المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : مَشَاهِدٌ خَطَهَا الْنور


طائر السنونو
07.07.2010, 12:23
:bismillah2:

الحمد لك ربنا كما علمتنا أن نحمد ؛ وصلّ وسلم اللهم على خير خلقك أحمد ؛ وآله وصحبه ومن تلا بإحسانٍ وبعد ..

مشاهدُ خطها النور ..

لرجالٍ صاغوا في التاريخ مشاهد من نور ..
و وميضًا أضاء سناه هام العصور ..
وضياءً على هامِ الزمان مسجورا ..

هُم رجالٌ ..

تربوا في مدرسة النبوة ..
فزادهم سنا نور النبوة رفعة ..

وكان الله مبلغ غاياتهم ..
وغاية أمنياتهم ..
ورضاه مطلبهم ..
وشكره دأبهم ..
وطاعته نهجهم ..

قاوموا الشهوات ..
وترفعوا عن المحرمات ..
و اتقوا الزلات ..
وتناهوا عن السيئات ..

هُم رجال

عُرضت عليهم الدنيا حلوة خضرة ..
فلم يروها إلا جيفٌ قذرة ..
بغية خطرة ..


هُم رجال

صدقوا الله

هُم رجال

رضوا بالله

هم رجال

لا نمل من مطالعة سيرتهم ..
ولا قراءة قصصهم ..
إنهم الصحب
والتابعون
و سائر المخلصين


إنهم أنصار الله


تابعونا مع المشهد الأول



فهرس المشاهد


كي نجنب على قارئنا العزيز عناء البحث


إضغط فقط على عنوان المشهد فينقلك إليه



المشهد الأول : المسلمون وغنائم كسرى (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558.html#post42456)



المشهد الثاني : قاتل الأسد (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558.html#post42777)



المشهد الثالث : هكذا يجب أن يكون المسلم أبي محجن الثقفي (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-2.html#post43068)



المشهد الرابع : أبودجانة الأنصاري (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-2.html#post43373)



المشهد الخامس : صهيب الرومي (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-2.html#post43665)


المشهد السادس : الباحث عن الحق سلمان الفارسي (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-3.html#post44062)



المشهد السابع : أمير الأمراء أبوعبيدة عامر بن الجراح (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-3.html#post44652)



المشهد الثامن : همم تناطح أعالي الجبال عمرو بن الجموح (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-3.html#post45501)



المشهد التاسع : عاشق الشهادة البراء بن مالك (http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558-3.html#post46859)



للمزيد : عظماء في الإسلام لأخي الإشبيلي (http://www.kalemasawaa.com/vb/t7118.html)


للمزيد : صفحات ناصعات في تاريخ الصحابيات (http://www.kalemasawaa.com/vb/t7548.html) لأختنا الفاضلة ندى الإسلام

طائر السنونو
07.07.2010, 13:05
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام: من الآية90)

المشهد الأول

المسلمون وغنائم كسرى

بعد أن من الله على المسلمين وهرب آخر الأكاسرة يزدجرد وعند دخول إيوانه المشهور هال المسلمون ما رأوه فيه من عجيب التحف ونفيس الطنافس والجوهر
وأترككم مع الرواية

:27:

تولى أمر جمع هذه الغنائم عمرو بن مقرن أخو النعمان بن مقرن، وبدأ في جمع الغنائم من قصر كسرى الأبيض،
وكانت الغنائم ضخمة جدًّا تحدث عنها الرواة فترات و فترات،
ويذكر حبيب بن صهبان،
قال:
دخلنا المدائن فأتينا على قباب تركية مملوءة سلالاً مختمة بالرصاص، فما حسبناها إلا طعامًا، فإذا هي آنية الذهب والفضة، وكان عدد الدراهم الموجودة في قصر كسرى ثلاثة آلاف مليون درهم، أي ثلاثة بلايين درهم جمعها كسرى ومن سبقه، وتعثر عليه وعلى جيشه أن يحملوا كل هذه الأموال. استطاعت فرق الجيش الإسلامي التي خرجت تتابع الفرق الهاربة من الفرس أن تحصل على بعض الغنائم، واستطاع سيدنا القعقاع بن عمرو التميمي أن يلحق بحامية فارسية وقاتلها وحصل منها على خمسة دروع وستة أسياف، ولم تكن أيَّة الدروع وأيَّة أسياف!! بل كان من بين هذه الدروع والأسياف سيف ودرع كسرى، وسيف ودرع هرقل، وكان الفرس قد غنموهما من الروم قبل ذلك، ودرع وسيف خاقان ملك الترك، ودرع وسيف ملك الهند، ودرع وسيف النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وقد أخذهما كسرى لما مات النعمان بن المنذر، وخَيَّر سيدنا سعد بن أبي وقاص القعقاع بن عمرو بين السيوف فاختار سيف هرقل وكان سيفًا قويًّا، وكانت الفرس تفخر بهذ العُدَّة إلا أن الله أورثها للمسلمين.
ومن ضمن ما غنمه المسلمون في مطاردتهم للفرس حُلَل كسرى، فغنموا لباسه وغنموا سِوَارَي كسرى وتاجه، وكان وزن التاج واحدًا وتسعين كيلو جرامًا، وكان كسرى فارس إذا جلس على كرسي مملكته يدخل تحت تاجه، وتاجه معلق بسلاسل الذهب؛ لأنه كان لا يستطيع أن يقلّه على رأسه لثقله، بل كان يجيء فيجلس تحته ثم يدخل رأسه تحت التاج الذي تحمله السلاسل الذهبية عنه، وأخذ المسلمون هذه الغنائم، وغنموا القطف وهو البساط الموجود في الإيوان، وكان من عجائب هذا العصر، وكان حجمه ستة وثلاثين مترًا في ستة وثلاثين مترًا، وكانت السجادة مصنوعة من خيوط موشاة بالذهب والفصوص والجواهر، وكانت عليه الرسوم النادرة التي لا تقدر بمال، وكانت الأكاسرة تُعِدُّه للشتاء إذا ذهبت الرياحين شربوا عليه، فكأنهم في رياض؛ فيه طرق كالصور وفيه فصوص كالأنهار، أرضها مذهبة، وخلال ذلك فصوص كالدر وفي حافاته كالأرض المزروعة والأرض المبقلة بالنبات في الربيع، والورق من الحرير على قضبان الذهب، وزهره الذهب والفضة، وثمره الجوهر وأشباه ذلك.
وتولى توزيع الغنائم سيدنا سلمان بن ربيعة الباهلي، وكما ذكرنا أنه معيّن من قِبَل سيدنا عمر بن الخطاب منذ بداية حروب القادسية على توزيع الغنائم، فبدأ بتوزيع الغنائم فوزع أربعة أخماس الغنائم من الذهب والفضة على الجيش الإسلامي، وبعث بالخمس إلى سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة.
ويذكر الرواة أن الرجل كان يطوف في السوق ويقول: من معه بيضاء بصفراء؟! وذلك من كثرة الأموال في أيدي المسلمين بعد فتح المدائن.
حرص سيدنا سعد بن أبي وقاص على أن تكون الغنائم الذاهبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة من ممتلكات كسرى نفسه كسيفه ومنطقته ولباسه وحلله وما إلى ذلك؛ ليكون ذلك أدعى للمسلمين في المدينة أن يخرجوا للقتال، بعد أن يجدوا ممتلكات كسرى نفسه غنيمة للمسلمين.


موقف عمر:5: والصحب من الغنائم


ولما وصلت هذه الأشياء إلى سيدنا عمر بن الخطاب نظر فيها فلم يجد مما فيها من ذهب وجوهر درة ولا لؤلؤة مفقودة


فلما رآها سيدنا عمر بن الخطاب :5: قال: إن قوما أدوا هذا لأمناء ،فقال له علي :5: : إنك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت .

ثم استدعى رجلاً اسمه "مُحلِّم" أجسم رجل في المدينة في ذلك الوقت، وكان جسم يزدجرد ضخمًا جدًّا، فقد كان يشبه يزدجرد في جسمه، وألبسه سيدنا عمر :5: لباس يزدجرد، وأقام له التاج على عمودين من الخشب وألبسه محلمًا، وجعل الناس ينظرون إليه، وقال للناس: هذا يشبه ملك كسرى، أعزنا الله بالإسلام، وأذل الله مثل هؤلاء بالإسلام.
وكانت نظرة سيدنا سعد بن أبي وقاص ثاقبة، فلما رأى الناس في المدينة هذه الغنائم، ورأوا سيف كسرى وتاجه ومنطقته، وقد انتقل كل ذلك من أرض فارس إلى أرض المسلمين؛ زاد ذلك في عزيمتهم، وتطوع كثير من الناس للجهاد في أرض فارس وأرض العراق.
لما قسم سعد فيهم الأموال فضل عنهم القِطْفُ ولم يتفق قسمه، فجمع سعد المسلمين، فقال: إن اللَّه تعالى قد ملأ أيديكم، وقد عَسُرَ قسم هذا البساط، ولا يقوى على شرائه أحد، فأرى أن تطيبوا به أنفسنا لأمير المؤمنين، يضعه حيث شاء؛ ففعلوا.
ورغم كل ما غنمه المسلمون لم يستأثر سيدنا سعد :5: بشيء يبعثه إلى بيت مال المسلمين، فضلاً عن أن يأخذها لنفسه إلا بعد أن يستأذن أهله في ذلك، فوافق الجيش على ذلك، فبعث بالقطف إلى سيدنا عمر بالمدينة.
ولما وصل القطف إلى سيدنا عمر بن الخطاب :5: بالمدينة ورآه الناس أخذ القطف بعقولهم وألبابهم، فهم لأول مرة يرون مثله، وكما قلنا: كان من عجائب الدنيا في هذا الوقت.
وتحيَّر سيدنا عمر بن الخطاب :5: في هذا القطف، فجمع الناس فاستشارهم في البساط، فمن بين مشير بقبضه، وآخر مفوِّض إليه، وآخر مرقِّق،

فقام علي :5: فقال: لِمَ تجعل علمك جهلاً، ويقينك شكًّا، إنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيتَ، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت

. فقال: صدقتني، فقطِّعْه. فقسَّمه بين الناس، فأصاب عليًّا قطعة منه فباعها بعشرين ألفًا، وما هي بأجود تلك القطع.


والقصد


رغم ما كان فيه المسلمون من شظف العيش وعناء المعيشة لم ينقص من الغنائم شيء بل كانوا لا يريدون أخذها فمن اليوم تُعرض عليه شبيهتها أو أقل ويتركها ولا يسرق ولا يغل ؟؟
فالمال الأن يذهب العقول ..


المراجع
د / راغب السرجاني
قصة الإسلام

فتح المدائن

د / وجدي غنيم

المدائن الوعد الحق

تابعونا مع المشهد الثاني

ودمتم في حفظ الرحمن

كلمة سواء
07.07.2010, 15:17
موضوع رائع بارك الله فيك اخى الدكتور طائر السنونو
اعجبتنى هذه الاقوال

فلما رآها سيدنا عمر بن الخطاب :5: قال: إن قوما ادوا هذا لامناء ،فقال له علي :5: : انك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت .إنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيتَ، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيترحم الله عليا ورحم عمرا وجزاهم عنا خير الجزاء

متابعة مع حضرتك ربنا يبارك لك و يتقبل منك

طائر السنونو
07.07.2010, 15:35
شرفني مروركِ الطيب أختي الفاضلة كلمه سواء
شكر الله لكِ مروركِ وتعليقكِ
وتقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال

أم حفصة
07.07.2010, 16:55
اللهم صلِّّّّّّّّّّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل
طرحكم المنسق والرائع للموضوع
جعلنا نتصور المشاهد عند قارئتها،
بارك الله فيكم
في انتظار باقي المشاهد،
أسجل متابعتي.....

طائر السنونو
08.07.2010, 09:31
شرفني مروركِ الكريم أختي الفاضلة أم حفصة
شكر الله لكِ حُسن متابعتكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

طائر السنونو
08.07.2010, 09:57
:26:

المشهد الثاني


{ قَاتِل الأسد}

هو الصحابي الجليل هاشم بن عتبة بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
أسلم هاشم يوم فتح مكة، وحسن إسلامه، وانقلب من عدو لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى ولي حميم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم – ولدينه،


ومن شجاعته وهمته في الحرب كان يلقب بـ "المقال"، أي: السريع إلى العدو.

وكان بطلاً خبرته الحروب وعرفته ساحات الوغي مقدامًا لا يكل ولا يفر حين إشتداد الهيجاء




واصطدام الرجال بالرجال ..
ورنين الدروع في الدروع ..
وصليل السيوف

وإقبال المنايا والحتوف ..
ولسان حاله يقول ..


أنا إن قُتلتُ ففي إلهي مصرعي *** فالموت ُ خيرٌ من حياةِ الخُنعِ


هُم الصحب الميامين ..
البررة المُحَجَلون ..
أصحاب الرسول الأمين ..
هادي العالمين ..
وكانت الموقعة التي نتحدث عنها ..
يوم خرج بطلنا هاشم مع عمه "سعد بن أبي وقاص" أمير الجيش الإسلامي في بلاد الفرس لفتحها،
يوم "مظلم ساباط" مكان بالعراق بعد بلدة "نهر شير " التي فتحها المسلمون.
في هذا المكان تجمعت كتائب كثيرة لكسرى -حاكم الفرس- يسمونها "بوران" يقسمون كل يوم: "لا يزول ملك فارس ما عشنا"،
وقد أعدوا أسداً كبيراً يقال له: المقرط" في طريق المسلمين!
ظنوا أن المجاهدين في سبيل الله الذين يحبونه الموت ويؤثرونه على الحياة مثلهم سيخافون ويفرون من أسد!
لم يعلموا أن رضاء رب العالمين، والفوز بجنته، ونيل كرامته هو مطلوبهم، ولم يعلموا أن الأسد حيوان مسخر مربوب، والله -تعالى- قادر أن يحوله عليهم، كـ"فيل أبرهة"! ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).


وكان الأسد كبير الحجم مرعب المنظر ..
فلما تقدم المسلمون تركه الفرس ووجهوه نحو جيش المسلمين ..
ففزعت الخيول ..
وتراجع الأبطال ..
ووجلت القلوب ..
وترجل البطل عن فرسه ..
كي يثبت ولا يفر الفرس به ..
ودنا الأسد ..
يفزع القلوب زئيره ..
ويهُز الفضاء شخيره ..
وأقبل البطل ..
فوثب الأسد ..
فتلقاه بسيفه فقتله ..
وفي رواياتٍ فشطره أي قطعه نصفين { والله أعلم } ..
فكبر المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس، واستمر هاشم في تقدمه وسرعته ومن ورائه الفاتحون، فحمل على الفرس حملة شديدة أزالتهم عن أماكنهم، وهو يتلو

:1:-: ( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ )،

وتم النصر بفضل الله -تعالى- وله الحمد والمنة.
وفي هذا اليوم قبَّل سعد -:5: - رأس هاشم ابن أخيه؛ تكريماً له، وقبَّل هاشم قدم سعد ؛ إجلالاً واحتراماً له، ولقب سيف هاشم من ذلك اليوم بـ" المنن".
فرضي الله عنه، وعن صحابة النبي -:2: - أجمعين
المراجع


الواقعه المذكورة فقط



من تراجم الصحابة

الكاتب

عصام حسنين


مراجعة وإضافات وطرح وتقديم


العبد الفقير


طائر السنونو


يتبع بعون الله مع المشهد الثالث

queshta
08.07.2010, 21:55
جعل الله
كل هذا الجهد
في ميزان حسناتك
أخي الحبيب:
طائر السنونو

لا تسئلني من أنا
08.07.2010, 22:17
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

ما شاء الله موضوع أكثر من رائع

جزاك الله خيراً أخي طائر السنونو

ربنا يذيدكم من علمه وفضله أخي

متابعةة

إن شاء الله ساكمل قراءةة الموضوع

طائر السنونو
09.07.2010, 14:29
شكر الله لكم مروركم الكريم وتشريفكم لمتصفحي المتواضع

الأخ الفاضل


الحبيب ابو باسل

و
أختي الفاضلة


لا تسئلني من أنا

جزاكم الله خيرًا
وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

طائر السنونو
09.07.2010, 15:19
:26:

:155609470:

المشهد الثالث

{هكذا يجب أن يكون المُسلِم}

أبي محجن الثقفي


أبي محجن صحابي أدمن الخمور وتعاطيها ..

رغم معرفته إثمها وإثم متعاطيها ..

حتى قال يوصي إبنه :

إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ** تروي عظامي بعد موتي عروقها

ولاتدفني في الفلاة فإنني ** أخاف إذا مت أن لا أذوقها

أبي محجن يوم القادسية

لما تداعى المسلمون للجهاد ولقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم ابو محجن..
وحمل زاده ومتاعه ..
ولم ينس ان يحمل خمرًا..
دسها بين متاعه ..
فلما وصلو القادسية ..
طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين..

وبدأت المراسلات بين الجيشين..
عندها وسوس الشيطان لأبي محجن فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر..
فلما علم به سعد غضب عليه وحرمه من دخول القتال..
وأمر أن يقيد بالسلا سل ويغلق عليه في خيمة.

لله دُر الصحب الميامين علموا أن المعاصي لا تجلب النصر المبين
و أن الله لا يُطلب بمعصية
ولكن بتقى رب العالمين
يكون قضاء الحوائج والنصر المبين
أولئك رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

فلما ابتدأ القتال وسمع أبو محجن صهيل الخيول ..
وصيحات الابطال ..
لم يطق أن يصبر على القيد ..
واشتاق للشهادة..
بل اشتاق الى خدمة هذا الدين..
وبذل روحه لله ..
وإن كان عاصيا وإن كان مدمن خمر..


إلا أنه مسلمٌ يحب الله ورسوله.

فلما دعى الداع ِ ..

أقبلَ على اللهِ بقلبٍ سليم ..

وأخذ يترنم قائلا:

كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى ** وأترك مشدودا علي وثاقيا


إذا قمت عناني الحديد وغلقت ** مصاريع من دوني تصم المناديا


وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ** وقد تركوني مفردا لاأخى ليا


فلله عهد لاأحيف بعهده ** لإن فرجت لاأزور الحوانيا


ثم أخذ ينادي بأعلى صوته..!!

فأجابته إمرأة سعد ماذا تريد؟


فقال: فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد، فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ماأريد

وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي، وأخذ يرجوها ويناشدها

حتى فكت القيدوأعطته البلقاء ، فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ، ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس

..والقى بنفسه بين يدي الكفار ..

علق نفسه بالآخرة ولم يفلح ابليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين.

وحمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه وسلا حه، وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه ولم يروه بالنهار.. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله عز وجل .. نعم مضى أبو محجن ..


أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال ..
لكنه كان يرقب القتال من بعيد ..
فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله ، وقال الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء وأبو محجن في القيد ،والبلقاء في الحبس ..!!
فلما انتهى القتال عاد أبو محجن الى سجنه ووضع رجله في القيد ، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟


فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا ،

فقال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا ...


فلله در أبي محجن .. لم تمنعه معصيته من الجهاد في سبيل الله.

المراجع

كتاب هل تبحث عن وظيفة

د / محمد العريفي

السند

سيرة أبي محجن الثقفي

صحيح كما برواية ابن حجر


يتبع مع المشهد الرابع

قلبى ملك ربى
09.07.2010, 16:07
مشكور أخى الفاضل طائر السنونو على هذا الموضوع الرائع والشائق
جزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك
تسجيل متابعه ان شاء الله تعالى

ندى الاسلام
09.07.2010, 16:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله لا قوة الا بالله موضوع رائع أستاذنا الفاضل طائر السنونو كعادتك دائما

زادك الله فضلا وعلما ونفع الله بك

ورضي الله عن صحابة النبي الكريم وجزاك الله خيرآ أستاذنا

تسجيل متابعه ان شاء الله

طائر السنونو
09.07.2010, 16:29
شرفني مروركِ الكريم أختي قلبي ملك ربي
بورك فيكِ ونفع بكِ
وتقبل الله منا ومنكِ صالح العمل

طائر السنونو
09.07.2010, 16:31
شرفني مروركِ الكريم أختي الفاضلة ندى الإسلام
آمين لما دعوتِ
ولكِ مثل وزادكِ الله فضلاً
يسر الله لكِ كل أمرٍ عسير
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

أمــة الله
09.07.2010, 17:47
ما شاء الله ..
موضوع رائع وقيم أخي طائر السنونو جزاك الله خير الجزاء
أسأل الله أن يعيننا وإياك على السير على نهج هؤلاء العظماء
تسجيل مرور ومتابعة

طائر السنونو
09.07.2010, 18:44
شرفني مروركِ الكريم أختي الفاضلة نورا
آمين لما دعوتِ ولكِ مثل وزادكِ فضلاً على فضل
بورك فيكِ ونفع بكِ
وتقبل منا ومنكِ خالص الأعمال

طائر السنونو
10.07.2010, 16:02
:9:بسم الله الرحمن الرحيم:8:
:646820578:


:9: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ :8:


:32:

{ ابو دجانة الأنصاري}



هو سِماك بن خَرَشه .
وقيل : سِماك بن أوس بن خَرَشه بن لوذان الأنصاري

شهد بدراً وأحداً وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثبت رضي الله عنه يوم أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وبايعه على الموت ، ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد هو ومصعب بن عمير ، فكثرت فيه الجراحات .

:12: أبو دجانه .. البطولة والشجاعة .. والشرف العظيم :12:


عرض النبي :2: سيفه يوم أحد وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فأحجم القوم ،
فقال أبو دجانه : وما حقه يا رسول الله ؟
قال : تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل . فقال أبو دجانه : أنا آخذه بحقه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ففلق به هام المشركين ،

وقال في ذلك :

أنا الذي عاهدنـي خليلـي .. ونحن بالسفـح لدى النخيـل
أن لا أقوم الدهر في الكيول .. أضرب بسيف الله والرسول

وكان رضي الله عنه من الشجعان المشهورين بالشجاعة ، وكانت له عصابة حمراء ، يعلم بها في الحرب ، فلما كان يوم أحد أعلم بها ، واختال بين الصفين ، فقال رسول الله :3: : إن هذه مشية يبغضها الله ، عز وجل ، إلا في هذا المقام .

ابو دجانة يوم أحد

من مشاهد الحب

لما إنكسر المسلمون ورأى السهام تصوب ناحية النبي صلى الله عليه
وسلم من كل مكان ، فياتي ابودجانة ويؤثر رسول الله ويحتضنه لينقذه من
السهام ، يقول ابوبكر :5: : نظرت الى ظهر ابو دجانة فهي
كالقنفوذ من كثرة السهام ..

وهو من فضلاء الصحابة ، أستشهد يوم اليمامة بعدما أبلى فيها بلاء عظيما ، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها ، فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم ، فأمرهم أبو دجانه أن يلقوه إليها ، ففعلوا ، فانكسرت رجله ، فقاتل على باب الحديقة ، وأزاح المشركين عنه ، ودخلها المسلمون ، وقتل يومئذ ...


والقصد

ضُرب َ بعنترةٍ العبسي المثل في الشجاعة ..
ولو رأى أفاعيل الصحب وكيف كانت نصرتهم لله ولرسوله
لبكى كما تبكي النساء

فمن الآن لنصرة الله ورسوله

المراجع


أسد الغابة

. سير أعلام النبلاء

. الإستيعاب في معرفة الأصحاب

يتبع مع المشهد الخامس

طائر السنونو
11.07.2010, 16:33
:bismillah2:

:1: :9: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ :8:
سورة البقرة ( آية 207 )

:31:



صُهيب الرومي


حين هاجر صهيب بن سنان الرومي من مكة إلى المدينة ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم

( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغـت ، والآن تنطلق بنفسـك و بمالـك ؟؟)
فدلهم على مالـه وانطلق الى المدينـة ، فأدرك الرسول - :3: - في قباء ، ولم يكد يراه الرسـول -:3:- حتى ناداه متهللا ( ربـح البيع أبا يحيى .... ربح البيع أبا يحيى )


لله دُر رجال ٍ ضحوا بأموالهم في تجارةٍ مع الله فربح البيع لهم
فسُبحانَ منْ أكرمهُم بالقبول


المراجع

أسباب النزول
يتبع مع المشهد السادس

مهندس محمد
11.07.2010, 18:36
لله قوم أخلصوا في حبه فاحبهم واختارهم خداما
قوم اذا جن الظلام عليهم قاموا هناك سجدا وقياما
يتلذذون بذكره في ليلهم ونهارهم لايبرحون صياما
خمص البطون عن الحرام تعففا لايعرفون سوى الحلال طعاما
كشف لهم حجب الغيوب وعاينوا ذاك الجمال فزادهم انعاما
يتشفعون بادم ومحمد فيسكنون من الجنان خياما

ما شاء الله لا قوة الا بالله
موضوع رائع جداً كيف لا؟؟ وكاتبه حبيب قلبي طائر السنونو
بارك الله فيك وزادك علماً وتقي
استمر حبيبي الغالي فإني لك متابع

طائر السنونو
12.07.2010, 09:12
مجرد مرورك ياهندسة يا روح قلبي شرف لي
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب مهندس محمد
على مرورك الكريم الذي أسعدني بارك الله فيك
وتقبل منا ومنك صالح الأعمال

ابو مصطفى
12.07.2010, 13:16
بارك الله فيك أخى الحبيب طائر السنونو .
مرور ولى عودات باذن الله .
متابع ..

طائر السنونو
12.07.2010, 13:50
بارك الله فيك أخى الحبيب طائر السنونو .
مرور ولى عودات باذن الله .
متابع ..


وفيك بارك العلي القدير ..
وتغمدنا و إياك بواسع غفرانه وجميل إحسانه
شرفني مرورك الكريم أخي الفاضل ابو مصطفى
وأنتظر أن أرى لك مشاركاتٍ فيه ..
من جميل وصادق فعال الصحب المُخلَصِين ..
وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال

طائر السنونو
12.07.2010, 17:23
:29718025:


:9: الباحثُ عن الحق :8:

سلمان الفارسي

قال :5: يحكي قصة بحثه الطويلة عن الحق :

كنت رجلا من أهل أصبهان، من قرية يقال لها "جي"..

وكان أبي دهقان أرضه.

وكنت من أحب عباد الله إليه..

وقد اجتهدت في المجوسية، حتى كنت قاطن النار التي نوقدها، ولا نتركها نخبو..

وكان لأبي ضيعة، أرسلني إليها يوما، فخرجت، فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه، فما برحتهم حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري...

وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا في الشام..

وقلت لأبي حين عدت اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا..

فحاورني وحاورته.. ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني..

وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام، أن يخبروني قبل عودتهم إليها لأرحل إلى الشام معهم، وقد فعلوا، فحطمت الحديد وخرجت، وانطلقت معهم الى الشام..

وهناك سألت عن عالمهم، فقيل لي هو الأسقف، صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم، وأصلي وأتعلم..

وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، اذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها، ثم يكتنزها لنفسه.

ثم مات..

وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه، ولا أعظم منه رغبة في الآخرة، وزهدا في الدنيا ودأبا على العبادة..

وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله.. فلما حضر قدره قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى، فبم تأمرني وإلى من توصي بي؟؟

قال: أي بني، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل..

فلما توفي، أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم، فرحلت إليه، وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنمات..

ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا.. يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين، فان استطعت أن تخلص اليه فافعل.

وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.



ومر بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم، فعلمت أنهم من جزيرة العرب. فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟.. قالوا: نعم.

واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني، وباعوني إلى رجل من يهود.. وبصرت بنخل كثير، فطمعت أن تكون هذه البلدة التي وصفت لي، والتي ستكون مهاجر النبي المنتظر.. ولكنها لم تكنها.

وأقمت عند الرجل الذي اشتراني، حتى قدم عليه يوما رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة!! فوالله ما هو إلا ان رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وصفت لي..

وأقمت معه أعمل له في نخله في بني قريظة حتى بعث الله رسوله وحتى قدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف.

وإني لفي رأس نخلة يوما، وصاحبي جالس تحتها إذ أقبل رجل من يهود، من بني عمه، فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة إنهم ليتقاصفون على رجل بقباء، قادم من مكة يزعم أنه نبي..

فوالله ما إن قالها حتى أخذتني العرواء، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي!! ثم نزلت سريعا، أقول: ماذا تقول.؟ ما الخبر..؟

فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا..؟

أقبل على عملك..

فأقبلت على عملي.. ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله :3: بقباء.. فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به..

ثم وضعته، فقال الرسول لأصحابه: كلوا باسم الله.. وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا..

فقلت في نفسي: هذه والله واحدة .. إنه لا يأكل الصدقة..!!

ثم رجعت وعدت إلى الرسول :2: في الغداة، أحمل طعاما، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة.. وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، ووضعته بين يديه، فقال لأصحابه كلوا باسم الله..

وأكل معهم..

قلت لنفسي: هذه والله الثانية.. إنه يأكل الهدية..!!

ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته، فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة، مرتديا الأخرى، فسلمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه.. خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي..

فأكببت عليه أقبله وأبكي.. ثم دعاني عليه :4: فجلست بين يديه، وحدثته حديثي كما أحدثكم الآن..

ثم أسلمت.. وحال الرق بيني وبين شهود بدر وأحد..

وفي ذات يوم قال الرسول :4::" كاتب سيدك حتى يعتقك"، فكاتبته، وأمر الرسول أصحابه كي يعاونوني. وحرر الله رقبتي، وعشت حرا مسلما، وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق، والمشاهد كلها.

هذه القصة

مذكورة في الطبقات الكبرى لابن سعد ج4.



فسبحان الله لرجل تكبد كل هذا العناء ليصل للحق ..
فتفرد وندر وعز المثيل فيمن نرى ..
من مسلمين ..
والإسلام منهم براء ..
فمنهم من تشيع ..
ومن أنكر السنة ..
ومن إتهم الناس بالكفر ..

فيا الله

لزمانٍ عز فيه الرجل الرشيد ..

يتبع

طائر السنونو
13.07.2010, 10:29
تم بفضل الله
فهرسة المشاهد
ليسهل متابعتها ومطالعتها متجنبًا ردود الأعضاء
ليسهل المطالعة بدون تشتيت حرصًا على القارئ العزيز
الفهرس موجود بالمشاركة الأولى ..
وفقط يكفي الضغط على عنوان المشهد فتنتقل إليه مباشرة ..
راجع
http://www.kalemasawaa.com/vb/t6558.html#post42452

حياكم الله ضيوفنا الكرام ..

طائر السنونو
14.07.2010, 10:20
بســــــم الله الرحمن الرحيـــــم
:702591435:
أمير الأمراء

أبوعبيدة عامر بن الجراح { أمين الأمة }
هو أول من لقبه الناس بأمير الأمراء
هو من حمل ما تنوء به الجبال من هموم الدعوة ونصرة الدين

*******
مواقف له :5:

في غزوة أحد أحسّ من سير المعركة حرص المشركين، لا على احراز النصر في الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريبا من مكان الرسول..

ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغيا وعاديا يريد أن يطفئ نور الله..



وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته.. بل هما متجهتان دوما الى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق..

وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالا..!!

وفي احدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه اذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صوب رسول الله فرأى الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول الأمين يمسح الدم بيمينه وهو يقول:

" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم الى ربهم"..؟

ورأى حلقتين من حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخلتا في وجنتي النبي، فلم يطق صبرا.. واقترب يقبض بثناياه على حلقة منهما حتى نزعها من وجنة الرسول، فسقطت ثنيّة، ثم نزع الحلقة الأخرى، فسقطت ثنيّة الثانية..

وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصديق :5: يصف لنا هذا المشهد بكلماته:

" لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى اذا توافينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة احدى حلقتي المغفر، فنزعها، وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه..

ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت.. فكان أبو عبيدة في الناس أثرم."!!



وأيام اتسعت مسؤوليات الصحابة وعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها دوما بصدقه وبأمانته..

فاذا أرسله النبي :4: في غزوة الخبط أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليس معهم زاد سوى جراب تمر.. والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل ابو عبيدة واجبه في تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم حفنة تملا ، حتى اذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب كل واحد الى تمرة في اليوم.. حتى اذا فرغ التمر جميعا راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليه الامء.. ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط..

لقد مضوا لا يبالون بجوع ولا حرمان، ولا يعنيهم الا أن ينجزوا مع أميرهم القوي الأمين المهمة الجليلة التي اختارهم رسول الله لها..!!




**




لقد أحب الرسول :3: أمين الأمة أبا عبيدة كثيرا.. وآثره كثيرا...

ويوم جاء وفد نجران من اليمن مسلمين، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والاسلام، قال لهم رسول الله:

" لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين.. حق أمين"..!!

وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله :3: ، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه، فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه..

يقول عمر بن الخطاب :5::

" ما أحببت الامارة قط، حبّي اياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت الى الظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليراني..

فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة؟..!!

ان هذه الواقعة لا تعني طبعا أن أبا عبيدة كان وحده دون بقية الأصحاب موضع ثقة الرسول وتقديره..

انما تعني أنه كان واحدا من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية، وهذا التقدير الكريم..

ثم كان الواحد أو الوحيد الذي تسمح ظروف العمل والدعوة يومئذ بغيابه عن المدينة، وخروجه في تلك المهمة التي تهيئه مزاياه لانجازها..

وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاش بعد وفاة الرسول أمينا.. يحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض لو اغترفوا منها جميعا..



ولقد سار تحت راية الاسلام أنذى سارت، جنديّا، كأنه بفضله وباقدامه الأمير.. وأميرا، كأن بتواضعه وباخلاصه واحدا من عامة المقاتلين..

وعندما كان خالد بن الوليد..
يقود جيوش الاسلام في احدى المعارك الفاصلة الكبرى..
واستهل أمير المؤمنين عمر :5: عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد..



لم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاويا عليه صدر زاهد، فطن، أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم..

وآنئذ، تقدّم اليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين!!

ويسأله خالد:

" يرحمك الله يا أبا عبيدة. و ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب"..؟؟

فيجيبه أمين الأمة:

" اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله اخوة".!!!




**




ويصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت امرته أكثر جيوش الاسلام طولا وعرضا.. عتادا وعددا..

فما كنت تحسبه حين تراه الا واحدا من المقاتلين.. وفردا عاديا من المسلمين..

وحين ترامى الى سمعه أحاديث أهل الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء هذا.. جمعهم وقام فيهم خطيبا..

فانظروا ماذا قال للذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته، ومكانته..

" يا أيها الناس..

اني مسلم من قريش..

وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه"..ّّ

القصد

للهِ دُرَ أناس ٍ تربوا في مدرسةِ النبوة فلم تزدهم المناصبَ إلا تواضعًا ..
والسلطان إلا تأدبًا ..
والمال إلا كرمًا ..
فمن مثلُهم

وقد غارت منهم الجوزاء في عليائها ..
وحسدتهم الزهراء لما أزهروا ..

المراجع
موقع الصحابة

حياة أمين الأمة

يتبع بعون الله

طائر السنونو
16.07.2010, 18:21
:bismillah2:




{ عمرو بن الجموح :5: }

همم تنُاطح أعالي الجبال ..


سأل الرسول :2: جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو بن الجموح فقال:

من سيّدكم يا بني سلمة..؟

قالوا الجد بن قيس على أنا نبخله قال بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح
الراوي: جابر المحدث:الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 329
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وهو ثقة ..


:32:

فكانت هذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تكريما لابن الجموح، أي تكريم..!

وفي هذا قال شاعر الأنصار:

فسوّد عمرو بن الجموح لجوده

وحق لعمرو بالنّدى أن يسوّدا

اذا جاءه السؤال أذهب ماله

وقال: خذوه، انه عائد غدا

وبمثل ما كان عمرو بن الجموح يجود بماله في سبيل الله، أراد أن يجود بروحه وبحياته..

ولكن كيف السبيل؟؟

ان في ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال.

وانه له أربعة أولاد، كلهم مسلمون، وكلهم رجال كالأسود، كانوا يخرجون مع الرسول :4: في الغزو، ويثابرون على فريضة الجهاد..

ولقد حاول عمرو أن يخرج في غزوة بدر فتوسّل أبناؤه الى النبي :3: كي يقنعه بعدم الخروج،أو أن يأمره به اذا هو لم يقتنع..

وفعلا، أخبره النبي :4: أن الاسلام يعفيه من الجهاد كفريضة، وذلك لعجزه الماثل في عرجه الشديد..

بيد أنه راح يلحّ ويرجو.. فأمره الرسول بالبقاء في المدينة.




**




وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو الى النبي :4: يتوسل اليه أن يأذن له وقال له:

" يا رسول الله انّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد..

ووالله اني لأرجو أن، أخطر، بعرجتي هذه في الجنة"..

وأمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه السلام بالخروج، فأخذ سلاحه، وانطلق يخطر في حبور وغبطة، ودعا ربه بصوت ضارع:

" اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي".

والتقى الجمعان يوم أحد..

وانطلق عمرو بن الجموح وأبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك والظلام..

كان عمرو بن الجموح يخطر وسط المعمعة الصاحبة، ومع كل خطرة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية..

كان يضرب الضربة بيمينه، ثم يلتفت حواليه في الأفق الأعلى، كأنه يتعجل قدوم الملاك الذي سيقبض روحه، ثم يصحبها الى الجنة..

أجل.. فلقد سأل ربه الشهادة، وهو واثق أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب له..

وهو مغرم بأن يخطر بساقه العرجاء في الجنة ليعلم أهلها أن محمدا :4: ، يعرف كيف يختار الأصحاب، وكيف يربّي الرجال..!!

وجأت المنية ..
وما كان يتمناها الجبل الأشم ..
ضربة سيفٍ بارقة ..
قاطعة باترة ..
أبلغته منازل الشهداء ..
وديار السعداء ..
وتزفه للجنان زفًا ..

:33::33::33::33:



واذ كان المسلمون يدفنون شهداءهم قال الرسول :4: أمره الذي سمعناه من قبل:

" انظروا، فاجعلوا عبدالله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين"..!!

:31:


ودفن الحبيبان الشهيدان الصديقان في قبر واحد، تحت ثرى الأرض التي تلقت جثمانيهما الطاهرين، بعد أن شهدت بطولتهما الخارقة.

وبعد مضي ست وأربعين سنة على دفنهما، نزل سيل شديد غطّى أرض القبور، بسبب عين من الماء أجراها هناك معاوية، فسارع المسلمون الى نقل رفات الشهداء، فاذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا في نقل رفاتهم:

" ليّنة أجسادهم..

تتثنى أطرافهم"..!



وكان جابر بن عبدالله لا يزال حيا، فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه عبدالله بن عمرو بن حرام، ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح..

فوجدهما في قبرهما، كأنهما نائمان.. لم تأكل الأرض منهما شيئا، ولم تفارق شفاههما بسمة الرضا والغبطة التي كانت يوم دعيا للقاء الله..

القصد

رغم عرجته وإشفاق بنيه ..
ورغم ما أجازه له الدين من قعود ..
تأبى الأنفس الأبية إلا أن تلقى الله وهو راضٍ عنها ..
فيصدقون الله ويرجونه الشهادة ..
فمن منا صدق الله وعده بالشهادة .. ؟؟؟

هم رجال وصحب ٌ وجبال ..
لله در من تسابقوا للمنايا والحتوف ..
يبتغون مرضاته ..

المراجع
موقع الصحابة ..
من سير الصحابة
سيرة عمرو بن الجموح
يتبع

ابوحازم السلفي
17.07.2010, 20:43
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

الاخ الحبيب

طائر السنونو

لا استطيع التعبير عن روعة وحلاوة وتميز
هذا الموضوع ..
ولكن تقبل مني هذه العبارات البسيطة :

http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_q0bn5L3Du.gif

http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_N3m4ljf4Hb.gif

http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_Gr9DWPoT8U.gif


http://www.hawahome.com/vb/nupload/74525_1206392041.gif



http://www.sheekh-3arb.net/3atter/greetings_files/image030.gif

طائر السنونو
17.07.2010, 22:55
مجرد مرور أخي الحبيب ابو حازم
شرف لي
شكر الله لك مرورك الكريم
جزاك الله خيرًا على حُسن المتابعة
بورك فيك ونفع بك
وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال

طائر السنونو
20.07.2010, 20:54
:26:


:29718025:


{ البراء بن مالك :5:}
:9: عاشق الشهادة :8:

مشهد من موقعة اليمامة


عندما إصطف المسلمون بقيادة سيف الله المسلول لمواجهة المرتدين بقيادة مسيلمة الكذاب وقد تأهب كلا الفريقين للمعركة ..


ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة الى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه..

لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا..

وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..

وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..

وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..

تلك هي:

" يا أهل المدينة..

لا مدينة لكم اليوم..

انما هو الله والجنة"..

كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.

أجل..

انما هو الله، والجنة..!!

وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

حتى المدينة، عاصمة الاسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هناك مدينة..

وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

ان أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها..

فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول..

المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكرة..

والبراء هناك مع اخوانه يسيرون راية محمد صلى الله عليه وسلم الى موعدها العظيم..

واندفع المشركون الى وراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..

وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..

وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

" يا معشر المسلمين..

احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

فهو حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!


:31:

ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الاسلام..

ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..

وصدق أبو بكر :5: : حينما قال

" احرص على الموت..

توهب لك الحياة"..!!



صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..

ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..

بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة..

ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة..

فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!



ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..

وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها.. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خربتان فانيتان، الروم والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده..

ويضرب البراء بسيفه، ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق..


:27:


وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..

فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..


بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض فأتى أخوه البراء فقيل له أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم أنجى الله عز وجل أنس بن مالك :5: بذاك
الراوي: إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة المحدث:الهيثمي -المصدر: مجمع الزوائد -الصفحة أو الرقم: 9/327
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..

:20:


أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟

بلى آن..!!

وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس

ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..


:22:


احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..

وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا..

وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:

" اجعل امير الجند سهيل بن عديّ..

وليكن معه البراء بن مالك"..





والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..

وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..

ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..

واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

" أتذكر يا براء قول الرسول :4: عنك:

كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك

الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني -المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3854
خلاصة حكم المحدث: صحيح


يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:

" اللهم امنحنا أكتافهم..

اللهم اهزمهم..

وانصرنا عليهم..

وألحقني اليوم بنبيّك"..

ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..

وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..

ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..

لقد بلغ المسافر داره..

وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا

:9:وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :8:

المراجع

موقع الصحابة

سيرة البراء بن مالك

:18:

لبيك إسلامنا
28.07.2010, 11:51
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/7911/39860/493726.gif


أخي الفاضل طائر السنونو

طائر السنونو
28.07.2010, 13:12
وجزاكِ بالمثل وزادكِ فضلاً أختي الفاضلة
شرفني مروركِ الكريم

الاشبيلي
28.07.2010, 13:33
احسنت اخي طائر السنونو

جزاك الله الفردوس

طائر السنونو
28.07.2010, 13:57
وجزاك بالمثل وزادك أخي الحبيب الإشبيلي
شرفني وأسعدني مرورك الكريم

إيمان 1
21.08.2010, 02:41
بارك الله فيك اخي الفاضل

موضوع مميز

جزاك الله النظر الى وجهه الكريم

طائر السنونو
21.08.2010, 13:18
وجزاكِ بالمثل وزادكِ أختي الفاضلة iman

شرفني مروركِ الكريم

وتقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال