Just asking
25.09.2009, 06:02
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image163.gif
يعد مفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» من المفاهيم الأصيلة في التراث الإسلامي، لجهة استخدامه في عدد كبير من النصوص الشرعية من كتاب وسنة، أو لجهة استعماله في نصوص التراث الإسلامي في سياق الحجاج والاستدلال والإثبات.
إن المتتبع لمدلولات هذا الجذر الثلاثي « ف ط ر» ليلحظ بوضوح أثر التطور الدلالي الذي طرأ على أصل مدلوله، ومدى تأثره بالمعاني المستمدة من نصوص الشريعة الإسلامية على وجه الخصوص، والتراث الإسلامي على وجه العموم، فإذا كان هذا الجذر الثلاثي يدل في أصله _ حسب ما ذهب إليه علماء اللغة _ على ابتداء «فتح الشيء وإبرازه»([1] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn1)) للوجود، فإن ما طرأ عليه بعد ذلك من دلالات ومعانٍ مستمدة من التراث الإسلامي، جعلت من معاني: الشق, وابتداء الخَلْق, والظهور إلى حيز الوجود، معاني لغوية لها أبعادها الشرعية بوجه أو بآخر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
فالفَطْر: بالفتح، الشّقُّ، وقد قيده بعض اللغويين بالشق الأول, ومنه قوله تعالى: }هل ترى من فطور{ [سورة الملك: 3]، وقوله:}إذا السماء انفطرت{ [سورة الانفطار:1] أي انشقت، وفطرَ نابُ البعير: شقّ وطَلَعَ، والفِطرة: الابتداء والاختراع والخلْق، ففطر الله الخلْق: خلقهم وبدأهم([2] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn2)).
ويسترعي انتباه الباحث _ للوهلة الأولى _ أن القرآن الكريم في استعماله لجذر «فطر» اللغوي بتصريفاته العديدة،لم يخرج في ذلك عن معانيه اللغوية الأساسية، فإذا انتقل القرآن للحديث عن مفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»، وذلك في المرة الوحيدة التي ورد فيها ذكر جذر «فطر» بصيغة اسم الهيئة «فطرة»، نجد القرآن الكريم يصرح بإضافته لمعنى جديد لهذا المفهوم يكاد يجعل منه معنىً اصطلاحياً خاصاً يذكر للمرة الأولى _ والأخيرة _.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
لقد تكرر جذر (ف، ط، ر) في القرآن الكريم عشرين مرة بصيغ متعددة، لكنها تظل مندرجة تحت سقف التداول اللغوي المعروف في المعاجم العربية. فمعنى «الخلق أو ابتداء الخلق» كان حاضراً وبقوة في العديد من الآيات العشرين، إن لم نقل في معظمها، وتكاد تجمع التفاسير على أن المراد بلفظ «فطر أو فاطر» الوارد في هذه الآيات هو معنى «خلق أو ابتدأ الخَلْق»([3] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn3)).
أما المعنى الثاني الذي تكرر ضمن السياق ذاته، فهو معنى «الشَّق أو الانشقاق»([4] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn4)) بدلالته وحمولته السلبية المومئة إلى الخلل والوهن والعيب ([5] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn5)).
والمعنى الثالث والأخير الذي جاء به جذر (ف، ط، ر), قد ورد لمرة وحيدة في القرآن الكريم بصيغة اسم الهيئة «فطرة»، قال تعالى: }فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون{[سورة الروم: 30]. أما عن المعاني والتفسيرات التي أوردها المفسرون لشرح لفظة «فطرة»، فإننا نستطيع إحصاء المعاني التالية:
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
أولاً: الإسلام
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يحتل هذا المعنى ومرادفه«الدين» عند كثير من المفسرين رتبة الصدارة, بل هو كما قال الإمامالقرطبي: «المعروف عند عامة السلف من أهل التأويل»([6] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn6))، واستدلوا على رأيهم ذاك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟، ثم يقول أبو هريرة ـراوي الحديث ـ:} فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم{([7] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn7))[سورة الروم:30].
يلاحظ على هذا الرأي مزجه لمفهومي «الدين» و «الإسلام» عند تفسيره للفظة «فطرة الله»، وهذا المزج له مسوغاته العلمية عند بعض المفسرين, على اعتبار أن«الإسلام»، بوصفه الدين الخاتم، هو الممثل الوحيد والأخير لمعنى «الدين» الحق، ويصبح معنى الآية حينئذ: أقم وجهك للدين الحنيف «أو الإسلام», الدين «أو الإسلام» الذي خلق الناس عليه. ويكون المراد من الآية بيان خلق وافتطار الناس جميعاً على الدين أو الإسلام. وهو معنى يلحظ الدلالة اللغوية للفظة «فطرة»، الخلق أو ابتداء الخلق، مع إضافة أن هذا الخلق قد كان على معرفة الدين الحق والتزامه فطرة وجبلّة.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ثانياً: البداءة التي ابتدأ الله الناس عليها:
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يفسر هذا الرأي «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» بحالة البداءة التي ابتدأ الله عز وجل عليها الناس من حيث أنه ابتدأهم: أي: فطرهم وخلقهم، للموت والحياة، والسعادة والشقاء، وإلى ما يصيرون إليه عند البلوغ. وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى اللغة, فقالوا: «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) في كلام العرب البداءة، والفاطر: المبتدئ»، واحتجوا بما روي عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:«لم أكن أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ أي: ابتدأتها»([8] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn8)).
كما يستدل لهذا الرأي _ كما قال القرطبي _ بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه, قال: أو غير ذلك يا عائشة, إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)([9] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn9)).
ما يلفت الانتباه في هذا الرأي استناده إلى المعنى اللغوي للفظ «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»، وبالذات معنى ابتداء الخلق ثم مزجه لهذا المعنى اللغوي بآخر شرعي مستمد من بعض الأحاديث التي تتحدث عن نهاية الإنسان ومآله، فالجمع بين ابتداء خلق الإنسان من جهة، ونهاية حياته من جهة أخرى بلفظ واحد محمّل بجميع احتمالات تلك النهاية من سعادة أو شقاوة قد يوهم أنه يستثني الإنسان من دائرة الفعل البشري وحرية الكسب المسؤول عنها أمام المولى عز وجل. وقد يوهم ذلك أيضاً أنه يحجب الإنسان عن حرية الكسب والاختيار الممنوحة له من قبل الله عز وجل، دون أن يعني ذلك بالضرورة نفياً لعلم الله بمآل هذا الإنسان وصيرورته النهائية.
وما سيق من الأحاديث والآثار للتدليل على صحة هذا القول معارض بشكل واضح مع معنى حديث: (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)…), لأنه يفضي إلى تجريد قوله: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه…» من أي معنى، إذ يصبح المعنى: أنهما _ أي الوالدين _ قد «فعلا به [أي الطفل] ما هو الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي ولد عليها، فينافي في التمثيل بحال البهيمة»([10] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn10)).
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ثالثاً: ذهبت فرقة_ كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره _ إلى اعتبار المراد بقوله تعالى: «فطرة الله التي فطر الناس عليها», وقوله عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)) الخصوص وليس العموم، «وإنما المراد بالناس المؤمنون، إذ لو فطر الجميع على الإسلام لما كفر أحد، وقد ثبت أنه خلق أقواماً للنار، كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم}[سورة الأعراف: 179]، وأخرج الذرية من صلب آدم سوداء وبيضاء، وقال في الغلام الذي قتله الخضر: طبع يوم طبع كافراً.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
إن هذا الرأي ما هو إلا تعديل عن الرأي السابق، لاحظ فيه متبنوه الواقع وكون بعض الناس يدخلون النار، فكيف يكونون مفطورين على الدين الحق أو الإسلام، ثم يدخلون النار؟!. وقد رد العلماء هذا القول بما ورد من صيغ العموم سواء في الآية ذاتها «الناس»، أو ما ورد من صيغ العموم في الأحاديث الأخرى, وخاصة حديث (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)) بصيغه المتعددة، ثم إنه قد يراد بقوله: «يولد مؤمناً» أنه يولد من أبوين مؤمنين، وبقوله: «يولد كافراً» أنه يولد من أبوين كافرين، وهذا لا يتعارض مع كون جميع الناس يولدون على فطرة واحدة على مستوى الخلق والإنشاء.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
رابعاً: الخلقة التي خلق عليها المولود من المعرفة بربه
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
ذهبت «طائفة من أهل الفقه والنظر» _ كما سمّاهم الإمام القرطبي _ إلى أن المراد بالفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هنا:«الخلقة التي خلق عليها المولود في المعرفة بربه، فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة، يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفته، واحتجوا على أن الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search): الخلقة، والفاطر: الخالق، لقوله تعالى: {الحمد لله فاطر السموات والأرض} [سورة فاطر:1] يعني: خالقهن،…وأنكروا أن يكون المولود يفطر على كفر أو إيمان أو معرفة أو إنكار».
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
والواقع أن المطابقة بين مفهومي «الدين» بمعناه العام، و«الإسلام» بوصفه الدين السماوي الخاتم وما يقتضيه من تشريعات واعتقادات، ثم المطابقة بعد ذلك بين الناتج من عملية المطابقة المتقدمة، ومفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» الوارد في الآية الكريمة، واعتبار«فطرة الله» مطابقاً موضوعياً كاملاً لمفهوم «الدين» أو «الإسلام» هو الذي أدى إلى تشعب الآراء وتضاربها.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
خامساً: عهد الله تعالى في عالم الذر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
رأى بعض المفسرين أن المراد بـ«الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»: العهد الذي أخذه الله عز وجل على ذرية آدم عليه السلام حين أخرجهم نسماً من ظهره وصلبه في صورة الذر، كما قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا} [سورة الأعراف: 172]، ويعضده الحديث القدسي الصحيح، وفيه: (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم)([11] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn11))، بيد أن هذا القول ما هو إلا إشارة إلى افتطار الناس جميعاً على معرفة الله تعالى والإيمان به، وعلى الإسلام أو الدين الحق _ كما رأى ذلك بعض المفسرين-، وليس فيه دلالة على تحديد ماهي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ة هذه الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بشكل دقيق، وتبيين ملامحها وأبعادها.
سادساً: الإخلاص
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
أخرج ابن جرير الطبريفي تفسيره عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن سيدنا عمر رضي الله عنه قال له: ما قوام هذه الأمة؟ قال: ثلاث، وهي المنجيات: الإخلاص؛ وهي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي فطر الناس عليها، والصلاة، وهي الملة، والطاعة وهي العصمة، فقال عمر رضي الله عنه: صدقت([12] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn12)). وبالطبع فإن مراد سيدنا معاذ بن جبل، رضي الله عنه، بالإخلاص هنا: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، وبذلك لا يبعد كثيراً عن الأقوال المتقدمة، وخاصة القائلة منها بأن الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هي معرفة الله وتوحيده وإفراده بالربوبية.
سابعاً: الفقر والفاقة
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
نقل القرطبي عن أبي بكر الوراق قوله في تفسير هذه اللفظة: هي الفقر والفاقة، وعقب عليه بقوله: «وهذا حسن، فإنه [أي الإنسان] منذ ولد إلى حين يموت فقيرٌ محتاجُ نِعَم, وفي الآخرة»([13] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn13)).
وهذا القول يمكن تصنيفه في باب التفسير الإشاري للآية، فافتطار الإنسان على الافتقار لله تعالى هو بلا ريب جزء من فطرته الكلية، لكن لا يجوز اعتبار هذا المعنى هو المعنى الأساسي والوحيد للآية، وأنه المعنى الذي وردت للتدليل عليه الآية الكريمة.
ثامناً: التوحيد
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يمكن اعتبار هذا القول شبيهاً للقول الرابع الذي رجحه العديد من المفسرين ومنهمالقرطبي، فالعبارات بخصوص هذا الشأن متقاربة، حيث إن المعرفة التي يخلق عليها الإنسان بربه يقصد بها المفسرون تلك الحالة التي يدرك فيها الإنسان وجود قوة خالقة ومهيمنة على الكون يشعر المرء تجاهها بالخضوع والدينونة، إلا أن ما جعلني أفرده بالذكر هو النص الصريح من قائله _ وهو الإمام الرازيفي تفسيره _ على كون الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هي التوحيد: «...ثم قال تعالى: فطرة الله، أي: الزم فطرة الله وهي التوحيد؛ لأن الله فطر الناس عليه،...وقيل: لا تبديل لخلق الله، أي الوحدانية مترسخة فيهم لا تغيير لها»([14] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn14)).
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ما هي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)؟
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
لقد انتظم السياق العام للآيات بعد تناوله لواقعة تاريخية هي هزيمة الروم أمام أعدائهم وإيذانهم بالنصر عليهم فيما بعد, لسوق العديد من الآيات الناطقة بوجود الله عز وجل ووحدانيته وتفرده بالتصرف في هذا الكون ومكنوناته، ليتم التمهيد والتوطئة بعد ذلك لصياغة الأمر الإلهي للنوع الإنساني كافة، ممثلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم بشكل أولي ومباشر، بتسديد الوجهة والتوجه والانقياد والتسليم للدعوة الربانية لبني البشر والمتمثلة في «الدين الحق»، وعلّل هذا الأمر التكليفي بكون المأمور به جزءاً من تكوين الإنسان وخلقته الجبلية، وذلك أدعى إلى قبول هذا الأمر والانصياع له، بعد أن يتعرف الإنسان إلى الإسلام (الدين الحق الخاتم) ويكتنه تعاليمه ومعتقداته وشرائعه.
فالفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي ورد ذكرها في هذه الآية بصيغة إضافة التشريف إلى لفظ الجلالة «الله»: «هي النظام الذي أوجده الله عز وجل في كل مخلوق، والفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي تخص نوع الإنسان هي ما خلقه الله عليه جسداً وعقلاً، فمشي الإنسان برجليه فطرة جسدية، ومحاولته أن يتناول الأشياء برجليه خلاف الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الجسدية, واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية…»([15] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn15)).
إن «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» هي النظام التكويني الذي أوجده الله تعالى في كل مخلوق منذ إنشاء خلقه، وهي _ أي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) _ بهذا المعنى تستمد معناها من مدلولها اللغوي «الخلق أو ابتدائه»، فيما تكتسي دلالتها وحمولتها الاصطلاحية القرآنية من خلال انتمائها إلى الفضاء الإسلامي, فهي: جملة الأوصاف والطبائع والخصائص التي جبل الله تعالى عليها أي مخلوق في هذا الوجود، وهي بالنسبة للإنسان: جملة الطباع والميول والغرائز والمبادئ والأسس العقلية والقيم التي جبل الله تعالى عليها النوع الإنساني وميزه بها عن سائر المخلوقات.
وعلى الرغم من اشتراك ألفاظ «الطبيعة» و«الغريزة» و«الجبلة» و«الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» في أصل المعنى اللغوي المشير إلى الأمر التكويني المخلوق في ذات الشيء, إلا أننا نرى اختصاص لفظ
هشام منوّر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image204.gif
يعد مفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» من المفاهيم الأصيلة في التراث الإسلامي، لجهة استخدامه في عدد كبير من النصوص الشرعية من كتاب وسنة، أو لجهة استعماله في نصوص التراث الإسلامي في سياق الحجاج والاستدلال والإثبات.
إن المتتبع لمدلولات هذا الجذر الثلاثي « ف ط ر» ليلحظ بوضوح أثر التطور الدلالي الذي طرأ على أصل مدلوله، ومدى تأثره بالمعاني المستمدة من نصوص الشريعة الإسلامية على وجه الخصوص، والتراث الإسلامي على وجه العموم، فإذا كان هذا الجذر الثلاثي يدل في أصله _ حسب ما ذهب إليه علماء اللغة _ على ابتداء «فتح الشيء وإبرازه»([1] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn1)) للوجود، فإن ما طرأ عليه بعد ذلك من دلالات ومعانٍ مستمدة من التراث الإسلامي، جعلت من معاني: الشق, وابتداء الخَلْق, والظهور إلى حيز الوجود، معاني لغوية لها أبعادها الشرعية بوجه أو بآخر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
فالفَطْر: بالفتح، الشّقُّ، وقد قيده بعض اللغويين بالشق الأول, ومنه قوله تعالى: }هل ترى من فطور{ [سورة الملك: 3]، وقوله:}إذا السماء انفطرت{ [سورة الانفطار:1] أي انشقت، وفطرَ نابُ البعير: شقّ وطَلَعَ، والفِطرة: الابتداء والاختراع والخلْق، ففطر الله الخلْق: خلقهم وبدأهم([2] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn2)).
ويسترعي انتباه الباحث _ للوهلة الأولى _ أن القرآن الكريم في استعماله لجذر «فطر» اللغوي بتصريفاته العديدة،لم يخرج في ذلك عن معانيه اللغوية الأساسية، فإذا انتقل القرآن للحديث عن مفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»، وذلك في المرة الوحيدة التي ورد فيها ذكر جذر «فطر» بصيغة اسم الهيئة «فطرة»، نجد القرآن الكريم يصرح بإضافته لمعنى جديد لهذا المفهوم يكاد يجعل منه معنىً اصطلاحياً خاصاً يذكر للمرة الأولى _ والأخيرة _.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
لقد تكرر جذر (ف، ط، ر) في القرآن الكريم عشرين مرة بصيغ متعددة، لكنها تظل مندرجة تحت سقف التداول اللغوي المعروف في المعاجم العربية. فمعنى «الخلق أو ابتداء الخلق» كان حاضراً وبقوة في العديد من الآيات العشرين، إن لم نقل في معظمها، وتكاد تجمع التفاسير على أن المراد بلفظ «فطر أو فاطر» الوارد في هذه الآيات هو معنى «خلق أو ابتدأ الخَلْق»([3] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn3)).
أما المعنى الثاني الذي تكرر ضمن السياق ذاته، فهو معنى «الشَّق أو الانشقاق»([4] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn4)) بدلالته وحمولته السلبية المومئة إلى الخلل والوهن والعيب ([5] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn5)).
والمعنى الثالث والأخير الذي جاء به جذر (ف، ط، ر), قد ورد لمرة وحيدة في القرآن الكريم بصيغة اسم الهيئة «فطرة»، قال تعالى: }فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون{[سورة الروم: 30]. أما عن المعاني والتفسيرات التي أوردها المفسرون لشرح لفظة «فطرة»، فإننا نستطيع إحصاء المعاني التالية:
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
أولاً: الإسلام
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يحتل هذا المعنى ومرادفه«الدين» عند كثير من المفسرين رتبة الصدارة, بل هو كما قال الإمامالقرطبي: «المعروف عند عامة السلف من أهل التأويل»([6] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn6))، واستدلوا على رأيهم ذاك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟، ثم يقول أبو هريرة ـراوي الحديث ـ:} فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم{([7] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn7))[سورة الروم:30].
يلاحظ على هذا الرأي مزجه لمفهومي «الدين» و «الإسلام» عند تفسيره للفظة «فطرة الله»، وهذا المزج له مسوغاته العلمية عند بعض المفسرين, على اعتبار أن«الإسلام»، بوصفه الدين الخاتم، هو الممثل الوحيد والأخير لمعنى «الدين» الحق، ويصبح معنى الآية حينئذ: أقم وجهك للدين الحنيف «أو الإسلام», الدين «أو الإسلام» الذي خلق الناس عليه. ويكون المراد من الآية بيان خلق وافتطار الناس جميعاً على الدين أو الإسلام. وهو معنى يلحظ الدلالة اللغوية للفظة «فطرة»، الخلق أو ابتداء الخلق، مع إضافة أن هذا الخلق قد كان على معرفة الدين الحق والتزامه فطرة وجبلّة.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ثانياً: البداءة التي ابتدأ الله الناس عليها:
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يفسر هذا الرأي «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» بحالة البداءة التي ابتدأ الله عز وجل عليها الناس من حيث أنه ابتدأهم: أي: فطرهم وخلقهم، للموت والحياة، والسعادة والشقاء، وإلى ما يصيرون إليه عند البلوغ. وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى اللغة, فقالوا: «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) في كلام العرب البداءة، والفاطر: المبتدئ»، واحتجوا بما روي عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:«لم أكن أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ أي: ابتدأتها»([8] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn8)).
كما يستدل لهذا الرأي _ كما قال القرطبي _ بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه, قال: أو غير ذلك يا عائشة, إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)([9] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn9)).
ما يلفت الانتباه في هذا الرأي استناده إلى المعنى اللغوي للفظ «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»، وبالذات معنى ابتداء الخلق ثم مزجه لهذا المعنى اللغوي بآخر شرعي مستمد من بعض الأحاديث التي تتحدث عن نهاية الإنسان ومآله، فالجمع بين ابتداء خلق الإنسان من جهة، ونهاية حياته من جهة أخرى بلفظ واحد محمّل بجميع احتمالات تلك النهاية من سعادة أو شقاوة قد يوهم أنه يستثني الإنسان من دائرة الفعل البشري وحرية الكسب المسؤول عنها أمام المولى عز وجل. وقد يوهم ذلك أيضاً أنه يحجب الإنسان عن حرية الكسب والاختيار الممنوحة له من قبل الله عز وجل، دون أن يعني ذلك بالضرورة نفياً لعلم الله بمآل هذا الإنسان وصيرورته النهائية.
وما سيق من الأحاديث والآثار للتدليل على صحة هذا القول معارض بشكل واضح مع معنى حديث: (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)…), لأنه يفضي إلى تجريد قوله: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه…» من أي معنى، إذ يصبح المعنى: أنهما _ أي الوالدين _ قد «فعلا به [أي الطفل] ما هو الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي ولد عليها، فينافي في التمثيل بحال البهيمة»([10] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn10)).
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ثالثاً: ذهبت فرقة_ كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره _ إلى اعتبار المراد بقوله تعالى: «فطرة الله التي فطر الناس عليها», وقوله عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)) الخصوص وليس العموم، «وإنما المراد بالناس المؤمنون، إذ لو فطر الجميع على الإسلام لما كفر أحد، وقد ثبت أنه خلق أقواماً للنار، كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم}[سورة الأعراف: 179]، وأخرج الذرية من صلب آدم سوداء وبيضاء، وقال في الغلام الذي قتله الخضر: طبع يوم طبع كافراً.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
إن هذا الرأي ما هو إلا تعديل عن الرأي السابق، لاحظ فيه متبنوه الواقع وكون بعض الناس يدخلون النار، فكيف يكونون مفطورين على الدين الحق أو الإسلام، ثم يدخلون النار؟!. وقد رد العلماء هذا القول بما ورد من صيغ العموم سواء في الآية ذاتها «الناس»، أو ما ورد من صيغ العموم في الأحاديث الأخرى, وخاصة حديث (كل مولود يولد على الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)) بصيغه المتعددة، ثم إنه قد يراد بقوله: «يولد مؤمناً» أنه يولد من أبوين مؤمنين، وبقوله: «يولد كافراً» أنه يولد من أبوين كافرين، وهذا لا يتعارض مع كون جميع الناس يولدون على فطرة واحدة على مستوى الخلق والإنشاء.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
رابعاً: الخلقة التي خلق عليها المولود من المعرفة بربه
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
ذهبت «طائفة من أهل الفقه والنظر» _ كما سمّاهم الإمام القرطبي _ إلى أن المراد بالفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هنا:«الخلقة التي خلق عليها المولود في المعرفة بربه، فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة، يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفته، واحتجوا على أن الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search): الخلقة، والفاطر: الخالق، لقوله تعالى: {الحمد لله فاطر السموات والأرض} [سورة فاطر:1] يعني: خالقهن،…وأنكروا أن يكون المولود يفطر على كفر أو إيمان أو معرفة أو إنكار».
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
والواقع أن المطابقة بين مفهومي «الدين» بمعناه العام، و«الإسلام» بوصفه الدين السماوي الخاتم وما يقتضيه من تشريعات واعتقادات، ثم المطابقة بعد ذلك بين الناتج من عملية المطابقة المتقدمة، ومفهوم «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» الوارد في الآية الكريمة، واعتبار«فطرة الله» مطابقاً موضوعياً كاملاً لمفهوم «الدين» أو «الإسلام» هو الذي أدى إلى تشعب الآراء وتضاربها.
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
خامساً: عهد الله تعالى في عالم الذر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
رأى بعض المفسرين أن المراد بـ«الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)»: العهد الذي أخذه الله عز وجل على ذرية آدم عليه السلام حين أخرجهم نسماً من ظهره وصلبه في صورة الذر، كما قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا} [سورة الأعراف: 172]، ويعضده الحديث القدسي الصحيح، وفيه: (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم)([11] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn11))، بيد أن هذا القول ما هو إلا إشارة إلى افتطار الناس جميعاً على معرفة الله تعالى والإيمان به، وعلى الإسلام أو الدين الحق _ كما رأى ذلك بعض المفسرين-، وليس فيه دلالة على تحديد ماهي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ة هذه الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بشكل دقيق، وتبيين ملامحها وأبعادها.
سادساً: الإخلاص
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
أخرج ابن جرير الطبريفي تفسيره عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن سيدنا عمر رضي الله عنه قال له: ما قوام هذه الأمة؟ قال: ثلاث، وهي المنجيات: الإخلاص؛ وهي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي فطر الناس عليها، والصلاة، وهي الملة، والطاعة وهي العصمة، فقال عمر رضي الله عنه: صدقت([12] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn12)). وبالطبع فإن مراد سيدنا معاذ بن جبل، رضي الله عنه، بالإخلاص هنا: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، وبذلك لا يبعد كثيراً عن الأقوال المتقدمة، وخاصة القائلة منها بأن الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هي معرفة الله وتوحيده وإفراده بالربوبية.
سابعاً: الفقر والفاقة
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
نقل القرطبي عن أبي بكر الوراق قوله في تفسير هذه اللفظة: هي الفقر والفاقة، وعقب عليه بقوله: «وهذا حسن، فإنه [أي الإنسان] منذ ولد إلى حين يموت فقيرٌ محتاجُ نِعَم, وفي الآخرة»([13] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn13)).
وهذا القول يمكن تصنيفه في باب التفسير الإشاري للآية، فافتطار الإنسان على الافتقار لله تعالى هو بلا ريب جزء من فطرته الكلية، لكن لا يجوز اعتبار هذا المعنى هو المعنى الأساسي والوحيد للآية، وأنه المعنى الذي وردت للتدليل عليه الآية الكريمة.
ثامناً: التوحيد
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
يمكن اعتبار هذا القول شبيهاً للقول الرابع الذي رجحه العديد من المفسرين ومنهمالقرطبي، فالعبارات بخصوص هذا الشأن متقاربة، حيث إن المعرفة التي يخلق عليها الإنسان بربه يقصد بها المفسرون تلك الحالة التي يدرك فيها الإنسان وجود قوة خالقة ومهيمنة على الكون يشعر المرء تجاهها بالخضوع والدينونة، إلا أن ما جعلني أفرده بالذكر هو النص الصريح من قائله _ وهو الإمام الرازيفي تفسيره _ على كون الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هي التوحيد: «...ثم قال تعالى: فطرة الله، أي: الزم فطرة الله وهي التوحيد؛ لأن الله فطر الناس عليه،...وقيل: لا تبديل لخلق الله، أي الوحدانية مترسخة فيهم لا تغيير لها»([14] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn14)).
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif
ما هي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)؟
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image213.gif
لقد انتظم السياق العام للآيات بعد تناوله لواقعة تاريخية هي هزيمة الروم أمام أعدائهم وإيذانهم بالنصر عليهم فيما بعد, لسوق العديد من الآيات الناطقة بوجود الله عز وجل ووحدانيته وتفرده بالتصرف في هذا الكون ومكنوناته، ليتم التمهيد والتوطئة بعد ذلك لصياغة الأمر الإلهي للنوع الإنساني كافة، ممثلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم بشكل أولي ومباشر، بتسديد الوجهة والتوجه والانقياد والتسليم للدعوة الربانية لبني البشر والمتمثلة في «الدين الحق»، وعلّل هذا الأمر التكليفي بكون المأمور به جزءاً من تكوين الإنسان وخلقته الجبلية، وذلك أدعى إلى قبول هذا الأمر والانصياع له، بعد أن يتعرف الإنسان إلى الإسلام (الدين الحق الخاتم) ويكتنه تعاليمه ومعتقداته وشرائعه.
فالفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي ورد ذكرها في هذه الآية بصيغة إضافة التشريف إلى لفظ الجلالة «الله»: «هي النظام الذي أوجده الله عز وجل في كل مخلوق، والفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي تخص نوع الإنسان هي ما خلقه الله عليه جسداً وعقلاً، فمشي الإنسان برجليه فطرة جسدية، ومحاولته أن يتناول الأشياء برجليه خلاف الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الجسدية, واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية…»([15] (http://www.maktoobblog.com/FCKeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=Body&Toolbar=Default#_edn15)).
إن «الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» هي النظام التكويني الذي أوجده الله تعالى في كل مخلوق منذ إنشاء خلقه، وهي _ أي الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) _ بهذا المعنى تستمد معناها من مدلولها اللغوي «الخلق أو ابتدائه»، فيما تكتسي دلالتها وحمولتها الاصطلاحية القرآنية من خلال انتمائها إلى الفضاء الإسلامي, فهي: جملة الأوصاف والطبائع والخصائص التي جبل الله تعالى عليها أي مخلوق في هذا الوجود، وهي بالنسبة للإنسان: جملة الطباع والميول والغرائز والمبادئ والأسس العقلية والقيم التي جبل الله تعالى عليها النوع الإنساني وميزه بها عن سائر المخلوقات.
وعلى الرغم من اشتراك ألفاظ «الطبيعة» و«الغريزة» و«الجبلة» و«الفطرة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)» في أصل المعنى اللغوي المشير إلى الأمر التكويني المخلوق في ذات الشيء, إلا أننا نرى اختصاص لفظ
هشام منوّر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image204.gif