أندلسيّة
14.11.2009, 10:48
http://hanaa-port.net/wp-content/2009/09/6765667.jpg
من عنوان الكتاب توقعت أن يكون دعوة لنظرة معتدلة تجاه القدوات و بخاصة في بداية الالتزام . ففي مرحلة الانبهار بالملتزمين، يستبعد الإنسان أي خطأ من ناحيتهم .. و اتضح لي فيما بعد أن هذه النظرة خاطئة تماما .. فمهما كان الإنسان القدوة فهو إنسان أولا و أخيرا و الخطأ و النسيان منه واردان .. و قد مررت بهذا الأمر في بداية التزامي . و لا أنكر أنني أصبت بصدمة في بداية الأمر .. لكن مع الوقت اعتدلت النظرة عندي ..
لكن موضوع الكتاب ليس كما توقعت .. فالكتاب تناول قضية أخرى و هي كما اتضح في العنوان .. القدوات بين الانبهار بهم و سعي بعض الناس إلى تحطيمهم .. ثم تعرض الكاتب للموقف الصحيح تجاه أولئك القدوات ..
ففي البداية مهد الكاتب لبحثه متناولا مراتب القدوات و مقارنة بين قدواتنا و قدوات الأمم السابقة مشيرا إلى أن أمتنا امتازت عن الأمم السابقة بكثرة القدوات .. ثم انتقل إلى أهمية القدوة في حياة الناس .
بعد ذلك تعرض الكاتب في المبحث الأول إلى الانبهار بالقدوات مشيرًا إلى أن الانبهار قد ينقلب إلى انبهار سلبي و من آثاره الاحباط و اليأس و قتل الإبداع و أيضًا الغلو في تعظيمهم.
ثم انتقل في المبحث الثاني إلى تحطيم القدوات .. و هي نقطة توقف عندها طويلا .. و يجدر بنا أن نتوقف عندها أيضًا لأن هناك اليوم من يسعى بكل جهده في تحطيم قدواتنا .. طعنًا و تسفيهًا و ربما تصل إلى حد تكفيرهم و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
و من آثار هذا التحطيم :
- تواري عظمة أولئك القدوات في النفوس.
- اهتزاز الثقة بحملة الشرع و مبلغي الرسالة .
- بحث الناس عن قدوات آخرين قد لا يكونوا صالحين.
و في ذلك أذكر مثل مصري يقول : ( اللي مالوش كبير يدور له على كبير ) فالإنسان بطبيعته يحتاج القدوة . فإن لم يجد القدوة الصالحة .. اتجه إلى القدوة السيئة .
و أقول أيضًا أن تحطيم القدوات فيه اتباع لخطوات اليهود و النصارى .. فاليهود و النصارى رغم أن قدواتهم لم يكونوا سوى أنبياءهم إلا أنهم طعنوا فيهم و آذوهم بل و قتلوهم ..
نعود إلى الكتاب ، بعد بيان الآثار المترتبة على تحطيم القدوات، تناول الكاتب الأسباب الباعثة على هذا التحطيم ، فنجد من يطعن فيهم بدعوى إظهار الحق أو تحذير الناشئة من خطرهم . و لكن هناك أسباب سرية و هي الحسد و الحقد و الغل و الاستهانة و التحقير .. ثم تناول صور و نماذج على تحطيم القدوات و التقليل من شأنهم .. فتناول بعضًا من الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية .. و العلامة ابن القيم و الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام الشهيد حسن البنا و الأستاذ سيد قطب .. رحمهم الله جميعًا .. ثم تعرض إلى كلام بعض المعاصرين في الذب عن بعض هؤلاء القدوات ..
ثم انتقل إلى المبحث الثالث و هو عرض الموقف الصحيح تجاه هؤلاء القدوات و منه :
1- التعريف و الإشادة بهم و الاعتناء بتراثهم .
2- عدم قبول ذم كل شخص لهم .
3- الحذر من كلام الأقران بعضهم في بعض، في باب الهدم و التشهير .
4- حمل الكلام على أحسن المحامل .
5- تقويم القدوة بجملة ماله من أعمال .
6- وجوب إجلال من جاز منهم القنطرة، و تجاوز ما أخطأ فيه ، و هنا كلام قيّم لابن القيم – رحمه الله – يقول :
و من قواعد الشرع و الحكمة – أيضًا – أنه من كثرت حسناته و عظمت و كان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه مالا يُحتمل من غيره ، و يعفى عنه ما لا يُعفى عن غيره ، فإن المعصية خبث ، و الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أي خبث .
7- عدم اجتماع الناس على إجلال شخص منهم، إنما العبرة بالأكثر.
8- نقد الخطأ دون الحط و الهدم.
9- عدم قصر القدوات على زمان معين أو أشخاص معينين.
ثم اختتم الكاتب كلامه ببيان ضرورة العناية بالقدوات الأحياء، و تعريف الأجيال المعاصرة بهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، و إفساح الطريق أمامهم لإلقاء ما يريدون إلقاءه على المجتمع، و العناية بنشر مالهم من نتاج، مقروء أو مسموع أو مرئي و ترجمته .. و تكريمهم أحياءً لترسيخ قيمة تكريم القدوات في المجتمع ، و هذا أدعى إلى لفت الأنظار إليهم و العناية بهم و بنتاجهم و تعلق الأجيال بهم .
الكتاب للدكتور / محمد موسى الشريف ، في 103 صفحة .. طبعة دار الأندلس الجديدة للنشر و التوزيع بشبرا مصر .
سعره 7 جنيهات .
أتمنى أن تكون هذه النقاط محفزًا لكم على قراءة الكتاب .. فهو مفيد جدًا و بخاصة في هذه الظروف حيث تتوالى الطعنات على أعلام الإسلام ..
قراءة ماتعة :)
من عنوان الكتاب توقعت أن يكون دعوة لنظرة معتدلة تجاه القدوات و بخاصة في بداية الالتزام . ففي مرحلة الانبهار بالملتزمين، يستبعد الإنسان أي خطأ من ناحيتهم .. و اتضح لي فيما بعد أن هذه النظرة خاطئة تماما .. فمهما كان الإنسان القدوة فهو إنسان أولا و أخيرا و الخطأ و النسيان منه واردان .. و قد مررت بهذا الأمر في بداية التزامي . و لا أنكر أنني أصبت بصدمة في بداية الأمر .. لكن مع الوقت اعتدلت النظرة عندي ..
لكن موضوع الكتاب ليس كما توقعت .. فالكتاب تناول قضية أخرى و هي كما اتضح في العنوان .. القدوات بين الانبهار بهم و سعي بعض الناس إلى تحطيمهم .. ثم تعرض الكاتب للموقف الصحيح تجاه أولئك القدوات ..
ففي البداية مهد الكاتب لبحثه متناولا مراتب القدوات و مقارنة بين قدواتنا و قدوات الأمم السابقة مشيرا إلى أن أمتنا امتازت عن الأمم السابقة بكثرة القدوات .. ثم انتقل إلى أهمية القدوة في حياة الناس .
بعد ذلك تعرض الكاتب في المبحث الأول إلى الانبهار بالقدوات مشيرًا إلى أن الانبهار قد ينقلب إلى انبهار سلبي و من آثاره الاحباط و اليأس و قتل الإبداع و أيضًا الغلو في تعظيمهم.
ثم انتقل في المبحث الثاني إلى تحطيم القدوات .. و هي نقطة توقف عندها طويلا .. و يجدر بنا أن نتوقف عندها أيضًا لأن هناك اليوم من يسعى بكل جهده في تحطيم قدواتنا .. طعنًا و تسفيهًا و ربما تصل إلى حد تكفيرهم و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
و من آثار هذا التحطيم :
- تواري عظمة أولئك القدوات في النفوس.
- اهتزاز الثقة بحملة الشرع و مبلغي الرسالة .
- بحث الناس عن قدوات آخرين قد لا يكونوا صالحين.
و في ذلك أذكر مثل مصري يقول : ( اللي مالوش كبير يدور له على كبير ) فالإنسان بطبيعته يحتاج القدوة . فإن لم يجد القدوة الصالحة .. اتجه إلى القدوة السيئة .
و أقول أيضًا أن تحطيم القدوات فيه اتباع لخطوات اليهود و النصارى .. فاليهود و النصارى رغم أن قدواتهم لم يكونوا سوى أنبياءهم إلا أنهم طعنوا فيهم و آذوهم بل و قتلوهم ..
نعود إلى الكتاب ، بعد بيان الآثار المترتبة على تحطيم القدوات، تناول الكاتب الأسباب الباعثة على هذا التحطيم ، فنجد من يطعن فيهم بدعوى إظهار الحق أو تحذير الناشئة من خطرهم . و لكن هناك أسباب سرية و هي الحسد و الحقد و الغل و الاستهانة و التحقير .. ثم تناول صور و نماذج على تحطيم القدوات و التقليل من شأنهم .. فتناول بعضًا من الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية .. و العلامة ابن القيم و الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام الشهيد حسن البنا و الأستاذ سيد قطب .. رحمهم الله جميعًا .. ثم تعرض إلى كلام بعض المعاصرين في الذب عن بعض هؤلاء القدوات ..
ثم انتقل إلى المبحث الثالث و هو عرض الموقف الصحيح تجاه هؤلاء القدوات و منه :
1- التعريف و الإشادة بهم و الاعتناء بتراثهم .
2- عدم قبول ذم كل شخص لهم .
3- الحذر من كلام الأقران بعضهم في بعض، في باب الهدم و التشهير .
4- حمل الكلام على أحسن المحامل .
5- تقويم القدوة بجملة ماله من أعمال .
6- وجوب إجلال من جاز منهم القنطرة، و تجاوز ما أخطأ فيه ، و هنا كلام قيّم لابن القيم – رحمه الله – يقول :
و من قواعد الشرع و الحكمة – أيضًا – أنه من كثرت حسناته و عظمت و كان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه مالا يُحتمل من غيره ، و يعفى عنه ما لا يُعفى عن غيره ، فإن المعصية خبث ، و الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أي خبث .
7- عدم اجتماع الناس على إجلال شخص منهم، إنما العبرة بالأكثر.
8- نقد الخطأ دون الحط و الهدم.
9- عدم قصر القدوات على زمان معين أو أشخاص معينين.
ثم اختتم الكاتب كلامه ببيان ضرورة العناية بالقدوات الأحياء، و تعريف الأجيال المعاصرة بهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، و إفساح الطريق أمامهم لإلقاء ما يريدون إلقاءه على المجتمع، و العناية بنشر مالهم من نتاج، مقروء أو مسموع أو مرئي و ترجمته .. و تكريمهم أحياءً لترسيخ قيمة تكريم القدوات في المجتمع ، و هذا أدعى إلى لفت الأنظار إليهم و العناية بهم و بنتاجهم و تعلق الأجيال بهم .
الكتاب للدكتور / محمد موسى الشريف ، في 103 صفحة .. طبعة دار الأندلس الجديدة للنشر و التوزيع بشبرا مصر .
سعره 7 جنيهات .
أتمنى أن تكون هذه النقاط محفزًا لكم على قراءة الكتاب .. فهو مفيد جدًا و بخاصة في هذه الظروف حيث تتوالى الطعنات على أعلام الإسلام ..
قراءة ماتعة :)