تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : نبذة موجزة عن امهات الكتب


ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 19:43
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد،

فهذا الموضوع سيتعرض بشيء من التبسيط بحول الله تعالى الى امهات الكتب الاسلامية والعربية في مجالات الدين والادب .. ولربما غيرها من المجالات ان اقتضى الامر ..
وساقسمه الى الحديث عن كتب التفسير وعلوم القران وعلوم الحديث ومن ثم الادب والنحو بحول الله تعالى ...
ومن كان له سؤال فليتفضل بطرحه .. ومن كان له مشاركة فليفدنا بها .. فنتبادل الاراء والمنفعة بحول الله تعالى والله اعلم واحكم وهو الهادي الى سواء السبيل سبحانه ...

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 19:51
بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ بحول الله تعالى بكتب التفسير ... واليك بعض بيان عن اهمها واشهرها ..

اولا تفسير ابن كثير ...

صاحبه ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي ... رحمه الله تعالى ..من افضل كتب التفسير واسهلها وصاحبه رحمه الله امام لا يشق له غبار في التفسير وعلوم الحديث ... والكتاب به بعض الاسرائليات .. الا انه مفيد جدا ومن اطيب التفاسير ..
ومن ابرز كتب المؤلف رحمه الله تعالى ..
الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث .. وكتاب البداية والنهاية في التاريخ ... ومنه قصص الانبياء والنهاية في الفتن والملاحم .. منه ايضا ..
وهذه الفقرة ماخوذة من مقدمة تفسير الامام رحمه الله تعالى :-

قال الشيخ الإمام الأوحد، البارع الحافظ المتقن، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كَثير البصروي الشافعي، رحمه الله تعالى، ورضي عنه:
الحمد لله الذي افتتح كتابه بالحمد فقال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة: 2-4] ، وقال تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا } [الكهف: 1-ه] ، وافتتح خَلْقه بالحمد، فقال تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } [الأنعام: 1] ، واختتمه بالحمد، فقال بعد ذكر مآل أهل الجنة وأهل النار: { وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الزمر: 75] ؛ ولهذا قال [الله] (3) تعالى: { وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: 70] ، كما قال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [سبأ: 1] .
فله الحمد في الأولى والآخرة، أي في جميع ما خلق وما هو خالق، هو المحمود في ذلك كله، كما يقول المصلى: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد" (4) ؛ ولهذا يُلْهَم أهل الجنة تسبيحه وتحميده كما يُلْهَمون النَّفَس، أي يسبحونه ويحمدونه عدد أنفاسهم؛ لما يرون من عظيم نعمه عليهم، وكمال قدرته وعظيم سلطانه، وتوالى مِنَنه ودوام إحسانه، كما قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ يونس: 9،10] .
والحمد لله الذي أرسل رسله { مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء: 165] ، وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي الهادي لأوضح السبل، أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن، من لدن بعثته إلى قيام الساعة

وللحديث بقية بحول الله تعالى

queshta
10.05.2010, 19:56
متابع كالعادة من أجل الاستفادة
و بارك الله فيك
أخي الفاضل :
أبا علي

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 19:58
بسم الله الرحمن الرحيم

ونكمل بحول الله تعالى مع تفسير الامام الطبري رحمه الله تعالى المسمى (جامع البيان في تأويل آي القران) .. وهو من اهم كتب التفسير واروعها .. وأجلها .. به الكثير من الفوائد .. ومؤلفه رحمه الله تعالى امام في التفسير والحديث والنحو ...
قام الاخوان شاكر رحمهما الله تعالى بتحقيق الكتاب .. الا انهما توقفا عند الجزء الثامن فيما اظن والله اعلم .. لموت العلامة احمد شاكر .. رحمه الله تعالى .. غير ان الكتاب بشكله الحالي رائع جدا ومن اهم كتب التفسير بلا خلاف ...

ومن كتب المؤلف ايضا يرحمه الله تعالى :
تاريخ الرسل والملوك .. وتهذيب الاثار .. وغير ذلك ..

وهذه الفقرة جزء من مقدمة العلامة محمود شاكر رحمه الله تعالى للكتاب قُبيل تحقيقه..

فإن هذا التفسير الجليل، باكورة عمل عظيم، تقوم به (دار المعارف بمصر)، لإحياء (تُراث الإسلام)، وإخراج نفائس الكنوز. التي بقيتْ لنا من آثار سلفنا الصالح، وعلمائنا الأفذاذ. الذين خدموا دينَهم، وعُنُوا بكتاب ربّهم، وسنّة نبيّهم، وحفظِ لغتهم، بما لم تصنعه أمةٌ من الأمم، ولم يبلغْ غيرُهم مِعْشارَ ما وفّقهم الله إليه.
فكان أَوّلَ ما اخترنا، باكورةً لهذا المشروع الخطير: كتابُ (تفسير الطبري). وما بي من حاجةٍ لبيان قيمته العلمية، وما فيه من مزايا يندر أَن توجدَ في تفسيرٍ غيرِه. وهو أعظم تفسير رأيناه، وأعلاه وأثبتُه. استحقَّ به مؤلفُه الحجةُ أن يسمَّى (إمامَ المفسّرين).
وكنتُ أخشى الإقدامَ على الاضطلاع بإِخراجه وأُعْظِمُه، عن علمٍ بما يكتنفُ ذلك من صعوباتٍ، وما يقوم دونَه من عقباتٍ، وعن خبرةٍ بالكتاب دهرًا طويلا أربعين سنةً أو تزيد.
لولا أنْ قوَّى من عزمي، وشدَّ من أزْري، أخي الأصغر، الأستاذ محمود محمد شاكر. وهو - فيما أعلم - خير من يستطيع أن يحمل هذا العبء، وأن يقوم بهذا العمل حقَّ القيام، أو قريبًا من ذلك. لا أعرف أحدًا غيرَه له أهلا.
وما أريد أن أشهدَ لأخي أو أُثْنيَ عليه. ولكني أقرّ بما أعلم، وأشهد بما أَسْتَيْقن.

وهذه فقرة من مقدمة الطبري نفسه رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
بركة من الله وأمر
قرئ على أبي جعفر محمد بن جرير الطَّبري في سنة ست وثلثمئة، قال: الحمد لله الذي حَجَّت الألبابَ بدائعُ حِكَمه، وخَصَمت العقولَ لطائفُ حُججه وقطعت عذرَ الملحدين عجائبُ صُنْعه، وهَتفتْ في أسماع العالمينَ ألسنُ أدلَّته، شاهدةٌ أنه الله الذي لاَ إله إلا هو، الذي لاَ عِدْلَ له معادل ولا مثلَ له مماثل، ولا شريكَ له مُظاهِر، ولا وَلدَ له ولا والد، ولم يكن له صاحبةٌ ولا كفوًا أحدٌ؛ وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة، والعزيز الذي ذلت لعزّته الملوكُ الأعزّة، وخشعت لمهابة سطوته ذَوُو المهابة، وأذعنَ له جميعُ الخلق بالطاعة طوْعًا وَكَرْهًا، كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } [سورة الرعد: 15]. فكل موجود إلى وَحدانيته داع، وكل محسوس إلى رُبوبيته هاد، بما وسَمهم به من آثار الصنعة، من نقص وزيادة، وعجز وحاجة، وتصرف في عاهات عارضة، ومقارنة أحداث لازمة، لتكونَ له الحجة البالغة.
ثم أرْدف ما شهدتْ به من ذلك أدلَّتُه، وأكد ما استنارت في القلوب منه بهجته، برسلٍ ابتعثهم إلى من يشاء من عباده، دعاةً إلى ما اتضحت لديهم صحّته، وثبتت في العقول حجته، { لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [سورة النساء: 165]

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:07
بسم الله الرحمن الرحيم

ونكمل بحول الله تعالى مع تفسير القرطبي ... المسمى (الجامع لاحكام القران ) وهو لمؤلفه .. أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى : 671هـ) رحمه الله تعالى ... وهو من انفع التفاسير ايضا .. يستطرد في تفسير الايات والاحاطة قدر الامكان بفوائدها واحكامها وقرائاتها .. وغير ذلك من الفوائد الجليلة الجميلة ...

وللمؤلف رحمه الله تعالى كتب اخرى منها التذكرة في احوال الموتى والاخرة .. اما صاحب كتاب المفهم لما اشكل من صحيح الامام مسلم فأظنه قرطبي اخر والله اعلم ..

قال المؤلف رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره:-

[المدخل ]
[خطبة الكتاب وفيها الكلام على علو شأن المفسرين ]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. قال الشيخ الفقيه الامام العالم العامل العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبى بكر فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي ثم القرطبي، رضى الله عنه: الحمد لله المبتدئ بحمد نفسه قبل ان يحمده حامد، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرب الصمد الواحد، الحي القيوم الذي لا يموت، ذو الجلال والإكرام، والمواهب العظام، والمتكلم بالقرآن، والخالق للإنسان، والمنعم عليه بالايمان، والمرسل رسوله بالبيان، محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما اختلف الملوان ، وتعاقب الجديدان، أرسله بكتابه المبين، الفارق بين الشك واليقين، الذي أعجزت الفصحاء معارضته، وأعيت الألباء مناقضته، وأخرست البلغاء مشاكلته، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. جعل أمثاله عبرا لمن تدبرها، أوامره هدى لمن استبصرها، وشرح فيه واجبات الأحكام، وفرق فيه بين الحلال والحرام، وكرر فيه المواعظ والقصص للافهام، وضرب فيه الأمثال، وقص فيه غيب الأخبار، فقال تعالى" ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ". وخاطب به أولياءه ففهموا، وبين لهم فيه مراده فعلموا. فقرأة القرآن حملة سر الله المكنون، وحفظة علمه المخزون، وخلفاء أنبيائه وأمناؤه، وهم أهله وخاصته وخيرته وأصفياؤه، قال رسول الله صلى اله عليه وسلم:" إن لله أهلين منا «3»" قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال:" هم أهل القرآن أهل الله وخاصته" أخرجه ابن ماجة في سننه، وأبو بكر البزار في مسنده.

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:14
بسم الله الرحمن الرحيم

متابع كالعادة من أجل الاستفادة
و بارك الله فيك
أخي الفاضل :
أبا علي


وبك بارك الله تعالى اخي الحبيب ... وجزاك الله خيرا

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:18
بسم الله الرحمن الرحيم

نكمل مع كتب التفسير بحول الله تعالى .. ومع كتاب (اضواء البيان في ايضاح القران بالقران) لمؤلفه العلامة محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)

وهو من اهم كتب التفسير واجلها .. يفسر القران بالقران .. ويجيب عن الكثير مما قد يعرض للسائل او يستشكله اهل العلم في فهم الايات القرانية ..
من بداية تفسيره لسورة الفاتحة .. قال المؤلف رحمه الله تعالى:-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْفَاتِحَةِ
قَوْلُهُ تَعَالَى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .
لَمْ يَذْكُرْ لِحَمْدِهِ هُنَا ظَرْفًا مَكَانِيًّا وَلَا زَمَانِيًّا ، وَذَكَرَ فِي سُورَةِ الرُّومِ أَنَّ مِنْ ظُرُوفِهِ الْمَكَانِيَّةِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي قَوْلِهِ : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وَذَكَرَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ أَنَّ مِنْ ظُرُوفِهِ الزَّمَانِيَّةِ : الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ فِي قَوْلِهِ : (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ) ، وَقَالَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ سَبَأٍ : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) ، وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي (الْحَمْدُ) لِاسْتِغْرَاقِ جَمِيعِ الْمَحَامِدِ . وَهُوَ ثَنَاءٌ أَثْنَى بِهِ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ وَفِي ضِمْنِهِ أَمَرَ عِبَادَهُ أَنْ يُثْنُوا عَلَيْهِ بِهِ .

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:36
بسم الله الرحمن الرحيم

ونكمل مع تفسير العلامة الطاهر بن عاشور المسمى (التحرير والتنوير ) .. فهو من اجمل التفاسير واوسعها .. يعرض مؤلفه فيه يرحمه الله تعالى جمال البلاغة والبيان في ايات القران .. فلا تمل من قرائاته .. ولا من الاستفادة من فرائده ..

قال مؤلفه رحمه الله تعالى في مقدمة الكتاب:-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ بَيَّنَ لِلْمُسْتَهْدِينَ مَعَالِمَ مُرَادِهِ ، وَنَصَبَ لِجَحَافِلِ الْمُسْتَفْتِحِينَ أَعْلَامَ أَمْدَادِهِ فَأَنْزَلَ الْقُرْآنَ قَانُونًا عَامًّا مَعْصُومًا ، وَأَعْجَزَ بِعَجَائِبِهِ فَظَهَرَتْ يَوْمًا فَيَوْمًا ، وَجَعَلَهُ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمُهَيْمِنًا ، وَمَا فَرَّطَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ يَعِظُ مُسِيئًا وَيَعِدُ مُحْسِنًا ، حَتَّى عَرَفَهُ الْمُنْصِفُونَ مِنْ مُؤْمِنٍ وَجَاحِدٍ ، وَشَهِدَ لَهُ الرَّاغِبُ وَالْمُحْتَارُ وَالْحَاسِدُ ، فَكَانَ الْحَالُ بِتَصْدِيقِهِ أَنْطَقَ مِنَ اللِّسَانِ ، وَبُرْهَانُ الْعَقْلِ فِيهِ أَبْصَرَ مِنْ شَاهِدِ الْعِيَانِ ، وَأَبْرَزَ آيَاتِهِ فِي الْآفَاقِ فَتَبَيَّنَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ الْحَقُّ ، كَمَا أَنْزَلَهُ عَلَى أَفْضَلِ رَسُولٍ فَبَشَّرَ بِأَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ ، فَبِهِ أَصْبَحَ الرَّسُولُ الْأُمِّيُّ سَيِّدَ الْحُكَمَاءِ الْمُرَبِّينَ ، وَبِهِ شُرِحَ صَدْرُهُ إِذْ قَالَ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ [النَّمْل: 79] ، فَلَمْ يَزَلْ كِتَابُهُ مُشِعًّا نَيِّرًا ، مَحْفُوظًا مِنْ لَدُنْهُ أَنْ يُتْرَكَ فَيَكُونَ مُبَدَّلًا وَمُغَيَّرًا .
ثُمَّ قَيَّضَ لِتَبْيِينِهِ أَصْحَابَهُ الْأَشِدَّاءَ الرُّحَمَاءَ ، وَأَبَانَ أَسْرَارَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ فِي الْأُمَّةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، فَصَلَاةُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ نُجُومِ الِاقْتِدَاءِ لِلسَّائِرِينَ وَالْمَاخِرِينَ .
أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ كَانَ أَكْبَرَ أُمْنِيَتِي مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ ، تَفْسِيرُ الْكِتَابِ الْمَجِيدِ ، الْجَامِعُ لِمَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ ، وَمَوْثِقٌ شَدِيدُ الْعُرَى مِنَ الْحَقِّ الْمَتِينِ ، وَالْحَاوِي لِكُلِّيَّاتِ الْعُلُومِ وَمَعَاقِدِ اسْتِنْبَاطِهَا ، وَالْآخِذُ قَوْسَ الْبَلَاغَةِ مِنْ مَحَلِّ نِيَاطِهَا ; طَمَعًا فِي بَيَانِ نُكَتٍ مِنَ الْعِلْمِ وَكُلِّيَّاتٍ مِنَ التَّشْرِيعِ ، وَتَفَاصِيلَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، كَانَ يلوح أُنْمُوذَج مِنْ جَمِيعِهَا فِي خِلَالِ تَدَبُّرِهِ ، أَوْ مُطَالَعَةِ كَلَامِ مُفَسِّرِهِ ، وَلَكِنِّي كُنْتُ عَلَى كَلَفِي بِذَلِكَ أَتَجَهَّمُ التَّقَحُّمَ عَلَى هَذَاُُِِِِ الْمَجَالِ، وَأُحْجِمُ عَنِ الزَّجِّ بِسِيَةِ قَوْسِي فِي هَذَا النِّضَالِ. اتِّقَاءَ مَا عَسَى أَنْ يُعَرِّضَ لَهُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ مِنْ مَتَاعِبَ تَنُوءُ بِالْقُوَّةِ، أَوْ فَلَتَاتِ سِهَامِ الْفَهْمِ وَإِنْ بَلَغَ سَاعِدُ الذِّهْنِ كَمَال الفتوّة، فيقيت أُسَوِّفُ النَّفْسَ مَرَّةً وَمَرَّةً أَسُومُهَا زَجْرًا، فَإِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا تَصْمِيمًا أَحَلْتُهَا عَلَى فُرْصَةٍ أُخْرَى، وَأَنَا آمُلُ أَنْ يُمْنَحَ مِنَ التَّيْسِيرِ، مَا يُشَجِّعُ عَلَى قَصْدِ هَذَا الْغَرَضِ الْعَسِيرِ، وَفِيمَا أَنَا بَيْنَ إِقْدَامٍ وَإِحْجَامٍ، أَتَخَيَّلُ هَذَا الْحَقْلَ مَرَّةً الْقَتَادَ وَأُخْرَى الثُّمَامَ إِذَا أَنَا بِأَمَلِي قَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ تَبَاعَدَ أَو انْقَضى، إِذا قُدِّرَ أَنْ تُسْنَدَ إِلَيَّ خُطَّةُ الْقَضَا ، فَبَقِيتُ مُتَلَهِّفًا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ، وَأَضْمَرْتُ تَحْقِيقَ هَاتِهِ الْأُمْنِيَّةِ مَتَى أَجْمَلَ اللَّهُ الْخَلَاصَ، وَكُنْتُ أُحَادِثُ بِذَلِكَ الْأَصْحَابَ وَالْإِخْوَانَ، وَأَضْرِبُ الْمَثَلَ بِأَبِي الْوَلِيدِ ابْنِ رُشْدٍ فِي كِتَابِ «الْبَيَانِ» ، وَلَمْ أَزَلْ كُلَّمَا مَضَتْ مُدَّةٌ يَزْدَادُ التَّمَنِّي وَأَرْجُو إِنْجَازَهُ، إِلَى أَن أَو شكّ أَنْ تَمْضِيَ عَلَيْهِ مُدَّةُ الْحِيَازَةِ، فَإِذَا اللَّهُ قَدْ مَنَّ بِالنَّقْلَةِ إِلَى خُطَّةِ الْفُتْيَا ، وَأَصْبَحَتِ الْهِمَّةُ مَصْرُوفَةً إِلَى مَا تَنْصَرِفُ إِلَيْهِ الْهِمَمُ الْعُلْيَا، فَتَحَوَّلَ إِلَى الرَّجَاءِ ذَلِكَ الْيَأْسُ، وَطَمِعْتُ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ أُوتِيَ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيعلمهَا النَّاس . هُنَا لَك عَقَدْتُ الْعَزْمَ عَلَى تَحْقِيقِ مَا كُنْتُ أَضْمَرْتُهُ، وَاسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَخَرْتُهُ، وَعَلِمْتُ أَنَّ مَا يَهُولُ مِنْ تَوَقُّعِ كَلَلٍ أَوْ غَلَطٍ، لَا يَنْبَغِي أَنْ يَحُولَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَسْجِ هَذَا النَّمَطِ، إِذَا بَذَلْتُ الْوُسْعَ مِنَ الِاجْتِهَادِ، وَتَوَخَّيْتُ طُرُقَ الصَّوَابِ وَالسَّدَادِ.

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:42
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الزمخشري رحمه الله تعالى والمسمى ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التاويل) ... تفسير بديع .. لولا ان مؤلفه عفى الله عنه من المعتزلة .. بل من ائمتهم .. ولكن يستفاد من التفسير تركيز مؤلفه يرحمه الله تعالى على الجوانب البلاغية في آي القران الكريم .. فيعرضها مستنبطا روعة المعاني فيها .. ومشيرا الى حقائقها اللغوية وبلاغتها البيانية ..

فمن تفسير الفاتحة قال مؤلف الكتاب:-

فإن قلت : بم تعلقت الباء؟ قلت : بمحذوف تقديره : بسم الله اقرأ أو أتلو؛ لأنّ الذي يتلو التسمية مقروء ، كما أنّ المسافر إذا حلّ أو ارتحل فقال : بسم الله والبركات ، كان المعنى : بسم الله أحل وبسم الله أرتحل؛ وكذلك الذابح وكل فاعل يبدأ في فعله؛ ب «بسم الله» كان مضمراً ما جعل التسمية مبدأ له . ونظيره في حذف متعلق الجارّ قوله عزّ وجلّ : { في تسع آّيات إلى فرعون وقومه } [ النمل : 12 ] ، أي اذهب في تسع آيات . وكذلك قول العرب في الدعاء للمعرس : بالرفاء والبنين ، وقول الأعرابي : باليمن والبركة ، بمعنى أعرست ، أو نكحت . ومنه قوله :
فقُلْتُ إلى الطَّعام فقَالَ مِنْهُم ... فَرِيقٌ نحْسُدُ الإِنْسَ الطَّعَامَا
فإن قلت : لم قدّرت المحذوف متأخراً؟ قلت : لأنّ الأهم من الفعل والمتعلق به هو المتعلق به

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:46
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير السعدي رحمه الله تعالى .. وهو من التفاسير السهلة التي لا يصعب فهمها على احد .. مختصر مبين لمعاني الايات دون تطويل او اخلال .. رحم الله تعالى مؤلفه واسكنه فسيح جنانه ..
قال في مقدمة تفسيره يرحمه الله تعالى :-

ولما من الباري علي وعلى إخواني بالاشتغال بكتابه العزيز بحسب الحال اللائقة[ بنا] أحببت أن أرسم من تفسير كتاب الله ما تيسر، وما من به الله علينا، ليكون تذكرة للمحصلين، وآلة للمستبصرين، ومعونة للسالكين، ولأقيده خوف الضياع، ولم يكن قصدي في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود، ولم أشتغل في حل الألفاظ والعقود، للمعنى الذي ذكرت، ولأن المفسرين قد كفوا من بعدهم، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا.
والله أرجو، وعليه أعتمد، أن ييسر ما قصدت، ويذلل ما أردت، فإنه إن لم ييسره الله، فلا سبيل إلى حصوله، وإن لم يعن عليه، فلا طريق إلى نيل العبد مأموله.
وأسأله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به النفع العميم، إنه جواد كريم. اللهم صل على محمد وآله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:52
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى المسمى ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) لمؤلفه ناصرالدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى : 685هـ)

مؤلفه من المعتزلة .. والله اعلم .. وقد لقيَ كتابه عناية فائقة .. حتى ان العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى قال ان اكثر من مائة وعشرين حاشية قد كُتبت عليه .. ومع ذلك ففي الكتاب مرويات ضعيفة .. يجب الانتباه لها ...

قال مؤلفه يرحمه الله تعالى في تفسير الفاتحة :-

و { الرحمن الرحيم } اسمان بنيا للمبالغة من رحم ، كالغضبان من غضب ، والعليم من علم ، والرحمة في اللغة : رقة القلب ، وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه الرَّحِم لانعطافها على ما فيها . وأسماء الله تعالى إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادي التي تكون انفعالات . و { الرحمن } أبلغ من { الرحيم } ، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى كما في قَطَّعَ وقَطَعَ وكَبَّار وكِبَار ، وذلك إنما يؤخذ تارة باعتبار الكمية ، وأخرى باعتبار الكيفية ، فعلى الأول قيل : يا رحمن الدنيا لأنه يعم المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة لأنه يخص المؤمن ، وعلى الثاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الدنيا ، لأن النعم الأخروية كلها جسام ، وأما النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة ، وإنما قدم والقياس يقتضي الترقي من الأدنى إلى الأعلى ، لتقدم رحمة الدنيا ، ولأنه صار كالعلم من حيث إنه لا يوصف به غيره لأن معناه المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها

ابو علي الفلسطيني
10.05.2010, 20:54
بسم الله الرحمن الرحيم

وكتب التفسير كثيرة جليلة .. اكتفي بهذا القدر من الحديث عنها ... ومن كان له سؤال عن احدها مما لم يُذكر فليتفضل .. وانا في الخدمة .باذن الله تعالى ..

يُتبع الحديث عن باقي علوم القران بحول الله تعالى

أبوحمزة السيوطي
11.05.2010, 08:34
موضوع نافع ماتع أخي الحبيب
بارك الله فيك ويجب أن أضرب فيه بسهم إن شاء الله

ابو علي الفلسطيني
11.05.2010, 20:42
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي الحبيب ابا حمزة ... وفي انتظار مساهمتك النافعة باذن الله تعالى ..

ابو علي الفلسطيني
11.05.2010, 20:50
بسم الله الرحمن الرحيم

نستأنف حديثنا بحول الله تعالى بالحديث عن بعض من كتب علوم القران الكريم ... وقد ألف في هذا الباب الكثير من الكتب النافعة والجامعة في بابها ... علما ان علوم القران الكريم تتضمن بيان احكامه وناسخه ومنسوخه .. وقراءاته ..واحكام التجويد ..الى غير ذلك ..
ونبدأ الحديث بكتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ) لمؤلفه محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) رحمه الله تعالى ... وهو من انفع الكتب التي تبين وتوضح اي اشكال قد يتوهم في معارضة ايات القران الكريم لبعضها ... وقد اجاد مؤلفه يرحمه الله تعالى فيه ... وبين وفصل ما قد يستشكل في اذهان الناس مما قد يتوهمون انه تعارض ...

قال المؤلف رحمه الله تعالى في حديثه عن اول سورة ال عمران وقوله تعالى " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ الْآيَةَ ...

هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مِنَ الْقُرْآنِ مُحْكَمًا وَمِنْهُ مُتَشَابِهًا .
وَقَدْ جَاءَتْ آيَةٌ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّهُ مُحْكَمٌ وَآيَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّهُ مُتَشَابِهٌ ، أَمَّا الَّتِي تَدُلُّ عَلَى إِحْكَامِهِ كُلِّهِ فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [11 \ 1] ، وَأَمَّا الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّهُ مُتَشَابِهٌ فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [39 \ 23] ، وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَاتِ أَنَّ مَعْنَى كَوْنِهِ كُلِّهِ مُحْكَمًا ، أَنَّهُ فِي غَايَةِ الْإِحْكَامِ أَيِ الْإِتْقَانِ فِي أَلْفَاظِهِ وَمَعَانِيهِ وَإِعْجَازِهِ ، أَخْبَارُهُ صِدْقٌ وَأَحْكَامُهُ عَدْلٌ ، لَا تَعْتَرِيهِ وَصْمَةٌ وَلَا عَيْبٌ ، لَا فِي الْأَلْفَاظِ وَلَا فِي الْمَعَانِي .
وَمَعْنَى كَوْنِهِ مُتَشَابِهًا ، أَنَّ آيَاتِهِ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا فِي الْحُسْنِ وَالصِّدْقِ ، وَالْإِعْجَازِ وَالسَّلَامَةِ مِنْ جَمِيعِ الْعُيُوبِ ، وَمَعْنَى كَوْنِ بَعْضِهِ مُحْكَمًا وَبَعْضِهِ مُتَشَابِهًا ، أَنَّ الْمُحْكَمَ مِنْهُ هُوَ وَاضِحُ الْمَعْنَى لِكُلِّ النَّاسِ كَقَوْلِهِ : وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [17] ، وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [17 \ 39] .
وَالْمُتَشَابِهُ هُوَ مَا خَفِيَ عَلِمُهُ عَلَى غَيْرِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْوَاوَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [3 \ 7] ، عَاطِفَةٌ أَوْ هُوَ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ ، كَمَعَانِي الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فِي أَوَائِلِ السُّورِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْوَاوَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ اسْتِئْنَافِيَّةٌ لَا عَاطِفَةٌ .

ابو علي الفلسطيني
11.05.2010, 20:56
بسم الله الرحمن الرحيم

ومن ذلك ايضا كتاب ( التبيان في إعراب القرآن ) لمؤلفه أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)
وهو من انفع الكتب التي تعرضت لاعراب ايات القران الكريم ... وبيان مقاصدها النحوية .. وتفصيلها اجمل تفصيل .. والتعرض لمذاهب اهل النحو في الاعراب وغيره ..

قال المؤلف رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه:-

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَبِه عونى وثقتى
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم محب الدَّين أَبُو الْبَقَاء عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله العكبرى رَحمَه الله تَعَالَى ورحم أسلافه بِمُحَمد واله وَأَصْحَابه وأنصاره
الْحَمد لله الذى وفقنا لحفظ كِتَابه ووقفنا على الْجَلِيل من حكمه وَأَحْكَامه وادابه وألهمنا تدبر مَعَانِيه ووجوه إعرابه وعرفنا تفنن أساليبه من حَقِيقَته ومجازه وإيجازه وإسهابه أَحْمَده على الِاعْتِصَام بأمتن أَسبَابه وَأشْهد أَن لَا إِلَه الا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة مُؤمن بِيَوْم حسابه وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله المبرز فى لسنه وَفصل خطابه ناظم حَبل الْحق بعد انقضابه وجامع شَمل الدَّين بعد انشعابه صلى الله عَلَيْهِ وعَلى اله واصحابه مَا استطار برق فى أرجاء سحابه واضطرب بَحر باذيه وعبابه
أما بعد فَإِن أولى مَا عني باغي الْعلم بمراعاته وأحق مَا صرف الْعِنَايَة إِلَى معاناته مَا كَانَ من الْعُلُوم أصلا لغيره مِنْهَا وحاكما عَلَيْهَا وَلها فِيمَا ينشأ من الِاخْتِلَاف عَنْهَا وَذَلِكَ هُوَ الْقرَان الْمجِيد الذى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه تَنْزِيل من حَكِيم حميد وَهُوَ المعجز الباقى على الْأَبَد وَالْمُودع أسرار الْمعَانى الَّتِى لَا تنفد وحبل الله المتين وحجته على الْخلق أَجْمَعِينَ
فَأول مبدوء بِهِ من ذَلِك تلقف أَلْفَاظه عَن حفاظه ثمَّ تلقى مَعَانِيه مِمَّن يعانيه وأقوم طَرِيق يسْلك فى الْوُقُوف على مَعْنَاهُ ويتوصل بِهِ إِلَى تَبْيِين أغراضه ومغزاه معرفَة إعرابه واشتقاق مقاصده من أنحاء خطابه وَالنَّظَر فى وُجُوه الْقرَاءَات المنقولة عَن الْأَئِمَّة الْأَثْبَات والكتب الْمُؤَلّفَة فى هَذَا الْعلم كَثِيرَة جدا مُخْتَلفَة ترتيبا وحدا فَمِنْهَا الْمُخْتَصر حجما وعلما وَمِنْهَا المطول بِكَثْرَة إِعْرَاب الظَّوَاهِر وخلط الْإِعْرَاب بالمعاني وقلما تَجِد فِيهَا مُخْتَصر الحجم كثير الْعلم فَلَمَّا وَجدتهَا على مَا وصفت أَحْبَبْت أَن أملي كتابا يصغر حجمه وَيكثر علمه أقتصر فِيهِ على ذكر الْإِعْرَاب ووجوه الْقرَاءَات فَأتيت بِهِ على ذَلِك وَالله أسأَل أَن يوفقنى فِيهِ لإصابة الصَّوَاب وَحسن الْقَصْد بِهِ بمنه وَكَرمه

ابو علي الفلسطيني
12.05.2010, 21:53
بسم الله الرحمن الرحيم

نكمل ايها الاحبة مع كتاب نفيس في بابه وهو ( المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ) لمؤلفه العلامة أبو القاسم شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة (المتوفى : 665هـ) .. هو كتاب ماتع تحدث فيه عن كيفية نزول القران الكريم وجمع الصحابة رضوان الله عليهم للقران ومعنى الاحرف السبعة ومعنى القراءات المشهورة والفصل بينها وبين القراءات الشاذة ... الى غير ذلك من مباحث الكتاب الهامة ..

قال المؤلف رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه:-

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الواحد الوتر الرحيم البر، عالم الغيب والشهادة والسر والجهر، مصعد الكلم الطيب ومنزل القطر الذي يسر القرآن للذكر وأنزله في ليلة القدر.
أحمده وهو أهل الحمد والشكر على ما يساء وسر، وبيده النفع والضر، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المؤمل لحط الوزر ورفع الإصر وإسبال الستر وإلهام الصبر، شهادة مرغمة لأهل الشرك والكفر، سارة لأهل التقوى المأمورين بالصلاة والصيام والحج والنحر.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" المبعوث من خير العرب، وهم قريش أولاد لؤي بن غالب بن فهر، المرسل لإظهار الإيمان بمعجزة القرآن ممن وفق لقبولها ومن المعاندين بالقسر والقهر.
صلى الله عليه وعلى جميع النبيين والملائكة المقربين الأكرمين كما شرفهم بالعصمة والطهر، وفضلهم على ساكني البر والبحر، وعلى آله وصحبه الأبرار أولي الحجا والحجر، والبشارة والبشر، والحل والعقد والطي والنشر، من أهل الهجرة والإنفاق والإيواء والنصر، المجاهدين بالأنفس والأموال الموفين بالنذر، وعلى تابعيهم بإحسان، وعلى جميع أهل الولاية والطاعة والبر، وعفا عن أهل التقصير الذين هم لأولئك اللباب كالقشر، وسلم عليهم أجمعين أبد الدهر، ما طلع الفجر، وأشرقت الشمس ونور البدر.
أما بعد: فهذا تصنيف جليل يحتاج إليه أهل القرآن، خصوصا من يعتني بعلم القراءات السبع ولا يعرف معنى هذه التسمية ولا ماذا نحاه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" ولا يدري ما كان الأمر عليه في قراءة القرآن وكتابته في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن جمع بعده في خلافة أبي بكر ، ثم جمع في خلافة عثمان رضي الله عنهما، ولا يهتدي إلى ما فعله كل واحد منهما، وما الفرق بين جمعيهما، وما الضابط الفارق بين القراءات الشواذ وغيرها.
وأرجو أن يكون هذا التصنيف مشتملا على ذلك كله، قيما ببيانه مع فوائد أخر تتصل به، وبالله التوفيق.

ابو علي الفلسطيني
12.05.2010, 21:59
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( مناهل العرفان في علوم القران ) لمؤلفه محمد عبد العظيم الزرقاني (المتوفى : 1367هـ) .. كتاب مفيد جدا ورائع .. رد فيه صاحبه رحمه الله تعالى الكثير من الشبهات حول القران الكريم .. باسلوب ممتع وشيق ..
ومما قال في مقدمته يرحمه الله تعالى:-

القرآن الكريم: كتاب ختم الله به الكتب وأنزله على نبي ختم به الأنبياء بدين عام خالد ختم به الأديان.
فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق وقانون السماء لهداية الأرض أنهى إليه منزله كل تشريع وأودعه كل نهضة وناط به كل سعادة.
وهو حجة الرسول وآيته الكبرى يقوم في فم الدنيا شاهدا برسالته ناطقا بنبوته دليلا على صدقه وأمانته.
وهو ملاذ الدين الأعلى يستند الإسلام إليه في عقائده وعباداته وحكمه وأحكامه وآدابه وأخلاقه وقصصه ومواعظه وعلومه ومعارفه.
وهو عماد لغة العرب الأسمى: تدين له اللغة في بقائها وسلامتها وتستمد علومها منه على تنوعها وكثرتها وتفوق سائر اللغات العالمية به في أساليبها ومادتها.
وهو أولا وآخرا القوة المحولة التي غيرت صورة العالم ونقلت حدود الممالك وحولت مجرى التاريخ وأنقذت الإنسانية العاثرة فكأنما خلقت الوجود خلقا جديدا.
لذلك كله كان القرآن الكريم موضع العناية الكبرى من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن سلف الأمة وخلفها جميعا إلى يوم الناس هذا.
وقد اتخذت هذه العناية أشكالا مختلفة فتارة ترجع إلى لفظه وأدائه وأخرى إلى أسلوبه وإعجازه وثالثة إلى كتابته ورسمه ورابعة إلى تفسيره وشرحه إلى غير ذلك.

ولقد أفرد العلماء كل ناحية من هذه النواحي بالبحث والتأليف ووضعوا من أجلها العلوم ودونوا الكتب وتباروا في هذا الميدان الواسع أشواطا بعيدة حتى زخرت المكتبة الإسلامية بتراث مجيد من آثار سلفنا الصالح وعلمائنا الأعلام. وكانت هذه الثروة ولا تزال مفخرة نتحدى بها أمم الأرض ونفحم بها أهل الملل والنحل في كل عصر ومصر.
وهكذا أصبح بين أيدينا الآن مصنفات متنوعة وموسوعات قيمة فيما نسميه علم القراءات وعلم التجويد وعلم النسخ العثماني وعلم التفسير وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم غريب القرآن وعلم إعجاز القرآن وعلم إعراب القرآن وما شاكل ذلك من العلوم الدينية والعربية مما يعتبر بحق أروع مظهر عرفه التاريخ لحراسة كتاب هو سيد الكتب وبات هذا المظهر معجزة جديدة مصدقة لقوله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
ولقد أنجبت تلك العلوم الآنفة وليدا جديدا هو مزيج منها جميعا وسليل لها جميعا فيه مقاصدها وأغراضها وخصائصها وأسرارها والولد سر أبيه.
وقد أسموه علوم القرآن وهو موضوع دراستنا في هذا الكتاب إن شاء الله.
وسأحاول فيما أكتبه أن أمزج بين حاجة الأزهريين إلى البحث والتحليل وبين رغبات جماهير القراء المعاصرين في تقريب الأسلوب وتعبيد السبيل ما وسعني الإمكان. وسأضطر بسبب ذلك إلى شيء من الإسهاب والتطويل ولكنها تضحية ضئيلة بجانب تأدية رسالتنا في وجوب الاتصال الديني بالجماهير.
وسأعرض بعون الله وتأييده لعلاج الشبهات التي أطلق بخورها أعداء الإسلام وسددوا سهامها الطائشة إلى القرآن ولكن عند المناسبة وسنوح الفرصة.

ابو علي الفلسطيني
12.05.2010, 22:04
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( الطراز شرح ضبط الخزاز ) لمؤلفه التنسي ... من امتع الكتب في ضبط رسم القران الكريم وكلماته ...



http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=211&stc=1&d=1273694594

ابو علي الفلسطيني
12.05.2010, 22:08
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( المصاحف ) لابن أبي داود السجستاني ... يستشهد به النصارى كثيرا .. وقد وضعت بحثا صغيرا متواضعا حول الكتاب ... تجدونه على هذا الرابط .. ولعلي أنشطُ فانقله هنا باذن الله تعالى ...

http://www.ebnmaryam.com/vb/t137950.html


http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=7750&stc=1&d=1266442322

ابو علي الفلسطيني
12.05.2010, 22:15
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( الكشف عن وجوه القراءات وعللها ) لمؤلفه مكي بن أبي طالب القيسي ..رحمه الله تعالى .. وهو من افضل الكتب التي عُنيت بالقراءات .. وتوجيهها وتفصيل عللها ووجوهها النحوية ..

http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=212&stc=1&d=1273695274

ابو علي الفلسطيني
14.05.2010, 22:06
بسم الله الرحمن الرحيم

نُكمل احبتي في الله ومع كتاب جديد في علوم القران الكريمك ألا وهوَ كتاب ( النشر في القراءات العشر ) لمؤلفه شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ)
وهو من أجل الكتب وأنفعها في ضبط القراءات المتواترة ومذاهب القراء وأوجه القراءات .. وما الى ذلك من علوم القراءات تحديدا ..

قال المؤلف رحمه الله في مقدمة كتابه:-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ، مُقْتَدَى الْعُلَمَاءِ الْأَعْلَامِ ، مُقْرِي دِيَارِ مِصْرَ وَالشَّامِ ، افْتِخَارُ الْأَئِمَّةِ ، نَاصِرُ الْأُمَّةِ ، أُسْتَاذُ الْمُحَدِّثِينَ ، بَقِيَّةُ الْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِينَ ، شَمْسُ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ ، أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْقُرْآنَ كَلَامَهُ وَيَسَّرَهُ ، وَسَهَّلَ نَشْرَهُ لِمَنْ رَامَهُ وَقَدَّرَهُ ، وَوَفَّقَ لِلْقِيَامِ بِهِ مَنِ اخْتَارَهُ وَبَصَّرَهُ ، وَأَقَامَ لِحِفْظِهِ خِيرَتَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ الْخِيَرَةِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةَ مُقِرٍّ بِهَا بِأَنَّهَا لِلنَّجَاةِ مُقَرِّرَةٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْقَائِلُ : إِنَّ الْمَاهِرَ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ جَمَعُوا الْقُرْآنَ فِي صُدُورِهِمُ السَّلِيمَةِ وَصُحُفِهِ الْمُطَهَّرَةِ ، وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ الْمَهَرَةِ ، خُصُوصًا الْقُرَّاءَ الْعَشْرَةَ ، الَّذِينَ كُلٌّ مِنْهُمْ تَجَرَّدَ لِكِتَابِ اللَّهِ فَجَوَّدَهُ وَحَرَّرَهُ ، وَرَتَّلَهُ كَمَا أُنْزِلَ وَعَمِلَ بِهِ وَتَدَبَّرَهُ ، وَزَيَّنَهُ بِصَوْتِهِ وَتَغَنَّى بِهِ وَحَبَّرَهُ ، وَرَحِمَ اللَّهُ السَّادَةَ الْمَشَايِخَ الَّذِينَ جَمَعُوا فِي اخْتِلَافِ حُرُوفِهِ وَرِوَايَاتِهِ الْكُتُبَ الْمَبْسُوطَةَ وَالْمُخْتَصَرَةَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ تَيْسِيرَهُ فِيهَا عُنْوَانًا وَتَذْكِرَةً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْضَحَ مِصْبَاحَهُ إِرْشَادًا وَتَبْصِرَةً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَبْرَزَ الْمَعَانِيَ فِي حِرْزِ الْأَمَانِي مُفِيدَةً وَخَيِّرَةً ، أَثَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْمَعِينَ ، وَجَمَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ فِي عِلِّيِّينَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ .

ابو علي الفلسطيني
14.05.2010, 22:10
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( المحكم في نقط المصاحف ) لمؤلفه الشيخ عثمان بن سعيد الداني أبو عمرو رحمه الله تعالى
وهو من الكتب المعتمد عليها في ضبط المصاحف برسمها المأخوذ عن الصحابة رضوان الله عليهم ..

قال المؤلف رحمه الله تعالى في أول كتابه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بارئ النسم ومسبغ النعم ذي الجلال والإكرام والتفضل والإنعام وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين
هذا كتاب علم نقط المصاحف وكيفيته على صيغ التلاوة ومذاهب القراءة فيما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه وعلى ما سنه الماضون واستعمله الناقطون وما يوجبه قياس العربية وتحققه طريق اللغة مشروحا ذلك بأصوله وفروعه مبينا بعلله ووجوهه مع ذكر السنن الواردة عن السلف الماضين والائمة المتقدمين في النقط ومن ابتدأ به أولا ومن كرهه منهم ومن ترخص فيه إلى غير ذلك مما ينضاف إليه ويتصل به من ذكر رسم فواتح السور ورؤوس الآي والخموس والعشور ومن أبى ذلك ومن أجازه
وبالله تعالى نستعين على بلوغ الأمل وإياه نسأل التوفيق للصواب في القول والعمل وهو حسبنا وإليه ننيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ابو علي الفلسطيني
14.05.2010, 22:16
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب ( بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز ) للفيروز ابادي .. رحمه الله تعالى

وهو كتاب جميل حقا .. فهو يعرض لجماليات آي القران .. ويقسم الايات الى مواضيع وعناوين رائعة لم يُسبق اليها فيما اعلم .. فمن ذلكم:

فى ذكر أسماء القرآن

اعلم أَنَّ كثرة الأسماء تدلّ على شرف المسمَّى، أَو كمالِه فى أَمر من الأمور. أَما ترى أَن كثرة أَسماءِ (الأسد دلَّت على كمال قوُّته، وكثرةَ أَسماء القيامة دلَّت على كمال شدته وصعوبته، وكثرة أَسماء) الدَّاهية دلت على شِدة نِكايتها. وكذلك كثرة أَسماء الله تعالى دلَّت على كمال جلال عظمته؛ وكثرة أَسماء النبى صلى الله عليه وسلم دَلَّت على علّو رتبته، وسموِّ درجته. وكذلك كثرة أَسماء القرآن دلَّت على شرفه، وفضيلته.
وقد ذكر الله تعالى للقرآن مائة اسم نسوقها على نَسَقٍ واحد. ويأْتى تفسيرها فى مواضعها من البصائر.
الأول: العظيم {مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}.
الثانى: العزيز {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}.
الثالث: العلىِّ {لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ}.
الرابع: المجِيد {بَل هُوَ قُرءانٌ مَجِيد}.
الخامس: المُهَيمِن {ومُهَيمِناً عَلَيه}.
السادس: النور {واتَّبَعُوا النُّوْرَ الَّذِى أُنْزِلَ مَعَهُ}.
السابع: الحقّ {وَقَدْ جَآءَكُمُ الْحَقُّ}.
الثامن: الحكيم {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.
التاسع: الكريم {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَريمٌ}.
العاشر: المُبين {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}.
الحادى عشر: المنير {وَالْكِتَابِ الْمُنِير}.
الثانى عشر: الهُدَى {هُدًى لِلْمُتَّقِين}.
الثالث عشر: المبشِّر {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
الرابع عشر: الشفاءُ {وَشِفَآءٌ لِمَا فِي الصُّدُرِ}.
الخامس عشر: الرّحمة {وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ}.
السادس عشر: الكتاب {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ}.
السابع عشر: المبارك {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ}.
الثامن عشر: القرآن {الرَّحْمَانُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ}.
التاسع عشر: الفرقان {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ}.
العشرون: البرهان {بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}.
الحادى والعشرون: التبيان {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}.

الى ان يصل الى تسع وثمانون اسما لعله لا يتابع في بعضها ... ويُكمل بقوله :

ومن أَسماءِ القرآن الواردة فى الحديث النَّبوى القرآن، حَبْل الله المتين، وشفاؤه النَّافع، بحر لا ينقضى عجائبه، والمرشد: مَن عمِل به رَشَد، المعدِّل: من حكم به عَدَل. المعتَصم الهادى: من اعتصم به هُدِى إِلى صراط مستقيم. العِصْمة: عِصْمة لمَن تمَّك به. قاصم الظَّهر: من بدّله من جَبَّار قصمه الله: مأَدُبة الله فى أَرضه. النجاة. "ونجاة لمن اتَّبعه" النبأُ والخَبَر: "فيه نبأُ ما قبلكم وخَبَر ما بعدكم" الدَّافع: يدفع عن تالى القرآن بَلْوَى الآخرة. صاحب المؤمن "يقول القرآن للمؤمن يوم القيامة: أَنا صاحبك" كلام الرحمن. الحَرَس من الشيطان. الرُّجحان فى الميزان.

ابو علي الفلسطيني
14.05.2010, 22:20
بسم الله الرحمن الرحيم

اكتفي بهذا القدر من كتب علوم القران الكريم ... ومن له استفسار عن اي منها فليجُد به .. وانا في الخدمة باذن الله تعالى ...
وسننتقل غداً بحول الله تعالى للحديث عن كتب الحديث الشريف .. والله المستعان سبحانه

ابو علي الفلسطيني
20.05.2010, 23:09
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ابدأ الحديث عن كتب الحديث مع الامام البخاري وصحيحه ( الجامع الصحيح) ... والحديث عن هذا السفر العظيم يطول ... فهو اصح الكتب بعد القران الكريم .. بالاجماع ..
وكنتُ قد نقلت رسالة للشيخ ابو بكر كافي باختصار حول منهج الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه على هذا الرابط ..

http://www.ebnmaryam.com/vb/t151381.html

وقد كتبت المئات من الكتب تتحدث عن صحيح البخاري رحمه الله تعالى .. نتعرض لاهمها قريبا بحول الله تعالى ..
وقد اعتنت الامة بهذا الكتاب اعتناء عظيما .. فهو من اعظم الكتب التي جمعت احاديث نبينا صلى الله عليه وسلم .. واعتنت بضبطه وشرحه أتم الاعناء ..
ونسخ الجامع الصحيح ورواياته كثيرة .. وطبعاته كذلك .. لكن اود التركيز على طبعة من اهم طبعات الصحيح .. وهي التي قام بها امير المؤمنين السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى .. حيث كلف لجنة من علماء الازهر الشريف باحصاء روايات ونسخ الجامع الصحيح .. وطبع الصحيح بناء عليها .. وتم بحمد الله تعالى هذا الامر .. وطبع الكتاب بمطبعة بولاق .. وسميت هذه النسخة بالطبعة السلطانية ... وهي نادرة الوجود اليوم ... ولكني بحمد الله تعالى وجدتها على المكتبة الوقفية جزى الله القائمين عليها خير الجزاء واوفاه ..
وهذه صورة من هذه الطبعة ...

http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=215&stc=1&d=1274389752

ابو علي الفلسطيني
20.05.2010, 23:21
بسم الله الرحمن الرحيم

ومن اهم الكتب التي الفت على صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى :-

اولا: فتح الباري بشرح صحيح البخاري .. للعلامة الحافظ ..ابن حجر العسقلاني .. رحمه الله تعالى وهو من اجل الشروحات على الصحيح .. واعظمها نفعا واكثرها فائدة .. حتى ان الامام الشوكاني رحمه الله تعالى عندما سُئل عن وضع شرح لصحيح البخاري قال:- لا هجرة بعد الفتح ..

ثانيا: ارشاد الساري للقسطلاني رحمه الله تعالى .. وهو ايضا من اجل الكتب التي تعرضت للصحيح شرحا وبيانا على اضبط الروايات والنسخ ..

ثالثا: فتح الباري لابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى .. ولكنه لم يُكمله فقد توفاه الله تعالى رحمه الله .. ولو اكمل لكان نفعه عظيما ..

وهناك اخرين شرحوا الصحيح مثل بدر الدين العيني والذي انتقد ابن حجر في بعض شرحه للصحيح .. ورد عليه ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه ( انتقاض الاعتراض) ..

وهناك ايضا الكرماني .. والكشميري .. وغيرهم ..

ابو علي الفلسطيني
20.05.2010, 23:27
بسم الله الرحمن الرحيم

وثاني كتب الحديث هو صحيح الامام مسلم .. رحمه الله تعالى .. وهو ياتي في المرتبة الثانية بعد صحيح الامام البخاري .. عند اغلب اهل العلم ..
وقد الفت ايضا شروح كثيرة على صحيح الامام مسلم .. اشهرها :

شرح النووي على مسلم وشرح القاضي عياض والسيوطي ايضا وضع حاشية على الصحيح لمسلم .. وايضا القرطبي في كتابه فتح الملهم ..وللامام ابن الصلاح كتاب على الصحيح اسمه ( صيانة صحيح مسلم من الاغلاط ) .. وايضا للامام الشهروزري كتاب بنفس العنوان ..
وقد اعتنى ايضا السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى بصحيح الامام مسلم وطبع في مطبعة اسطنبول وتعرف هذه النسخة بالطبعة التركية .. وهي نادرة الوجود ايضا .. ولكنها موجودة على المكتبة الوقفية ..

ابو علي الفلسطيني
11.06.2010, 22:33
بسم الله الرحمن الرحيم

ومن اهم الكتب التي تعرضت لصحيح الامام مسلم بالشرح كتاب النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح الامام مسلم ... وهو الذي وضع ترجمة ابواب الكتاب على الراجح ...والله اعلم
وهناك كتاب اكمال المعلم بشرح صحيح الامام مسلم للقاضي عياض ... وحاشية وضعها السيوطي على صحيح مسلم اسماها المنهاج ...الخ ...

والله اعلم واحكم

ابو علي الفلسطيني
11.06.2010, 22:40
بسم الله الرحمن الرحيم

وننتقل للحديث عن كتب السنن ... ونبدأ بسنن الترمذي رحمه الله تعالى ... وهو احد تلاميذ الامام البخاري رحمه الله تعالى .... وقد اضاف لمصطلح الحديث مصطلحات جديدة انفرد بها ... منها مثلا قوله ( حديث حسن صحيح ) وقوله ( حسن غريب ) ....الخ ... وقد الف العلماء كتبا عدة لتقرير وضبط مصطلح الترمذي رحمه الله تعالى ... وللترمذي مؤلفات اخرى مهمة جدا ... منها العلل الكبير والعلل الصغير وقد شرحها ورتبها ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى ... وله ايضا الشمائل المحمدية وقد اختصرها الالباني رحمه الله تعالى ...
ومن الكتب التي تعرضت لشرح سنن الترمذي كتاب تحفة الاخوذي للمباركفوري ... وعارضة الاحوذي لابن العربي رحمه الله تعالى

وقد صدرت سنن الترمذي حديثا بتحقيق الدكتور بشار عواد ... وهي من اصح طبعات سنن الترمذي تجدوها على المكتبة الوقفية

ابو علي الفلسطيني
11.06.2010, 22:47
بسم الله الرحمن الرحيم

سنن ابي داود رحمه الله تعالى ... وهي من كتب الحديث الستة او التسعة _ عند البعض _ ... وقد اعتني بها العلماء عناية بالغة ... فقد الف ابن القيم رحمه الله تعالى كتابه ( تهذيب سنن ابي داود وايضاح مشكلاته ) ... ... وكذا كتاب ( عون المعبود شرح سنن ابي داود ) وقد اختلف في مؤلفه وفي اسمه اختلافا كبيرا ...
وقد وضع الالباني رحمه الله تعالى كتابا في صحيح وضعيف سنن ابي داود ...
ولابي داود رحمه الله تعالى كتاب المراسيل ايضا ... وهو من الكتب النافعة

أيمن
13.01.2012, 05:21
سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ والملكوت
سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ والجـبروت
سُبْحَانَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوت
سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير

*
جــزاكم الله خـيــراً
وأمدكم الله بمدداً روحانياً
وأفــاض عـليكم فـيـضــاً نورانياً
ووفــقــكـم لـخـيـّـرىّ الـدنـيـا والآخــــرة
وقــيــدكـم بـقـيــود السلامة عـن الـوقـوع فى مـعـصـيـتـه
وكـفـاكـم بحـلاله عـن حـرامه وأغـنـاكم بـفـضـله عـن مـن سـواه