اعرض النسخة الكاملة : الخوف والرجاء
النصر آت..آت..
07.04.2010, 01:18
الخوف والرجاء
نحن في تعاملنا مع الله عز وجل ما بين خوف ورجاء. عمل قاربنا فيه نرجو عند الله قبوله وثوابه. لكن يمنعنا من الغلو في الرجاء، وهو غرور ينحدر بنا إلى التهاون في أمر الله، ما نعرفه من نفوسنا من تقصير. فنعمل بلا ونى ولكن نصحب عملنا بالاستغفار من التقصير والهفوة والفلتة الملازمة للبشر.
المجتهدون في عبادة ربهم وذكره يتعاورهم الخوف والرجاء وذلك ما يليق بالعبودية قال الله تعالى يصف المؤمنين الخاشعين الذاكرين : «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون»1 . لا راحة دون محاب الله، ولا بخل عن البذل في سبيله، والقلب خاشع يخاف ويرجو.
تجيء المؤمن ساعات قبض وخوف، فيعالج نفسه ويعالج إخوته بذكر سعة رحمة الله تعالى، وتجيئه ساعات بسط ورجاء وعلاجها ذكر المشيئة الإلهية والخاتمة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الخوف من الله عز وجل، كثير البكاء من خشيته، كما كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم. هذا ما يليق بالعبد وما يتقرب به إلى الله سبحانه : التذلل والانكسار.
____________________________
[1] السجدة، 16
أبوحمزة السيوطي
08.04.2010, 20:01
الخوف والرجاء جناحا الإيمان
بارك الله فيك أخي وجعل الله ما تقوم به في ميزان حسناتك
http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
المؤمن بين الرجاء والخوف
إن الخوف والرجاء للمؤمن بمثابة الجناحين للطائر، فلابد أن يجتمع كل من الخوف والرجاء في قلب المؤمن حتى يحلق في سماء الإيمان، ومن المعلوم أن الخوف من الله سياط للقلوب تمنع العبد من مواقعة الذنوب، وتجعله يقبل على طاعة علام الغيوب، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف.
الخوف من الله .. حقيقته وفضله
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
يقول المصنف رحمه الله: الترغيب بالخوف وفضله.
هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله في الترغيب في أن يعيش المسلم خائفاً من الله تبارك وتعالى خاشياً له، ويذكر تحته ما جاء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ببيان هذا الخوف من الله عز وجل.
وعلى ما ستسمعون من أحاديث كثيرة تشهد لهذا الباب، ففي ذلك دلالة قاطعة على أن المسلم كلما كان إسلامه أقوى وأتم؛ كلما كان خوفه من الله تبارك وتعالى وخشيته له أعظم.
ونحن إذا نظرنا إلى بعض الآيات التي جاءت في كتاب الله عز وجل، فضلاً عن الأحاديث التي ستأتي في هذا الباب؛ لوجدناها دائماً وأبداً تذكر عباد الله الأتقياء الصلحاء بالخوف من الله تبارك وتعالى، وكلما كان أحدهم أقرب إلى الله عز وجل وأعلى منزلةً عنده؛ كلما كان أتقى وأخشى لربه عز وجل، فهؤلاء رسل الله صلى الله عليهم وسلم قد وصفهم الله تبارك وتعالى بأنهم: يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ [الأحزاب:39] كذلك وصف الله العلماء بقوله: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] .
وجاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرهط وغيرهم أنه قال: (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له). هذا في البشر، وهناك وصفٌ من الله تبارك وتعالى لخلقٍ من خلقه اصطفاه على كثير من عباده ألا وهم الملائكة المقربون، وصفهم ربنا عز وجل بقوله: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النحل:50] هؤلاء الملائكة الموصوفون في القرآن الكريم بأنهم: لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] مع ذلك هم موصوفون -أيضاً- بأنهم يخافون ربهم من فوقهم، فإذا كان الأمر هكذا؛ فإن الملائكة والرسل والعلماء، كل هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء يخشون الله تبارك وتعالى، وكما ذكرت آنفاً كلما كان أتقى كان أخشى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له).
لذلك فمن العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن يُنقل عن بعض المتصوفة، سواء كانوا نساءً أو رجالاً، أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: "ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك.." إلى آخر الخرافة المزعومة، لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى، بل -كما ذكرنا- كلما كان مقرباً إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل، وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يُحمل الناس أن يعيشوا هكذا، ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه، ولا -أيضاً- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم في أن يزدادوا تقىً من الله.
"محاضرة من شرح الشيخ على الترغيب و الترهيب للإمام المنذري"
حياك الله اخى الفاضل النصر . آت .. آت
جزاك الله خيراا لهذا الطرح الرائع
طاب مقامك بيننا _ وفى انتظار جديدك دوماااا
جزاك الله خيرا
أخي الفاضل :
النصر آت..آت..
على هذه التذكرة الطيبة
النصر آت..آت..
29.04.2010, 01:01
البعض يغلب جانب الرجاء حتى لا يبقى في قلبه خوف والبعض الآخر يغلب الخوف حتى لا يبقى في قلبه رجاء، فإما أن يرجو الله رجاءً يؤمنه من مكر الله وإما أن يخاف خوفاً يقنّطه من رحمة الله. لذا يجب الحرص على التوازن السديد فلا يطغى هذا على هذا.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond