المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : أيات قرانية بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين


mosaab1975
16.01.2010, 17:31
من سورة البقرة:
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) الآية 30

فزعموا ان ذلك من قبيل الاعتراض على الله ونسوا ان الاعتراض على الله ليس مجرد معصية فقط, وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فيه ابليس عليه لعنة الله ,كما زعموا أن قولهم هذا فيه سب لآدم وذريته ومدح وتزكية لنفوسهم, واعتراض على حكم ربهم.

ونقول :ان زعمهم هذا نسج من الخيال وشبهتهم هذه تدل على الجهل والخبال فان عصمة الملائكة ثابته بالقرآن والسنه واجماع الأمه.

فالله عز وجل خلق الملائكة وجبلهم علىطاعته وعصمهم من معصيته ,فهم كما وصفهم بقوله (لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون)التحريم 6
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif( يسبحون الليل والنهار لا يفترون) الأنبياء 19
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) النحل 50

ومن كانت هذه حالهم وتلك صفاتهم فكيف يعترضون على حكم خالقهم وينفون حكمة ربهم.

لعل الحكمة من إخبار الله عز وجل للملائكة عن هذا المخلوق وذريته ما سيكون بينه وبينهم من صلة فقد أمروا بعد خلقه بتكريمه وتعظيمه بالسجود له امتحانا لطاعتهم.
لكن جواب الملائكة على هذا الأخبار لم يكن من قبيل الاعتراض مطلقا وانما كانت حكمة هذا الخلق الجديد خافية عليهم فأرادوا معرفتها ,لماذا يخلق الله خلقا غيرهم؟
وهل بدر منهم تقصير او قصور لذلك اراد الله ان يخلق غيرهم؟

وكونهم وصفوا الانسان بالفساد في الارض وسفك الدماء قبل ان يوجد لأن الله اعلمهم بذلك .................والله اعلم

mosaab1975
16.01.2010, 17:33
هل كان ابليس من الملائكة
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لإدم فسجدوا إلا ابليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين)البقرة:34
حتى هذه الآية الكريمة جعلوا منها شبهة ثانية في عدم عصمة الملائكة لأن ابليس -وهو من الملائكة - لم يمتثل لأمر الله,واعترض على حُكمه,وقاس بعقله الفاسد ما بينه وبين ادم وقال:( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته ممن طين) ص 76
فاستحق بذلك الغواية والطرد من رحمة الله كما حكته الآيات في اكثر من موضع من القران.
ان من زعم ان ابليس كان من الملائكة فقد أخطأ الفهم وضل الطريق,وذلك لأن الله عز وجل فصل في القضية وذلك في سورة الكهف,http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) الكهف 50
فهل بعد هذا يأتي ليقول احد ان ابليس من الملائكة.اي وجه للشبه بين ابليس والملائكة؟ وهم مخلوقون من نور وقد خلق ابليس من نار .وهم لايتزوجون و لا يتناسلون, وهو له ازواج و ذريه على شاكلته, الذين لا يستكبرون عن عبادة الله ويسبحون الليل والنهار وهو الذي ابى واستكبر وكان من الكافرين ولا يتوانى في اضلال خلق الله,http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif:(قال فبيما اغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) الأعراف: 16-17
لكن هنا السؤال :ما وجه الحكمة من استثناء ابليس من السجود مع ان الأمر به للملائكة؟
والجواب عن ذلك: ان هذا الاستثناء منقطع كما يقول اهل اللغة ,مثل ان نقول جاء القوم الا حمارا,وأكلت التفاح الا برتقاله. ...وهنا يقال سجدج الملائكة الا ابليس.
وكذلك يقال: صدر الأمر بالسجود للملائكة بالسجود لآدم وإبليس كان معهم ولم يكن منهم,وهو فرد بين أمم الملائكة كان عليه أن يسجد ولكنه أبى لأنه خانه أصله الناري وطبعه الفاسد

نوران
16.01.2010, 18:04
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بك أخي الكريم

شرفت المنتدى وأسرته باتنسابك لهم

موضوع غاية في الأهمية

لي بإذن الله تعالى عودة لكن بعد أن يكتمل الموضوع

بارك الله في قولك وعملك وجزاك خير الجزاء وأحسنه

حيَّاك الله وبيَّاك أينما حللت أخي الفاضل

mosaab1975
16.01.2010, 20:34
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بك أخي الكريم

شرفت المنتدى وأسرته باتنسابك لهم

موضوع غاية في الأهمية

لي بإذن الله تعالى عودة لكن بعد أن يكتمل الموضوع

بارك الله في قولك وعملك وجزاك خير الجزاء وأحسنه

حيَّاك الله وبيَّاك أينما حللت أخي الفاضل


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي الفاضلة وتشرفت بمرورك واسعد جدا بأي تعليق يوجه الى الموضوع بغرض ان تعم الفائدة وان نفهم كتاب ربنا بحق

نضال 3
16.01.2010, 21:12
http://www.nawasreh.com/welcome/up/11939109031219.gif


ما شاء الله تبارك الله .




http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) الآية 30


فزعموا أن ذلك من قبيل الاعتراض على الله - ونسوا أن الاعتراض على الله ليس


مجرد معصية فقط وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فية إبليس


- عليه لعنة الله- كما زعموا أن قولهم هذا فيه سب لآدم وذريته , ومدح وتزكية


لنفوسهم , واعتراض على حكم ربهم!!.


ونبادر ونقول :إن زعمهم هذا من نسيج الخيال , وشبهتهم هذة تدل على الجهل


والخبل , فإن عصمة الملائكة ثابتة بالكتاب والسنة , وعليه أجماع الأمة .


فالله عز وجل خلق الملائكة , وجبلهم على طاعتة , وعصمهم من


معصيتة , فهم كما وصفهم بقوله : {لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون }


, وقال : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } , وكما قال


عنهم : { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ,


وقال عنهم : { عباد مكرمون*لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم مابين


أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون *} , وقال


عنهم :{ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون }


ومن كان هذا حالهم ,و تلك صفاتهم , فإنهم لايعصون


ربهم , فكيف يعترضون على


حكم خالقهم وينفون حكمة ربهم ؟ ويتطاولون أمام الله بتزكية نفوسهم ؟

كلا


ولعل الحكمة من إخبار الله عز وجل للملائكة عن هذا المخلوق وذريتة ما سيكون


بينه وبينهم من صلة فقط أمروا - بعد خلقه - بتكريمه وتعظيمه


بالسجود له , امتحانا لطاعتهم .


وقدر الله سبحانه أن يكون منهم الحفظة والكتبة , وملائكة الوحي , والمطر


والنبات , والعذاب والموات ... وكلها متعلقه بحياة البشر ومقاديرهم


ومصائرهم . هذا .. ولم يكن جواب الملائكةعلى هذا الإخبار الإلهي بخلق آدم من


قبيل الاعتراض مطلقا , وقد علمت أن الاعتراض على الله ليس بمجرد


معصية فقط - كما زعموا - وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فيه إبليس عليه لعنة


الله .


وإنما كانت حكمة هذا الخلق الجديد خافية عليهم فأرادوا معرفتها , لماذا يخلق الله خلقا


غيرهم ؟ وهل بدر منهم تقصير أو قصور في مهمتهم , لذلك


أراد الله أن يخلق غيرهم ؟.


فكان سؤالهم واستفسارهم .


وكونهم وصفوا الإنسان بالفساد في الأرض وسفك الدماء قبل أن يوجد , لأن الله


بذلك أعلمهم .


ولأنهم أدركوا أنه مادام هذا المخلوق سيكون من طين ويعيش في الأرض فلابد أن


تكون له طبيعة قابلة للخير والشر , وحينئذ لابد أن يقع التنازع


والصراع بين ذريته , فيحصل الفساد وتسفك الدماء .


ولكن حين أدرك الملائكة خصائص هذا المخلوق وعرفوا مازوده الله به من


الاستعداد للمعرفة والتزود من العلم . سجدوا سجود تحية وتكريم امتثالا


لأمر الحق تبارك وتعالى .


اخى الفاضل ...

mosaab1975 (http://www.ebnmaryam.com/vb/members/59714.html)


شكرا لك على هذا


الطرح القيم والمفيد


جعله الله ثقلا فى موازين حسناتك


كل الشكر مقرونا بكامل الاحترام


http://www.nawasreh.com/welcome/up/11940033587770.gif

mosaab1975
18.01.2010, 08:33
ما هي الكلمات التي تلقاها آدم

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif:(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) )البقره
والفهم الخاطيء في هذه الآية هو مجموعة من الإسرائيليات والموضوعات في تفسير هذه الآية مما انبت عليه أحكام خاطئة توقع الناس في الوان من الكفر وصور الشرك.
ومن ذلك انهم اوردوا ان آدم لما عصى وأكل من الشجرة نظر الى قوائم العرش فرأى اسم محمدhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif بجوار اسم الله او مكنوب "لا أله إلا الله محمد رسول الله" فنادى ادم ادم : يا رب بحق محمد الا غفرت لي, فناداه الله: ومن ادراك بمحمد وقيل وكيف عرفت محمدا ولم اخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ,رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا"لا اله الا الله محمدا رسول الله"فعلمت أنك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك. فقال الله :صدقت يا ادم ,إنه لأحب الخلق الي, ادعني بحقه فقد غفرت لك.لولا محمد ما خلقتك. هذا الحديث موضوع بإجماع اهل العلم ..........ويكذبه القران لان الله تعالى قال:( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) اذا الكلمات تعلمها ادم وتلقاها من ربه ولم يخترعها هو من عنده ولا اجتهد من تلقاء نفسه وهذه الكلمات هي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif:(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)) الأعرف
وهذا هو الذي قاله أهل العلم وأجمع عليه المحققون من أهل التفسيروكما قيل خير ما يفسر به القران هو القران, اذا ادم عليه السلام تلقى الكلمات من الله تعالى وهذا من توحيد الله

mosaab1975
18.01.2010, 08:35
من هما هاروت وماروت


http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif:(وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101)وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102)) البقرة


http://www.moon15.com/quran/images/pixel.gif
فقد زعموا عدم عصمة الملائكة مستدلين في ذلك بقصة هاروت وما روت كما ذكرت في الإسرائيليات .

والحق يقال أنه قد اورد كثير من المفسرين في تفسير هذه الاية الكريمة روايات وقصصا عجيبة كلها من خرافات بني اسرائيل وتوغلوا فألصقوا هذا الزور الى النبيhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg وقد حكم بوضع هذه القصة كثير من العلماء كابن كثير وابو الفرج بن الجوزي والقاضي عياض الذي قال في ""الشفا"":وما ذكره أهل الأخبار ونقله المفسرون في قصة هاروت وما روت لم يرد فيه شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif وليس هو شيء يؤخذ بالقياس) والقصة فيها اعتقاد ان هاروت وماروت ملكين يعذبان على خطيتهما

قال ابن كثير: المرفوع من هذه القصة موضوع وأما ما ليس مرفوعا فمنشؤه روايات اسرائيلية, أخذت عن كعب وغيره ألحقها الزنادقة من اهل الكتاب بالإسلام.

وكذا ردها المحققون من المفسرين كالإمام الرازي وأبي حيان وأبي السعود والألوسي وغيرهم.

ثم من ناحية العقل غير مسلمه,فالملائكة معصومون عن مثل هذه الكبائر التي لا تصدر من عربيد, اذ اوردوا أنهما وقعا في الزنا,وما زنيا الا بعد سجودهما للصنم كشرط لتحقيق ذلك.بخلاف السحر وقد اخبر الله عنهم بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ,فكيف بالشرك والزنا والسحر .

ففي رواية : ان الله قال لهما لو ابتليتكما بما ابتليت به بني آدم لعصيتماني,فقالا: لو فعلت بنا يارب ما عصيناك.ورد كلام الله كفر ,ننزه عنه من له علم بالله وصفاته ,فضلا عن الملائكة.

ثم كيف ترفع الفاجرة المشركة الزانية الى السماء وتصير كوكبا مضيئا باسمها "الزهرة"؟ وما النجم الذي يزعمون أنه "الزهرة" وزعموا أنه كان امرأة فمسخت,إلا في مكانه من يوم أن خلق الله السموات والأرض.
و الآية الكريمة التي نفت كل ما زعموه من أصله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) البقرة 102

قال بعض المفسرين:"ما " نافية للجنس وليست موصولة, يعني لم ينزل الله علم السحر على الملكين, قاله ابن كثير ورجحه. و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم ينزل الله السحر . وعن الربيع بن أنس قال: ما انزل الله عليهما السحر

قال ابن جرير:فتأويل الآية على هذا : واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر,وما كفر سليمان ولا انزل الله السحر على الملكين,ولكن الشياطين كفروا,يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت,فيكون قوله:"بابل هاروت وماروت" من المؤخر الذي معناه المقدم,قال: فإن قال لنا قائل :كيف وجه تقديم ذلك؟قيل:وجه تقديمه أن يقال:(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر وما كفر سليمان وما أنزل الله السحر على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت)

فيكون معنيا بالملكين:جبيريل وميكائيل عليهما السلام,لأن سحرة اليهود -فيما ذكرت- كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود فأكذبهم الله بذلك,وأخبر نبيه محمد http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر,وبرأ سليمان عليع السلام مما نحلوه من السحر,واخبرهم أن السحر من عمل الشياطين,وانها تعلم الناس ذلك ببابل,,ان الذين يعلمونهم ذلك رجلان اسم احدهما هاروت واسم الآخر ماروت,فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجمة عن الناس وردا عليهم .هذا لفظه بحروفه.

ونقول أيضا:وحتى على اعتبار أن ""ما"" موصوله بمعنى""الذي"" فيكون المراد بما أنزل هو : علم السحر الذي نزل ليعلماه الناس حتى يحذروا منه.

mosaab1975
20.01.2010, 17:55
مقام ابراهيم

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)) البقرة
والفهم الخاطيء هو ما زعمه بعض القبوريين أن الله تعالى أمرنا أن نصلي عند مقتبر الأنبياء والصالحين بدليل(وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )
وقد زعموا أن المقام هنا هو كسائر المقامات والأضرحة التي رفعت فوق قبورهم.وتغنوا بهذا الفهم الخاطيء وظنوا أنهم وجدوا حجة ساطعة قاطعة,يقطعون بها ألسنة من يحرمون بناء المقامات والتوابيت والأضرحة ويحرمون الصلاة عندها وحجة قاصمة يقصمون بها ظهور أهل السنة والجماعة..
والعجب أنهم في حالهم هذا كمن بنى بناء ورفعه ولكنه على أساس هش أو على جرف هار فانهار به في نار جهنم ,أو كحال الذي أخذ يجري في بطن الوادي يظن أن به ماءا, فلما جاءه لم يجد شيئا(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)) النور
ذلك أن مقام إبراهيم ليس القبر الذي دفن فيه ولا الضريح الذي وضع عليه ,لا وانما هو الحجر الذي كان يقوم عليه ويناوله اسماعيل الحجارة لبناء الكعبة لما ارتفع الجدار,وقد
أتاه اسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيدة لرفع الحجارة.. وهكذا حتى تم بناء جدران الكعبة.
وأما سبب الصلاة عندها ما صح عن جابر رضي الله عنه انه قال: لما طاف النبيhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg قال له عمر: هذا مقام أبينا ؟ قال: نعم ,قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله عز وجل (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )(( رواه مسلم في الحج)
وفي ابن كثير :""عن ابن عباس انه قال:(مقام ابراهيم الحرم كله)

mosaab1975
20.01.2010, 17:56
الطواف بين الصفاء والمروة
قال تعالى::(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة
فهذه الآية من الآيات التي يمكن ان تفهم خطأ لأن ظاهرها يوهم أن السعي بين الصفا والمروة ليس واجبا في حج او عمرة,و انما اقصى ما في المسألة ان يكون من جنس المباح فلا بأس بفعله ولا جناح على من طاف او سعى بينهما وهذا ليس على وجهه ولا المراد على هذا النحو.ويوضح هذا المعنى ما رواه الإمام احمد عن عروة عن عائشة قال: قلت أرأيت قول الله تعالى:(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) قلت : فوالله ما على أحد جناح أن لايتطوف بهما, فقالت عائشة رضي الله عنها:بئسما قلت يا ابن اختي, إنما أنزلت اذ الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل,وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة.فسألوا عن ذلك رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif,فقالوا : يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله عزوجل (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ ....)الآية.
قالت عائشة:ثم قد سن رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif الطواف بهما فليس لأحد ان يدع الطواف بهما.( أخرجه البخاري ومسلم في كتاب الحج)
و روى البخاري عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنسا عن الصفا والمروة, قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما , فأنزل الله عزوجل:(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ ..)
و اخرج احمد قوله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif وهو يسعى ويشتد في السعي:( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) وقد استدل بهذا الحديث من يرى أن السعي بين الصفا والمروة ركن في الحج, كما هو المذهب الشافعي ومن وافقه.
وقيل :إنه واجب وليس بركن فان تركه عمدا أو سهوا جبر بدم وقيل بل مستحب ,والقول الآول ارجح والله اعلم

mosaab1975
31.01.2010, 22:17
ما معنى التهلكة

قال تعالى:( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) ) البقرة
فهذه الأية الكريمة من بين الايات التي فهمت خاطئا و وضعت في غير موضعها وقيلت في غير مجالها ومثاله :اذا قام رجل يريد ان ينفق في سبيل الله او يتصدق فيمسك الشيطان بيده ويقول له :عندك اولاد والبيت محتاج لذلك والذي يحتاجه البيت يحرم على الجامع والله يقول(ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة)
وكذلك يقال لمن اراد الدعوة وصبر ولمن اراد الجهاد في سبيل الله والتضحية بالمال والنفس
ولكن لو عرفنا سبب الآية لعرفنا معناها ، روى ابو داوود والترمذي عن أسلم ابي عمران قال: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه ومعنا أبو ايوب الأنصاري , فقال ناس: ألقي بيده الى التهلكه فقال ابو ايوب: نحن أعلم بهذه الآية انما نزلت فينا صحبنا رسول الله وشهدنا معه المشاهد ونصرناه فلما فشا الأسلام وظهر اجتمعنا –معشر الأنصار- تحببا ,فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه ونصرة حتى فشا الأسلام وكثر أهله وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد , وقد وضعت الحرب اوزارها فنرجع الى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما, فنزل قول الله تعالى(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195))
و روى البخاري عن حذيفه في الآية(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ..) قال: نزلت في النفقة.
وقال الحسن البصري في قوله تعالى:( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) : هو البخل.
اذا , ان التهلكة هي في ترك الأنفاق في سبيل الله , وترك الجهاد في سبيل الله , وارتكاب الذنوب, والتألي على الله وتقول لا يغفر لي, ان التهلكة في ترك الطاعات و التقاعس عن الجهاد وعدم الإحسان , وهي على الجمله في البعد عن الألتزام بأحكام هذا الدين وعدم التمسك بسنة خاتم النبيين. فليست التهلكة بفعل الطاعات ابدا

mosaab1975
31.01.2010, 22:18
هل شك الرسول فيما أنزل إليه؟

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)) يونس
زعم قوم من المنصرين ان هذه الآية تدل على ان الاسلام ليس حقا او ان النبيhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gifشك فيما انزل اليه او قالوا هل كان نبيكم يشك فيما انزل اليه؟
والجواب: انه يجب التفريق بين ((إن)) الشرطية وبين ((إذا)) الشرطيه لان إن لا تفيد تحقيق الوقوع وانما تفيد احتمال الوقوع وافتراض الوقوع.يعني :على افتراض انك شككت -ولن تشك -فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من العلماء الذين قرأوا صفاتك وعلموا الحق الذي انت عليه وصدقوا بذلك امثال""عبدالله بن سلام"" ولذلك قال تعالى:( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10))الأحقاف
و اما(اذا) فانها تفيد الوقوع و(ان) تفيد الاحتمال او الافتراض من باب قوله تعالى( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)) الزخرف
ولن يكون للرحمن ولد وانما هو من باب الافتراض
وقد ورد ان النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gifقال لما نزلت الآية؛(والله لا اشك و لا اسأل) اخرجه عبدالرزاق في مصنفه والطبري في التفسير واورده السيوطي في الدر المنثور(3/571)

mosaab1975
31.01.2010, 22:19
لا إكراه في الدين1

قال تعالى:(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256
هذه الآية الكريمة واحدة من بين عشرات الآيات المظلومة فكم وضعت في غير موضعها واستدل بها في غير محلها.
ومثاله : سمعنا بمن يرتد عن دين الإسلام والعياذ بالله ثم وجدنا من يدافع عنه باسم (لا إكراه في الدين) ويقول : ما دام لا إكراه في الدين فلا يضيره الا يرتد عن الإسلام وأن يختار ما يشاء من دين,ويردفها بقوله تعالى :( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف:29
وهذا مسلم لا يصلي مثلا فنقول له: لم لا تصلي؟ فيقول : لا إكراه في الدين.
وهناك من يرضى من الإسلام بالعبادات دون المعاملات او بالشعائر دون الشرائع فنقول له:أين انت من شمولية الإسلام.
فيقول: أنا حر احب ما أشاء واكره ما اشاء اذ (لا اكراه في الدين)
هذه امثلة للفهم الخاطيء لتلك الآية الكريمة ولك ان تقيس عليها وتأمل كيف فهمت الآية الكريمة.ولو كانت على نحو ما زعموه ما كفر كافر ولا ضل ضال.
إن هذه الآية بهذا المعنى تتناقض مع الدين كله فهي تعارض قوله تعالى:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ) الأحزاب :36



قلنا فيما مضى ان فهم هذه الآية على ماسبق يخالف ويعارض بعض الآيات ,ومن ذلكhttp://www.imanway1.com/horras/images/smilies/007.gif(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) النساء :65
وقوله تعالى:(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الأنفال:39
وغير ذلك وهذا غير معقول وغير مقبول, لأن القرآن لا يتعارض مع نفسه , ولذلك الآية تحتاج إلى فهم صحيح وفكر واع ...
فاللع تعالى يبين في الآية(لا إكراه في الدين) أي لا تكرهوا احدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي في دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه,بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينه, ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيد الدخول في الدين مكرها مقسورا,لأن الإعتقاد هو اساس هذا الدين, وأساس المعتقد هو الإيمان,ومحل الإيمان هو القلب كما في الآية(أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ ) المجادلة 22
ولأن لا سبيل لإنسان على انسان في قلبه ,ولا يطلع على ما في القلوب الا الله تعالى ,لذلك لايجوز الاكراه في الدين ,وعندما يتم الإكراه على الإسلام ظاهرا يكون هذا نفاقا وليس اقتناعا, والله يريد من المرء أن يؤمن بكامل الرضا والطواعية.

يتبــــــــــــــــــــــع.......

mosaab1975
02.02.2010, 17:29
لا اكراه في الدين 2

لقد ذكر أن سبب نزول الآية في قوم من الأنصار وإن كان حكمها عاما.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت المرأة تكون مقلاتا( التي لا يعيش لها لها ولد) فتجعل على نفسها ان عاش لها ولد ان تهوده.فلما اجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار, فقالوا :لا ندع ابناءنا فأنزل الله عز وجل:(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) اخرجه ابوداوود في الجهاد والبيهقي في السنن الكبرى والطبري في التفسير.
فالآية تنفي أن يجبر انسان على الاسلام ولا عبرة بقول من قال هي منسوخة بآية القتال او غيرها لأن الله عزوجل فرض القتال وفرض الجزية ولكن تبقى الآية على معناها وبعمومها شريطة أن تفهم فهما صحيحا فقوله تعالى ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )هذا قبل ان يسلم المرء وقبل ان يدخل في الدين ثم هو بما منحه الله من نعمة العقل وتوج ذلك بإرسال الرسل وقد بلغته رسالة رسول و قرأ الكتاب ليختار الدين الصحيح.ثم ابى الا الكفر فقد اختار طريقه وله جزاؤه (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف:29
واما من اختار الايمان طواعية واختيارا ورغبة واقتناعا واعلن انه رضي بالله ربا وبالاسلام دينا و بمحمدhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg نبيا فقد صار بذلك عبدا لله تعالى فلا يجوز له ان يقول : انا حر امام احكام الله احب منها وأكره و آخذ وأدع , كلا لست حرا امام احكام الله كما قال تعالى:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ) الاحزاب:36
فالاستدلال بالآية في هذا المجال باطل, يتنافى مع الايمان الذي اعلنه ومع التسليم الذي ارتبط به وصدق ربنا اذ يقول:(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) النساء:65
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَْ0 وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ
وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِين0 أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 0 إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 0
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )النور:47-52
فهذا حال المؤمن لا يفرق بين حكم زحكم ولا امر وامر او نهي ونهي, بل عليه ان يقبل الاسلام بجملته وينقاد له بكليته, ثم كيف يستشهد بالآية الكريمة على اباحة الكفر او جواز الردة فمن اراد الخروج من الاسلام خرج منه هكذا ببساطه باسم ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )؟؟؟؟
أي دين هذا الدين الذي يدخل فيه المرء ثم يخرج منه؟ واي دين هذا الذي يتلاعب به الصبيان؟ان المنافقين ارادوا ان يفعلوا ذلك:(وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ال عمران :72
انه لم يجبرك احد على الدخول في الاسلام حتى تبيح لنفسك الخروج منه فتشكك الناس في دين الله تعالى.
قال النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif(لا يحل دم امريء مسلم الا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) اخرجه البخاري في الجهاد وابو داود في الحدود واحمد.
لأن الارتداد عن الاسلام يسلخ المرتد عن المجتمع ويسلبه حق الحياة وهذا الحكم شغب عليه بعض الناس ورأوه مصادره لحرية الرأي وحرية التدين ولحق كل امريء ان يؤمن اذا شاء وان يكفر اذا شاء ونحن نحترم حق اي انسان ان يؤمن وان يكفر ولكن هذا الحق يتقرر لصاحبه وهو فرد لم تتضح له الأمور, ان له ان يدرس ويوازن ويرجح, وان يبقى على ذلك طول عمره,فاذا آثر الوثنية او النصرانية او غيرهما لم يعترضه احد ويبقى له حقه كاملا في الحياة, حياة آمنة هادئة, اذا آثر الاسلام فعليه ان يخلص له ويتجاوب معه في أمره ونهيه وسائر هديه.
وهنا نتساءل: هل من حرية الرأي عند اعتناق الاسلام ان نكسر قيوده ونهدم حدودة؟ اي هل حرية الرأي تعطي صاحبها في اي مجنمع حق الخروج على هذا المجتمع ونبذ قواعدة ومشاقه أبنائه؟
ان قضية الارتداد تحتاج الى ايضاح لتعرف ابعادها فالاسلام معروض للأغمار والعباقرة على انه عقيدة وشريعة وكتابه ونهج نبيه يقرران مثلا أن الله واحد وأن الآخرة حق وان القصاص حق .....
ومعنى ذلك أن الذي يدخل الاسلام يرتضي كل هذه التعاليم وينفذها فاذا جاء من يقول :أومن بالله وأرفض الايمان بالآخرةاو اومن بها و أرفض شريعة الصيام وشريعة الصيام وشريعة القصاص,,,,الخ
فهل يترك هذا الشخص يعبث بدين الله على هذا النحو ؟ كلا , اما ان يثوب الى رشده ويرجع الى الجماعة او لا فالحلاص منه حتم,
ان الارتداد وسيله للطعن في الاسلام ولعب بالدين واستهانة بحقه استخلها اليهود قديما ويستغلها النصارى حديثا عن طريق عصابات المبشرين.وعلى المسلمين ان يدافعوا عن دينهم بالوسائل المشروعة كلها.
يتبـــــــــــــــــــــــع

mosaab1975
02.02.2010, 17:30
لا اكراه في الدين 3

هناك من يزعم انه اذا كان لا اكراه في الدين فلماذا الجهاد في الاسلام؟
ونرد فنقول: أنه لا صلة بين القتال والاكراه في الدين , كما لا صلة بين انتشار الاسلام والجهاد. فان الله عز وجل فرض الجهاد ليحرر اختيارا لا ليكره مختارا.
ان من يريد ان يسلم ولكنه لا يستطيع لأن أئمة الكفر يحولون بينه وبين ذلك, فهو يخشى الطواغيت , فيأمر الله عزوجل بإزالة تلك الرؤس العفنة, وإزاحة تلك الطواغيت الباغية لتتاح الفرصة للشعوب المضطهدة وللجماهير المستذله أن تأخذ حقها في أن تأخذحقها في أن تعبر عن رأيها في أن تختار ما تشاء من دين, http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الانفال:39
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) التوبة:12
اذا فرض القتال في الاسلام ليحرر اختيارا لا ليكره مختارا فليس لإكراه الناس على الدخول في الدين فهذا جهل ذريع.
ولو نظرت في غزوات النبيhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif والفتوحات الاسلامية ما وجدت واحدة منها فيها اكراه الناس على دخول الاسلام ولا تحمل هذا المعنى من قريب او بعيد.
لقد بقي النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif ثلاثة عشر سنه في مكه يدعو الى كلمة التوحيد ويدعو الى الدخول في الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ويلقى اضطهادا وإيذاء وعنتا شديدا ومع ذلك لم يؤمر بقتال حتى اشتد الايذاء والاضطهاد واذن تعالى للمسلمين بالهجرة ثم بالقتال( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }39{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحج 39-40
فالاذن بالجهاد رد للاعتداء كما قال تعالى:(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) البقرة:194
ان اي دعوة لابد لها من قوة, وقوة الدعوة الأسلامية هي الجهاد واي دعوة بلا قوة فانها تستأصل او تباد, والواقع يشهد بذلك, لقد عز المسلمون مع الجهاد في سبيل الله, فلما أخلدوا الى الارض ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة وتقاعسوا عن الجهاد صاروا نهبا لكلاب البشر.وذلوا لمن كتب الله عليهم الذلة والمسكنة.

الشيمى على
02.02.2010, 21:15
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
جزاك الله خيرا وبارك فيك

mosaab1975
03.02.2010, 21:26
لماذا شهادة المرأة نصف شهادة الرجل

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)(البقرة 282)
والشبهة التي أثارها بعض أعداء الاسلام, ورددها بعض المنتسبين اليه او الفها المستشرقون القول : ان الاسلام ظلم المرأة لما جعلها نصف الرجل في أمور منها الشهادة , فجعل شهادة المرأتين كشهادة الرجل.
ونقول: نعم ان الإسلام فرق بيت الرجل والمرأة في الشهادة.
ولكن يجب ان يعلم أن الاسلام لا يعتد بشهادة المرأة مطلقا في بعض الامور الخطيرة كالشهادة على حادث يوجب حدا كحد الزنا مثلا, لما في ذلك من صون للمرأة والمحافظة عليها.
وفي المقابل يعتد بشهادة النساء وحدهن في الشئون النسوية الخاصة التي لا يعرفها غير النساء وتقبل شهادة المرأة الواحدة في ذلك, في الوقت الذي ترد شهادة الكثير من الرجال.
وجعل شهادة المرأتين فيما عدا ذلك معادلة لشهادة الرجل الواحد شرط أن يشهد معهما رجل بما شهدتا به, فلماذا؟
ويرجع السبب في ذلك الى ما ركبه الله في طبيعة المرأة فقد اقتضت حكمته البالغة ان تكون ناحية العاطفة في المرأة مرهفة, وأن يكون وجدانها أقوى مظاهر حياتها النفسية, حتى يتاح لها ان تؤدي اهم وظيفة من وظائفها وهي وظيفة الحضانة والأمومة على خير وجه. وقوة ناحية الوجدان لدى المرأة تجعل عاطفتها تطغى احيانا على ما وصل الى ادراكها وتمتزج بعناصره فتشكله صورة اخرى وتغير كثيرا من حقيقته من حيث لا تشعر. فاقتضت العدالة أن يتخذ شيء من الاحتياط حيال شهادتها-صونا لها ومحافظة عليها- فاستبعدت في الأمور المؤدية الى نتائج خطيرة كالشهادة على الزنا .
وقد بني الاطمئنان النسبي الى شهادة المرأتين واعتبارها كشهادة رجل وذلك أنه يندر أن يكون الاتجاه العاطفي الذي سيطر على احداهما فأبعد شهادتها عن الواقع هو الاتجاه نفسه الذي تسلط على الأخرى, فتصلح كلتاهما ما في شهادة الأخرى من زيف غير مقصود وتذكر كلتاهما الأخرى بحقيقة ما ضلت فيه وما حرفته عاطفتها عن موضعها وهذا الذي أشار اليه القران الكريم (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)(البقرة 282)
فقوله تعالى:(أن تضل) له تفسيران: تضل بمعنى تنسى وقد بينه مفهوم المخالفه"فتذكر إحداهما الأخرى" واما بمعنى الضلال الذي هو ضد الهدى , ومثاله على المعنى الأول: على نحو ما أشرت من قوة عاطفة المرأة ووجدانها ولا هتمامها بوظيفتها الأساسية التي ميدانها البيت بما تقوم به من امور وتربية ورعاية لجانب خطير في المجتمع الانساني فلهذا هي كثيرا ما تنسى ,, فإذا نسيت إحداهما ذكرتها الأخرى فكان ذلك صونا للمرأة و ضمانا في صدق الشهادة.
و أما صورته على المعنى الثاني: لما كانت المرأة بطبيعتها العاطفية المتدفقه السريعة الانفعال مظنة ان تتأثر بملابسات القضية "فتضل" عن الحقيقة روعي ان تكون معها امرأة اخرى فتذكرها فقد يكون المشهود له او عليه امرأة جميله تثير غيرة الشاهدة.
فقد تكون الشاهدة أما, والمشهود عليه شابا في سن ابنائها فتتحرك عاطفة الأمومه عندها ..
اضف الى ذلك ان المرأة يمكن ان تنتقل من مكان الى اخر وذلك اما زواجا او مع عائلتها فكون امرأتين هنا افضل لفائدة موضوع الشهادة الذي قد يطرأ , فتكون احدى الشاهدتين متواجده .
لمزيد من المراجع راجع: المحلى لابن حزم ج11 ص296,
حقوق الانسان في الاسلام للغزالي 108
شبهات حول الاسلام :محمد قطب

mosaab1975
03.02.2010, 21:27
معنى الحب في الاسلام 1
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ال عمران :31
والفهم الخاطيء لهذه الآية يتمثل في زعم معين, أن ناسا يحبون الله ورسوله,وزعموا أنه حب باللسان أو هيام بالوجدان, أو شوق ونسيان أو فناء وسكران,فترى أناسا يزعمون هذا الحب وكل الذي عملوه أنهم هاموا على وجوههم وانطلقوا ينتقلون بين أضرحة الأولياء والصالحين ويحضرون موالدهم.
يزعم الواحد منهم محبة الله وهو لا يعرف لله حقا,ولا يؤدي لخ فرضا ولا نفلا.
ويزعم أنه يحب الرسول http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif وهو لا يلتزم له بسنة.ولا يتمسك له بهدي.
بل ربما لا يؤدي أي طاعة بزعم أنه محب,وأنه وصل فسقط عنه التكليف.,,,ومع هذا كله يزعم أنه يحب الله ورسوله واولياءه الصالحين.
وكذب هذا الذي زعموه(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا ) الكهف :5
فليس الحب زعما ولا ادعاء ولا كلاما, بل الحب في الاسلام مبني على الطاعة والاتباع, وهذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif أنه قال:(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
ولهذا قال تعالى:(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ), أي :يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم. وهذا أعظم من الاأول,كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تحب, إنما الشأن أن تُحًب.
اذا طاعة الرسول http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif من جنس طاعة الله كما قال تعالى:(مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) النساء:80
يتبع......

mosaab1975
04.02.2010, 09:33
معنى الحب في الاسلام 2

والحب في الإسلام له منزلة عظيمة ومكانة سامية و درجة سامقه فالحب يأتي بعد الأيمان وهو ركن ركين من التوحيد ,وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله؟
اذا كان لله تعالى كان توحيدا,وما كان لغير الله - بمنزلة ودرجة ما هو لله- كان شركا, كما قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) البقرة:165 ,,, فهو قضية ايمان وكفر ,فضية توحيد وشرك.
ولذلك يجب ان يقدم حب الله تعالى على ما سواه,ولا يشاركه فيه غيره ولا يدانيه سواه.
ثم يأتي حب النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif بعد ذلك ومن الجهل أو الشرك ان يحب أناس النبي محمداhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gifكحبهم لله أو أشد ,,كما يبدو ذلك من كثير من المتصوفة والجهلة بحكم العاطفة او غيرها لا بحكم الدين,بل حب الله تعالى اولا,ثم حب رسوله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif ثم حب بقية الأنبياء والرسل( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ ) البقرة:136,, ثم حب الصحابة رضوان الله عليهم بداء بالخلفاء الراشدين ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة( طلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبو عبيده بن الجراح رضي الله عليهم رضوان الله عليهم, ثم بقية آل البيت ثم السابقين الأولين من المهاجرين والآنصار على رأسهم أهل بدر ثم عامة الصحابة رضي الله عنهم ثم من تبعهم بإحسان وسائر العلماء والصالحين.
ثم نحن نحب اخواننا في الله و نحب والدينا واولادنا وازواجنا وعشيرتنا واموالنا وأوطاننا ونحو ذلك , فهذه درجات الحب ومنازله لا يجوز تغييرهل بتقديم او تأخير وفعل ذلك يؤدي الى فساد كبير ,, فكيف يقدم حب الزوجة على حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله, فهذا فساد في الدين.وفسق لا يرضي رب العالمين.http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة:24
فالحب في الاسلام له قواعد وضوابط وملخصه ومعناه هو الاتباع وطاعة الله ونبيه http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg باتباع القران والسنة .
وحب الأولياء والصالحين باتباع المنهج المبين والسير على درب اليقين , فنقلد الأولياء ونتبعهم في علمهم وعملهم وانا بعد مماتهم فلا نبخل عليهم بدعائنا لهم والترحم عليهم ولا نقع في الشركيات ونزعم ان هذا هو الحب.

mosaab1975
04.02.2010, 09:34
وقفه اخرى مع هاروت وما روت

أن الشياطين في ذلك الزمن السحيق كانوا يسترقون السمع من السماء ، ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ، ويُلْقُونها إلى كهنة اليهود وأحبارهم. وقد دوَّنها هؤلاء في كتب يقرؤونها ، ويعلمونها الناس ، وفشا ذلك في زمن سليمان عليه السلام حتى قالوا : هذا علم سليمان وما تم لسليمان ملكه إلا بهذا العلم ، وبه يسخر الإنس ، والجن ، والريح التي تجري بأمره ، وهذا من افتراءات اليهود على الأنبياء ، فأكذبهم الله بقوله : {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ},,,ثم عطف عليه : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} فالمراد بما أنزل هو : علم السحر الذي نزلا ليعلماه الناس ، حتى يحذروا منه ، فالسبب في نزولهما هو : تعليم الناس أبوابا من السحر ، حتى يعلم الناس الفرق بين السحر والنبوة ، وأن سليمان لم يكن ساحرا ، وإنما كان نبيا مرسلا من ربه ، وقد احتاط الملكان عليهما السلام غاية الاحتياط ، فما كانا يُعلِّمان أحدا شيئا من السحر حتى يُحذِّراه ، ويقولا له : إنما نحن فتنة أي بلاء واختبار ، فلا تكفر بتعلمه والعمل به ، وأما من تعلمه للحذر منه ، وليعلم الفرق بينه وبين النبوة والمعجزة ؛ فهذا لا شيء فيه ، بل هو أمر مطلوب ، مرغوب فيه إذا دعت الضرورة إليه ، ولكن الناس ما كانوا يأخذون بالنصيحة ، بل كانوا يفرقون به بين المرء وزوجه ، وذلك بإذن الله ومشيئته ، وقد دلت الآية : على أن تعلم السحر لتحذير الناس من الوقوع فيه والعمل به مباح ، ولا إثم فيه ، وأيضا تعلمه ؛ لإزالة الاشتباه بينه ، وبين المعجزة ، والنبوة مباح ، ولا إثم فيه ، وإنما الحرم والإثم في تعلمه أو تعليمه للعمل به ، فهو مثل ما قيل :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقِّيهِ
ومن لا يعرف الشر من الناس يقعْ فِيهِ
واليهود عليهم لعائن الله لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعلمون أنه النبي الذي بشرت به التوراة حتى كانوا يستفتحون به على المشركين قبل ميلاده وبعثته ، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، ونبذوا كتابهم التوراة ، وكتاب الله القرآن وراء ظهورهم ، وبدل أن يتبعوا الحق المبين اتبعوا السحر الذي توارثوه عن آبائهم والذي علمتهم إياه الشياطين ، وكان الواجب عليهم أن ينبذوا السحر ، ويحذروا الناس من شره ، وذلك كما فعل الملكان : هاروت وماروت من تحذير الناس من شروره ، والعمل به ، وهذا هو التفسير الصحيح للآية ، لا ما زعمه المبطلون الخرفون وبذلك : يحصل التناسق بين الآيات وتكون الآية متآخية متعانقة ، ولا أدري ما الصلة بين ما رووه من إسرائيليات ، وبين قوله : {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} الآية

mosaab1975
09.02.2010, 10:25
تحريم الربا قل أو كثر

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران : 130 )
والفهم الخاطي يتمثل في الخطأ بالأستدلال بالآية على أن الربا الذي حرمه الله شرطه أن يكون أضعافا مضاعفه,أما ما كان يسيرا فإن الله يتجاوز عنه!!!(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (الكهف : 5 )
وأعتقد أن هذا من اللبيس أو التدليس ,يضحك به قوم على البله من الناس كما ضحك عليهم إبليس ,حتى يبيحوا لأنفسهم التعامل بالربا الذي حرمه الله في قرآنه ,كما حرمه رسولهhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gifفي سنته.
والأمر في ذلك واضح جلي,فقد حرم الله تعالى الربا على طريقة التدرج,كما كان ذلك في تحريم الخمر وغيره فقد أنزل الله تعالى أول ما أنزل في شأن الربا قوله تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (الروم : 39 )
ثم أنزل سبحانه :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران : 130 ) كمرحلة ثانية
ثم أنزل قوله تعالى:(لَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الى أن http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{}فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) (البقرة : 275-279 )
فلا يقول قائل بعد نزول الآيات هذه ,إنما حرم الربا أضعاف مضاعفه!!,كما لايقول قائل : إنما حرم الخمر وقت الصلاة لقوله تعالى:(َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{}(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (المائدة : 90-91 )
لقد حرم الله الربا كله , كما حرم الخمر كله كما حرم الذنوب كلها,وأعلن الحرب على المرابين و وعدهم بالمحق , ولقد زاغت الأمة و ضلت السبيل عندما تعاملت بالربا الذي حرمه الله تعالى, حتى عم بلاؤه وكثر وباؤه وانتشر خطره وعم ضرره, فلا حول ولا قوة الا بالله

mosaab1975
09.02.2010, 10:27
ما الحكمة من تعدد الزوجات
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3
والشبهة تتمثل في الآتي:
1- ما الصلة بين القسط لليتامى وتعدد الزوجات؟
2- أليس من الظلم للمرأة في الأسلام ان يبيح للرجل التعدد في الزوجات ولم يبح للمرأة تعدد الأزواج؟
3-ثم إن هذا التعدد مرتهن بالعدل:(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً), وهذا العدل مستحيل بنص القرآن( {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129
4-واذا كان التعدد المباح في الآية قد حدد بأربع نسوه فلماذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من ذلك؟ حتى جمع في عصمته في آن واحد اكثر من تسع نسوة؟

هذا من الشبهات حول الآية مما يدل على فهمها الخاطيء, والذي انبنى عليه الكثير من صور الفساد,, وهذه الشبه اشترك فيها مستشرقون, وددها مستغربون وقالها دعاة التحرير وكررها العلمانيون.
ونبادر بتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة بعجالة .

1- ما الصلة بين القسط لليتامى وتعدد الزوجات؟

أما عن الصله بين القسط لليتامى وتعدد الزوجات فإن الناظر للآيات العشر الأوائل في سورة النساء,يجد أن جلها عن اليتامى,فبعد الآية التي فيها الوصية الجامعة بالأمر بالتقوى بدأت الآية الثانية في الحديث عن اليتامى((وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) (النساء : 2 )
وهي آيات تأمر بالمحافظة على مال اليتيم,والحرص عيه وعدم قربه إلا بأحسن صور حفظه واستثماره وبالعدل مع الأيتام حتى يصل العدل إلى صور تبين مدى ما وصل إليه الإسلام من عظمة في تشريعه ورعاية لليتيم والضعيف,وفي الحديث (إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة) رواه ابن ماجه واحمد والحاكم ,وقوله أحرج: اي أضيقه وأحرمه على من ظلمها.
قوله تعالى :(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ ...) النساء:3,,,,,,
سبب نزولها انه كان الرجل في الجاهليه وفي العصر الأول من الإسلام يربي اليتيمه في حجره يكفلها ويصبح وصيا عليها فان كبرت فأعجبه جمالها, وسر بمالها ,رغب في الزواج بها, لأنها لا تكلفه شيئا فهو وصي عليها وهو ولي أمرها فيتزوجها بما لها من مال وجمال,دون أن يمهرها أو يعطيها حقها ,فنهاهم الله عز وجل على أن يفعلوا هذا,وأمر بالقسط معهن وإعطائهن مهورهن كاملة كغيرهن من مهرالمثل كاملا غير منقوص ,فإن لم يفعلوا فلهم في غيرهن سعه وطيب من النساء(فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ )
وكما نهى الإسلام عن هذه الصورة التي ليس فيها عدل ولا قسط مع اليتيمات ,نهى عن الصورة المقابلة لها ,اذا كان الرجل تكون اليتيمة عنده وليس لها مال او جمال,أو كن قليلات المال والجمال ,فيرغب في الزواج عنها,فأنزل تعالى:( (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً) (النساء : 127 )
ومن وجوه الصلة والربط بينهما أيضا: لما نهى الله عز وجل عن الجور وعدم القسط مع اليتامى,نهى كذلك عن الجور وعدم القسط عند تعدد الزوجات.
فإذا كان لايجوز عدم القسط مع اليتامى, فكذا لايجوز عدم القسط عند تعدد الزوجات فلابد من العدل في كليهما فهذا وجه الصلة بين الكلام عن اليتامى وتعدد الزوجات.
وقد روى البخاري عن عروه عن عروه بن الزبير أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: :(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ ...), قالت: يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها في ماله ويعجبه مالها وجمالها ,فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ,فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا اليهن ,ويبلغوا بهن أعلى سنتين في الصداق ,وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن,قال عروه:قالت عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية, فأنزل الله (ويستفتونك في النساء),قالت عائشة:وقول الله في هذه الآية الآخرى"وترغبون أن تنكحوهن" رغبة أحدكم عن يتيمته اذا كانت قليله المال والجمال فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال" اخرجه البخاري في الوصايا ومسلم في التفسير.

2)قالوا: الإسلام ظلم المرأة لما أباح للرجل أن يعدد الزوجات ,فيظلمها ويكسر قلبها , ثم لم يستخدم قانون المساواة بأن أباح لها تعدد الأزواج بنفس المنطق والقانون.
فنقول:
اولا: من الذي ظلم المرأة ؟ قالوا: الإسلام
قلنا : وهذا الإسلام دين من؟فأجابوا: هو دين الله
قلنا : إذا الذي ظلم هو الله, لكن هل الظلم جائز على الله؟ سبحانه:(و َلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف : 49 )
هل الإسلام جعل تعدد الزوجات لصالح الرجل أم لصالح المرأة في المقام الأول؟
عندما قال تعالى:( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ.....)
هل الأمر هنا للفريضه أو الوجوب؟ كلا ,وإنما هو للإباحة ,فالتعدد ليس واجبا ولا فرضا انما هو مباح.لكن هل الإسلام هو الذي أمر بتعدد الزوجات أو ابتدعه على غير مثال سابق؟
كلا, أنما كان اصحاب الرسالات السماوية سابقه ,او جاهليين أو غيرهم , يعددون الزوجات بلا حد او عد,وبلا ضابط أو رابط.
فلما جاء الإسلام أراد أن يهذب من أمر تعدد الزوجات , من كل ناحية , في الكم والكيف و فلم يبح التعدد بأكثر من أربع وأشترط العدل مع القدرة على التعدد في كل شيء.
فهل يعاب هذا على الإسلام أم يمدح عليه؟ وهل يعاب الإسلام وحده على شيء جاءت به كل الرسالات وعرفته جميع الأمم.؟
فالوثنيون كانوا يعددون الزوجات ,والرومان والإغريق وكذلك الفرس, وفي الشريعة اليهودية إباحة لتعدد الزوجات ,فتذكر التوراة أن أنبياء بني اسرائيل كانوا يجمعون عشرات ومئات الزوجات, قيقولون ان داود عليه السلام كان معه ثلاثمائة زوجه ,وسليمان كان معه سبعمائة زوجه وثلاثمائة جارية!!
وليس في الشريعة النصرانية ما يمنع تعدد الزوجات, وإذا كان تحريم الكنيسة لتعدد الزوجات لا يستند الى نص صريح.فمن أين جاء؟ ولماذا تغض الكنيسة الطرف عن التعدد في الزوجات بين المسيحين في أفريقيا حتى القساوسة في الوقت الذي تحرمه على المسيحين في أوروبا.فأيهما المسيحية.
ثم دعوني اسأل سؤالا: هل المسيحيون الان والرجل الأوروبي والغربي اكتفى بواحده فلم يتصل بأخرى؟
ألم ينشئوا علاقات متصله طويلة المدى أو قصيرة المدى مع نساء اخريات؟ لماذا يحرمون تعدد الزوجات ويبيحون تعدد العشيقات؟
ان نسبة الزنا في الأوساط المسيحية في اوروبا وأمريكا وفي المجتمعات التي حرمت تعدد الزوجات وزادت نسبة الأطفال غير الشرعين.
لقد قلت : أن الإسلام لم يخترع تعدد الزوجات ولم يبتكره, وانما جاء ليحدد منه في الوقت الذي أباح الإسلام التزويج بأربع على أقصى تقدير بشروطه وقيوده.
وفي الحديث : أسلم غيلان الثقفي وتحته عشرة نسوه ,فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (اختر منهن أربعا وفارق سائرهن) ( رواه احمد وابن ماجه وصححه الألباني)
وأما زواج النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ,فكان هذا شيئا خصه الله به و سنتحدث عنه لاحقا ان شاء الله.
والحكمة في جعل العدد أربعا للإنسان العادي ,هو أنه يستطيع أن يقوم بواجبهن وعلى أمرهن من كل ناحية وهذا في الغالب ,وها مرتبط بشرط من القدرة والعدل.
وأما لماذا أباح الإسلام التعدد ولم ينسخه كما نسخ بعض الشرائع السابقة؟فذلك لأسباب أخلاقيه و اجتماعية وشخصية.إن الإسلام هو كلمة الله الأخيره التي ختم بها الرسالات ,لهذا جاء بشريعة خالده تتسع للأقطار كلها وللناس جميعاو ويقدر حاجاتهم ومصالحهم جميعا.
• فمن الناس من يكون قوي الرغبه في النسل,ولكنه رزق بزوجه لا تنجب بعقم او لمرض أو غيره,أفلا يكون أكرم لها وأفضل له أن يتزوج عليها من تحقق له رغبته مع بقاء الأولى وضمان حقوقها.؟
• ومن الرجال من يكون قوي الغريزه ثائر الشهوه ولكنه رزق بزوجه قليله الرغبه في الرجال أو ذات مرض , أو تطول فترة الحيض عندها.او نحو ذلك , والرجل لا يستطيع الصبر كثيرا عن النساء , أفلا يباح له ان يتزوج بأخرى حليله بدل من أن يبحث عن خليله.
• انه في اعقاب الحروب يكون عدد النساء اكثر من الرجال, وهنا تكون مصلحة المجتمع ومصلحة النساء انفسهن أن يكن ضرائر أفضل من أن يعشن عوانس محرومات من الحياة الزوجية, ونداء الفطرة.
إنها أحدى ثلاث طرائق أمام هؤلاء النسوة الزائدات:
1) إما أن يقضين العمر كله في مراره الحرمان.
2) إما أن يرخى لهن العنان ليعيشن أدوات لهو لعبث الرجال بالحرام.
3) وإما أن يباح لهن الزواج برجل قادر على النفقة والإحسان.
واترك لكم الإختيار............
واذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من كانت له إمرأتان يميل لأحدهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطا أو مائلا) رواه ابو داوود في النكاح, وابن ماجه والترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح أبو داوود.
والميل الذي نهى عنه هذا الحديث هو الجور على حقوقها لا مجرد الميل القلبي. والعدل المشروط في الآية هو العدل المادي وهو المستطاع, وليس العدل القلبي.لأن الرجل قد ينسط في ليله ولا ينشط في أخرى.وليس العدل في الجماع على نحو ما سنوضح لاحقا إن شاء الله.
وأما المقوله العجيبه التي يقولونها: لماذا أباح الإسلام تعدد الزوجات للرجل ولم يبح التعدد للنساء؟
فأقول: كيف تلبي المرأة رغباتهم وكيف تجمع بينهم؟ ولمن تنسب الولد منهم؟ولمن تكون القوامه في الأسرة؟....
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

أبو عائش
09.02.2010, 11:01
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب الغالي و بارك الله في جهودكم شرفت المنتدي

mosaab1975
09.02.2010, 16:18
3)قالوا : الإسلام اباح تعدد الزوجات مشروطا بالعدل
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ), ثم بين القرآن أن هذا العدل مستحيل في قوله تعالى:(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ) ( النساء :129),, فيكون التعدد حراما بحكم القرآن.
ولو كان مباحا لكان ذلك من التناقض في القران الكريم./color]
والجواب: إن هذا الكلام من المضحكات المبكيات وهو يذكرنا بكلام اهل الأهواء الذين يقولون برأيهم الشخصي :إن التعدد حرام ويأتي لنصف الأية فيقرأ ( فويل للمصلين) ولم يكمل الآية !!!!!!!
إن القران قال فعلا:(فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ) والمقصود به العدل في حدود الطاقة من سكن ومبيت ونحوه فإنه مستطاع.
والآية الأخرى:(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ) ( النساء :129) بينت ان العدل المطلق مستحيل, وأن المقصود به عدم القدرة على العدل في حدود الميل القلبي والعاطفة الإنسانية أو هو "" الحب""
وذلك أمر قلبي لا يتحكم به الانسان, لأن القلوب بيد الله والقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . فإذا أحب انسان زوجه أكثر من أخرى لسبب أو لآخر, فإن ذلك ليس معناه أن يظلم الأخرى أو لايعدل بينهما ,, فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقه, لا هي زوجه ولا هي مطلقة وانما العدل يقتضي عدم إظهار ذلك الحب للأخرى او الأخريات.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة اكثر من بقية زوجاته, فلا يظهر هذا لهن وفي نفس الوقت يبلغ به العدل مداه. ويعتذر الى ربه في هذا الأمر الذي لا يملكه, فيقول:( اللهم إن هذا قسمي فيما أملك, فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك) { اخرجه ابو داوود في النكاح والترمذي في النكاح وضعفة الألبانب في الإرواء)
وكان اذا أراد أن يسافر أقرع بينهن فأيتهن خرج سهمها سافر بها (كما روى البخاري في الهبه).
وقد حججن جميعا معه صلى الله عليه وسلم.

4)) نصل الى النقطة الأخيرة وهي انه اذا كان التعدد المباح هو اربع نسوة, فلماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جمع في عصمته بتسع نسوة في وقت واحد؟؟؟
كما زعموا ايضا ان هذا يدل على شهوانية الرسول صلى الله عليه وسلم.
نقول وبالله التوفيق: ان النبي تزوج بثلاث عشرة زوجه, بنى بأحدى عشرة زوجه ولم يبم بأثنتين, وأولى زوجاته صلى الله عليه وسلم كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تزوجها وعمره خمسة وعشرين عاما, وكانت هي رضي الله عنها اربعين عاما,زلم يجمع عليها زوجة اخرى حتى ماتت رضي الله عنها وقد بلغ الخمسين عاما صلى الله عليه وسلم. فهل هذا رجل شهواني يفني زهرة شبابه دون ان يلتفت الى غيرها وتزوجها وهي بنت الأربعين الثيب حيث انها رضي الله عنها تزوجت مرتين قبله.
وخديجة هي المرأة الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت قبل البعثه والنبوه, وأما بقية زوجاته فإنه لم يتزوج بهن ,بل زوجهُن بأمر الله , لأنه صار لا يتحرك الا بوحي (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{}(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم :3- 4 ),وقال تعالى:(لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً) (الأحزاب : 52 ),,, ولذلك فزواجه بهذا العدد من النساء كان من خصوصياته صلى الله عليه وسلم.ومعلوم ان لكل نبي من الخصائص ما ليس لأمته.
وبخلاف الخصوصية كانت هناك حِكم من وراء هذا الزواج,إنسانية وتشريعيه وإجتماعية ونحو ذلك,بل ان امهات المؤمنين لهن دور خطير جدا في الدعوة, ولقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يبقى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في عصمته, لأنه لو طلقهن لا يحل لأحد أن يتزوجهن , قال تعالى:(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) (الأحزاب : 53 )
إن الحديث عن حكمةالزواج بكل أم من امهات المؤمنين حديث يطول ولكن ناخذ مثالا واحد فقط وهو جويرية بنت الحارث رضي الله عنها فقد كانت بنت زعيم قومها فتزوجها صلى الله عليه وسلم تأليفا لقلب هذا الزعيم وقلب قومه فلما صاهرهم النبي صلى الله عليه وسلم أسلموا جميعا وكل من معه من الصحابه أسيرا من بني المصطلق أطلقه وهو يقول: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعتقه ثم يسلم الأسير.

mosaab1975
13.02.2010, 18:06
ميراث المرأة
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ...)
(النساء : 11 )
قالوا : لماذا ظلم الإسلام المرأة وأعطاها نصف ميراث الرجل؟!!!!
فنقول: أولا يجب النظر الى قولهم " الإسلام ظلم المرأة" على أنه اتهام مباشر لله عز وجل صاحب هذا الدين’
ثانيا: جاء الإسلام والمرأة لا ترث بل كانت هي تورث كبعض أمتعة البيت, وتكون لمن سبق إليها وألقى بردائه عليها ولو كانت زوجة أبيه.
فصانها الإسلام وكرمها وحافظ عليها وحرم على الورثة أن يرثوها, ثم أمر بتوريثها وفي هذا نزلت آيات من سورة النساء قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء : 19 )
وقال تعالى:(وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً) (النساء : 22 )
فإذا كان ذلك حال المرأة في الجاهليه فكيف يقال انها ظلمت في الإسلام بعدما اعطاها حقوقا لم تكن تحصل عليها من قبل .
وانزل تعالى قوله :(لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً) (النساء : 7 ) وكلها ايات نزلن في مناسبات متعدده تعطي المرأة حقها .
ثالثا:ان قوله تعالى:((يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ..) ليست على الإطلاق وليست في كل الحالات , ففي الميراث نجد أن الإسلام سوى بين نصيب الذكر والأنثى في حالة وجود أبوين,مع أبن أو مع بنتين فصاعدا فإن نصيب الأم يكون في هذه الحالة يكون مساويا لنصيب الأب, فكلاهما يأخذ السدس لقوله تعالى: (وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ )النساء :11
وكذلك في حالة وجود إخوه وأخوات لأم فإنهم جميعا يستحقون ثلث التركه يقسم عليهم بالتساوي لا فرق بين ذكورهم وإناثهم وهذا ما لم يحجبهم عن الميراث حاجب’ وذلك لقوله نعالى:(وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (النساء : 12 )
الكلاله: أي لا ولد له ولا أب
وإنما للذكر مثل حظ الإنثيين في الأولاد والإخوه والأخوات وللزوجة من زوجها المتوفي نصف الزوج من تركة زوجته,ونصيب الأب من تركة ولده يبلغ أحيانا مثلي نصيب الأم أو أكثر من ذلك.فيكون مثيله إذا لم يكن مع الأبوين من الورثة أحد أو لم يكن معهما إلا بنتا واحده أو زوج أو زوجه.
والعديد من الأحكام التي لا مجال لذكرها هنا وانما الهدف من الأمثلة التي ذكرت هي بيان زيف مقولة للذكر مثل حظ الأنثيين على الإطلاق.
رابعا: لماذا هذه التفرقه؟ لقد بينت هذه التفرقة على أساس التفرقه بين أعباء الرجل الإقتصادية في الحياة وأعباء المرأة فمسئولية الرجل في الحياة من الناحية من الناحية المادية أوسع كثيرا في الأوضاع الإسلامية من مسئولية المراة’ فالرجل هو رب الأسره وهو القوام عليها والمكلف بالإنفاق على جميع أفرادها بالفعل إن كان متزوجا أو سيصبح مكلفا بعد ذلك بعد زواجه على حين أن المرأة لا يكلفها الإسلام حتى الإنفاق على نفسها, فكان من العدالة إذا أن يكون حظ الرجل من الميراث أكبر من حظ المرأة حتى يكون ما يعينه على القيام بهذه التكاليف الثقيلة التي وضعها الإسلام على كاهله.,وأعفى منها المرأة رحمة بها وحدبا عليها وضمانا لسعادة الإسرة,, إذا الإسلام في حالات اعطاها نصف نصيب نظيرها من الرجال في الميراث مع إعفائه إياها من أعباء المعيشه,والقاها جميعا على كاهل الرجل.
أذا الرجل هو ا لمكلف بالإنفاق ولا يتطلي من المرأة أن تنفق شيئا على غير نفسها وزينتها إلا من حيث أن تكون العائل الوحيد لأسرتها وهي حالات نادرة في ظل النظام الإسلامي لأن اي عاصب من الرجال مكلف بالإنفاق ولوبعدت درجته فأين الظلم الذي يزعمه دعاة المساواة المطلقه.
والرجل ينفق على الأسرة تكليفا لا تطوعا ومهما كانت ثروة المرأة الخاصة فالرجل ينفق عليها ولا يأخذ منها شيئا كأنها لا تملك شيئا.

mosaab1975
13.02.2010, 18:14
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (النساء : 15 )
ابن كثير(كان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة, حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت, ولهذا قال {واللاتي يأتين الفاحشة} يعني الزنا {من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم, فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً} فالسبيل الذي جعله الله هو الناسخ لذلك, قال ابن عباس رضي الله عنه: كان الحكم كذلك حتى أنزل الله سورة النور, فنسخها بالجلد أو الرجم, وكذا رُوى عن عكرمة, وسعيد بن جبير والحسن وعطاء الخراساني وأبي صالح وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك, أنها منسوخة, وهو أمر متفق عليه ـ قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا سعيد عن قتادة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله الرقاشي, عن عبادة بن الصامت, قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي, أثر عليه, وكرب لذلك, وتَرَبّد وجهه, فأنزل الله عز وجل عليه ذات يوم, فلما سري عنه, قال: «خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً, الثيب بالثيب, والبكر بالبكر, الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة, والبكر جلد مائة ثم نفي سنة», وقد رواه مسلم وأصحاب السنن من طرق عن قتادة, عن الحسن, عن حطان, عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه «خذوا عني خذوا عني, قد جعل الله لهن سبيلاً, البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام, والثيب بالثيب جلد مائة والرجم» وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهكذا رواه أبو داود الطيالسي عن مبارك ابن فضالة, عن الحسن, عن حطان بن عبد الله الرقاشي, عن عبادة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي, عرف ذلك في وجهه, فلما أنزلت {أو يجعل الله لهن سبيلاً} فلما ارتفع الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خذوا خذوا قد جعل الله لهن سبيلا, البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة, والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة».
وروى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أخيه عيسى بن لهيعة, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: لما نزلت سورة النساء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا حبس بعد سورة النساء». وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى القول بمقتضى هذا الحديث, وهو الجمع بين الجلد والرجم في حق الثيب الزاني, وذهب الجمهور إلى أن الثيب الزاني إنما يرجم فقط من غير جلد, قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجم ماعزا والغامدية واليهوديين, ولم يجلدهم قبل ذلك, فدل على أن الرجم ليس بحتم, بل هو منسوخ على قولهم, والله أعلم وقوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} أي واللذان يأتيان الفاحشة فآذوهما, قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغيرهما: أي بالشتم والتعيير والضرب بالنعال, وكان الحكم كذلك, حتى نسخه الله بالجلد أو الرجم,
وقال عكرمة وعطاء والحسن وعبد الله بن كثير: نزلت في الرجل والمرأة إذا زنيا. وقال السدي: نزلت في الفتيان من قبل أن يتزوجوا. وقال مجاهد: نزلت في الرجلين إذا فعلا ـ لا يكنى, وكأنه يريد اللواط ـ والله أعلم, وقد روى أهل السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط, فاقتلوا الفاعل والمفعول به». وقوله: {فإن تابا وأصلحا} أي أقلعا ونزعا عما كانا عليه وصلحت أعمالهما وحسنت, {فأعرضوا عنهما} أي لا تعنفوهما بكلام قبيح بعد ذلك, لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له {إن الله كان تواباً رحيماً}. وقد ثبت في الصحيحين «إذا زنت أمة أحدكم, فليجلدها الحد ولا يثرب عليها» أي ثم لا يعيرها بما صنعت بعد الحد الذي هو كفارة لما صنعت.)
وأما تفسير الطبري فنجد فيه:(...7106ـ حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: حدثنـي معاوية بن صالـح, عن علـيّ بن أبـي طلـحة عن ابن عبـاس, قوله: {وَاللاّتِـي يَأْتِـينَ الفـاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ} إلـى: {أوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنّ سَبِـيلاً} فكانت الـمرأة إذا زنت حبست فـي البـيت حتـى تـموت, ثم أنزل الله تبـارك وتعالـى بعد ذلك: {الزّانِـيَةُ وَالزّانِـي فـاجْلِدُوا كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ} فإن كانا مـحصنـين رُجما, فهذه سبـيـلهما الذي جعل الله لهما.
7107ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس قوله: {أوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنّ سَبِـيلاً} فقد جعل الله لهنّ, وهو الـجلد والرجم...)
الآية: 16 {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما}
ورد في الجلالين:((واللّذان) بتخفيف النون وتشديدها (يأتيانها) أي الفاحشة الزنا أو اللواط (منكم) أي الرجال (فآذوهما) بالسب والضرب بالنعال (فإن تابا) منها (وأصلحا) العمل (فأعرضوا عنهما) ولا تؤذوهما (إن الله كان توابا) على من تاب (رحيما) به ، وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط عند الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرادة اللواط أظهر بدليل تثنية الضمير والأول قال أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما في الأذى والتوبة والإعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس)
والإمام البغوي( معالم التنزيل)(قوله تعالى:"واللذان يأتيانها منكم"،يعني: الرجل والمرأة ،والهاء راجعة إلى الفاحشة ، قرأ ابن كثير اللذان ، واللذين ، وهاتان، وهذان مشددة النون للتأكيد، ووافقه أهل البصرة في (فذانك) والآخرون بالتخفيف، قال أبو عبيد : خص أبو عمرو (فذانك) بالتشديد لقلة الحروف في الاسم "فآذوهما"قالعطاءوقتادة: فعيروهما باللسان: أما خفت الله؟ أما استحييت من الله حيث زنيت؟ قا ل ابن عباس رضي الله عنهما: سبوهما واشتموهما....... فإن قيل: ذكر الحبس في الآية الأولى وذكر في هذه الآية الإيذاء ، فكيف وجه الجمع؟ قيل: الآية الأولى في النساء وهذه في الرجال ،وهو قول مجاهد، وقيل: الآية الأولى في الثيب وهذه في البكر. "فإن تابا"، من الفاحشة"وأصلحا" ، العمل فيما بعد،"فأعرضوا عنهما"، فلا تؤذوهما ، "إن الله كان تواباً رحيماً". وهذا كله كان قبل نزول الحدود ، فنسخت بالجد والرجم، فالجلد في القرآن قال الله تعالى:"الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" (النور-2) والرجم في السنة)
ويقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله:(" و " كذلك " واللذان يأتيانها " أي : الفاحشة " منكم " من الرجال والنساء " فآذوهما " بالقول والتوبيخ والتعيير ، والضرب الرادع عن هذه الفاحشة . فعلى هذا كان الرجال إذا فعلوا الفاحشة يؤذون ، والنساء يحبسن ويؤذين . فالحبس غايته للموت ، والأذية نهايتها إلى التوبة والإصلاح . ولهذا قال : " فإن تابا " أي : رجعا عن الذنب الذي فعلاه ، وندما عليه ، وعزما أن لا يعودا " وأصلحا " العمل الدال على صدق التوبة " فأعرضوا عنهما " أي : عن أذاهما" )
يقول الشيخ الشعراوي رحمة الله :(واللاتي اسم موصول لجماعة الإناث وأنا أرى أن ذلك خاص بأكتفاء المرأة بالمرأة . ويقصد بقوله تعالى( فاستشهدوا عليهن أربعة ) ,... أي لأنهما اثنتان تستمتعان ببعضهما ومطلوب على كل واحدة اثنان فيكونوا أربعة ....والذين يقولون إن هذه المسألة خاصة بعمليه بين الرجل وأمرأة نقول له إن كلمة ( واللاتي) : هذه اسم موصول لجماعة الإناث أما اذا كان هذا بين ذكر وذكر ففي هذه الحالة يقول الحق سبحانه:(وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً)
.....لذلك تكون المسألة الأولى تخص المرأة مع المرأة والعقاب هو الإمساك في البيوت حتى يتوفاهن الموت

نوران
13.02.2010, 20:02
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واصل بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم هديً وتقى وجعلكم سببا لهداية عباده

وجزاكم خيرا بأحسن ما يفوقكم له من صالح الأعمال

mosaab1975
14.02.2010, 18:02
هل المصر على المعصية مخلد في النار؟

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (النساء : 14 )
والفهم الخاطيء لهذه الآيه أن استدل بها الخوارج -قديما- وأهل التفكير والهجرة - حديثا- على كفر مرتكب الكبيرة, والمصر على المعصية وذلك بناء على أن الله تعالى حكم على ذلك العاصي والمتعدي لحدود الله بالخلود في النار , ولايخلد في النار الا الكافر , لذلك المصر على المعصية كافر مخلد في النار والعياذ بالله .
و لقوله تعالى:(إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن : 23 )
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً) (الأحزاب : 36 ) وجعلوه مساويا لقوله تعالى:(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء : 116 ) وغير ذلك من الآيات .
والرد على ذلك أن الآيات فهمت على غير وجهها ولم يحسن الأستدلال بها ذلم أنه اخذ بعموم النصوص وهذه النصوص كلها مقيدة لقوله الله تعالى:( (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 )
وذلك لأن مطلق المعصية يدخل فيه الشرك وما دون الشرك .
فأما الشرك فإنه لا يغفر وأما ما دون الشرك فهو في نطاق المشيئة.
فإذا ذكرت المعصية في الآية وترتب عليها الكفر أو الخلود في النار علم أنها تعني الشرك , وأذا لم يترتب عليها الخلود الأبدي في النار فهي بمعنى ما دون الشرك . الذي هو داخل في نطاق (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)).
فما هذذا الذي سيغفر ؟ أهي الطاعات؟ كلا ,, لأن الطاعات يثاب عليها الإنسان ولا يقال ستغفر له.
أهو الشرك؟ الشرك لا يغفر إلا بالتوبه ( (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ) (الأنفال : 38 )
فلا شك إن الذي سيغفر هي المعاصي حتما وليس شيئا آخر ولكن في نطاق المشيئة ,ولا يمكن أن تكون المعاصي التي تاب الإنسان منها لأن التي تاب منها تغفر بالتوبه والاستغفار , فهذه التي هي في نطاق المشيئة ((معاصي لم يتب منها)) ومع ذلك لم يحكم عليه القرآن بالكفر أو الخلود في النار مع انه مصر عليها ولم يتب منها , وكذلك في السنة المطهرة فالأمر كما وضحه النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-s.gif في حديث عبادة بن الصامت :رضي الله عنه : قال كنا عند رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg في مجلس, فقال: ( تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ) وقرأ الآية التي أخذت على النساء
ثم قال : ( فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو الى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ) رواه البخاري ومسلم في الحدود
ولم يقل فهو مخلد في النار.

هذا ولايمكن ان تستساغ الآية على هذا الفهم القاصر والمعنى المتناقض فيجب أن ندرك معنى قوله تعالى :(تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء : 13 )
فيبنى عليه حسبالفهم الخاطيء للآية أن من يطع الله ورسوله - مجرد طاعة واحدة - فهومؤمن مخلد في الجنة ,والذي يعصي الله ورسوله -مجرد معصية أو يُصر عليها-فهو كافر ,مخلد في النار قيترتب على ذلك إذا جمع المرء بين الطاعة والمعصية ,يحكم عليه بالإيمان والكفر معا وبالخلود في الجنة والنار في آن واحد ,وهذا خلط وتناقض في دين الله لا يجوز.
ثم يقال : لماذا تبنى الأحكام على آيات الوعيد دون أيات الوعد؟
ولماذا لا يجمع بين النصوص في الباب الواحد حتى يستخرج الحكم صحيحا.
إنه بالنظر الى قوله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-s.gif(يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) أخرجه البخاري في الإيمان(44) ومسلم في الإيمان(193) والترمذي( 2593)
على سبيل المثال , يدل على أن الآية الكريمة لم تتحدث عن مجرد المعصية وإنما تتحدث عن معصية الشرك , لأن كل شرك معصية وليست كل معصية شرك فإا كان لايخلد في النار إلا مشرك والآية حكمت بالخلود في النار فهو الشرك قطعا , جمعا بين النصوص التي دلت على أنه لا يخلد في النار مسلم.
إن القرآن الكريم يبين أنه ليست كل معصية شركا, بل تطلق على الشرك وعلى ما دون الشرك, فأطلقت على ما دون الشرك في قوله تعالى:(َعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه : 121 )
فالمعصية هنا ليست من قبيل الشرك لاستحالته على الأنبياء.
وأطلق على الشرك في مثل http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً) (الحاقة : 10 )
فيتضح لنا أن المعاصي دون الشرك حتما ويسلم القول بأن ليست كل معصية شركا وانما الشرك معصية.
وكذلك مثل كلمة المعصية مرادفاتها في القران الكريم نحو السيئة والخطيئة والإثم والذنب , فكلهاترد بمعنى الشرك ,وبمعنى دون الشرك وتطلق عليهما أحيانا في سيلق واحد .
ومثال كلمة ( الخطيئة) جاءت بمعنى الشرك في قوله تعالى:(بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 81 )
وبمعنى الشرك , ومادونه في قوله تعالى:(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً) (نوح : 25 )
وبمعنى ما دون الشرك حتما http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (الشعراء : 82 )
وبمعنى ما دون الشرك في قوله:(إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً) (النساء : 31
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى : 25 )
والآيات كثيره في هذا السياق. مثلا النجم :32, الشمس :14, محمد:19

mosaab1975
14.02.2010, 18:05
قوامة الرجال على النساء1/2
[http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
فزعم اعداء الإسلام أن الإسلام ظلم المرأة في هذه الآية, لما أعطى الرجل حق القوامة أو الزعامة فاستغلها الرجل في ظلم المرأة وهضم حقوقها فهو بسبب تلك القوامة التي منحت له, ولم تمنح للمرأة يعدد الزوجات ويضرب امرأته بما يتنافى عن الآدمية ’ويهجرها دون لوم عليه , ثم هو بنفس الحق الذي منحه الإسلام له يطلق المرأة في أي وقت يشاء دون أن تعطى المرأة هذا الحق من باب المساواة, ولماذا يلزمها ببيتت الطاعة؟؟؟
تعالوا بنظرة سريعة لنرى هل الإسلام عدوالمرأة.
من البديهيات التي لا تحتاج لى ذكر و لا إعادة , أن المرأة في عرف الإسلام كائن إنساني و له روح إنسانية من نفس النوع الذي منه الرجل, http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء : 1 )
فهي إذن الوحدة الكاملة في الأصل والمنشأ والمصير, والمساواة الكاملة في الكيان البشري , تترتب عليها كل الحقوق المتصلة مباشرة بهذا الكيان , فحرمة الدم أو العرض والمال, والكرامة التي لا يجوز أن تلمز مواجهة او تغتاب,ولا يجوز أن يتجسس عليها ولا يقتحم عليها المنزل لأنها شك فيها , كلها حقوق مشتركة لاتمييز فيها بين جنس وجنس , و الأوامر والتشريعات فيها عامة للجميع, http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات : 11 )
وقال http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله ) رواه الشيخان .
والجزاء في الآخره واحد للجنسين: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) (آل عمران : 195 )
والحديث عن هذا الموضوع يطول ....
ولكن الإسلام بعد هذا , بعد تقرير المساواة الكاملة في الإنسانية والمساواة في جميع الحقوق التي تتصل مباشرة بالكيان البشري المشترك بين الجميع , يفرق بين الرجل والمرأة في بعض الحقوق وبعض الواجبات. وهنا الضجه التي تثار ممن يصطادون في الماء العكر كما يقال, وقبل الدخزل الى تفصيل هذه المواضيع التي يفرق فيها الإسلام بين الرجل والمرأة ينبغي ان نرد المسالة الى جوهرها الحقيقي, إلى أصولها الوظيفية ,الجسمية والنفسية. ثم نستعرض بعد ذلك رأي الإسلام.
نتساءل, هل هما جنس واحد أو جنسان؟ وهل هي وظيفةواحدة أم وظيفتان؟ تلك عقدة الموضوع,
والحق: إن الإختلاف طبيعة بين الرجل والمرأة , مع اشتراكهما في الأصل الكبير, حقيقة لا ينكرها عاقل, فكل منهما مهيأ لوظيفة معينة وعلى حسب تلك الوظيفة صيغت مشاعر كل منهما وأفكاره كما صيغ جسده من قبل بحيث يؤدي وظيفته المرسومة على أفضل وجه.
قلت : والحق: إن الإختلاف طبيعة بين الرجل والمرأة , مع اشتراكهما في الأصل الكبير, حقيقة لا ينكرها عاقل, فكل منهما مهيأ لوظيفة معينة وعلى حسب تلك الوظيفة صيغت مشاعر كل منهما وأفكاره كما صيغ جسده من قبل بحيث يؤدي وظيفته المرسومة على أفضل وجه.
ن المساواة في الإنسانية أمر طبيعي ومطلب معقول , فالمرأة والرجل هما شقا الإنسانية, أما المساواة في وظائف الحياة و طرائقها فكيف يمكن تنفيذه,هل يمكن ان نجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والرضاع, مثلا, هذه عاطفة واحدة وهي الأمومه التي تحتاج الى الرقه والى العاطفه وهي مطلوبه في المراة ولكن على الجانب الأخر , نجد ان الرجل مكلف بوظيفة أخرى ومهيأ لها على طريقة اخرى, فهو مكلف بصراع الحياة في الخارج , لإستخلاص القوت ولحماية الزوجه والأولاد من العدوان.
هذه الوظيفة اذا لا تحتاج ان تكون العاطفة هي المنبع لأن ذلك يضرها .والكلام في هذا الأمر طويل ولكن على العجاله عرفنا ان هناك اختلافات طبيعية و واقعية بين الرجل والمراة,
إن مزية الإسلام الكبرى أنه نظام واقعي , يراعي الفطرة البشرية دائما و لا يصادمها ولا يحيد عن طبيعتها وهو يدعو الناس الى تهذيب طبائعهم .
فعندما http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
كان هذا الحكم يعتمد على الحقائق الكونية . كمن يقول : الشمس أكبر من القمر , فهذا التفضيل لا يفيد أن القمر حقير ولا أنه مظلم , بل إن لكل واحد منهما عمله المنوط به, , ولو ان كل شيء في الوجود أد رسالته تبعا لإستعداده الخاص لاذدهرت الدنيا واستقام أمرها., أما أن يذهل عن وظيفته اللائقة به ثم يرمق وظيفة الآخر بتطلع ولهفة , فذلك ما لاتصلح عليه الحياة, ولذلك يقول عز وجل:( (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (النساء : 32 )
ويقول الرسول http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg(لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء) ( أخرجه البخاري في اللباس وأبو داوود في اللباس)
فالإسلام بنى الكيان الأدبي للمرأة على دعائم راسخه ولا نعرف نظاما قبل او بعد الإسلام أولى النساء بهذه العناية والرعاية أو أسدى لهن هذه الكرامة.
من أهم مواضع التفرقه بين الرجل والمراة في الإسلام هما: الميراث, والشهاده وتعد الزوجات ( وسبق ان تحدثت عنهم) والقوامة, والطلاق و واجب الطاعة.
ففي مسألة القوامة للرجل على المرأة سبين:
1) ان الرجل مكلف بالإنفاق على الأسره ولا يستقيم مع العدالة في شيء أن يكلف فرد بالإنقاق بدون أن يكون له القيام عليها والإشراف على شؤونها.
2) إن المرأة مرهفة العاطفة قوية الانفعال وان ناحية الوجدان لديها تسيطر على مختلف النواحي في حياتها , وان وظيفتها الأساسية وهي الأمومة والحضانة.
ثم ما معنى القوامة؟
انها ليست - كما زعموا - سيطرة و زعامة وعنف, بل رياسة رحيمة قائمة على المودة والمحبة والإرشاد والحفاظ على المراة وصيانة كرامتها و حفظ حقوقها, وتحقيق مصلحتها على خير وجه. وليست بسلطان مفروض .
وفي مقابل ذلك , فرض الإسلام عدة واجبات على الرجل كما ذكرنا ’ مثل الإنفاق على الاسرة وصيانة أفرادها ورعاية حقوقهم , كما أوجب عليه العدالة والمعاملة بالحسنى والرفق في علاج مشاكل الحياة الزوجية وأخذ الأمر بيسر وهواده , ولذلك كان النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg يقول:( خيركم خيركم لأهله) ( أخرجه الترمذي في المناقب وابن ماجه في النكاح وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 285)
وقد لخص القرآن الكريم هذا في عبارة موجزة بليغة , إذ يقول :( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) (البقرة : 228 )


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع

mosaab1975
15.02.2010, 20:33
قوامة الرجال على النساء2/2


ثم نقول للذين قالوا: لماذا لم يعط الإسلام حق القوامه للمراة بينهما بالمساواة؟؟؟!!!!
إن الإسلام يسير في مسألة الرجل والمرأة على طريقته الواقعية المدركة لفطرة البشر, فيسوي بينهما حيث تكون التسوية هي منطق الفطرة الصحيحة ويفرق بينهما كذلك حيث تكون الفرقه هي المنطق الصحيح للفطرة , فالضرورة تقتضي أن يكون هناك ( قيم) توكل اليه الإدارة العامة لهذه الشركة القائمة بين الرجل والمراة , ما ينتج عنهما من نسل ,وما يستتبعه من تبعات ,وقد اهتدى الناس في كل تنظيماتهم الى أنه لابد من رئيس مسؤل وإلا ضربت الفوضى اطنابها وعادت الخساره على الجميع .
وهناك ثلاثة أوضاع يمكن أن تفرض بشأن القوامه في الأسره:
1) إما أن يكون الرجل هو القيم
2) إما أن تكون المراة هي القيم,
3) أو يكونا معا.
ونستبعد الفرض الثالث منذ البدء لأن وجود رئيسين للعمل الواحد مدعاة الى الفوضى, قال تعالى :(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء : 22 )
بقي الفرضان الأوليان اذا.
ولكن لنسأل ، ايهما اولى بالقوامه, العقل ام العاطفة. ؟
إن الرجل بطبيعته مفكر لا منفعل , وبما يحتوي كيانه على قدرة للصراع واحتمال اعصابه لنتائجه وتبعاته , وبالتالي أصلح من المرأة في أمر القوامة على البيت .
ان الرئاسة الناجحة هي التي تقوم على التفاهم الكامل والتعاطف المستمر, وكل توجيهات الإسلام تهدف الى إيجاد هذه الروح داخل الأسره ,والى تغليب الحب والتفاهم, قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء : 19 )
لكنهم يقولون:
باسم القوامة الرجل يطالب المرأة بواجب الطاعة وإن نشزت طلبها في بيت الطاعة,,, فلم؟؟؟
نقول : إن الوضع الصحيح لهذا النظام في الإسلام (حق مقابلة واجب) فكل حق لأحد الزوجين على زوجه يقابله واجب يؤديه اليه.
وهذا ليس مقصورا على الشريعة الإسلامية , بل إنه الوضع المقرر في جميع الشرائع للأمم المتحضره, كانت المادة (213) من القانون الفرنسي تقضي بإلزام المرأة طاعة زوجها وأن تسكن معه حيث يسكن، كما يقضي هذا القانون بإلزام الزوجة بعدم التصرف في أموالها إلا بإذن كتابي من زوجها.
ان هذا يشبه قوله تعالى:(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) (النساء : 34 )
فإن قصر الزوج في الإنفاق على زوجته أرغمه القانون على ذلك إرغاما , وكذلك اذا نشزت الزوجه أي لم تشأ ان تسكن حيث الزوج يسكن ويريد اسكانها , فهنا ترغم على الإذعان لما سنه من أوضاع.
إن رد الأمور الى اوضاعها السليمه لابد أن يتسم بمظهر القسوة على المخالف وعدم مسايرته في رغباته, فهو لا يحابي أحد من الزوجين على حساب الآخر ,وانما يلزم كليهما القيام بواجبه.
فلنتصور انه الغي هذا النظام.فسوف يترتب ما يلي:
اولا: أن يكون للزوجه مطلق الحريه في أن تسكن مع الزوج او لا تسكن معه.
او ثانيا: أن يفرق بين الزوجين بمجرد ان تنشز المرأة وتبدو منها الرغبة في عدم معاشرة الزوج. اذا هنا الطلاق اصبح بيد الزوجه وانه قد نقل من الزوج بصورته المقيده الى الزوجه في صورة طليقه لا يحده قيد و لا يخضع الا لما تمليه أهواء العاطفة.
وربما, ثالثا: أن يلزم الزوج بمتابعة زوجته الناشز , فيحكم عليه بدخول بيت الطاعة في المنزل الذي نشزت فيه المرأة .
ولنعلم ان نظام الطاعة في الإسلام لا يجبر المرأة أن تحضر الى بيت الزوجية على الرغم منها , وانما لها على الزوج حق النفقه فإذا رفضت العودة سقط حقها في النفقه.
إن أمر الطلاق بيد الزوج إن شاء طلقها وإن شاء أمسكه , ولكن أي رجل كريم لا يقبل أن يحتفظ بأمرأة لا تريد الحياة معه.
وهنا نصل الى النقطة الأخيرة في مسألة القوامة المرتبطة بالطلاق والتأديب فنقول: ومن حق القوامه - نشأ في الإسلام - أن يكون الرجل هو الذي له حق الطلاق لا المراة ,وتقول النسوة اللاتي احترفن إقامة المؤتمات : إن هذا ظلم وإنه كان ينبغي أن تعطى المراة أيضا هذا الحق فتطلق الرجل حين تريد.
ودعوني أسأل : كم مرة في حياة اي امراة وافقت على الشيء ثم رفضته.؟ اليس يحدث ذلك حين تتغير عاطفتها نحوه ؟ولنا اذا ان نتصور كم مرة سوف تتطلق المراة زوجها ثم تعود فترده. ثم تطلقه ثم ترده وهكذا.
وليس هذا معناه انه لا يوجد رجال يصنعون ذلك , فقد بينا من قبل أن في كلا الجنسين قدرا من طباع الآخر يزيد أو ينقص. ولكن الأحكام العامه في مثل هذه لأحوال تكون موكله بالأغلبية الساحقة و لا بالحالات الفردية التي تدخل في باب الشذوذ.
على أن الإسلام أعطى المراة حقا كالطلاق, وهو الخلع تستخدمه اذا شاءت, فهو حقها ولها ما تريد .قال تعالى:( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 229 )
ودعونا نتساءل: هل الإسلام هو الذي ابتدع الطلاق فحسب؟
وهل الطلاق في الإسلام بدون مقدمات او اسباب.؟
ولماذا عادت اوروبا للأخذ به؟
إن الإسلام جعل الزواج عهدا وثيقا أو ميثاقا غليظا وأمر بالمحافظة على الحقوق الزوجية,واوجب على الرجل القوامة والمسؤليه,وأمره بحسن العشرة والصبر على تقصيره أو قصورها ولم يحل له اهمال نفقتها, ولا عند نشوزها أن بيدأ بضربها.واذا احتاج الأمر الى الضرب بعد الوعظ والهجر فلا يضرب على الوجه لما فيه من هانة لكرامة الإنسان, ولا على اي عضو يؤدي الى خطورة , ولا يكون الضرب مبرحا يصيب مقتلا او يكسر عظما او يقطع لحما أو يسيل دما , بل هو الى التأنيب والتهديد أقرب من أن يكون عقوبة وتعذيب.
فإذا استحكمت النفرة وتفاقم النزاع وأخفقت كل وسائل الإصلاح والتحكيم والتوفيق , فهنا يكون الطلاق هو العلاج رغم مرارته, استجابة لنداء الواقع وتلبية لضرورة, وحلا لمشكلات لا يحلها إلا الفراق بالمعروف , تلك هي وسيلة الطلاق وآخر الدواء الكي.
كما أن الإسلام وضع قيودا للحد من الطلاق, فجعله في طهر لم يمس فيه الزوج زوجته, ولم يوقع طلاق الغضبان, وأعطى فرصه للمراجعة بالطلقة الأولى والثانية والرجعتين وأمر ببقاء المطلقة في بيت الزوجية أثناء العدة,(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) (الطلاق : 1 ), فإن كان لابد من الفراق بين الزوجين فالمطلوب منهما أن يكون بمعروف وإحسان بلا إيذاء ولا افتراء ولا إضاعة للحقوق.
والمسلم الذي يطلق فيجمع بثلاث طلقات يكون قد خالف الشرع في ذلك , وإذا طلق الزوج زوجته وبلغت الأجل المحدود لها - اي قاربت عدتها أن تنقضي- كان على الزوج أحد الأمرين : إما أن يمسكها بمعروف أي يرجعها بقصد الإحسان والإصلاح. وإما أن يسرحها ويفارقها بمعروف.
فأيــــــــــــن المسيحيـــــــــــــــــــــة من هذا ؟
إن الإسلام عندما خول الرجل حق الطلاق لم يكن ذلك ظلما للمراة كما زعم أعداء الإسلام, وإنما لأن الرجل هو صاحب الإنفاق على هذا البيت وإنشائه وتولي أموره , فهو أحرص عليه وأكثر محافظة لهمن غيره فضلا عما حباه الله به من كمال العقل أو تمام الرشد.
ونذكر, إن عشرات الأمم المسيحية احترمت الواقع وأباحت الطلاق بعيدا عن التعاليم المتوارثة بين كهنة الكنيسة , فكيف نفكر نفكر نحن ان نضع ايدي المسلمين في الأغلال التي طرحها غيرهم؟

mosaab1975
15.02.2010, 20:38
الحق ما شهدت به الأعداء

--------------------------------------------------------------------------------

قس يقول ان الرجل غير عن المرأة وهذا لما رجع الى الفطرة
وجدت هذا التعليق على اليوتيوب عن قوامة الرجل على المرأة.
اتركم معه


http://www.4shared.com/file/16617638.../________.html (http://www.4shared.com/file/16617638.../________.html)

mosaab1975
15.02.2010, 20:42
ما حكم التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) (النساء : 64 )
والفهم الخاطيء للآية يتمثل فيما زعمه البعض أن الآية تأمر بالتوسل بالنبي والذهاب اليه أو طلب الأستغفار , فهو وسيلتنا الى الله عزوجل ولا فارق في ذلك بين حياته وموته , إذ ثبت أن رجلا أعرابيا قدم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتلى الآية ثم قال: (وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك) ,وفي رواية أخرى : ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى العتبي وقال : الحق بالأعرابي وبشره بأن الله قد غفر له.....أ هـ.( ذكر نحوه ابن كثير في تفسيره للآية )
والحقيقة أن الآية الكريمة لم تتحدث عن التوسل من قريب أو بعيد بل هو أمر عجيب وفهم غريب.
ونقول: بأن هذا الذي ذكر لم يصح ولا دليل عليه , بل لا وجه له في الآية .
إذ أن معنى الآية هو انها نزلت في توبة المنافقين وقد جاءت بين الآيات التي تتحدث عن المنافقين.
قال الطبري في تفسيره:(القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رّسُولٍ أِلاّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنّهُمْ إِذ ظّلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوّاباً رّحِيماً }..يعني بذلك جلّ ثناؤه: لم نرسل يا محمد رسولاً إلا فرضت طاعته على من أرسلته إليه, يقول تعالى ذكره: فأنت يا محمد من الرسل الذين فرضت طاعتهم على من أرسلته إليه. وإنما هذا من الله توبيخ للمحتكمين من المنافقين الذين كانوا يزعمون أنهم يؤمنون بما أنزل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما اختصموا فيه إلى الطاغوت, صدودا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول لهم تعالى ذكره: ما أرسلت رسولاً إلا فرضت طاعته على من أرسلته إليه, فمحمد صلى الله عليه وسلم من أولئك الرسل, فمن ترك طاعته والرضا بحكمه واحتكم إلى الطاغوت, فقد خالف أمري وضيع فرضي. ثم أخبر جلّ ثناؤه أن من أطاع رسله, فإنما يطيعهم بإذنه, يعني بتقديره ذلك وقضائه السابق في علمه ومشيئته. )
ويقول ابن سعدي في تفسيره للآية( فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
أي : لتاب عليهم بمغفرته ظلمهم ، ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها ، والثواب عليها . وهذا المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك ، لكون الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يكون إلا في حياته . وأما بعد موته ، فإنه لا يطلب منه شيء ، بل ذلك شرك .)
وأما بالنسبة لقصة الإعرابي وحكاية العتبي التي ذكرت في البداية لا تصح ولا يستشهد بمثلها في أمور العقيدة والأحكام.
ومع ذلك فقد أوجب المتصوفه على أتباعهم العمل بها , فكل من زار قبرالنبي عليه السلام يجب أن يتلو الآية ويقول مقالة الأعرابي,
فإذا قيل : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي على المعنى العام كالآتي:
يرشد الله تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألون أن يستغفر لهم , فإنه مجاب الدعاء , فنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم. وهكذا كان يفعل أصحاب النبي عليه الصلاةوالسلام لا في الاستغفار فقط وإنما في قضاء حوائجهم أيضا . كمن كان يطلب الشفاء او استجابة الدعاء وغير ذلك......
ولا مانع في ذلك ولا ضرر بل هو من التوسل المشروع بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته , وإذا كان المسلم يدعو لأخيه المسلم فمن باب أولى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأمته , فأين التوسل في هذا أو اين التوسل بالنبي عليه السلام بعد وفاته

mosaab1975
17.02.2010, 18:14
هل في القرآن تناقض

--------------------------------------------------------------------------------

(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً () مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) (النساء :78 -79 )
زعم المستشرقون ومن يبحث عن زعزعه الإيمان للمسلم أن في القران تناقضا , إذ كيف يقول الله :( قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ ) وفي نفس الوقت يقول تعالى:(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)
لابد لنا ان نعرف ان الحسنة إما حسنة كونيه بمعنى النعمة والخير والعطاء والصحة والعافية والنصر والعز والجاه, فهذه الحسنة من الله تعالى,
وإما حسنة شرعية: بمعنى الطاعة وفعل الخيرات فإنها تنسب الى الله عز وجل لأنه هو الذي بها أمر .
والسيئة سيتان: سيئة كونية وهي بمعنى النقمه والإبتلاء والشر والمرض والذل, فهذه من عند الله ايضا لأن الله عز وجل هو الذي يبلو العباد امتحانا وانتقاما حسب مقتضيات رحمته في تربية عباده وتدبير شؤنهم .قا ل تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء : 35 )
وقال تعالى:(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ()وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ() كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (الفجر : 17-15 )
كلا : أي لست عند العطاء مكرما ولا عند المنع ممتهنا, ولكنك مبتلى في كل من الحالتين, وهذا معنى قول ابن كثير الذي قال في تفسيره للآية:(يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره في ذلك فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له كما قال الله تعالى ( كلا ) أي ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا فإن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيرا بأن يصبر)
السيئة الشرعية: التي هي بمعنى المعصية والمخالفة فهذه السيئة لا تنسب إلا الى العبد فاعلها , ولا تصح نسبتها الى الله تعالى أبدا لأن الله تعالى لم يشرعها ولم يأمر بها ولم يرغب فيها بل حرمها وتوعد عليها منفرا منها, فكيف تصح نسبتها الى الله تعالى؟ لا .
وهذا معنى قوله تعالى:(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) (النساء : 79 )
وهذه الأيات نزلت ردا على المنافقين الذين كانوا ينسبون الحسنة بمعنى النعمة الى الله تعالى, وينسبون السيئة بمعنى النقمة والبلاء والشر الى الرسولرصلى الله عليه وسلم ,فرد الله تعالى عليهم قولهم هذا وعابه عليهم ونسبهم الى سوء الفهم وقلة الإدراك, وأخبر مقررا أن كلا من هذين النوعين من الحسنة و السيئة هما من عند الله تعالى, وبهذا زال الإشكال الذي كان يقف عنده كثير من المؤمنين حيارى , وحاشا ان يكون في كتاب الله تعارض او تناقضا, (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{}لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت : 41-42 )
قال ابن كثير في تفسيره:(وقوله: {وإن تصبهم حسنة} أي خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك, هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي {يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة} أي قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع أو موت أولاد أو إنتاج أو غير ذلك كما يقوله أبو العالية والسدي {يقولوا هذه من عندك} أي من قبلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك, كما قال تعالى عن قوم فرعون {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه, وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} وكما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} الاَية, وهكذا قال هؤلاء المنافقون الذين دخلوا في الإسلام ظاهراً وهم كارهون له في نفس الأمر, ولهذا إذا أصابهم شر إنما يسندونه إلى اتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال السدي: وإن تصبهم حسنة, قال: والحسنة الخصب, تنتج مواشيهم وخيولهم, ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان, قالوا {هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة} والسيئة الجدب والضرر في أموالهم, تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقالوا {هذه من عندك} يقولون: بتركنا ديننا واتباعنا محمداً أصابنا هذا البلاء, فأنزل الله عز وجل {قل كل من عند الله} فقوله: قل كل من عند الله, أي الجميع بقضاء الله وقدره, وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس, قل كل من عند الله, أي الحسنة والسيئة. وكذا قال الحسن البصري. ثم قال تعالى منكراً على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب, وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً})

أم عمر
18.02.2010, 15:46
بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

نضال 3
18.02.2010, 17:43
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=7788&pid=36407&mode=threaded&start=#entry36407)

اخى الفاضل ...

بارك الله فى فيك

وفى انتظار جديدك

أتحدى .... أن تُثبت تناقض فى كتاب الله - عزّ وجل -


الدلائل على أن القرآن كلام الله ما اشتمل عليه من الإخبار عن المغيبات ، فما أخبر عن أمر إلا وقع كفلق الصبح

،و لهذا لما هزمت الفرس الروم في بعض معاركها سجل القرآن هذه الهزيمة ، وأخبر بأن الروم سيغلبون الفرس

في بضع سنين ، فوقع الأمر كما أخبرhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif

: { غلبت الروم () في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون } (الروم :2- 3) .

ومن ذلك ما اشتمل عليه القرآن الكريم من الإعجاز العلمي بإخباره عن حقائق علمية ، لم تكتشف إلا بعد أربعة

عشرا قرنا ، و من تلك الحقائق ما أثبته القرآن من وجود حاجز مائي يفصل بين الماء المالح والماء العذب لئلا

يختلطا ،http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif

: { مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان }(الرحمن:19-20 ) . فجاء العلم الحديث فأكد هذه الحقيقة

وقررها .

ومن الأدلة أيضا على أن القرآن كلام الله ، ما يجده الإنسان في نفسه من الراحة والطمأنينة عند قراءته لكتاب

الله ، وهي راحة وطمأنينة لا يجدها عند قراءة غيره من كلام البشر ، وذلك مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى :

{ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }(الرعد:28).

ومن الدلائل أيضا ما يحصل من الاستشفاء بالقرآن وطرد الشيطان عند تلاوته ، http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif

: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }(الإسراء: من الآية82) .

وفي الجملة فالأدلة على أن القرآن كلام الله أكثر من أن نحصيها في هذا المقال ،

ونختم بقول الوليد بن المغيرة

وكان من سادات المشركين وقد طلب منه أن يقول في القرآن قولا : فقال : " وماذا أقول ؟! فو الله ما من رجل

أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا

ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وأنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى

وإنه ليحطم ما تحته " رواه الحاكم والبيهقي .

هذا هو القرآن كلام الله الذي أعجز البشرية جمعاء في فصاحة نظمه ، وعدالة حكمه ، وصحة خبره ، ولا يزال

التحدي به قائما ، ولا يزال عجز البشرية عن مواجهة هذا التحدي قائما أيضاً ، ليظل القرآن حجة الله البالغة أمام

خصومه ومعارضيه .

في القرآن الكريم نجد ترتيب مراحل الخلق ترتيباً دقيقاً , ونري أن هذا العلم الذي إكتُشف حديثاً يوافقه تماماً

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif في كتابه المحفوظ

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ

اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون : 14]

التفسير الميسر : ثم خلقنا النطفة علقة أي: دمًا أحمر, فخلقنا العلقة بعد أربعين يومًا مضغة أي: قطعة لحم قَدْر ما

يُمْضغ, فخلقنا المضغة اللينة عظامًا, فكسونا العظام لحمًا, ثم أنشأناه خلقًا آخر بنفخ الروح فيه, فتبارك الله, الذي

أحسن كل شيء خلقه.

mosaab1975
20.02.2010, 09:15
سورة المائدة

إن هذه السورة الكريمة المباركة أخر سورة نزلت من كتاب الله كما جاء في حديث عبدالله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما و بها قول الله تعالى: (لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) (المائدة : 3 )اخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب .
هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟1/2
قال تعالى:(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ()يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة : 15-16 )
ما المراد بقوله تعالى:(وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) :
لأهل العلم اقوال في ذلك:
1) أنه يسكت عن مسائل كثيرة من مسائلكم ولا يخبركم بها بل يسترها عليكم ولا يفضحكم بمخازيكم
2) أنه يعفو عن كثير من التكاليف الشاقه التي كنتم كلفتم بها كما قال تعالى:(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )
والشاهد هنا ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ )
والفهم الخاطيء هنا تفسير النور بالنبي صلى الله عليه وسلم. كما ذكره الألوسي والجلالين . ولما فسرت ألاية بهذا ذهب الصوفية بذلك كل مذهب , فقالوا النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpgنور من الله وهو قبضه نورانية رحمانية ومن نوره خلقت المخلوقات وهو أول المخلوقات, واستدلوا ببعض الأحاديث الموضوعه منها:( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و ( قبض الله قبضه من نوره وقال لها كوني محمدا) وزعموا أنها نورانية حسيه تتنافى مع البشرية وما الهيكل البشري الا غطاء للنور المحمدي أو الحقيقة المحمدية .
لقد ردد الصوفيه هذا الكلام وبنوا عليه مذهبهم , بل اسسوا عليه معتقدهم , فخالفوا بذلك أهل السنة والجماعه في أصل من أصول الدين وأوقعهم ذلك في الشرك الأكير والكفر المبين.
والمفهوم الصحيح للآية ليس على نحو ما ذهبوا اليه أو بنوا عليه ما اعتقدوه .
فتفسير (النور)الوارد هو القرآن الكريم وليس النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg على الرغم ان الآية تحتمل المعنيين , فقوله تعالى:(قد جاءكم من الله نور) يمكن أن تفسر قد جاءكم من الله نور هو النبي عليه السلام أو جاءكم من الله نور هو القرآن , لأن كلمة جاءكم تصح على المعنيين.
قال الطبري في تفسيره(حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: يا أهْلَ الكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم.
) , وقال البغوي:( " قد جاءكم من الله نور "، يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقيل: الإسلام، " وكتاب مبين "، أي: بين ، وقيل: مبين وهو القرآن.
)
وقال ابن سعدي رحمه الله:( قد جاءكم من الله نور "

وهو القرآن ، يستضاء به في ظلمات الجهالة ، وعماية الضلالة .

" وكتاب مبين "
بكل ما يحتاج الخلق إليه ، من أمور دينهم ودنياهم . من العلم بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية . ثم ذكر من الذي يهتدي بهذا القرآن ؟ وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك فقال :
" يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام "
)يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

mosaab1975
20.02.2010, 09:28
هـل النبي صلى الله عليه وسلم نور؟ 2/2

ان الله تعالى لو قال: قد أرسلنا اليكم نورا, فلا يحتمل الا النبي صلى الله عليه وسلم, ولو قال : أنزلنا اليكم نورا, فلا يحتمل إلا القران , فإذا لم يكن هذا مفسرا في تلك الآية فهو مفسر في غيرها في مثل قولة تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 ) والمراد بالنور هنا هو القران.
وقال تعالى:(َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )
والنور الذي أنزل معه القرآن أيضا , وقوله تعالى :(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (التغابن : 8 ) هو القران كذلك. فهذه الأيات التي ذكرت النور بمعنى القرآن كافية لتفسير آية المائدة(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ ) بأنه هو القران وليس النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-s.gif.
وقد يقول قائل: فكيف يكون النور هو القرآن والكتاب المبين هو القرآن!!! فيعطف الشيء على نفسه.
والجواب: ان هذا ليس من جنس هذا وانما هو من باب تعدد الصفات لموصوف واحد ونظائرة في القران الكريم كثيرة, ومنها ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الإسراء : 82 ) , وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (يونس : 57 )
فكل هذا يدل على جواز تعدد الصفات لموصوف واحد.
إن النورانية لا ننفيها عن النبي http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg قال تعالى: (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) (الأحزاب : 46 ) ولكن هذه النورانية (معنوية) لا تتنافى مع بشريته صلى الله عليه وسلم التي اثبتها له القرآن الكريم في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى:(ُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء : 93 ) وفي السنة :( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون ألي , فلعل أحدكم يكون ألحن بالحجه من أخيه فأقضي له فإنما أقضي له بقطعة من النار....) ( رواه البخاري في المظالم ومسلم في الأقضية)

mosaab1975
22.02.2010, 22:37
توضح كثير من سور القرآن أن السموات و الأرض قد خلقت في ستة أيام . و هنا مشكلتان ؛ الأولى انه من الثابت علمياً أن خلق السموات و الأرض قد استغرق بلايين السنين .
و الثانية : أنه في التعبير القرآني نفسه كانت مدة الخلق ثمانية أيام بدلاً من ستة (41 : 9-12) . .
فكيف يمكن التوفيق بين هذه الآيات؟

الجواب:

في كثير من السور القرآنية تتحدث آيات كثيرة عن خلق الله ، سبحانه و تعالى ، السموات و الأرض و تقدير ما فيهما في ستة أيام . . و من هذه الآيات :
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الأعراف : 54 - و يونس : 3) .
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (هود : 7) .
{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الفرقان : 59) .
{) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (السجدة : 4) .
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (ق : 38) .
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الحديد : 4) .

و ليس هناك تعارض بين تحديد زمن الخلق للسموات و الأرض في ستة ايام ، و بين ما يراه العلم من استغراق ذلك الخلق بلايين السنين ، ذلك أن المدى الزمني "لليوم" عند الله ، سبحانه و تعالى ، ليس هو المدى الزمني القصير "لليوم" في العرف و التقويم الذي تعارف عليه الإنسان في هذه الحياة الدنيا . . و في القرآن آيات شاهدة على ذلك ، منها :

{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّه -(لم يتغير)-ْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا -(أي نرفعها من الأرض لنؤلفها)- ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة : 259) .

فبعض اليوم ، في حساب الإنسان - هنا - بلغ مائة عام . . أي قرابة 37000 يوم!و كذلك الحال في قصة أهل الكهف . . فما حسبوه يوماً أو بعض يوم قد بلغ ثلثمائة عام بالتقويم الشمسي و ثلثمائة و تسعة أعوام بالتقيم القمري . . { قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } (الكهف : 19) . . {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} (الكهف : 25-26) .

و كذلك الحال يوم ينفخ في الصور - يوم البعث - يحسب بعض المجرمين أن مكثهم في الدنيا لم يتجاوز عشر ليال . . بينما يحسب آخرون منهم أن مكثهم لم يتعد اليوم الواحد : {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} (طه : 102-104) .

أما عند الله ، سبحانه و تعالى ، فإن لمصطلح "اليوم" مدى لا يعلم حقيقة طوله و أمده إلا هو : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج : 47) .

و الآية لا تحدده بألف سنة مما نعد نحن في تقويمنا . . و إنما تستخدم أداة التشبيه – الكاف – (كألف) – ليظل المدى غير معلوم لنا في هذه الحياة . . و غير ممكن التحديد بوحداتنا نحن في القياس الزمني . . فيوم الدين – الجزاء - . . و أيام الله . . و الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات و الأرض . . مداها – بمقاييس أيامنا نحن – لا يعلمها إلا الله ، سبحانه و تعالى . .
ثم إن ما اكتشفه العلم من سرعات للصوت . . و سرعات للضوء . . و زمن الضوء – سنة ضوئية – يجعل تفاوت و اختلاف المفاهيم و المقاييس لمصطلح "اليوم" أمراً مقرراً و مألوفاً . .
هذا عن المشكلة الأولى من مشكلتي السؤال . .
أما المشكلة الثانية – من مشكلتي السؤال – و الخاصة بحديث بعض الآيات القرآنية عن أن الخلق للسموات و الأرض قد يفهم أنه استغرق ثمانية أيام ، و ليس ستة أيام . . – و هي آيات سورة فصلت : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (فصلت : 9-12) .

هذه "المشكلة" لا وجود لها : فليس هناك تناقض و لا تفاوت بين المدة الزمنية التي جاءت في هذه الآيات و بين الآيات الأخرى التي ورد فيها تحديد الأيام الستة . .

ففي هذه الآيات – من سورة فصلت – نجد أن الله ، سبحانه و تعالى ،يخبرنا بأنه :
{ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ }
ثم { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا } في تمام { أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} . . أي في يومين آخرين يضافان إلى اليومين اللذين خلق فيهما الأرض ، فيكون المجموع أربعة أيام . . و ليس وارداً أن يكون خلق الرواسي و تقدير الأقوات قد استغرق أربعة أيام .

و لعل من توهم الشبهة – التي جاءت في السؤال – قد أتت من هناك . .
أي من توهم إضافة أربعة أيام إلى اليومين اللذين خلقت فيهما الأرض ، فيكون المجموع ستة . . و إذا أضيف إليها اليومان اللذان خلقت فيهما السماء – { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } – يكون المجموع ثمانية أيام ، و ليس ستة أيام . . لكن إزالة هذه الشبهة متحققة بإزالة هذا الوهم . . فالأرض خلقت في يومين . . و خلق الرواسي و تقدير الأقوات قد استغرق ما تمم اليومين أربعة أيام . . أي استغرق هو الآخر يومين . . ثم استغرق خلق السموات السبع يومين . . فكان المجموع ستة أيام من أيام الله سبحانه و تعالى . .

و لقد نبه المفسرون على هذه الحقيقة – المزيلة لهذا الوهم – فقال القرطبي :
"( أربعة أيام ) يعني في تتمة أربعة أيام. ومثاله قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما؛ أي في تتمة خمسة عشر يوما." (1)

و قال الزمخشري :
"«‏ في أيام أربعة سواء ‏» ‏ فذلكة لمدة خلق الله الأرض وما فيها كأنه قال‏:‏ كل ذلك في أربعة أيام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان‏.‏... وقال الزجاج‏:‏ في أربعة أيام في تتمة أربعة أيام يريد بالتتمة اليومين‏." (3)

فهذه الآيات من سورة فصلت تؤكد – هي الأخرى – على أن خلق السموات و الأرض إنما تم في ستة أيام . . و من ثم فلا تناقض بين آيات القرآن و لا تفاوت في مدة الخلق الإلهي للسموات و الأرض . . و حاشا أن يكون شئ من ذلك في الذكر الحكيم .
----------------------------------------------------


(1) (الجامع لأحكام القرآن) ج15 ص343 ، مصدر سابق .
(2) الفذلكة : جملة ما فصل و خلاصته .
(3) (الكشاف) ج3 ص 444 ، مصدر سابق .

خادم المسلمين
24.02.2010, 16:31
أحسنت أخي
جزاكم الله خيرا

mosaab1975
27.02.2010, 19:41
ما هي الوسيلة؟
:007:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة : 35 )
وهذه الآية يتخذها الصوفية بدعوة جواز التوسل بالأنبياء والأولياء, وكذلك الأولياء الصالحين, وتوسعوا فيها حيث شملت مشايخ الطرق.
فباب الوسيلة مشروع على مصراعية لا يضرهم ولا يضيرهم ان يتوسلوا بأي شيء سواء سواء كان دعاء ام نذرا أم طوافا,
ولكن ما هي الوسيله؟ وهل كل وسيلة مشروعة؟
معنى الوسيلة:
جاء في لسان العرب تحت (وسل)ص 4837:{{ الوسيلة: المنزلة عند الملك, والوسيلة : الدرجة , والوسيلة : القربة, و وسل فلان الى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به اليه.}}
في الوسيلة قولان ذكرهما أهل التفسير، وقربهما ابن الجوزي في (زاد المسير" (2/348) قال:
(أحدهما: أنه القربة، قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد والفراء. وقال قتادة: تقربوا إليه بما يرضيه. قال أبو عبيدة: يقال: توسلت إليه، أي: تقربت إليه. وأنشد:
إذا غفل الواشون غدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
الثاني: المحبة، يقول: تحببوا إلى الله. هذا قول ابن زيد) 1 هـ.
فالوسيلة: التقرب إلى الله بأنواع القرب والطاعات، وأعلاها إخلاص الدين له، والتقرب إليه بمحبته ومحبة رسوله ومحبة دينه ومحبة من شرع حبه، بهذا يجمع ما قاله السلف،. وقولهم من اختلاف التنوع.
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله في (تفسيره) (98/2):
"التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير ابن عباس داخل في هذا، لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته.
وهذه الوسيلة لابد لها من شروط اساسية لتكون مجدية نافعة يحصل بها القرب أو تقضى بها الحاجة, وهي:1) ان يكون العبد المتوسل الى الله مؤمنا صالحا
2) أن يكون العمل المتوسل به مما شرع الله لعباده .
3) أن يتقربوا به اليه سبحانه.
4) أن يكون العمل المشروع قربه موافقا في أدائة لما كان الرسول http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla-y.jpg يؤدية عليه, فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ولا يفعل في غير زمانه الذي شرع له ولا في غير مكانه الذي عين له وحدد.
فبهذا لا يكون عمل غير المؤمن قربة ولا وسيلة ولا تكون البدعة قربة الى الله تعالى .
اذا بذلك ايضا يتضح ان ليس كل وسيلة مشروعة , فالوسيلة منها ما هو جائز ومنها ما هو ممنوع.
قال ابن كثير رحمه الله :

" يقول تعال آمراً عباده المؤمنين بتقواه ، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي : القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . والوسائل والوسيلة : هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود " انتهى .
وقال الشنقيطي رحمه الله :
((التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة ، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير ابن عباس داخل في هذا ؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته .
وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وقوله : ( وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَلاَ في ٱلأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رِضى الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل ، ( لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ) .
وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) ، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها ، نرجو الله أن يعطيه إياها ؛ لأنها لا تنبغي إلا لعبد ، وهو يرجو أن يكون هو )) انتهى باختصار .
"أضواء البيان" (2/86– 88) .
وقد ثبت في صحيح البخاري، من طريق محمد بن المُنكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قال حين يسمع النداء:اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودا الذي وعدته، إلا حَلَّتْ له الشفاعة يوم القيامة » .
حديث آخر في صحيح مسلم:من حديث كعب عن علقمة، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عَليّ، فإنه من صلى عَليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلًّتْ عليه الشفاعة. »

mosaab1975
27.02.2010, 19:43
قال تعالى:(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 )
هذا ثناء على التوراة التي اعرض عنها اليهود مع زعمهم انهم يتبعونها , فحتى لا يظن ظان لكون اليهود قد ذمهم الله عزوجل وذم صنيعهم أن التوراة قد ذُمت, فدفع هذا الظن وبين فضل التوراة وفضل المستمسكين بها , وهذا الى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.أما بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بالقرآن , مع الإيمان بالتوراة قال تعالى:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) (المائدة : 48 )
قال القاسمي في محاسن التاويل:
{ (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) أي: لا لمن يأتي بعدهم, ولم يختص بالحكم بها الأنبياء بل يحكم بها (الرَّبَّانِيُّونَ ) أي : الزهاد والعباد , (وَالأَحْبَارُ) : اي العلماء الفقهاء,
(بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ) أي : بسبب الذي استودعوه من كتاب الله أن يحفظوه من التغيير والتبديل وأن يقضوا بأحكامه.والضمير في ( اسْتُحْفِظُواْ) للأنبياء والربانيين والأحبار جميعا ,ويكون الاستحفاظ من الله , اي: كلفهم حفظه , أو للربانيين والأحبار ويكون الاستحفاظ من الأنبياء(وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) اي: رقباء يحمونه من أن يحوم حوله التغيير والتبديل بوجه من الوجوه,أو بأنه حق وصدق من عند الله .فمعلمو اليهود وعلماؤهم الصالحون لا يفتون ولا يقضون اى بما لم ينسخ من شريعتهم, وما لم يحرف منها لشيوعه وتواتر العمل به.
قال ابن سعدي : " إنا أنزلنا التوراة "

على موسى بن عمران ، عليه الصلاة والسلام .

" فيها هدى " يهدي إلى الإيمان والحق ، ويعصم من الضلالة .

" ونور " يستضاء به في ظلم الجهل والحيرة والشكوك ، والشبهات ، والشهوات . كما قال تعالى :
" ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين "
" يحكم بها " بين الذين هادوا ، أي : اليهود في القضايا والفتاوى
" النبيون الذين أسلموا "
لله ، وانقادوا لأوامره ، الذين إسلامهم ، أعظم من إسلام غيرهم ، صفوة الله من العباد . فإذا كان هؤلاء النبيون الكرام ، والسادة للأنام ، قد اقتدوا بها ، وائتموا ، ومشوا خلفها ، فما الذي منع هؤلاء الأراذل من اليهود ، من الاقتداء بها ؟ وما الذي أوجب لهم ، أن ينبذوا أشرف ما فيها من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، الذي لا يقبل عمل ظاهر وباطن ، إلا بتلك العقيدة ؟ هل لهم إمام في ذلك ؟ نعم لهم أئمة دأبهم التحريف ، وإقامة رياستهم ومناصبهم بين الناس ، والتأكل بكتمان الحق ، وإظهار الباطل ، أولئك أئمة الضلال ، الذين يدعون إلى النار . وقوله :
" الربانيون والأحبار "
أي : وكذلك يحكم بالتوراة الذين هادوا أئمة الدين من الربانيين أي : العلماء العاملين المعلمين ، الذين يربون الناس بأحسن تربية ، ويسلكون معهم مسلك الأنبياء المشفقين . والأحبار أي : العلماء الكبار الذين يقتدى بأقوالهم ، وترمق آثارهم ، ولهم لسان الصدق بين أممهم . وذلك الحكم الصادر منهم الموافق للحق
" بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء "
أي : بسبب أن الله استحفظهم على كتابه ، وجعلهم أمناء عليه ، وهو أمانة عندهم ، أوجب عليهم حفظه ، من الزيادة والنقصان والكتمان ، وتعليمه لمن لا يعلمه . وهم شهداء عليه ، بحيث إنهم المرجوع إليهم فيه ، وفيما اشتبه على الناس منه . فالله تعالى قد حمل أهل العلم ، ما لم يحمله الجهال ، فيجب عليهم القيام بأعباء ما حملوا . وأن لا يقتدوا بالجهال ، في الإخلاد إلى البطالة والكسل . وأن لا يقتصروا على مجرد العبادات القاصرة ، من أنواع الذكر ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، ونحو ذلك من الأمور ، التي إذا قام بها غير أهل العلم ، سلموا ونجوا . وأما أهل العلم ، فكما أنهم مطالبون أن يعلموا الناس وينبهوهم على ما يحتاجون إليه ، من أمور دينهم ، خصوصا الأمور الأصولية ، والتي يكثر وقوعها وأن لا يخشوا الناس بل يخشون ربهم ولهذا قال :

" فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا "

فتكتموا الحق ، وتظهروا الباطل ، لأجل متاع الدنيا القليل . وهذه الآفات ، إذا سلم منها العالم ، فهو من توفيقه . وسعادته بأن يكون همه ، الاجتهاد في العلم والتعليم ، ويعلم ، أن الله قد استحفظه بما أودعه من العلم ، واستشهده عليه وأن يكون خائفا من ربه . ولا يمنعه خوف الناس وخشيتهم ، من القيام بما هو لازم له . وأن لا يؤثر الدنيا على الدين . كما أن علامة شقاوة العالم ، أن يكون مخلدا للبطالة ، غير قائم بما أمر به ، ولا مبال بما استحفظ عليه . قد أهمله وأضاعه ، قد باع الدين بالدنيا ، قد ارتشى في أحكامه ، وأخذ المال على فتاويه ، ولم يعلم عباد الله ، إلا بأجرة وجعالة . فهذا قد من الله عليه بمنة عظيمة ، كفرها ، ودفع حظا جسيما ، حرم منه غيره

نضال 3
27.02.2010, 19:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*قال ابن تيمية فى ج27 ص 433
الوسيلة التى امر الله أن تبتغى اليه فقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة" قال عامة المفسرين كابن عباس ومجاهد وعطاء والفراءالوسيلة القربة قال قتادة تقربوا إلى الله بما يرضيه قال أبو عبيدة توسلت إليه أى تقربت وقال عبد الرحمن بن زيد تحببوا الى الله والتحبب والتقرب اليه انما هو بطاعة رسوله فالايمان بالرسول وطاعته هو وسيلة الخلق الى الله ليس لهم وسيلة يتوسلون بها البتة الا الايمان برسوله وطاعته وليس لاحد من الخلق وسيلة الى الله تبارك وتعالى الا بوسيلة الايمان بهذا الرسول الكريم وطاعته,
*وقال فى*ج1 ص274
والوسيلة التى أمرنا الله أن نبتغيها اليه هى التقرب الى الله بطاعته وهذا يدخل فيه كل ما أمرنا الله به ورسوله وهذه الوسيلةلا طريق لنا اليها الا باتباع النبى صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وطاعته وهذا التوسل به فرض على كل أحد
**وتحقيق الوسيلة فى الشرع:ـ
*قال ابن تيمية فى ج1 ص 308وما بعدها:ـ
وإذا تكلمنا فيما يستحقه الله تبارك وتعالى من التوحيد بينا أن الأنبياء وغيرهم من المخلوقين لا يستحقون ما يستحقه الله تبارك وتعالى من خصائص فلا يشرك بهم ولا يتوكل عليهم ولا يستغاث بهم كما يستغاث بالله ولا يقسم على الله بهم ولا يتوسل بذواتهم وإنما يتوسل بالإيمان بهم وبمحبتهم وطاعتهم وموالاتهم وتعزيرهم وتوقيرهم ومعاداة من عاداهم وطاعتهم فيما أمروا وتصديقهم فيما أخبروا وتحليل ما حللوه وتحريم ما حرموه
والتوسل بذلك على وجهين :

أحدهما :أن يتوسل بذلك الى إجابة الدعاء واعطاء السؤال كحديث الثلاثة الذين أووا الى الغار فإنهم توسلوا بأعمالهم الصالحة ليجيب دعاءهم ويفرج كربتهم وقد تقدم بيان ذلك
والثانى:التوسل بذلك الى حصول ثواب الله وجنته ورضوانه فإن الأعمال الصالحة التى أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم هى الوسيلة التامة الى سعادة الدنيا والآخرة ومثل هذا كقول المؤمنين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار فإنهم قدموا ذكر الإيمان قبل الدعاء ومثل ذلك ما حكاه الله سبحانه عن المؤمنين فى قوله تعالى انه كان فريق من عبادى يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين وأمثال ذلك كثير,,
*وكذلك التوسل بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم وشفاعته: فإنه يكون على وجهين
أحدهما: أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان يطلب منه فى حياته وكما يطلب منه يوم القيامة حين يأتون آدم ونوحا ثم الخليل ثم موسى الكليم ثم عيسى ثم يأتون محمدا صلوات الله وسلامه عليه وعليهم فيطلبون منه الشفاعة
والوجه الثانى :أن يكون التوسل مع ذلك بأن يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه كما فى حديث الأعمى (وسيأتى بيانه) فإنه طلب منه الدعاء والشفاعة فدعا له الرسول وشفع فيه وأمره أن يدعو الله فيقول اللهم انى أسألك وأتوجه اليك به اللهم فشفعه فى فأمره أن يسأل الله تعالى قبول شفاعته بخلاف من يتوسل بدعاء الرسول وشفاعة الرسول والرسول لــــم يدع لـه ولم يشفع فيه فهذا توسل بما لم يوجد وإنما يتوسل بدعائه وشفاعته من دعا له وشفع فيه,

اخى الكريم mosaab1975 (http://www.kalemasawaa.com/vb/u213.html)

بارك الله فيك _ لروعة ما طرحتموه لنا

وشكرا لك جهوداتك المبذولة لرقى منتدانا الكريم

تقبل مرورى مع كامل الاحترام والتقدير ؛؛؛

mosaab1975
28.02.2010, 08:36
الأخت الفاضله : نضال
بارك الله فيك وفي تعليقاتك وتشرفت بمرورك وتعقيبك المبارك

mosaab1975
28.02.2010, 17:34
فهل هذه الآيات الكريمة في الكفار أم في المسليمن أم عامة؟

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(َمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 )
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gifَ(مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة : 45 )
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 )فهل هذه الآيات الكريمة في الكفار أم في المسليمن أم عامة؟
ذهب بعض أهل العلم الى ان هذه الآيات كلها في الكافرين من أهل الكتاب و حجتهم انها جاءت في سياق الآيات عن اهل الكتاب.
وهنذا اختيار الطبري رحمه الله فقد قال بعد ايراد جملة من الأقوال:(واولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار اهل الكتاب لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت, وهم المعنيون بها, وهذه الآيات سياق الخبر عنهم فكونها خبرا عنهم اولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله فكيف جعلته خاصا؟
قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين, فأخبر عنهم انهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه, كافرون . وكذلك القول في كل من لم يحكم بما انزل الله جاحدا به هو بالله كافر كما قال ابن عباس, لأنه بجحوده حكم الله بعلمه أنه انزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي.
وذهب بعض العلماء الى ان الآيات وان كان سياقها في بني اسرائيل الا ان الله عز وجل رضي بها لهذه الأمة وهي علينا واجبة فصح عن ابراهيم النخعي عن الطبري وغيره انه قال في هذه الآية:(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 )
أنه قال: نزلت في بني اسرائيل ثم رضي بها لهؤلاء وفي رواية ورضي لهذه الأمة بها.
قال الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان:(قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية {هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} نازلة في المسلمين، لأنه تعالى قال قبلها مخاطباً لمسلمي. هذه الأُمة {فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِأايَـٰتِى ثَمَناً قَلِيلاً} ، ثم قال: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ} فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية، وعليه فالكفر إما كفر دون كفر، وإما أن يكون فعل ذلك مستحلاً له، أو قاصداً به جحد أحكام الله وردها مع العلم بها.
أما من حكم بغير حكم الله، وهو عالم أنه مرتكب ذنباً فاعل قبيحاً، وإنما حمله على ذلك الهوى فهو من سائر عصاة المسلمين، وسياق القرآن ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} في اليهود لأنه قال قبلها: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلاٌّنْفَ بِٱلاٌّنْفِ وَٱلاٍّذُنَ بِٱلاٍّذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} .
فالخطاب لهم لوضوح دلالة السياق عليه كما أنه ظاهر أيضاً في أن آية {فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُون } .
واعلم أن تحرير المقام في هذا البحث أن الكفر والظلم والفسق كل واحد منها ربما أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معارضةً للرُّسل وإبطالاً لأحكام الله فظلمه وفسقه وكفره كلها كفر مخرج عن الملة، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ} معتقداً أنه مرتكب حراماً فاعل قبيحاً فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة، وقد عرفت أن ظاهر القرآن يدل على أن الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى، والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، وتحقيق أحكام الكل هو ما رأيت، والعلم عند الله تعالى.)
وقال ان سعدي: ( فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر ، وقد يكون كفرا ينقل عن الملة . وذلك إذا اعتقد حله وجوازه . وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أعمال الكفر ، قد استحق من فعله ، العذاب الشديد . )
حاصل القول في الحكم بغير ما انزل الله :
فمما سبق يتبين أنه لأهل العلم تفصيلات وأقوال فيمن حكم بغير ما انزل الله حاصلها وأصوبها والله اعلم:
اولا : من حكم بغير ما انزل الله معتقدا ان ما انزله الله هو الحق والخير والصواب ولكنه حكم بغير ما انزل الله طمعا في الدنيا او اشباعا لرغبة نفس وانتصار لها فهذا لايكفر كفرا مخرجا من الملة.
ثانيا: من حكم بغير ما انزل الله مستحلا له او مفضلا له على حكم الله عز وجل فقد كفر كفرا مخرجا له عن الإسلام, وكذا من استهزأ بأحكام الله عز وجل.
ثالثا: من جحد حكم الله عز وجل المنزل على رسله وأظهر خلاقه وزعم انه من عند الله وحكم به فهو كافر كفرا مخرجا عن الإسلام كاليهود الذين بدلوا حكم الله في الزانين الذي هو الرجم.
رابعا: أن الحاكم بغير ما انزل الله قد وردت فيه ايات ثلاث في هذا المقام وهي ايات رقم 44 و45 و 47 من سورة المائدة. والكفر والفسق والظلم كلها قد تأتي بمعنى واحد وهو الكفر المخرج عن الملة أحيانا , http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/007.gif(وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 254 )
وقد تأتي بمعان أخر وتكون كلها ليست بمخرجة من الملة كحديث:( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ( البخاري ومسلم), فليس بكفر مخرج من الملة لأن الله تعالى قال:((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات : 9 )
خامسا: ان المكره على الحكم بغير ما انزل الله والمجبر على فعل ذلك لا ينسحب عليه الحكم بالكفر , قال تعالى:(الا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
سادسا: إن المتأول الذي حكم بغير ما أنزل الله وهو متأول لا يحكم عليه بالكفر .

mosaab1975
28.02.2010, 17:36
من نوالي؟
قال تعالى:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة : 55 )
زعم قوم أنها نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد تصدق بخاتمه وهو راكع.
وأوردوا مجموعة من الآثار التي ذكرها المفسرون عند الآية كالطبري:( 9601ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, قال: ثم أخبرهم بـمن يتولاهم, فقال: إنّـمَا وَلِـيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصّلاةَ ويُؤْتُونَ الزّكاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ هؤلاء جميع الـمؤمنـين, ولكن علـيّ بن أبـي طالب مرّ به سائل وهو راكع فـي الـمسجد, فأعطاه خاتـمه) والقرطبي.
ان معنى الآية كما ذكره الطبري:( القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }..
يعنـي تعالـى ذكره بقوله: إنّـمَا وَلِـيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا لـيس لكم أيها الـمؤمنون ناصر إلاّ الله ورسوله والـمؤمنون, الذين صفتهم ما ذكر تعالـى ذكره. فأما الـيهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم ونهاكم أن تتـخذوا منهم أولـياء, فلـيسوا لكم أولـياء ولا نُصَراء, بل بعضهم أولـياء بعض, ولا تتـخذوا منهم ولـيا ولا نصيرا.)
وأغلب الظن أنها من موضوعات الشيعة في سيدنا علي رضي الله عنه , فلماذا تفسير (وَالَّذِينَ آمَنُواْ) بعلي رضي الله عنه, وتنحصر فيه ؟ ولماذا تصدق علي رضي الله عنه وهو ر اكع ولم ينتظر حتى يفرغ من صلاته؟
وقد اورد ابن كثير تعقيبا لهذا القول فقال :( وأما قوله {وهم راكعون} فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله {ويؤتون الزكاة} أي في حال ركوعهم, ولو كان هذا كذلك, لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره, لأنه ممدوح, وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى, وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الاَية نزلت فيه, وذلك أنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي, حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب, وحدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول, حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل, قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}, وقال ابن جرير: حدثني الحارث, حدثنا عبد العزيز, حدثنا غالب بن عبيد الله, سمعت مجاهداً يقول في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية. نزلت في علي بن أبي طالب, تصدق وهو راكع, وقال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد, عن أبيه, عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية, نزلت في علي بن أبي طالب, عبد الوهاب بن مجاهد لا يحتج به.وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري, عن أبي سنان, عن الضحاك, عن ابن عباس, قال: كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي, فمر سائل وهو راكع, فأعطاه خاتمه, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله} الاَية, الضحاك لم يلق ابن عباس. وروى ابن مردويه أيضاً من طريق محمد بن السائب الكلبي, وهو متروك, عن أبي صالح, عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد, وإذا مسكين يسأل, فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: «أعطاك أحد شيئاً ؟» قال: نعم. قال «من ؟» قال: ذلك الرجل القائم. قال «على أي حال أعطاكه ؟» قال: وهو راكع, قال «وذلك علي بن أبي طالب». قال, فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وهذا إسناد لا يُفرح به.
ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه, وعمار بن ياسر وأبي رافع, وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها, ثم روى بإسناده عن ميمون بن مهران, عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم, وقال ابن جرير: حدثنا هناد, حدثنا عبدة عن عبد الملك, عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه الاَية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قلنا: من الذين آمنوا ؟ قال: الذين آمنوا. قلنا بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب, قال: علي من الذين آمنوا, وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الاَية في جميع المؤمنين, ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد, فأعطاه خاتمه.
وقال علي بن أبي طلحة الوالبي, عن ابن عباس: من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا, رواه ابن جرير, وقد تقدم في الأحاديث التي أوردناها أن هذه الاَيات كلها نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله عنه حين تبرأ من حلف اليهود, ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين, ولهذا قال تعالى بعد هذا كله {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} كما قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز, لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاَخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} فكل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين, فهو مفلح في الدنيا والاَخرة, ومنصور في الدنيا والاَخرة, ولهذا قال تعالى في هذه الاَية الكريمة {ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
ومن الذي جوز للسائل ان يدخل المسجد ويسأل الناس وهم ما بين راكع وساجد ؟ وهل امرنا الله تعالى ان نؤدي زكاتنا ونخن على هيئة الركوع؟
أم هو الخضوع والإمتثال والانقياد لله عز وجل , فالآية تتحدث عن الولاء الذي جعلته لله عز وجل ولرسولة صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا الذين من أخص صفاتهم (( إقامة الصلاة)) وإيتاء الزكاة والخشوع والخضوع والامتثال والانقياد لله رب العالمين

mosaab1975
16.03.2010, 18:07
مـــــــــــــــن نعادي؟1

قال تعالى :(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة : 82 )

والفهم الخاطيء في الآيات يتمثل عمليا في موالاتنا لليهود وصداقتنا لهم ومسالمتنا لهم , مع ان الله قد بين أنهم أشد عداوة للذين آمنوا ,وأن عداوتهم أشد من عداوة المشركين ويتمثل نظريا وعمليا في موالاة النصارى بزعم انهم يودوننا ويحبوننا وقريبون لنا.
هذا وكم تستغل هذه الآية الكريمة عند الحديث عن الوحدة الوطنية والبعد عن الفتنه الطائفية ولذلك تجد المسلمين منهم من يحب النصارى عملا بهذه الآية ولقد نسي مبدأ الولاء والبراء. والحق يقال : إن هذه الآية لا تعني ما ذهبوا اليه على الإطلاق لأن محبة الكافرين كفر ولأن الركون اليهم وائتمانهم ومداهنتهم ونحو ذلك من الموالاة التي حرمها الله كما قال تعالى:( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة : 51 )
وقال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران : 100 )
وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ() (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ() (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران : -200-118 )
وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (المائدة : 57 )
وآيات عديده اخرى في نفس السياق تنهى عن اتخاذ الكفار اولياء ومحبتهم.
ولكن كيف يتفق هذا مع ذاك؟
لنعد اولا الى سبب النزول: لأهل العلم في ذلك أقوال كثيره, ذكر منها الطبري رحمه الله
احدها: إن هذه الآية نزلت والتي بعدها نزلت في نفر قدموا الى النبي صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشه فلما سمعوا القران أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والثاني: أنها نزلت في النجاشي وأصحاب له اسلموا معه
والثالث: إنهم قوم كانوا على شريعة عيسى عليه السلام من أهل الإيمان فلما بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به.
قال الطبري: والوصاب في ذات القول عندي: أن الله تعالى وصف صفة قوم قالوا:( إنا نصارى) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يجدهم أقرب الناس ودادا لأهل الإيمان بالله ورسوله, ولم يسم لنا اسمائهم , وقد يجوز أن يكون أريد بهم بذلك أصحاب النجاشي, ويجوز ان يكون اريد به قوم كانوا على شريعة عيسى عليه السلام فأدركهم الإسلام فأسلموا لما سمعوا القرآن وعرفوا انه الحق .

mosaab1975
16.03.2010, 18:13
من نعادي2
وأيا ما كان الأمر:نزلت في النجاشي أو غيره فالشاهد أنها نزلت في قوم من النصارى عرفوا الحق, ولم يستكبروا على اتباعه ولم يأنفوا على الدخول فيه بل انقادوا الى الحق وهم اهل علم وعباده – فآمنوا يعني لم يبقوا على نصرانيتهم ودعوا الله ان يدخلهم مع القوم الصالحين فترتب على ذلك دخولهم الجنات التي حرمها الله على الكافرين كما قال تعالى: (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ() بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة : 112-111 ) فالجنة حرام الا على اهل الإسلام وهؤلاء اهلها فكيف هم اذن؟ نصارى يجب أن نحبهم لأنهم يحبوننا كما زعموا؟ كلا بل هم الذين قال الله عنهم : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران : 199 )
وهذا الصنف هم الذين قال تعالى فيهم : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ() وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) الى قوله تعالى: (لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (القصص :-55 52 )
لكن لو سأل سائل : ما وجه الثناء على هذه الفئة من التصارى؟
يقول الطبري رحمه الله: (والصواب فـي ذلك من القول عندنا أن يقال: إن الله تعالـى ذكره أخبر عن النفر الذين أثنى علـيهم من النصارى بقرب مودتهم لأهل الإيـمان بـالله ورسوله, أن ذلك إنـما كان منهم لأن منهم أهل اجتهاد فـي العبـادة وترهيب فـي الديارات والصوامع, وأن منهم علـماء بكتبهم وأهل تلاوة لها, فهم لا يبعدون من الـمؤمنـين لتواضعهم للـحقّ إذا عرفوه, ولا يستكبرون عن قبوله إذا تبـينوه لأنهم أهل دين واجتهاد فـيه ونصيحة لأنفسهم فـي ذات الله, ولـيسوا كالـيهود الذين قد دَرِبُوا بقتل الأنبـياء والرسل ومعاندة الله فـي أمره ونهيه وتـحريف تنزيـله الذي أنزله فـي كتبه.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : (وقوله تعالى: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى} أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة, وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة, كما قال تعالى {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية} وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر. وليس القتال مشروعاً في ملتهم, ولهذا قال تعالى: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم)
وقال ايضا :( فقوله {ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع, ثم وصفهم بالانقياد للحق واتباعه والإنصاف, فقال {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم {يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به.)
لكن سؤال : هل النصارى القائلون بأن المسيح هو الله والقائلون ان الله ثالث ثلاثه , وكذا القائلون ان المسيح ابن الله هل يدخلون في هذه الآية ؟
الجواب : لا يدخل المذكورون في الآية الكريمة وذلك لأن الفرق الثلاث كفار, قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ) وقال تعالى:((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة : 73 ) وقال تعالى:((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة : 30 )
انما الآيه في قوم آمنوا بعيسى صلى الله عليه وسلم واتبعوه وصدقوا ما جاءهم به ثم لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم آمنوا به ايضا وصدقوا بما معه.

miran dawod
16.03.2010, 19:59
موضوع يستحق التثبيت
بارك الله فيك

mosaab1975
17.03.2010, 08:52
ما حكم الدعوة الى الله

قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 )
ان كثير من الدعة الى الله يسمعون هذه الآية اذا قام بالدعوة او انكار المنكر , ويقال له :"دع الخلق للخالق" و "عليكم أنفسكم" الى اخر هذه الجمل والكلمات.
إن مثل هذا الفهم الخاطيء للآية يهدم قاعدة أساسية من قواعد الإسلام فضل الله بها هذه الأمة وميزها بها على غيرها, ألا وهي قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
إن هذه الآية الكريمة تؤخذ في ظلال قوله تعالى:(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف : 108 )
وفي ظلال قوله تعالى :(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران : 104 )
وقوله تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )
وفي ظل حديث النبي صلى الله عليه وسلم :(ليبلغ الشاهد منكم الغائب) رواه البخاري في العلم ومسلم في الحج.
وفي ظل قوله عليه السلام:(بلغوا عني ولو آية) اخرجه البخاري في الأنبياء والبغوي في شرح السنة (113)
وهكذا نرى ان الآيات التي تحث على الدعوه والأمر بالمعروف كثيرة بالإضافة الى احاديث النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف نربط بينها وبين الآية؟
إن المعنى والله اعلم هو : يا من آمنتم بالله وصدقتم المرسلين عليكم اصلاح أنفسكم وتزكيتها ونهيها عن الهوى واعلموا انكم اذا فعلتم ذلك وقمتم بما أوجبه الله عليكم من الأمر والنهي ولم يستجب لكم فليس بضاركم ذلك شيئا,
يقول الطبري:(يقول تعالـى ذكره: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ فأصلـحوها, واعملوا فـي خلاصها من عقاب الله تعالـى, وانظروا لها فـيـما يقرّبها من ربها, فإنه لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ يقول: لا يضرّكم من كفر وسلك غير سبـيـل الـحقّ إذا أنتـم اهتديتـم وآمنتـم بربكم وأطعتـموه فـيـما أمركم به وفـيـما نهاكم عنه, فحرّمتـم حرامه وحللتـم حلاله), ثم يختم بحثه رحمه الله بقوله:(وأولـى هذه الأقوال, وأصحّ التأويلات عندنا بتأويـل هذه الاَية ما رُوي عن أبـي بكر الصدّيق فـيها, وهو: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ: الزموا العمل بطاعة الله, وبـما أمركم به, وانتهوا عما نهاكم الله عنه. لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ إذَا اهْتَدَيْتُـمْ يقول: فإنه لا يضرّكم ضلال من ضلّ إذا أنتـم رمتـم العمل بطاعة الله, وأدّيتـم فـيـمن ضلّ من الناس ما ألزمكم الله به فـيه من فرض الأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر, الذي يركبه أو يحاول ركوبه, والأخذ علـى يديه إذا رام ظلـما لـمسلـم أو معاهد ومنعه منه فأبى النزوع عن ذلك, ولا ضير علـيكم فـي تـماديه فـي غيه وضلاله إذا أنتـم اهتديتـم وأدّيتـم حقّ الله تعالـى فـيه., )وإنـما قلنا ذلك أولـى التأويلات فـي ذلك بـالصواب, لأن الله تعالـى أمر الـمؤمنـين أن يقوموا بـالقسط ويتعاونوا علـى البرّ والتقوى ومن القـيام بـالقسط: الأخذ علـى يد الظالـم ومن التعاون علـى البرّ والتقوى: الأمر بـالـمعروف. وهذا مع ما تظاهرت به الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بـالأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر ولو كان للناس تَرْك ذلك, لـم يكن للأمر به معنى إلا فـي الـحال التـي رخص فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك ذلك, وهي حال العجز عن القـيام به بـالـجوارح الظاهرة فـيكون مرخصا له تركه إذا قام حينئذ بأداء فرض الله علـيه فـي ذلك بقلبه. وإذا كان ما وصفنا من التأويـل بـالاَية أولـى, فبـيّن أنه قد دخـل فـي معنى قوله: إذا اهْتَدَيْتُـمْ ما قاله حذيفة وسعيد بن الـمسيب, من أن ذلك: أذا أمرتـم بـالـمعروف ونهيتـم عن الـمنكر, ومعنى ما رواه أبو ثعلبة الـخشنـي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
فليس في الآية مستدل لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وانما غاية ما فيها أن ضلال من ضل لا يضر من اهتدى.لأن من المعلوم ان من اوصاف المهتدي انه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.قال تعالى:(فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ) (هود : 116 )

mosaab1975
17.03.2010, 08:55
ما حكم الدعوة الى الله 2
وقوله تعالى: (لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة : 105 ) ليست من البداية بدون أمر بمعروف أو نهي عن منكر بل اذا دعوتم الى الله وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ونصحتم لله ولرسوله وللمؤمنين, وأديتم ما عليكم ثم بعد ذلك لم يستجب لكم , فما عليكم الا البلاغ ولا يضركم بعد من ضل اذا اهتديتم وأديتم وأحسنتم.. فهي بعد القيام بالدعوه على اكمل وجه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أراد الله تعالى.
ثم تعالوا ننظر كيف فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , روى الترمذي عن ابي أمية الشيعاني قال : أتيت أبا ثعلبه الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أي اية؟ قلت : قول الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 ) قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا, سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( بل ائتمروا بالمعروف وتناهو عن المنكر . حتى اذا رأيت شحا مطاعا, وهوىً متبعاً, ودنيا مؤثرة و إعجاب كل ذي رأي برأيه , فعليك بخاصة نفسك, ودع العوام , فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر , للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم ), قال عبدالله بن المبارك : وزاد غير عتبه: قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال :( بل أجر خمسين منكم). أخرجه ابو داوود في الملاحم والترمذي في التفسير وابن ماجه في الفتن , وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2344)
وروى الإمام أحمد عن قيس قال : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة : 105 ),وإنكم تضعونها في غير موضعها , وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إن الناس إذا رأو المنكر لا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه) قال: وسمعت أبا بكر يقول: يا أيها الناس : إياكم والكذب فإن الكذب مجنب الإيمان. (قال الشيخ شاكر في تحقيق المسند تحت رقم 16: اسناده صحيح)
و روى جرير عن سفيان بن عقال قال: قيل لابن عمر: لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه,فإن الله تعالى قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ .....) فقال ابن عمر: انها ليست لي ولا لأصحابي, لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ألا فليبلغ الشاهد الغائب) فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب , ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم.
وروى الطبري في تفسيره للآية:(10099ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا ابن فضالة, عن معاوية بن صالـح, عن جبـير بن نفـير, قال: كنت فـي حلقة فـيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنـي لأصغر القوم, فتذاكروا الأمر بـالـمعروف والنهي عن الـمنكر, فقلت أنا: ألـيس الله يقول فـي كتابه: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا عَلَـيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرّكُمْ مَنْ ضَلّ إذَا اهْتَدَيْتُـمْ؟ فأقبلوا علـيّ بلسان واحد, وقالوا: تنزع بآية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويـلها حتـى تـمنـيت أنـي لـم أكن تكلـمت. ثم أقبلوا يتـحدثون فلـما حضر قـيامهم, قالوا: إنك غلام حدث السنّ, وإنك نزعت بآية لا تدري ما هي, وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحّا مطاعا, وهو متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه, فعلـيك بنفسك لا يضرّك من ضلّ إذا اهتديت)

نضال 3
17.03.2010, 21:07
http://nouralhak.com/bb/images/smilies/by%20name.gif

في وقتنا اليوم قد يسر الله عز وجل أمر الدعوة أكثر، بطرق لم تحصل لمن قبلنا، فأمور الدعوة اليوم متيسرة أكثر، من طرق كثيرة، وإقامة الحجة على الناس اليوم ممكنة بطرق متنوعة: عن طريق الإذاعة، وعن طريق التلفزة، وعن طريق الصحافة، ومن طرق شتى،

فالواجب على أهل العلم والإيمان، وعلى خلفاء الرسول أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يتكاتفوا فيه، وأن يبلغوا رسالات الله إلى عباد الله ولا يخشوا في الله لومة لائم، ولا يحابوا في ذلك كبيرا ولا صغيرا ولا غنيا ولا فقيرا، بل يبلغون أمر الله إلى عباد الله، كما أنزل الله،

وكما شرع الله، وقد يكون ذلك فرض عين إذا كنت في مكان ليس فيه من يؤدي ذلك سواك، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه يكون فرض عين، ويكون فرض كفاية، فإذا كنت في مكان ليس فيه من يقوى على هذا الأمر،

ويبلغ أمر الله سواك، فالواجب عليك أنت أن تقوم بذلك، فأما إذا وجد من يقوم بالدعوة والتبليغ، والأمر والنهي غيرك، فإنه يكون حينئذ في حقك سنة، وإذا بادرت إليه وحرصت عليه كنت بذلك منافسا في الخيرات، وسابقا إلى الطاعات، ومما احتج به على أنها فرض كفاية قوله جل وعلا: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ الآية،

قال الحافظ ابن كثير عند هذه الآية وجماعة ما معناه: ولتكن منكم أمة منتصبة لهذا الأمر العظيم، تدعو إلى الله، وتنشر دينه، وتبلغ أمره سبحانه وتعالى، ومعلوم أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا إلى الله، وقام بأمر الله في مكة حسب طاقته، وقام الصحابة كذلك رضي الله عنهم وأرضاهم بذلك حسب طاقتهم، ثم لما هاجروا قاموا بالدعوة أكثر وأبلغ، ولما انتشروا في البلاد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام قاموا بذلك أيضا رضي الله عنهم وأرضاهم، كل على قدر طاقته وعلى قدر علمه، فعند قلة الدعاة، وعند كثرة المنكرات، وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم، تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته، وإذا كان في محل محدود كقرية ومدينة ونحو ذلك، ووجد فيها من تولى هذا الأمر، وقام به وبلغ أمر الله، كفى وصار التبليغ في حق غيره سنة، لأنه قد أقيمت الحجة على يد غيره ونفذ أمر الله على يد سواه.

فضل الدعوة

وقد ورد في فضل الدعوة والدعاة آيات وأحاديث كثيرة، كما أنه ورد في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاة أحاديث لا تخفى على أهل العلم،

ومن ذلك قوله جل وعلا: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

فهذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل، فأنت يا عبد الله يكفيك شرفا أن تكون من أتباع الرسل، ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

المعنى: لا أحد أحسن قولا منه لكونه دعا إلى الله وأرشد إليه وعمل بما يدعو إليه، يعني: دعا إلى الحق وعمل به، وأنكر الباطل وحذر منه، وتركه، ومع ذلك صرح بما هو عليه، لم يخجل بل قال: إنني من المسلمين، مغتبطا وفرحا بما من الله به عليه، وليس كمن يستنكف عن ذلك ويكره أن ينطق بأنه مسلم، أو بأنه يدعو إلى الإسلام، لمراعاة فلان أو مجاملة فلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل المؤمن الداعي إلى الله القوي الإيمان، البصير بأمر الله يصرح بحق الله، وينشط في الدعوة إلى الله ويعمل بما يدعو إليه، ويحذر ما ينهى عنه، فيكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه، ومن أبعد الناس عن كل ما ينهى عنه، ومع ذلك يصرح بأنه مسلم وبأنه يدعو إلى الإسلام، ويغتبط بذلك ويفرح به كما قال عز وجل:(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فالفرح برحمة الله وفضله فرح الاغتباط، فرح السرور، أمر مشروع، أما الفرح المنهي عنه فهو فرح الكبر، والفرح هذا هو المنهي عنه كما قال عز وجل في قصة قارون:(لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)
هذا فرح الكبر والتعالي على الناس والتعاظم، وهذا هو الذي ينهى عنه..

جزاك الله خيرااا اخى الكريم
mosaab1975 (http://www.kalemasawaa.com/vb/u213.html)

لهذا الطرح النير

بارك الله فيك _ ورزقنا الله واياك جنته

mosaab1975
19.03.2010, 07:37
ما معنى الظلم؟
قال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام : 82 )
وهي من الآيات التي تأولها الصحابه رضي الله عنهم على غير وجهها, يتمثل ذلك في فهمهم لمعنى الظلم في الآية بأنه ظلم النفس الذي لا يكاد ينجو منه انسان فشق ذلك عليهم وليس الأمر كذلك , روى البخاري عن عبدالله قال : لما نزلت ( وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وأينا لم يظلم نفسه ؟ فنزلت : ((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان : 13 )
ولـأحمد بنحوه، عن عبد الله قال: { لما نزلت الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا رسول الله! فأيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟ إنما هو الشرك }.
وبهذا المعنى الصحيح يتبين أن الظلم ظلمان . ظلم أكبر وظلم أصغر كالذي حكاه السلف الصالح وقال به اهل السنة والجماعة .
فالله سبحانه سمى الكافر ظالما, كما في قوله تعالى(وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 254 )
وقال تعالى: (َمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)الطلاق : 1)
فالإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، جعل العنوان: ' باب فضل التوحيد وما يكفر به من الذنوب ' ثم ذكر قول الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فذكر هذه الآية في هذا الباب، والباب عنوانه: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، فكيف يأتي بهذه الآية وهي: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].

فنقول: أنه جاء بها لمناسبة عظيمة واضحة، وهي ما ذكره في الشرح، من تفسير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تفسير ابن كثير رحمه الله، ثم ذكر الشارح قول ابن زيد ، وابن إسحاق : هذه من الله، فما معنى هذه من الله؟ ثم قال: على فصل القضاء بين إبراهيم وقومه.

معنى قوله: هذه من الله، يقصد بها قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فالله تبارك وتعالى فصل بهذه الآية بين إبراهيم وقومه.
قال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله تعالى: والذي شق عليهم: أنهم ظنوا أن الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه، وأنه لا أمن ولا اهتداء إلا لمن لم يظلم نفسه، فبين لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دلهم على أن الشرك ظلمٌ في كتاب الله، فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم، فإن من لم يلبس إيمانه بهذا الظلم كان من أهل الأمن والاهتداء، كما كان من أهل الاصطفاء في قوله: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر:32].

وهذا لا ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلمه لنفسه، بذنب إذا لم يتب، كما قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8].

وقد سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: {يا رسول الله! أيّنا لم يعمل سوءاً؟ فقال: يا أبا بكر ! ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ أليس يصيبك الَّأواء؟ فذلك ما تجزون به } فبين أن المؤمن الذي إذا مات دخل الجنة قد يجزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب.

فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة: الشرك، وظلم العباد، وظلمه لنفسه بما دون الشرك، كان له الأمن التام والاهتداء التام، ومن لم يسلم من ظلمه لنفسه كان له الأمن والاهتداء مطلقاً.

بمعنى: أنه لا بد أن يدخل الجنة كما وعد بذلك في الآية الأخرى، وقد هداه الله إلى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجنة، ويحصل له من نقص الأمن والاهتداء، بحسب ما نقص من إيمانه بظلمه لنفسه.

وليس مراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: {إنما هو الشرك } أن من لم يشرك الشرك الأكبر يكون له الأمن التام والاهتداء التام، فإن أحاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن: تبين أن أهل الكبائر معرضون للخوف، لم يحصل لهم الأمن التام والاهتداء التام الذي يكونون بهما مهتدين إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، من غير عذاب يحصل لهم، بل معهم أصل الاهتداء إلى هذا الصراط، ومعهم أصل نعمة الله عليهم، ولا بد لهم من دخول الجنة.

وقوله: { إنما هو الشرك } إن أراد الأكبر فمقصوده: أن من لم يكن من أهله فهو آمن مما وُعد به المشركون، من عذاب الدنيا والآخرة، وإن كان مراده جنس الشرك، يقال: ظلم العبد نفسه، كبخله - لحب المال - ببعض الواجب، هو شرك أصغر، وحبه ما يبغضه الله تعالى، حتى يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر، ونحو ذلك، فهذا فاته من الأمن والاهتداء بحسبه، ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الشرك بهذا الاعتبار، انتهى ملخصاً '.

أقول: كلام شَيْخ الإِسْلامِ عظيم جداً، وقد لا نستوعب فهمه كله، ولكن نلخص القضايا الأساسية.

أولاً: نفهم أن الإنسان الذي يحقق التوحيد، والذي وعده الله تبارك وتعالى بالأمن والاهتداء، هو الذي لم يلبس ولم يخلط إيمانه بظلم، ولا يعني ذلك أن يحصل الاهتداء التام والأمن التام له إذا كان لديه معاصي وذنوب وكبائر.

لأن الأمن التام والاهتداء التام لا يكون إلا لمن سلم من الشرك، ومن الذنوب والمعاصي.

وأما من حقق التوحيد وسلم من الشرك -والآن نأخذ الشرك على أنه الشرك الأكبر حتى لا تختلط الأفهام- ولكنه ارتكب الذنوب والمعاصي، فهل هذا آمن أم خائف؟

نقول: هذا له أمن ناقص، واهتداء ناقص، والذي أنقص أمنه وأنقص اهتداءه هو الذنوب والمعاصي، فهي تؤثر وإن كان محققاً ومستكملاً للتوحيد، لأن لها أثراً وعلاقة، كما سنوضح ذلك إن شاء الله تبارك وتعالى.

ومن الذي ليس له أمن ولا اهتداء بالإطلاق؟

هو المشرك الذي أشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72] فهذا ليس له أمن، ولا اهتداء لا في الدنيا ولا في الآخرة.

إذاً من حقق التوحيد، وقام بحقوق التوحيد، بأداء الفرائض وترك ما حرم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ له الأمن والاهتداء التامين بإذن الله.

mosaab1975
19.03.2010, 07:40
ماهوالميثاق
قال تعالى(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ()أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (الأعراف : 173 : 172 )
ولقد زعم اناس أن آية الميثاق هذه كافية في اقامة الحجة علىالعباد , لأنهم فطروا على التوحيد , وقد أقروا به في الإشهاد , فلا وجه لأن يعذر الناس في أموره ومسائله وكونهم ينسون هذا بعد ذلك أو يغفلون عنه فلا عذر لهم في ذلك أيضا.
فحجة الله على العباد قائمة بذلك الإشهاد ,وليس بإرسال الرسل ,ومن ثم لا يوجد شيء يسمى بأهل الفترة ,وان الناس اذا قصروا وفرطوا في تعليم أمور الدين مع امكانية ذلك فان جهلوا و وقعوا في أمور الشرك بعد ذلك فلا عذر لهم بالجهل فبإمكانية العلم قامت عليهم الحجة.
وذكروا احاديث في تفسير الأية , كما ورد في ابن كثير: وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال, وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم. قال الإمام أحمد حدثنا حجاج حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به قال: فيقول: نعم فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي» أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به.( البخاري في الرقاق ومسلم في المنافقين)
ومن هنا نشات قضية فرضت نفسها على الساحة تلوكها ألسنة أبناء الصحوة دائما , هل هناك عذر بالجهل أم أنه لا عذر بالجهل؟
إن قضية العذر وعدمه أخذت اكبر من حجمها, وغن مذهب اهل السنة والجماعة هو العذر بالجهل,وهو الي أدين لله عز وجل به, ولأن عدم العذر بالجهل معناه الحكم بالكفر على الناس قاطبة وتكفير الناس أجمعين.
والقول الراجح ان شاء الله هو: وهذه الآية الكريمة ليست كما زعموا حجة كافية في إقامة الحجة على العباد بل أجمع اهل العلم على انه لابد من بعث الرسل حجة على الناس كما قال تعالى:((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء : 165 )
يقول ابن كثير:( وقال أيضاً حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا أبو مسعود عن جرير قال مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال: فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عنه عقده فإن ابني مجلس ومسؤول ففعلت به الذي أمر فلما فرغت قلت يرحمك الله عما يسأل ابنك من يسأله إياه قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قلت: يا أبا القاسم وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قال: حدثني ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الاَخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الاَخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول ومن مات صغيراً قبل أن يدرك الميثاق الاَخر مات على الميثاق الأول على الفطرة فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس والله أعلم.
)
ونحن لا نستبعد أن يكون قول الله تعالى: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم.. الآيات } على وجهه لا على سبيل الحال. لأنه في تصورنا يقع كما أخبر عنه الله سبحانه. وليس هناك ما يمنع أن يقع حين يشاؤه.. ولكنا كذلك لا نستبعد هذا التأويل الذي اختاره ابن كثير، وذكره الحسن البصري واستشهد له بالآية.. والله أعلم أي ذلك كان..

وفي أي من الحالين يخلص لنا أن هناك عهداً من الله على فطرة البشر أن توحده. وأن حقيقة التوحيد مركوزة في هذه الفطرة؛ يخرج بها كل مولود إلى الوجود؛ فلا يميل عنها إلا أن يفسد فطرته عامل خارجي عنها! عامل يستغل الاستعداد البشري للهدى وللضلال. وهو استعداد كذلك كامن تخرجه إلى حيز الوجود ملابسات وظروف.
ي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية. " على هذه الملة " - فأَبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ".
وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ".

إن حقيقة التوحيد ليست مركوزة في فطرة " الإنسان " وحده؛ ولكنها كذلك مركوزة في فطرة هذا الوجود من حوله - وما الفطرة البشرية إلا قطاع من فطرة الوجود كله. موصولة به غير منقطعة عنه، محكومة بذات الناموس الذي يحكمه - بينما هي تتلقى كذلك أصداءه وإيقاعاته المعبرة عن تأثره واعترافه بتلك الحقيقة الكونية الكبيرة..
(رد شبهة سورة الأعراف 172)

البراك
06.04.2010, 17:01
جزاك الله خيرا

نضال 3
06.04.2010, 20:11
بسم الله الرحمن الرحيم

الغيب ما لا سبيل للإنسان إلى إدراكه، ولذلك نرجع إلى الدين ونصوص الوحي للتعرف على أحداث ووقائع وعوالم لا نعلم عنها شيئاً، وهي مع ذلك حقيقية وموجودة.

من ذلك ما اصطلح العلماء على تسميته ب: "ميثاق الذر"، أو "عهد الذر"، فما هو هذا الميثاق وما قصته؟


الميثاق في القرآن:

يقول الله جل جلاله - في إشارة إلى هذا الميثاق -:( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172) {الأعراف: 172}.

وقد فسر بعض العلماء الآية على معنى أن الله - تعالى - أخرج الذرية، وهم الأولاد، من أصلاب آبائهم، وذلك الإخراج أنهم كانوا نطفة، ثم صيرهم - تعالى -في أطوار من الخلق حتى استووا بشراً سوياً، ثم أشهدهم على أنفسهم بما ركب فيهم - وفي سائر خلقه - من دلائل الوحدانية وعجائب الصنع، فبهذا الإشهاد صاروا كأنهم قالوا بلى، وإن لم ينطقوا، فهذا كله على سبيل المجاز التمثيلي(1).


بيانه من السنه :

وهذا الرأي - الذي قال به جماعة من المفسرين - صحيح بحسب مقتضيات اللغة وسياق الآية، لكن السنة لا تساعد عليه، حيث جاءت بعض الروايات في قصة "ميثاق الذر" تفيد وقوعها حقيقة لا مجازاً. والحديث - كما هو مقرر عند العلماء - مبين للقرآن الكريم ومفسر لمجمله، ولذلك كان أعلى أنواع التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالحديث والآثار.

وقد سئل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن الآية المتقدمة فحدث أنه سمع النبي {يقول فيها: "إن الله - تعالى -خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون..."(2) قال أبو عبدالله القرطبي: معنى هذا الحديث قد صح عن النبي {من وجوه ثابتة كثيرة(3)، ومنها ما رواه ابن عباس عن النبي الكريم: إن الله أخذ الميثاق من ظهر بني آدم - عليه السلام - بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قُبُلا، قال: ألست بربكم قالوا بلى" شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172 أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون 173 {الأعراف: 172، 173}(4).

فهذا الحديث يثبت أصل الإخراج في عالم الذر، لذلك قال الطحاوي في عقيدته: ونؤمن بأن "الميثاق الذي أخذه الله - تعالى -من آدم وذريته حق"(5). ثم جاءت روايات أخرى عن الرسول الكريم وبعض صحابته تفصل في القصة، ومن مجموعها يتحصل مايلي: (6)

عالم الذر:

لما خلق الله - تعالى -آدم، أخرج جميع أبنائه إلى الوجود، أي كل البشر من عهد آدم إلى آخر الناس الذين تقوم عليهم القيامة. وهذا الإخراج يحتمل أن يكون من ظهر آدم فقط، فيظهر كل أبنائه منه، ويحتمل أن الباري - سبحانه - أخرج من ظهر آدم بنيه لصلبه فقط، ثم أخرج بني بنيه من ظهور بنيه، وهكذا على حسب الظهور الجسماني في الدنيا إلى يوم القيامة، فاستغنى عن ذكر إخراج بني آدم من آدم بقوله: "من بني آدم"(7).

لكن الناس لم يكونوا - حين الإخراج - كحالهم اليوم، بل كانوا - كما ورد في الحديث - كالذر، والذر يقال لصغار النمل، أو للهباء والغبار الدقيق الذي يطير في الهواء، أي أن الذر يضرب به المثل في الصغر، ومنه الذرة(8)، وذر الله الخلق في الأرض نشرهم. وقد خلق الله - تعالى -في ذلك الذر العقل والفهم والنطق، حتى يستوعبوا العهد(9).

ثم إن البشرية حين خرجت إلى عالم الذر انحصرت جميعاً قُدّام آدم ونظر إليهم بعينه - كما في رواية الترمذي -، وخاطبهم الله - سبحانه -: ألست بربكم، فقالوا: بلى". قال القرطبي: "أخذ عليهم العهد بأنه ربهم وأن لا إله غيره. فأقروا بذلك والتزموه، وأعلمهم أنه سيبعث إليهم الرسل، فشهد بعضهم على بعض"(10). ثم أعادهم الباري إلى صلب آدم، فلا تقوم الساعة حتى يولد كل من أخذ منه الميثاق(11).

فهذا هو القدر الذي اتفقت عليه الأحاديث والأخبار، وليس في بعض التفاصيل التي ذكرها بعض المفسرين كزمان أخذ العهد وكيفيته... نصوص ثابتة، ولا يضرنا جهل جزئيات القصة. "وكل ما عسر على العقل تصوره يكفينا فيه الإيمان به، ورد معناه إلى الله تعالى"(12).

عودة إلى الآية:

قرأ الكوفيون وابن كثير: ذريتهم، والمعنى أن البشرية كلها ذرية واحدة لآدم. وقرأ الباقون: "ذرياتهم"، والمعنى أن الله - تعالى -استخرج ذريات كثيرة، أي أجيالاً من الناس(13).

واختلف المفسرون في القائل شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172 {الأعراف: 172} فقيل: لما قال الذر: بلى، قالت الملائكة: شهدنا بإقراركم، لئلا تقولوا كنا غافلين. وقيل: هو من قول بني آدم، المعنى: بلى شهد بعضنا على بعض(14).


العوالم الثلاثة:

تثبت قصة الذر أن وجود الإنسان يمر بمراحل ثلاث:

الأولى: عالم الذر.

فهذا عالم حقيقي، وكل واحد منا شهده ووعاه، والظاهر أن الله - تعالى -لما رد الذر إلى ظهر آدم قبض أرواحهم(15)، لقد "أشهد الله جميع خلقه على نفسه منذ البداية، ولم يتخلف عن تلك المشاهدة مخلوق سابق أو لاحق"(16).

ولذلك قال الشيخ الطرطوشي: "إن هذا العهد يلزم البشر، وإن كانوا لايذكرونه في هذه الحياة. كما يلزم الطلاق من شهد عليه به وقد نسيه"(17).

الثانية: عالم الدنيا.

الثالثة: عالم الآخرة.


الفطرة من آثار "عهد الذر":

وقد رأى بعض العلماء أن فطرة الإيمان أصلها ذلك العهد البعيد الذي أخذه الله - سبحانه - على الإنسانية، ولذلك قالوا: إن الآية عامة تخاطب جميع الناس؛ لأن في قرارة كل واحد منهم شعوراً بأن له خالقاً ومدبراً. وجاء إرسال الرسل تذكيراً بالعهد، وإقامة للحجة لما ذهل البشر عن التوحيد(18)؛ ولذلك كان للإنسان شعور - على الجملة - بعالم الغيب، كما قال الشعراوي في ميثاق الذر: "لولا هذه المشاهدة لما استطاع إنسان أن يستوعب قضية الإيمان بالغيب، وفي قمتها الإيمان بوجود إله"(19).

ومصداق هذا حديث: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"(20)، وكذلك الحديث القدسي: "إني جعلت عبادي حنفاء، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً"(21). قال أبو العباس القرطبي: حنفاء، جمع حنيف، وهو المائل عن الأديان كلها إلى فطرة الإسلام... و(الشياطين) يعني شياطين الإنس من الآباء والمعلمين... وشياطين الجن بوساوسهم، ومعنى اجتالتهم، أي صرفتهم عن مقتضى الفطرة الأصلية(22).

خاتمة:

إن عالم الذر جزء من عالم الغيب الواسع، وهو مثال للقدرة الإلهية التي تقلب الوجود الإنساني في أطوار مختلفة، تدل كلها على أن لهذا الوجود غاية يسير إليها:

(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)

جهد مميز وبحث شيق جدااا

بارك الله فيك اخى الكريم

باذن الله هو فعلا بحث شرعى صحيح

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

mosaab1975
10.04.2010, 22:17
هل وقع ادم في الشرك؟

--------------------------------------------------------------------------------

قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ() فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ()أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)(الأعراف : -191-189 )

والمعنى الخاطيء الذي فهم لهذه الآية يتمثل في الإسرائيليات التي احاطت بها, واتهمت سيدنا آدم وزوجه حواء بوقوعهما في الشرك.(يرجع الى الرابط هذا لمعرفة المزيد http://www.alresalla.com/showthread.php?t=2572&page=2)
التفسير الصحيح :
ولهذا قال الله تعالى : {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}( تفسير ابن كثير والبغوي : ج 3 ص 613 ، 614 ط المنار.) فذكر آدم وحواء أولًا كالتوطئة لما بعدهما من الوالدين ، وهو كالاستطراد من الشخص إلى الجنس ، وهذا الذي ذهب إليه هذا الإمام الحافظ الناقد ابن كثير في تخريج الحديث والآثار هو الذي يجب أن يصار إليه ، وهو الذي ندين الله عليه ، ولا سيما أن التفسير الحق للآيتين لا يتوقَّف على شيء مما روى.
والمحققون من المفسرين : منهم من نحا منحى العلامة ابن كثير فجعل الآية الأولى في آدم وحواء وجعل قوله : {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا} الآية في المشركين من ذريتهما ، أي : جعلا أولادهما شركاء لله فيما أتاهما ، والمراد بهم ، الجنس ، أي : جنس الذَّكَر والأُنْثى ، فمن ثم حسن قوله : {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون} بالجمع ، ويكون هذا الكلام من الموصول لفظا المفصول معنى ، ومنهم من جعل الآيتين في ذرية آدم وحواء ، أي : خلقكم من نفس واحدة ، وهي نفس الذَّكَر ، وجعل منها ، أي : من جنسها : زوجها وهي : الأنثى ، فلما آتاهما صالحا ، أي : بشرا سويا كاملا ، جعلا -أي : الزوجان الكافران- لله شركاء فيما آتاهما ، وبذلك : أبدلا شكر الله ؛ كفرانا به وجحودًا ، وعلى هذا : لا يكون لآدم وحواء ذكر ما في الآيتين .
ونختم بما قال ابن كثير:(وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا, وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء, وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته, وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس, كقوله {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} الاَية, ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها, وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها, ولهذا نظائر في القرآن, والله أعلم.)

mosaab1975
22.04.2010, 11:10
متى يٌجنح للسلم
قال تعالى : ((وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال : 61 )
هذه الآية تمثل في رفعها شعارا لصلحنا مع اليهود ومعاهدة اليهود , وقد قاسوا ذلك على صلح الحديبية .
لو كانوا هم من طلب السلام لصح الإستدلال بالآية , ولو كان سلاما عادلا فيه رد للمظالم الى أهلها ودفع الحقوق لأصحابها , فلا بأس.
أما و أن نجنح نحن للسلام عن ضعف واستسلام في صلح جائر , أنقلبت فيه المعايير وانعكست الحقائق وصار الظالم مظلوما, وصار ابناء الوطن معتدين ومن يدافع عن حقه ارهابي ومتطرف , ثم يأتي من يستشهد بهذه الآية من كتاب الله على هذا الوضع المتردي , فهذا ما ليس له علاقه ابدا بمفهوم الآية .
وان قياس هذا بصلح الحديبية قياس باطل. فإن صلح الحديبية كان نصرا للإسلام بكل المقاييس , فأين هذا من ذاك؟
واقولها وبكل ثقه : ( لا سلام مع اليهود حنى آخر الزمان , وأقرؤا التاريخ , وانظروا الى عهود اليهود على مر الزمان هل بقي عهد لم ينقض, قال تعالى: ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 ) لاحظ الامر( ترضى) بصيغة المضارع المستمر : أي لن ترضى لا الآن ولا غدا ولا في المستقبل ابدا)
تفسير ابن الكثير:" وإن جنحوا " أي مالوا " للسلم " أي المسالمة والمصالحة والمهادنة " فاجنح لها " أي فمل إليها واقبل منهم ذلك ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر .
وبالتالي للمسلم الحق في المعاهدة عندما يكون العدو اقوى عددا وعدة لكن يتم خلال ذلك الإعداد للمواجهة وليس الاستسلام والخنوع كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة . فالقران الكريم لا تنافر ولا تعارض فيه حيث يقول تعالى : (فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) سورة محمد الآية 35. كما أن القرآن الكريم حافل بآيات كثيرة تحض على الجهاد لنشر الإسلام فما بالنا بمن اعتدى على بيضة الإسلام وأذل المسلمين وانتهك حرماتهم.
إن جنحوا : إن تفيد الشك فى ميل الأعداء إلى السلام .
إذا طلب منا الأعداء السلام علينا أن نقبل ذلك وفي نفس الوقت نظل مستعدين بالسلاح والقوة .

mosaab1975
04.05.2010, 11:05
قال تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ() لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (الأنفال : 67-68 )
وهنا يقول من لا يعقلون : خالف النبي صلى الله عليه وسلم حكم الله ورغب في عرض الدنيا , وقد توعده الله مع اصحابه بالعذاب العظيم , وهذا يدل على عدم عصمته من الخطأ والمعصية .
ونقول: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان شأنه كله من الوحي: ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى()إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم : 4-3 )
ولكن تصدر منه بعض التصرفات التي لم يوح اليه شيء بخصوصها، بل كان امره متروك الى اجتهاده الخاص, فكان في بعض الاحيان يؤديه اجتهادا الى ما هو حسن, ولنرى ما ورد في سبب نزول الآية .
قال ابن كثير:
قال الإمام أحمد: حدثنا علي بن هاشم, عن حميد, عن أنس رضي الله عنه, قال: استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر, فقال «إن الله قد أمكنكم منهم» فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس» فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم, فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: للناس مثل ذلك, فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه, فقال: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم, وأن تقبل منهم الفداء, قال فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم, فعفا عنهم وقبل منهم الفداء, قال وأنزل الله عز وجل {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وقد سبق في أول السورة حديث ابن عباس في صحيح مسلم بنحو ذلك, وقال الأعمش: عن عمرو بن مرة, عن أبي عبيدة, عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تقولون في هؤلاء الأسارى ؟» فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك, استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم, وقال عمر «يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم, وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنت في واد كثير الحطب, أضرم الوادي عليهم ناراً, ثم ألقهم فيه, قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئاً, ثم قام فدخل, فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر, وقال ناس: يأخذ بقول عمر, وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة.
ثم يقول ابن كثير :( وقال محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح, عن عطاء عن ابن عباس: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى} فقرأ حتى بلغ عذاب عظيم. قال غنائم بدر قبل أن يحلها لهم, يقول: لولا أني لا أعذب من عصاني, حتى أتقدم إليه لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم, وكذا روى ابن أبي نجيح: عن مجاهد, وقال الأعمش: سبق منه أن لا يعذب أحداً شهد بدراً, وروي نحوه عن سعد بن أبي وقاص, وسعيد بن جبير وعطاء, وقال شعبة عن أبي هاشم عن مجاهد {لولا كتاب من الله سبق} أي لهم بالمغفرة ونحوه, عن سفيان الثوري رحمه الله, وقال علي بن أبي طلحة: عن ابن عباس في قوله {لولا كتاب من الله سبق} يعني في أم الكتاب الأول, أن المغانم والأسارى حلال لكم {لمسكم فيما أخذتم} من الأسارى {عذاب عظيم} قال الله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً} الاَية. وكذا روى العوفي عن ابن عباس, وروي مثله عن أبي هريرة, وابن مسعود, وسعيد بن جبير, وعطاء والحسن البصري, وقتادة والأعمش أيضاً, أن المراد {لولا كتاب من الله سبق} لهذه الأمة بإحلال الغنائم, وهو اختيار ابن جرير رحمه الله.)
اذا مفهوم الاية : ان هذه الحادثه قد اجتهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يوحى اليه , ولم يخطيء في حكمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُقَر على خطأ .
" لولا كتاب من الله سبق "
به القضاء والقدر ، أنه قد أحل لكم الغنائم ، وأن الله رفع عنكم ـ أيتها الأمة ـ العذاب
فلما اقر الله سبحانه عملهم قال :(فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنفال : 69 )

mosaab1975
24.05.2010, 18:56
قال تعالى:( (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء : 16 )
من يوم مضى وفي حوار في احدى الغرف على البالتوك طرح نصراني شبهة عن هذه الاية الكريمة , وقال ان اله الاسلام يامر بالفسق ويدعوا اليه _ تعالى الله عما يقولون_ وانا في الحقيقة لم استغرب من التفكير الذي ذهب به الى الايه فالشخص الذي يتربى على كتاب مليء بالفسق بمعناه الجنسي لا استغرب منه ان يطبق ما تربى عليه على الكلام الذي يتشابه لفظه مع ما في كتابه
المهم للرد على هذا الكلام وللتوضيح نقول و الله المستعان:
بماذا يأمر الله.؟؟
((ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) سورة النحل آية رقم 90
هذه قاعدة عامة ننطلق منها .
نقول لنرى بعض الايات التي ورد فيها كلمة ( الفسق ) :
(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ) (السجدة : 18 )
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف : 50 )
ورد في تفسير الجلالين تفسير جميل جدا : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا (ففسقوا فيها) فخرجوا عن أمرنا (فحق عليها القول) بالعذاب (فدمرناها تدميرا) اهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها)
العلامة الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان) قال: ( فالمسألة فيها ثلاثة أقوال ذكرها )ونصر القول الأول فيها ورجحه ؛ قال رحمه الله :

قوله تعالى: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}. في معنى قوله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} في هذه الآية الكريمة ثلاثة مذاهب معروفة عند علماء التفسير:
الأول وهو الصواب الذي يشهد له القرآن، وعليه جمهور العلماء أن الأمر في قوله {أَمْرُنَا} هو الأمر الذي هو ضد النهي، وأن متعلق الأمر محذوف لظهوره. والمعنى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} بطاعة الله وتوحيده، وتصديق رسله وأتباعهم فيما جاؤوا به {فَفَسَقُواْ} أي خرجوا عن طاعة أمر ربهم، وعصوه وكذبوا رسله {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} أي وجب عليها الوعيد {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} أي أهلكناها إهلاكاً مستأصلاً. وأكد فعل التدمير بمصدره للمبالغة في شدة الهلاك الواقع بهم.
وهذا القول الذي هو الحق في هذه الآية تشهد له آيات كثيرة. كقوله: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ ءَابَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ}. فتصريحه جل وعلا بأنه لا يأمر بالفحشاء دليل واضح على أن قوله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ} أي أمرناهم بالطاعة فعصوا. وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا. لأن الله لا يأمر بالفحشاء.
ومن الآيات الدالة على هذا قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَوَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}.
فقوله في هذه الآية {وَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ}، لفظ عام في جميع المترفين من جميع القرى أن الرسل أمرتهم بطاعة الله فقالوا لهم: إنا بما أرسلتم به كافرون، وتبجحوا بأموالهم وأولادهم. والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وبهذا التحقيق تعلم: أن ما زعمه الزمخشري في كشافه من أن معنى {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} أي أمرناهم بالفسق ففسقوا. وأن هذا مجاز تنزيلاً لإسباغ النعم عليهم الموجب لبطرهم وكفرهم منزلة الأمر بذلك كلام كله ظاهر السقوط والبطلان. وقد أوضح إبطاله أبو حيان في «البحر»، والرازي في تفسيره، مع أنه لا يشك منصف عارف في بطلانه.
وهذا القول الصحيح في الآية جار على الأسلوب العربي المألوف، من قولهم: أمرته فعصاني. أي أمرته بالطاعة فعصى. وليس المعنى: أمرته بالعصيان كما لا يخفى.

القول الثاني في الآية هو أن الأمر في قوله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} أمر كوني قدري، أي قدرنا عليهم ذلك وسخرناهم له. لأن كلاً ميسر لما خلق له. والأمر الكوني القدري كقوله {وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}، وقوله: {قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}، وقوله {أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ}، وقوله {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.


القول الثالث في الآية أن «أَمَرْنَا» بمعنى أكثرنا. أي أكثرنا مترفيهاً ففسقوا.
وقال أبو عبيدة {أَمْرُنَا} بمعنى أكثرنا لغة فصيحة كآمرنا بالمد.
ويدل لذلك الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن سويد بن هبيرة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير مال امرىء مهرة مأمورة، أو سكة مأبورة».
قال ابن كثير: قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله في كتابه (الغريب): المأمورة: كثيرة النسل. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل. والمأبورة: من التأبير، وهو تعليق طلع الذكر على النخلة لئلا يسقط ثمرها. ومعلوم أن إتيان المأمورة على وزن المفعول يدل على أن أمر بفتح الميم مجرداً عن الزوائد، متعد بنفسه إلى المفعول. فيتضح كون أمره بمعنى أكثر. وأنكر غير واحد تعدى أمر الثلاثي بمعنى الإكثار إلى المفعول وقالوا: حديث سويد بن هبيرة المذكور من قبيل الازدواج، كقولهم: الغدايا والعشايا، وكحديث «ارجعن مأزورات غير مأجورات» لأن الغدايا لا يجوز، وإنما ساغ للازدواج مع العشايا، وكذلك مأزورات بالهمز فهو على غير الأصل. لأن المادة من الوزر بالواو. إلا أن الهمز في قوله «مأزورات» للازدواج مع «مأجورات». والازدواج يجوز فيه ما لا يجوز في غيره كما هو معلوم. وعليه فقوله «مأمورة» إتباع لقوله «مأبورة» وإن كان مذكوراً قبله للمناسبة بين اللفظين.
ا.هـ.

ارجو ان يكون الان المعنى واضح للنصارى وان لا يطبق الفاظ الكتاب المقدس على القران الكريم

mosaab1975
01.06.2010, 16:55
ما معنى تسفيل الانسان؟

قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ()ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ() ِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين : 4-6 )
هل معنى الاية هنا ان الانسان يتردى الى الارض السابعة؟
قال ابن عربي في احكام القران :(الآية الثالثة قوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } : قال ابن العربي رضي الله عنه : ليس لله تعالى خلق هو أحسن من الإنسان ، فإن الله خلقه حيا عالما ، قادرا ، مريدا ، متكلما ، سميعا ، بصيرا ، مدبرا ، حكيما ، وهذه صفات الرب ، وعنها عبر بعض العلماء ، ووقع البيان بقوله : { إن الله خلق آدم على صورته } ، يعني على صفاته.
وقال ابن كثير في تفسيره:( وقوله : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) هذا هو المقسم عليه ، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل ، منتصب القامة ، سوي الأعضاء حسنها .
( ثم رددناه أسفل سافلين ) أي : إلى النار . قاله مجاهد وأبو العالية والحسن وابن زيد ، وغيرهم . ثم بعد هذا الحسن والنضارة مصيره إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل ; ولهذا قال : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )
اذا يتضح من هذا الكلام السابق انه عن الجانب المعنوي وليس حسي , اي ان الايات لا تتحدث عن الخصائص البدنية .
وقد فسر بعض العلماء قوله -جل وعلا-: ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) أن الله -جل وعلا- يرد الكافر إلى أرذل العمر، ولكن هذا تأويل ضعيف، والراجح ما تقدم ذكره؛ لأن الله -جل وعلا- جاء بما يماثل هذه الآية في كتابه الكريم كما قال تعالى: ( بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )( الانشقاق 22-24) .
قال ابن كثير :(وقال بعضهم : ( ثم رددناه أسفل سافلين ) أي : إلى أرذل العمر . روي هذا عن ابن عباس وعكرمة - حتى قال عكرمة : من جمع القرآن لم يرد إلى أرذل العمر . واختار ذلك ابن جرير . ولو كان هذا هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك ; لأن الهرم قد يصيب بعضهم ، وإنما المراد ما ذكرناه ، كقوله : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) [ العصر : 1 - 3 ] .

mosaab1975
01.06.2010, 18:09
قال تعالى(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : 87)
هذه الآية من الآيات التى يوهم معناها خلاف الحقيقة وقد يظن السامع ان نبى الله يونس اعتقد ان الله عز وجل لن يقدر عليه_ من القدرة_ ولكن معناها بخلاف ذلك
أي واذكر ذا النون وهو يونس بن متى ولقًب ذا النون لابتلاع الحوت له فإن النون من أسماء الحوت. وايضا يقولون كيف يكون نبي ويعترض على الله سبحانه .
{ إذ ذهب مغاضبا }وقت ذهابه مغاضبا:والمعنى : مغاضبا من أجل ربه كما تقول غضبت لك : أي من أجلك
وقيل:: ذهب مغاضبا لقومه
{ { فظن أن لن نقدر عليه }بفتح النون وكسر الدال وذهب جمهور العلماء أن معناها : فظن أن لن نضيق عليه كقوله : { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يضيق
ومنه قوله : { ومن قدر عليه رزقه } أي ضيق

قال ابن كثير :( هذه القصة مذكورة هنا وفي سورة الصافات وفي سورة {ن},و ذلك أن يونس بن متى عليه السلام, بعثه الله إلى أهل قرية نينوى, وهي قرية من أرض الموصل, فدعاهم إلى الله تعالى, فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم, فخرج من بين أظهرهم مغاضباً لهم, ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث, فلما تحققوا منه ذلك وعلموا أن النبي لا يكذب, خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم, وفرقوا بين الأمهات وأولادها, ثم تضرعوا إلى الله عز وجل وجأروا إليه, ورغت الإبل وفصلانها, وخارت البقر وأولادها, وثغت الغنم وسخالها, فرفع الله عنهم العذاب, قال الله تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها, إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين}.
وأما يونس عليه السلام فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت بهم, وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه, فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه, ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً فأبوا, ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً, قال الله تعالى: {فساهم فكان من المدحضين} أي وقعت عليه القرعة فقام يونس عليه السلام وتجرد من ثيابه, ثم ألقى نفسه في البحر, وقد أرسل الله سبحانه من البحر الأخضر ـ فيما قاله ابن مسعود ـ حوتاً يشق البحار حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة, فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحماً ولا تهشم له عظماً, فإن يونس ليس لك رزقاً وإنما بطنك تكون له سجناً.
وقوله: {وذا النون} يعني الحوت صحت الإضافة إليه بهذه النسبة. وقوله: {إذ ذهب مغاضباً} قال الضحاك لقومه: {فظن أن لن نقدر عليه} أي نضيق عليه في بطن الحوت, يروى نحو هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيرهم, واختاره ابن جرير واستشهد عليه بقوله تعالى: {ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها * سيجعل الله بعد عسر يسرا} وقال عطية العوفي: {فظن أن لن نقدر عليه}, أي نقضي عليه, كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير, فإن العرب تقول: قدر وقدّر بمعنى واحد,
وقد اورد الطبري في تفسيره :( 18709ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, قال: حدثنا مـحمد بن إسحاق, عن ربـيعة بن أبـي عبد الرحمن, عن وهب بن منبه الـيـمانـي, قال: سمعته يقول: إن يونس بن متـى كان عبدا صالـحا, وكان فـي خـلقه ضيق. فلـما حملت علـيه أثقال النبوّة, ولها أثقال لا يحملها إلا قلـيـل, تفسخ تـحتها تفسخ الربع تـحت الـحمل, فقذفها بـين يديه, وخرج هاربـا منها. يقول الله لنبـيه صلى الله عليه وسلم: فـاصْبرْ كمَا صَبَرَ أُولُو العَزْم مِنَ الرسُلِ وَاصْبِرْ لِـحُكْمِ رَبّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الـحُوتِ: أي لا تُلْقِ أمري كما ألقاه.
وهذا القول, أعنـي قول من قال: ذهب عن قومه مغاضبـا لربه, أشبه بتأويـل الاَية, وذلك لدلالة قوله: فَظَنّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَـيْهِ علـى ذلك. علـى أن الذين وجهوا تأويـل ذلك إلـى أنه ذهب مغاضبـا لقومه, إنـما زعموا أنهم فعلوا ذلك استنكارا منهم أن يغاضب نبـيّ من الأنبـياء ربه واستعظاما له. وهم بقـيـلهم أنه ذهب مغاضبـا لقومه قد دخـلوا فـي أمر أعظم مـما أنكروا, وذلك أن الذين قالوا: ذهب مغاضبـا لربه اختلفوا فـي سبب ذهابه كذلك, فقال بعضهم: إنـما فعل ما فعل من ذلك كراهة أن يكون بـين قوم قد جربوا علـيه الـخـلف فـيـما وعدهم, واسْتَـحْيَا منهم, ولـم يعلـم السبب الذي دفع به عنهم البلاء. وقال بعض من قال هذا القول: كان من أخلاق قومه الذي فـارقهم قتل من جرّبوا علـيه الكذب, عسى أن يقتلوه من أجل أنه وعدهم العذاب, فلـم ينزل بهم ما وعدهم من ذلك. وقد ذكرنا الرواية بذلك فـي سورة يونس)
وحفاظاً على منزلة يونس بن متى في قلوب المؤمنين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تفضيل المرء نفسه على هذا النبي الكريم: «لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى»([خرجه البخاري ح (3396).])، وفي رواية: «من قال: أنا خير من يونس بن متى؛ فقد كذب»(خرجه البخاري ح (4604).])، فثبت بذلك براءة القرآن من فرية الإساءة إلى يونس عليه السلام.
اذا لمسألة ليس كما يتوهم المعترض أن يونس عليه السلام ظن أن الله عاجز! ولكن يونس عليه السلام ظن أن الله لن يبتليه على تقصيره حين خرج من (نينوى) وهو غاضب لعدم استجابة قومه لدعوته؛ فابتلاه الله تعالى على هذا التقصير, يونس عليه السلام كان معصوم بعكس ما يريد أن يرمي به أعداء الإسلام إذ أن عصمة الأنبياء هي عصمة الوقوع في الكبائر وما حصل ليونس عليه السلام ليس بكبيرة

mosaab1975
13.07.2010, 20:55
ما هي حقيقة الجزية؟
قا ل تعالى : (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة : 29 )
الفهم الخاطئ ان بعض المستشرقين أثاروا شبهات حول الجزية وفهموها على غير وجهها , واتهموا عدل الإسلام وسماحته وقالوا :هل من التسامح إذلال أهل الكتاب وأخذ الجزية منهم ظلما وعدوانا مع ذلتهم وصغارهم؟
إنها في نظرهم ضريبة ذل و هوان وعقوبة فرضت عليهم مقابل الامتناع عن الإسلام.
ونقول وبالله التوفيق:
تعريف الجزية :
الجزية من الجزاء: المكافأة على الشيء, والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة (1) الى المسلمين مقابل حق او خدمة أو واجب يقوم به الطرف الاخر.
لماذا فرضت؟
قد فُرِضت الجزية على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يطالبون بها لو كانوا مسلمين، ذلك أن أهل الكتاب هم جزء من الأمة الإسلامية يجب التكفل لهم بالحماية والأمن والعيش الكريم, ولأن من يقوم بهذا الدور الدفاعي عن الأمه الإسلامية هم الجند المسلم لأنهم يؤمنون بمبدأ دولتهم ويعلمون ان الجهاد فرض عليهم ويعلمون ما للجهاد من فضل , فهم يجاهدون عن عقيدة .
على أنه في حالة اشتراك الذميين في الخدمة العسكرية والدفاع عن الحَوْزَة مع المسلمين فإن الجزية تسقط عنهم.
وزيادة في الإيضاح والبيان، ودفعًا لكل شبهة، وردًا لأية فرية، يسرني أن أسوق ما كتبه المؤرخ المعروف سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" عن الغرض من فرض الجزية وعلى مَن فُرضت. قال: "ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين -كما يردد بعض الباحثين- لونًا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين. ولما قَدَّمَ أهل الحيرة المال المتفق عليه ذكروا صراحة أنهم دفعوا هذه الجزية على شريطة: "أن يمنعونا وأميرهم البغي من المسلمين وغيرهم".
كذلك حدث أن سجل خالد في المعاهدة التي أبرمها مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة قوله: "فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا".
ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط من تلك الحادثة التي وقعت في عهد الخليفة عمر. لما حشد الإمبراطور هرقل جيشًا ضخمًا لصد قوات المسلمين المحتلة، كان لزامًا على المسلمين نتيجة لما حدث أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد العرب كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جُبيَ من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: "إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنّا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم". وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: "ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم).. فلو كانوا هم لم يردوا علينا شيئًا وأخذوا كل شيء بقي لنا"(2).
كما أنه من أسباب فرض الجزية على أهل الكتاب تحقق العدل بين أفراد الدولة الإسلامية , مسلمين وغير مسلمين , إذ تقدم لهم الدولة الامتيازات المطلوبة للحماية والخدنة وسبل الحياة الكريمة فهي تفرض على المسلمين ان يقدموا الزكاة .
فلما كانت الزكاة فرض على المسلم فقط , كان البديل عن الزكاة في حق أهل الكتاب هو إعطاء الجزية.
متى فرضت الجزية؟
هل الجزية من فرض الإسلام فقط؟ أي هل الإسلام هو الذي ابتدع الجزية.؟ أم كانت من قبل الإسلام؟
تقول التوراة في (سفر تثنية الاشتراع) في (الإصحاح العشرين في الفقرة العاشرة وما بعدها:

( 10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح* 11 فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك* 12 و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها* 13 و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف* 14 و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك* 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا* 16 و اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما* 17 بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك* 18 لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم* 19 اذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا اياها لكي تاخذها فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليه انك منه تاكل فلا تقطعه لانه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار* 20 و اما الشجر الذي تعرف انه ليس شجرا يؤكل منه فاياه تتلف و تقطع و تبني حصنا على المدينة التي تعمل معك حربا حتى تسقط)
هذا أمر التوراة الصارم لبني إسرائيل، أو لليهود المؤمنين بشريعة موسى في شأن حصار المدن البعيدة وفتحها: إذا أجابت دعوة السلم والصلح، فجميع أهلها عبيد لهم بلا استثناء! وإذا لم تُسلِّم لهم فليحاربوا، وإذا سقطت في أيديهم، فعليهم أن (يقتلوا جميع ذكورها بحد السيف)، هكذا أمرهم (الرب الإله). ولم تقبل شريعة التوراة من هؤلاء بديلا لقتلهم بحد السيف: أن يدخلوا في دين اليهودية مثلا، أو يدفعوا لهم جزية، أو غير ذلك. ولم يستثن أمر (الرب الإله) أحدا من الذكور: لا شيخا كبيرا، ولا طفلا صغيرا.

وقد قال القرآن هنا:( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد:4]، فاكتفى القرآن في قتال الأعداء: أن يُثخِنوهم، أي يُضعِفوهم، وفي هذه الحالة عليهم أن يشدوا الوَثَاق. أي: يأسروا بدل أن يقتلوا.

وقال القرآن أيضا: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة:29]، فجعل للأعداء المحاربين فرصة تُنجِّيهم من القتل، ومن الدخول في الإسلام جبرا، وهي إعطاء الجزية عَنْ يَدٍ: أي عن قدرة، وهي مبلغ زهيد في مقابل التكفُّل بحمايتهم والدفاع عنهم. وهذه الجزية يدفعها القادرون على القتال، والقادرون على الدفع، فلا تدفعها النساء ولا الصبيان ولا العَجَزة ولا العميان، ولا الرهبان، وأمثالهم.

شرائع حصار وفتح مدن أرض الموعد:
أما شعوب المنطقة التي يطلق عليها (أرض الميعاد) فتقول التوراة في شأنها: (أما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثا، فلا تَسْتَبْقوا فيها نَسَمَة حية، بل دمروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثِّيِّين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمركم الرب إلهكم، لكي لا يعلِّموكم رجاستهم التي مارسوها في عبادة آلهتهم، فتغووا وراءهم وتخطئوا إلى الرب إلهكم)
هذه الشعوب الستة، يجب أن تباد إبادة تامة، دون أن يُبدأوا بالدعوة، أو تُقبل منهم جزية، أو يُعقد معهم صلح أو هدنة. ليس هناك إلا السيف، والسيف وحده. والموت والدمار الكامل هما نصيب هذه الشعوب المسكينة، ولا ذنب لها إلا أنها سكنت ما سمَّوه (أرض الميعاد) قبلهم.
ويعلق شراح التوراة على هذه الفِقرة فيقولون: (بالنسبة للأمم التي تقيم في أرض الموعد يلزم مقاتلتهم حتى لا يسحبوا قلب الشعب إلى الارتداد والعبادات الوثنيَّة وممارسة الرجاسات [16-18]. كانت الأمم التي تمتَّع الشعب القديم بأرضها ترمز إلى الخطيَّة، فكان إبادتهم يشير إلى تحطيم كل شر. من الجانب التاريخي كانت هذه الشعوب عنيفة للغاية تقدِّم الأطفال محرقة للآلهة وتتقدَّم النساء والفتيات للزنا لحساب الآلهة الوثنيَّة مع رجاسات أخري بشعة، لذا كانت تمثِّل خطرًا على انحراف شعب الله (20: 18). لا يستخدم مع الأمم أيَّة رحمة، لأن الفساد قد تفشَّى ودمَّر سكَّانها أبديَّتهم بأنفسهم، وصار الأمر خطيرًا حتى بالنسبة لشعب إسرائيل متى احتلُّوها إن بقيت أيَّة آثار لعبادتهم.)(3) !! اهـ.
وهكذا ترى التبرير لهذه الإبادة الكاملة لهذه الشعوب؛ بأمر الرب الإله! بل أظهروا الأسف على نجاة الشعوب التي لم يبدها سيف إسرائيل!
فأين ما جاءت به التوراة هنا مما جاء به القرآن من أحكام؟
ن فكرة استئصال الأمم والشعوب والأخرى وإبادتها: (فكرة توراتية) أصيلة توارثها قراء التوراة من اليهود والنصارى. وهي فكرة مرفوضة تماما في الإسلام، ولقد رأينا القرآن الكريم كيف شدَّد النكير على فرعون في ظلمه لبني إسرائيل، لأنه أراد إبادتهم بطريق بطيء، حيث أمر بتذبيح أبناءهم واستحياء نسائهم. ومعنى تذبيح الذكور من المواليد وتقتيلهم: أن يباد الجنس بعد عقود من الزمان. قال تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (القصص:4).

وهي فكرة مرفوضة تماما في الإسلام، لا بالنسبة إلى (الأمم البشرية) فحسب، بل بالنسبة إلى (الأمم الحيوانية) أيضا. فلم يُجِز الإسلام إبادة نوع أو أمة من العجماوات لسبب من الأسباب، وقال في ذلك رسول الإسلام : "لولا أن الكلاب أمة من الأمم، لأمرت بقتلها"(4) ، أي بإبادتها وتخليص الناس من أذاها.
ولكن نظر إلى الأمر نظرة أعمق، فرأى أن هذه الكلاب -بتعبير القرآن- (أمة) لها خصائصها وصفاتها التي ميزتها عن غيرها من الأجناس التي خلقها الله، وإنما خلقها لحكمة، علمها مَن علمها، وجهلها مَن جهلها. وقد قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ) (الأنعام:38).
وبهذه النظرة المتسامية سبق الإسلام بنحو أربعة عشر قرنا: ما تنادت به البشرية اليوم من ضرورة الحفاظ على الأجناس الحية من الانقراض، وهو ما يسمونه (مبدأ نوح) عليه السلام.


--------------------------------------------------------------------

(1) لسان العرب , باب حرف الجيم , ص 621
(2) http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528601806#ixzz0taDhfzmz
(3) http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-20.html
(4) رواه أحمد في المسند (16788)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو داود في الصيد (2845)، والترمذي في الأحكام والفوائد (1486)، وقال: حسن صحيح، والنسائي في الصيد والذبائح (4280)، وابن ماجة في الصيد (3205)، عن عبد الله بن مُغَفَّل، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5321).

mosaab1975
19.07.2010, 21:34
الجزية في الإسلام :
لكن الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، بل يترفع عن زلـلهم، ويضفي خصائصه الحضارية، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها. عقد بين طرفين، ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود، ويوثقه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخل به ، وتجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة، الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم كما نصت الآية على ذلك { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } (سورة التوبة : 29) قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني".(الجامع لأحكام القرآن (8/72), وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد: (لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي)( إرواء الغليل) أي ناهز الاحتلام.
ولم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
فحين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية)( 1) ، والمعافري: الثياب.
وفي عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورِق: أربعين درهما .(2)
ويقول صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: (( من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)(3) ، ويقول: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً )(4)
وحين أساء بعض المسلمين معاملة أهل الجزية كان موقف العلماء العارفين صارماً، فقد مرّ هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)). قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا. (5)
وأما الأمر بالصغار الوارد في قوله: { وهم صاغرون }، فهو معنى لا يمكن أن يتنافى مع ما رأيناه في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم من وجوب البر والعدل، وحرمة الظلم والعنت، وهو ما فهمه علماء الإسلام ، ففسره الشافعي بأن تجري عليهم أحكام الإسلام، أي العامة منها، فالجزية علامة على خضوع الأمة المغلوبة للخصائص العامة للأمة الغالبة.
وفسره التابعي عكرمة مولى ابن عباس بصورة دفع الجزية للمسلمين، فقال: "أن يكونوا قياماً، والآخذ لها جلوساً"، إذ لما كانت اليد المعطية على العادة هي العالية، طلب منهم أن يشعروا العاطي للجزية بتفضلهم عليه، لا بفضله عليهم، يقول القرطبي في تفسيره: "فجعل يد المعطي في الصدقة عليا، وجعل يد المعطي في الجزية سفلى، ويد الآخذ عليا". (6)


----------------------------------

(1) رواه الترمذي في سننه ح (623)، وأبو داود في سننه ح (1576)، والنسائي في سننه (2450)، وصححه الألباني في مواضع متفرقة ، منها صحيح الترمذي (509)
(2) مشكاة المصابيح (3970)، وصححه الألباني
(3) رواه أبو داود في سننه ح (3052) في (3/170) ، وصححه الألباني (2626)، و نحوه في سنن النسائي ح (2749) في (8/25).
(4) رواه البخاري (2295)
(5) رواه مسلم (2613)
(6) الجامع لأحكام القرآن (8/115) ، وتفسير الماوردي (2/351-352)

أم حفصة
20.07.2010, 16:56
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
اسال الله لكم دوام التقدم والنجاح لإعلاء دين الله
اللهم آمين
ونسأله الإخلاص في القول والعمل
بوركت جهودكم
والله المستعان

mosaab1975
20.07.2010, 18:22
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
اسال الله لكم دوام التقدم والنجاح لإعلاء دين الله
اللهم آمين
ونسأله الإخلاص في القول والعمل
بوركت جهودكم
والله المستعان






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير او وتقبل الله دعائك و بارك فيك و نفع بك

mosaab1975
07.08.2010, 08:43
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء : 136 )
في رمضان الماضي وإثناء قراءتي للقران الكريم قررت أن اقرأ بطريقه مختلفة قليلا عما كنت افعل من قبل. والطريقة هي أن اقرأ القران بتدبر أكثر و أن اختار بعض الآيات التي يظن الجاهل مثلي ان فيها شبهة او لا تكون مفهومة . وعندما مررت بسورة النساء الاية 136 ولأني اعلم من احتكاكي على البالتوك من اكثر من عام ان النصارى سوف يستشهدون بهذه الاية على صحة كتابهم وان القران يقرهم على ذلك بدات وطبعا بنشاط بعد عام كامل, ابحث عن تفسير الآية هذه و عن الشبهات التي تثار حولها, فوجدت الشبهة التالية في موقع نصراني لن اذكر اسمه طبعا حتى لا اكون ممن يدعون الى الفساد .
المهم الشبهة تقول :
الملاحظة الأولى
الآية تقول " آمِنُواْ " - الثانية وليست آمَنُواْ الأولى - اي انه فعل أمر ! )عبقري عرف انها فعل امر, ويا بداية الفشل بيقلك آمنوا الثانية مش الاولى , مع ان الاولى تقول الذين آمنوا أي صفة والثانية هي الفعل آمِنوا بكسر الميم.) الله يأمر المسلمين بأن يؤمنوا بالكتاب الذي أنزل من قبل..
وبم ان القرآن صالح لكل زمان ، فعلى المسلم - اليوم - الإيمان بالكتاب الذي أنُزل من قبل..
>>>>> بمعنة( مشيها كده , لكن الصواب بمعنى) انه غير محرف لأن الله أمره ان يؤمن به والله لا يأمر إنسان ان يؤمن بشئ خاطئ ؟!!
الملاحظة الثانية
الآية تقول " وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ " ثم يعود ليقول عن هذا الكتاب - المفرد - " وَكُتُبِهِ "..
ألا تعني كلمة " الكتاب " انه يوجد كتاب واحد فقط أُنزل من قبل - اي قبل القرآن - ؟؟ بمعني ان جميع الكتب المُنزلة من قبل جُمعت في كتاب " واحد " قد سُميت " الْكِتَابِ " وهو الذي يجب على المسلم ان يؤمن به ؟؟
والدليل علي هذا ( اي جمع جميع الكتب السابقة في كتاب واحد المعروف بإسم الكتاب المقدس ) قد عُوض عنه في الجزء الثاني من الآية بكلمة " كُتُبِهِ " !
سبحان الله العظيم تفسير رائع , لكن يا ساده ما معنى معرض الكتاب؟ هل يعني وجود كتاب واحد؟ ام استعيض عنها بجنسها , عموما لنرى ما قال مفسرونا عن الموضوع:
1- ( الجامع لاحكام القران للقرطبي) :
قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)..الآية‏.‏ نزلت في جميع المؤمنين؛ والمعنى‏:‏ يا أيها الذين صدقوا أقيموا على تصديقكم وأثبتوا عليه‏
(َالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) أي كل كتاب أنزل على النبيين‏
وقيل‏:‏ نزلت فيمن آمن بمن تقدم محمدا صلى الله عليه وسلم من الأنبياء عليهم السلام‏.‏
لكن اذا سال شخص ما لماذا قال تعالى الكتاب ولم يقل كتب كما اخبر تعالى لاحقا ؟ نقول ان الجواب هو ماقاله سيد قطب رحمه الله في ظلال القران : (بما أن مصدر الكتب كلها واحد هو الله ; وأساسها كذلك واحد هو إسلام الوجه لله ; وإفراد الله سبحانه بالألوهية - بكل خصائصها - والإقرار بأن منهج الله وحده هو الذي تجب طاعته وتنفيذه في الحياة . . وهذه الوحدة هي المقتضى الطبيعي البديهي لكون هذه الكتب - قبل تحريفها - صادرة كلها عن الله . ومنهج الله واحد , وإرادته بالبشر واحدة , وسبيله واحد , تتفرق السبل من حولها وهي مستقيمة إليه واصلة . والإيمان بالكتاب كله - بوصف أن الكتب كلها كتاب واحد في الحقيقة - هو السمة التي تنفرد بها هذه الأمة المسلمة . لأن تصورها لربها الواحد , ومنهجه الواحد , وطريقه الواحد , هو التصور الذي يستقيم مع حقيقة الألوهية . ويستقيم مع وحدة البشرية . ويستقيم مع وحدة الحق الذي لا يتعدد . . والذي ليس وراءه إلا الضلال) أ.هـ
2- ابن كثير:
(يأمر تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه وليس هذا من باب تحصيل الحاصل, بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه, كما يقول المؤمن في كل صلاة {اهدنا الصراط المستقيم} أي بصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه, فأمرهم بالإيمان به وبرسوله, كما قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله}. وقوله: {والكتاب الذي نزل على رسوله} يعني القرآن, {والكتاب الذي أنزل من قبل} وهذا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة, وقال في القرآن: نزل لأنه نزل مفرقاً منجماً على الوقائع بحسب ما يحتاج إليه العباد في معاشهم ومعادهم, وأما الكتب المتقدمة, فكانت تنزل جملة واحدة, لهذا قال تعالى: {والكتاب الذي أنزل من قبل}, ثم قال تعالى: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاَخر فقد ضل ضلالاً بعيداً} أي فقد خرج عن طريق الهدى وبعد عن القصد كل البعد. ))).
3- الطبري: ({وَالكِتابِ الّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} يقول: وآمنوا بالكتاب الذي أنزل الله من قبل الكتاب الذي نزّله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوراة والإنجيل.
فإن قال قائل: وما وجه دعاء هؤلاء إلى الإيمان بالله ورسوله وكتبه وقد سماهم مؤمنين؟ قيل: إنه جلّ ثناؤه لم يسمهم مؤمنين, وإنما وصفهم بأنهم آمنوا, وذلك وصف لهم بخصوص من التصديق, وذلك أنهم كانوا صنفين: أهل توراة مصدّقين بها وبمن جاء بها, وهم مكذّبون بالإنجيل والقرآن وعيسى ومحمد صلوات الله عليهما وصنف أهل إنجيل وهم مصدّقون به وبالتوراة وسائر الكتب, مكذّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والفرقان. فقال جلّ ثناؤه لهم: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا} يعني: بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل, {آمِنُوا باللّهِ وَرَسُولِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم, {والكِتابِ الّذِين نَزّلَ على رَسُولِهِ} فإنكم قد علمتم أن محمدا رسول الله تجدون صفته في كتبكم, {وَبالكِتابِ الّذِين أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} الذي تزعمون أنكم به مؤمنون, فإنكم لن تكونوا به مؤمنين وأنتم بمحمد مكذّبون, لأن كتابكم يأمركم بالتصديق به وبما جاءكم به, فآمنوا بكتابكم في اتباعكم محمدا, وإلا فأنتم به كافرون. فهذا وجه أمرهم بالإيمان بما أمرهم بالإيمان به, بعد أن وصفهم بما وصفهم بقوله: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا}..)
4- الجلالين: ((والكتاب الذي أنزل من قبل) على الرسل بمعنى الكتب)
5- الدر المنثور: (أخرج الثعلبي عن ابن عباس، أن عبد الله بن سلام، وأسدا وأسيدا ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "يا رسول الله إنا نؤمن بكتابك وموسى والتوراة وعزير، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل آمنوا بالله ورسوله محمد، وكتابه القرآن، وبكل كتاب كان قبله، فقالوا: لا نفعل. فنزلت {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} قال: فآمنوا كلهم.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله...} الآية. قال: يعني بذلك أهل الكتاب، كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والإنجيل، وأقروا على أنفسهم بأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما بعث الله رسوله، دعاهم إلى أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق، فمنهم من صدق النبي واتبعه، ومنهم من كفر.)
6- فتح القدير: ("والكتاب الذي أنزل من قبل" هو كل كتاب،)
7- البغوي:( "والكتاب الذي أنزل من قبل"، من التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب)
وبعد الأمر بالإيمان , يجيء التهديد على الكفر بعناصر الإيمان , مع التفصيل فيها في موضع البيان قبل العقاب: (ومن يكفر بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , فقد ضل ضلالا بعيدًا (. .
والايمان بالكتب هو الايمان باصل هذه الكتب كما نزلت من الله سبحانه الى رسله وليس الايمان بما هو محرف الان من الكتب توراة وانجيل , فالله سبحانه قد ذكر ان كتب القوم قد حرفت فلا نجزيء ايه و نترك الباقي .

mosaab1975
03.10.2010, 18:17
سورة يونس
معنى الولاية

قال تعالى :(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ()الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ()لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس : 64-62 )
والفهم الخاطيء في الاية لمعني الولاية الذي يقوله المتصوفه لدرجة ان بعض المتصوفه قد زعم ان الولاية افضل من النبوة وقالوا: ((والنبوة في برزخ فوق الرسول و دون الولي)) ويعتقدون ان الاولياء هم اصحاب الاضرحة والمقامات
ويقول الصوفي : ( حدثني قلبي عن ربي))( ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين )
ولذلك وقع كثير من المسلمين في الشرك بالله باسم الاولياء او حب الاولياء , والولاية ليست كما يقال عنها وليس الولي افضل من النبي ولا ان الولي ينفع ويضر فليس في الاسلام شيء من ذلك .
ان القران الكريم يدل على ان كل الناس أولياء , إما اولياء لله او اولياء للشيطان , فالمؤمن ولي للرحمن والكافر ولي للشيطان , قال تعالى : ((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 257 )
فالولاية تبدأ مع الإيمان بالله تعالى لمن خرج عن الكفر ودخل في الإسلام و اعلن الرضى بالله ربا وبالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
وفي القاموس المحيط تحت باب حرف الواو : ( 10257 ولي : القرب والدنو ) فالعبد يوالي الله تعالى فيواليه الله عز وجل : أي يطلب العبد الهداية فيهدية الله ويزيده هدى ويقترب من الله فيزداد الله منه قربا و يحب الله فيحبه الله , ولذلك بين القران ولاية لعبد لله تعالى , فقال تعالى : ((إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (الأعراف : 196 )
والفارق بين ولاية العبد لله تعالى و ولاية الله للعبد , ان ولاية العبد لله تعالى عن ذل وافتقار و اما ولاية الله تعالى للعبد فعن عز و استغناء قال تعالى : ((وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) (الإسراء : 111 )
وهذه الولاية تبدأ مع الايمان بالله او تعم كل مسلم تسمى بالولاية العامة و فاذا ارتقى المسلم الى درجة الايمان و كذا التقوى والاحسان فقد ارتقى الى سلم الولاية الخاصة التي ذكرتها الاية الكريمة التي افتتحنها بها هذا المقال
وفي المقال القادم ان شاء الله لنا حديث عن درجات الولاية

mosaab1975
26.11.2010, 09:58
درجات الولاية
ان الولاية درجات تبدأ مع الإسلام ثم ترتقي مع الإيمان ثم تعلو مع التقوى وتصل الذروة مع الإحسان .
فالاولياء منهم المسلم الذي يقصر في بعض الطاعات , ويرتكب بعض المعاصي و السيئات وهذا هو الظالم لنفسه في ادنى درجات الولاية يدخل فيها ولا تطلق عليه.
ومنهم المقتصد الذي يؤدي الفرائض وان قصر في النوافل ويترك المحرمات وان وقع في المكروهات وهو مسلم ايضا لا يوصف بايمان مطلق وكذا لا يطلق عليه اسم ولي .
ومنهم المؤمن الذي يؤدي الفرائض ومعها النوافل ويترك المحرمات وكذا المكروهات فهذا مؤمن ولي يطلق عليه اسم ولي كما يطلق عليه اسم مؤمن.
ومنهم التقي المحسن الذي يؤدي الفرائض ومعها النوافل ويلتزم بالورع ويترك المحرمات وكذلك المكروهات ويبتعد عن المتشابهات ويحول العادات الى عبادات ويجعل المباحات طاعات وهذا الصنف هم السابقون بالخيرات وهم الذين قال تعالى فيهم : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ()جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ()وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ()(الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (فاطر : 35-32 )
فالآية الكريمة بينت ان الله تعالى أورث كتابه من اصطفى من عباده والله تعالى يصطفي رسلا كما قال : (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (الحج : 75 )
وكذلك يجتبي اولياء كما قال تعالى : (اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) (الشورى : 13 )
ولذلك فطريق النبوة لا يكون الا اصطفاءا فلا يكون اكتسابا.
وأما الولاية فلها طريقان : الاجتباء ويكون منحه والإنابة وتكون اكتسابا , هؤلاء المصطفون من العباد درجات : أعلاهم درجة الأنبياء والرسل : ((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام : 90 ) والأنبياء والرسل هم أولياء من باب أولى فكل نبي ولي وليس كل ولي نبيا .
وهذه الدرجة للأنبياء والرسل قد وصلوا فيها الى القمة في الهداية كما ان لهم العصمة التي ليست لغيرهم من الاولياء , فالولي ليس معصوما بخلاف النبي.وهذه الدرجة تعرف بالدرجة العليا. ودونها الدرجة العالية لمدى ادى الفرائض والسنن وابتعد عن الحرام والمكروه وهذه الدرجة للصديقين والشهداء و الصالحين , فهاتان الدرجتان ( العليا والعالية) هما اللتان أشارت اليهما الآية (وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) (فاطر : 32 ) وبينتهما الآية الكريمة : ((وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً()ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً) (النساء : 70-69 )
ثم الدرجة الوسطى وهم المقتصدون أصحاب اليمين كما وصفتهم سورة الواقعة وبينت جزاءهم فقال تعالى : (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ() فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ) (الواقعة : 27-28 ) . كما ان الآيات من 10 الى الاية 40 تتحدث عن الدرجات الثلاث جميعها.
يتبقى اصحاب الدرجة الدنيا : درجة الظالمين لأنفسهم الذين يقصرون في الطاعات و يرتكبون السيئات وهذا الصنف ولي ايضا ولكنة في اقل درجات الولاية وهو من اصحاب الجنة بمشيئة الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 ) واما بالشفاعة لقولة صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه البخاري ومسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني قد اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة فهي نائلة من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)
وإما ان يعذب في النار بذنوبة ثم يخرج منها بما بقى معه من ايمان .
----------------------
مختصر من كتاب الشيخ الدكتور عمر القريشي : آيات مظلومة بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين بتصرف

mosaab1975
13.02.2011, 20:23
هل تفنى الجنة و النار؟
قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ()خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ () وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود : 108-106 )
السؤال الذي يمكن ان تلفت نظرنا اليه الايات السابقة , هل الجنة والنار خالدتين ؟
وذلك لأن الآيات قالت: ( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) و لن يدوما لقول الله تعالى : ( (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم : 48 )
ولأن الآية تقول : ( إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) فهذا استئناء لا يصح مع الخلود.
والرد :

ان الجنة والنار خالدتان وباقيتان و فقد دل على ذلك ما ورد في القران والسنة , فاهل الجنة خالدون فيها ابدا و اهل النار - باستثناء عصاة المؤمنين الذين يخرجون من النار فيما بقي معهم من ايمان - هو خالدون فيها ابدا.
و بيان ذلك ما جاء في العقيدة الطحاوية : ( وَمِمَّا يكونُ في يومِ القيامةِ: الجنَّةُ دارُ المُتَّقِينَ، والنارُ دارُ المُجْرِمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى في الجنَّةِ: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عِمْرَان: 133)، وقَالَ في النارِ: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: 24) فَهُمَا دَارَانِ بَاقِيَتَانِ، وهما الْمُسْتَقَرُّ وَالنِّهَايَةُ. (وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ قَبْلَ الْخَلْقِ وَخَلَقَ لَهُمَا أَهْلًا). والجنَّةُ والنارُ مَخْلُوقَتَانِ الآنَ، هذا مذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، قَالَ تَعَالَى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }، وقَالَ: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وأُعِدَّتْ: فعلٌ ماضٍ، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عندَهُ أصحابُهُ، فَسَمِعُوا وَجْبَةً، يَعْنِي: شَيْئًا سَقَطَ، فقَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟) قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَالْآنَ وَصَلَ إِلَى قَعْرِهَا)
فَدَلَّ على أنَّ النارَ قد خُلِقَتْ. وقَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في الحَرِّ والبردِ: (إِنَّهُمَا نَفَسَانِ لِجَهَنَّمَ: نَفَسٌ في الشتاءِ وهو أَشَدُّ ما تَجِدُونَ من البردِ، ونَفَسٌ في الصيفِ وهو أَشَدُّ ما تَجِدُونَ من شِدَّةِ الحَرِّ)، وقَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)، وكذلكَ المَيِّتُ في قبرِهِ يُفْتَحُ لَهُ بابٌ إلى الجنَّةِ، والكافِرُ بابٌ إلى النارِ، فهذا يَدُلُّ على وُجُودِ الجنَّةِ والنارِ، وأَنْكَرَ هذا أهلُ الضلالِ، ويقولونَ: تُخْلَقَانِ يومَ القيامةِ.) 1
كذلك كلنا يعلم حديث الاسراء و المعراج و ان النبي صلى الله عليه وسلم راى الجنة والنار , كما في الصحيحين، من حديث أنس رضي الله عنه، وفي آخره:( ثم انطلق بي جبرائيل، حتى أتى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم دخلت الجنة، فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، واذا ترابها المسك وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة )
لكن ما جاء في الايات الكريمه السابقة يحتاج الى فهم صحيح , قال ابن كثير في تفسيره : ( قال الإمام أبو جعفر بن جرير: من عادة العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبداً قالت هذا دائم دوام السموات والأرض, وكذلك يقولون هو باق ما اختلف الليل والنهار, وما سمر أبناء سمير وما لألأت العير بأذنابها يعنون بذلك كله أبداً فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفونه بينهم فقال: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} (قلت): ويحتمل أن المراد بما دامت السموات والأرض الجنس لأنه لا بد في عالم الاَخرة من سموات وأرض كما قال تعالى {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات} ولهذا قال الحسن البصري في قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: يقول: سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه فما دامت تلك السماء وتلك الأرض. وقال ابن أبي حاتم ذكر عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: لكل جنة سماء وأرض, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما دامت الأرض أرضا والسماء سماء. وقوله {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} كقوله {النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه زاد المسير, وغيره من علماء التفسير, ونقل كثيراً منها الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في كتابه واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وابن سنان ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضاً أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين, من الملائكة والنبيين والمؤمنين, حتى يشفعون في أصحاب الكبائر ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من النار من لم يعمل خيراً قط وقال يوماً من الدهر لا إله إلا الله كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها, وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديماً وحديثاً في تفسير هذه الاَية الكريمة.)
قال القرطبي في توضيح قوله تعالى ( إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) : (فالاستثناء في الزيادة من الخلود على مدة كون السماء والأرض المعهودتين في الدنيا واختاره الترمذي الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي، أي خالدين فيها مقدار دوام السماوات والأرض، وذلك مدة العالم، وللسماء والأرض وقت يتغيران فيه، وهو قوله سبحانه: "يوم تبدل الأرض غير الأرض" [إبراهيم: 48] فخلق الله سبحانه الآدميين وعاملهم، واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنة، وعلى ذلك بايعهم يوم الميثاق، فمن وفي بذلك العهد فله الجنة، ومن ذهب برقبته يخلد في النار بمقدار دوام السماوات والأرض؛ فإنما دامتا للمعاملة؛ وكذلك أهل الجنة خلود في الجنة بمقدار ذلك؛ فإذا تمت هذه المعاملة وقع الجميع في مشيئة الله؛) وقد ذكر رحمه الله اقوال عشره في هذا المعنى فليرجع الى تفسيره للتوسع .
وجاء في تفسير البغوي : ( قوله تعالى: "إلا ما شاء ربك". اختلفوا في هذين الاستثنائين فقال بعضهم: الاستثناء في أهل الشقاء يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها، ثم يخرجوهم منها فيكون ذلك/ استثناء من غير الجنس، لأن الذين أخرجوا من النار سعداء استثناهم الله من جملة الأشقياء، وهذا كما: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها، عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، فيقال لهم: الجهنميون". وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي قال أخبرنا أحمد بن عبد الله النعييمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا مسدد أخبرنا يحي عن الحسن بن ذكوان أنبأنا أبو رجاء حدثني عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى عليه وسلم قال " يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين" وأما الاستثناء في أهل السعادة فيرجع إلى مدة لبثهم في النار قبل دخول الجنة. وقيل: إلا ما شاء ربك من الفريقين من تعميرهم في الدنيا واحتباسهم في البرزخ ما بين الموت والبعث، قبل مصيرهم إلى الجنة أو النار. يعني: هم خالدون في الجنة أو النار إلا هذا المقدار. وقيل: الا ما شاء ربك: سوى ما شاء ربك، معناه خالدين فيها ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الزيادة على قدر مدة بقاء السموات والأرض، وذلك هو الخلود فيها، كما تقول: لفلان علي ألف إلا الألفين، أي: سوى الألفين اللتين تقدمتا. وقيل: إلا بمعنى الواو، أي: وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة، كقوله: "لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا" (البقرة-150)، أي: ولا الذين ظلموا. وقيل: معناه لو شاء ربك لأخرجهم منها ولكنه لا يشاء أنه حكم لهم بالخلود. قال الفراء: هذا الاستثناء الله ولا يفعله، كقولك: والله لاضربنك إلا أن أرى غير ذلك وعزيمتك أن تضربه. )
واما عن اهل الحنة فقد فسر ها السيوطي في الدر المنثور فقال رحمه تعالى : ( وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {وأما الذين سعدوا} الآية. قال: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة، يقول: خالدين في الجنة {ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} يقول: إلا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة.
وأخرج أبو الشيخ عن سنان قال: استثنى في أهل التوحيد، ثم قال {عطاء غير مجذوذ}.)



------------------------------------------------
1) التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=1723

البراك
15.02.2011, 01:17
جزاك الله خيراً

mosaab1975
24.06.2011, 20:36
هل قال نبيُّ الله لوط لقومه الفساق: بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ !

أُثيرت شبهةُ حول قصةِ نبيِّ اللهِ لوطٍ الثابتةِ في القرآنِ الكريمِ، تقول: لوطٌ النبيُّ يدعو قومَه ليزنوا ببناتِه بدلاً من الضيوفِ الذكور ... هل هذه الفعلة تتفقُ مع عصمةِ الأنبياءِ عند المسلمين؟!
استدلوا على ذلك بقولِه تعالى : (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ )(78)  (هود )

الرد على الشبهة

أولاً: إن الآيةَ الكريمة التي استدل بها المعترضون للطعن في عصمةِ نبيِّ اللهِ لوطٍ ليس فيها أنه دعا قومَه الفساق المجرمين ليزنوا ببناتِه .... الآية تقول عن لوطٍ عليه السلام ( قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ )؟!
فكيف يجتمع الزنا(النجس) مع الطهارةِ ، وهو يقول لهم: ( هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّه)
فهل الزنا طهارة ؟!
وهل الزنا من تقوى اللهِ أم هو هادمٌ لها ؟!
الجواب: الآية بسياقها ليس فيها ما ادعى المعترضون...لأن ادعاءهم يتعارض مع الطهارةِ وتقوى الله عز وجل كما في تتمة الآية ....!
ثانيًا : إن المفسرين اختلفوا في تفسيرِ الآيةِ الكريمةِ على أقوالٍ عدةٍ ، ذكرها الإمامُ الشنقيطي -رحمه الله - في تفسيره قال : واختلف العلماءُ في المراد بقول لوط -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- : { هؤلاء بَنَاتِي } [ هود : 78 ] في الموضعين على أقوال :
أحدها - أنه أراد المدافعة عن ضيفه فقط ، ولم يرد إمضاء ما قال ، وبهذا قال عكرمة وأبو عبيدة .
الثاني - أن المراد بناته لصلبه ، وأن المعنى : دعوا فاحشة اللواط وأزواجكم بناتي . وعلى هذا فتزويج الكافر المسلمة كان جائزاً في شرعه ، كما كانت بنات نبينا محمد :salla-y: تحت الكفار في أول الإسلام كما هو معروف . وقد أرسلت زينب بنت رسول الله :salla-y: عقدها الذي زفتها به أمها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- إلى زوجها أبي العاص بن الربيع ، أرسلته إليه في فداء زوجها أبي العاص المذكور لما أسره المسلمون كافراً يوم بدر ، والقصة مشهورة ، وعقدها الشيخ أحمد البدوي الشنقيطي في مغازية بقوله في غزوة بدر :
وابن الربيع صهر هادي الملة ... إذ في فداه زينب أرسلت
بعقدها الذي به أهدتها ... له خديجة وزففتها
سرحه بعقدها وعهدا ... إليه أن يردها له غدا الخ
القول الثالث - أن المراد بالبنات : جميع نساء قومه ، لأن نبي القوم أب ديني لهم ، كما يدل له قوله تعالى في نبينا :salla-y:: { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [ الأحزاب : 6 ] وفي قراءة أبي بن كعب : « وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم » وروي نحوها عن ابن عباس . وبهذا القول قال كثيرٌ من العلماء .
وهذا القول تقربه قرينة وتبعده وأخرى . أما القرينة التي تقربه فهي : أن بنات لوط لا تسع جميع رجال قومه كما هو ظاهر ، فإذا زوجهن لرجال بقدر عددهم بقي عامة رجال قومه لا أزواج لهم . فيتعين أن المراد عموم نساء قومه ، ويدل للعموم قوله : { أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ } [ الشعراء : 165- 166 ] وقوله : { لَتَأْتُونَ الرجال شَهْوَةً مِّن دُونِ النسآء } [ الأعراف : 81 ] ونحو ذلك من الآيات .
وأما القرينة التي تبعده : فهي أن النَّبي ليس أباً للكافرات ، بل أبوة الأنبياء الدينية للمؤمنين دون الكافرين ، كما يدل عليه قوله : { النبي أولى بالمؤمنين } [ الأحزاب : 6 ] الآية . وقد صرح تعالى في الذاريات : بأن قوم لوط ليس فيهم مسلم إلا أهل بيت واحد وهو أهل بيت لوط ، وذلك في قولِه { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المسلمين } [ الذاريات : 36 ] .

إن التفسيرَ الصحيح للآيةِ الاقرب هو القول الأول :وهو أنه أراد المدافعةَ عن ضيفه فقط ، ولم يرد إمضاء ما قال؛ لأنه علم مسبقًا أنهم لا يردون بناتَه ،وذلك من طباعِ قومه .... يدلل على ذلك قوله تعالى عنهم لما قالوا :" قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)"(هود)

أو يحتمل أنه أمرهم أن يكتفوا بنسائهم (زوجاتهم) ولا يقربوا من ضيوفه ،وقال عن نسائِهم (بناتي) نظرًا لكبر سنه ومكانته... فإننا نجد في الطرقات رجلاً كبيرًا يقول للفتاة: يا ابنتي ساعديني حتى أعبر الطريق....

ثالثًا : إن الكتابَ المقدس يذكر تلك الواقعة بعينِها ، وليس النصُ في سفرِ التكوين ليس كما ثبت في القرآنِ الكريمِ بل إن النص في سفرِ التكوين يذكر أنه عليه السلام عرض ابنتيه على قومِه ليزنوا بهما ، لا ليتزوجوا بهما.... وذلك بحسب ما جاء في النصِ الذي ينسبه الكتابُ المقدس إلى لوطٍ عليه السلام في إلاصحاح 19 عدد 1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». 3فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا، فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ، فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيرًا فَأَكَلاَ. 4وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. 5فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا». 6فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي. 8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي».
نلاحظ 8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ.
إن الوقت قد أن بعد هذا العرضِ ليتضح من الذي أساء إلى نبيِّ الله لوطٍ النص ألقراني أم النص ألتوراتي...؟!

رابعًا: إن الكتابَ المقدس ينسبُ لنبيِّ اللهِ لوطٍ أقبح الأفعال التي لم يُقدِم عليها المجرمون من الناسِِ ويشمئزون منها … ينسبُ للوطٍ :salla-s: أنه دعا قومَه ليزنوا بابنتيه وهذا ما تقدم معنا ، وينسبُ له أنه :salla-s: زنا ببناتِه( زنا محارم) بعد أن سكر من شربِ الخمر ... ! جاء ذلك في سفر التكوين إصحاح 19 عدد30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. لا تعليق !