النصر آت..آت..
01.05.2010, 14:24
خلق الصبر من أعظم الأخلاق التي جاء الإسلام لزرعها في قلوب أبنائه، فقد رتب على اكتسابه من الأجر والفضل ما لم يرتب على غيره من خصال الخير، يقول الباري سبحانه ﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ ، وأعلى مقام أصحابه فوق كل مقام، فكان السمة البارزة التي ميزت أولي العزم من الرسل على غيرهم، قال سبحانه يخاطب حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم مثبتا ومصبرا ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ . ويستروح نسائم العزم كل من صبر على مطارق القدر وملك زمام نفسه ولم ينتقم لها فصبر وغفر رجاء أن يخرج الله من الأصلاب من يوحد رب الأرباب، ورجاء أن ينقلب العدو وليا حميما ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ .
سلك ناظم
والصبر خلق رفيع ينظم جميع مواقف المسلم وعلاقاته مع ربه عز وجل ومع نفسه ومع محيطه. يتجلى في صبر المؤمن نفسه مع المؤمنين مجاهدة وجهادا ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ . وصبر العبد على طاعة الله ومن أعظم الطاعات الصلاة ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ . ومن الصبر الموجب للخيرية صبر الزوج على زوجه؛ يقول خير البرية صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" [1] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#note1). ومنه صبر العبد على المصائب ﴿ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾ .
صبر أكبر
هو صبر "أكبر" قياسا على الجهاد الأكبر، إذ هو لازمة من لوازمه، فما ترقى من ترقى في مدارج الإيمان والإحسان إلا بصبر على مجاهدة النفس في ذات الله تعالى. صبر على أداء الفرائض، وهي أحب ما يتقرب به إلى المولى عز وجل، وصبر على دوام التقرب بالنفل بغية بلوغ درجة المحبوبية، وبغية صلاح المضغة التي بصلاحها يصلح البذل والعلم والعمل والسمت ويتحقق الصبر على القصد وعلى الجهاد. يقول الإمام ابن القيم في هذا النوع من الصبر: "الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه ومع أحكامه الدينية صابرا نفسه معها سائرا بسيرها مقيما بإقامتها يتوجه معها أين توجهت ركائبها، وينزل معها أين استقلت مضاربها . فهذا معنى كونه صابرا مع الله، أي قد جعل نفسه وقفا على أوامره ومحابه وهو أشد أنواع الصبر وأصعبها وهو صبر الصديقين" [2] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#note2).
[1] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig1)سنن البيهقي الكبرى ج7 ص468.
[2] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig2)ابن قيم الجوزية،مدارج السالكين ج2 ص157. (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig3)
سلك ناظم
والصبر خلق رفيع ينظم جميع مواقف المسلم وعلاقاته مع ربه عز وجل ومع نفسه ومع محيطه. يتجلى في صبر المؤمن نفسه مع المؤمنين مجاهدة وجهادا ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ . وصبر العبد على طاعة الله ومن أعظم الطاعات الصلاة ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ . ومن الصبر الموجب للخيرية صبر الزوج على زوجه؛ يقول خير البرية صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" [1] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#note1). ومنه صبر العبد على المصائب ﴿ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾ .
صبر أكبر
هو صبر "أكبر" قياسا على الجهاد الأكبر، إذ هو لازمة من لوازمه، فما ترقى من ترقى في مدارج الإيمان والإحسان إلا بصبر على مجاهدة النفس في ذات الله تعالى. صبر على أداء الفرائض، وهي أحب ما يتقرب به إلى المولى عز وجل، وصبر على دوام التقرب بالنفل بغية بلوغ درجة المحبوبية، وبغية صلاح المضغة التي بصلاحها يصلح البذل والعلم والعمل والسمت ويتحقق الصبر على القصد وعلى الجهاد. يقول الإمام ابن القيم في هذا النوع من الصبر: "الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه ومع أحكامه الدينية صابرا نفسه معها سائرا بسيرها مقيما بإقامتها يتوجه معها أين توجهت ركائبها، وينزل معها أين استقلت مضاربها . فهذا معنى كونه صابرا مع الله، أي قد جعل نفسه وقفا على أوامره ومحابه وهو أشد أنواع الصبر وأصعبها وهو صبر الصديقين" [2] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#note2).
[1] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig1)سنن البيهقي الكبرى ج7 ص468.
[2] (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig2)ابن قيم الجوزية،مدارج السالكين ج2 ص157. (http://www.aljamaa.net/ar/document/34626.shtml#noteOrig3)