* إسلامي عزّي *
22.09.2015, 22:55
:155609470:
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الحقّ :
(( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ))
[ 1 ]
-------------
لم تمرّ ساعات معدودات على حادثة سقوط رافعة الحرم حتى سالت أقلام الخُبثاء بقيح و صديد ، فقد وجدوا في المناسبة فرصة سانحة لنصب شباكهم لعلّ و عسى يصطادون بعد روّاد منتدياتهم التنصيرية التي تأنّ تحت وطأة الكساد والبوار ..
مضمون الشبهة :
طعن في قوله تعالى (( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا )) من خلال قولهم :
معبود المسلمين وعد أتباعه بأنهم سيكونون داخل بيته الحرام مستأمنين على أرواحهم و هاهي الوقائع على الأرض تُفيد بعكس ذلك، حادثة الرافعة نتج عنها سقوط مجموعة من الضحايا المسلمين بين قتيل و جريح .
الردّ :
لو راجع المُرجف أقوال علمائنا و مفسّرينا -وذلك عملا بقول معبوده فتّشوا الكتب[ 2 ] - لما تفوّه بمثل هكذا حماقة !
عملا بقول الكتاب : "جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ[ 3 ] " نقول :
المقصود بالآية أعلاه هوالإخبار بإعطاء الأمان لكلّ من لجأ للحرم ، وليس كما صوّرت عقول المـُرجفين المريضة بأن كل من تواجد داخل حدود بيت الله الحرام سيكون في منأى من أن يتخطّفه الموت .
هل قرأ المُرجف يوماً قوله تعالى :
( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) [ 4 ]
؟؟؟؟؟؟؟
أشكّ في ذلك !!!!!
صدق من قال :
(( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ )) [ 5 ]
------
--
الآية الكريمة موضع الشبهة في سياقها الموضوعي :
((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )) [ 6 ]
نقرأ من تفسير البغوي :
قوله عز وجل : ( ومن دخله كان آمنا ) من أن يحاج فيه ، وذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام حيث قال : رب اجعل هذا بلدا آمنا وكانت العرب في الجاهلية يقتل بعضهم بعضا ويغير بعضهم على بعض ومن دخل الحرم أمن من القتل والغارة ، وهو المراد من الآية على قول الحسن وقتادة وأكثر المفسرين
ومن تفسير ابن كثير :
وقوله : ( ومن دخله كان آمنا ) يعني : حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء ، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية ، كما قال الحسن البصري وغيره : كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو يحيى التيمي ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( ومن دخله كان آمنا ) قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ، فإذا خرج أخذ بذنبه
من تفسير القرطبي :
قال بعض أهل المعاني : صورة الآية خبر ومعناها أمر ، تقديرها ومن دخله فأمنوه; كقوله : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا . ولهذا المعنى قال الإمام السابق النعمان بن ثابت : من اقترف ذنبا واستوجب به حدا ثم لجأ إلى الحرم عصمه ، لقوله تعالى : ومن دخله كان آمنا ; فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله .
من تفسير الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : { ومن دخله كان آمنا } واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : تأويله الخبر عن أن كل من جر في الجاهلية جريرة ثم عاذ بالبيت لم يكن بها مأخوذا . ذكر من قال ذلك : 5890 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { ومن دخله كان آمنا } وهذا كان في الجاهلية , كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم ألجأ إلى حرم الله , لم يتناول ولم يطلب ; فأما في الإسلام , فإنه لا يمنع من حدود الله , من سرق فيه قطع , ومن زنى فيه أقيم عليه الحد , من قتل فيه قتل , وعن قتادة أن الحسن كان يقول : إن الحرم لا يمنع من حدود الله , لو أصاب حدا في غير الحرم فلجأ إلى الحرم لم يمنعه ذلك أن يقام عليه الحد
--------------------------------------------------
[ 1 ] الزمر : 60
[ 2 ] يوحنا 5 : 39
[ 3 ] أمثال 26 : 5
[ 4 ] النساء : 78
[ 5 ] البقرة : 10
[ 6 ] آل عمران : 96 / 97
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الحقّ :
(( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ))
[ 1 ]
-------------
لم تمرّ ساعات معدودات على حادثة سقوط رافعة الحرم حتى سالت أقلام الخُبثاء بقيح و صديد ، فقد وجدوا في المناسبة فرصة سانحة لنصب شباكهم لعلّ و عسى يصطادون بعد روّاد منتدياتهم التنصيرية التي تأنّ تحت وطأة الكساد والبوار ..
مضمون الشبهة :
طعن في قوله تعالى (( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا )) من خلال قولهم :
معبود المسلمين وعد أتباعه بأنهم سيكونون داخل بيته الحرام مستأمنين على أرواحهم و هاهي الوقائع على الأرض تُفيد بعكس ذلك، حادثة الرافعة نتج عنها سقوط مجموعة من الضحايا المسلمين بين قتيل و جريح .
الردّ :
لو راجع المُرجف أقوال علمائنا و مفسّرينا -وذلك عملا بقول معبوده فتّشوا الكتب[ 2 ] - لما تفوّه بمثل هكذا حماقة !
عملا بقول الكتاب : "جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ[ 3 ] " نقول :
المقصود بالآية أعلاه هوالإخبار بإعطاء الأمان لكلّ من لجأ للحرم ، وليس كما صوّرت عقول المـُرجفين المريضة بأن كل من تواجد داخل حدود بيت الله الحرام سيكون في منأى من أن يتخطّفه الموت .
هل قرأ المُرجف يوماً قوله تعالى :
( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) [ 4 ]
؟؟؟؟؟؟؟
أشكّ في ذلك !!!!!
صدق من قال :
(( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ )) [ 5 ]
------
--
الآية الكريمة موضع الشبهة في سياقها الموضوعي :
((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )) [ 6 ]
نقرأ من تفسير البغوي :
قوله عز وجل : ( ومن دخله كان آمنا ) من أن يحاج فيه ، وذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام حيث قال : رب اجعل هذا بلدا آمنا وكانت العرب في الجاهلية يقتل بعضهم بعضا ويغير بعضهم على بعض ومن دخل الحرم أمن من القتل والغارة ، وهو المراد من الآية على قول الحسن وقتادة وأكثر المفسرين
ومن تفسير ابن كثير :
وقوله : ( ومن دخله كان آمنا ) يعني : حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء ، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية ، كما قال الحسن البصري وغيره : كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو يحيى التيمي ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( ومن دخله كان آمنا ) قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ، فإذا خرج أخذ بذنبه
من تفسير القرطبي :
قال بعض أهل المعاني : صورة الآية خبر ومعناها أمر ، تقديرها ومن دخله فأمنوه; كقوله : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا . ولهذا المعنى قال الإمام السابق النعمان بن ثابت : من اقترف ذنبا واستوجب به حدا ثم لجأ إلى الحرم عصمه ، لقوله تعالى : ومن دخله كان آمنا ; فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله .
من تفسير الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : { ومن دخله كان آمنا } واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : تأويله الخبر عن أن كل من جر في الجاهلية جريرة ثم عاذ بالبيت لم يكن بها مأخوذا . ذكر من قال ذلك : 5890 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { ومن دخله كان آمنا } وهذا كان في الجاهلية , كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم ألجأ إلى حرم الله , لم يتناول ولم يطلب ; فأما في الإسلام , فإنه لا يمنع من حدود الله , من سرق فيه قطع , ومن زنى فيه أقيم عليه الحد , من قتل فيه قتل , وعن قتادة أن الحسن كان يقول : إن الحرم لا يمنع من حدود الله , لو أصاب حدا في غير الحرم فلجأ إلى الحرم لم يمنعه ذلك أن يقام عليه الحد
--------------------------------------------------
[ 1 ] الزمر : 60
[ 2 ] يوحنا 5 : 39
[ 3 ] أمثال 26 : 5
[ 4 ] النساء : 78
[ 5 ] البقرة : 10
[ 6 ] آل عمران : 96 / 97