المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : العقوبة في الإسلام


محمد الاحمدي
14.04.2016, 16:21
تحرص الشريعة الإسلامية على حمل الناس على طاعة أوامرها ونواهيها طاعة اختيارية، تنبعث من أعماق النفس، وتعتمد في تحقيق هذه الطاعة على تنبيه وإيقاظ الشعور الإيماني في النفوس، وتذكير الناس باليوم الآخر وما فيه من الجزاء والحساب، مع بيان ما في هذه الأوامر والنواهي من خير ومصلحة للناس في الدنيا والآخرة.
لكن هذا لا يكفي لحمل الناس على هذه الطاعة، وذلك لأن الناس ليسوا متساوين في يقظة الضمير الديني والإنساني، وتحقق الإيمان واستحضار اليوم الآخر وخشيته .وغلبة نوازع الشر والهوى وحب المنافع، ولو كان ذلك على حساب الآخرين .
وانطلاقاً من هذا الاعتبار فإن العقوبات التي توقعها الدولة على الذنوب والجرائم هي السبيل الملزم لتنفيذ أوامر الله ونواهيه.
فللعقوبة في الإسلام أغراض نذكر منها:
1) تحقيق العدالة: فحياة الإنسان، وممتلكاته، وعرضه من الأمور الواجبة الاحترام، وبالتالي فليس من العدل في شيء ترك الإنسان الذي يتعرض لهذه الأمور دون أن يطاله شيء.
2) تحقيق الردع: والردع هنا على نحوين:
أـ الردع العام: بإنذار الجماعة بشرها إذا ما ارتكب أحد أفرادها فعلاً يعد جريمة، أو بمثل العقوبة التي تصدر ضد الجاني إذا ارتكب فعلاً مجرماً وتثبت مسؤوليته، فوظيفة العقوبة هنا تهديدية.
ب ـ الردع الخاص: أما وظيفة الردع الخاص فيما يتركه ألم العقوبة من أثر نفسي في المحكوم عليه يحول بينه وبين العودة إلى الإجرام مرة ثانية.
3) إصلاح الجاني: فالعقوبة إنما قررت لإصلاح الجاني لا للانتقام من الجاني والتشفي منه، فالمجرم إذا شعر بالألم وأحس به فإنه سيشعر حتماً بمقدار ما تسبب به للآخرين من الألم مما يولّد حالة صحوة الضمير في نفسه ذلك الذي يدفعه إلى تأنيبها مما يؤدي بالنتيجة إلى الإقلاع عن الأعمال الإجرامية.
ولنأخذ إشهاد طائفة من المؤمنين لجلد الزانية والزاني كمثال على ذلك، قال تعالى: " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ.. وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " [النور: 2] فلماذا اشترطت الآية الكريمة لكمال تطبيق الحد أن يشهد عليه عدد من المؤمنين؟ ولماذا لم تقل: " طائفة من الناس"؟
الغاية من شهود المؤمنين لتنفيذ الحد هي:
1. يشهدون للحاكم أمام الله تعالى ثم أمام الناس أنه يحكم بما أنزل الله تعالى.
2. يراقبون الجالد فلا يزيد في الضرب عن العدد المحدد (مائة جلدة) ولا ينقص منه، ولا يزيد من شدة الضرب عن الحد المعقول، ولا يتهاون في الجلد.
3. فيه عذاب نفسي للمجلود أشد من الأذى البدني حيث يرى جلده أعيان البلد وفضلاؤهم، وهذا لا يتحقق إن تم جلد الفسقة أمام بعضهم بعضاً، وبهذا يجزم أن لا يعود لمثله مرة أخرى.
4. حين يعود الشهود إلى بيوتهم ويخبرون أهاليهم بما رأوا يتحقق الهدف الرئيس للعقوبة في الإسلام وهو الردع.
5. قد تصدر أصوات أو حركات أو انكشاف للعورات، والشهود المؤمنون يحفظون السر.
6. هنالك فائدة جميلة جداً ذكرها ابن تيمية وهي: أن المؤمنين الذين يشهدون تنفيذ الحد يستغفرون للمجلود، ويسألون الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الصبر وأن يخفف عنه.
تلك هي فلسفة العقوبة في الإسلام، وسبحان من شريعته الإسلام الحنيف.
د. عبدالرحيم الشريف

بيطرية مسلمة
22.04.2016, 17:57
بارك الله فيك.....
صرامة الحدود في الاسلام من الاعجاز التشريعي فقد أثبتت القوانين الوضعية قاصرة النظر التي تجعل السجن بديلا عن الحدود الاسلامية فشلها الذريع من ناحيتين:
- لم تحقق الردع المطلوب للجاني حتى يحجم عن ارتكاب الجريمة من البداية.
- لم توفر الأمن للناس في أموالهم وأعراضهم ودمائهم فقد أصبح المجتمع الحديث غابة بشرية بأتم معنى الكلمة كما تشير اليه بعض الاحصاءات
ففي كل ثلاث دقائق هناك اغتصاب لامرأة في السويد
وفي كل خمس دقائق هناك اغتصاب لامرأة في فرنسا
وفي كل اربع دقائق هناك اغتصاب في أمريكا وكل خمس دقائق هناك جريمة سطو مسلح وفي كل ثمان دقائق هناك جريمة قتل في الولايات المتحدة الأمريكية .....الخ
وكذلك سجل أحد التقارير للأمم المتحدة والصادر منذ عدة أشهر، أن أعلى معدل لوفيات الأطفال من جراء العنف والاهمال كان فى أمريكا والمكسيك مقارنة بسبع وعشرين دولة شملهم هذا التقرير!!.. وفصّل التقرير أيضا بأن حوالى 3500 طفل أقل من 15 عاما يلقون حتفهم سنويا بسبب العنف فى 27 دولة متقدمة فى العالم !!..
أيضا ما ورد من حقائق وأرقام نشرته مجلة المستقبل في عددها 154 ـ صفر 1425هـ إبريل 2004م جاء فيها :
ـ يغتصب يوميًا في أمريكا 1900 فتاة، 20% منهن يغتصبن من قبل آبائهن !!..
ـ يقتل سنويًا في أمريكا مليون طفل بين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة !!..
ـ بلغت نسبة الطلاق في أمريكا 60% من عدد عقود الزواج !!..
ـ 170 شابة في بريطانيا تحمل سفاحا كل أسبوع !!..ا
بل ان كثرة الجرائم وسخرية المجرمين من عقوبة السجن بقولهم "السجن للجدعان" أرهقت ميزانيات الدول والنظام القضائي و صارت هاته الأخيرة تبحث عن بدائل أخرى للعقاب
ولتعرف قوة التشريع الإسلامي وفاعليته الردعية ويكفي أن نعلم أن عدد من طبق عليهم حد السرقة في عهد الخلافة الراشدة يُعد على أصابع اليد! بل يكفي أن نعلم أن من سُنّ على لسانه التشريع قال لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتُ يدها.....إلا أن الأمر ليس على عواهنه، فهناك عدة ضوابط حول هذه المسألة من بينها تفوق الاسلام بالتشريع الوقائي
فالحدود ليست هي كل الشريعة الإسلامية، بل لابد من استيفاء الحقوق قبل تطبيق الحدود، فلا يصح تطبيق الحدود مع وجود الفقر وفشل الإدارة الإقتصادية للدولة، أو حلول الفواقر والنكبات، كما حدث في عام الرمادة فأوقف عمر بن الخطاب حد السرقة، بسبب كثرة الجياع.
كما أن هناك قاعدة أصولية فقهية مستخلصة من الحديث النبوي القائل : (ادرأوا الحدود بالشبهات) (ادرأوا الحدود ما استطعتم، فإن وجدتم مخرجاً فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة) أي لو أن الراجح بنسبة 99% أن فلاناً سرق، ولكن هناك احتمال 1% فقط أنه لم يسرق لسبب ما.. هنا يُمنع تطبيق الحد، ويسقط عنه.
ودمتم سالمين