أندلسيّة
08.04.2010, 15:23
http://hanaa-port.net/wp-content/2010/04/IMG0110A-218x300.png
الثبات على دين الله عزوجل مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة و رشد ، لكن وضع المجتمعات التي يعيشها المسلمون اليوم ، و أنواع الفتن و المغريات، و أصناف الشهوات و الشبهات ؛ تجعل الثبات على الأمر و العزيمة و الرشد من أشق الأمور على أهل هذا الزمان ؛ زمن التقلب و الانفتاح لذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : ” اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور ” أي من النقصان بعد الزيادة ، أو من المعصية بعد الطاعة ، أو من الكفر بعد الإيمان .
حاجتنا إلى الثبات :
و الثبات من أعظم نعم الله عزوجل على الإنسان ، لذلك كان من دعاء المؤمنين ربهم في كل صلاة : ( إهدنا الصراط المستقيم ) ، فالمؤمنون و إن كانوا في هداية على وجه العموم ، فإنهم لايزالون يطلبون الهداية لأجل الثبات عليها .
و الله عزوجل هو الممتن على عباده بنعمة الثبات ، قال تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء ) .
و في الأثر عن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه – أنه دخل على حذيفة – رضي الله عنه – فقال : أوصنا يا أبا عبد الله . فقال حذيفة : أما جاءك اليقين ؟! . قال : بقى و ربي . قال : فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكره قبل اليوم ، و أن تنكر اليوم ما كنت تعرفه قبل اليوم ، و إياك و التلوّن فإن دين الله واحد .
شناعة التقلب و التلون :
لأجل مشابهة المتقلبين للمنافقين كان السلف يربطون التقلب في الدين ، و التلون في السير إلى الله تعالى ؛ بضعف الإيمان و تردده في القلب و يحذرون من هذا التقلب أشد التحذير .
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : ( اتقوا الله ، أعوذ بالله من صباح النار ، إياكم و التلون في دين الله ، ما عرفتم اليوم فلا تنكروه غدًا ، و ما أنكرتموه اليوم فلا تعرفوه غدًا ) .
تقلب القلوب :
التقلب و التغيير ليس بغريب على الطبيعة البشرية ، فإن القلوب من طبعها التقلب و التحول ، و الله سبحانه و تعالى هو الذي يقلب القلوب و الأبصار .
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنما سمي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة ، تقلبها الريح ظهرا لبطن )
و عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : أكثر ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحلف : ( لا ، و مقلب القلوب ) .
تغيير الفتوى :
تغيير الفتوى المبني على علم و هدى ليس مذمومًا ، و إنما المذموم هو تغيير الفتوى المبني على الآراء الشاذة ، و الرغبة في التيسير و التهوين على الناس – بزعمهم – .
و الأدهى و الأمر و الأخطر .. إنهم لا يكتفون بتقلب آرائهم و تغير فتواهم ، بل إنهم يريدون أن تُمحى كل فتوى تخالف فتاواهم ، و يعملون على إزالة فتاوى كبار العلماء من الساحة ، و يقولون للناس : قد ذهب ما تعرفون .. و نحن الآن في عصر نحتاج فيه إلى التغيير .. و بئس ما يقولون .
أسباب التقلب في دين الله :
التعرض للشبهات و مواطن الفتن .
ركوب الموجات
الغلو و التشديد على النفس
المداهنة بالباطل في دين الله عزوجل
الإغراء بالمنصب و المال
فتنة النساء
طلب الشهرة و الشرف
فتنة الأهل و الولد
الانتهازية و حب الوصول
الكبر و الإعجاب بالنفس
عدم الإخلاص و الصدق في الالتزام
التعذيب و شدة البلاء
كثرة الأوهام
اليأس و قلة الصبر
التعلق بالآخرين
الضغوط الخارجية
و جاء تحت التعرض للشبهات و الفتن الحديث عن تعريض الشباب و الفتيات أنفسهم للفتن .. فقال :
و بعض شبابنا و فتياتنا اليوم يعرضون أنفسهم للفتن .. فتراهم يدخلون إلى مواقع الانترنت المتخصصة ببث الشُّبه ، و يحادثون بعض المتخصصين في طرح هذا الشبه عن طريق ( البالتوك ) بدعوى الرد على الفرق الضالة و المذاهب المختلفة و نحن نسأل هؤلاء : ماذا لديكم من العلم و التقوى ما يحصنكم من هذه الشبه ؟ و ما مدى معرفتكم بحقيقة بدع القوم و زيف كلامهم و خلله ؟ و عند التحقق من واقعهم نرى أنهم لا يملكون ما يحميهم من هذه الشبه و الفتن ، و الأسوأ من هؤلاء .. أولئك الذين يطلعون على مواقع الأديان الأخرى و المذاهب المبتدعة ، بحجة حب الاطلاع و المعرفة و النظر في آراء الآخرين ! و قد نسوا أو تناسوا أن القلب قد يتشرب شيئًا من هذه الفتن و الشبهات، فلا تزال تكدر عليه صفاء الحق و برد اليقين فلا تخرج منه .
و بعضهم يقول : لقد تصفحنا تلك المواقع و لم يتغير فينا شيء !
فنقول : ليس من الضروري أن يكون التغيير بمجرد التصفح لأول وهلة ، أو قراءة شيء من مقالاتهم أو كتبهم في المرة الأولى، لكن التغيير قد يكون بعد مدة من الزمان ، و بعد أن تُعرض عليه أنواعٌ من الفتن و الشبه فتجتمع عليه الشبهات حتى تزيغه و لا حول و لا قوة إلا بالله
و قال أيضًا :
و مثل هؤلاء المتصفحين لمواقع الإنترنت ، أولئك الذين يذهبون إلى المكتبات و يقرأون كتب المبتدعة المنحلين عن دين الإسلام و غيرهم .
ولا شك أن القصص و الروايات – أيضًا – لها تأثير كبير على نفوس الشباب .. فإنها تقدم الإلحاد و المذاهب الفاسدة و الدخيلة في قالب جميل ، و أسلوب جذاب .
و قد أدمن كثيرٌ من شبابنا و فتياتنا هذه القصص و الروايات ، و لم ينظروا إلى حقيقة ما تقدمه ، و لم يتأملوا السم المنقوع داخلها ، فعلينا الحذر من أمثال هذه الروايات .
ثم أخذ الشيخ في ذكر أخبار ممن فُتنوا بمثل الأسباب السابقة ..
عودة المتقلبين :
إن باب التوبة مفتوح .. و طريقه ممهد لمن أراد الرجوع .. و الانتكاسة لا تعني نهاية الأمر بل إن هناك طرقٌ يمكن فيها للمرء أن يعود إلى التدين ..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه : ( إذا رأيتم أخًا لكم زل زلة ، فسددوه ، و وثقوه ، و ادعوا الله لأخيكم أن يتوب عليه ، و لا تكونوا لأعوانًا للشيطان على أخيكم . ) ..
الكتاب في 64 صفحة من القطع الصغير ، طبعة مدار الوطن للنشر 2008
و هو عن محاضرة ألقاها الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله و بارك فيه .
الثبات على دين الله عزوجل مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة و رشد ، لكن وضع المجتمعات التي يعيشها المسلمون اليوم ، و أنواع الفتن و المغريات، و أصناف الشهوات و الشبهات ؛ تجعل الثبات على الأمر و العزيمة و الرشد من أشق الأمور على أهل هذا الزمان ؛ زمن التقلب و الانفتاح لذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : ” اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور ” أي من النقصان بعد الزيادة ، أو من المعصية بعد الطاعة ، أو من الكفر بعد الإيمان .
حاجتنا إلى الثبات :
و الثبات من أعظم نعم الله عزوجل على الإنسان ، لذلك كان من دعاء المؤمنين ربهم في كل صلاة : ( إهدنا الصراط المستقيم ) ، فالمؤمنون و إن كانوا في هداية على وجه العموم ، فإنهم لايزالون يطلبون الهداية لأجل الثبات عليها .
و الله عزوجل هو الممتن على عباده بنعمة الثبات ، قال تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء ) .
و في الأثر عن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه – أنه دخل على حذيفة – رضي الله عنه – فقال : أوصنا يا أبا عبد الله . فقال حذيفة : أما جاءك اليقين ؟! . قال : بقى و ربي . قال : فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكره قبل اليوم ، و أن تنكر اليوم ما كنت تعرفه قبل اليوم ، و إياك و التلوّن فإن دين الله واحد .
شناعة التقلب و التلون :
لأجل مشابهة المتقلبين للمنافقين كان السلف يربطون التقلب في الدين ، و التلون في السير إلى الله تعالى ؛ بضعف الإيمان و تردده في القلب و يحذرون من هذا التقلب أشد التحذير .
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : ( اتقوا الله ، أعوذ بالله من صباح النار ، إياكم و التلون في دين الله ، ما عرفتم اليوم فلا تنكروه غدًا ، و ما أنكرتموه اليوم فلا تعرفوه غدًا ) .
تقلب القلوب :
التقلب و التغيير ليس بغريب على الطبيعة البشرية ، فإن القلوب من طبعها التقلب و التحول ، و الله سبحانه و تعالى هو الذي يقلب القلوب و الأبصار .
عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنما سمي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة ، تقلبها الريح ظهرا لبطن )
و عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : أكثر ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحلف : ( لا ، و مقلب القلوب ) .
تغيير الفتوى :
تغيير الفتوى المبني على علم و هدى ليس مذمومًا ، و إنما المذموم هو تغيير الفتوى المبني على الآراء الشاذة ، و الرغبة في التيسير و التهوين على الناس – بزعمهم – .
و الأدهى و الأمر و الأخطر .. إنهم لا يكتفون بتقلب آرائهم و تغير فتواهم ، بل إنهم يريدون أن تُمحى كل فتوى تخالف فتاواهم ، و يعملون على إزالة فتاوى كبار العلماء من الساحة ، و يقولون للناس : قد ذهب ما تعرفون .. و نحن الآن في عصر نحتاج فيه إلى التغيير .. و بئس ما يقولون .
أسباب التقلب في دين الله :
التعرض للشبهات و مواطن الفتن .
ركوب الموجات
الغلو و التشديد على النفس
المداهنة بالباطل في دين الله عزوجل
الإغراء بالمنصب و المال
فتنة النساء
طلب الشهرة و الشرف
فتنة الأهل و الولد
الانتهازية و حب الوصول
الكبر و الإعجاب بالنفس
عدم الإخلاص و الصدق في الالتزام
التعذيب و شدة البلاء
كثرة الأوهام
اليأس و قلة الصبر
التعلق بالآخرين
الضغوط الخارجية
و جاء تحت التعرض للشبهات و الفتن الحديث عن تعريض الشباب و الفتيات أنفسهم للفتن .. فقال :
و بعض شبابنا و فتياتنا اليوم يعرضون أنفسهم للفتن .. فتراهم يدخلون إلى مواقع الانترنت المتخصصة ببث الشُّبه ، و يحادثون بعض المتخصصين في طرح هذا الشبه عن طريق ( البالتوك ) بدعوى الرد على الفرق الضالة و المذاهب المختلفة و نحن نسأل هؤلاء : ماذا لديكم من العلم و التقوى ما يحصنكم من هذه الشبه ؟ و ما مدى معرفتكم بحقيقة بدع القوم و زيف كلامهم و خلله ؟ و عند التحقق من واقعهم نرى أنهم لا يملكون ما يحميهم من هذه الشبه و الفتن ، و الأسوأ من هؤلاء .. أولئك الذين يطلعون على مواقع الأديان الأخرى و المذاهب المبتدعة ، بحجة حب الاطلاع و المعرفة و النظر في آراء الآخرين ! و قد نسوا أو تناسوا أن القلب قد يتشرب شيئًا من هذه الفتن و الشبهات، فلا تزال تكدر عليه صفاء الحق و برد اليقين فلا تخرج منه .
و بعضهم يقول : لقد تصفحنا تلك المواقع و لم يتغير فينا شيء !
فنقول : ليس من الضروري أن يكون التغيير بمجرد التصفح لأول وهلة ، أو قراءة شيء من مقالاتهم أو كتبهم في المرة الأولى، لكن التغيير قد يكون بعد مدة من الزمان ، و بعد أن تُعرض عليه أنواعٌ من الفتن و الشبه فتجتمع عليه الشبهات حتى تزيغه و لا حول و لا قوة إلا بالله
و قال أيضًا :
و مثل هؤلاء المتصفحين لمواقع الإنترنت ، أولئك الذين يذهبون إلى المكتبات و يقرأون كتب المبتدعة المنحلين عن دين الإسلام و غيرهم .
ولا شك أن القصص و الروايات – أيضًا – لها تأثير كبير على نفوس الشباب .. فإنها تقدم الإلحاد و المذاهب الفاسدة و الدخيلة في قالب جميل ، و أسلوب جذاب .
و قد أدمن كثيرٌ من شبابنا و فتياتنا هذه القصص و الروايات ، و لم ينظروا إلى حقيقة ما تقدمه ، و لم يتأملوا السم المنقوع داخلها ، فعلينا الحذر من أمثال هذه الروايات .
ثم أخذ الشيخ في ذكر أخبار ممن فُتنوا بمثل الأسباب السابقة ..
عودة المتقلبين :
إن باب التوبة مفتوح .. و طريقه ممهد لمن أراد الرجوع .. و الانتكاسة لا تعني نهاية الأمر بل إن هناك طرقٌ يمكن فيها للمرء أن يعود إلى التدين ..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه : ( إذا رأيتم أخًا لكم زل زلة ، فسددوه ، و وثقوه ، و ادعوا الله لأخيكم أن يتوب عليه ، و لا تكونوا لأعوانًا للشيطان على أخيكم . ) ..
الكتاب في 64 صفحة من القطع الصغير ، طبعة مدار الوطن للنشر 2008
و هو عن محاضرة ألقاها الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله و بارك فيه .