queshta
18.02.2010, 00:37
مذبحة المسلمين في "جوس" النيجيرية
جمال سلطان | 15-02-2010 23:36
لا أعرف كيف مرت أحداث مدينة "جوس" النيجيرية مرور الكرام على الضمير العالمي ، وهل أصبح الدم الحرام يقاس بصفته الدينية أو الطائفية ، وهل أصبح الدم المسلم رخيصا إلى هذا الحد ، خمسمائة وخمسون قتيلا بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ وهدم وتخريب مئات البيوت في غارة طائفية مقيتة تستباح فيها المدينة أربعة أيام قبل أن يتدخل الجيش ، لمجرد أن المسلمين أرادوا أن يرمموا مسجدا قديما في المدينة أو يعيدوا بناءه ، أستغرب كثيرا من الصمت المخزي للكنائس الغربية والشرقية على هذه "الهمجية" والوحشية التي يصعب أن تجد لها معنى أو تبريرا ، خمسمائة وخمسون قتيلا لم تحرك ضمير كرسي الفاتيكان مثلا من أجل أن يصدر بيانا يندد فيه بإهدار الدم الحرام والاعتداء على الحياة الإنسانية ، وهو الكرسي الذي ما انفك يصدر البيانات ـ عمال على بطال ـ عن أحداث صغيرة وهامشية يتعرض لها مسيحيون تحدث في بعض العواصم العربية ، ولا تمثل واحدا في المائة مما حدث من جرائم في نيجيريا ضد السكان المسلمين الأبرياء ، ألا تحرك شهادات الشهود عن جثث الأطفال التي ألقيت في أكوام محترقة أو ممزقة بالمناجل بعضها وصل إلى ثلاثين جثة في كومة واحدة ، ألا تحرك ضمير الكونجرس الأمريكي والبرلمان الفرنسي الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن حقوق الأقليات وحقوق الطوائف في بلادنا ، وشكلوا البعثات وأصدروا البيانات وحشدوا الأصوات ، لماذا صمتوا على مثل هذه الجريمة النكراء ، لماذا لم يتم تشكيل لجان لتقصي الحقائق حول هذه المذبحة المروعة والتي يتردد أن عدد قتلاها أكثر بكثير من الإعلان الرسمي المشار إليه ، لماذا لا يدعون إلى محاكمات عاجلة للقتلة ، الفاتيكان مشغول بمشروع تنصير أفريقيا ، ومشغول بالضغط على دول المغرب العربي لفتح الأبواب أمام المنصرين من أجل العمل بحرية على تنصير الشعوب المسلمة هناك ، والتقارير المغاربية التي نشرت هذا الأسبوع تتحدث عن ثمانين مليار دولار تم رصدها من خلال المؤسسات الاقتصادية والأهلية والدينية المرتبطة بالكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية من أجل غزو أفريقيا من البوابة العربية في الشمال الأفريقي ، فهل تأتي المذبحة المروعة في نيجيريا بردا وسلام على قلوب القساوسة باعتبارها جزءا يخدم مشروع تصفية الوجود الإسلامي في أكبر دولة أفريقية ، المسلمون في نيجيريا ليسوا أقلية على كل حال ، وهم الأغلبية بفارق كبير عن الطوائف المسيحية والوثنية ، ومع ذلك يفعلون بهم ذلك على مرأى ومشهد من العام في مدينة مثلوا فيها أقلية ، وإذا حمل أحدهم السلاح هناك استباحوه هو وعشيرته بالكامل على النحو الذي كشفت عنه مذبحة جماعة "بوكو حرام" التي راح ضحيتها قرابة ألف مدني مسلم ، وهي المذبحة التي تناقلتها وكالات الأنباء مؤخرا ، وبنوع من الصدفة والتسريب الإعلامي الذي أحرج الجميع وأجبرهم على فتح التحقيقات حول هذه المذابح ، أستغرب أيضا من وسائل إعلام مصرية تعمدت تجاهل هذه المذابح جملة وتفصيلا دون أدنى إشارة لها، رغم أن هذه الصحف ذاتها لا تتجاهل أي خبر ولو تافه عن اتهامات لمسلم أو جهة إسلامية في عواصم الشرق أو الغرب البعيد والقريب سواء ، وتهتم أحيانا بتفاصيل غريبة ومجهولة على النحو الذي حدث مع قصة دار الفتوى في لبنان التي اهتمت بها صحف ساويرس في مصر بشكل مبالغ فيه ، أليست دماء أكثر من خمسمائة من البشر ، دعك أنهم مسلمون ، جديرة بأن تلفت انتباه هذه الصحف حتى من الناحية المهنية على الأقل ، إن كان الضمير قد مات فيهم ، هل تكفي أموال الدنيا التي يرشي بها المال الطائفي بعض الصغار في دكاكين صحفية ، هل تكفي لكي يهين أحدهم نفسه ويلوث ضميره ويدفن آدميته إلى هذا الحد ، هل يحق لنا أن نؤمن الآن بأن كل دعاوى الحقوق المدنية وحقوق الأقليات المزعومة والصخب الأوربي حول حقوق الإنسان إنما هي نفاق سياسي وديني رخيص ، للتغطية على مشاريع وطموحات سياسية ودينية للتغلغل والسيطرة في العالم الإسلامي متوسدة حكاية الأقليات وحقوق الإنسان ، دون أن يكون لها أي صلة حقيقية بالإنسان أو الضمير أو الآدمية من بابها .
جمال سلطان | 15-02-2010 23:36
لا أعرف كيف مرت أحداث مدينة "جوس" النيجيرية مرور الكرام على الضمير العالمي ، وهل أصبح الدم الحرام يقاس بصفته الدينية أو الطائفية ، وهل أصبح الدم المسلم رخيصا إلى هذا الحد ، خمسمائة وخمسون قتيلا بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ وهدم وتخريب مئات البيوت في غارة طائفية مقيتة تستباح فيها المدينة أربعة أيام قبل أن يتدخل الجيش ، لمجرد أن المسلمين أرادوا أن يرمموا مسجدا قديما في المدينة أو يعيدوا بناءه ، أستغرب كثيرا من الصمت المخزي للكنائس الغربية والشرقية على هذه "الهمجية" والوحشية التي يصعب أن تجد لها معنى أو تبريرا ، خمسمائة وخمسون قتيلا لم تحرك ضمير كرسي الفاتيكان مثلا من أجل أن يصدر بيانا يندد فيه بإهدار الدم الحرام والاعتداء على الحياة الإنسانية ، وهو الكرسي الذي ما انفك يصدر البيانات ـ عمال على بطال ـ عن أحداث صغيرة وهامشية يتعرض لها مسيحيون تحدث في بعض العواصم العربية ، ولا تمثل واحدا في المائة مما حدث من جرائم في نيجيريا ضد السكان المسلمين الأبرياء ، ألا تحرك شهادات الشهود عن جثث الأطفال التي ألقيت في أكوام محترقة أو ممزقة بالمناجل بعضها وصل إلى ثلاثين جثة في كومة واحدة ، ألا تحرك ضمير الكونجرس الأمريكي والبرلمان الفرنسي الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن حقوق الأقليات وحقوق الطوائف في بلادنا ، وشكلوا البعثات وأصدروا البيانات وحشدوا الأصوات ، لماذا صمتوا على مثل هذه الجريمة النكراء ، لماذا لم يتم تشكيل لجان لتقصي الحقائق حول هذه المذبحة المروعة والتي يتردد أن عدد قتلاها أكثر بكثير من الإعلان الرسمي المشار إليه ، لماذا لا يدعون إلى محاكمات عاجلة للقتلة ، الفاتيكان مشغول بمشروع تنصير أفريقيا ، ومشغول بالضغط على دول المغرب العربي لفتح الأبواب أمام المنصرين من أجل العمل بحرية على تنصير الشعوب المسلمة هناك ، والتقارير المغاربية التي نشرت هذا الأسبوع تتحدث عن ثمانين مليار دولار تم رصدها من خلال المؤسسات الاقتصادية والأهلية والدينية المرتبطة بالكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية من أجل غزو أفريقيا من البوابة العربية في الشمال الأفريقي ، فهل تأتي المذبحة المروعة في نيجيريا بردا وسلام على قلوب القساوسة باعتبارها جزءا يخدم مشروع تصفية الوجود الإسلامي في أكبر دولة أفريقية ، المسلمون في نيجيريا ليسوا أقلية على كل حال ، وهم الأغلبية بفارق كبير عن الطوائف المسيحية والوثنية ، ومع ذلك يفعلون بهم ذلك على مرأى ومشهد من العام في مدينة مثلوا فيها أقلية ، وإذا حمل أحدهم السلاح هناك استباحوه هو وعشيرته بالكامل على النحو الذي كشفت عنه مذبحة جماعة "بوكو حرام" التي راح ضحيتها قرابة ألف مدني مسلم ، وهي المذبحة التي تناقلتها وكالات الأنباء مؤخرا ، وبنوع من الصدفة والتسريب الإعلامي الذي أحرج الجميع وأجبرهم على فتح التحقيقات حول هذه المذابح ، أستغرب أيضا من وسائل إعلام مصرية تعمدت تجاهل هذه المذابح جملة وتفصيلا دون أدنى إشارة لها، رغم أن هذه الصحف ذاتها لا تتجاهل أي خبر ولو تافه عن اتهامات لمسلم أو جهة إسلامية في عواصم الشرق أو الغرب البعيد والقريب سواء ، وتهتم أحيانا بتفاصيل غريبة ومجهولة على النحو الذي حدث مع قصة دار الفتوى في لبنان التي اهتمت بها صحف ساويرس في مصر بشكل مبالغ فيه ، أليست دماء أكثر من خمسمائة من البشر ، دعك أنهم مسلمون ، جديرة بأن تلفت انتباه هذه الصحف حتى من الناحية المهنية على الأقل ، إن كان الضمير قد مات فيهم ، هل تكفي أموال الدنيا التي يرشي بها المال الطائفي بعض الصغار في دكاكين صحفية ، هل تكفي لكي يهين أحدهم نفسه ويلوث ضميره ويدفن آدميته إلى هذا الحد ، هل يحق لنا أن نؤمن الآن بأن كل دعاوى الحقوق المدنية وحقوق الأقليات المزعومة والصخب الأوربي حول حقوق الإنسان إنما هي نفاق سياسي وديني رخيص ، للتغطية على مشاريع وطموحات سياسية ودينية للتغلغل والسيطرة في العالم الإسلامي متوسدة حكاية الأقليات وحقوق الإنسان ، دون أن يكون لها أي صلة حقيقية بالإنسان أو الضمير أو الآدمية من بابها .