اعرض النسخة الكاملة : الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
ابو احمد بركات
16.03.2010, 22:05
بسم الله الرحمن الرحيم
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
نعم أخونا الكريم هذا هو نهجنا وهذا هو ديننا وما امرنا الله به..
"الدعوة بالحسنى"
الله وفقنا لما تحبه وترضاه وأعنا على رضاك..
جزاكم الله خيرا على هذه التذكرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله .. اخى الكريم ابو احمد بركات
مرحبا بك معنا بمنتديات (( كلمة سواء الدعوية ))
أسال الله ان يطيب مقامك بيننا
آملين ان تفيد وتستفيد
اهلا وسهلا بك معنا
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هي وظيفة الرسل عليهم السلام، فالله سبحانه ما أرسل الرسل إلا ليدعوا أقوامهم إلى توحيد الله سبحانه وإقامة شرعه، وكان آخرهم وخاتمهم وأفضلهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقد أمره الله أن يظهر هذا للناس ويبين لهم منهاجه الذي يسير عليه ويتوجب على المتبعين له أن يسيروا عليه، فقال سبحانه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فسبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقه ومنهاجه هي التي أُمر بالإخبار بها وهي الدعوة إلى الله على بصيرة وهي العلم النافع الذي ينير طريق سالكه ولا يكون ذلك إلا بالعلم الشرعي المبني على الأدلة الشرعية والعقلية والحسية ودليل الفطرة أيضاً.
وفي الآية الأخرى يبين الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم - وخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم خطاب للأمة فيما لم تثبت خصوصيته به - يبين له كيفية سلوك هذا الطريق والوسائل والأساليب التي ينبغي للداعية أن يسلكها فيقول سبحانه {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
فالدعوة إلى الله إذاً تكون بالحكمة وتكون بالموعظة الحسنة وتكون بالجدال بالتي هي أحسن، يقول ابن القيم - رحمه الله - (ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو: فإنه إما أن يكون طالباً للحق محباً له، مؤثراً له على غيره إذا عرفه فهذا يدعى بالحكمة. ولا يحتاج إلى موعظة وجدال. وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق، لكن لو عرفه آثره واتبعه. فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب. وإما أن يكون معانداً معارضاً، فهذا يجادل بالتي هي أحسن. فإن رجع وإلا انتقل معه إلى الجدال إن أمكن) أ.هـ.
وأكثر من يتوجه لهم الجدال هم أهل العلم ممن يدرك معاني الأدلة وطرق الاستدلال؛ فهؤلاء يجادلون بالتي هي أحسن. يقول الله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} والمعنى أن من لديه أثارة من العلم يجادل بالتي هي أحسن ويبين له طريق الصواب لعل الله أن يفتح على قلوبهم، فإن حادوا عن وجه الحق وعموا عن واضح المحجة وعاندوا وكابروا فحينئذ ينتقل من الجدال إلى الجلاد، وهذا الانتقال إلى الجلاد وهو الجهاد في سبيل الله يكون حسب إمكان المسلمين، كما تقدم في كلام ابن القيم رحمه الله.
وفي ختام الآية المتقدمة وهي قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} في ختمها بهذا نكتة عظيمة، وهي أن الله سبحانه يبين لرسوله ولأتباعه من بعده الطريقة الشرعية للدعوة، وأن الواجب عليهم سلوكها ودعوة الناس من خلالها، وكون الناس يقبلون أو يرفضون ويعاندون هذا لا يؤثر في الدعوة وليس دليلاً على ضعفها أو قصور الطريقة الشرعية كلا، إنما ذلك قدر سبق في علم الله وقوعه وقد كتب سبحانه الشقاء على من أراد والسعادة والهداية على من أراد، وإنما علينا دعوة العباد بالطريقة التي أوضحها ربنا سبحانه وهو الحكيم العليم، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب وإن ضلوا مع بذل الوسع في سبيل دعوتهم بالطرق الشرعية فذلك أمر الله وهو نافذ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، والله تعالى يقول لأشرف الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ويقول سبحانه {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}.
ويقول سبحانه {.. فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.
فعلى الدعاة إلى الله أن يدركوا هذا المعنى لأن بإدراكه انتظام عملهم وحسن اتباعهم واقتداءهم، وأبعد لهم عن الابتداع في الدعوة إلى الله وسلوك الطرق التي يظن الظان أنها هي السبب في هداية العباد، وإنما هي تزيد في بعدهم عن ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وها نحن نرى ذلك واضحاً عند أرباب الطرق وكيف أن الشيطان استزلهم فأغواهم بل بلغ ببعضهم الغلو مبلغاً خطيراً أوقعهم في أنواع من البدع والشركيات التي هي أبعد ما تكون عن دعوة الرسل، بل انما أرسل الرسل لإخراج الناس من تلك الظلمات،
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
جزاكم الله خيرًا أخي الفاضل على التذكرة،
وجعلها في ميزان حسناتكم، اللهم امين
وبالفعل أخي صدقتم ،
شيء مهم ويجب الالتزام به من قبل المتصدرين للدعوة،
وأخص بالذكر الاخوة الدعاة
في برنامج محاورة كبرنامج البالتوك،
وتكون دعوتهم على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم،
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل،
بارك الله فيكِ غاليتي
نضال
أجدتِ وأفدتِ
وأحسنتِ بإضافاتك الجميلة والغنية للموضوع
تقبلوا مروري.
ام البراء الاندلسيه
20.09.2010, 18:14
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير على هذه التذكره
وبورك فيكى وسلمت يداكى اختى نضال 3
على اضافتك الغنيه والمفيده
تقبلو مرورى
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond