المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : قوافل الصابرين


طائر السنونو
28.05.2010, 14:20
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
نحمدك ربنا كما علمتنا أن نحمد
لك الحمد حتى ترضى وعند الرضا وبعد الرضا وحتى نلقاك على الوجه الذي ترضاه عنا ..
آمين
وصل ّ اللهم على خاتم رسلك المحمود أحمد ..
والآل والصحب و التابعين المبتغين رضوانك ياربنا يا رب العالمين

وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:9: الصبر :8:

خـُلق الأنبياء والمرسلين ..
وحِلية الصالحين ..
وذروة الرضا عن قضاء رب العالمين ..
فلا تطلب الجنان إلا بالصبر ..
ولا تطلب رفقة الرسل المقربين إلا بالصبر ..
ولا تقضى الحوائج إلا بالصبر ..
فهو الصبر ..
والبُشرى كل البُشرى للصابرين ..

*********

ومن أشدُ صبرا ً من ربنا رب العالمين ..
نسبوا إليه الولد ..
وكفر به من كفر ..
وتطاول عليه من تطاول ..
وأشرك به من أشرك ..
وهو بأمر كل الخلق عليم ..
فأمهلم ..
و رزقهم ..
وتولاهم ..
و أمنهم ..
و أمدهم بأموال ٍ وبنين لعلهم يرجعون ..



********


سبحانه كتب على نفسه الرحمة ..
فكان الرحمن ..
وهو الرحيم ..
والكريم ..

سبحانه من إله عظيم ..



********


ربنا علمت أنك الحق وخشيت يا ربنا وعدك الحق ..
فتقبلنا اللهم بقبول حسن وأكتبنا عندك من الصالحين ..
آمين

*********

وصبر المرسلين

فناح من قومه نوح ..

وسطره بالضياء أيوب ..

وذبح من أجله يحيي ..

وقتل في سبيله زكريا ..

وتعرض خاتمهم وغرة تاجهم محمد :4: لأشد الإيذاء ..

{ عليهم صلوات ربي ورضوانه أجمعين }



http://www.drabigh.com/sound/1257402997.jpg

تابعونا أحبتي
مع قوافل الصابرين

طائر السنونو
28.05.2010, 16:13
وهل كان للصبر الصادق من جزاء إلا الجنة ..

:1:

{ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } الإنسان: 12



{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
} الأحزاب: 35

و كان الصبر من جميل خصال أولي العزم من الرسل ..

:1:

{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } الأحقاف: 35

وقال بعض أهل العلم :ـ

عُرف جزاء كل عمل ٍ صالح { مثل الصلاة والصوم } ولم يعرف جزاء الصبر ..
إلا أنه من أجل وأفضل الجزاء ..

:1:

{ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ } المؤمنون: 111

{ أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا } الفرقان: 75

{ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } القصص: 54


**********



ووصف الله سبحانه وتعالى الصبر لكل بلاء

:1:

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } البقرة: 45

:1:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } آل عمران: 200

فنصح جل وعلا بالصبر بل وأكد على الصبر فقال سبحانه وصابروا ومن أعظم أنواع الصبر الرباط
فكان الصبر وزيادة الصبر وتأكيد الصبر ..

وعظم الله أجر الصبر فقال لنبيه الكريم :4:

:1:

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } البلد: 17

فلا يصبر إلا مؤمن فالصبر من أعلى درجات الإيمان ..

:1:

{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } آل عمران: 17

ورفع الله أجر الصابرين فجعلهم مع الصادقين و القانتين و ............ الآيات ..

:1:



و لماذا الصبر ؟؟

:1:

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد: 31

و

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران: 142


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } البقرة: 55
فكان الصبر مفتاح دخول الجنة ..
وصدق ربنا العظيم القائل ..

وبشر الصابرين ..

وبشر الصابرين ..

وبشر الصابرين ..

وبشر الصابرين ..


تا بعونا أحبتي في
قوافل الصابرين ..

طائر السنونو
28.05.2010, 19:09
و إنقسم الإيمان قسمان ..
صبر و شكر ..

صبر على البلاء ..
وشكر لكامل النعم والعطاء ..

وكان للصبر ثلاثة أنواع ..

1 ـ صبر على البلاء ..
2 ـ وصبر على المعصية ..
3 :ـ وصبر على ما يتنزل به القضاء ..




وكان الصبر طريق الجنة ..
لقول الرسول الكريم :4:

:9: حفت الجنة بالمكاره ؛ وحفت النار بالشهوات :8: رواه مسلم .
فكان الصبر على المكاره ..
وكان الصبر على الشهوات ..
هما المنجيان من النار ..
المُدخلان للجنة ..

:9: وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال قال رسول الله :4: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له :8: رواه مسلم .

وكان الصبر على الشهوات أصعبها لمجاهدة النفس على ما جبلت عليه من حب الدنيا والخير والطمع والأماني ..

هذا والله أعلى وأعلم ..

وقال الشاعر

ما قد قـُضى يا نفس فأصطبري له *** ولكِ الأمان من الذي لم يُقدر .
ثم أعلمي أن المقدّر كائن *** حتما ً عليكِ صبرتِ أم لم تصبري

فماذا يفيد عدم الصبر ؟؟؟

فلتبك ِ ما أستطعت وتضج وتنوح وتهدد وتتوعد ما أستطعت هل غيرت من قضاء الله ؟؟
لا
بل ضيعت ما كان لك من أجر ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

والبلاء يكون على قدر الإيمان ..
ففي الصحيح
قال رسول الله :4:
{ أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .. }
وعلي قدر الرضا تكون القربى ..
وعلى قدر الصبر يكون المقام ..
ولنا في ما أصاب الأنبياء والصالحين من بلاء عبرة لألي الألباب ..

تابعونا أحبتي في قوافل الصابرين ..

طائر السنونو
29.05.2010, 11:28
أستغفر الله العظيم من كل ذنب ٍ عظيم وأتوب إليه ..

******

و أعلموا أحبتى في الله أن :

الشكوى لله عز وجل لا تتنافى مع الصبر ، لقوله سبحانه وتعالى ".... إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله...." و "....مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين...." وإنما ينافى الصبر شكوى الله ، لا الشكوى إلا الله . فالشكوى إلى بنى أدم إنما هى شكو ى الرحيم إلى من لا يرحم .
والشكوى من الملك لمن ملك ..
ومن القوي للضعيف ..
ومن السيد للعبد..
فيكون إعتراضا ً لما قضى الله ..
وكان للصبر آداب هي

**********
1 ـ الصبر عند الصدمة الأولى :
كما في الحديث عن الرسول :4: ..
رواه البزار و أبو يعلى ورواه البزار بلفظ
{الصبر عند أول صدمة }

وكلاهما صحيح ..

********
2 ـ الإسترجاع عند المصيبة :
لحديث أم سلمة رضى الله عنها
{ مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها ؛ إلا أجاره الله في مصيبته وأخلف له خيرا ً منه }
رواه مسلم

************

ومن حسن الصبر الا يظهر أثر المصيبة على المصاب
مثل ما فعلت أم سليم زوجة أبى طلحة ( وحديثها مشهور )
لما مات إبنها

**********
وقال العارفين :
الجزع لا يرد الفائت ولكن يسر الشامت .

********
ومن آداب الصبر الرضا بالقضاء

*********

تابعونا أحبتي في الله في قوافل الصابرين

عطر الياسمين
30.05.2010, 05:42
جزاك الله خيرا موضوع رائع

طائر السنونو
30.05.2010, 09:05
شرفني مرورك ِ الكريم أختي الفاضلة عطر الياسمين

على ابوموسى
30.05.2010, 14:49
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اخى وحبيبى فى الله طائر السنونو جزاك الله خير واحسنت واوفيت واسمح لى اضف حديث واحد عن ابى سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضى الله عنهما:

ان ناسا من الانصار سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم ثم سالوة فاعطاهم حتى نفد ما عندة فقال لهم حين انفق كل شى بيدة:
مايكن من خير فلن ادخرة عنكم ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنيه الله ومن يتصبر يصبرة الله" متفق عليه

طائر السنونو
30.05.2010, 15:07
شرفني مروركم الكريم
شكر الله لك أخي الحبيب على ابو موسى مرورك العطر
وجزاك خيرا ً عن إضافتك القيمة
ودمت بخير حال
بارك الله فيك

أمــة الله
30.05.2010, 23:26
بارك الله فيك أخي الفاضل طائر السنونو
موضوع رائع جزيت الجنة
جعلنا الله وإياك وجميع المسلمين من الصابرين على البلاء والمحتسبين
جعله الله في ميزان حسناتك

طائر السنونو
01.06.2010, 10:01
شرفنس مروركِ الكريم أختي الفاضلة نورا

طائر السنونو
01.06.2010, 10:18
روائع في قصص الصابرين

هذه لمحات من قصص الصابرين - جعلنا الله وإياكم منهم - ، والتأمل في مثل هذه القصص من أعظم الأسباب المعينة على الصبر


فهذا نوحٌ عليه السلام صبر في دعوته لقومه صبراً عظيماً دام ألف سنة إلا خمسين عاماً جاهد ودعوة، وصبر على الإيذاء والسخرية، اتهموه بالجنون والسحر والضلال وهو يقابل ذلك بالصبر حتى قالوا:
{لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين**،
وصبر..

إبراهيم تعرض لمحنة عظيمة ويصبر صبر الموحد الموقن بوعد الله، حتى لما ألقي في النار قال:
{حسبي الله ونعم الوكيل**،
حتى لما أُمِر بذبح ولده صبر وهمّ بذبح الولد ، وأخذ السكين وأضطجع الولد استسلاماً لأمر الله،
والله ابتلاه بهذا الأمر فصبر.

وموسى واجه التهديد والإيذاء من قومه وقوم فرعون قبلهم، فصبر على دعوة قومين!.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال لما تذكرأخيه موسى:

** يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر**.

الحديث

وإبراهيم لما أُمِر بترك ولده وهو حديث عهد ولادة ، وقد كان عقيماً ، جاءه اسماعيل بعد سنوات طويلة جداً وهو شيخ كبير، وجاءه الأمر من الله اتركه وأمه في وادٍ غير ذي زرع!،
مانال الخليل هذه المرتبة من شيء قليل، فمضى ولم يلتفت ولم يتحسر ولم يتردد ،
حتى قالت هاجر: لمن تتركنا؟
آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، فرجع للشام ورزقه الله من سارة بإسحاق ومن ورائه يعقوب.

وعيسى عانى من بني إسرائيل من التهم الباطلة، تآمروا على قتله وصلبه وصبر حتى رفعه الله إليه.

وخاتم الأنبياء :3: كم تعرض للأذى والاضطهاد، قالوا عنه مجنون ساحر كذاب خائن، وأشد شيء على الصادق أن يتهم بالكذب ,أشد شيء على العاقل أن يقال عنه مجنون، وأشد شيء على الأمين أن يتهم بالخيانة، وأشد شيء على المؤمن أن يقال عنه شاعر ساحر به جنّة، وهو أكمل الخلق وأصدقهم وأعقلهم ، ووضعوا الشوك وأخرجوه من بلده ، وذهب للطائف يعرض نفسه على القبائل، وأحسّ بالاضطهاد وخرج من مكة لا يدري من الهم لم يستفق إلى في قرن الثعالب، حتى تآمروا على قتله {ليُثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك**،
وقتلوا بعض أصحابه وعذبوا بعضهم، وأشد شيء على النبي أن يرى أتباعه يضطهدون ويقتلون أمامه، يمر عليهم فيقول: ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)،
وهكذا صبر :2: حتى أتاه اليقين من ربّه بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة حتى لما ذهب المدينة لا يُظَنّ أن مجالات الصبر قد خفّت لأنه عانى من المنافقين معاناة عظيمة،
يكفي حادثة الإفك، وصبر على كيد اليهود ، ووضعوا له السم، وكانت نوبات الحمى تنتابه حتى مات في آخر نوبة منها فكان في ذلك أجله
وهكذا أصحابه، بلال ، سمية،صهيب،عمار، مقداد ، أبو بكر، صهروهم في الشمس وعذبوهم..

وهذا الصحابي خبيب ، يسجن ليقتل ويصلب..

ولست أبالي حين أقتل مسلماً على **** أي جنبٍ كان في الله مصرعي

المرأة التي قُتِل أبوها وأخوها وزوجها في يوم أحد فصبرت على ما حصل لها من هذه الأقدار، فماتوا في رفعة الدين ونصرة الدين وجهاد الكفار،

وهكذا سار على هذا المنوال التابعون وتابعو التابعين..

عروة بن الزبير من أفاضل التابعين وأخيار التابعين، كان له ولد اسمه محمد من أحسن الناس وجهاً، دخل على الوليد في ثياب جميلة
فقال الوليد:هكذا تكون فتيان قريش، ولا دعا بالبركة فقالوا أنه أصابه بالعين،خرج هذا محمد بن عروة بن الزبير من المجلس فوقع في اصطبل للدواب فلا زالت الدواب تطأه حتى مات،

ثم مباشرة وقعت الآكلة (الغرغرينا) في رجل عروة وقالوا لابد من نشرها بالمنشار وقطعها حتى لا تسري لأماكن الجسد فيهلك، فنشروها فلما وصل المنشار إلى القصبة(وبتر الساق) وضع رأسه على الوسادة فغشي عليه ثم أفاق والعرق يتحدّر من وجهه وهو يهلل ويكبّر ويذكر الله، فأخذها وجعل يقلبها ويقبلها في يده وقال:
((أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أنني ما مشيت بك إلى حرام ولا إلى معصية ولا إلى ما لا يرضي الله))،
ثم أمر بها فغسلت وطيبت وكفنت وأمر بها أن تقدم إلى المقبرة، لما جاء من السفر بعد أن بترت رجله وفقد ولده قال لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ،
ولما قالوا: نسقيك شيئاً يزيل عقلك؟
قال: إنما ابتلاني ليرى صبري، ورفض.

أبوقلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه،وأريدعلى القضاء وهرب إلى الشام فمات بعريضة وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.

أحمد بن بنصر الخزاعي من كبار علماء السلف كان قوالاً بالحق آمراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر
،ثبت في محنة خلق القرآن، حملوه إلى سامراء فجلس مقيداً وعرض عليه الرجوع عن القول بأن القرآن كلام الله المنزل وعرض عليه القول بخلق القرآن فرفض ، وقاموا عليه بحرب نفسية وجسدية..،
فيقوم القاضي عند الخليفة وقتئذ فيقول إنه حلال الدم، ووافقه من كان حاضراً،
وأحمد بن أبي دؤاد قال شيخ كبير ، يتظاهر بالشفقة عليه،
فقال الخليفة:ما أراه إلا مؤدياً لكفره فأخذ السيف وقال إني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر..!، فضرب به عنقه بعد أن مدوا رأسه بحبل، ونصب رأسه بالجانب الشرقي من بغداد،
يقول أحد أهل العلم جعفر بن محمد الصائغ : رأيت أحمد بن نصر الخزاعي حين قُتِل قال رأسه لا إله إلا الله وهذا من كراماته رحمه الله، قال الإمام أحمد رحمه الله عنه: جاد بنفسه في سبيل الله.

والإمام أحمد نفسه كيف صبر في محنة خلق القرآن؟، حُمِل هو ومحمد بن نوح وهو شاب وليس عالماً لكن صبر مع الإمام أحمد ، فحُمِل إلى المأمون،
يشاء الله أن محمد بن نوح يمرض ويوصي الإمام أحمد: أنت إمام وأنا أموت ولا أحد يأبه لي، فاصبر..، ويموت محمد في الطريق، ويؤخذ الإمام أحمد رحمه الله مقيد ، ودخل عليه بعض الناس قبل الدخول على الخليفة ( هناك أحاديث في التقية والمرء عند الشدة يمكن أن يورِّي حتى تمضي العاصفة)، قال: كيف تصنعون بحديث خبّاب؟ إنه من كان قبلكم يُنشَر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه فيئسوا منه وتركوه، وقال اللهم لا تريني وجه المأمون،فمات المأمون قبل أن يصل أحمد، ووصل الخليفة الذي بعده والمحنة مازالت مستمرة، فيقول له: يا أحمد إنها والله نفسك ، إنه لا يقتلك بالسيف ولكن يضربك ضرباً بعد ضرب حتى تموت ،
قال : ناظَر ابن أبي دؤاد، فأسكت، هاتوا شيء من القرآن أقول به، هاتوا شيء من السنة أقول به فلا يأتون بدليل، يقول الخليفة لأحمد :تعرف صالح الرشيدي؟،قال :سمعت باسمه، قال:كان مؤدبي، فسألته عن القرآن فخالفني، ولما خالفني وأصر على أن القرآن غير مخلوق أُمِرت به فوطيء وسُحِبَ حتى مات،
قال: هاتوا العقابين والسياط، قال: إحضروا لي غيرها، ثم قال الخليفة للجلادين : تقدموا واضربوه ، وربطوا الإمام أحمد، وكل فرد منهم يضرب سوطين و بأقوى ما عنده ويقول الخليفة للجلاد: شدّ يداً قطع الله يدك..،لينال أحمد رحمه الله أعظم العذاب بالضرب على أيديهم، ثم يقول الخليفة علامَ تقتل نفسك إني عليك لشفيق وجعل ذلك القائم على رأسه الحارس ينخسه بالسيف، وذاك يقول ويحك يا أحمد ما أجبتني ، أجبني إلى أي شيء يكون لك فيه فرج حتى أطلقك فيقول: يا أمير المؤمنين أعطني شيئاً من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي الجلاد ويضرب وهكذا تستمر عملية الضرب حتى قال ذهب عقلي فأفقت والأقياد في يدي فقال لي رجل كببناك على وجهك وجعلنا فوقك حصيراً ووطئنا عليك فقال ماشعرت بذلك،
أتوني بأكل فقلت لا أفطر وكان صائماً، ثم جاؤوا به والدم يسيل في ثوبه فصلى
فقال أحدهم: صليت والدم يسيل في ثوبك؟
قال أحمد:صلى عمر وجرحه يثعب دماً، ثم مكث في السجن ثم خُلّي عنه بعد 28 شهراً، ثم جُعِل في الإقامة الجبرية، في بيته،
وليس هناك أصعب على العالم من أن يتوقف عن نشر العلم،
سئل أحدهم عن الإمام أحمد رحمه الله فقال: رجل هانت عليه نفسه في سبيل الله فبذلها كما هانت على بلال نفسه، لولا أحمد لذهب الإسلام.


فيا ضعيف العزم الطريق طويل
..تعب فيه آدم..
وجاهد فيه نوح..
وألقي في النار إبراهيم..
واضطجع للذبح إسماعيل..
وشق بالمنشار زكريا ..
وذبح الحصور يحيى ..
وقاسى الضر أيوب ..
وزاد على المقدار بكاء داود،..
واتهم بالسحر والجنون نبي الله الكريم وكسرت رباعيته وشج رأسه ووجهه ..

وقُتِل عمر مطعوناً وذو النورين و علي والحسين وسعيد بن جبير وعذب ابن المسيب ومالك..
فالشاهد أنه في النهاية لا سبيل إلا الصبر..

ولذلك يقول عمر رضي الله عنه : (( أدركنا أفضل عيشنا بالصبر))،يعني ما طابت الحياة إلا بالصبر مع مافيها من المنغصات والشدائد، فهو العمل القلبي الذي تطيب معه الحياة ولا تطيب بدونه، ولذلك ينبغي على العبد أن لا يفعل شيئاً ينافي الصبر ، مثل شكوى الخالق للمخلوق والتبرم والتضجر فإما أن يخبر الإنسان الطبيب بعلته ليداويه فلا بأس..

والأنين .. الألم .. ما يحدث من صوت من المريض المتألم..، هناك أنين استراحة وتفريح فلا يكره، وأنين شكوى فيكره ففيه تفصيله..

ومما ينافي الصبر ما يحدث من النائحات وغيرهم وحتى من الرجال الآن من لطم الرأس والخد و ضرب الوجه باليدين والكفين والنياحة.. واويلاه.. واثبوراه..

ولذلك فإن المسلم عليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يسلك سبيل الصابرين، نسأل الله عزوجل أن يجعلنا منهم، وأن يرزقنا هذا الخلق الكريم، إنه جواد كريم..


نقلت الأمثلة والقصص من محاضرة لأحد الدعاة

هذا والله أعلم
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

طائر السنونو
15.09.2013, 22:16
اللهم إنا نسألك جميل الصبر ..
و طيب ما يقتضي الأمر ..
من جميل عودة إليك و قبول ما ترضاه لنا ربنا ..