مذموما ولكنه نبذ سقيما غير مذموم. ومعنى "مذموم" في قول ابن عباس: مليم. قال بكر بن عبد الله: مذنب. وقيل: "مذموم" مبعد من كل , خير. والعراء: الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر. وقيل: ولولا فضل الله عليه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة , ثم نبذ بعراء القيامة مذموما. يدل عليه قوله تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون" [الصافات: 143-144].
وفى فتح القدير ج: 4 ص: 411 يقول:
"وقد استشكل بعض المفسرين الجمع بين ما وقع هنا من قوله فنبذناه بالعراء وقوله فى موضع آخر لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فإن هذه الآية تدل على أنه لم ينبذ بالعراء وأجاب النحاس وغيره بأن الله سبحانه أخبرها هنا أنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمته عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم
وفى فتح القدير ج: 5 ص: 277 يقول:
لولا أن تدراكه نعمة من ربه أي لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من الله وهى توفيقه للتوبة فتاب الله عليه ، لنبذ بالعراء أي لألقى من بطن الحوت على وجه الأرض الخالية من النبات وهو مذموم أي يذم ويلام بالذنب الذي أذنبه ويطرد من الرحمة
تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج: 1 ص: 235
"لنبذ" المعنى لولا نعمة رحمة الله بها، لنبذ مذموما مغموما لكنه نبذ غير مذموم
زاد المسير ج: 8 ص: 343
"لنبذ بالعراء وهو مذموم وقد بينا معنى العراء في الصافات 145 ومعنى الآية أنه نبذ غير مذموم لنعمة الله عليه بالتوبة والرحمة
وقال ابن جريج نبذ بالعراء وهي أرض المحشر فالمعنى أنه كان يبقى مكانه إلى يوم القيامة فاجتباه ربه أي استخلصه واصطفاه وخلصه مم الذم فجعله من الصالحين فرد عليه الوحي وشفعه في قومه ونفس
تفسير النسفي ج: 4 ص: 273
ولولا أن الله أنعم عليه بإجابة دعائه وقبول عذره لنبذ من بطن الحوت بالعراء بالفضاء وهو مذموم معاتب بزلته لكنه رحم فنبذ غير مذموم فاجتباه ربه اصطفاه لدعائه وعذره فجعله من الصالحين من المستكملين لصفات الصلاح ولم يبق له زلة وقيل من الانبياء وقيل من المرسلين والوجه هو الأول لانه كان مرسلا ونبيا قبله لقوله تعالى وان يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون
روح المعاني ج: 29 ص: 37
لولا أن تداركه نعمة من ربه وهو توفيقه للتوبة وقبولها منه .. .. .. لنبذ بالعراء بالأرض الخالية من الأشجار أي في الدنيا وقيل بعراء القيامة لقوله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ولا يخفى بعده وهو مذموم في موضع الحال من مرفوع نبذ وعليها يعتمد جواب لولا لأن المقصود امتناع نبذه مذموما وإلا فقد حصل النبذ فدل على أن حاله كانت على خلاف الذم
وخلاصة القول قد تقدمت به وهو أنه نبذ وهو سقيم غير مذموم لأن رحمة الله قد تداركته
ان عبدت بني اسرائيل
وقوله : ( أن عبدت بني إسرائيل ) أي : باستعبادك بني إسرائيل وقتلك أولادهم ، دفعت إليك حتى ربيتني وكفلتني ولو لم تستعبدهم وتقتلهم كان لي من أهلي من يربيني ولم يلقوني في اليم ، فأي نعمة لك علي ؟ قوله : ( عبدت ) أي : اتخذتهم عبيدا ، يقال : عبدت فلانا ، وأعبدته ، وتعبدته ، واستعبدته ، أي : اتخذته عبدا .
( وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ) أي : وما أحسنت إلي وربيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل ، فجعلتهم عبيدا وخدما ، تصرفهم في أعمالك ومشاق رعيتك ، أفيفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي : ليس ما ذكرته شيئا بالنسبة إلى ما فعلت بهم .
خلقت الارض بثمان ايام وليست بست
قرأت قول الله تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } الأعراف
والذي فهمته أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، وهذا واضح .
ولكن في آية أخرى ذكر الله خلق السموات والأرض فقال : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) } فصلت .
فهنا ذكر الله أنه خلق الأرض في يومين ، ثم جعل فيها الرواسي ... وتقدير الأقوات في أربعة أيام ، فيصير المجموع ستة ، ثم خلق السموات في يومين ، وبهذا يكون المجموع ثمانية أيام .
فكيف نجمع بين الآيتين ؟؟.
الحمد لله
هذا مما أشكل على بعض الناس فهمه ، فظن بعضهم أن الله خلق السموات والأرض في ثمانية أيام كما ذكر الله في سورة فصلت : (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم ) فصلت / 9ـ12.
وأنه يعارض الآية الأخرى التي ذكرت أنه خلقها في ستة أيام .
وهذا فهم خاطئ والجواب عليه أن يقال :
ليس هناك تناقض ولا تفاوت بين المدة الزمنية التي جاءت في هذه الآيات وبين الآيات الأخرى التي ورد فيها تحديد المدة بأنها ستة أيام .
ففي هذه الآيات ـ من سورة فصلت ـ نجد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا بأنه : ( خلق الأرض في يومين )
ثم (جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها ) في تمام أربعة أيام .. أي في يومين آخرين يضافان إلى اليومين اللذين خلق فيهما الأرض ، فيكون المجموع أربعة أيام .. وليس المراد أن خلق الرواسي وتقدير الأقوات قد استغرق أربعة أيام ..
ولعل الشبهة ـ التي جاءت في السؤال ـ قد أتت من هنا.. أي من توهم إضافة أربعة إلى اليومين اللذين خلقت فيهما الأرض ، فيكون المجموع ستة.. وإذا أضيف إليها اليومان اللذان خلقت فيهما السماء ( فقضاهن سبع سموات في يومين ) يكون المجموع ثمانية أيام ، وليس ستة أيام.. لكن إزالة هذه الشبهة متحققة بإزالة هذا الوهم.. فالأرض خلقت في يومين.. وخلق الرواسي وتقدير الأقوات قد استغرق ما تمم اليومين أربعة أيام.. أي استغرق هو الآخر يومين.. ثم استغرق خلق السموات السبع يومين.. فكان المجموع ستة أيام من أيام الله ، سبحانه وتعالى..
ولقد نبه المفسرون على هذه الحقيقة ـ المزيلة لهذا الوهم ـ فقال القرطبي : " { في أربعة أيام } مثاله قول القائل : خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام وإلى الكوفة في خمسة عشر يومًا ، أي في تتمة خمسة عشر يومًا " [ الجامع لأحكام القرآن ] ج15 ص 343 ـ مصدر سابق.
وقال البغوي : { في أربعة أيام } يريد خلق ما في الأرض ، وقدر الأقوات في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام ، ردَّ الآخر على الأول في الذكر ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين ، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس .
انتهى من تفسير البغوي 7/165
وقال الزجاج : في تتمة أربعة أيام ، يريد بالتتمة اليومين .
[ الكشاف ] ج3 ص 444 ـ مصدر سابق .
فهذه الآيات ـ من سورة فصلت ـ تؤكد هي الأخرى ـ على أن خلق السموات والأرض إنما تم في ستة أيام .. ومن ثم فلا تناقض بين آيات القرآن ولا تفاوت في مدة الخلق الإلهي للسموات والأرض .. وحاشا أن يكون شيء من ذلك في الذكر الحكيم .
اليهود شعب الله المختار بنص القرآن
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
الرد:
فيقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة:47] .
يريد على عالمي زمانهم، وأهل كل زمان عالَم.
وقيل: على كل العالمين بما جعل فيهم من الأنبياء، وهذه خاصة لهم وليست لغيرهم، ولا شك أنهم قابلوا هذه النعمة العظيمة بالكفران، وكان حالهم مع أنبيائهم كما قال الله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) [المائدة:70] ، فلما فعلوا ذلك حلت بهم اللعنة والغضب، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المائدة:78-79] .
وقال تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة:60] .
فإن لبني إسرائيل تاريخاً طويلاً في نقض العهود والمواثيق، وفي المخالفة عن أوامر الله تعالى وتعدي حدوده، وفي قتل الأنبياء والرسل والذين يأمرون بالقسط من الناس. وقد استعرض القرآن الكريم كثيراً من أفعالهم الشنيعة وإجرامهم مع أنبيائهم ورسلهم، وسلط الضوء على مواقفهم المنحرفة إزاء نعم الله تعالى عليهم التي لا تحصى، والتي من جملتها اختياره لهم على عالم زمانهم، وتفضيلهم عليه بأن جعل منهم الأنبياء وجعلهم ملوكاً، كما قال تعالى حاكياً عن موسى عليه السلام يذكرهم بتلك الآلاء والأنعام: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذا جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين) [المائدة: 20] وما زال القرآن يذكرهم بتلك النعم، ويطالبهم بالوفاء بعهد الله وميثاقه في إيمانهم بخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، لكن أبى منبت العيدان أن يتغيرا .
إن طباع اليهود لا تعرف الوفاء وإنما تعرف الغدر والانحراف والالتواء.
ويلاحظ أن القرآن الكريم خاطب اليهود في عصر النبوة بما فعل آباؤهم وأجدادهم كأنهم هم الذين ارتكبوا ما ارتكب أولئك مما يدل على أن لليهود طبيعة واحدة لا تتغير ولا تتبدل، فهم هم في كل عهد وفي كل مصر، فبدل أن يوفوا بعهدهم ويستجيبوا إلى ربهم ويتبعوا الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة، كفروا وتولوا وكادوا له أشد الكيد وأخبثه، ونكثوا عهودهم معه، وقد سجل عليهم القرآن الكريم استهتارهم بدينهم، مما حملهم على تبديل كتاب ربهم وتحريفه ابتغاء منافع دنيوية ومكاسب تافهة، فيقول الله عنهم: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) [البقرة: 79].
كما سجل عليهم من السفاهة والوقاحة ما لم يسبقهم إليه أحد، حتى لقد بلغوا في ذلك أن وصفوا ربهم الذي خلقهم بالبخل ـ قاتلهم الله ـ كما قال تعالى حاكياً عنهم: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) [المائدة: 64]. ووصفوه بالفقر ـ تعالى عما يقولون علوا كبيراً ـ كما قال: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) [آل عمران: 181].
واعتناء القرآن الكريم بالكشف عن طبيعة اليهود وجبلتهم، واهتمامه بإلقاء الضوء على أخلاقهم وأفعالهم، فيه توجيه للمسلمين وتحذير لهم بأن لا ينخدعوا بمعسول القول من اليهود ولا يغتروا منهم بمواثيق ولا عهود، فعهودهم كلها إلى النقض صايرة، ومواثيقهم إلى النكث آيلة كما قال عنهم سبحانه: (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم) [البقرة: 100] والله المستعان.
اما بالنسبة لموضوع الدعاء والاجابة :
عدم مشيئة الله بهدايته الكافرين
http://www.ansarsunna.com/vb/showpost.php?p=73339&postcount=6
اما بالنسبة لموضوع الدعاء والاجابة :
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=77116
وهذا رد بعض الاخوة:
http://www.burhanukum.com/article1076.html
شبهات نصرانية بوحي اسلامي صوفي
من ص1 الى ص90
طائر السنونو
09.07.2010, 16:58
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل على النقل الطيب والجهد الظاهر المبذول
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
طائر السنونو
09.07.2010, 17:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشرف لنا أخي الكريم
ووفقك الله إلى الحق قولاً وعملاً
ونفع بك وبارك فيك
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
الاشبيلي
09.07.2010, 18:28
بارك الله فيك اخانا الفاضل
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
المصطلحات الأعجمية في القرآن الكريم
إن المستشرقين قبلوا النظرية التي قال بها شفالي في كتابه ( تاريخ القرآن) أن "القرآن" قد اشتق من كلمة " قرياءنا" السريانية، ( ومعناها القراءة المقدسة، والدرس).
أما النظرة الغالبة لدى الدوائر الإسلامية فهي أن الكلمة اسم من قرأ .
ويشير الكاتب إلى أن كلا الرأيين يجد لنفسه سنداً من القرآن، حيث يظهر فعل " قرأ " ولكن ليس كما يتكرر بمعنى القراءة أو التلاوة . ثم يقول :
"ولعل أنسب النتائج وأقربها قبولاً هي أن مصطلح القرآن قد أصّل في القرآن نفسه لكي يمثّل كلمة " قيريانا السريانية " ولكنه أسس على مصدر عربي بصيغة " فعلان" من قرأ ".
وهكذا حاد كاتب المقال عن الحقيقة بعد أن تبينت له ، فالكلمة العربية اشتقت من القراءة، كما أن أول سورة من القرآن – حسب الترتيب الزماني للسور والذي أعده المستشرقون أنفسهم ، تبدأ بكلمة : اقْرَأ، فعل أمر من قرأ، وهي نفس المادة العربية التي اشتقت منها كلمة القرآن .
وآثر الكاتب أن يقحم الرأي المتعسف الذي افتراه المستشرق الألماني شفالي ومن سار على دربه من المستشرقين بأن الكلمة منحدرة من المصادر النصرانية السريانية، (معتمداً على مخطوطة سريانية من القرن السادس موجودة بالمتحف البريطاني) وهي المصادر التي لا يمكن لأحد أن يأتي بدليل على ظهورها وتأثيرها عند نزول القرآن الكريم.
ولا شك أن الكاتب يهدف بتصدير المقال بهذا المبحث اللغوي المتعسف إلى أن يبين أن هناك اتصالاً وثيقاً بين القرآن الكريم والمصادر المذكورة ، وأن هذا الاتصال إنـما يبدأ بكلمة "القرآن" نفسها التي ليست في الواقع إلا كلمة مأخوذة من السريانية، كل ذلك لكي يسهل على القارئ أن يتقبل ما سوف يرد من آراء في هذا السياق.
ويمضي كاتب المقال قائلاً: " ولا يمكن لمعنى كلمة القرآن ومصدر الكتاب المقدس للمسلمين أن يتضحا تماماً دون أن نضع في الاعتبار استخدام عدد آخر من المصطلحات الوثيقة الصلة بالموضوع ، ولا يقتصر الأمر هنا على "آية" و"كتاب" فحسب، بل يشمل أيضاً " سورة " و "ذكر" و" مثاني"، و "حكمة" وغيرها.
ثم يقول " إن المعنى الأصلي للفظ "آية" كالكلمة الشبيهة في العبرية "أوث" ، والسريانية "آثا" ، هي العلامة والدليل وتأتي كرمز لحقيقة غير مرئية" ولكنه يستدرك قائلاً " غير أن اشتقاقها ليس مؤكداً".
وبعد ذلك يعرض لكلمة " سورة" فينقل عن شفالي قوله: إنـها تبدو مشتقة من " صورطا" أو " سورثا" السريانية : ومعناها الكتاب المقدس .
كما يعرض للفظ" مثاني" فينقل ما قاله بعض المستشرقين من أنـها مشتقة من " مشنا" العبرية، وبعضهم الآخر من " ماثنيتكا" السريانية أو الآرامية، لكن اللفظ كما يؤكد كاتب المقال – لابد أن يكون متأثراً بـ "ثنى" العربية، بمعنى أعاد وكرر.
ثم يأتي الكاتب إلى كلمة " حكمة" فيقول إنـها ربما جاءت من الكلمة الآرامية "حخما" فالكاتب بقدر ما ينفي أن بعض هذه الكلمات ترجع إلى أصول عبرية أو سريانية أو آرامية فإنه يشير إلى صحة اشتقاق بعضها من هذه الأصول .
وهو يتتبع كل كلمة من الكلمات السابق ذكرها فيعرض لمعانيها الواردة في المكي ثم المدني من القرآن الكريم متبعاً في ذلك منهج النقد الأدنى، كما سبق أن أشرنا.
وإذا تأملنا النتائج التي توصل إليها المستشرقون في هذا البحث – وفقاً لما عرضه كاتب المقال – نجد أنـها لم تأت بجديد، فهي قد أقرت بما أعلنه المسلمون من أن ألفاظ : قرآن، آية، سورة، كتاب إنـما تمثل وحدات من التـنـزيل ، وأن الكتاب يعني كتاب الله.. إلخ ومن ثم لا يشتمل هذا المبحث إلا على ما أثاره بعض المستشرقين من شبهات حول اشتقاق بعض ألفاظ القرآن الكريم وردها إلى أصول عبرية أو سريانية، وبمعنى آخر ردّها إلى أصول يهودية أو نصرانية.
ولاشك أن الهدف من وراء هذا التشكيك في أصالة المصطلحات الرئيسة في القرآن الكريم وردّها إلى أصول عبرية أو سامية أو آرامية إنـما هو استدراج للقارئ وتمهيد لإقناعه بأن القرآن هو من اختراع محمد وتأليفه، وأنه قد تعلم هذه الألفاظ من اليهود والنصارى.
قال القرطبي أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح ولوط واختلفوا هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات
باب هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب :
أولا لا خلاف بين الأئمة أنه ليس في القرآن كلام مركب على اساليب غير العرب وأن فيه أسماء أعلامالمن لسانه غير العرب كإسرائيل وجبريل وعمران ونوح ولوط وأختلفوا هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب فذهب القاضي أبو بكر الطيب وغيرهما إلى أن ذلك لا يوجد فيه وأن القرآن عربي صريح وما وجد فيه من الالفاظ التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها ان تواردت اللغات عليها فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة وغيرهم وذهب بعضهم إلى وجودها فيه وأن تلك الألفاظ لقلتها لا تخرج القرآن عن كونه عربيا مبينا ولا رسول الله عن كونه متكلما بلسان قومه .
فالمشكاة : الكوة
ونشأ : قام من الليل ومنه إن ناشئة الليل و ويؤتكم كفلين أي ضعفين و فرت من قسورة أي الأسد كله بلسان الحبشة
والغساق : البارد المنتن بلسان الترك
والقسطاس : الميزان بلغة الروم
والسجيل : الحجارة والطين بلسان الفرس
والطور : الجبل
واليم : البحر بالسريانية
والتنور : وجه الأرض بالعجمية
قال ابن عطية : فحقيقة العبارة عن هده الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وقد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وكسفر مسافر بن أبي عمرو إلى الشام وكسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرى مجرى العربي الصحيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك .
قال ابن عطية : وما ذهب إليه الطبري رحمه الله من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا
قال غيره : والأول أصح وقوله : هي أصل في كلام غيرهم دخيلة في كلامهم ليس بأولى من العكس فإن العرب لا يخلو أن تكون تخاطبت بها أو لا فإن كان الأول فهي من كلامهم إذ لا معنى للغتهم وكلامهم إلا ما كان كذلك عندهم ولا يبعد أن يكون غيرهم قد وافقهم على بعض كلماتهم .
وقد قال ذلك الإمام الكبير أبو عبيدة
فإن قيل : ليست هذه الكلمات على أوزان كلام العرب فلا تكون منه قلنا : ومن سلم لكم أنكم حصرتم أوزانهم حتى تخرجوا هذه منها فقد بحث القاضي عن أصول أوزان كلام العرب ورد هذه الأسماء إليها على الطريقة النحوية وأما إن لم تكن العرب تخاطبت بها ولا عرفتها استحال ان يخاطبهم الله بما لا يعرفون وحينئذ لا يكون القرآن عربيا مبينا ولا يكون الرسول مخاطبا لقومه بلسانهم والله أعلم
ويناقش الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم المستشرقين في هذا الصدد قائلاً:
" ولكي نفترض صحة هذا الزعم فلا بد أن محمداً كان يعرف العبرية والسريانية واليونانية، ولابد أنه كان لديه مكتبة عظيمة اشتملت على كل الأدب التلمودي والأناجيل المسيحية ومختلف كتب الصلوات وقرارات المجامع الكنسية وكذلك بعض أعمال الآباء اليونانيين وكتب مختلف الكنائس : الملل والنحل المسيحية".
ويعلق عبد الرحمن بدوي على هذا بقوله : " هل يمكن أن يعقل هذا الكلام الشاذ لهؤلاء الكتاب، وهو كلام لا برهان عليه.
إن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل ظهور رسالته وبعدها معروفة للجميع… ولا أحد قديماً أو حديثاً يمكنه أن يؤكد أن النبي كان يعرف غير العربية، إذاً كيف يمكن أن يستفيد من هذه المصادر كما يدَّعون".
على أن اللغات العربية والعبرية والسريانية تنتمي إلى سلالة لغوية واحدة هي سلالة اللغات السامية، ولابد من أجل ذلك أن يكون بينها الكثير من التشابه والتماثل.
ومن ثم فإن القول بأن إحدى اللغات قد استعارت ألفاظاً بعينها من أخواتـها هو ضرب من التعسف ، مالم يقم عليه دليل.
ويمكن أن تكون هذه الألفاظ قد وجدت في العربية قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم بوقت طويل واستقرت في اللغة العربية حتى أصبحت جزءاً منها وصارت من مفرداتـها التي يروج استخدامها بين العرب.
كما أن من المستحيل الآن بسبب غموض تاريخ اللغات السامية أن نحدد من اقتبس هذه الألفاظ المشتركة من الآخر: العربية أم العبرية ؟
وهذا كاف في الدلالة على إثبات تفاهة حجج من توسع من المستشرقين في باب الاشتقاق من اللغات السامية .
منقول بتصرف
(1) سورة الحديد - سورة 57 - آية 27
ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
وقوله : ( ورهبانية ابتدعوها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1823&idto=1823&bk_no=49&ID=1882#docu) ) أي : ابتدعتها أمة النصارى ( ما كتبناها عليهم (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1823&idto=1823&bk_no=49&ID=1882#docu) ) أي : ما شرعناها لهم ، وإنما هم التزموها من تلقاء أنفسهم .
وقوله : ( إلا ابتغاء رضوان الله (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1823&idto=1823&bk_no=49&ID=1882#docu) ) فيه قولان ، أحدهما : أنهم قصدوا بذلك رضوان الله ، قال سعيد بن جبير ، وقتادة . والآخر : ما كتبنا عليهم ذلك إنما كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله .
وقوله : ( فما رعوها حق رعايتها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1823&idto=1823&bk_no=49&ID=1882#docu) ) أي : فما قاموا بما التزموه حق القيام . وهذا ذم لهم من وجهين ، أحدهما : في الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله . والثاني : في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله ، عز وجل .
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1823&idto=1823&bk_no=49&ID=1882
للمتابعة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=186159
( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=18&ayano=25#docu) ( 25 ) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=18&ayano=25#docu) ( 26 ) )
قوله تعالى : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=25#docu)هذا خبر من الله - تعالى - عن مدة لبثهم . وفي قراءة ابن مسعود وقالوا لبثوا . قال الطبري : إن بني إسرائيل اختلفوا فيما مضى لهم من المدة بعد الإعثار عليهم إلى مدة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال بعضهم : إنهم لبثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين ، فأخبر الله - تعالى - نبيه أن هذه المدة في كونهم نياما ، وأن ما بعد ذلك مجهول للبشر . فأمر الله - تعالى - أن يرد علم ذلك إليه . قال ابن عطية : فقوله على هذا لبثوا الأول يريد في نوم الكهف ، ولبثوا الثاني يريد بعد الإعثار إلى مدة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو إلى وقت عدمهم بالبلاء . مجاهد : إلى وقت نزول القرآن . الضحاك : إلى أن ماتوا . وقال بعضهم : إنه لما قال وازدادوا تسعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=25#docu)لم يدر الناس أهي ساعات أم أيام أم جمع أم شهور أم أعوام . واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك ، فأمر الله - تعالى - برد العلم إليه في التسع ، فهي على هذا مبهمة . وظاهر كلام العرب المفهوم منه أنها أعوام ، والظاهر من أمرهم أنهم قاموا ودخلوا الكهف بعد عيسى بيسير وقد بقيت من الحواريين بقية . وقيل غير هذا على ما يأتي . قال القشيري : لا يفهم من التسع تسع ليال وتسع ساعات لسبق ذكر السنين ; كما تقول : عندي مائة درهم وخمسة ; والمفهوم منه خمسة دراهم . وقال أبو علي وازدادوا تسعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=25#docu)أي ازدادوا لبث تسع ; فحذف . وقال الضحاك : لما نزلت ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=25#docu)قالوا سنين أم شهور أم جمع أم أيام ; فأنزل الله - عز وجل - سنين . وحكى النقاش ما معناه أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية بحساب الأيام ; فلما كان الإخبار هنا للنبي [ ص: 347 ] العربي ذكرت التسع ; إذ المفهوم عنده من السنين القمرية ، وهذه الزيادة هي ما بين الحسابين . ونحوه ذكر الغزنوي . أي باختلاف سني الشمس والقمر ; لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة سنة فيكون في ثلاثمائة تسع سنين . وقرأ الجمهور ثلاثمائة سنين بتنوين مائة ونصب سنين ، على التقديم والتأخير ; أي سنين ثلاثمائة فقدم الصفة على الموصوف ، فتكون سنين على هذا بدلا أو عطف بيان . وقيل : على التفسير والتمييز . وسنين في موضع سنة . وقرأ حمزة والكسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15080)بإضافة مائة إلى سنين ، وترك التنوين ; كأنهم جعلوا سنين بمنزلة سنة إذ المعني بهما واحد . قال أبو علي : هذه الأعداد التي تضاف في المشهور إلى الآحاد نحو ثلاثمائة رجل وثوب قد تضاف إلى الجموع . وفي مصحف عبد الله " ثلاثمائة سنة " . وقرأ الضحاك " ثلثمائة سنون " بالواو . وقرأ أبو عمرو بخلاف " تسعا " بفتح التاء وقرأ الجمهور بكسرها . وقال الفراء والكسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15080)وأبو عبيدة : التقدير ولبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=25
( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=4&ayano=25#docu) ( 25 ) )
الرابعة عشرة : قوله تعالى : فإذا أحصن (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=4&ayano=25#docu)قراءة عاصم وحمزة والكسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15080)بفتح الهمزة . الباقون بضمها . فبالفتح معناه أسلمن ، وبالضم زوجن . فإذا زنت الأمة المسلمة جلدت نصف جلد الحرة ؛ وإسلامها هو إحصانها في قول الجمهور ، ابن مسعود والشعبي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14577) والزهري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300)وغيرهم . وعليه فلا تحد كافرة إذا زنت ، وهو قول الشافعي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13790)فيما ذكر ابن المنذر . وقال آخرون : إحصانها التزوج بحر . فإذا زنت الأمة المسلمة التي لم تتزوج فلا حد عليها ، قال سعيد بن جبير والحسن وقتادة ، وروي عن ابن عباس وأبي الدرداء (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=4)، وبه قال أبو عبيد . قال : [ ص: 126 ] وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنه أنه سئل عن حد الأمة فقال : إن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الدار . قال الأصمعي : الفروة جلدة الرأس . قال أبو عبيدة : وهو لم يرد الفروة بعينها ، وكيف تلقي جلدة رأسها من وراء الدار ، ولكن هذا مثل ! إنما أراد بالفروة القناع ، يقول ليس عليها قناع ولا حجاب ، وأنها تخرج إلى كل موضع يرسلها أهلها إليه ، لا تقدر على الامتناع من ذلك ؛ فتصير حيث لا تقدر على الامتناع من الفجور ، مثل رعاية الغنم وأداء الضريبة ونحو ذلك ؛ فكأنه رأى أن لا حد عليها إذا فجرت ؛ لهذا المعنى . وقالت فرقة : إحصانها التزوج ، إلا أن الحد واجب على الأمة المسلمة غير المتزوجة بالسنة ، كما في صحيح البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)ومسلم أنه قيل : يا رسول الله ، الأمة إذا زنت ولم تحصن ؟ فأوجب عليها الحد . قال الزهري : فالمتزوجة محدودة بالقرآن ، والمسلمة غير المتزوجة محدودة بالحديث .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=4&ayano=25
وقوله : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها ) أي حفظته وصانته . والإحصان : هو العفاف والحرية ، ( فنفخنا فيه من روحنا (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1871&idto=1871&bk_no=49&ID=1939#docu) ) أي : بواسطة الملك ، وهو جبريل فإن الله بعثه إليها فتمثل لها في صورة بشر سوي ، وأمره الله تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها ، فنزلت النفخة فولجت في فرجها ، فكان منه الحمل بعيسى ، عليه السلام . ولهذا قال : ( فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1871&idto=1871&bk_no=49&ID=1939#docu) ) أي : بقدره وشرعه ( وكانت من القانتين (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1871&idto=1871&bk_no=49&ID=1939#docu) )
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1871&idto=1871&bk_no=49&ID=1939
في تأويل قوله تعالى : ( قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=18&ayano=63#docu)( 63 ) )
وفي قوله : وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=63#docu)أن مع الفعل بتأويل المصدر ، وهو منصوب بدل اشتمال من الضمير في أنسانيه وهو بدل الظاهر من المضمر ، أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان . وهذا إنما ذكره يوشع في معرض الاعتذار لقول موسى : ( لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت ; فقال : ما كلفت كثيرا ) فاعتذر بذلك القول .
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=63
يقول تعالى ذكره : قال فتى موسى لموسى حين قال له : آتنا غداءنا لنطعم : أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت هنالك ( وما أنسانيه إلا الشيطان (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=18&ayano=63#docu)) يقول : وما أنساني الحوت إلا الشيطان ( أن أذكره (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=18&ayano=63#docu)) فأن في موضع نصب ردا على الحوت ، لأن معنى الكلام : وما أنساني أن أذكر الحوت إلا الشيطان سبق الحوت إلى الفعل ، ورد عليه قوله ( أن أذكره (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=18&ayano=63#docu)) .
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=18&ayano=63
قوله تعالى : الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=45&ayano=13#docu).
قوله تعالى : الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=45&ayano=13#docu)ذكر كمال قدرته وتمام نعمته على عباده ، وبين أنه خلق ما خلق لمنافعهم . وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ؛ يعني أن ذلك فعله وخلقه وإحسان منه وإنعام . وقرأ ابن عباس والجحدري وغيرهما ( جميعا منة ) بكسر الميم وتشديد النون وتنوين الهاء ، منصوبا على المصدر . قال أبو عمرو : وكذلك سمعت مسلمة يقرؤها ( منة ) أي : تفضلا وكرما . وعن مسلمة بن محارب أيضا ( جميعا منه ) على إضافة المن إلى هاء الكناية . وهو عند أبي حاتم خبر ابتداء محذوف ، أي : ذلك ، أو هو منه . وقراءة الجماعة ظاهرة . إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=45&ayano=13#docu)
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=45&ayano=13
قوله تعالى : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu).
حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)قيل : الواو هنا للعطف عطف على جملة والجواب محذوف . قال المبرد : أي : سعدوا وفتحت ، وحذف الجواب بليغ في كلام العرب . وأنشد :
فلو أنها نفس تموت جميعة ولكنها نفس تساقط أنفسا
فحذف جواب لو ، والتقدير : لكان أروح . وقال الزجاج : حتى إذا جاءوها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)دخلوها وهو قريب من الأول . وقيل : الواو زائدة . قال الكوفيون : وهو خطأ عند البصريين . وقد قيل : إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى ، والتقدير : حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة ، بدليل قوله : جنات عدن مفتحة لهم الأبواب (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وحذف الواو في قصة أهل النار ; لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم . ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله . قال النحاس : فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول ، فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد ، وهو أنه لما قال الله - عز وجل - في أهل النار : حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)دل بهذا على أنها كانت مغلقة ، ولما قال في أهل الجنة : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها ، والله أعلم . وقيل : إنها واو الثمانية . وذلك من عادة قريش أنهم يعدون من الواحد فيقولون : خمسة ستة سبعة وثمانية ، فإذا بلغوا السبعة قالوا : وثمانية . قال أبو بكر بن عياش . قال الله تعالى : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وقال : التائبون العابدون (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)ثم قال في الثامن : والناهون عن المنكر (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وقال : ويقولون سبعة وثامنهم (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وقال ثيبات وأبكارا (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442#docu)وقد مضى القول في هذا في [ براءة ] مستوفى وفي [ الكهف ] أيضا .
http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442 (http://espanol.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2995&idto=2995&bk_no=48&ID=2442)
الرد على اقوى شبهة في الكتاب
القرآن الكريم وشعر امرئ القيس
الاثنين 31/01/2005
مركز البحوث بالشبكة
متابعة لدفع الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، نقف اليوم مع شبهة تمسك بها بعض الجهلة من النصارى وغيرهم، وحاصلها الادعاء بأن القرآن الكريم قد اقتبس من شعر امرئ القيس عدة فقرات..
http://www.islamweb.net/cachepic/79229.gif
متابعة لدفع الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، نقف اليوم مع شبهة تمسك بها بعض الجهلة من النصارى وغيرهم، وحاصلها الادعاء بأن القرآن الكريم قد اقتبس من شعر امرئ القيس عدة فقرات منه، وضمنها في آياته وسوره، ولم يحصل هذا الأمر في آية أو آيتين، بل هي عدة آيات كما يزعمون .
وإذا كان الأمر كذلك، لم يكن لما يدندن حوله المسلمون من بلاغة القرآن وإعجازه مكان أو حقيقة، بل القرآن في ذلك معتمد على بلاغة من سبقه من فحول الشعراء وأساطين اللغة .
وقد استدل هؤلاء بما أورده المناوي في كتابه ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ) (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=139&CID=88) [ 2 / 187 ] ، حيث قال ما نصه: " وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل، فقال:
يتمنى المرء في الصيف الشتاء حتى إذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره
وقال:
اقتربت الساعة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر
وقال:
إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها
تقوم الأنام على رسلها ليوم الحساب ترى حالها
يحاسبها ملك عادل فإما عليها وإما لها " ا.هـ
وقد أورد بعضهم شيئا من الأبيات السابقة بألفاظ مختلفة، فقال بعضهم: إن امرأ القيس قال:
دنت الساعة وانشق القمر غزال صاد قلبي ونفر
مر يوم العيد بي في زينة فرماني فتعاطى فعقر
بسهام من لحاظ فاتك فر عني كهشيم المحتظر
وزاد بعضهم فقال:
وإذا ما غاب عني ساع كانت الساعة أدهى وأمر
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: { قتل الإنسان ما أكفره } وقوله تعالى: { اقتربت الساعة وانشق القمر } وقوله تعالى: { إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها } وقوله تعالى: { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } وقوله تعالى: { فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر } وقوله تعالى: { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } .
وهذه الشبهة منقوضة بأكثر من عشرين وجهًا، وبيان ذلك فيما يلي:
الوجه الأول: أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءًا منها .
الوجه الثاني: أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان امرئ القيس ، على اختلاف طبعاته، ونسخه ورواياته، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه .
الوجه الثالث: أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة الأعلم الشنتمري ، ونسخة الطوسي ، ونسخة السكري ، ونسخة البطليوسي ، ونسخة ابن النحاس وغيرها، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ، لا من قريب ولا من بعيد، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده .
الوجه الرابع: أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه، وما نسب إليه من ذلك، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله، ولا على أنها مما نحل عليه – أي نسب إليه وليس هو من قوله – ومنها دراسة للأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس ، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح، وما نحل عليه ومن نحله، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة .
الوجه الخامس: أن امرأ القيس وغيره من الشعراء قد نحلت عليهم العديد من القصائد فضلا عن الأبيات، بل نحل على بعضهم قصص كاملة لا زمام لها ولا خطام، وقضية نحل الشعر ونسبته لقدماء الشعراء أمر معروف لا يستطيع أحد إنكاره، وقد عرف عن حماد الراوية و خلف الأحمر أنهم كانوا يكتبون الشعر ثم ينسبوه إلى من سبقهم من كبار الشعراء، وقد ذكر ابن عبد ربه – وهو من المتقدمين توفي سنة 328 هـ - في كتابه ( العقد الفريد ) في باب عقده لرواة الشعر، قال: " وكان خَلف الأحمر أَروى الناس للشِّعر وأعلَمهم بجيّده....وكان خلف مع روايته وحِفظه يقول الشعر فيُحسن، وينَحله الشعراء، ويقال إن الشعر المَنسوب إلى ابن أخت تأبّط شَرّاً وهو:
إنَّ بالشِّعب الذي دون سَلْع لقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ
لـ خلَف الأحمر ، وإنه نَحله إياه، وكذلك كان يفعل حمّاد الرواية، يَخلط الشعر القديم بأبيات له، قال حماد : ما مِن شاعر إلا قد زِدْتُ في شعره أبياتاً فجازت عليه إلا الأعشى، أعشى بكر، فإني لم أزد في شعره قطُّ غيرَ بيت فأفسدتُ عليه الشعر، قيل له: وما البيتُ الذي أدخلته في شعر الأعشى ؟ فقال:
وأنكرتْني وما كان الذي نَكِرتْ من الحوادث إلا الشَّيبَ والصلعَا " ا.هـ
[ العقد الفريد 821 ]
وقال الصفدي - المتوفى سنة 764 هـ - في كتابه ( الوافي بالوفيات ) في ترجمة خلف الأحمر : " خلف الأحمر الشاعر صاحب البراعة في الآداب، يكنى أبا محرز ، مولى بلال بن أبي بردة ، حمل عنه ديوانه أبو نواس ، وتوفي في حدود الثمانين ومائة. وكان راوية ثقة علاّمة، يسلك الأصمعي طريقه ويحذو حذوه حتى قيل: هو معلِّم الأصمعي ، وهو و الأصمعي فتَّقا المعاني، وأوضحا المذاهب، وبيَّنا المعالم، ولم يكن فيه ما يعاب به إلا أنه كان يعمل القصيدة يسلك فيها ألفاظ العرب القدماء، وينحلها أعيان الشعراء، كـ أبي داود ، و الإيادي ، و تأبَّط شراً ، و الشنفري وغيرهم، فلا يفرَّق بين ألفاظه وألفاظهم، ويرويها جلَّة العلماء لذلك الشاعر الذي نحله إيّاها، فمّما نحله تأبَّط شرّاً وهي في الحماسة من الرمل:
إنّ بالشِّعب الذي دون سلعٍ لقتيلاً دمه لا يطلُّ
ومما نحله الشّنفري القصيدة المعروفة بلامية العرب وهي من الطويل:
أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم فإني إلى قومٍ سواكم لأميل
..... قال خلف الأحمر : أنا وضعت على النابغة القصيدة التي منها: من البسيط
خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ تحت العجاج وأخرى تعلك اللُّجما
وقال أبو الطيب اللّغوي : كان خلف الأحمر يصنع الشعر وينسبه إلى العرب ، فلا يعرف. ثم نسك، وكان يختم القرآن كلّ يوم وليلة . ". اهـ
ومثل ذلك ذكره ياقوت الحموي - المتوفى سنة 626 هـ - في كتابه ( معجم الأدباء ) ( 4 / 179 ) في ترجمة خلف الأحمر .
ونقل أبو الحسن الجرجاني – المتوفى سنة 392 هـ - في كتابه ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ) ص24 - وهو يناقش من يعترض عليه بأن شعر المتقدمين كان فيه من متانة الكلام، وجزالة المنطق وفخامة الشعر، ما يصعب معه أن ينسج على منواله، ولو حاول أحد أن يقول قصيدة أو يقرضَ بيتاً يُقارب شعر امرئ القيس و زهير ، في فخامته، وقوة أسْره، وصلابة معجَمه لوجده أبعد من العيّوق مُتناولاً، وأصعبَ من الكبريت الأحمر مطلباً ؟ .
فرد على المعترض قائلا: " أحلتك على ما قالت العلماء في حمّاد و خلَف و ابن دأْب وأضرابِهم، ممن نحلَ القدماءَ شعره فاندمج في أثناء شعرهم، وغلب في أضعافه، وصعُب على أهل العناية إفرادُه، وتعسّر، مع شدة الصعوبة حتى تكلّف فلْي الدواوين، واستقراءُ القصائد فنُفِي منها ما لعلّه أمتن وأفخم، وأجمع لوجوه الجوْدة وأسباب الاختيار مما أثبت وقُبِل " .
[ راجع الأعلام 2 / 358. معجم البلدان 11 / 64. أنباء الرواة 1 / 348. الفهرست ص / 50. طبقات الشعراء ص /147 ]
وإنما أوردنا كل هذه النقولات لنثبت أن وقوع النحل في شعر العرب أمر وارد وحاصل، وقد أوردنا لك كلام المتقدمين، الذين عرفوا كلام العرب وأشعارهم، وسبقوا المحدثين والمستشرقين، أما المعاصرون، فقد قال الأستاذ محمد أبو الفضل في مقدمة دراسته عن امرئ القيس وشعره: " استفاضت أخباره على ألسنة الرواة، وزخرت بها كتب الأدب والتراجم والتاريخ، ونسجت حول سيرته القصص، وصيغت الأساطير، واختلط فيها الصحيح بالزائف، وامتزج الحق بالباطل، وتناول المؤرخون والأدباء بالبحث والنقد والتحليل، وخاصة في العصر الحديث ... وفي جميع أطوار حياته منذ حداثته وطراءة سنه، إلى آخر أيامه، قال الشعر وصاغ القريض ... وأصبح عند الناس قدر وافر من قصيده، فنحلوه كل شعر جهل قائله، أو خمل صاحبه، من جيد يعسر تمييزه عن شعره، ورديء سفساف مهلهل النسج، سقيم المعنى، وللعلماء من القدماء حول هذا الشعر وتحقيق نسبته إليه أقوال معروفة مشهورة " اهـ [ امرؤ القيس ص 6 ]
فلو نسبت الأبيات التي هي موضع الشبهة إلى امرىء القيس دون سند أو برهان، فلا شك حينئذ في أنها منحولة ومكذوبة عليه، ومع ذلك فإنه حتى في المنحول الذي يذكره من جمع شعر امرئ القيس وما نحل عليه لا تذكر هذه الأبيات .
الوجه السادس: أن بعض الأبيات السابقة منسوبة بالفعل إلى غير امرئ القيس ، قال الذهبي – المتوفى سنة 748 هـ - في تاريخ الإسلام في ترجمة " محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز – المعروف بمؤيد الدين القمي - ": " وكان كاتبًا سديدًا بليغًا وحيدًا ، فاضلاً، أديبًا، عاقلاً، لبييًا، كامل المعرفة بالإنشاء، مقتدرا على الارتجال ... وله يد باسطة في النّحو واللّغة، ومداخلةٌ في جميع العلوم، إلى أن قال: أنشدني عبد العظيم بن عبد القويّ المنذري ، أخبرنا عليّ بن ظافر الأزدي ، أنشدني الوزير مؤيّد الدّين القمّي النائب في الوزارة الناصرية، أنشدني جمال الدّين النّحوي لنفسه في قينة:
سمّيتها شجراً صدقت لأنّـهـا كم أثمرت طرباً لقلب الواجد
يا حسن زهرتها وطيب ثمارها لو أنّها تسقى بـمـاءٍ واحـد
وبه – يعني بالإسناد السابق - قال: وأنشدنا لنفسه:
يشتهي الإنسان في الصّيف الشّتا فإذا مـا جـاءه أنــكـــره
فهو لا يرضى بـعـيشٍ واحـدٍ قتل الإنـسـان مـا أكـفـره " اهـ
فهذا الذهبي - وهو من المتقدمين - يروي البيتين السابقين بالسند منسوبين إلى غير امرئ القيس ، على أن التيفاشي – وهو من كبار أدباء العرب توفي سنة 651 هـ - صاحب كتاب ( سرور النفوس بمدارك الحواس الخمسة ) ينسب البيتين [ ص 89 ] إلى يحيى بن صاعد ، قال: " يحيى بن صاعد :
يشتهي الإِنسانُ في الصيفِ الشتا فإذا جاء الـشـتـا أنـكـرَهُ
فهو لا يرضـى بـحـالٍ أبـداً قُتِلَ الإنـسـانُ مـا أكـفـره " ا.هـ
وأيا كان الأمر، فإن التيفاشي و الذهبي متقدمان على المناوي ، وقد نسبا كما رأيت البيتين إلى غير امرئ القيس .
الوجه السابع: أن بعض المفسرين أنكر هذين البيتين صراحة ، قال محمود الألوسي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: { قتل الإنسان ما أكفره } :" قال الإمام – أي الرازي - إن الجملة الأولى تدل على استحقاقهم أعظم أنواع العقاب عرفًا، والثانية تنبيه على أنهم اتصفوا بأعظم أنواع القبائح والمنكرات شرعا، ولم يسمع ذلك قبل نزول القرآن، وما نسب إلى امرئ القيس من قوله:
يتمنى المرء في الصيف الشتا فإذا جاء الشتا أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره
لا أصل له، ومن له أدنى معرفة بكلام العرب لا يجهل أن قائل ذلك مولد أراد الاقتباس لا جاهلي " اهـ [ روح المعاني 30 / 44 ] فانظر إلى كلام من ذاق أشعار العرب، وألف أساليبهم، حيث لم يخف عليه ركاكة الألفاظ وضعف السبك .
الوجه الثامن: أن المتقدمين من أهل اللغة والأدب كانوا يعكسون القضية، فكانوا يذكرون الآيات القرآنية التي اقتبسها الشعراء من القرآن، وضمنوها شعرهم، فهذا ابن داود الظاهري الأصفهاني - وهو من أعلم الناس بأشعار العرب، كما أنه متقدم توفي سنة 227هـ - قد عقد في كتابه ( الزهرة ) فصلاً لما استعانت به الشعراء من كلام الله تعالى، وكان مما ذكر قوله سبحانه { إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها } وأن الخنساء ضمنته في أبيات لها فقالت:
أبعدَ ابن عمرو من آل الشّريد حلَّتْ به الأرضُ أثقالها
فخر الشّوامِـخُ من فَقْدِه وزُلزلتِ الأرضُ زلزالها
وهذا مما يدل على أن أول من نطق بهذه العبارة هو القرآن الكريم، لأنه لو كان امرؤ القيس قد قالها قبل القرآن الكريم، لما كان للفصل الذي عقده فائدة، ولكانت الخنساء قد ضمنت أبيات امرئ القيس في شعرها، لا آيات القرآن الكريم، ولكان القرآن الكريم نفسه قد ضمن أبيات امرأ القيس ، لكن لأن الأبيات الثلاثة المنحولة على امرئ القيس والتي سبق ذكرها أول البحث، وأولها:
إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها
لكون تلك الأبيات لا وجود لها في عصر ابن داود الظاهري ، لم يذكرها أو يشر إليها، بل كان الفصل الذي عقده في الآيات القرآنية التي استعان بها الشعراء .
الوجه التاسع: أن غاية ما ذكر في كتب بعض المتقدمين مما نحل على امرئ القيس ، وذكر لفظه في القرآن الكريم، ما نسب إليه من قوله:
أنا منْ قومٍ كرامٍ يطعمونَ الطيباتِ
بجفانٍ كالجوابي وقدورٍ راسياتِ
هذان هما البيتان الوحيدان اللذان ذكرهما بعض المتقدمين منسوبين إلى امرئ القيس ، ومع ذلك فقد أنكروهما وشككوا في صحة نسبتهما إليه، فذكر ابن أبي الأصبع - المتوفى سنة 654 هـ - في كتابه ( تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ) ص486 عندما تكلم عن الإيداع أو التضمين، وما قيل من وقوع ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات } (سبأ:13) قال: " على أن بعض الرواة ذكر أنه وضعه بعض الزنادقة، وتكلم على الآية الكريمة، وأن امرأ القيس لم يصح أنه تلفظ به " .
ونقل عبد الرحيم العباس - المتوفى 963 هـ - في كتابه: ( معاهد التنصيص على شواهد التلخيص ) ص 2297 – قول ابن أبي الأصبع ، وأقره ثم أعقبه بقوله: " قلت: وقد تصفحت ديوانه على اختلاف رُواته، فلم أجد فيه قصيدة على هذا الوزن والروي " اهـ .
فهذه كتب الأدباء والعلماء، وأساطين اللغة والشعر الذي اطلعوا على أشعار العرب ودواوين امرئ القيس حتى نهاية القرن العاشر الهجري، لا ينسبون إلى امرئ القيس أي شيء من هذا القبيل، ولو أنهم اطلعوا على غيرها من الأبيات لذكروه، سواء صحت نسبته أم لم تصح .
الوجه العاشر: أن أي نقد يوجه إلى شيء من الأبيات المنسوبة إلى امرئ القيس ، يوضح ضعف سبكها، وتهلهل نسجها، وسقم معناها، وسخف بعض التراكيب فيها، فالبيت الذي فيه:
اقتربت الساعة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر
ما المراد بالساعة واقترابها، إن كان المراد بالساعة يوم القيامة، فالجاهليون لم يكونوا يؤمنون بالمعاد، فضلا عن أن يذكروه في أشعارهم أو يضعوه في قصائدهم، وإن كان المراد ساعة لقاء الحبيبة كما يزعم البعض، فما المراد حينئذ بقوله ( وانشق القمر ) فإن كان المراد انشقاق القمر فعلاً، فهذا كذب، إذ لم ينشق القمر في عهدهم أبدًا، بل انشق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما جاءت بذلك الروايات، وإن كان المراد بالقمر ذكر المحبوبة، فليس من عادة العرب التعبير عن جمال المحبوبة بانشقاق القمر، وأي جمال في انشقاق القمر إذا انشق، وما وجه الحسن في انشقاقه ليشبه به المحبوبة، وقد دأب العرب على تشبيه حسن النساء بالبدر حين اكتماله، لا بانشقاق القمر، ثم انظر إلى ركاكة الأسلوب في البيت السابق وقارنه بقول امرئ القيس في معلقته:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
وقوله:
مكر مفر مقبل مدر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
وقوله:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي
بل قارن الأبيات التي هي موضع الشبهة، والتي ذكرت أول البحث، بما ثبت نحله على امرئ القيس ، وجزم بأنه ليس من قوله، مثل:
ترى القنة الحقباء منها كأنها كميت يبارى رعلة الخيل فارد
ومثل:
وآليت لا أعطي مليكا مقادتي ولا سوقة حتى يئوب ابن مندله
ومثل:
فجعت به في ملتقى الحي خيله تركت عناق الطير تحجل حوله
وإذا قرأت الأبيات السابقة، والتي ثبت أنها منحولة على امرئ القيس ، علمت أن الأبيات التي هي موضع الشبهة مكذوبة لا شك في ذلك، وأنها من أردأ المنحول .
الوجه الحادي عشر: أن البيت الذي فيه:
مر يوم العيد بي في زينة فرماني فتعاطى فعقر
يظهر منه ركاكة الأسلوب، فإن قوله: ( فتعاطى ) جاء بعد قوله: ( فرماني ) فإذا كان قد رماه، فأي شيء تعاطاه، والتعاطي هو تناول الشيء، فلماذا يتعاطى شيئا بعد أن رماه، وكان المفترض أن يتعاطى شيئا ثم يرميه به، لا أن يرميه ثم يتعاطى، وقد جاء بعد هذا البيت:
بسهام من لحاظ
أي أنه قد رماه بسهام من سهام العيون، وإذا كان الأمر كذلك، فما فائدة قوله: ( فتعاطى فعقر ) إلا الزيادة في قبح الأسلوب ورداءة المعنى، على أن العقر إن أريد به الذبح فإنه لا يأتي في اللغة إلا في الناقة والخيل، يقال: عقرت الناقة، وعقرت الخيل، ولا يقال عقر بمعنى ذبح إلا في الناقة والخيل. وإن أريد به الجرح، فإن البيت موضوع أصلا للدلالة على الرمي المعنوي بسهام العيون، لا على الرمي الحقيقي بآلة أو نحو ذلك، وأيا ما كان الأمر فإن ضعف الأسلوب وركاكة التعبير تخجل من نسبة هذا الشعر إلى شاعر مولد فضلاً عن شاعر عربي جاهلي .
الوجه الثاني عشر: أن البيت الذي فيه:
بسهام من لحاظ فاتك فر عني كهشيم المحتظر
فيه ركاكة وخلل تركيب واضحين، فقوله: ( كهشيم المحتظر ) لا معنى له في البيت، فإن ( هشيم المحتظر ) هو حشيش الحظائر البالي الذي تدوسه الأغنام بأقدامها، أو هو العظام المحترقة، أو التراب المتناثر من الحائط كما جاء في تفسيرها [ انظر تفسير الطبري 11 / 561 ] فأي علاقة بين ذلك وبين فراره عنه، وما وجه الشبه، وهل يفر وهو كشيهم المحتظر ؟ أم كان الأولى به أن يهلك ويموت إذا صار كهشيم المحتظر، وقارن بين ضعف التشبيه هنا، وقوته في قوله تعالى: { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } (القمر:31) .
الوجه الثالث عشر: أن المناوي رحمه الله صاحب فيض القدير، لم تكن له عناية في كتابه ذلك إلا بشرح أحاديث الجامع الصغير، فلم يعتن بجمع الشعر أو نسبته، أو تمحيص رواياته، وكتابه ( فيض القدير ) ليس كتابا معتمدًا في نقل الشعر أو نسبته، وإنما هو كتاب في شرح الحديث، هذا فضلاً عن كونه من المتأخرين، حيث توفي سنة 1029 هـ، فكيف يصبح كلامه مقدما على كلام من سبقه من أساطين اللغة، وعلماء الأدب والبلاغة، ولا شك في أن نسبته لتلك الأبيات إلى امرىء القيس خطأ محض، كما سبق بيانه، ولهذا لا يذكر لها سندًا أو عزوًا أو مصدرًا .
الوجه الرابع عشر: أن البيت الذي ذكره المناوي ، وهو:
اقتربت الساعة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر
غير مستقيم من ناحية الوزن الشعري، فالشطر الأول مكسور، إلا لو أبدلنا ( اقتربت ) بـ ( دنت )، وحينئذ يتبين أن المناوي لم يكن على عناية في كتابه بذكر الشعر أو تحقيقه، لا سيما وأن البيت الذي فيه:
إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها
لا يستقيم في ميزان الشعر ألبتة، فالتاء زائدة وكاسرة للوزن، وليس هناك رواية مكذوبة أخرى لتصحح هذا الخلل، مما يدلك على أن أصل نسبة تلك الأبيات إلى امرئ القيس ، محض خطأ أو كذب .
الوجه الخامس عشر: أن الأبيات الثلاثة التي ذكرها المناوي ، وهي:
إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها
تقوم الأنام على رسلها ليوم الحساب ترى حالها
يحاسبها ملك عادل فإما عليها وإما لها
لا يمكن أن تصدر من امرئ القيس ، فليس هي من معهود شعره، كما أن أهل الجاهلية لم يكونوا يؤمنون بالبعث، فضلاً عن أن يذكروا تفاصيل إخراج الأرض لأثقالها وقيام الأنام لربها، مع حضور الرسل ليوم الحساب، إضافة إلى مشهد حساب الله تعالى للخلائق، إلا ما نقل عن الحنفاء الذين عرف اتصالهم بأهل الكتاب، ووجد في شعرهم شيئ من ذلك كـ أمية بن أبي الصلت ، و زيد بن عمرو بن نفيل ، و امرئ القيس ليس منهم قطعًا .
الوجه السادس عشر: أن البيتين المنسوبين إليه، والذين ذكرهما المناوي ، وهما:
يتمنى المرء في الصيف الشتاء حتى إذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره
في هذين البيتين خلل من ناحية الوزن الشعري، وبيانه أن كل أشطار البيتين من بحر الرمل، إلا الشطر الثاني من البيت الأول، فهو من بحر الرجز، ولا يمكن أن يقع هذا من مثل امرئ القيس ، اللهم إلا إذا أخذنا بالرواية التي ذكرها الذهبي في ( تاريخه ) والتي نسب فيها البيتين إلى غير امرئ القيس ، أو الرواية التي ذكرها التيفاشي ، فحينئذ يستقيم البيت على بحر الرمل .
الوجه السابع عشر: أن كفار قريش كانوا أعلم الناس بأشعار العرب، وأحفظهم له، وأعرفهم بمداخله ومخارجه، وقد كانوا مع ذلك أحرص الناس على بيان كذب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ما هو إلا ساحر أو كاهن أو شاعر، ومع ذلك كله لم يقل له أحد منهم: إن ما جئت به يشبه شعر امرئ القيس أو أحد غيره، فضلاً عن أن يقول له: إن ما جئت به مقتبس من شعر من سبق، وإذا كانوا قد ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر، ورد الله تعالى عليهم بقوله: { وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون } فلم يستطيعوا تكذيب كلام الله تعالى، ولم يقدروا على أن يأتوا بدليل على كلامهم إلا التهويش والتكذيب، ولو كان ذلك الشعر من كلام امرئ القيس ، لكان كفار قريش وصناديد الكفر أول من يستعين به في رد كلام الله تعالى .
الوجه الثامن عشر: أن الوليد بن المغيرة شهد على نفسه وقومه من قبل بأن القرآن الكريم ليس من جنس شعر العرب، فضلاً عن أن يكون مقتبسا منه، قال الوليد : " والله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا " وإذا كان كذلك علم أن الأبيات السابقة مكذوبة لا محالة .
وقال ضماد بن ثعلبة الأزدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما في ( صحيح مسلم ): " لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر " .
وفي قصة عتبة بن ربيعة حين جاء يفاوض النبي صلى الله عليه وسلم على أن يترك دعوته ويعرض عليه المال والملك والسلطان، فقرأ عليه صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن، فلما رجع إلى قومه وجلسوا إليه قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا الكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم .
ولما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق أخوه حتى قدم مكة وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة ليسمع منه، ثم أسلم رضي الله عنه .
الوجه التاسع عشر: أنه على فرض صحة نسبه تلك الأبيات إلى امرئ القيس ، فإن القرآن الكريم لم ينزل بالعبرية أو السريانية، بل نزل بلغة العرب، وإذا كان كذلك فلا غضاضة في أن يحصل تشابه في بعض الكلمات أو التراكيب، إذ القرآن الكريم نزل ليتحدى كفار قريش، قائلا لهم: إنكم تنطقون بهذه الأحرف، وتقولون تلك الكلمات، لكنكم مع ذلك عاجزون عن أن تأتوا بمثل القرآن من جهة القوة والإحكام والإتقان، والتشابه في بعض الكلمات والتراكيب لا يعني الاقتباس والنقل كما هو معلوم .
الوجه العشرون: على فرض صحة نسبة تلك الأبيات إلى امرئ القيس ، فإنها لا تتعدى مع المكذوب منها عشرة أبيات، فلو سلمنا جدلا بأن القرآن اقتبس في عشر آيات منه، من عشرة أبيات، فمن أين أتى القرآن بأكثر من ستة آلاف آية أخرى !!!
ونقول أخيرًا – وهو الوجه الحادي والعشرون –: إن هذه الفرية ليست وليدة اليوم، فقد بدأت أصداؤها منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حين نشرت الجمعية الإنجليزية المكلفة بالدعوة إلى النصرانية كتابًا بعنوان ( تنوير الأفهام ) وقد كتب ذلك الكتاب أحد الحاقدين على الإسلام وأهله، وضمن كتابه الأبيات التي ذكرناها أول المقال، ونسبها إلى امرئ القيس ، ثم ادعى بعد ذلك أن القرآن الكريم قد اقتبس من تلك الأبيات .
ونص الأبيات التي لفقها على امرئ القيس :
دنت الساعة وانشق القمر عن غزال صاد قلبي ونفر
أحور قد حرت في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حور
مر يوم العيد في زينته فرماني فتعاطى فعقر
بسهام من لحاظ فاتك فتركني كهشيم المحتظر
وإذا ما غاب عني ساعة كانت الساعة أدهى وأمر
كتب الحسن على وجنت بسحيق المسك سطرًا مختصر
عادة الأقمار تسري في الدجى فرأيت الليل يسري بالقمر
بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر
قلت إذ شق العذار خده دنت الساعة وانشق القمر
[ انظر مجلة المنار 7/3/101 ]
وقد تنبه العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله لهذه الفرية، وردها بالأدلة والبراهين، ونحن ننقل شيئا من كلامه لأهميته، قال رحمه الله: " لولا أن في القراء بعض العوام، لما كنت في حاجة إلى التنبيه على أن هذه القصيدة يستحيل أن تكون لعربي، بل يجب أن تكون لتلميذ أو مبتدئ ضعيف في اللغة من أهل الحضر المخنثين عشاق الغِلمان، فهي في ركاكة أسلوبها وعبارتها وضعف عربيتها وموضوعها، بريئة من شعر العرب لا سيما الجاهليين منهم، فكيف يصح أن تكون لحامل لوائهم، وأبلغ بلغائهم .
وهب أن امرأ القيس زير النساء كان يتغزل بالغلمان - وافرضه جدلاً - ولكن هل يسهل عليك أن تقول: إن أشعر شعراء العرب صاحب ( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ) يقول: أحور قد حرت في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حور، وتضيق عليه اللغة فيكرر المعنى الواحد في البيت مرتين؛ فيقول: أحور بعينيه حور .
أتصدق أن عربيا يقول: انشق القمر عن غزال، وهو لغو من القول ؟ وما معنى: دنت الساعة في البيت ؟ وأي عيد كان عند الجاهلية يمر فيه الغلمان متزينين ؟ وهل يسمح لك ذوقك بأن تصدق أن امرأ القيس يقول: فرماني فتعاطى فعقر، وأي شىء تعاطى بعد الرمي، والتعاطي: التناول ... وهل يقول امرؤ القيس : لحاظ فاتك ؟ فيصف الجمع بالمفرد .
وهل يشبّه العربي طلوع الشعر في الخد بالسُرى في الليل ؟ مع أنه سير في ضياء كالنهار ؟
وكيف تفهم وتعرب قوله:
بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر
وهل يقول عربي، أو مستعرب فصيح في حبيبه: إن العذار شق خده شقًّا ؟!
.... بعد هذه الإشارات الكافية في بيان أن الشعر ليس للعرب الجاهليين، ولا للمخضرمين، وإنما هو من خنوثة وضعف المتأخرين، أسمح لك بأن تفرض أنه لـ امرىء القيس إكرامًا واحترامًا للمؤلف – أي مؤلف كتاب ( تنوير الأفهام ) - ولكن هل يمكن لأحد أن يكرمه ويحترمه فيقول: إن الكلمات التي وضع لها العلامات هي عين آيات القرآن ؟ .... وليس في القرآن ( فرماني فتعاطى فعقر ) وقد ذكرنا لك الآية آنفًا، وقوله: ( تركني كهشيم المحتظر ) مثله، وإنما الآية الكريمة: { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } (القمر:31) فالمعنى مختلف والنظم مختلف، وليس في البيت إلا ذكر المشبه به، وهو فيه في غير محله؛ لأن تشبيه الشخص الواحد بالهشيم يجمعه صاحب الحظيرة لغنمه لا معنى له، وإنما يحسن هذا التشبيه لأمة فُنيت وبادت كما في الآية ... وليس في القرآن أيضًا: كانت الساعة أدهى وأمر، وإنما فيه { سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } (القمر:45-46)فههنا وعيدان شرهما الساعة المنتظرة فصح أن يقال: إنها أدهى وأمر، وليس في البيت شيء يأتي فيه التفضيل على بابه .
واعلم أن هذا الشعر من كلام المولدين المتأخرين هو أدنى ما نظموا في الاقتباس، ولم ينسبه إلى امرئ القيس إلا أجهل الناس .
ثم إن المعنى مختلف، والنظم مختلف، فكيف يصح قول المؤلف – أي مؤلف كتاب ( تنوير الأفهام ) -: إن هذه الكلمات من آيات القرآن، وإنها لا تختلف عنها في المعنى، ولو فرضنا أن هذه الكلمات العربية استعملت في معنى سخيف في الشعر ليس فيه شائبة البلاغة، ثم جاءت في القرآن العربي بمعان أخرى وأسلوب آخر، وكانت آيات في البلاغة كما أنها في الشعر عبرة في السخافة، فهل يصح لعاقل أن يقول: إن صاحب هذا الكلام البليغ في موضوع الزجر والوعظ مأخوذ من ذلك الشعر الخنث في عشق الغلمان، وأن المعنى واحد لا يختلف ؟
فمن كان معتبرا باستنباط هؤلاء الناس وتهافتهم في الطعن والاعتراض على القرآن فليعتبر بهذا، ومن أراد أن يضحك من النقد الفاضح لصاحبه، الرافع لشأن خصمه فليضحك، ومن أراد أن يزن تعصب هؤلاء النصارى بهذا الميزان فليزنه، وإنه ليرجح بتعصب العالمين ." اهـ [ مجلة المنار 7 / الجزء 5 / ص 161 ]
وختامًا، فإن أي محاولة للتشكيك في إعجاز القرآن وبلاغته، إنما هي محاولة فاشلة يائسة، فقد اجتمع في كفار قريش أقوى عاملين للتشكيك في القرآن الكريم، العامل الأول: كونهم أهل اللغة العربية، وفيهم فطاحل الشعراء والخطباء، والعامل الثاني: رغبتهم الجامحة في إطفاء نور الله تعالى والصد عن سبيله .
ومع ذلك كله، لم يستطيعوا أن يخفوا أو ينكروا إعجاز القرآن وبلاغته وقوته، بل نسبوا إعجازه إلى ما لا يحسنه كل أحد كالسحر والكهانة، فأي تشكيك بعدهم في بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، إنما هو ضرب من الكذب والهذيان، إذ إن أولى الناس بهذا التشكيك – وهم كفار قريش – وقفوا حائرين أمام عبارات القرآن وآياته، فكيف بالمولدين بعدهم ممن لا يحسن أحدهم إعراب جملة، أو بناء قصيدة، فضلاً عن أن يعارض معلقة من المعلقات المشهورة { والله متم نوره ولو كره الكافرون } (الصف:8).
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=79229
Zainab Ebraheem
18.09.2010, 20:06
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخى الكريم
فهل وجدوا مخطوطات للشعر امرؤ القيس يثبت انه قيل قبل القران ام انه تدليس مثل وثيقة بحيرا وكتبت فى وقت متأخر
القرأن محفوظ بالتواتر من 14 قرن ام الافتراءات التى يفترونها على القرآن فلا يوجد اى دليل عن وقت ظهورها اساسا
لكن ما ذا تفعل فى عقول النصارى
الأسراء والمعراج
هل حقا هذه القصة كتبت قبل الإسلام بأربع قرون ؟
هل يوجد تشابه بين هذه القصة وحادث معراج النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟
تعالوا لنرى :-
القصة كما ترجمها د- فريدان فاهمان في كتاب
(Arda Wiraz Namag by Fereydun Vahman)
تحكي فترة انهيار الديانة المازيدية فاجتمعت الكهنة واجروا قرعة لاختيار رجل يرسلونه للمملكة الروحية فيأتي لهم بالحل المنقذ . ووقعت القرعة على البطل الذي اسمه في حكاية (ويراذ ) وفي حكاية أخرى ( أدربادي ).
ثم يسقونه خمرا ويعطوه مادة مخدرة اسمها ( هوما ) فيغط في نوم عميق
وبعد سبعة أيام يستيقظ ليحكي لهم ما رآه في المملكة الروحية .
ما يراه المبشرون متشابها مع قصة المعراج هو الآتي :-
- البطل كان يمشي على جسر اسمه ( شين واد ) وهو طريق آمن كان ينتقل عليه مع الآلهة ليرى الجنة وفيها الأرواح الطيبة أو الجحيم وفيها الأرواح الشريرة . قال المبشرون أن النبي محمد اقتبس فكرة الصراط من الشين واد .
- قالوا أيضا أن ( ويراذ ) رأى نساء معلقة من أرجلها وتفقأ أعينها بمسامير وتمشط صدورها بأمشاط حديدية وهذا مشابه للقصة الإسلامية حسب قولهم !
تعالوا الآن لنرى ما هو التاريخ الحقيقي لهذه القصة :-
تقول encyclopedia Iranica الموسوعة الإيرانية :-
The Arda@ W^ra@z-na@mag, like many of the Zoroastrian works, underwent successive redactions. It assumed its definitive form in the 9th-10th centuries A.D., as may be seen in the ****'s frequent Persianisms, usages known to be characteristic of early Persian literature (e.g., generalized use of the durative particle hame@). This book has become comparatively well known to the Iranian public, thanks to its numerous versions in modern Persian (often versified and with illustrations). It was early made available in Western languages by M. Haug and E. W. West (The Book of Arda Viraf, Bombay and London, 1872 [repr. Amsterdam, 1971]; Glossary and Index of the Pahlavi **** of the Book of Arda Viraf; Bombay and London, 1874) and by M. A. Barthe lemy (Artâ Vîrâf Nâmak ou Livre d'Ardâ Vîrâf; Paris, 1887). A recent edition and translation is by Ph. Gignoux (Le livre d'Arda@ Vira@z, Paris, 1984). Inevitably this work has been compared with Dante's Divine Comedy (see the bibliography). Some influences, transmitted through Islam, may have been exerted on the latter, but these remain to be fully demonstrated.
http://www.iranica.com/newsite/index.isc
الرابط الحديث للقصة:
http://www.iranica.com/articles/arda-wiraz-wiraz
( اردا ويراذ ناماك مثل باقي الأدب الزاردشتي مرت بتنقيحات كثيرة والصورة الأخيرة لها التي بين أيدينا الآن كتبت بين القرن التاسع والعاشر الميلادي )
مترجم القصة للانجليزية السيد فاهمان يقول في كتابه السابق ذكره :-
( مقدمة القصة ترجح زمن بعد الفتح الإسلامي لفارس .إنها تبدو انتاج أدبي فيما بين القرنين التاسع والعاشر الميلادي . التحليل اللغوي للقصة يؤيد هذا الرأي ) .
إذن الثابت أن النص الحالي للقصة الذي يرى الجميع أن التقليد الإسلامي اقتبسه كتب بعد الإسلام بحوالي مائتي عام .
ولكن ماذا كان يقول النص الأصلي للقصة قبل أن تتعرض للتغيير أكثر من مرة
ومتي خرجت القصة للوجود لاول مرة ؟
لا أحد يعرف تحديدا . وإن كان السيد( فاهمان ) يستنتج من المقدمة أنه ربما بدأت الصياغة الأولى لهذه القصة وقت انهيار الإمبراطورية الفارسية على أيدي المسلمين .
وعلى هذا فتأثر القصة الفارسية بالاسلام في بعض تفاصيلها هو الرأي الصحيح وليس العكس .
بقي أن أقول انه هناك ثلاث مخطوطات للقصة موجودة بين كوبنهجن وميونخ جميعهم تاريخه بعد القرن الرابع عشر الميلادي .
كما هو واضح لنا فالقصة الفارسية هي فولكلور شعبي تعرض للتغيير في محتواه بمرور الزمن كعادة هذا النوع من الفنون والراجح أن القصة تأثرت بحادث معراج رسولنا الكريم في بعض تفاصيلها تماما مثل الكوميديا الالهية لدانتي التي تعتبر إقتباسا لقصة المعراج ( رغم أن هذا القول يغضب أصدقاءنا الإيطاليين ) .
اختم بقول السيدة ماري بويس ( باحثة أدب شرقي ) التي تقول في كتابها :-
Boyce, Mary. ed. ****ual Sources for the Study of Zoroastrianism, 1984
( لقد ظل سائدا أن قصة ( آردا ويراذ ناماك ) أثرت في قصة المعراج الإسلامية حتى تبين أن الصورة الأخيرة للقصة الفارسية حديثة العهد بالنسبة للإسلام ) .
:bismillah2:
جزاك الله خيرا اخي الحبيب بارك الله فيك ونفع بك
جهد تشكر عليه جعله الله في ميزان حسناتك
قراءة نقدية لكتاب (محنتي مع القرآن ومع الله ) للدكتور عباس عبد النور(1) .
منقول : هذا المقال للكاتب سامر إسلامبولي
إن الملاحظ من بداية الكتاب أن المؤلف مريض نفسياً، ومُصاب بالحزن والاكتئاب، والنظرة السوداوية، وهذا من خلال كلام المؤلف عن نفسه، من كونه قد أجرى عمليه جراحية لعينيه ، وعملية جراحية لقدمه سببت له عاهة دائمة (العرج )، مع تَرَقُق في عظامه، وتعبه من السير ، وإصابته بأزمات مادية شديدة إلى درجة أنه هّمَّ أن يبيع منزله ، وما شابه ذلك من مصائب ( كان الله في عونه)، التي لا يخلو منها إنسان في الوطن العربي على الغالب، وبدأ بعملية الدعاء والابتهال إلى الله، يُذكِّره بعبادته لمدة أعوام طويلة دون أن يطلب منه شيئاً، والآن حان دورك يا الله !، لترد لي جزاء عبادتي، وتفي بوعدك ، وتقف بجانبي، وتفرج عني كربي وهمي ، وكرر الدعاء ، وأقام الليالي بالصلاة والابتهال ، فلم يتم حل مشكلته المادية، وتأزمت معه الأمور أكثر، فسارع إلى إنكار وجود الخالق، لأنه لم يستجب دعاءه، ويفرج عنه مصيبته . وللانتقام من الخالق، قرر في نفسه الطعن في كتابه الذي سهر الليالي وهو يتلوه ويقرأه، فدخل إلى النص القرآني وقلبه مليء بالحقد عليه، فبدأ يُثير الإشكاليات من هنا؛ وهناك، مستغلاً التراث وضحالته ، فيأتي بفهم الآباء للنص القرآني وكأنه وحي نزل مع النص ذاته ، ويعده صواباً ، ويبدأ بنقده، وطعنه، والسخرية منه ، ثم يسحب ذلك الفهم الساذج إلى النص القرآني ذاته، فيحكم عليه بالبطلان والتحريف، وهكذا؛ تابع رحلته من الإيمان إلى الشك !، ينقل عدواه إلى أمثاله ممن في قلوبهم مرض .
وسوف أناقش مجمل دعواه بعقل منفتح ، وبصورة مختصرة جداً اعتماداً على ثقافة القارئ .
مفهوم الإيمان
- أول مقولة تُظهر تَخبطُه وضلاله هي قوله : ( رحلتي من الإيمان إلى الشك ) . فهذه المقولة باطلة على أرض الواقع ، وساذجة وسطحية ، فهي معكوسة المراحل، وهي مثل مقولة : ( رحلتي من العلم إلى الجهل)! فهل يمكن أن يصل الإنسان إلى حقائق الأمور أو صوابها بطريقة منهجية علمية ثم يقوم بإنكار ذلك ويعود إلى حالة الجهل(2) !؟ متى كان الجهل هو المرحلة العُليا للعلم ؟
- أيها الأخوة إن الإيمان ليس مجرد تصديق وإتباع فقط، إنه تصديق قام عليه البرهان من الواقع ونتج عنه الإتباع ، فإن انتفى الإتباع؛ انتفى الإيمان عن حالة الإنسان ، وصار اسمه تصديقاً فقط، ويكون محله في الذهن معلومات ليس أكثر ، ولسان حال الإنسان (العمل ) هو الكفر الذي يدل على تغطية الحقيقة، سواء بإنكارها قولاً ، أم ممارسة عملية خلاف الحق في الواقع . فمفهوم الإيمان قائم في أساسه على العلم أولاً ، والإتباع ثانياً ، لا يفترقان، فكيف يمكن لإنسان صادق مع نفسه يريد الحقيقة أن ينتقل من الإيمان إلى الشك !؟
- فهو أمام أحد احتمالين :
- أ- لم يكن في مرحلة الإيمان أصلاً ، ولم يصل إليها علماً ودراسة وإتباعاً ، وإنما كان في مرحلة التقليد والحفظ للمتون ، والضياع والضلال، يظن أن ذلك هو الإيمان !، وإنما هو التقليد والعمى والاعتقاد بأفكار دون برهان ، وهذا دلالة مفهوم العقيدة ، وليس مفهوم الإيمان ، لذا؛ لم يتم استخدام كلمة ( عقيدة ) في النص القرآني لانتفاء عنها دلالة العلم والبرهان . والفرق بينهما هو التالي :
- -الإيمان : هو التصديق المطابق للواقع مع قيام البرهان على ذلك، حيث يصير مفاهيماً يُكَيّف الإنسان سلوكه بحسبه إتباعاً والتزاماً، وينتج عنه الأمن والسلام.
- -العقيدة : هي التصديق بمجموعة من الأفكار دون البرهنة عليها، ولا يُشترط مطابقتها للواقع ، ولا يُشترط أن ينتج عنها عمل وإتباع . فهي ولاء فكري يقوم على العصبية والمصلحة ، ودائماً ينتج عنها الحروب والدماء .
- ب - وصل عباس عبد النور إلى الإيمان مثله مثل أئمة الكفر والضلال في تاريخ الإنسانية، ونَكَص على عَقبيه، مثل نكوص إبليس، واختار العمى على الهدى، والكفر على الإيمان، والجهل على العلم .
- وإن كان ذلك الاحتمال هو الصواب، فكان ينبغي أن يُسمي الأمور على حقيقتها ويقول: ( نكوصي من الإيمان إلى الكفر)، مثل مقولة (نكوصي من العلم إلى الجهل). لأن مقولته الأولى ( رحلتي من الإيمان إلى الشك )، يوهم القارئ أنه انتقل من الأدنى إلى الأعلى، وارتقى بفكره !، وهذه مغالطة وتدليس في صياغة الكلام ، وإخفاء الحقيقة !، متى كان الكفر، أو الشك، أو الجهل حالة راقية بالنسبة للإيمان، واليقين والعلم !؟.
- - المسألة الثانية : سؤال يفرض ذاته، ألا وهو : لماذا تناول النص القرآني نقضاً وطعناً يريد أن يُثبت للقارئ أنه ليس من كلام الخالق ، وبالتالي ينتفي عنه الإعجاز والبلاغة والقداسة، إذا كان عباس منذ البداية قد أنكر وجود الخالق وتدبيره لخلقه !؟ فنفي وجود الخالق كافٍ لبطلان قداسة القرآن !.
- ولكن نشاهده قد سَوَّد الصفحات يتتبع الآيات التي أشكل فهمها عليه ( وهذا شيء طبيعي لمن هو في مرحلة التقليد والعمى)، وصار يضرب الآيات ببعضها ، مثله مثل طفل صغير دخل إلى غرفة مُعدات تقنية ليلعب فيها، وصار يضرب المعدات ببعضها لا يعلم وظيفة كل واحدة منها على حدة ، لأن الأدوات تتكامل في وظيفتها أثناء استخدامها على أرض الواقع.
- - المسألة الثالثة : قوله : ( إن أدلة إثبات وجود الله تتساوى مع أدلة نفيه ، وكلما أتيتَ بدليل إثبات أُؤتيك بدليل نفي له (.وهذا الكلام مغالطة كبيرة ما كان ينبغي لدكتور فلسفة أن يقع فيها ! .
نفي النفي إثبات
أخي القارئ
انظر إلى هذه القواعد العقلية المنطقية التي هي محل تسليم من العقلاء بناء على ثبوتها في الواقع
1- النفي لا يحتاج إلى برهان ، وإنما الإثبات يحتاج إلى برهان، ومن ذلك صاغ الحقوقيون قاعدة : (البَيّنة على المُدَّعي ) أو ( إن كنت مُدَّعياً فالبينة).
2- إن إثبات أمر ببرهان هو في حد ذاته يتضمن نفي النفي ضرورة ، وبالتالي لا يصح أن يأتي إنسان؛ ويقول: أنا سوف آتيك ببرهان على نفي ما تم إثباته ببرهان. فهذا كلام هراء، وهرطقة، وسفسطة، لا يَعتد به الفلاسفة أو العقلاء ، ولا يُقيمون له وزناً. انظر مثلاً لجملة : الشمس ساطعة . فهي جملة خبرية، تُثبت سطوع الشمس من خلال الحس بالواقع المشاهد، أو المحسوس، وبذلك الإثبات المرافق للبرهان الحسي؛ تم عملية نفي النفي لعملية سطوع الشمس، فكيف يمكن أن يأتي عباس ببرهان على نفي سطوع الشمس؟
3- الأمور البديهية لا يصح نقاشها ، أو ضياع الوقت على البرهنة عليها . نحو، نصف الأربعة اثنين ، أو يملك الإنسان وعياً وإدراكاً لما حوله . وقصدت بذلك مسألة نقاش وجود الفاعل ( الخالق ) ، هل يقبل أحدكم ( وهو فعل ) أن يُناقش مسألة وجود فاعل له !؟ انظر على سبيل المثال : جملة ( قرأ زيد الدرس) ، وتصور أن فِعل ( قرأ ) صار عنده وعياً وإدراكاً ، وذهب إلى فعل (كتب ) مثلاً ، وقال له : أنا أشك بوجود زيد وأنه فاعل !؟ ماذا يمكن أن يرد عليه فعل ( كتب ) ؟ وهذا مفهوم قوله تعالى [قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ] إبراهيم10 ، أفي الفاعل تَشُك أيها الفعل القاصر !؟ إن وجود الفاعل أَثْبَت وأشَد وضوحاً من وجود الفعل ، لاسيما أن الفاعل سابق في وجوده عن الفعل ضرورة ! . ومع ذلك، شَكّ الفعلُ عباس بوجود فاعل له ! إن هذا لشيء عجاب !.
4- - المسألة الرابعة : إن الموقف الذي اتخذه عباس كان نتيجة ظروفه النفسية والمادية السيئة ، والسؤال الذي يفرض ذاته هو : هل كان من الممكن أن يبقى عباس على ما هو عليه من أفكار لو تم تغيير ظروفه السيئة !؟ فأنا أظن أن هناك جهة ما، استغلت ظروف عباس السيئة ، وساومته على مبدئه ، وعرضت حلاً مادياً لكل مشكلاته، بشرط أن يقوم بكتابة كتاب يدفع ضعاف الناس إلى الإلحاد، والتشكيك بدين الإسلام ، وهذا ليس بتأثير نظرية المؤامرة ، فمن الخطأ أن نرفض تحليل الأمور، ومن يقف خلفها بحجة نظرية المؤامرة ، وإن لم يكن هذا الموقف من عباس فقد حكم على نفسه، وشهادته بالتفاهة والهراء، وأثبت للعالم كله أن الشهادة لا تدل على العقل أو العلم ، وإن كان عالماً وأخفى علمه وكتب خلافه، يكون أضل من الأنعام ! فمن أين ما نظرت لموقف عباس تجده محصوراً بين العمالة المأجورة ، وبين أضل من الأنعام !. ومن هذا الوجه يتم تسويق كتابه على أنه أخطر، أو أعظم كتاب إلحاد في تاريخ الإلحاد العفن الميت !، وبعد الاطلاع عليه ، وقراءته بوعي تَبَيّن زيف هذا الإدعاء، فهو لم يصل في بطلانه وافترائه إلى مستوى الباطل ! إلى درجة أني عرضت شبهاته المتعلقة بإثبات وجود الله؛ على ابنتي، التي لم تتجاوز أربعة عشر عاماً، فلم تتمالك نفسها من الضحك على هذا المستوى من الانحطاط في تحليل واستنتاج الأفكار ، وقالت : هذا رجل عنده عقدة الفقر والنقص، وينطبق عليه مقولة الأغنية الخليجية (اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول(!.
5- أما مسألة قصور فهمه للآيات ، فسوف أستعرض بعض منها لأبين للقارئ كيف أن عباس لم يُعمل عقله أبداً ، وإنما اكتفى بتلاوة التراث ، وبناء عليه حكم على النص القرآني ، وكان الأجدر به أن يدرس القرآن ذاته ، ولكن أنّى له أن يفهمه إذا دخل إليه ابتداء وهو يعتقد بكذبه وبطلانه .
مفهوم الظن
1- قوله ( إن دلالة كلمة ( الظن ) تأتي في القرآن بصورة متناقضة ومختلفة ، فتارة بمعنى الشك ، وتارة بمعنى اليقين ). وكذلك قال بالنسبة لدلالة كلمة (المحصنات). أقول له، ولأمثاله: إنّ جهلكم باللسان العربي هو الذي أوصلكم إلى هذه الإشكاليات . فالكلمة في اللسان العربي لها دلالة أو مفهوماً تجريدياً واحداً فقط ، ولكن حين استخدامها على أرض الواقع تلبس صورة الاستخدام وترتبط به ، ويتم فهمهما بناء على ذلك دون إلغاء لمفهومها اللساني .
أ-كلمة ( ظن ) تدل على ميل وشعور في داخل الإنسان ، فإن كان هذا الشعور ضعيفاً، فيظهر بصورة الشك ، وإن زاد ورجح، فيظهر بصورة الظن الغالب ، وإن تم البرهنة عليه صار يقيناً . وقد تم استخدام كلمة ( الظن ) في القرآن بالصور الثلاثة
-1ظن شك{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام1162-
-2ظن غالب{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }ص24
3-ظن يقين {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }البقرة46
مفهوم الإحصان
ب- كلمة ( حصن ) تدل على المنعة والحماية والستر ، ومن ذلك الوجه تم إطلاق كلمة ( الحصن ) على البناء الذي يتم بناءه لحماية المدينة . وظهرت كلمة ( مُحصنة ) في القرآن متعلقة بالمرأة على عدة صور:
: -1إحصان المرأة من خلال انتمائها إلى أسرة ومجتمع تكون لها بمثابة الحصن } وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ{ النساء 25
2 -إحصان المرأة من خلال انتمائها إلى زوج يكون لها بمثابة الحصن} . حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ...وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ { النساء (23-24) -3إحصان المرأة من خلال التزامها بالقيم والأخلاق والعفة حيث تكون لها بمثابة الحصن{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {الأنبياء91
ت- قال عباس الملحد : إن القرآن يهبط في صياغته البلاغية أحياناً إلى مستوى ما ينبغي أن يصل إليه عامة الناس . وضرب مثلاً على ذلك قوله تعالى} : وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً {الزمر71 }وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً {الزمر73 وقال : إن دلالة كلمة ( سيق ) كما ذكر المفسرون في كتبهم أنها تدل على السوق بعنف وشدة لإذلال الكفار ، فهي عملية سوق إجبارية وقهرية و إذلالية ، فكيف يصف الله المؤمنين بعملية السوق هذه ، ويُشَبهم بسوق الكفار أو سوق الأنعام ؟ . ألا يدل ذلك على هبوط بلاغة النص القرآني، وأنه ليس من عند الله (إن كان يوجد إله) . ونقول لعباس الملحد : إن كلمة ( سوق ) تدل على إتيان شيء بصورة غير محددة ممتدة بانضمام منتهية بوقف أو قطع شديد. ومن هذا الوجه سُمي المكان الذي تجُلَب إليه البضائع من كل حدب وصوب؛ سوقاً . فدلالة كلمة ( سوق ) لا علاقة لها بذم أو مدح ، وإنما تُستخدم على كل ما يتم سوقه دون إرادة منه أو معرفة . ومن ذلك الوجه نستخدم كلمة ( السوق ) لبدء عملية طلب الشباب إلى الجيش بصورة إجبارية ، ونستخدمها على سوق السيارة والبهائم . فعملية سوق الكفار إلى جهنم؛ تحقق فيها صفة عدم الإرادة، ونفي الرضا عنهم، لأنهم عرفوا أنهم يساقون إلى العذاب والألم والشقاء، فتم قهرهم وإذلالهم، أما المؤمنون فيُساقون إلى الجنة بتكريم وتعظيم مع ظهور الرضا والسرور في أنفسهم، لمعرفتهم بما ينتظرهم من نعيم وسعادة ، ونفي الإرادة لا يعني بالضرورة القهر والإجبار ، فهذا متعلق بالشيء الذي يُساق إليه الإنسان ، فإن كان يُساق إلى ما يَكره، وفيه هلاكه، يترتب على ذلك السوق قهر الإرادة والإذلال له، وإن كان يُساق إلى ما يحب ويرضى، فلا يترتب على ذلك قهر إرادته ، بل الرضا والسرور بعملية السوق . وعدم استخدام هذه الكلمة (السوق ) في ثقافة المجتمع إلا مرتبطة بقهر الإرادة والإذلال عامة، نحو سوق البهائم ، فهذا ليس بحجة على اللسان العربي ، لأن القرآن نزل باللسان العربي، ولم ينزل بما تعارف عليه الناس من مصطلحات أو استخدامات . وبذلك يظهر لنا صواب استخدام كلمة ( سيق ) للكفار إلى جهنم ، وللمؤمنين إلى الجنة ، فهي تُصَوّر الحدث على حقيقته تماماً من حيث عدم صدور القرار منهم ، وعدم معرفتهم بكيفية الذهاب إلى مصيرهم، وترتب على سَوق عملية الكفار؛ القهر والإذلال لهم ، لأنهم يساقون إلى ما يكرهون ، بينما المؤمنون يُساقون إلى ما يحبون ، فيسيرون وهم مسرورون مُكَرَّمون ظاهر عليهم الرضا والانشراح .
مفهوم القسط في اليتامى
ث - وتناول عباس هذا؛ قوله تعالى }وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3 وسأل سؤالاً وَجَّهَه إلى السادة المفسرين: ما هي العلاقة المنطقية بين فعل الشرط {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى }، مع جواب الشرط { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء} ؟ وظن أنه ألقم المفسرين حجراً ، و بنى نتيجته الوهمية نتيجة وهمه الأول، فقال : لابد من وجود جملة بين فعل الشرط وجوابه تُبين هذه العلاقة ، وهذه الجملة قد تم نسيانها أو نسخها أو تحريفها، مما يؤكد تحريف النص القرآني، وهو ليس من عند الله. ( إن كان يوجد إلهاً أصلاً)
ولقد تناولت تفسير هذا النص في مقالات سابقة ، وسأختصره هنا : إن كلمة (قسط) لا تدل على عدل أو ظلم ، وإنما تدل على عملية القسمة والتجزئة . وكلمة ( يتامى ) تُطلق على الأطفال ( ذكوراً أو إناثاً ) الذين فقدوا والدهم وهم دون سن البلوغ ، وليسوا هم محل النكاح لقصورهم، وكلمة (اليتامى) هي صفة حال لازمة ممتدة، بخلاف دلالة كلمة( أيتام) فإنها لا تفيد اللزوم والامتداد، ولم يتم استخدامها في النص القرآني . والنص يتكلم عن العناية باليتامى وأموالهم حسب سياق النص ، وما قبله وما بعده من نصوص . ويكون مفهوم النص هو: إن شعرتم بأنفسكم أنكم لن تقعوا في عملية القسمة والتجزئة لليتامى عن أمهم ، ولن تأكلوا أموالهم ( نفي لفعل حصول القسط ) فانكحوا ما طاب لكم من أمهات اليتامى ، وتم استخدام كلمة ( نساء ) لأن أمهات اليتامى هن جزء من مفهوم النساء ، وبذلك الاستخدام أتى الشارع بفهم زائد على نكاح أم اليتامى ، وهو إباحة نكاح النساء عموماً إضافة للحكم الخاص لأمهات اليتامى ، ولو تم استخدام أمهات اليتامى عوضاً عن كلمة (النساء) لتم حصر التعددية بهن فقط . وبذلك يظهر العلاقة المنطقية بين فعل الشرط، وجواب الشرط في النص دون لبس أو إشكال.
ج- أما قوله فيما يتعلق بقوله تعالى : {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً }{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } النازعات 1-2 وأمثال هذه النصوص الخبرية، إنها كلام فارغ لا قيمة له، ولا معنى .
فهذا عجيب وغريب من أن يصدر من دكتور فلسفة ! ألا يعلم هذا الفعل الناقص (عباس) أن الفعل يستحيل أن يُدرك أبعاد ومعاني أفعال الفاعل كلها ! ناهيك عن استحالة إدراك مقاصد الفاعل ! ، لذا، سؤاله وإشكاله لا قيمة له البتة على أرض الواقع ، فالنص القرآني لم ينزل إلى عباس فقط ليدرك معانيه ومقاصده، وإنما نزل إلى الناس جميعاً عبر الزمان والمكان، وكل مجتمع يأخذ نصيبه العلمي والمعرفي منه من خلال استخدام أرقى أدواته المعرفية التي وصل إليها ، ويتم الحكم على أحقية القرآن ومصدريته بصورة كُلية وعامة، فإن تم ذلك ثبتت مصدريته الربانية ، ويتعامل الإنسان معه بصورة نسبية بقيادة العقل، والعلم، ومنظومة القرآن، ويترك الجزئيات إلى غيره من المجتمعات اللاحقة لتقوم بمتابعة الدراسة والتراكم العلمي، وهكذا يستمر عطاء النص القرآني وصلاحيته لكل زمان ومكان ، مثله مثل أي علم من العلوم.
لذا؛ ما قام به الفعل الناقص ( عباس ) هو موقف غير علمي ، لأن انتفاء علم الإنسان عن شيء لا ينفي وجود الشيء أو صوابه ، لأن الإنسان قاصر ومحدود العلم والمعرفة .
ح - لقد خلط بين دلالة فعل ( قرأ )، ودلالة فعل ( تلى ) ، وعدَّ أن القراءة مصدر لفعل التلاوة . خ - فسر آية}سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ{ الفتح29، بالكتلة التي تظهر على جبين الإنسان من أثر احتكاكه في السجود . وهذا تفسير مضحك وهزلي ، فالنص يشير إلى سمة الإنسان المسلم سلوكياً من أثر خضوعه لأوامر الله في المجتمع فيظهر بصفة الإنسان الصالح ، ويظهر ذلك على وجهه سروراً وبهجة و رضا وثقة بالنفس ، لا علاقة لذلك بالكتلة الدهنية التي تظهر على الجبين !. د- ادعى أن الفلسفات أنكرت وجود الله. والصواب، أنها اختلفت في ماهية الله، وأحديته، وليس في وجوده
. ذ- وصف مسألة إنكار وجود الله بأنها الحق المبين . ولا أدري كيف يكون نفي الفاعل حق مبين مع إثبات وجود الفعل الذي يمثله عباس نفسه ! .
ر- فَهم أن الدعاء في القرآن هو سبب حتمي لحصول الأشياء ، فقام بالدعاء فلم يَتم الاستجابة له ، فأنكر وجود الفاعل لأنه لم يرد عليه! . وكأن الفاعل يَستمد وجوده من فعله، أو اعتراف الفعل به. ز- كذبه وافتراؤه بوجود آيات كثيرة معارضة للحقائق العلمية في القرآن.
س- عدَّ أن النص القرآني فوضوي ومُقطَّع الأوصال، والمواضيع لعجزه عن التعامل معه. وفاته أن القرآن له نظام خاص به، ومفاتيح داخلية، وخارجية لدراسته كامنة في ذات النص.
هذا ما تيسر لي على عُجالة في الرد على عباس ( الفعل الناقص ) ، وتبيين جهله وعواره ، وأن كتابه لا يصلح للقراءة قط، ولا يضر أحداً ، ولا خوف منه ، ولا من غيره على الحق أبداً، ولم يصل إلى مستوى أن يُطلق عليه أخطر كتاب إلحاد في تاريخ البشرية !، وليس من عادتي أن أرد على أمثاله ، ولكن استفزني هذا الوصف له من بعض الأخوة والمنتديات الذين يُرَوّجون له، فكتبت نقدي هذا لتعريفهم بمستوى الكتاب ، وهبوطه الفكري ، وضحالته} . وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً {الإسراء(81) { }قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } البقرة (111)
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) - الدكتور (عباس عبد النور) ولد في دمنهور (قرية في مصر) سنة 1927.التحق بكلية أصول الدين في الأزهر، وبقي فيها ثلاث سنوات، وعزم على إتمام الرابعة في جامعة فؤاد الأول كلية الآداب قسم الفلسفة ، وسافر إلى باريس والتحق بجامعة السوربون ليحضر دكتوراه في فلسفة العلم ، وعندما حصل عليها رجع إلى بلده ، وصار إماماً وخطيباً ، وواظب على التعليم الجامعي وتأليف الكتب الفلسفية العلمية، ثم تعرض لصدمات نفسية ومادية شديدة دفعته لمراجعة أفكاره حول معتقداته الدينية، والفلسفية في أواخر عمره ( 80 سنة )، وخرج بنتيجة مفادها أن مفهوم الله مفهوم من صنع الذهن الإنساني لا وجود له على أرض الواقع ، وتباعاً لذلك نقض النص القرآني، واتهمه بالقصور في البلاغة، ومخالفته للحقائق العلمية، وتناقض مواضيعه ، واختلافها مع بعضها ، وحصول التحريف لنصه ، وغير ذلك مما قرره في كتابه المشؤوم !.
(2) نقصد بكلمة الجهل نفي المعرفة أو العلم ، ولا نقصد دلالتها اللسانية القرآنية؛ التي تدل على السلوك المخالف للحق والصلاح.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25074
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=77843
:bismillah2:
جزاك الله خيرا اخي الحبيب بارك الله فيك ونفع بك
جهد تشكر عليه جعله الله في ميزان حسناتك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا حياك اخي الكريم انا وجدت الملحدين والمسيحيين ينشرون هالكتاب ويروجون له
فقلت لازم نتصدى لهم بكل حرف :36_1_36:
زهرة المودة
06.10.2010, 03:20
جزاك الله خيرا اخانا الفاضل
جزاك الله خيرا اخانا الفاضل
الله يعطيكي العافيه اختي
شكرا لمرورك على موضوعي
تحت عنوان : ( وحي من الشيطان ) كتب أعداء الاسلام ما يلي : جاء في سورة الحج : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .))
قال المفسرون : إن محمدا لما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتَجى . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .
ونحن نسأل : كيف يتنكر محمد لوحدانية الله ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما ؟
الجواب :
هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ، قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح " .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69
واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :
1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .
2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) .
ومن اراد التفصيل فليرجع الى كتاب ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الالباني رحمه الله في باب كتب وابحاث ... والله الموفق
الشيطان يوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم
الرد على الشبهة:
الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم يستندون فى هذه المقولة إلى أكذوبة كانت قد تناقلتها بعض كتب التفسير من أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الصلاة بالناس سورة " النجم: فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى) (1) ؛ تقول الأكذوبة:
إنه صلى الله عليه وسلم قال: ـ حسب زعمهم ـ تلك الغرانيق (2) العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ثم استمر صلى الله عليه وسلم فى القراءة ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين وأضافت الروايات أنه سجد معهم من كان وراءهم من المشركين !!
وذاعت الأكذوبة التى عرفت بقصة " الغرانيق " وقال ـ من تكون أذاعتها فى صالحهم ـ: إن محمداً أثنى على آلهتنا وتراجع عما كان يوجهه إليها من السباب. وإن مشركى مكة سيصالحونه وسيدفعون عن المؤمنين به ما كانوا يوقعونه بهم من العذاب.
وانتشرت هذه المقولة حتى ذكرها عدد من المفسرين حيث ذكروا أن المشركين سجدوا كما سجد محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم ولكن هذا الكلام باطل لا أصل له.
وننقل هنا عن الإمام ابن كثير فى تفسيره الآيات التى اعتبرها المرتكز الذى استند إليه الظالمون للإسلام ورسوله وهى فى سورة الحج حيث تقول:
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) (3) وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: " ذكر كثير من المفسرين هنا قصة " الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة " ظنًّا منهم أن مشركى مكة قد أسلموا.
ثم أضاف ابن كثير يقول: ولكنها - أى قصةالغرانيق " - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح ، ثم قال ابن كثير: (4) عن ابن أبى حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة " سورة النجم " فلما بلغ هذا الموضع. (أفرأيتم اللات والعزّى * ومناة الثالثة الأخرى (. قال ابن جبير: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم.. فأنزل الله هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عزيز حكيم(ليقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان.
وربما قيل هنا: إذا كان الله تعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم آياته فلماذا لم يمنع الشيطان أصلاً من إلقاء ما يلقيه من الوساوس فى أمنيات الأنبياء
والجواب عنه قد جاء فى الآيتين اللتين بعد هذه الآية مباشرة:
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار وهو ما جاء فى الآية الأولى منهماhttp://www.11emam.com/vb/images/smilies/frown.gifليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض) (5).
ثانياً: ليميز المؤمنين من الكفار والمنافقين فيزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم ؛ وهو ما جاء فى الآية الثانيةhttp://www.11emam.com/vb/images/smilies/frown.gifوليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) (6).
هذا: وقد أبطل العلماء قديمًا وحديثًا قصة الغرانيق. ومن القدماء الإمام الفخر الرازى الذى قال ما ملخصه (7):
" قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول ؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالىhttp://www.11emam.com/vb/images/smilies/frown.gifولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) (8).
وقوله سبحانهhttp://www.11emam.com/vb/images/smilies/frown.gifوما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى(. (9) وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلمhttp://www.11emam.com/vb/images/smilies/frown.gifقل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ ) (10).
وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى:
روى الإمام البخارى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ سورة " النجم " فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث " الغرانيق " وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها ألبتة حديث الغرانيق.
فأما بطلان قصة " الغرانيق " بالمعقول فمن وجوه منها:
أ ـ أن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفى الأصنام وتحريم عبادتها ؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثنى عليها ؟
ب ـ ومنها: أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعـه صلى الله عليه وسلم فإنه لا فرق - فى منطق العقل - بين النقصان فى نقل وحى الله وبين الزيادة فيه.
المراجع
(1) النجم: 19 -20.
(2) المراد بالغرانيق: الأصنام ؛ وكان المشركون يسمونها بذلك تشبيهًا لها بالطيور البيض التى ترتفع فى السماء.
(3) الحج: 52.
(4) عن: التفسير الوسيط للقرآن لشيخ الأزهر د. طنطاوى ج9 ص 325 وما بعدها.
(5) الحج: 53.
(6) الحج: 54.
(7) التفسير السابق: ص 321.
(8) الحاقة: 44 ـ 47.
(9) النجم: 3- 4.
(10) يونس: 15.
حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين - محتويات حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين
(وزارة الأوقاف – المجلس الأعلي للشئون الإسلامية )
http://www.islamic-council.com/qadaiaux/def1.asp (http://www.islamic-council.com/qadaiaux/def1.asp)
قول ابن العربي: أن هذه الروايات باطلة لا أصل لها.[4].[5].
يقول البيهقي: روى البخاري قي صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث" الغرانيق" وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها ألبتة حديث الغرانيق.
وقال البيهقي: رواة هذه القصة كلهم مطعون فيهم. وقال الإمام النووي نقلا عنه «وأما ما يرويه الإخباريون والمفسرون أن سبب سجود المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جرى على لسانه من الثناء على آلهتهم فباطل لا يصح منهم شيء، لا من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن مدح إله غير الله كفر، ولا يصح نسبة ذلك إلى رسول الله، ولا أن يقوله الشيطان على لسان رسول الله، ولا يصح تسليط الشيطان على ذلك: أي وألا يلزم عدم الوثوق بالوحي.»[6]
بالرغم من ذلك ذكر السيوطي أن للرواية الموجودة في صحيح البخاري -التي لم يرد فيها حديث الغرانيق- أكثر من ثمانية طرق ثم قال: (قال الحافظ ابن حجر: لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلاً مع أن لها طريقين صحيحين (....) ولا عبرة بقول ابن العربي: أن هذه الروايات باطلة لا أصل لها.[4].[5].
وقال الشوكاني: ولم يصح شيء من هذا ولا يثبت بوجه من الوجوه ومع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه ثم ذكر بعض الآيات الدالة على البطلان ثم قال : وقال إمام الأئمة ابن خزيمة إن هذه القصة من وضع الزنادقة
كلام الآلوسي في إبطال القصة: وعلى كل حال فإن الحافظ ابن حجر متفق مع الذين أنكروا القصة على تنزيهه صلى الله عليه وسلم من أن يكون للشيطان تكلم على لسانه عليه الصلاة والسلام
ابن حزم الذي اعتبرها مكذوبة فقال: «والحديث الذي فيه: وانهن الغرانيق العلا، وان شفاعتهن لترتجى. فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولا معنى للأشتغال به، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد»[8]
ابن حجر اعتبرها مرسلة وضعيفة.[9]
وقد ألف الألباني كتاب "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" يرد هذه الرواية من جميع طرقها من حيث الإسناد والمتن.[10]
القاضي البيضاوي قال: «وقيل إن هاتين الكلمتين لم يتكلم بهما رسول الله، وإنما ارتصد الشيطان سكته عند قوله الأخرى، فقالهما محاكيا نغمته، فظنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما في (شرح المواقف) ومن سمعه أنهما من قوله: أي حتى قال: قلت على الله ما لم يقل، وتباشر بذلك المشركون، وقالوا إن محمدا قد رجع إلى ديننا: أي دين قومه حتى ذكر أن آلهتنا لتشفع لنا، وعند ذلك أنزل الله تعالى قوله {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي قراءته ما ليس من القرآن: أي مما يرضاه المرسل إليهم. وفي البخاري «إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) يبطله (ثم يحكم الله آياته) أي يثبتها (والله عليم) بالقاء الشيطان ما ذكر (حكيم) في تمكينه من ذلك، يفعل ما يشاء ليميز به الثابت على الإيمان من المتزلزل فيه، ولم أقف على بيان أحد من الأنبياء والمرسلين وقع له مثل ذلك. وفيه كيف يجترىء الشيطان على التكلم بشيء من الوحي. ومن ثم قيل: هذه القصة طعن في صحتها جمع وقالوا إنها باطلة وضعها الزنادقة».[6]
القاضي عياض، فقد قال: «هذا الحديث لم يخرّجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل وإنما أولع به المفسرون المؤرخون، المولعون بكل غريب، المتلقّفون من الصحف كل صحيح وسقيم.»[6][11]
وقال الفخر الرازي: «هذه القصة باطلة موضوعة، لا يجوز القول بها. قال الله تعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} أي الشيطان لا يجترىء أن ينطق بشيء من الوحي.»[6]
وابن كثير وقصة الغرانيق مرسلة وسندها غير صحيح[13]"
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond