أبو عبد الله محمد بن يحيى
21.04.2009, 05:41
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على حبيبه محمد وعلى آله
وبعد .... :
فهذ مبحث يسير ولطيف في بيان سبب تسمية العالم وبيان نسبته ، وهي من ملح العلم التي يستفيد منها طالب العالم المبتدئ ، ويسعد بقراءتها طالب العلم المتقدم .
وسبب كتابة هذه اللطائف أني أتأمل كثيرا في الاسم حين سماعه ، فلفت نظري قديما اسم ( ابن تيمية ) رحمه الله ، فقلت : مامعنى (تيمية) ، ولماذا تسمى هذا الإمام بهذا الاسم ؟ .
ثم تأملت في اسم (ابن القيم ) وسألت نفسي مامعنى القيم ؟ ، ولماذا تسمى به واشتهر به هذا الإمام ؟!.
وكذا الإمام (ابن كثير) ، وقبله الإمام (الطبري) ، وكذا (ابن خلكان) وقد أشكل عليّ لقبه ، وكذا (الفيروزآبادي)وكذا الإمام (الشوكاني) وكذا الإمام (الصنعاني) ، وغيرهم كثير وكثير .
وأثناء جمعي للمراجع والتراجم ، وجدت كتابا بعنوان (إعجام الأعلام )لمؤلفه : محمود مصطفى ، فرأيت أنه قد جمع ما أردت جمعه ، ورتب ما أردت ترتيبه ، وما بقي إلا طرحه في هذا الملتقى المبارك .
فرأيت أن أعتمد عليه وأن أضيف ما يتيسر من إضافات إن احتاج إلى البحث إلى ذلك .
ومن باب الفائدة فإن كتاب الأنساب للسمعاني أتى بشي وفير مما ذكرنا ، ولم يترك مقالا لمستزيد !
وترتيب ذكر الأعلام حسب ما يتيسر .
وأيضا : لن ألتزم بذكر العلماء فقط ، بل سأذكر ما تيسر من الأعلام سواء كانوا علماء ، أو ولاة ، أو لغويين ، قصاص أو غيرهم ، الضابط : الاشتهار .
1- ابن تيمية رحمه الله تعالى :
سبب التسمية : أن جده حج فلما كان بتيماء (بلدة قرب تبوك) رأى جارية حسنة الوجه ، فلما عاد وجد امرأته قد وضعت ، فلما قدموا له مولودتها قال : ياتيمية ، ياتيمية ، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء ، فسمي بها .(إعجام الأعلام) .
2- ابن القيم رحمه الله تعالى :
نسبة الى المدرسة التي أنشأها محي الدين أبو المحاسن يوسف بن عبدالرحمن بن علي بن الجوزي المتوفي سنة 656هـ لأن أباه كان قيمّا عليها (مقدمة زاد المعاد) .
قلتُ : لذلك يخطئ البعض حينما يقول : ابن القيم الجوزية ، والصحيح أن يقال : ابن قيم الجوزية ، فالقيم في العرف الحاضر هو المدير ، فلا يصح أن تقول : ابن المدير المدرسة ، وإنما الصحيح يقال : ابن مدير المدرسة .
3- ابن رجب رحمه الله تعالى :
هو الإمام الحافظ العلامة زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود السّلامي البغدادي ، ثم الدمشقي الحنبلي ، الشهير بـ(ابن رجب) ، وهو لقب جده عبدالرحمن .(مقدمة جامع العلوم والحكم ت.شعيب الأرنؤوط ) .
4- ابن كثير رحمه الله تعالى :
هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن درع القرشي من بني حصلة ، وهم ينتسبون إلى الشرف وبأيدهم نسب (مقدمة البداية والنهاية ) .
ويظهر من الاسم أنه ينتسب إلى جده .
5- ابن راهويه رحمه الله تعالى :
هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن التميمي ، جمع بين الفقه والحديث والورع ، وكان أحد أئمة الإسلام .
وابن راهويه لقب أبيه ، وإنما لُقب به لأنه ولد في طريق مكة ، والطريق بالفارسية ( راه ) ، و( ويه ) بمعنى وجد ، هكذا يقول ابن خلكان .(إعجام الأعلام ) .
6- ابن الماجِشُون رحمه الله :
هو أبو مروان عبدالملك ، تفقه على الإمام مالك رحمه الله ، والماجِشون هو المورد الذي يقال له أيضا الأبيض الأحمر ، والماجشون لقب عم والد عبدالملك ، جرى على أهل بيته من بنيه وبني أخيه ، قيل أن أصلهم من أصبهان ، والماجشون هو المورد الذي يقال له أيضا الأبيض الأحمر .
المورد ، أو الورد ، أو الخمر ، أو ... ؟
في ترتيب المدارك " المورد " ، وبواسطته د. عبد الحق حميش " الورد " ، وفي السير للذهبي رحمه الله " الخمر " وقيل غير ذلك ... ، و كلٌّ جائز ، والمعنى يحتمله ، ولكنْ الأولى أن يراجع في ذلك " القاموس الفارسي الإنجليزي " مثلاً ، للوقوف على حقيقة هذه الكلمة .
جاء في أمالي القالي :
( وأنشدنا أبو بكر بن السراج لعلي بن أبي العباس الرومي:
خجلت خدود الورد من تفضيله ......... خجلاً توردها عليه شاهد
لم يخجل الورد المُوَرد لونه ................ إلا وناحله الفضيلة عاند
للنرجس الفضل المبين وإن أب..... آبٍ وحاد عن الطريقة حائد ) انتهى/ أمالي القالي أبو عليّ .
( وابن الماجشون : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون ، والماجشون : المُوَرد بالفارسية ، سُمي بذلك لحمرة في وجهه ، وكان عبد الملك ضرير البصر ، ويُقال : إنه عَميَ في آخر عمره ، كان في زمانه مفتي أهل المدينة ، كان فقيهاً فصيحاً ، دارت عليه الفتيا في زمانه ، روى عن مالك ، وعن أبيه ، تُو في سنة 210 هج ، وقيل : 214 هج ) انتهى ، يُنظر : ترتيب المدارك : القاضي عياض 3/ 133 ، الديباج المذهب 1/ 153 )
(قَالَ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَيْفَ لُقِّبَ بِالْمَاجِشُونِ ؟ قَالَ: تَعَلَّقَ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ بِكَلِمَةٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ يَقُولُ: شُونِي، شُونِي، فَلُقِّبَ: الْمَاجِشُونَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: الْمَاجِشُونُ فَارِسِيٌّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَاجِشُونَ؛ لِأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا حَمْرَاوَيْنِ، فَسُمِّي بِذَلِكَ، وَهُوَ الْخَمْرُ، فَعَرَّبَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ. وَقِيلَ: أَصْلُ الْكَلِمَةِ: الْمَاهُ كُونَ فَهُوَ وَوَلَدُهُ يُعْرَفُونَ بِذَلِكَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذَا اللَّقَبُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ). انتهى سير أعلام النبلاء 7/ 310 .
(قال هارون: الماجشون بالفارسية المُوَرَّد. ) انتهى ، التاريخ الصغير 8/259 .
( والماجشون بالفارسية ماكهون ، فَعُرِّب ومعناه الوَرْد ويقال: الأبيض الأحمر ) انتهى ، ألقاب الصحابة والتابعين: أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الجياني الأندلسي ت498 .
والكل يحتمل كما سبق والله أعلم .
يتبع .....،،،،،،،
الحمد لله ، والصلاة والسلام على حبيبه محمد وعلى آله
وبعد .... :
فهذ مبحث يسير ولطيف في بيان سبب تسمية العالم وبيان نسبته ، وهي من ملح العلم التي يستفيد منها طالب العالم المبتدئ ، ويسعد بقراءتها طالب العلم المتقدم .
وسبب كتابة هذه اللطائف أني أتأمل كثيرا في الاسم حين سماعه ، فلفت نظري قديما اسم ( ابن تيمية ) رحمه الله ، فقلت : مامعنى (تيمية) ، ولماذا تسمى هذا الإمام بهذا الاسم ؟ .
ثم تأملت في اسم (ابن القيم ) وسألت نفسي مامعنى القيم ؟ ، ولماذا تسمى به واشتهر به هذا الإمام ؟!.
وكذا الإمام (ابن كثير) ، وقبله الإمام (الطبري) ، وكذا (ابن خلكان) وقد أشكل عليّ لقبه ، وكذا (الفيروزآبادي)وكذا الإمام (الشوكاني) وكذا الإمام (الصنعاني) ، وغيرهم كثير وكثير .
وأثناء جمعي للمراجع والتراجم ، وجدت كتابا بعنوان (إعجام الأعلام )لمؤلفه : محمود مصطفى ، فرأيت أنه قد جمع ما أردت جمعه ، ورتب ما أردت ترتيبه ، وما بقي إلا طرحه في هذا الملتقى المبارك .
فرأيت أن أعتمد عليه وأن أضيف ما يتيسر من إضافات إن احتاج إلى البحث إلى ذلك .
ومن باب الفائدة فإن كتاب الأنساب للسمعاني أتى بشي وفير مما ذكرنا ، ولم يترك مقالا لمستزيد !
وترتيب ذكر الأعلام حسب ما يتيسر .
وأيضا : لن ألتزم بذكر العلماء فقط ، بل سأذكر ما تيسر من الأعلام سواء كانوا علماء ، أو ولاة ، أو لغويين ، قصاص أو غيرهم ، الضابط : الاشتهار .
1- ابن تيمية رحمه الله تعالى :
سبب التسمية : أن جده حج فلما كان بتيماء (بلدة قرب تبوك) رأى جارية حسنة الوجه ، فلما عاد وجد امرأته قد وضعت ، فلما قدموا له مولودتها قال : ياتيمية ، ياتيمية ، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء ، فسمي بها .(إعجام الأعلام) .
2- ابن القيم رحمه الله تعالى :
نسبة الى المدرسة التي أنشأها محي الدين أبو المحاسن يوسف بن عبدالرحمن بن علي بن الجوزي المتوفي سنة 656هـ لأن أباه كان قيمّا عليها (مقدمة زاد المعاد) .
قلتُ : لذلك يخطئ البعض حينما يقول : ابن القيم الجوزية ، والصحيح أن يقال : ابن قيم الجوزية ، فالقيم في العرف الحاضر هو المدير ، فلا يصح أن تقول : ابن المدير المدرسة ، وإنما الصحيح يقال : ابن مدير المدرسة .
3- ابن رجب رحمه الله تعالى :
هو الإمام الحافظ العلامة زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود السّلامي البغدادي ، ثم الدمشقي الحنبلي ، الشهير بـ(ابن رجب) ، وهو لقب جده عبدالرحمن .(مقدمة جامع العلوم والحكم ت.شعيب الأرنؤوط ) .
4- ابن كثير رحمه الله تعالى :
هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن درع القرشي من بني حصلة ، وهم ينتسبون إلى الشرف وبأيدهم نسب (مقدمة البداية والنهاية ) .
ويظهر من الاسم أنه ينتسب إلى جده .
5- ابن راهويه رحمه الله تعالى :
هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن التميمي ، جمع بين الفقه والحديث والورع ، وكان أحد أئمة الإسلام .
وابن راهويه لقب أبيه ، وإنما لُقب به لأنه ولد في طريق مكة ، والطريق بالفارسية ( راه ) ، و( ويه ) بمعنى وجد ، هكذا يقول ابن خلكان .(إعجام الأعلام ) .
6- ابن الماجِشُون رحمه الله :
هو أبو مروان عبدالملك ، تفقه على الإمام مالك رحمه الله ، والماجِشون هو المورد الذي يقال له أيضا الأبيض الأحمر ، والماجشون لقب عم والد عبدالملك ، جرى على أهل بيته من بنيه وبني أخيه ، قيل أن أصلهم من أصبهان ، والماجشون هو المورد الذي يقال له أيضا الأبيض الأحمر .
المورد ، أو الورد ، أو الخمر ، أو ... ؟
في ترتيب المدارك " المورد " ، وبواسطته د. عبد الحق حميش " الورد " ، وفي السير للذهبي رحمه الله " الخمر " وقيل غير ذلك ... ، و كلٌّ جائز ، والمعنى يحتمله ، ولكنْ الأولى أن يراجع في ذلك " القاموس الفارسي الإنجليزي " مثلاً ، للوقوف على حقيقة هذه الكلمة .
جاء في أمالي القالي :
( وأنشدنا أبو بكر بن السراج لعلي بن أبي العباس الرومي:
خجلت خدود الورد من تفضيله ......... خجلاً توردها عليه شاهد
لم يخجل الورد المُوَرد لونه ................ إلا وناحله الفضيلة عاند
للنرجس الفضل المبين وإن أب..... آبٍ وحاد عن الطريقة حائد ) انتهى/ أمالي القالي أبو عليّ .
( وابن الماجشون : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون ، والماجشون : المُوَرد بالفارسية ، سُمي بذلك لحمرة في وجهه ، وكان عبد الملك ضرير البصر ، ويُقال : إنه عَميَ في آخر عمره ، كان في زمانه مفتي أهل المدينة ، كان فقيهاً فصيحاً ، دارت عليه الفتيا في زمانه ، روى عن مالك ، وعن أبيه ، تُو في سنة 210 هج ، وقيل : 214 هج ) انتهى ، يُنظر : ترتيب المدارك : القاضي عياض 3/ 133 ، الديباج المذهب 1/ 153 )
(قَالَ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَيْفَ لُقِّبَ بِالْمَاجِشُونِ ؟ قَالَ: تَعَلَّقَ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ بِكَلِمَةٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ يَقُولُ: شُونِي، شُونِي، فَلُقِّبَ: الْمَاجِشُونَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: الْمَاجِشُونُ فَارِسِيٌّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَاجِشُونَ؛ لِأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا حَمْرَاوَيْنِ، فَسُمِّي بِذَلِكَ، وَهُوَ الْخَمْرُ، فَعَرَّبَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ. وَقِيلَ: أَصْلُ الْكَلِمَةِ: الْمَاهُ كُونَ فَهُوَ وَوَلَدُهُ يُعْرَفُونَ بِذَلِكَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذَا اللَّقَبُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ). انتهى سير أعلام النبلاء 7/ 310 .
(قال هارون: الماجشون بالفارسية المُوَرَّد. ) انتهى ، التاريخ الصغير 8/259 .
( والماجشون بالفارسية ماكهون ، فَعُرِّب ومعناه الوَرْد ويقال: الأبيض الأحمر ) انتهى ، ألقاب الصحابة والتابعين: أبو على الحسين بن محمد بن أحمد الجياني الأندلسي ت498 .
والكل يحتمل كما سبق والله أعلم .
يتبع .....،،،،،،،