أندلسيّة
27.11.2009, 19:16
كتاب أصول الوصول إلى الله عزوجل .. من أجمل الكتب التي وقعت في يدي ..
و الكتاب على ما أعلم له مجموعة دروس صوتية للشيخ محمد بن حسين يعقوب - حفظه الله -
ومضات على طريق الوصول
مقدمة:
إن السائر إلى الله عزوجل و إلى الدار الآخرة ؛ بل كل سائرٍ إلى أي مقصد من المقاصد لا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين :
أولاهما / قوة علمية
و ثانيهما / قوة عملية
فإنه بالقوة العلمية يبصر منازل الطريق و مواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها و يجتنب مواطن الهلاك و العطب و طرق المهالك و الانحراف
فقوته العلمية كمصباحٍ يضيء له الطريق المظلم
أما القوة العملية فبها السير حقيقة .. فإن السير هو عمل المسافر
و كذلك المسافر إلى ربه تعالى إذا أبصر الطريق و أعلامها و أبصر المعاثر و الوهاد و الطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة و الفلاح، و بقي أن يضع عصاه على عاتقه و يشمر مسافرا في الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد للأخرى و استشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر.
و إن الطريق إلى الله أحبتي تُقطع بالقلوب لا بالأقدام
و متى استقامت تلك القوتان للإنسان .. استقام سيره نحو الله عزوجل
و ثمة شروط أخرى تكون كومضات تضيء لك الطريق
فمن تلك الومضات :
الومضة الأولى
- شروط الطريق -
أولا : الدليل ..
وهو شيخك المربي و العالم العامل و الأستاذ السابق و الخبير المجرب.
فابحث عن ذاك المربي و اجتهد في البحث ، أخ مغمور لا يُعرف .. لا يُؤبه له و لكنه قديم .. يبدو في وجهه سمتُ الصالحين .. عابدٌ قلما تراه يخالط الناس فيما يخوضون فيه .. سابقٌ بالخيرات .. التزم منذ سنين و سبر أغوار الطريق ..
لا تقل لن أجد .. ستجده بإذن الله ..
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )
و هذه أيضا من قواعد الطريق .. أنه سبحانه لا يُعطي منحة السير فيه إلا من حرص و بذل و ضحى ، ابحث و اصدق و احرص و اصبر .. تُعطَ ..
ثانيا : الصاحب ..
و سبحان الله .. لنا في الهجرة دروس و عِظات ..
إن الرسول عليه الصلاة و السلام لما هاجر لم يصطحب معه إلا رجلين
صاحبٌ و دليل
أما الدليل .. فكان عالما بالطريق بصيرا به .. فكانت تلك مهمته
و تسأل .. لِمَ لم يصطحب عُمر و هو شجاع .. و سفرة مثل هذه يُحتاج فيها إلى الشجاعة.
أو لِمَ لم يصطحب عليًا و هو أشب و من الأهل ؟
لماذا اختار أبا بكرٍ الصديق ؟!
إن الصحبة في السفر تحتاج إلى شخص على المنهج ؛ لذلك اختار رسول الله رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة ..
انظر إلى حادث الغار :
لما قال أبو بكر : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ؛ فقال رسول الله (( لا تحزن إن الله معنا )) فماذا كان رد أبي بكر أو تعليقه ؟ بالتأكيد لا شيء .. انتهت القضية .. سلَّم .
لابد و أن تجد لك صاحبا قلبه كقلبك . هو أيضا حيران يريد الاهتداء إلى الطريق .. فالتمسا الطريق معا .. و لا مانع أن يكون هذا الصاحب زوجتك أو شقيقك أو شقيقتك أو ابنك أو ابنتك .. و عندها يصير الأمر أقوى لأن المعاشرة و طول الصحبة و التطبع بطباع السفر من لوازم هذا الطريق.
الومضة الثانية
- حدد هدفك -
و كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد ؟
بالنية يتحدد المقصد، فلابد له من نية صادقة قال رسول الله ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )
فطهر قلبك أخي المسافر .. فالنية بداية الطريق و لتستعد بعدها للسفر .
الومضة الثالثة
- مقومات السفر -
واعلم أن من مقومات السفر
(( المنهج ))
و اعلم أن منهجنا معصومٌ فلا مجال لنا للاجتهاد فيه، إذ اتفق العلماء على أنَّ أعمال العبادات كلها توقيفية؛ الظاهر منها و الباطن و لذلك تكفل الشرع – كتابا و سنة – بوصف المنهج في هذا الطريق وصفا لا يزيغ عنه إلا هالك
قال تعالى { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون }
و قال رسول الله ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )
الومضة الرابعة
- وتزودوا -
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ( إن لكل سفرٍ زادٌ لا محالة ، فتزودوا من الدنيا للآخرة )
و للزاد سبلٌ نعددها ..
الإيمان و التوحيد و معرفة الله عزوجل و أسماءه و صفاته
اليقين
التقوى
الإخلاص
الخبيئة ( وهي زادٌ من العمل الصالح الذي لم يطلع عليه بشر )
الصبر
تلك هي ومضات الطريق رحمك الله .. فمن عرفها فقد عرف الطريق و أبصر المسالك و كان نعم المسافر في قافلة المؤمنين.
و الكتاب على ما أعلم له مجموعة دروس صوتية للشيخ محمد بن حسين يعقوب - حفظه الله -
ومضات على طريق الوصول
مقدمة:
إن السائر إلى الله عزوجل و إلى الدار الآخرة ؛ بل كل سائرٍ إلى أي مقصد من المقاصد لا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين :
أولاهما / قوة علمية
و ثانيهما / قوة عملية
فإنه بالقوة العلمية يبصر منازل الطريق و مواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها و يجتنب مواطن الهلاك و العطب و طرق المهالك و الانحراف
فقوته العلمية كمصباحٍ يضيء له الطريق المظلم
أما القوة العملية فبها السير حقيقة .. فإن السير هو عمل المسافر
و كذلك المسافر إلى ربه تعالى إذا أبصر الطريق و أعلامها و أبصر المعاثر و الوهاد و الطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة و الفلاح، و بقي أن يضع عصاه على عاتقه و يشمر مسافرا في الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد للأخرى و استشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر.
و إن الطريق إلى الله أحبتي تُقطع بالقلوب لا بالأقدام
و متى استقامت تلك القوتان للإنسان .. استقام سيره نحو الله عزوجل
و ثمة شروط أخرى تكون كومضات تضيء لك الطريق
فمن تلك الومضات :
الومضة الأولى
- شروط الطريق -
أولا : الدليل ..
وهو شيخك المربي و العالم العامل و الأستاذ السابق و الخبير المجرب.
فابحث عن ذاك المربي و اجتهد في البحث ، أخ مغمور لا يُعرف .. لا يُؤبه له و لكنه قديم .. يبدو في وجهه سمتُ الصالحين .. عابدٌ قلما تراه يخالط الناس فيما يخوضون فيه .. سابقٌ بالخيرات .. التزم منذ سنين و سبر أغوار الطريق ..
لا تقل لن أجد .. ستجده بإذن الله ..
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )
و هذه أيضا من قواعد الطريق .. أنه سبحانه لا يُعطي منحة السير فيه إلا من حرص و بذل و ضحى ، ابحث و اصدق و احرص و اصبر .. تُعطَ ..
ثانيا : الصاحب ..
و سبحان الله .. لنا في الهجرة دروس و عِظات ..
إن الرسول عليه الصلاة و السلام لما هاجر لم يصطحب معه إلا رجلين
صاحبٌ و دليل
أما الدليل .. فكان عالما بالطريق بصيرا به .. فكانت تلك مهمته
و تسأل .. لِمَ لم يصطحب عُمر و هو شجاع .. و سفرة مثل هذه يُحتاج فيها إلى الشجاعة.
أو لِمَ لم يصطحب عليًا و هو أشب و من الأهل ؟
لماذا اختار أبا بكرٍ الصديق ؟!
إن الصحبة في السفر تحتاج إلى شخص على المنهج ؛ لذلك اختار رسول الله رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة ..
انظر إلى حادث الغار :
لما قال أبو بكر : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ؛ فقال رسول الله (( لا تحزن إن الله معنا )) فماذا كان رد أبي بكر أو تعليقه ؟ بالتأكيد لا شيء .. انتهت القضية .. سلَّم .
لابد و أن تجد لك صاحبا قلبه كقلبك . هو أيضا حيران يريد الاهتداء إلى الطريق .. فالتمسا الطريق معا .. و لا مانع أن يكون هذا الصاحب زوجتك أو شقيقك أو شقيقتك أو ابنك أو ابنتك .. و عندها يصير الأمر أقوى لأن المعاشرة و طول الصحبة و التطبع بطباع السفر من لوازم هذا الطريق.
الومضة الثانية
- حدد هدفك -
و كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد ؟
بالنية يتحدد المقصد، فلابد له من نية صادقة قال رسول الله ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )
فطهر قلبك أخي المسافر .. فالنية بداية الطريق و لتستعد بعدها للسفر .
الومضة الثالثة
- مقومات السفر -
واعلم أن من مقومات السفر
(( المنهج ))
و اعلم أن منهجنا معصومٌ فلا مجال لنا للاجتهاد فيه، إذ اتفق العلماء على أنَّ أعمال العبادات كلها توقيفية؛ الظاهر منها و الباطن و لذلك تكفل الشرع – كتابا و سنة – بوصف المنهج في هذا الطريق وصفا لا يزيغ عنه إلا هالك
قال تعالى { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون }
و قال رسول الله ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )
الومضة الرابعة
- وتزودوا -
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ( إن لكل سفرٍ زادٌ لا محالة ، فتزودوا من الدنيا للآخرة )
و للزاد سبلٌ نعددها ..
الإيمان و التوحيد و معرفة الله عزوجل و أسماءه و صفاته
اليقين
التقوى
الإخلاص
الخبيئة ( وهي زادٌ من العمل الصالح الذي لم يطلع عليه بشر )
الصبر
تلك هي ومضات الطريق رحمك الله .. فمن عرفها فقد عرف الطريق و أبصر المسالك و كان نعم المسافر في قافلة المؤمنين.