خالدة
28.06.2010, 02:16
نور الشريف.. ليس الفنان، ولكن المواطنة المطحونة التي تعيش خارج التاريخ والجغرافيا والسياسية: لا أعرف مبارك.. لكن عبد الناصر كان حلو وكانت كل حاجة رخيصة.. لا حجيت ولا عملت عمرة لأن اللي جاي على قد اللي رايح..و سينما اليسار التي تنشر السواد
مع نهاية العام المنصرم وافتتاح العام الجديد.. نفتتح جولتنا في صحف القاهرة الصادرة الاثنين من جريدة العالم اليوم الاقتصادية الأسبوعية المستقلة.. العالم اليوم حاورت مواطنة اسمها نور الشريف تحيا خارج الزمان والمكان والتاريخ والسياسة.. لا تعرف شيئا عن مبارك.. ولا حرب أكتوبر.. ولا تتقاضى سوى (50) جنيها قيمة معاش السادات.. الحوار لا يحتاج لتعليق ولا تقديم.. نقرأ :
(ـ عندك كم سنة يا حاجة نور؟! ـ
ما أعرفش والله .. ما أعرفس بقالي كم سنة. ـ
أتولدتي في عهد مين من الرؤساء؟! ـ ولدت ولدين ماتوا وبعدين ربنا رزقني بولدين شوقي وسمير كل واحد عايش لوحده وأنا عايشة لوحدي من أيام زوجي ما مات من عشر سنوات .. وشوقي شغال في الشركة وعنده 3 بنات وولد وسمير عنده ولدان وبنت. ـ
كان عندكم أرض يا حاجة نور؟ ـ زوجي كان فلاحا وكان عنده قراريط وباعهم قبل ما يموت وكل واحد من الأولاد بنى لنفسه غرفة بالمسلح ودورة ميه.
ـ وكيف تعيشين ؟ ـ ربنا كريم يرزق الكل والحمد لله رضا كل اللي يبعته ربنا رضا. ـ أنت بتاخدي معاش السادات ؟ ـ كنت بأخذه ومن 9 شهور وقفوه لأنهم يريدون البطاقة وأنا لا أمتلكها وشوقي أبني ذهب أكثر من 9 مرات لطنطا والمحلة لاستخراج البطاقة ولم يجد أي اسم لي في الملفات ووجد اسم بنت عمى فقط .. وكنت أتقاضى 50 جنيها كل شهر وكانوا حلوين ورضا والحمد لله ولا اعرف سآخذهم تاني أم لا !
ـ أين دورة المياه التي تذهبين إليها؟ ـ في البيت الذي بجواري أروح مرة واحدة في النهار وكان لي غرفة بداخل البيت ولما اتهدت شوقي بنى لي "الأوضة" دي على الشارع ولو أنها ضيقة بس دافئة .. وحتى لو احتجت ادخل دورة المياه بالليل استحمل للنهار لما يطلع والحمد لله.
ـ منذ متى لم تخرجي من هذه الغرفة ؟! ـ لم أخرج منها منذ عامين منذ مرضت، لكنني خرجت يوم العيد لبيع الحلويات أمام مدرسة وعدت تاني ولم أخرج من ساعتها.
ـ من أين تشترين الحلويات والبسكويت الذي تبيعينه ؟! ـ أولاد ابني هم الذين يشترونه والأولاد أثناء ذهابهم للمدرسة بيشتروا منى.
ـ هل كان معاش السادات يكفيكي؟! ـ الخمسون جنيها لم تكن تكفى لكن الواحد يقول "يا الله أحسن من مافيش".
ـ هل تطبخين على البابور الذي في حجرتك ؟ ـ عندما يكون لدى مزاج أطبخ ولو ما فيش خلاص أنتظر اللي يجود به ربنا.
ـ أنتي بتفطري أيه كل يوم يا حاجة نور؟ ـ أنا مش بحب البيض :!! والنهاردة زوجة بنى جابتلي حتة لحمة ولسان عصفور ولما فضت جابت لي طعمية وكحك .. بس قول يا صحة كنت زمان آكل جعضيض وخس أما الآن لا أقدر آكل عود خس والحمد لله رضا وعندما يكون معي فلوس افطر طعمية سخنة وعيش بلدي.
ـ لك تموين "زيت وسكر وشاي"؟ ـ طبعا التموين بتاعي في الجمعية الأولاد صرفو لي، مرات أبنى جابت لي كيلو ونص سكر وورقة شاي وكيلو مكرونة وزيت.
ـ هل تعرفين أنهم يمكن يلغوا التموين ؟! ـ لا ما أعرفش بس يعملوا زى ما يعملوا.
ـ يعنى لو أعطوك فلوس مكان التموين ببقي أحسن ؟! ـ أحنا بنعطيهم عشرة جنيه في التموين. ـ لو أعطوك مائة جنيه بدل التموين ؟ ـ تبقى رضا من عند ربنا.. ده يبقى الفرح بعينه وربنا يسمع منك. ـ أنت بتآكلي لحمة كل كام يوم ؟ ـ أنا بأحمرها وأكلها.. باشتري نصف كيلو من التعاون كل 15 يوما لما يبقى معايا 8 جنيهات ونصف الجنيه وبطلت آكل الفراخ علشان أحفادي قالوا لي اللحمة أحسن من الفراخ آهي ماشية ورضا رغم إنها غليت برضه.
ـ أنت عارفة مين الرئيس بتاع مصر؟ ـ مين يا خويا قول أنت الله يسعدك ـ ألم تسمعي عن حسنى مبارك ؟ ـ لا لم أسمع.
ـ سمعت عن جمال عبد الناصر؟ ـ جمال عبد الناصر كان حلو وكان كل حاجة رخيصة.
ـ ألم تسمعي عن أنور السادات أو حربنا مع إسرائيل ؟ ـ ما أعرفش حاجة من دي بقى.
ـ أنت سافرت للحج أو للعمرة ؟! ـ لا حج ولا عمرة واللي رايح على قد اللي جي. ـ آخر مرة اشتريت قماش وفصلت جلابية ؟ ـ من 9 شهور حد جاب لي قماشة هدية واحدة خدتها فصلتها لي بـ 5 جنيهات عند الخياطة . ـ ليه ما روحتيش لعضو مجلس الشورى بالقرية أو العمدة أو المجمع علشان يعملوا شهرية تصرفين منها؟ ـ شئ الله يا عمدة أنا ما بارحوش لحد والمجمع الإسلامي يبعث لي 5 جنيهات وكيلو لحمة في العيد الكبير وأخذت منهم بطانية من سنتين هي اللي بتغطي بيها في البرد ده.
ـ أنت نفسك تحجي؟ ـ أنا.. لا.. قول يا صحة .. أنا عايزة اللي يجرني. ـ ليه أنت مش بتدهني الأوضة علشان البرد ؟ ـ قالوا لي "هنليسها" بالطين بس ما عملوش حاجة.
ـ عندك راديو بتسمعي عليه أي حاجة ؟! ـ ما عنديش وما بأسمعش إلا القرآن بتاع جامع سيدي موسى في الفجر والكحة مش بتخليني أنام والبرد جامد بس أول ما النهار يطلع أنام شوية.
ـ وفين يا حاجة نور عفش الجواز بتاعك ؟! ـ بعناه لما كان جوزي تعبان علشان يتعالج بثمنه وهو كان "عويل" ما بيشتغلش وأنا اللي كنت باشتغل وأصرف على في الدار.)
ألى هنا انتهى المقال الذي قرأته واستعجب والله واحمد الله على كم النعم التي نرتع فيها بدون ان ندري
واعجب اكثر من بلدنا لاننا نحن ارخص ما فيها
ليس لنا الا الله
مع نهاية العام المنصرم وافتتاح العام الجديد.. نفتتح جولتنا في صحف القاهرة الصادرة الاثنين من جريدة العالم اليوم الاقتصادية الأسبوعية المستقلة.. العالم اليوم حاورت مواطنة اسمها نور الشريف تحيا خارج الزمان والمكان والتاريخ والسياسة.. لا تعرف شيئا عن مبارك.. ولا حرب أكتوبر.. ولا تتقاضى سوى (50) جنيها قيمة معاش السادات.. الحوار لا يحتاج لتعليق ولا تقديم.. نقرأ :
(ـ عندك كم سنة يا حاجة نور؟! ـ
ما أعرفش والله .. ما أعرفس بقالي كم سنة. ـ
أتولدتي في عهد مين من الرؤساء؟! ـ ولدت ولدين ماتوا وبعدين ربنا رزقني بولدين شوقي وسمير كل واحد عايش لوحده وأنا عايشة لوحدي من أيام زوجي ما مات من عشر سنوات .. وشوقي شغال في الشركة وعنده 3 بنات وولد وسمير عنده ولدان وبنت. ـ
كان عندكم أرض يا حاجة نور؟ ـ زوجي كان فلاحا وكان عنده قراريط وباعهم قبل ما يموت وكل واحد من الأولاد بنى لنفسه غرفة بالمسلح ودورة ميه.
ـ وكيف تعيشين ؟ ـ ربنا كريم يرزق الكل والحمد لله رضا كل اللي يبعته ربنا رضا. ـ أنت بتاخدي معاش السادات ؟ ـ كنت بأخذه ومن 9 شهور وقفوه لأنهم يريدون البطاقة وأنا لا أمتلكها وشوقي أبني ذهب أكثر من 9 مرات لطنطا والمحلة لاستخراج البطاقة ولم يجد أي اسم لي في الملفات ووجد اسم بنت عمى فقط .. وكنت أتقاضى 50 جنيها كل شهر وكانوا حلوين ورضا والحمد لله ولا اعرف سآخذهم تاني أم لا !
ـ أين دورة المياه التي تذهبين إليها؟ ـ في البيت الذي بجواري أروح مرة واحدة في النهار وكان لي غرفة بداخل البيت ولما اتهدت شوقي بنى لي "الأوضة" دي على الشارع ولو أنها ضيقة بس دافئة .. وحتى لو احتجت ادخل دورة المياه بالليل استحمل للنهار لما يطلع والحمد لله.
ـ منذ متى لم تخرجي من هذه الغرفة ؟! ـ لم أخرج منها منذ عامين منذ مرضت، لكنني خرجت يوم العيد لبيع الحلويات أمام مدرسة وعدت تاني ولم أخرج من ساعتها.
ـ من أين تشترين الحلويات والبسكويت الذي تبيعينه ؟! ـ أولاد ابني هم الذين يشترونه والأولاد أثناء ذهابهم للمدرسة بيشتروا منى.
ـ هل كان معاش السادات يكفيكي؟! ـ الخمسون جنيها لم تكن تكفى لكن الواحد يقول "يا الله أحسن من مافيش".
ـ هل تطبخين على البابور الذي في حجرتك ؟ ـ عندما يكون لدى مزاج أطبخ ولو ما فيش خلاص أنتظر اللي يجود به ربنا.
ـ أنتي بتفطري أيه كل يوم يا حاجة نور؟ ـ أنا مش بحب البيض :!! والنهاردة زوجة بنى جابتلي حتة لحمة ولسان عصفور ولما فضت جابت لي طعمية وكحك .. بس قول يا صحة كنت زمان آكل جعضيض وخس أما الآن لا أقدر آكل عود خس والحمد لله رضا وعندما يكون معي فلوس افطر طعمية سخنة وعيش بلدي.
ـ لك تموين "زيت وسكر وشاي"؟ ـ طبعا التموين بتاعي في الجمعية الأولاد صرفو لي، مرات أبنى جابت لي كيلو ونص سكر وورقة شاي وكيلو مكرونة وزيت.
ـ هل تعرفين أنهم يمكن يلغوا التموين ؟! ـ لا ما أعرفش بس يعملوا زى ما يعملوا.
ـ يعنى لو أعطوك فلوس مكان التموين ببقي أحسن ؟! ـ أحنا بنعطيهم عشرة جنيه في التموين. ـ لو أعطوك مائة جنيه بدل التموين ؟ ـ تبقى رضا من عند ربنا.. ده يبقى الفرح بعينه وربنا يسمع منك. ـ أنت بتآكلي لحمة كل كام يوم ؟ ـ أنا بأحمرها وأكلها.. باشتري نصف كيلو من التعاون كل 15 يوما لما يبقى معايا 8 جنيهات ونصف الجنيه وبطلت آكل الفراخ علشان أحفادي قالوا لي اللحمة أحسن من الفراخ آهي ماشية ورضا رغم إنها غليت برضه.
ـ أنت عارفة مين الرئيس بتاع مصر؟ ـ مين يا خويا قول أنت الله يسعدك ـ ألم تسمعي عن حسنى مبارك ؟ ـ لا لم أسمع.
ـ سمعت عن جمال عبد الناصر؟ ـ جمال عبد الناصر كان حلو وكان كل حاجة رخيصة.
ـ ألم تسمعي عن أنور السادات أو حربنا مع إسرائيل ؟ ـ ما أعرفش حاجة من دي بقى.
ـ أنت سافرت للحج أو للعمرة ؟! ـ لا حج ولا عمرة واللي رايح على قد اللي جي. ـ آخر مرة اشتريت قماش وفصلت جلابية ؟ ـ من 9 شهور حد جاب لي قماشة هدية واحدة خدتها فصلتها لي بـ 5 جنيهات عند الخياطة . ـ ليه ما روحتيش لعضو مجلس الشورى بالقرية أو العمدة أو المجمع علشان يعملوا شهرية تصرفين منها؟ ـ شئ الله يا عمدة أنا ما بارحوش لحد والمجمع الإسلامي يبعث لي 5 جنيهات وكيلو لحمة في العيد الكبير وأخذت منهم بطانية من سنتين هي اللي بتغطي بيها في البرد ده.
ـ أنت نفسك تحجي؟ ـ أنا.. لا.. قول يا صحة .. أنا عايزة اللي يجرني. ـ ليه أنت مش بتدهني الأوضة علشان البرد ؟ ـ قالوا لي "هنليسها" بالطين بس ما عملوش حاجة.
ـ عندك راديو بتسمعي عليه أي حاجة ؟! ـ ما عنديش وما بأسمعش إلا القرآن بتاع جامع سيدي موسى في الفجر والكحة مش بتخليني أنام والبرد جامد بس أول ما النهار يطلع أنام شوية.
ـ وفين يا حاجة نور عفش الجواز بتاعك ؟! ـ بعناه لما كان جوزي تعبان علشان يتعالج بثمنه وهو كان "عويل" ما بيشتغلش وأنا اللي كنت باشتغل وأصرف على في الدار.)
ألى هنا انتهى المقال الذي قرأته واستعجب والله واحمد الله على كم النعم التي نرتع فيها بدون ان ندري
واعجب اكثر من بلدنا لاننا نحن ارخص ما فيها
ليس لنا الا الله