الاشبيلي
18.04.2010, 13:22
اضطهاد العبودية بين الإيمان والإلحاد
بقلم الاشبيلي المعافري الصنعاني
مقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير من وطئت قدمة الارض من الأولين والأخرين محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطلب صلى اللهم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
يدعي أهل الكفر والزندقة أن الإيمان يجعل الإنسان خاضع ومنقاد لمنظومته أي الإيمان بشكل مهين .
ففي كثير من المرات نسمع من يقول أنا لا اعبد هذا الإله حتى لا يطلق علي كلمة عبد وأكون مقيد بقوانينه ، فمن أهم بنود حقوق الإنسان أن يكون للإنسان الحرية المطلقة في تصرفاته ولا يكون منقاد لأي فكر ديني
في مرة من المرات جمعني لقاء مع ملحد هندي ذو أصول هندوسية
فسألته سؤال : قلت له لماذا أنت ملحد ؟؟؟؟
وكان رده : أنا ملحد لأن الدين يقيد حرية الإنسان في البحث والمعرفة
فأنت عندما تكون مؤمن تكون سائر ضمن حلقه مفرغة وتبقى فيها إلى أن تموت وبالتالي تصبح إنسان غير منتج .
بينما في الإلحاد فأن الإنسان ينطلق ويخرج من هذه الحلقة ويصبح كالعصفور الطليق يبحث وينتج ويخدم الإنسانية أكثر. انتهى كلامه
هذا الكلام جعلني أتفكر هل فعلا الإيمان يجعل الإنسان منقاد مثل البهيمة أما الإلحاد هو من يجعل الإنسان منقاد له كالبهيمة؟؟؟؟؟
قبل أن أوضح أحب أن أقول أن الإيمان الذي اقصده أنا هنا هو الإيمان بالدين الإسلامي فنحن نعلم أن الأديان الأخرى وثنية أم أهل كتاب قد دخلها التحريف والتزييف وهي التي أنتجت الفكر الإلحادي بسبب انحرافاتها .
مسألة العبودية من الناحية الدينية :
قال تعالى على لسان أم مريم عليها السلام ((إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35))) آل عمران
ومحرراً منصوب على الحال: أي عتيقاً خالصاً لله خادماً لله. والمراد هنا الحرية التي هي ضد العبودية. تفسير الشوكاني
توضح لنا الآية الكريمة السابقة
في قمة الوضوح أن العبودية لله في مفهومها الصحيح هي قمة التحرر من القيود الاسترقاق.
وتنقسم العبودية لله الى صنفين
عبودية فطرية وهي الخضوع لقوانين الخلق كاطعام والنوم و المرض والموت ........الخ
ويشترك بها الكائن العاقل مع غير العاقل
وهناك عبودية تختص بها الكائنات العاقلة من أنس وجان
وهي المرسومة في الدين الحنيف من صلاة وزكاة وصيام ....الخ
قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) ) الحج
وقال جل شأنة ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)) الرعد
وأختص بالعبادة للمخلوقات العاقلة وهي الجن والأنس
قال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)) الذاريات
الحرية من خلال العقيدة:
فالقاعدة الأساسية للحرية هي : التوحيد والإيمان بالعبودية لله ، التي تتحطم بين يديه كل القوى الوثنية التي هدرت كرامة الإنسان على مر التاريخ .
وقد وردت النصوص في الشريعة الإسلامية حول الحرية وأنها من المفاهيم الرئيسية في الفكر الإسلامي والذي لا يؤمن بها فمفاهيمه الإسلامية ناقصة فقد جاء عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه قال ( لا تكن عبدًا لغيرك وقد خلقك الله حرًا). وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص عندما لطم القبطي (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا))
فالعبودية لله والانقياد لأوامره تحرر الإنسان من كافة المعتقدات التي اخترعها زنادقة البشر وتجعله حر في عبوديته
فمن خلال التزامه بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفرائض فأنه يصبح حر في كل تعاملاته الدنيوية ويكون عبدا لله فقط وعبوديته لله هي قمة التحرر كما ذكرنا سابقا .
الإيمان بمفهومه الإسلامي يعلمنا أن يكون الإنسان غير منقاد لبشر مثله حاخام قسيس كاهن سيد او مفكر صاحب فكر او رئيس جماعة او حزب او رابطة او أيا كان على وجه الأرض.
قد يقول قائل ولكن الدين يجعلك تنقاد لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم
نقول له هل الرسول صلى الله عليه وسلم إله ؟؟ أليس الرسول http://www.eltwhed.com/vb/images/smilies/salla1.gif هو المبلغ لرسالة رب العزة .
كما نحب أن أضيف ان رسول الله لم يقل عن نفسه انه الأب الذي يعطي الغفران او الحاخام الذي يحرم ويحلل من تلقاء نفسه او انه فوق البشرية من خلال طبيعته إلا في خصلة واحدة وهي الرسالة .
قال تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) الكهف
وقال اعز من قائل ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22))) الجن
ومن السيرة النبوية الشريفة نتعلم الكثير والكثير ولا ننسى هذه الحادثة التي كانت بالغة الأثر في نفوس المسلمين
عندما نزل قوله تعالى ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]،
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه الآية، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلًا. فلما أراد أن يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بادره أبو لهب وقال: هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة، واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس.
ثم دعاهم ثانية وقال: (الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له). ثم قال: (إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا).
فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به. فوالله ، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب.
فقال أبو لهب: هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: والله لنمنعه ما بقينا.
على جبل الصفا
وبعد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه، صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فعلا أعلاها حجرًا، ثم هتف: (يا صباحاه)
وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم.
ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم قبائل قبائل: (يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب).
فلما سمعوا قالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش.
فلما اجتمعوا قال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ؟).
قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا.
قال: (إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله)( أي يتطلع وينظر لهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو) (خشى أن يسبقوه فجعل ينادى: يا صباحاه)
ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله ، فخص وعم فقال:
(يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني كعب بن لؤى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا.
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا فاطمة بنت محمد رسول الله ، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا.
وعبادتنا لله قمة الحرية لماذا ؟؟؟
بكل قوانين العالم اذا عمل العامل عمل لرب العمل فحقا على رب العمل ان يعطيه اجر عمله .
فهل يعقل ان يخلقنا الله الى الدنيا وينعم علينا بكافة النعم من طعام وشراب وبصر وسمع وهواء ومأوى ثم ننكر عليه طلبه لنا بأن نعبده .
فهل في طلب المولى عزوجل لنا بالعبادة له نوع من الذل ؟؟ طبعا لا
فعبادة الله تتلخص في ثلاث مهام
اولها عبادة شكر : وذلك على نعمة خلقه لنا ورزقه لنا .....الخ من أمور الدنيا.
ثانيها عبادة طمع بجزأه وعطاءه: وهي الطمع بجنة الرحمن وخوفا من ناره
ثالثهما : عبادة حب لله
قال بعض السلف : ( من عبد الله بالحب فهو زنديق ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحد فهو حروري ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ) .
وعبادة الحق جل وعلا لها حكم ومعاني بالغة جدا لايعلمها الا اللبيب
فعندما يحرم عليك الله الزنى ويشرع لك الزواج فهل في هذا ظلم واستعباد ام محافظة على الانساب والاعراض بل المحافظة على النسل البشري من الانقراض .
كذلك تحريم الربا والخمر والقتل والسرقة والكذب .....الخ
كلها امور موافقه للعقل فما حرمه رب العالمين في الاسلام لايقبله عقل عاقل وان رغبت فيه النفس
وما حلله رب العالمين في الاسلام يوافق العقل كل عاقل وان كرهته النفس تثاقلت عمله
ومثله نرى تحريم الدين للاختلاط بين الجنسين والانحلال الاخلاقي والغش والاحتكار والظلم والحسد ............الخ
الحرية من خلال المعاملات الاجتماعية :
ان الدين يعلم الانسان ان يكون تابعا لأي انسان آخر تحت أي مسمى
فليس على الانسان ان يكون عبدا لأحد أو أن يعمل عند أحد دون أجر وحرية التصرف في العمل او فسخه
وان مايقال عن تبعية الزوجة لزوجها فهو لما فيه مصلحه الأسرة وبناء المجتمع .
فبالله عليكم ماذا سوف يكون عليه الحال لو كانت الزوجة بيدها كل مطلق الحرية من زواج وطلاق ......الخ اعتقد بكلمات بسيطة انه لن يكون هناك شىء يسمى أسرة ومنه فناء المجتمع
ان قضية تبعية الزوجة للزوج هي تبعية الاحترام المتبادل بينهما في التعامل والعشرة وهذا موجود حتى على مستوى الكائنات الاخرى وليس نظام مبتدع ابتدعه البشر كما يزعم الزاعمون .
نرى من خلال الدين الحنيف حرية مطلقة للانسان في التعاملات الاجتماعية من تجارة وتعليم وعمل وغيرها من الامور الاجتماعية والتي تحكمها ضوابط سطرها القرآن والسنة الشريفة بما تتوافق مع العقل والمنطق .
ويفتقدها نظام الحرية الالحادي .
يتبع..........
بقلم الاشبيلي المعافري الصنعاني
مقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير من وطئت قدمة الارض من الأولين والأخرين محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطلب صلى اللهم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
يدعي أهل الكفر والزندقة أن الإيمان يجعل الإنسان خاضع ومنقاد لمنظومته أي الإيمان بشكل مهين .
ففي كثير من المرات نسمع من يقول أنا لا اعبد هذا الإله حتى لا يطلق علي كلمة عبد وأكون مقيد بقوانينه ، فمن أهم بنود حقوق الإنسان أن يكون للإنسان الحرية المطلقة في تصرفاته ولا يكون منقاد لأي فكر ديني
في مرة من المرات جمعني لقاء مع ملحد هندي ذو أصول هندوسية
فسألته سؤال : قلت له لماذا أنت ملحد ؟؟؟؟
وكان رده : أنا ملحد لأن الدين يقيد حرية الإنسان في البحث والمعرفة
فأنت عندما تكون مؤمن تكون سائر ضمن حلقه مفرغة وتبقى فيها إلى أن تموت وبالتالي تصبح إنسان غير منتج .
بينما في الإلحاد فأن الإنسان ينطلق ويخرج من هذه الحلقة ويصبح كالعصفور الطليق يبحث وينتج ويخدم الإنسانية أكثر. انتهى كلامه
هذا الكلام جعلني أتفكر هل فعلا الإيمان يجعل الإنسان منقاد مثل البهيمة أما الإلحاد هو من يجعل الإنسان منقاد له كالبهيمة؟؟؟؟؟
قبل أن أوضح أحب أن أقول أن الإيمان الذي اقصده أنا هنا هو الإيمان بالدين الإسلامي فنحن نعلم أن الأديان الأخرى وثنية أم أهل كتاب قد دخلها التحريف والتزييف وهي التي أنتجت الفكر الإلحادي بسبب انحرافاتها .
مسألة العبودية من الناحية الدينية :
قال تعالى على لسان أم مريم عليها السلام ((إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35))) آل عمران
ومحرراً منصوب على الحال: أي عتيقاً خالصاً لله خادماً لله. والمراد هنا الحرية التي هي ضد العبودية. تفسير الشوكاني
توضح لنا الآية الكريمة السابقة
في قمة الوضوح أن العبودية لله في مفهومها الصحيح هي قمة التحرر من القيود الاسترقاق.
وتنقسم العبودية لله الى صنفين
عبودية فطرية وهي الخضوع لقوانين الخلق كاطعام والنوم و المرض والموت ........الخ
ويشترك بها الكائن العاقل مع غير العاقل
وهناك عبودية تختص بها الكائنات العاقلة من أنس وجان
وهي المرسومة في الدين الحنيف من صلاة وزكاة وصيام ....الخ
قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) ) الحج
وقال جل شأنة ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)) الرعد
وأختص بالعبادة للمخلوقات العاقلة وهي الجن والأنس
قال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)) الذاريات
الحرية من خلال العقيدة:
فالقاعدة الأساسية للحرية هي : التوحيد والإيمان بالعبودية لله ، التي تتحطم بين يديه كل القوى الوثنية التي هدرت كرامة الإنسان على مر التاريخ .
وقد وردت النصوص في الشريعة الإسلامية حول الحرية وأنها من المفاهيم الرئيسية في الفكر الإسلامي والذي لا يؤمن بها فمفاهيمه الإسلامية ناقصة فقد جاء عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه قال ( لا تكن عبدًا لغيرك وقد خلقك الله حرًا). وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص عندما لطم القبطي (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا))
فالعبودية لله والانقياد لأوامره تحرر الإنسان من كافة المعتقدات التي اخترعها زنادقة البشر وتجعله حر في عبوديته
فمن خلال التزامه بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفرائض فأنه يصبح حر في كل تعاملاته الدنيوية ويكون عبدا لله فقط وعبوديته لله هي قمة التحرر كما ذكرنا سابقا .
الإيمان بمفهومه الإسلامي يعلمنا أن يكون الإنسان غير منقاد لبشر مثله حاخام قسيس كاهن سيد او مفكر صاحب فكر او رئيس جماعة او حزب او رابطة او أيا كان على وجه الأرض.
قد يقول قائل ولكن الدين يجعلك تنقاد لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم
نقول له هل الرسول صلى الله عليه وسلم إله ؟؟ أليس الرسول http://www.eltwhed.com/vb/images/smilies/salla1.gif هو المبلغ لرسالة رب العزة .
كما نحب أن أضيف ان رسول الله لم يقل عن نفسه انه الأب الذي يعطي الغفران او الحاخام الذي يحرم ويحلل من تلقاء نفسه او انه فوق البشرية من خلال طبيعته إلا في خصلة واحدة وهي الرسالة .
قال تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) الكهف
وقال اعز من قائل ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22))) الجن
ومن السيرة النبوية الشريفة نتعلم الكثير والكثير ولا ننسى هذه الحادثة التي كانت بالغة الأثر في نفوس المسلمين
عندما نزل قوله تعالى ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]،
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه الآية، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلًا. فلما أراد أن يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بادره أبو لهب وقال: هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة، واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس.
ثم دعاهم ثانية وقال: (الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له). ثم قال: (إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا).
فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به. فوالله ، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعنى على فراق دين عبد المطلب.
فقال أبو لهب: هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: والله لنمنعه ما بقينا.
على جبل الصفا
وبعد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه، صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا، فعلا أعلاها حجرًا، ثم هتف: (يا صباحاه)
وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم.
ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم قبائل قبائل: (يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب).
فلما سمعوا قالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش.
فلما اجتمعوا قال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ؟).
قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا.
قال: (إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله)( أي يتطلع وينظر لهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو) (خشى أن يسبقوه فجعل ينادى: يا صباحاه)
ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله ، فخص وعم فقال:
(يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني كعب بن لؤى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.
يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا.
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا فاطمة بنت محمد رسول الله ، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا.
وعبادتنا لله قمة الحرية لماذا ؟؟؟
بكل قوانين العالم اذا عمل العامل عمل لرب العمل فحقا على رب العمل ان يعطيه اجر عمله .
فهل يعقل ان يخلقنا الله الى الدنيا وينعم علينا بكافة النعم من طعام وشراب وبصر وسمع وهواء ومأوى ثم ننكر عليه طلبه لنا بأن نعبده .
فهل في طلب المولى عزوجل لنا بالعبادة له نوع من الذل ؟؟ طبعا لا
فعبادة الله تتلخص في ثلاث مهام
اولها عبادة شكر : وذلك على نعمة خلقه لنا ورزقه لنا .....الخ من أمور الدنيا.
ثانيها عبادة طمع بجزأه وعطاءه: وهي الطمع بجنة الرحمن وخوفا من ناره
ثالثهما : عبادة حب لله
قال بعض السلف : ( من عبد الله بالحب فهو زنديق ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحد فهو حروري ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ) .
وعبادة الحق جل وعلا لها حكم ومعاني بالغة جدا لايعلمها الا اللبيب
فعندما يحرم عليك الله الزنى ويشرع لك الزواج فهل في هذا ظلم واستعباد ام محافظة على الانساب والاعراض بل المحافظة على النسل البشري من الانقراض .
كذلك تحريم الربا والخمر والقتل والسرقة والكذب .....الخ
كلها امور موافقه للعقل فما حرمه رب العالمين في الاسلام لايقبله عقل عاقل وان رغبت فيه النفس
وما حلله رب العالمين في الاسلام يوافق العقل كل عاقل وان كرهته النفس تثاقلت عمله
ومثله نرى تحريم الدين للاختلاط بين الجنسين والانحلال الاخلاقي والغش والاحتكار والظلم والحسد ............الخ
الحرية من خلال المعاملات الاجتماعية :
ان الدين يعلم الانسان ان يكون تابعا لأي انسان آخر تحت أي مسمى
فليس على الانسان ان يكون عبدا لأحد أو أن يعمل عند أحد دون أجر وحرية التصرف في العمل او فسخه
وان مايقال عن تبعية الزوجة لزوجها فهو لما فيه مصلحه الأسرة وبناء المجتمع .
فبالله عليكم ماذا سوف يكون عليه الحال لو كانت الزوجة بيدها كل مطلق الحرية من زواج وطلاق ......الخ اعتقد بكلمات بسيطة انه لن يكون هناك شىء يسمى أسرة ومنه فناء المجتمع
ان قضية تبعية الزوجة للزوج هي تبعية الاحترام المتبادل بينهما في التعامل والعشرة وهذا موجود حتى على مستوى الكائنات الاخرى وليس نظام مبتدع ابتدعه البشر كما يزعم الزاعمون .
نرى من خلال الدين الحنيف حرية مطلقة للانسان في التعاملات الاجتماعية من تجارة وتعليم وعمل وغيرها من الامور الاجتماعية والتي تحكمها ضوابط سطرها القرآن والسنة الشريفة بما تتوافق مع العقل والمنطق .
ويفتقدها نظام الحرية الالحادي .
يتبع..........