المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية


الصفحات : 1 [2]

بن الإسلام
30.07.2016, 11:11
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة : 141]

تقدم تفسيرها, وكررها, لقطع التعلق بالمخلوقين, وأن المعول عليه ما اتصف به الإنسان, لا عمل أسلافه وآبائه، فالنفع الحقيقي بالأعمال, لا بالانتساب المجرد للرجال.
(تفسير السعدي)

فعليكم أن تسلكوا طريق الايمان والعمل الصالح وأن تتركوا الاتكال على فضائل الآباء والأجداد فإن كل نفس يوم القيامة ستسأل عن أعمالها دون أعمال غيرها،
كما بين ذلك قوله تعالى ((كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ.))
وقد جاء في الحديث الشريف (ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه) .
(تفسير الوسيط)

بن الإسلام
31.07.2016, 10:54
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ [البقرة : 142]

قد اشتملت الآية على معجزة
فأخبر تعالى أنه سيعترض السفهاء من الناس, وهم الذين لا يعرفون مصالح أنفسهم, بل يضيعونها ويبيعونها بأبخس ثمن, وهم اليهود والنصارى, ومن أشبههم من المعترضين على أحكام الله وشرائعه،
وذلك أن المسلمين كانوا مأمورين باستقبال بيت المقدس, مدة مقامهم بمكة، ثم بعد الهجرة إلى المدينة, نحو سنة ونصف - لما لله تعالى في ذلك من الحكم التي سيشير إلى بعضها, وكانت حكمته تقتضي أمرهم باستقبال الكعبة،
فأخبرهم أنه لا بد أن يقول السفهاء من الناس: { مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا } وهي استقبال بيت المقدس،

ودلت الآية على أنه لا يعترض على أحكام الله, إلا سفيه جاهل معاند،
وأما الرشيد المؤمن العاقل, فيتلقى أحكام ربه بالقبول, والانقياد, والتسليم
كما قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }
وقال { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } الآية،
وقال { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
01.08.2016, 18:35
((سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ))

من هو السفيه ؟
السفيه هو الذي يبدد ماله أو قدراته بلا جدوى . أوضح مثل لو أن إنساناً أمسك ألف ليرة وأحرقها أمامك بلا سبب، وبلا هدف هو سفيه،

مُرَكَّب في الإنسان أن الوقت أثمن من المال،
بدليل أن الذي يصاب بمرضٍ عضال، وهناك عملية جراحيةٌ في بلدٍ بعيد، ربما أمدت في عمره بحسب قول الأطباء سنواتٍ معدودات، يبيع بيته وكل ما يملك ليجري هذه العملية التي يأمل أن يعيش من خلالها سنواتٍ معدودات،
ما معنى ذلك ؟ أن الوقت أثمن من المال،
فالذي يُبدد المال يُتَّهم بالسفه، والذي يبدد الوقت هو أشد سفاهةً .

السفيه إنسان غير عاقل،

السفيه هو الذي يردُّ النفيس ليأخذ الخسيس، هو الذي يرد الثمين ليأخذ الرخيص، هو الذي يزهد في الآخرة ليأخذ الدنيا الفانية هذا سفيه،
وكل إنسانٍ ما عرف الله سفيه ولو كان أذكى الأذكياء ولو حمل أعلى الدرجات،
السفاهةُ أن تعرض عن النفيس وتتبع الخسيس .

تفسير النابلسي

بن الإسلام
02.08.2016, 10:19
﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا (142) ﴾

لو أن هؤلاء الناس الذين وصفوا بأنهم سفهاء، وأنهم سيقولون كذا وكذا، لو أنهم سكتوا ماذا فعلوا ؟ لو سكتوا لأبطلوا القرآن،
من أجل أن تعلم أن إرادة الله طليقة،
يفعل ما يشاء،
وصفهم الله مُسبقاً بأنهم سفهاء، وأنهم سوف يقولون كذا وكذا، وبالفعل هكذا قالوا

إذا كان الإنسان مع الشيطان يكون همُّه الانتقاد، لسانه لا يفتر، ينتقد دائماً، يجد متعةً في النقد، عمل تخريبي، عمل شيطاني، عمل فيه أذى، ليس له همٌّ ثان إلا أن ينتقد زيداً وعبيداً وفلاناً وعلاناً، هو لا يقدم شيئاً ولا يفعل شيئاً،
هذا النموذج قذر، مُنحط، نموذج يكرهه الله عز وجل، ماذا قدَّمت ؟ لا يقدِّم شيئاً، ينتقد كل شيء،
من هذا القبيل :
﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ (142) ﴾

تفسير النابلسي

بن الإسلام
03.08.2016, 10:43
﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) ﴾

ليس هناك مكان مقدَّس لذاته ـ هذه نقطة مهمة جداً ـ
ليس هناك مكان مقدس لذاته إلا أن يقدَّسه الله عز وجل،
فالله عز وجل أمر الإنسان وهو سيِّد المخلوقات أن يقبِّل الحجر الأسود،
والتسلسل كما تعلمون ؛ جماد، نبات، حيوان، إنسان .
أمر الله أشرف مخلوق أن يقبل أقل مخلوقٍ رتبةً،
وفي منسكٍ آخر أمره أن يرجم حجراً في الجمرات التي هي رمزٌ لإبليس،
لا يوجد مكان مقدس، الله عز وجل يقدس الشيء أو يهدر كرامة الشيء،
ولذلك سواء توجَّه المسلمون إلى بيت المقدس، أم إلى مكة المكرمة، هم يتوجَّهون إلى الله عز وجل، وليس هناك مكان مقدس في ذاته

﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) ﴾

يهديه الله عز وجل إلى طريقٍ مختصر، المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين،

يهدي من يشاء الهداية
من يشاء مرضاة الله عز وجل،
من يشاء رحمة الله،
من يشاء محبة الله،
من يشاء الفوز بالجنة والنجاة من النار .

تفسير النابلسي

بن الإسلام
04.08.2016, 09:21
((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)) من الآية 143من سورة البقرة

أي: عدلا خيارا،
وما عدا الوسط, فأطراف داخلة تحت الخطر،
فجعل الله هذه الأمة, وسطا في كل أمور الدين، وأباح الله لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح, وحرم عليهم الخبائث من ذلك،
فلهذه الأمة من الدين أكمله, ومن الأخلاق أجلها, ومن الأعمال أفضلها. ووهبهم الله من العلم والحلم, والعدل والإحسان, ما لم يهبه لأمة سواهم،
فلذلك كانوا {أُمَّة. وَسَطًا}ليكونوا {شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}
بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط,
يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان, ولا يحكم عليهم غيرهم،
فما شهدت له هذه الأمة بالقبول, فهو مقبول, وما شهدت له بالرد, فهو مردود .

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح من يشهد لك فيقول محمد وأمته قال:
فذلك قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم"
رواه البخاري

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
05.08.2016, 15:13
((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)) من الآية 143 سورة البقرة

قالت طائفة من أهل العلم: معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت ،

كما ثبت في صحيح مسلم
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين مرت به جنازة فأثني عليها خير فقال : وجبت وجبت وجبت .
ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شر فقال : وجبت وجبت وجبت .
فقال عمر : فدى لك أبي وأمي ، مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت : وجبت وجبت وجبت ، ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت : وجبت وجبت وجبت ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض .
أخرجه البخاري بمعناه . وفي بعض طرقه في غير الصحيحين وتلا : لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا

تفسير القرطبي

بن الإسلام
06.08.2016, 07:53
((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) من الآية 143 سورة البقرة

وفي الآية دليل على أن إجماع هذه الأمة, حجة قاطعة, وأنهم معصومون عن اجتماعهم علي الخطأ,
لإطلاق قوله: { وَسَطًا } أي عدلا
فلو قدر اتفاقهم على الخطأ, لم يكونوا وسطا,
ولقوله: { ولتكونوا شهداء على الناس }
يقتضي أنهم إذا شهدوا على حكم أن الله أحله أو حرمه أو أوجبه، فإنها معصومة في ذلك.

وفيها اشتراط العدالة في الحكم, والشهادة, والفتيا, ونحو ذلك

(تفسير السعدي)


وفي لفظ. ( أمَّة )
دليل علي أن قوة هذه الأمة في اجتماعها ووحدتها .
كما في الحديث :
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".

(فتح الباري - باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم)

بن الإسلام
07.08.2016, 09:56
{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا}
وهي استقبال بيت المقدس أولا

{ إِلَّا لِنَعْلَمَ }
أي: علما يتعلق به الثواب والعقاب,
وإلا فهو تعالى عالم بكل الأمور قبل وجودها.
أي: شرعنا تلك القبلة لنعلم ونمتحن

{ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ } ويؤمن به, فيتبعه على كل حال, مما يزيده ذلك إيمانا, وطاعة للرسول.

وأما من انقلب على عقبيه, وأعرض عن الحق, واتبع هواه, فإنه يزداد كفرا إلى كفره, وحيرة إلى حيرته,
ويدلي بالحجة الباطلة, المبنية على شبهة لا حقيقة لها.
(تفسير السعدي)


لذلك انظر رحمني الله واياك
في كل موقف او محنة تمر علينا يجب ان تكون هذه الآية في أذهاننا
( لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه )
حدد مكانك بين المؤمنين واستثمر تلك المحنة في رفع درجتك عند الله. واياك ان تسقط في الاختبار وتكون ممن ينقلب علي عقبيه

بن الإسلام
08.08.2016, 09:14
{ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ } من الآية 143 سورة البقرة

إنَّ صرفك عن تلك القبلة أمر شاق عليك وعلي من آمن معك .
ولكنهم لما آمنوا جعلوا الله هو مقصودهم في كل حال وعلموا أن كل أمر من الله هو خير لهم
فعرفوا بذلك نعمة الله عليهم, وشكروا, وأقروا له بالإحسان,
حيث وجههم إلى هذا البيت العظيم, الذي فضله على سائر بقاع الأرض، وجعل قصده, ركنا من أركان الإسلام, وهادما للذنوب والآثام,
فلهذا خف عليهم ذلك, وشق على من سواهم.
(تفسير السعدي)

فمع تنفيذ الأمر مع الرضا والتسليم وصفاء القلب يأتي التخفيف من الله وتظهر النعمة فيما كنَّا نظن فيه النقمة وتأتي المنحة من داخل المحنة .

بن الإسلام
09.08.2016, 09:19
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } من الآية 143 سورة البقرة

أي: ما ينبغي له ولا يليق به تعالى,
بل هي من الممتنعات عليه، فأخبر أنه ممتنع عليه, ومستحيل, أن يضيع إيمانكم،
وفي هذا بشارة عظيمة لمن مَنَّ الله عليهم بالإسلام والإيمان, بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم, فلا يضيعه,

وحفظه نوعان:
حفظ عن الضياع والبطلان, بعصمته لهم عن كل مفسد ومزيل له ومنقص من المحن المقلقة, والأهواء الصادة،
وحفظ له بتنميته لهم, وتوفيقهم لما يزداد به إيمانهم, ويتم به إيقانهم،

فكما ابتدأكم, بأن هداكم للإيمان, فسيحفظه لكم, ويتم نعمته بتنميته وتنمية أجره, وثوابه, وحفظه من كل مكدر،
بل إذا وجدت المحن المقصود منها, تبيين المؤمن الصادق من الكاذب، فإنها تمحص المؤمنين, وتظهر صدقهم .

{ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }
أي: شديد الرحمة بهم عظيمها،
فمن رأفته ورحمته بهم, أن يتم عليهم نعمته التي ابتدأهم بها، وأن ميَّزَ عنهم من دخل في الإيمان بلسانه دون قلبه، وأن امتحنهم امتحانا, زاد به إيمانهم, وارتفعت به درجتهم، وأن وجههم إلى أشرف البيوت, وأجلها.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
10.08.2016, 10:14
((قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ)) من الآية ١٤٤ سورة البقرة

يقول الله لنبيه:
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ }
أي: كثرة تردده في جميع جهاته, شوقا وانتظارا لنزول الوحي باستقبال الكعبة،
وقال: { وَجْهِكَ } ولم يقل: بصرك لزيادة اهتمامه, ولأن تقليب الوجه مستلزم لتقليب البصر.
{ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ }
أي: نوجهك لولايتنا إياك،
{ قِبْلَةً تَرْضَاهَا }
أي: تحبها, وهي الكعبة، وفي هذا بيان لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم, حيث إن الله تعالى يسارع في رضاه

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
11.08.2016, 10:03
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ }
من الآية ١٤٤ سورة البقرة

النبي صلي الله عليه وسلم له حاجة
وكله ثقة في اجابة الله له .

فكان يتضرع الي الله بقلبه دون ان يسأل بلسانه . فأخبر الله عن ذلك في الآية واستجاب لرسوله لارضائه .
لأنه من أرضي اللهَ أرضاه اللهُ .


وأنت .. كيف ثقتك في تلبية الله لطلبك
كيف الحاح قلبك قبل لسانك
ثق بربك وقف علي بابه فليس لك إلا الله

بن الإسلام
12.08.2016, 14:12
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ
من الآية 144 سورة البقرة

والمعنى أن تولية وجهه للكعبة سيحصل عقب هذا الوعد
وعبر بترضاها للدلالة على أن ميله إلى الكعبة ميل لقصد الخير
والاتجاه للكعبة يدل على التوحيد ولأن في استقبالها إيماء إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب .

ولما كان الرضى مشعراً بالمحبة الناشئة عن تعقل اختير في هذا المقام دون تُحبها أو تهواها أو نحوهما فإن مقام النبي صلى الله عليه وسلم يربو عن أن يتعلق ميله بما ليس بمصلحة راجحة .

وهذه الآيات دليل على وجوب هذا الاستقبال وهو حكمة عظيمة ،
ذلك أن المقصود من الصلاة العبادة والخضوع لله تعالى
وبمقدار استحضار المعبود يقوى الخضوع له فتترتب عليه آثاره الطيبة في إخلاص العبد لربه وإقباله على عبادته
وذلك ملاك الامتثال والاجتناب .
ولهذا جاء في الحديث الصحيح : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

بن عاشور

بن الإسلام
13.08.2016, 10:31
{فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} من الآية ١٤٤ سورة البقرة

روى البخاري عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ ،
فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ ،
فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ ،
فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ ،
وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ .


فانظر الي الطاعة عند الصحابة رضي الله عنهم لم ينتظروا الي الصلاة التالية ولكن وهم في الصلاة يستديروا ليقتدوا بالنبي صلي الله عليه وسلم .
كيف اتباعنا نحن للنبي صلي الله عليه وسلم في عبادتنا ومعاملاتنا وحياتنا اليومية .
لا صلاح لنا في الدنيا ولا فلاح لنا في الآخرة الا بحسن الاتباع للنبي صلي الله عليه وسلم كما كان عند الصحابة رضي الله عنهم .

فجر السلام
13.08.2016, 22:57
من أرضي اللهَ أرضاه اللهُ .
وأنت .. كيف ثقتك في تلبية الله لطلبك
كيف الحاح قلبك قبل لسانك
ثق بربك وقف علي بابه فليس لك إلا الله



ثقتي فيك ربي غلبت كل امري سلمت اليك نفسي و استودعت لك كل امري ،اهديني على نور كتابك وسنة نبيك محمد عليه افضل الصلاة و التسليم.

بن الإسلام
14.08.2016, 10:28
((وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون)) من الآية ١٤٤ سورة البقرة

وإن الذين أوتوا الكتاب يريد اليهود والنصارى ليعلمون أنه الحق من ربهم يعني تحويل القبلة من بيت المقدس .
لأنهم لما علموا من كتابهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي علموا أنه لا يقول إلا الحق ولا يأمر إلا به

وما الله بغافل عما يعملون
فهو إعلام بأن الله تعالى لا يهمل أعمال العباد ولا يغفل عنها ،
ففيه وعد لأهل الإيمان بأن الله يعلم أعمالهم وسوف يجازيهم عليها أحسن الجزاء .
ووعيد لأهل الكتاب الذين كذبوا ما يعلمون من كتبهم أنه حق .

بن الإسلام
15.08.2016, 11:18
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ)) من الآية 145 سورة البقرة

هم في عنادهم ومخالفتهم ليس لنقص الدليل . بل لاتباع الهوي وترك الهدي

وأمثال هؤلاء اليهود كثير في كل زمان ومكان من المنافقين ومتبعي الأهواء فهم يجادلون مع وضوح الحق أمامهم .

كما قال تعالى
"إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم"

ولهذا قال ههنا
"ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك"

بن الإسلام
16.08.2016, 10:02
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ)) من الآية 145 من سورة البقرة

كان النبي صلى الله عليه وسلم من كمال حرصه على هداية الخلق يبذل لهم غاية ما يقدر عليه من النصيحة, ويتلطف بهدايتهم, ويحزن إذا لم ينقادوا لأمر الله،
فكان من الكفار, من تمرد عن أمر الله, واستكبر على رسل الله, وترك الهدى, عمدا وعدوانا،
فمنهم: اليهود والنصارى, أهل الكتاب الأول, الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم عن يقين, لا عن جهل،

فلهذا أخبره الله تعالى أنك لو { أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ } أي: بكل برهان ودليل يوضح قولك ويبين ما تدعو إليه، { مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ }
أي: ما تبعوك, لأن اتباع القبلة, دليل على اتباعه، ولأن السبب هو شأن القبلة، وإنما كان الأمر كذلك, لأنهم معاندون, عرفوا الحق وتركوه،

فالآيات إنما تفيد وينتفع بها من يتطلب الحق, وهو مشتبه عليه, فتوضح له الآيات البينات،
وأما من جزم بعدم اتباع الحق, فلا حيلة فيه.

وأيضا فإن اختلافهم فيما بينهم, حاصل, وبعضهم, غير تابع قبلة بعض،
فليس بغريب منهم مع ذلك أن لا يتبعوا قبلتك يا محمد,

تفسير السعدي

بن الإسلام
19.08.2016, 13:16
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾ من الآية 146 البقرة

لمن الآيات ؟
لمن يريد أن يؤمن، أما حينما لا يريد الإنسان أن يؤمن، لو التقى بالأنبياء جميعاً واحداً وَاحداً، وشاهد كل معجزاتهم واحداً وَاحداً لا يؤمن،

الإنسان يؤمن إذا أراد أن يؤمن، إن أراد أن يؤمن أي شيءٍ يدلُّه على الله،
وإن رفض أن يؤمن لو جلس في أكبر قاعدة في الفضاء الخارجي، ورأى المجرَّات المئة ألف مليون مجرة بشكل مدهش لا يؤمن،
لو رأى الخلايا في جسم الإنسان تحت مجهر إلكتروني لا يؤمن،
لو رأى الآيات التي لا تعد ولا تحصى لا يؤمن،
لأنه كآلة بالغة التعقيد ـ آلة تصوير ـ ولكن لا يوجد فيها فيلم، فمهما التقطت هذه العدسة من مناظر رائعة، هو لم يرد الحقيقة وقلنا لا يوجد عنده فيلم، لا يصور شيئاً، وأصغر آلة تصوير، وأرخص آلة تصوير مع الفيلم تلتقط صورة،

فالقضية قضية أن تريد الحقيقة أو لا تريدها،
إن أردتها وجدتها في كل شيء، وإن عزفت عنها لن تجدها في أكبر شيء

الكون بحدّ ذاته معجزة فإن لم تؤمن به في وضعه الراهن الطبيعي فلن تؤمن إذا خُرقت نواميسه

تفسير النابلسي

بن الإسلام
19.08.2016, 13:57
﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ (145) ﴾ سورة البقرة

الذين شاهدوا البحر صار طريقاً يبساً،
هل هناك من آيةٍ أعظم من ذلك . فلما خرجوا من اليم قالوا:
﴿ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ(138) ﴾ (سورة الأعراف)

الذين رأوا الناقة تخرج من الجبل،
الذين رأوا إبراهيم في النار لم يحترق،
رأوا المعجزات ومع ذلك لم يؤمنوا،
فالكون بحد ذاته معجزة، فإن لم تؤمن به في وضعه الراهن الطبيعي لن تؤمن إذا خُرقت نواميسه .

تفسير النابلسي

بن الإسلام
20.08.2016, 10:34
﴿ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) ﴾ سورة البقرة

طبعاً مستحيلٌ أن يتبع النبي أهواءهم،

ولكن هذه الآية لأمته من بعده،
أي يا أمة محمد، ولئن اتبعت أهواءهم،
هوى الكافر أن تكون على شاكلته،
هوى الكافر أن تكسب المال الحرام،
هوى الكافر أن تكون المرأة مُتعةً للجميع،
هوى الكافر أن تعيش الدنيا فقط،
هوى الكافر أن تتكتل تكتُّلات مصلحة، ليست على حق .

يا أمة محمد إياكم أن تتبعوا أهواء الكفار،
لا يقودوكم إلا إلى الشر، إلا إلى الضياع، إلا إلى التفتُت، إلا إلى التشرذم، إلا إلى الفقر .

تفسير النابلسي

بن الإسلام
20.08.2016, 11:47
((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) الآية 146 سورة البقرة

روي أن عمر قال لعبد الله بن سلام : أتعرف محمدا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك ؟ فقال : نعم وأكثر ، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته ، وابني لا أدري ما كان من أمه .

كتم الحق جريمة

نجد اناس يكتمون الحق وهم يعلمون ويجادلون فيه بالباطل عن عمد

وربما نجد من عنده علم شرعي بمسألة فقهية ويكتمه من اجل مال او جاه او ارضاء سلطان .

يكتمون الحق وهم يعلمون
يعلمون انه الحق ويعلمون انهم علي الباطل .

بن الإسلام
21.08.2016, 12:45
((الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)) الآية 147 سورة البقرة

{ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ }
أي: هذا الحق الذي هو أحق أن يسمى حقا من كل شيء,
لما اشتمل عليه من المطالب العالية, والأوامر الحسنة, وتزكية النفوس وحثها على تحصيل مصالحها, ودفع مفاسدها,
لصدوره من ربك, الذي من جملة تربيته لك أن أنزل عليك هذا القرآن الذي فيه تربية العقول والنفوس, وجميع المصالح.

{ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }
أي: فلا يحصل لك أدنى شك وريبة فيه،
بل تفكَّر فيه وتأمل, حتى تصل بذلك إلى اليقين,
لأن التفكر فيه لا محالة, دافع للشك, موصل لليقين.

(تفسير السعدي)


وأنت أخي الكريم
تمسك بشرع الله واثبت عليه فإنه الحق من ربك
ولا تلتفت لكلام المشككين من المنافقين والملحدين

بن الإسلام
22.08.2016, 10:26
((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ))
من الآية 148 سورة البقرة

لكل أمة قبلتها التي تتوجه اليها
واليهود والنصاري أعرضوا عن الحق واتخذوا طريق الضلالة . فاحذروا يا أمة الاسلام ان تسلكوا طريقهم ولكن استبقوا انتم طريق الخيرات طريق الجنة ولا تحيدوا عنه .

وكما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن ابي مالك الأشعري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ( .. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )
أي: كل الناس يسعى, وَيبدأ يومه بالعمل, إلا أَنَّ سَعْيَهم مختلف، فهذا يسعى في نجاة نفسه من عذاب الله, لأنه يعلم الحكمة التي من أجلها خلقه الله. وهذا هو معنى قوله: ( مُعْتِقُها ). أي: من العذاب.
والآخر يسعى في هلاك نفسه إِما في سخط الله, أو في غفلة عن طاعة الله, وهذا هو معنى قوله: ( أو مُوبِقُها ). أي: في العذاب.

((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ))

بن الإسلام
23.08.2016, 10:57
((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ ))
من الآية 148 سورة البقرة

أي: كل أهل دين وملة, له وجهة يتوجه إليها في عبادته،
وليس الشأن في استقبال القبلة, فإنه من الشرائع التي تتغير بها الأزمنة والأحوال, ويدخلها النسخ والنقل, من جهة إلى جهة،
ولكن الشأن كل الشأن, في امتثال طاعة الله, والتقرب إليه, وطلب الزلفى عنده،
فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية،
وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس, حصلت لها خسارة الدنيا والآخرة،
كما أنها إذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة,
وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع,
وهو الذي خلق الله له الخلق, وأمرهم به.
والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات،
فإن الاستباق إليها, يتضمن فعلها, وتكميلها, وإيقاعها على أكمل الأحوال, والمبادرة إليها،
ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات, فهو السابق في الآخرة إلى الجنات,
فالسابقون أعلى الخلق درجة،
والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل, من صلاة, وصيام, وزكوات وحج, عمرة, وجهاد, ونفع متعد وقاصر.

تفسير السعدي

بن الإسلام
24.08.2016, 09:43
((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ))
من الآية 148 سورة البقرة

شاء الله سبحانه أن يجعل الإنسان مختارا

ومن هنا فإن له الاختيار في أن يؤمن أو لا يؤمن . أن ينصر الحق أو ينصر الباطل . أن يفعل الخير أو يفعل الشر .

فمادام للإنسان اختيار فكل واحد له وجهة مختلفة عن الآخر .
ولكن هذا لن يبقى إلي الأبد
إن هذا الاختيار موجود في الحياة الدنيا
ولكن عند الموت يصبح الإنسان مقهورا وليس مختارا .
فهو لا يملك شيئا لنفسه حتى أعضاؤه تشهد عليه .
والذي يهديه الله يتجه إلي الخيرات وكأنه يتسابق إليها .

تفسير الشعراوي

نضال 3
24.08.2016, 15:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ï´؟ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (102) ï´¾
الشياطين يعلِّمون الناس السحر،
يتعاونون مع الإنس لإبطال الحق وإظهار الباطل،
يتعاونون مع الإنس لشيوع المعصية،
فكل علاقةٍ بين الإنس والجن هي علاقة إضلال،
كل علاقةٍ بين الإنس والجن هي علاقة تزوير،
هي علاقة صرف الناس عن الله عزَّ وجل، وعن دين الله، وعن كتاب الله .
ما من شيءٍ يقرِّبنا إلى الله عزَّ وجل إلا أمرنا النبي به،
وما من شيءٍ يبعدنا عن الله عزَّ وجل إلا نهانا النبي عنه،
فإذا كان التعاون مع الجن نافعاً، وينفعنا، ويفيدنا، ويقرِّبنا لكان الأولى أن يأمرنا النبي به،
إذاً كل شيء لم يرد في السنَّة ينبغي أن لا نفعله لأنه لا نفع منه
ï´؟ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (102) ï´¾
السحر منتشر في بلاد المسلمين،
الساحر ليس على شيء
أما المؤمن معه كتاب الله، معه منهج الله، معه سُنة رسول الله
ليس لك إلا هذا القرآن،
وليس إلا هذه الآيات،
وكل إنسان معه سلاح فتَّاك ضد الشيطان ؛ استعذ بالله .
تفسير النابلسي

((فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه))
وخصص سبحانه هذا اللون من السحر بالنص عليه للتنبيه على شدة فساده.
وعلى شناعة ذنب من يقوم به.
لأنه تسبب عنه التفريق بين الزوجين اللذين جمعت بينهما أواصر المودة والرحمة.
ثم نفى- سبحانه- أن يكون السحر مؤثرا بذاته
فقال تعالى: ((وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))
أى: أن أولئك السحرة لن يضروا أو ينفعوا أحدا بسحرهم إلا بإذن الله وقدرته،
((وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ))
فما يتعلمون من السحر انما يضرهم في دينهم ودنياهم .
ولا يأتي لهم بالنفع وإن ظهر لهم ذلك
((وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ))
ولقد علموا ان من استبدل السحر بكتاب الله ليس له من حظ في الجنة،
لأنه قد اختار الضلال وترك الهدى،
واختيارهم للسحر لم ينشأ عن جهلهم بضرره، وإنما هم الذين اختاروه ومالوا إليه متعمدين وعالمين بعاقبته السيئة.
((وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.))
ولبئس شيئا باع به أولئك السحرة حظوظ أنفسهم تعلم ما يضر من السحر والعمل به،
ولو كانوا ممن ينتفعون بعلمهم لما فعلوا ذلك.
تفسير الوسيط
ï´؟ وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا (103) ï´¾
خالق الكون يقول لك: لو أنك فعلت كذا وكذا لكان خيراً لك .
لمجرد أن تؤمن بالله إيماناً يحملك على طاعته
فأنت من أولياء الله،
وينطبق عليك تعريف الولي:
ï´؟ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(63) ï´¾ (سورة فاطر)
حينما يصعد عملٌ طيبٌ خالصٌ إلى الله عزَّ وجل يعود عليك منه، هذه المثوبة،
ثاب أي رجع،
العمل الصالح المبني على إيمان صحيح، الخالص لله عزَّ وجل له عند الله ثواب،
ثواب حدِّث ولا حرج،
يلقي الله على قلبك السكينة،
وهي أثمن شيءٍ يملكه الإنسان على الإطلاق .
إذا ألقى الله في قلبك السكينة، وألقى في قلبك الطمأنينة، وألقى في قلبك السعادة، وألقى في قلبك اليقين، وتعلَّقت بما عنده، وزهدت بما فيما أيدي الناس، ورجوت رحمته، وخفت من عذابه
هذا هو الثواب .
الثواب عمل صالح،
صالحٌ في إجراءاته، صالحٌ في نيَّته،
أساسه إيمانٌ صحيح هذا يصعد إلى الله عزَّ وجل ويعود سكينةً، وطمأنينةً، وسعادةً، ورضىً، وتوفيقاً، ونجاحاً، وفلاحاً، وسعادةً في الدنيا والآخرة،
تفسير النابلسي
ï´؟ وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) ï´¾ البقرة
إذاً هم لا يعلمون،
وفي آيات أخرى أثبت الله لهم العلم، قال
ï´؟ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (7) ï´¾( سورة الروم الآية: 7 )
بجمع الآيات نستنتج أنك إن عرفت الله تعلم، فإن لم تعرفه أنت لا تعلم .
العلم والجهل هما العاملان الحاسمان في السعادة والشقاء،
والدليل ماذا يقول أهل النار وهم في النار ؟
ï´؟ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ï´¾ ( سورة الملك )
إذا كنت مع الله كان الله معك،
إذا اتبعت منهج الله سعدت في الدنيا والآخرة،
إن خالفت كلام الله عزَّ وجل شقيت في الدنيا والآخرة .
تفسير النابلسي


منقول للأهمية

بن الإسلام
25.08.2016, 13:43
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ الآية 148 سورة البقرة

منح الله الإنسان حرية الاختيار، قال سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ (سورة الأحزاب)

كان الإنسان ظلوماً جهولاً إذا خان الأمانة ولم يحملها،

سخَّر الله للإنسان ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه لأنه قَبِلَ حمل الأمانة،
وجعل الكون كله تجسيداً لأسماء الله الحسنى، ومظهراً لصفاته الفُضلى،
منحه الله الكون، وسخَّره تسخيرين ؛
تسخير تعريفٍ يتعرف من خلاله علي الله وقدرته وعظمته
وتسخير تكريم حيث جعل كل ما في الكون مذلل له

ولأنه قبل حمل الأمانة منحه نعمة العقل أداة معرفة الله،
وأعطاه شهوةً من أجل أن تدفعه صابراً أو شاكراً إلى الله عزَّ وجل، فهي قوى محرِّكة،
ومنحه نعمة الفطرة،
ومنحه أيضاً شرعاً حكيماً دقيقاً ومنهجاً تفصيلياً،

لكن أبرز ما في حياة الإنسان أنه مخيَّر ليثمن عمله ويجازيه بالثواب والعقاب

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
26.08.2016, 09:40
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ﴾

الإنسان مولِّيها، أي أنك تتمتَّع في الدنيا بحرية الاختيار، ولكن هذه الحرية تعد بشكلٍ أو بآخر سبب سعادتك الأبدية،

أنت حُر، ما معنى حر ؟

أي أن بإمكانك أن تؤمن أو أن لا تؤمن، أن تكون صادقاً أو كاذباً، أن تكون مستقيماً أو منحرفاً، أن تكون محسناً أو مسيئاً، أن تكون مخلصاً أو خائناً، أن تغضَّ بصرك أو أن تُطْلِقَ بصرك، أن تأخذ ما ليس لك أو أن تكتفي بما هو لك، أن تكون ولداً باراً أو أن تكون ولداً عاقاً، أن تكون أباً منضبطاً مربياً لأولادك أو أن تكون أباً مسيِّباً لهم

معنى حرية الاختيار أنه بإمكانك أن تفعل أو أن لا تفعل، أن تكون هكذا أو هكذا.

متى يأمرك الله عزَّ وجل ؟
لا يأمرك إلا لأنه خيرك .
بهذه الحريَّة يمكنك أن تختار طاعة الله، يمكنك أن تختار كتاب الله ؛ تقرأه وتعلِّمه، يمكنك أن تختار طريق الجنة، يمكنك أن تكون في الجنة إلى أبد الآبدين،
كل هذا بسبب أنك مخيَّر .

لأن الإنسان مخيَّر فسُبُل السعادة الأبديَّة مفتَّحةٌ أمامه

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
27.08.2016, 13:17
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾

استغلوا هذه الفرصة، أنتم مخيَّرون، وباختياركم يمكن أن تختاروا الجنة التي عرضها السماوات والأرض،

ولكن هذه الحرية الثمينة التي هي سبب سعادتكم الأبدية ليست مستمرَّة، ولكنها منقطعة .
فأنت في بحبوحة، فإذا جاء ملك الموت انتهى الاختيار، وعدت مقهوراً،
لأن ربنا عزَّ وجل يقول:﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾

ويقول النبي صلي الله عليه وسلم:
( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعاً هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْراً مُنْسِياً أَوْ غِنًى مُطْغِياً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) رواه الترمذي عن أبي هريرة

فما دام القلب ينبض، اذن كل شيء يمكن إصلاحه،
يمكن أن ترد كل المظالم إلى أصحابها.
يمكن أن تتوب وترجع الي الله وتولي وجهتك الي الآخرة فتفوز برضوان الله والجنة .

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
28.08.2016, 09:55
﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ﴾

في قلعة، في بيت فخم، في أعلى منصب، في صحة، في مَنَعَة، في قوة، في أتْباع

لا تأمن الموتَ في طرفٍ ولا نفسِ وإن تمنَّعت بالحجَّاب والحرس
فما تزال سهام الموت نافذةً في جنب مدرعٍ منها ومترسِ
أراك لست بوقَّافٍ ولا حذرٍ كالحاطب الخابط الأعواد في الغلس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبسِ
***
﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا﴾
قبل العرس بيوم , بعد نيل الدكتوراه، قبل أن تعلنها للناس، ولو بأصعب وضع:
﴿يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾

في أي مكانٍ تكون، وفي أية مكانةٍ تكون،
كل مخلوقٍ يموت ؛ ملك يموت، خفير يموت، غني يموت، فقير يموت، صحيح يموت، حاكم يموت، محكوم يموت، نبي يموت، كافر يموت،
لا يستثنى من هذا الموت أحد:

﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ﴾
ليس هناك حاجزٌ يمنع لك الموت من الدخول،

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
30.08.2016, 09:53
((أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير))
من الآية 148 سورة البقرة

فيجمعكم ليوم القيامة بقدرته, فيجازي كل عامل بعمله
{ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }

ليس هناك مكان تختفوا فيه عن علم الله تبارك وتعالى بل هو يعرف أماكنكم جميعا واحدا واحدا وسيأتي بكم جميعا
مصداقا لقوله تعالى:
(( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(47)) (سورة الكهف)

وقوله سبحانه:
(( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(50)) (سورة الذاريات)

اذن علينا أن نعرف يقينا أننا لا نستطيع أن نفر من علم الله ولا من قدره ولا من عذابه
وأن الطريق الوحيد المفتوح أمامنا هو أن نفر إلي الله
وأنه لا منجاة من الله إلا إليه .

(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
30.08.2016, 10:05
((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))
الآية 149 من سورة البقرة

الحق ما يأمره الله عزَّ وجل .
هذا أمر إلهي،
إلهي إذاً حق،
فمثلاً أحب مريض أن يأكل أكلاً معيناً فقال له والده، أو قريبه: أقال الطبيب لك هذا ؟ إذا كان الطبيب قال، والطبيب موثوق، وعلمه بدرجة عالية، وهو الخبير بجسم الإنسان فالأمر انتهى،
هذا الشيء نفعله نحن مع بعضنا دون أن نشعر، أسألت الخبير وقال هكذا ؟ نعم . أين أخذت الآلة ؟ للوكالة . أهكذا نصحوك أن تعمل؟ نعم، انتهى الموضوع، فبتصليح الآلات، بمعالجة الأجسام،
إذا كنت واثقاً من الخبير وأعطاك أمراً تنفذه طواعيةً وأنت مرتاح، لأنه خبير،
قال تعالى:﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾(سورة فاطر)

فما معنى قوله تعالى
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)﴾سورة الأحزاب

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا))
أي يا من آمنتم بي، وبعلمي، وبخبرتي، وبحكمتي، وبرحمتي، وبعدلي، وبحبي لكم افعلوا كذا .
هذا أمر إيماني،
إذا الخبير الرحيم العليم قال ..انتهى الأمر

فتحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرَّمة أمر إيماني لحكمةٍ يراها الله عزَّ وجل

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
31.08.2016, 09:14
((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))
الآية 149 من سورة البقرة

الحق هو الشيء المستقر الذي لا يتزعزع
الله هو الحق، وأمره حق، وكتابه حق، ورسوله حق، ووعده حق، ووعيده حق، والجنة حق، والنار حق .
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾(سورة التغابن الآية: 3)

فالحق الشيء الذي لا يزول . والأمور لا تستقر إلا على الصحيح .
الآن خذ كرة وضع بداخلها قطعة رصاص ودحرجها، لا تستقر إلا وقطعة الرصاص في أسفلها ـ بحسب قانون الجاذبيَّة ـ قد تدور، وقد تنطلق من مكان إلى مكان، ولكنها حينما تستقر لا تستقر إلا وقطعة الرصاص نحو الأرض

﴿ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
هذه البلبلة، وهذا الانتقاد، وهذا الإرجاف في المدينة، هذا كله بعلم الله عزَّ وجل .

الكافر دائماً عدوٌ للحق، يفتعل الفِتن، ويثير الضلالات، ويثير الشهوات والشُبهات، ويعترض، وينتقد، ويطعن .
ولكنه لن يستمر ولن يستقر . بل لابد للحق أن ينتصر .

( تفسير النابلسي)

بن الإسلام
01.09.2016, 09:30
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(150) سورة البقرة

{ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ }
أي: شرعنا لكم استقبال الكعبة المشرفة, لينقطع عنكم احتجاج الناس من أهل الكتاب والمشركين،
فإنه لو بقي مستقبلا بيت المقدس, لتوجهت عليه الحجة، فإن أهل الكتاب, يجدون في كتابهم أن قبلته المستقرة, هي الكعبة البيت الحرام،
والمشركون يرون أن من مفاخرهم, هذا البيت العظيم, وأنه من ملة إبراهيم, وأنه إذا لم يستقبله محمد صلى الله عليه وسلم, توجهت نحوه حججهم, وقالوا: كيف يدعي أنه على ملة إبراهيم, وهو من ذريته, وقد ترك استقبال قبلته؟

فباستقبال الكعبة قامت الحجة على أهل الكتاب والمشركين, وانقطعت حججهم عليه.

تفسير السعدي

بن الإسلام
02.09.2016, 13:53
((لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ))
من الآية 150 من سورة البقرة
من احتج منهم بحجة, هو ظالم فيها, وليس لها مستند إلا اتباع الهوى والظلم, فهذا لا سبيل إلى إقناعه والاحتجاج عليه، وكذلك لا معنى لجعل الشبهة التي يوردونها على سبيل الاحتجاج محلا يؤبه لها, ولا يلقى لها بال .

((فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي))
من الآية 150 من سورة البقرة
لأن حجتهم باطلة, والباطل كاسمه مخذول, مخذول صاحبه،
وهذا بخلاف صاحب الحق, فإن للحق صولة وعزا, يوجب خشية من هو معه, وأمر تعالى بخشيته, التي هي أصل كل خير،
فمن لم يخش الله, لم ينكف عن معصيته, ولم يمتثل أمره.

تفسير السعدي

بن الإسلام
03.09.2016, 10:44
{ وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ }
من الآية 150 من سورة البقرة

لما كان توليته لنا إلى استقبال القبلة, نعمة عظيمة, وكان لطفه بهذه الأمة ورحمته, لم يزل يتزايد, وكلما شرع لهم شريعة, فهي نعمة عظيمة
قال: { وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ }

فأصل النعمة, الهداية لدينه, بإرسال رسوله, وإنزال كتابه،
ثم بعد ذلك, النعم المتممات لهذا الأصل, لا تعد كثرة, ولا تحصر, منذ بعث الله رسوله إلى أن قرب رحيله من الدنيا،
وقد أعطاه الله من الأحوال والنعم, وأعطى أمته, ما أتم به نعمته عليه وعليهم,
وأنزل الله عليه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}

فلله الحمد على فضله, الذي لا نبلغ له عدا, فضلا عن القيام بشكره،

تفسير السعدي

بن الإسلام
04.09.2016, 09:12
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(150) سورة البقرة

كلمة (ظلموا)
ووصفهم بأنهم الذين ظلموا ..
فمن هو الظالم؟
الظالم هو من ينكر الحق أو يغير وجهته أو ينقل الحق إلي باطل والباطل إلي حق ..
والظلم هو تجاوز الحد
وكأنه سبحانه وصفهم بأنهم قد تجاوزوا الحق وأنكروه

يقول سبحانه: "فلا تخشوهم"
أي لا تخشوا الذين ظلموا:
"واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون" ..
أي أن الخشية لله وحده
والمؤمن لا يخشى بشرا .. لأنه يعلم أن القوة لله جميعا ..
ولذلك فإنه يقدم على كل عمل بقلب لا يهاب أحدا إلا الحق.

تفسير الشعراوي

بن الإسلام
05.09.2016, 12:56
"ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون"
من الآية 150 من سورة البقرة

تمام النعمة هو الإيمان وتمام النعمة هو تنفيذ مطلوبات الإيمان ..

فإذا هدانا الله للإيمان فهذا من تمام نعمه علينا.
ولكي يكون الإيمان صحيحا ومقبولا فلابد أن أؤدي مطالبه والمداومة على تنفيذ تكليفات الله لنا،

وأنت حينما تأتي إلي المنهج قد يكون شاقا، ولكن إذا تذكرت ثواب كل طاعة فإنك ستخشع وتعشق التكليف .

قال الله تبارك وتعالى:
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ(45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46)سورة البقرة

الخاشعون هم الذين يقرنون الطاعة بالثواب والمعصية بالعقاب والعذاب،
لأن الذي ينصرف عن الطاعة لمشقتها عزل الطاعة عن الثواب فأصبحت ثقيلة،
والذي يذهب إلي المعصية عزل المعصية عن العقاب فأصبحت سهلة ..

فمن تمام النعمة أن يديم الله علينا فعل مطلوبات الإيمان

(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
06.09.2016, 10:24
"ولعلكم تهتدون"
من الآية 150 من سورة البقرة

الهداية هي الطريق المستقيم الموصل إلي الغاية وهو أقصر الطرق،
وغاية هذه الحياة هي أن تصل إلي نعيم الآخرة ..
الله أعطاك في الدنيا الأسباب لتحكم حركة حياتك ولكن هذه ليست غاية الحياة ..
بل الغاية أن نذهب إلي حياة بلا أسباب وهذه هي عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى

إذن قوله تعالى: "ولعلكم تهتدون" ..
أي لعلكم تنتبهون وتعرفون الغاية المطلوبة منكم ..
ولا يظن أحدكم أن الحياة الدنيا هي النهاية أو هي الهدف .. فيعمل من أجل الدنيا فيأخذ منها ما يستطيع حلالا أو حراما باعتبارها المتعة الوحيدة المخلوقة له ..
نقول لا،
إنه في هذه الحالة يكون قد ضل ولم يهتد
لأنه لو اهتدى لعرف أن الحياة الحقيقية للإنسان هي في الآخرة.
ولعرف أن نعيم الآخرة الذي لا تفوته ولا يفوتك .. يجب أن يكون هدفنا في الحياة الدنيا فنعمل ما نستطيع لنصل إلي النعيم الذي بلا أسباب في الجنة.

( تفسير الشعراوي )

بن الإسلام
07.09.2016, 11:01
{ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
من الآية 150 من سورة البقرة

أي: تعلمون الحق, وتعملون به،
فالله تبارك وتعالى - من رحمته - بالعباد, قد يسر لهم أسباب الهداية غاية التيسير, ونبههم على سلوك طرقها, وبينها لهم أتم تبيين،
حتى إن من جملة ذلك أنه يقيض للحق, المعاندين له فيجادلون فيه, فيتضح بذلك الحق, وتظهر آياته وأعلامه, ويتضح بطلان الباطل, وأنه لا حقيقة له،
ولولا قيامه في مقابلة الحق, لربما لم يتبين حاله لأكثر الخلق،
وبضدها تتبين الأشياء، فلولا الليل, ما عرف فضل النهار، ولولا القبيح, ما عرف فضل الحسن، ولولا الظلمة ما عرف منفعة النور، ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحا ظاهرا،
فلله الحمد على ذلك.

تفسير السعدي

بن الإسلام
09.09.2016, 17:37
((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ))
الآية 151 سورة البقرة

يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم يتلو عليهم آيات الله مبينات يزكيهم أي يطهرهم من زذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويعلمهم الكتاب وهو القرآن والحكمة وهي السنة ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون
فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالعقول الغراء فانتقلوا ببركة رسالته إلى حال الأولياء فصاروا أعمق الناس علما وأبرهم قلوبا وأقلهم تكلفا وأصدقهم لهجة

وقال تعالى "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم" الآية

ومن لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى
"ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار"
قال ابن عباس يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم
ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره.

تفسير بن كثير

بن الإسلام
10.09.2016, 12:52
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
الآية 151 سورة البقرة

{ وَيُزَكِّيكُمْ }
أي: يطهر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة,
وذلك كتزكيتكم من الشرك, إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكبر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع, إلى التحاب والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية.

{ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ }
أي: القرآن, ألفاظه ومعانيه،

{ وَالْحِكْمَةَ }
قيل: هي السنة, وقيل: الحكمة, معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها, وتنزيل الأمور منازلها.
فيكون - على هذا - تعليم السنة داخلا في تعليم الكتاب, لأن السنة, تبين القرآن وتفسره, وتعبر عنه،

{ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ }
لأنهم كانوا قبل بعثته, في ضلال مبين, لا علم ولا عمل،

فكل علم أو عمل, نالته هذه الأمة فعلى يده صلى الله عليه وسلم, وبسببه كان،
فهذه النعم هي أصول النعم على الإطلاق, ولهي أكبر نعم ينعم بها على عباده،

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
11.09.2016, 13:58
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
الآية 152 سورة البقرة

عن سعيد بن جبير: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي وفي رواية برحمتي

وعن ابن عباس في قوله اذكروني أذكركم قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه

وفي الحديث الصحيح "يقول الله تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه"

وقوله "واشكروا لي ولا تكفرون"
أمر الله تعالى بشكره ووعد على شكره بمزيد الخير
فقال "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"

تفسير بن كثير

بن الإسلام
12.09.2016, 20:15
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
الآية 152 سورة البقرة

وذكر الله تعالى, أفضله, ما تواطأ عليه القلب واللسان,
وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه،

والذكر هو رأس الشكر, فلهذا أمر به خصوصا, ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال:
{وَاشْكُرُوا لِي}
أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم،
والشكر يكون بالقلب, إقرارا بالنعم, واعترافا,
وباللسان, ذكرا وثناء,
وبالجوارح, طاعة لله وانقيادا لأمره, واجتنابا لنهيه,

فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة, وزيادة في النعم المفقودة،
قال تعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }

وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية, من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال, بيان أنها أكبر النعم, بل هي النعم الحقيقية؟ التي تدوم, إذا زال غيرها
وأنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل, أن يشكروا الله على ذلك, ليزيدهم من فضله, وليندفع عنهم الإعجاب, فيشتغلوا بالشكر.

ولما كان الشكر ضده الكفر, نهى عن ضده فقال:
{وَلَا تَكْفُرُونِ}
المراد بالكفر هاهنا ما يقابل الشكر, فهو كفر النعم وجحدها, وعدم القيام بها،
ويحتمل أن يكون المعنى عاما, فيكون الكفر أنواعا كثيرة, أعظمه الكفر بالله, ثم أنواع المعاصي, على اختلاف أنواعها وأجناسها, من الشرك, فما دونه.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
13.09.2016, 10:02
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
الآية 152 سورة البقرة

{فاذكروني أذكركم}
قال سعيد بن جبير: "اذكروني في النعمة والرخاء، أذكركم في الشدة والبلاء"،
بيانه {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [144-الصافات].

عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى:
"أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

وقوله تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون}
يعني واشكروا لي بالطاعة ولا تكفروني بالمعصية فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفره.

(تفسير البغوي)

بن الإسلام
14.09.2016, 10:10
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

الآية 152 سورة البقرة

ومعنى الآية : اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة ، قاله سعيد بن جبير . وقال أيضا : الذكر طاعة الله ، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن ،
وقال أبو عثمان النهدي : إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها ، قيل له : ومن أين تعلمها ؟ قال يقول الله عز وجل :
فاذكروني أذكركم

وقال ذو النون المصري رحمه الله : من ذكر الله تعالى ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء ، وحفظ الله عليه كل شيء ، وكان له عوضا من كل شيء .
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله .
روى ابن ماجه عن عبد الله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شرائع الإسلام قد [ ص: 161 ] كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به ، قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل .

وقوله تعالى :
واشكروا لي ولا تكفرون

فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه ،
وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عليه بطاعته له ،
إلا أن شكر العبد نطق باللسان وإقرار بالقلب بإنعام الرب مع الطاعات .

قوله تعالى :
ولا تكفرون

فالكفر هنا ستر النعمة لا التكذيب .

(تفسير القرطبي)

بن الإسلام
15.09.2016, 16:34
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
الآية 152 سورة البقرة

عن عمر بن الخطاب أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه ،

ذكر الشيء : التلفظ باسمه ،
ويطلق بمعنى استحضاره في الذهن ، وهو ضد النسيان
وذكر العباد لخالقهم قد يكون باللسان وقد يكون بالقلب وقد يكون بالجوارح .
فذكرهم إياه بألسنتهم معناه : أن يحمدوه ويسبحوه ويمجدوه ، ويقرءوا كتابه ، مع استحضارهم لعظمته وجلاله .
وذكرهم إياه بقلوبهم معناه أن يتفكروا في الدلائل الدالة على ذاته وصفاته وفي تكاليفه وأحكامه ، وأوامره ونواهيه ، وأسرار مخلوقاته ، لأن هذا التفكر يقوى إيمانهم ، ويصفى نفوسهم .
وذكرهم إياه بجوارحهم معناه : أن تكون جوارحهم وحواسهم مستغرقة في الأعمال التي أمروا بها ، منصرفة عن الأفعال التي نهوا عنها ،
ولكون الصلاة مشتملة على هذه الثلاثة سماها الله - تعالى - ذكراً في قوله :
( ياأيها الذين آمنوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجمعة فاسعوا إلى ذِكْرِ الله وَذَرُواْ البيع . . . )

(تفسير الوسيط)

بن الإسلام
16.09.2016, 14:56
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي
من الآية 152 سورة البقرة

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة : أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لا يقعد قوم يذكرون الله - تعالى - إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده "

قال الإِمام النووي :
واعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحو ذلك ،
بل كل عامل لله - تعالى - بطاعة فهو ذاكر لله - تعالى -

تفسير الوسيط

بن الإسلام
17.09.2016, 10:20
( واشكروا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )
من الآية 152 سورة البقرة

وحقيقة الشكر :
عرفان الإِحسان وإظهاره بالثناء على المحسن

وأصل الكفر في كلام العرب
الستر والتغطية والجحود ، ويستعمل بمعنى عدم الإِيمان فيقال : كفر بالله ، ويستعمل بمعنى عدم الشكر - وهو المراد هنا - فيقال : كفر النعمة أي جحدها وكفر المنعم أي جحد نعمته ولم يقابلها بالشكر

والمعنى : اشكروا لي ما أنعمت به عليكم من ضروب النعم ، بأن تستعملوا النعم فيما خلقت له ، وبأن تطيعوني في السر والعلن ، وحذار من أن تجحدوا إحساني إليكم ، ونعمي عليكم فاسلبكم إياها .قال - تعالى - :
( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )

وقدم - سبحانه - الأمر بالذكر على الأمر بالشكر ،
لأن في الذكر اشتغالا بذاته - تعالى - ، وفي الشكر اشتغالا بنعمته ،
والاشتغال بذاته أولى بالتقديم من الاشتغال بنعمته .

(تفسير الوسيط)

بن الإسلام
18.09.2016, 11:16
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ(152)سورة البقرة

أي اذكروا الله في كل شيء. في نعمه. في عطائه. في ستره. في رحمته. في توبته.

يقول بعض الصالحين:
سمعت فيمن سمع عن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك إذا ما أقبلت على شرب الماء فقسمه ثلاثا . أول جرعة قل باسم الله واشربها، ثم قل الحمد لله وابدأ شرب الجرعة الثانية قل باسم الله وبعد الانتهاء منها قل الحمد لله .. ثم قل باسم الله واشرب الجرعة الثالثة واختمها بقولك الحمد لله.
فمادام هذا الماء في جوفك فلن تحدثك ذرة من جسدك بمعصية الله. فإنك تكون قد استقبلت النعمة بذكر المنعم وأبعدت عن نفسك حولك وقوتك، وأنهيت النعمة بحمد الله.

"واشكروا لي"
وشكر الله يذهب الغرور عن نفسك فلا تفتنك الأسباب وتقول أوتيته على علم مني.

"ولا تكفرون"
أي لا تستروا نعم الله بل اجعلوها دائما على ألسنتكم . فإن كل نعمة من نعم الله لو استقبلت بقولك "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" لا ترى في النعمة مكروها أبدا لأنك حصنت النعمة بسياج المنعم . فإن لم تفعل وتركتها كأنها منك وأنت موجدها ونسيت المنعم وهو الله سبحانه وتعالى فإن النعمة تتركك.

(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
19.09.2016, 09:40
(( فاذكروني أذكركم واشكروا لىِ ولاتكفرون ))
آية152سورة البقرة

يجب على كل انسان أن يذكر ربه ,
بل كل مجلس يجلسه الإنسان ولا يذكر الله فيه ولا يصلي على النبي - صلي الله عليه وسلم - إلا كان عليه تره - اي خساره _ وحسرة يوم القيامه
فالعبد مأمور بذكر الله تعالى

وذكر الله يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح,,,
فالأصل ذكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)

فذكر الله تعالى باللسان او الجوارح بدون القلب قاصر جدا كجسد بلا روح,,
وصفة الذكر في القلب التفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه
والإنابة اليه والخوف منه والتوكل عليه وغيرها من اعمال القلوب

تفسير بن عثيمين

بن الإسلام
20.09.2016, 09:31
(( واشكروا لي))
من الآية 152 سورة البقرة

الحمد والشكر:

سبب الحمد كمال المحمود وانعام المحمود , فإذا كان سببه انعام المحمود كان الحمد من الشكر ,

اما الشكر فسببه واحد وهو نعمة المشكور ,

والحمد يكون باللسان فقط , واما الشكر فيكون باللسان والقلب والجوارح .

فالشكر بالقلب ان يعتقد الانسان بقلبه ان هذه النعمة من الله , فيحب الله تعالى لهذا الانعام , فان الانسان اذا شعر بأن هذه النعمة من الله تعالى احب الله لان النفوس مجبولة على محبة من يحسن اليها

واما الشكر باللسان بان يتحدث الانسان بنعمه تعالى لا افتخارا بل شكرا (( وأما بنعمة ربك فحدث)) الضحى

واما الشكر بالجوارح بان يقوم الانسان بطاعة الله ويصرف هذه النعمة لما جعلت له, فإن هذا من شكر النعمة.

(تفسير بن عثيمين)

بن الإسلام
21.09.2016, 10:36
(( واشكروا لي))

( لي)
يعني مخلصين لله تعالى ,
لأن الشكر طاعة, والطاعة لابد فيها من الأخلاص لقوله تعالى
(( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) الكهف

وقوله تعالى(( ولاتكفرون))
اذا انعم الله على عبده نعمة , فإنه يحب ان يرى اثر نعمته عليه ,,
فاذا انعم الله عليه بعلم فان الله تعالى يحب من هذا العالم ان يظهر اثر هذه النعمة عليه .
على سلوكه هو بنفسه بحيث يكون معروفا بعلمه وعمله به
وينشر علمه ما استطاع سواء كان ذلك على وجه العموم او الخصوص
وان يدعو الى الله على بصيرة بحيث انه في كل مجال يمكن ان يتكلم في الدعوة الى الله بقدر مايستطيع حتى في المجالس الخاصه.

(تفسير بن عثيمين)

بن الإسلام
22.09.2016, 10:25
فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون
الآية 152 سورة البقرة

عن أبي الدرداء قال: إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله تبارك وتعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك.

وعن أبي هريرة قال: إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما يضيء الكوكب لأهل الأرض.

قيل لسفيان بن عينية: ما حد الزهد؟ قال: أن تكون شاكرا في الرخاء صابرا في البلاء،

قيل لسفيان: ما الشكر؟ قال: أن تجتنب ما نهى الله عنه.

وعن عمر بن عبد العزيز قال: قيدوا نعم الله بالشكر لله عز وجل، شكر الله ترك المعصية.

والشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله.

الشكر والصبر أيهما أفضل؟
هما في محل الاستواء، فالشكر وظيفة السراء، والصبر فريضة الضراء.

(مقتطفات من تفسير السيوطي)

بن الإسلام
23.09.2016, 13:25
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾

أي أنك إذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك:

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ﴾

منحك الله عز وجل الوجود، منحك الكون، منحك الزمن، منحك الحرية، منحك العقل، منحك الفطرة، منحك الشرع، منحك الشهوة، منحك الاختيار،
هذا ينبغي أن تشكره عليه .

أو بمثل آخر،
قدم لك إنسان هدية آلة ثمينة، فأنت بين الإعجاب بصنعته ـ هي من صنعه ـ وبين أن تشكره على أنها هدية، ينبغي أن ينتابك شعورين ؛ شعور الامتنان وشعور التعظيم،

أنت حينما تؤمن وتشكر حققت الغاية من وجودك،
بل إن الله قد سخَّر لك الكون تسخيرين ؛ تسخير تعريف، وتسخير تكريم،
رد فعل التعريف أن تؤمن، ورد فعل التكريم أن تشكر،
فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك .

تفسير النابلسي

بن الإسلام
24.09.2016, 10:37
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ. إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين
الآية 153 سورة البقرة

تم الكلام باستفاضة عن الصبر والصلاة عند تدبر الآية 45 من سورة البقرة
فيرجع اليها

والصبر يأتي في ثلاث دوائر

صبر علي الطاعة وصبر عن المعصية وصبر علي نوائب الدهر

ولابد للمؤمن أن يكون صابرا في الثلاث دوائر حتي يتحصل علي معية الله

فمن كان كذلك وجد من الله التأييد والتثبيت والنصرة

وبتدبر آيات القرآن نجد أن معية الله مع المتقين ومع المحسنين ومع الصابرين

جعلنا الله وإياكم منهم

بن الإسلام
25.09.2016, 10:03
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
الآية 153 سورة البقرة

لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر شرع في بيان الصبر والإرشاد والاستعانة بالصبر والصلاة
فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها أو في نقمة فيصبر عليها
كما في الحديث عن صهيب قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ.

والصبر صبران فصبر على ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود وأما الصبر الثالث وهو الصبر على المصائب والنوائب فذاك أيضا واجب
كما قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: الصبر في بابين الصبر لله بما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء فمن كان هكذا فهو من الصابرين

( تفسير بن كثير)

بن الإسلام
26.09.2016, 08:57
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
الآية 153 سورة البقرة

أمر الله تعالى المؤمنين, بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ }

فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره,
فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها, وعن معصية الله حتى تتركها, وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها،

فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة, فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر, وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح, وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها, لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان،

وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم, وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى, واستعانة بالله على العصمة منها, فإنها من الفتن الكبار.

وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر, فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية, ويوجد مقتضاها, وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجأ إليه, والافتقار على الدوام.

فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد, بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله،
فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه { مَعَ الصَّابِرِينَ }

( تفسير السعدي)

بن الإسلام
27.09.2016, 11:07
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
الآية 153 سورة البقرة

{ مَعَ الصَّابِرِينَ }

أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة
بمعونته وتوفيقه, وتسديده،
فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره, وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة،
وهذه معية خاصة, تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه,
وهذه [منقبة عظيمة] للصابرين،
فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا،

وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة, كما في قوله تعالى:
{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }
وهذه عامة للخلق.

( تفسير السعدي)

بن الإسلام
28.09.2016, 09:10
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
الآية 153 سورة البقرة

أمر تعالى بالاستعانة بالصلاة
لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه،

فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب, الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها, استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه, موقف العبد الخادم المتأدب, مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه
لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر المعونة على جميع الأمور
فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،

ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه،

هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.

( تفسير السعدي)

بن الإسلام
02.10.2016, 14:35
((وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ))
الآية 154 سورة البقرة

يخبر تعالى أن الشهداء في برزخهم أحياء يرزقون كما جاء في صحيح مسلم

"إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال ماذا تبغون؟ فقالوا يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى - لما يرون من ثواب الشهادة - فيقول الرب جل جلاله "إنى كتبت أنهم إليها لا يرجعون".

(تفسير بن كثير)

بن الإسلام
03.10.2016, 10:51
((وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ))
الآية 154 سورة البقرة

الجهاد في سبيل الله هو أفضل الطاعات البدنية, وأشقها على النفوس, لمشقته في نفسه, ولكونه مؤديا للقتل, وعدم الحياة, التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها، فكل ما يتصرفون به, فإنه سعى لها, ودفع لما يضادها.

ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم،
فأخبر تعالى: أن من قتل في سبيله, بأن قاتل في سبيل الله, لتكون كلمة الله هي العليا, ودينه الظاهر, لا لغير ذلك من الأغراض, فإنه لم تفته الحياة المحبوبة, بل حصل له حياة أعظم وأكمل, مما تظنون وتحسبون. فالشهداء
{ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }

فهل أعظم من هذه الحياة المتضمنة للقرب من الله تعالى, وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة, والرزق الروحي, وهو الفرح، والاستبشار وزوال كل خوف وحزن،
وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
04.10.2016, 10:30
((وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ))
الآية 154 سورة البقرة

في هذه الآية, أعظم حث على الجهاد في سبيل الله, وملازمة الصبر عليه،

فلو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد، ولكن عدم العلم اليقيني التام, هو الذي فتر العزائم, وزاد نوم النائم, وفوت الأجور العظيمة والغنائم،
لم لا يكون كذلك والله تعالى قد: { اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ }

فوالله لو كان للإنسان ألف نفس, تذهب في سبيل الله, لم يكن عظيما في جانب هذا الأجر العظيم،

ولهذا لا يتمنى الشهداء بعدما عاينوا من ثواب الله وحسن جزائه إلا أن يردوا إلى الدنيا, حتى يقتلوا في سبيله مرة بعد مرة.

وفي الآية, دليل على نعيم البرزخ وعذابه, كما تكاثرت بذلك النصوص.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
04.10.2016, 13:55
((وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ))
الآية 154 سورة البقرة

لما أمروا بالصبر عرفوا أن الموت في سبيل الله أقوى ما يصبرون عليه ،

ولكن نبه مع ذلك على أن هذا الصبر ينقلب شكراً عندما يَرى الشهيد كرامته بعد الشهادة ، وعندما يوقن ذووه بمصيره من الحياة الأبدية

(بن عاشور)

بن الإسلام
05.10.2016, 09:41
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
الآية 154 من سورة البقرة

هم أحياءٌ بكل معاني هذه الكلمة، بكل خصائص الحياة، بكل أبعاد الحياة، بكل أسباب الحياة، بكل ثمار الحياة، أحياء،

لذلك الخطأ الشنيع أن تقول: فلان فقيد،
هو لم يُفقد هو بكيانه، بخبراته، بمعنوياته، بذاكرته، لكن الذي يختفي وعاؤه الذي كان فيه، هذا الجسد،
تماماً لو خلع أحدكم ثيابه وارتدى ثياباً جديدة، هل يفتقد ؟ هو بجسمه، وشـحمه، ولحمه، وعظمه، ودمه، وحواسه، وعقله، وفكره..
أنتم ماذا ترون ؟ ترون الجسم قد فني، ترون اللحم قد تفسَّخ، ترون القوام قد وضع في القبر، ولكن هل ترون نفسه ؟!!

النبي عليه الصلاة والسلام عقب معركة بدر، نادى كبار المشركين الذين قتلوا: يا أمية ابن خلف، يا عتبة، يا فلان، يا شيبة ـ بأسمائهم واحداً وَاحداً ـ هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، "، قالوا: " يا رسول الله أتخاطب قوماً جيفوا؟!" قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ". هم يسمعونني.

( تفسير النابلسي)

بن الإسلام
06.10.2016, 10:12
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
الآية 154 سورة البقرة

دقق في كلام سيدنا علي:
يا بني مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.

الإنسان حينما يولد، كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده، مفارقة، هو يبكي، وكل من حوله يضحك فرحاً بقدومه، أما حينما يموت كل من حوله يبكي، فإذا كان بطلاً يضحك وحده،
ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً، ومن يضحك أولاً يبكي كثيراً.

﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾[ سورة المطففين الآية: 34 ]

﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ*إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ ﴾[ سورة المؤمنون]

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
09.10.2016, 10:23
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾

أيها الأخوة،
المشكلة أنك إن لم تؤمن باليوم الآخر، وإن لم تؤمن بهذه الحياة الأبدية التي لا نهاية لها، إن لم تؤمن بهذه الحياة، وإن لم تؤمن بيومٍ يدفع الإنسان ثمن كل أعماله، إن لم تؤمن بيوم الحساب، إن لم تؤمن بيوم الجزاء، إن لم تؤمن بيوم الدينونة، إن لم تؤمن بيوم القيامة، إن لم تؤمن بيوم الفَصل، إن لم تؤمن بالحاقَّة، إن لم تؤمن بالقارعة، إن لم تؤمن بيوم الطامَّة الكبرى، لا تستقيم على أمر الله.

إذا آمن المواطن أنه لا بد أن يحاسب في موضوعٍ ما ينضبط،
إذا أيقن أنه لا تخفى على واضع القانون خافية، ولا بد من أن يضبطه، وأن ينزل به أشد العقاب، يستقيم،
فكيف مع الله عز وجل ؟!

(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
09.10.2016, 10:56
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده:
أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم"

فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع
كما قال تعالى "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف"
فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه
ولهذا قال لباس الجوع والخوف وقال ههنا "بشيء من الخوف والجوع" أي بقليل من ذلك
"ونقص من الأموال" أي ذهاب بعضها "والأنفس" كموت الأصحاب والأقارب والأحباب "والثمرات" أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها

وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده فمن صبر أثابه ومن قنط أحل به عقابه
ولهذا قال تعالى "وبشر الصابرين"

( تفسير بن كثير)

بن الإسلام
09.10.2016, 11:38
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

إن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة, لحصل الاختلاط الذي هو فساد,

وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن, لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان, ولا ردهم عن دينهم,
فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين،
والمحن تمحص لا تهلك ولابد أن تقع, لأن العليم الخبير, أخبر بها

فإذا وقع هذا الابتلاء انقسم الناس قسمين:
جازعين وصابرين،

فالجازع, حصلت له المصيبتان, فوات المحبوب, وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها, وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، فنال الخسارة والحرمان, ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران, وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.

وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا, واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له, بل المصيبة تكون نعمة في حقه, لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها, فقد امتثل أمر الله, وفاز بالثواب،
فلهذا قال تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
10.10.2016, 10:28
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

قال أبو سنان: دفنت ابني سنانا ، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر ، فلما أردت الخروج أخذ بيدي ، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى . قال: عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم .
فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم ، فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع ، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد .
رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن .

(تفسير البغوي)

بن الإسلام
11.10.2016, 09:56
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

قوله تعالى : وبشر الصابرين
أي بالثواب على الصبر . والصبر أصله الحبس ، وثوابه غير مقدر
لكن لا يكون ذلك إلا بالصبر عند الصدمة الأولى ،
كما روى البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى . وأخرجه مسلم أتم منه ،
أي إنما الصبر الشاق على النفس الذي يعظم الثواب عليه إنما هو عند هجوم المصيبة وحرارتها ، فإنه يدل على قوة القلب وتثبته في مقام الصبر ، وأما إذا بردت حرارة المصيبة فكل أحد يصبر إذ ذاك ،

وقال سهل بن عبد الله التستري : لما قال تعالى : وبشر الصابرين صار الصبر عيشا

والصبر صبران : صبر عن معصية الله ، فهذا مجاهد ، وصبر على طاعة الله ، فهذا عابد .
فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات .

وقال الأستاذ أبو علي : الصبر حده ألا تعترض على التقدير ، فأما إظهار البلوى على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر ،
قال الله تعالى في قصة أيوب : إنا وجدناه صابرا نعم العبد مع ما أخبر عنه أنه قال : مسني الضر .

(تفسير القرطبي)

بن الإسلام
12.10.2016, 10:59
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

قال أبو جعفر: وهذا إخبار من الله تعالى ذكره أتباعَ رَسوله صلى الله عليه وسلم، أنه مبتليهم وممتحنهم بشدائد من الأمور، ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه,
كما ابتلاهم فامتحنهم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة, وكما امتحن أصفياءَه قَبلهم. ووَعدهم ذلك في آية أخرى فقال لهم:
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )) [سورة البقرة: 214]

وعن ابن عباس: قوله: " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع "، ونحو هذا, قال: أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دارُ بلاء, وأنه مبتليهم فيها, وأمرَهم بالصبر وبَشّرهم فقال: " وبشر الصابرين "،
ثم أخبرهم أنه فعل هكذا بأنبيائه وصَفوته، لتطيب أنفسهم فقال:((مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ))

(تفسير الطبري)

بن الإسلام
13.10.2016, 09:27
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

ليُعلم المسلمين أن تمام النعمة ومنزلة الكرامة عند الله لا يحول بينهم وبين لحاق المصائب الدنيوية المرتبطة بأسبابها ،
وأن تلك المصائب مظهر لثباتهم على الإيمان ومحبة الله تعالى والتسليم لقضائه فينالون بذلك بهجة نفوسهم بما أصابهم في مرضاة الله ويزدادون به رفعة وزكاء ،
ويزدادون يقيناً بأن اتِّباعهم لهذا الدين لم يكن لنوال حُظوظ في الدنيا ،
وينجر لهم من ذلك ثواب ،

ولذلك جاء بعده { وبشر الصابرين }

( بن عاشور )

بن الإسلام
14.10.2016, 14:29
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

ولقد حدث للمسلمين الأولين خوف شديد بسبب تألب أعدائهم عليهم كما حصل في غزوة الأحزاب .
وحدث لهم جوع أليم بسبب هجرتهم من أوطانهم ، وقلة ذات يدهم حتى لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشد الحجر على بطنه .
وحدث لهم نقص في أموالهم بسبب اشتغالهم بإعلاء كلمة الله .
وحدث لهم نقص في أنفسهم بسبب قتالهم لأعدائهم .

ولكن كل هذه الآلام لم تزدهم إلا إيماناً وتسليماً لقضاء الله وقدره ، واستمساكاً بتعاليم دينهم

وهذا البلاء وتلك الآلام لا بد منها ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة ، كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف ، إذ العقائد الرخيصة التي لا يؤد أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم تركها عند الصدمة الأولى ،

وليعلم من جاء بعدهم من المؤمنين إذا ما أصابهم مثل هذه الأمور أن ما أصابهم ليس لنقصان من درجاتهم ، وحط من مراتبهم ،
فقد أصيب بمثل ذلك أو أكثر من هم أفضل منهم وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

(تفسير الوسيط)

بن الإسلام
15.10.2016, 14:02
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} البقرة

الابتلاء نوعان: ابتلاء بالسراء ، وابتلاء بالضراء ،
وقد يكون الابتلاء بالسراء أي بالنعمة ، أشد وأعظم من الابتلاء بالضراء ،
ولذلك يقول الشاعر :
قد يُنعم اللهُ بالبلوى وإن عظمت
يعني يصير البلاء نعمة ، وإن كان هذا البلاء عظيما في نظر الناس .
قد يُنعم اللهُ بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض الناس بالنعم

وهذا رأيناه في الواقع أناس كانوا على ضلال فلما أصيبوا بمرض كمرض السرطان أو ما شابه ذلك أحدث لهم هذا المرض - مع أنه ابتلاء عظيم - أحدث لهم توبة صادقة إلى الله عز وجل فأصبح هذا الابتلاء في حقهم نعمة ،
وأناس كانوا على هدى فلما ابتلوا بهذه الدنيا وبزخارفها انحرفوا وضلوا ،

إذاً اجعل الأمر لله عز وجل ، ولتعلم أن العبد ما دامت أنفاسه في بدنه وتخرج منه فإنه عرضة للابتلاء ، إما بالسراء وإما بالضراء ،
وإذا علم العبد أنه مبتلى هانت عنده هذه الدنيا وصغرت في عينه

(زيد بن مسفر البحري)

بن الإسلام
27.04.2017, 12:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف بدعوتكم لمتابعة صفحاتي
والاعجاب بها ونشرها

علي الفيسبوك :
https://m.facebook.com/tadaburelquran/?ref=bookmarks

علي تليجرام :
تدبروا القرآن يا أمة القرآن
تدبر ومدارسة آيات القرآن الكريم
https://telegram.me/tadaborelquraan


علي موقع بلوجر (علي جوجل)
http://tadaburelquran.blogspot.com.eg/?m=1

بن الإسلام
13.05.2017, 10:37
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
الآية 155 سورة البقرة

نحن في حياةٍ دنيا، أهم ما في هذه الحياة أنها إعداد لحياة عليا، هذه الحياة الدنيا المحدودة القصيرة المفعمة بالمتاعب، هي إعداد لحياة عُليا أبدية لا نغص فيها ولا نصب، إذاً لا بد من الامتحان.

قال تعالى: ((وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ))
الآية 30 سورة المؤمنون

هذا من سنن الله في خلقه، إيَّاكم أن تتوهموا أنه يمكن أن تعيشوا حياةً مديدة من دون ابتلاء، وكل إنسانٍ له مادة امتحان مع الله

((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً). الآية 35 سورة الأنبياء

قد تمتحن بالخير وقد تمتحن بالشر، قد تمتحن بالعطاء وقد تمتحن بالأخذ، قد تمتحن بالغنى وقد تمتحن بالفقر، قد تمتحن بالصحة وقد تمتحن بالمرض، قد تمتحن بالوسامة وقد تمتحن بالدمامة، قد تمتحن بالقوة وقد تمتحن بالضعف،

لا بد للمؤمن من مادة امتحانٍ مع الله، إما أن تمتحن فيما أعطاك، وإما أن تمتحن فيما سلبك، وكله امتحان

(تفسير النابلسي)

اللهم انصر الإسلام
18.05.2017, 15:36
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
اللهم اهدنا فيمن هديت

بن الإسلام
07.08.2017, 10:33
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
اللهم اهدنا فيمن هديت

آمين

جزاكم الله خيرا

بن الإسلام
01.11.2017, 09:03
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))
الآية 156 سورة البقرة
الصابرون, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة،
وصفهم الله بقوله:{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.{ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ } أي: مملوكون لله مدبرون تحت أمره وتصريفه فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم فلا اعتراض عليه بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية يكون من المالك الحكيم الذي أرحم بعبده من نفسه فيوجب له ذلك الرضا عن الله والشكر له على تدبيره لما هو خير لعبده وإن لم يشعر بذلك
ومع أننا مملوكون لله فإنا إليه راجعون يوم المعاد فمجاز كل عامل بعمله ... فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده .. وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر
فكون العبد لله وراجع إليه .. من أقوى أسباب الصبر.
(تفسير السعدي)

بن الإسلام
06.11.2017, 14:05
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))
الآية 156 سورة البقرة
{الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله} عبيداً وملكاً.{وإنا إليه راجعون} في الآخرة.
روي مسلم بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إن لي بنتاً وأنا غيور فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب الغيرة)

تفسير البغوي

بن الإسلام
07.11.2017, 11:30
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))
الآية 156 سورة البقرة
المصيبة : كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه .
عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه

قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون جعل الله تعالى هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب ، وعصمة للممتحنين : لما جمعت من المعاني المباركة ، فإن قوله : إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك . وقوله : وإنا إليه راجعون إقرار بالهلك ، على أنفسنا والبعث من قبورنا ، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له
(تفسير القرطبي)

بن الإسلام
08.11.2017, 13:03
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))
الآية 156 سورة البقرة

فقولهم : ( إِنَّا للَّهِ ) إقرار بالعبودية والملكية لله رب العالمين .
وقولهم : ( وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) إقرار بصحة البعث والحساب والثواب والعقاب يوم القيامة .
وليست هذه البشارة موجهة إلى الذين يقولون بألسنتهم هذا القول مع الجزع وعدم الرضا بالقضاء والقدر ، وإنما هذه البشارة موجهة إلى الذين يتلقون المصائب بالسكينة والتسليم لقضاء الله لأول حلولها
ولا يتنافى مع الصبر ما يكون من الحزن عند حصول المصيبة ،
فقد ورد في الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى عند موت ابنه إبراهيم وقال : العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
وإنما الذي ينافيه ويؤاخذ الإِنسان عليه ، الجزع المفضي إلى إنكار حكمة الله فيما نزل به من بأساء أو ضراء ،
أو إلى فعل ما حرمه الإِسلام من نحو النياحة وشق الجيوب ، ولطم الخدود .
(تفسير الوسيط)

بن الإسلام
09.11.2017, 10:24
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))
الآبة 156 سورة البقرة
كلمات الاسترجاع في هذه الآية هى: "إنا لله وإنا إليه راجعون"،
هذه الكلمات هى ملجأ‎‎ وملاذ ذوى المصائب " فلا يتسلط الشيطان عليهم ولا يوسوس لهم بما يزيد من شدة مصائبهم.
وهى من أبلغ علاج ‎‎المصائب وأنفعها للإنسان،
وهى جامعات لمعاني الخير والبركة،
فقول المصاب "إنا لله" توحيد وإقرار بالعبودية والملك، ‏وقوله: "وإنا إليه راجعون" إيمان بالبعث بعد الموت وإيمان أيضا بأن الله له الحكم في الأولى وله المرجع في الآخرة،
فهى ‏كلمات تعنى اليقين بأن الأمر كله لله وأنه لا ملجأ منه إلا إليه
(موقع الألوكة)

بن الإسلام
14.11.2017, 09:41
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) الآبة 156 سورة البقرة
هذه الكلمات كما يقول العلماء أصلين عظيمين إذا عرفهما المصاب خففت عنه شدة ما أصيب به:
الأول:
أن يعرف المصاب ويوقن بأن نفسه وأهله وماله وولده ملك لله تعالى حقيقة،
وأن الله تعالى قد أعارها إياه وجعلها ‏‎‎عنده،
فإذا أخذها الله منه فإنه يكون قد استرد ما أعاره إياه،
وأن تملك الإنسان لما أعير إنما كان لفترة يسيرة من الزمن ‏‎‎ليستمتع بها.
والإنسان يتصرف فيه ليس تصرف المالك وإنما تصرف العبد المأمور بالفعل والمنهى عن آخر،
ولهذا لا يباح له ‎‎التصرف ‏إلا وفق أوامر ونواهى المالك الحقيقي وهو الله عز وجل،
فكيف يأسى على فقد شيء لا يملكه أصلا.‏

الثاني:
أن مصير الإنسان ومرجعه هو إلى الله تعالى، وأنه ولابد أن يترك الدنيا وراء ظهره،
ويأتي ربه يوم القيامة فردا‏، كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا ولد،
ولكن يأتيه بالحسنات والسيئات فقط،
فإذا كانت هذه بداية العبد ونهايته،‎‎فكيف يفرح بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا، وكيف يأسى على عزيز فقده، أو مال خسره.‏
(موقع الألوكة)

بن الإسلام
15.11.2017, 10:26
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)}

أي أمر يصيب الإنسان، إما أن يكون له دخل فيه، وعند ذلك لا يصح أن يجزع لأنه هو الذي جاء بالأمر المؤلم لنفسه،
وإما أن تكون مصيبة لا دخل له بها، وحدثت له من غيره مثلا، وعند ذلك عليه أن يبحث عن سببها: أعدلا أم ظلما؟
إن كانت عدلا فهي قد جبرت الذنب،
وإن كانت ظلما فسوف يقتص الله له ممن ظلمه.
وعلى هذا فالمؤمن في كلتا الحالتين رابح.

إذن فالمؤمن يستقبل كل مصيبة متوقعا أن يأتي له منها خير.
وعلى كل مؤمن أن يقيم نفسه تقييما حقيقيا،
هل لي على الله حق؟
أنا مملوك لله وليس لي حق عنده، فما يجريه علي فهو يجريه في ملكه هو.
ومن لا يعجبه ذلك فيتأب على أي مصيبة؛ ويقول لها: لا تصيبيني، ولن تستطيع درء أي مصيبة-
ومادمنا لا نستطيع أن نمنع وقوع المصائب والأحداث، فلنقبلها- كمؤمنين- لأن الحق سبحانه وتعالى يريد بنسبتنا إليه أن يعزنا ويكرمنا. إنه يدعونا أن نقول: {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
16.11.2017, 09:39
((أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))
الآية 157 سورة البقرة
هذه نعم من الله عز وجل على الصابرين المسترجعين .
وصلاة الله على عبده:
عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة .
وقال الزجاج: الصلاة من الله عز وجل الغفران والثناء الحسن .
(تفسير القرطبي)

((أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157))
سورة البقرة
فلننظر إلى غاية الغايات التي يدربنا الله عليها لنحمل الدعوة، ولنحمي منهج الحق، ولنهدم دولة المبطلين،
هذه غاية؛ لكنها ليست الغاية النهائية،
فالغاية النهائية أننا نفعل ذلك لنأخذ رحمات الله وبركاته في الآخرة.
إذن، فالغاية النهائية في كل إيمان وفي كل عمل هي ابتغاء مرضاة الله ورحمته.
وغاية المؤمن أن يكون من الذين يشملهم قول الله:
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)
(سورة البقرة)
(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
23.11.2017, 11:32
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)
(سورة البقرة)
ونحن نعرف أن الصلاة في اللغة هي الدعاء، للناس صلاة، وللملائكة صلاة، ولله صلاة، فهو القائل:
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
(من الآية 43 سورة الأحزاب)
وكلنا نعيش برحمات الله، حتى الكافر يعيش على الأرض برحمة الله، ويأخذ أسباب حياته برحمة الله، والنعم والخيرات التي يعيش عليها تأتيه بسبب رحمة الله، والمؤمن يأخذ نعم الدنيا برحمة الله ويزيد الله له بالبركة والاطمئنان، والاطمئنان نعمة كبرى، فمن يعيش في هذه الحياة وهو مطمئن إلى غاية افضل من هذه الحياة، فهذا لون عظيم من الاطمئنان.
فالصلاة من الله عطاء الرحمة والبركة.
والصلاة من الملائكة استغفار.
والصلاة من المؤمنين دعاء.
والدعاء حين تدعوه لمحمد صلى الله عليه وسلم بالخير وبالرحمة وبالبركة وهو دعاء لك،
لماذا؟
لأن كل منزلة ينالها رسول الله عائدة لأمته وللعالم أجمع.
فمن الذي يشفع عند الله في يوم الحشر ليعجل الله بالفصل بين الخلائق؟.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذن فكل خير يناله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير لأمته، فإذا دعوت له فكأنك تدعو لنفسك
إنك عندما تصلي عليه مرة يصلي الله عليك عشراً.
أليس في ذلك خير لك؟
(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
29.11.2017, 10:02
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)
(سورة البقرة)
والمهتدون هم الذين التزموا الطريق الموصل للغاية، والغاية هي صلوات من ربهم ورحمة، وأنت الآن متمتع بنعم الله بأسباب الله، وعند الله في الآخرة سوف تتمتع بإذن الله بنعم الله وبلقاء الله.
(تفسير الشعراوي)

بن الإسلام
04.12.2017, 13:36
((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ))

عن ابن عباس أن أصل ذلك مأخوذ من طواف هاجر وتردادها بين الصفا والمروة فى طلب الماء لولدها لما نفد ماؤهما وزادهما حين تركهما إبراهيم عليه السلام هنالك وليس عندهما أحد من الناس فلما خافت على ولدها الضيعة هنالك ونفد ما عندهما قامت تطلب الغوث من الله عز وجل فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة متذللة خائفة وجلة مضطرة فقيرة إلى الله عز وجل حتى كشف الله كربتها وآنس غربتها وفرج شدتها وأنبع لها زمزم التي ماؤها "طعام طعم وشفاء سقم"

فالساعي بينهما ينبغي له أن يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه وأن يلتجئ إلى الله عز وجل لتفريج ما هو به من النقائص والعيوب وأن يهديه إلى الصراط المستقيم وأن يثبته عليه إلى مماته وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي إلى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة كما فعل بهاجر عليها السلام.

وقوله "فإن الله شاكر عليم"
أي يثيب على القليل بالكثير عليم بقدر الجزاء فلا يبخس أحدا ثوابه
"لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما".

(تفسير بن كثير)

بن الإسلام
05.12.2017, 08:56
((وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ))
من الآية 158 سورة البقرة
{ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }
الشاكر والشكور, من أسماء الله تعالى,
الذي يقبل من عباده اليسير من العمل, ويجازيهم عليه, العظيم من الأجر, الذي إذا قام عبده بأوامره, وامتثل طاعته, أعانه على ذلك, وأثنى عليه ومدحه, وجازاه في قلبه نورا وإيمانا, وسعة, وفي بدنه قوة ونشاطا, وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء, وفي أعماله زيادة توفيق. ثم بعد ذلك, يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا, لم تنقصه هذه الأمور.

ومن شكره لعبده, أن من ترك شيئا لله, أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا, تقرب منه ذراعا, ومن تقرب منه ذراعا, تقرب منه باعا, ومن أتاه يمشي, أتاه هرولة, ومن عامله, ربح عليه أضعافا مضاعفة.

ومع أنه شاكر, فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل, بحسب نيته وإيمانه وتقواه, ممن ليس كذلك،
عليم بأعمال العباد, فلا يضيعها, بل يجدونها أوفر ما كانت, على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
06.12.2017, 10:14
((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ))
الآية 159 سورة البقرة

هذه الآية حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما أنزل الله { مِنَ الْبَيِّنَاتِ } الدالات على الحق المظهرات له،
{ وَالْهُدَى } وهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم, ويتبين به طريق أهل النعيم, من طريق أهل الجحيم،
فإن الله أخذ الميثاق على أهل العلم, بأن يبينوا للناس ما منّ الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتموه،
فمن نبذ ذلك وجمع بين المفسدتين, كتم ما أنزل الله, والغش لعباد الله، فأولئك { يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ } أي: يبعدهم ويطردهم عن قربه ورحمته.
{ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } وهم جميع الخليقة, فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة, لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم, وإبعادهم من رحمة الله, فجزاهم من جنس عملهم،
كما أن معلم الناس الخير, يصلي الله عليه وملائكته, حتى الحوت في جوف الماء, لسعيه في مصلحة الخلق, وإصلاح أديانهم, وقربهم من رحمة الله, فجزاه من جنس عمله،
فالكاتم لما أنزل الله, مضاد لأمر الله, مشاق لله,
يبين الله الآيات للناس ويوضحها، وهذا يطمسها فهذا عليه هذا الوعيد الشديد.

( تفسير السعدي)

بن الإسلام
07.12.2017, 10:34
((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) الآية 160 سورة البقرة

{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا }
أي رجعوا عما هم عليه من الذنوب, ندما وإقلاعا, وعزما على عدم المعاودة
{ وَأَصْلَحُوا }
ما فسد من أعمالهم، فلا يكفي ترك القبيح حتى يحصل فعل الحسن.
ولا يكفي ذلك في الكاتم أيضا, حتى يبين ما كتمه, ويبدي ضد ما أخفى،
فهذا يتوب الله عليه, لأن توبة الله غير محجوب عنها، فمن أتى بسبب التوبة, تاب الله عليه, لأنه
{ التَّوَّابُ }
أي: الرجاع على عباده بالعفو والصفح, بعد الذنب إذا تابوا,
وبالإحسان والنعم بعد المنع, إذا رجعوا،
{ الرَّحِيمُ }
الذي اتصف بالرحمة العظيمة, التي وسعت كل شيء
ومن رحمته أن وفقهم للتوبة والإنابة فتابوا وأنابوا,
ثم رحمهم بأن قبل ذلك منهم, لطفا وكرما,
هذا حكم التائب من الذنب.

(تفسير السعدي)

بن الإسلام
10.12.2017, 10:14
((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))
الآية 160 سورة البقرة

روى مسلم عن عبد الله بن مسعود قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"لله أَشَدّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوّيّةٍ مَهْلِكَةٍ. مَعَهُ رَاحِلَتُهُ. عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرابُهُ. فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ. فَطَلَبَهَا حَتّىَ أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ. ثُمّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَىَ مَكَانِيَ الّذِي كُنْتُ فِيهِ. فَأَنَامُ حَتّىَ أَمُوتَ. فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَىَ سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ. فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعامُهُ وَشَرَابُهُ. فَاللّهُ أَشَدّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ".
قال القرطبي:
ولا يكفي في التوبة عند علمائنا قول القائل : قد تبت ، حتى يظهر منه في الثاني خلاف الأول ، فإن كان مرتدا رجع إلى الإسلام مظهرا شرائعه ، وإن كان من أهل المعاصي ظهر منه العمل الصالح ، وجانب أهل الفساد والأحوال التي كان عليها ، وإن كان من أهل الأوثان جانبهم وخالط أهل الإسلام ، وهكذا يظهر عكس ما كان عليه .

بن الإسلام
12.12.2017, 09:20
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)) الآية 161 و 162 سورة البقرة

الله فتح باب التوبة فلا يغلق الا بحدوث أحد أمرين:
اذا بلغت الروح الحلقوم .. أي عند لحظة الموت وخروج الروح
واذا خرجت الشمس من المغرب
عند ذلك فلا تقبل توبة

اما قبل ذلك فباب التوبة مفتوح مهما كان الذنب كفرا او شركا او كبائر او دون ذلك

فالتوبة تكون بالاسلام والتوحيد والايمان والرجوع الي الله مع الندم والتوقف عن الذنب مع العزم علي عدم العودة اليه

أما من مات علي الكفر ولم يتب ولم يسلم فأولئك تنالهم اللعنة من الله وملائكته والناس أجمعين
وجزائهم الخلود في النار ولا يخفف عنهم ولو يوما كما تمنوا ذلك وطلبوه من مالك خازن النار

وليس هناك يوم القيامة فرصة للتوبة والرجوع لاصلاح ما كان فلا هم ينظرون ولا هم يستعتبون

فهيا بنا نتوب ونرجع الي الله وندعوا غيرنا للتوبة والانابة مهما كانت ذنوبهم فباب التوبة مفتوح قبل أن يغلق

بن الإسلام
12.08.2018, 14:21
كل عام وأنتم بخير

قريبا إن شاء الله متابعة نشر السلسلة

بن الإسلام
22.11.2018, 10:54
((وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ))
الآية 163 سورة البقرة
{ إِلَهٌ وَاحِدٌ } منفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فليس له شريك في ذاته ولا كفو له ولا مثل ولا نظير
ولا خالق ولا مدبر غيره فإذا كان كذلك فهو المستحق لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة ولا يشرك به أحد من خلقه لأنه { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } المتصف بالرحمة العظيمة التي لا يماثلها رحمة أحد فقد وسعت كل شيء وعمت كل حي فبرحمته وجدت المخلوقات وبرحمته حصلت لها أنواع الكمالات وبرحمته اندفع عنها كل نقمة وبرحمته عرّف عباده نفسه بصفاته وآلائه وبيَّن لهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
فإذا علم أن ما بالعباد من نعمة فمن الله وأن أحدا من المخلوقين لا ينفع أحدا علم أن الله هو المستحق لجميع أنواع العبادة وأن يفرد بالمحبة والخوف والرجاء والتعظيم والتوكل وغير ذلك من أنواع الطاعات.
وأن من أظلم الظلم وأقبح القبيح أن يعدل عن عبادته إلى عبادة العبيد وأن يشرك المخلوق من تراب برب الأرباب أو يعبد المخلوق العاجز من جميع الوجوه مع الخالق المدبر القادر القوي الذي قد قهر كل شيء ودان له كل شيء.
(تفسير السعدي)

بن الإسلام
22.11.2018, 13:37
((وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ)) الآية 163 سورة البقرة

لما حذر تعالى من كتمان الحق بين أن أول ما يجب إظهاره ولا يجوز كتمانه أمر التوحيد .

لا إله إلا هو

نفي وإثبات . ومعناه لا معبود بحق إلا الله .

قال صلى الله عليه وسلم : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة خرجه مسلم .

والمقصود القلب لا اللسان ،
فلو قال : لا إله ومات ومعتقده وضميره الوحدانية وما يجب له من الصفات لكان من أهل الجنة باتفاق أهل السنة .
(تفسير القرطبي)

بن الإسلام
25.11.2018, 12:58
﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾
الآية 163 سورة البقرة
كل قصص القرآن الكريم مؤدّاها أن الله عز وجل إله قيّوم فعَّال مُهيمن، لذلك قال: إلهكم أيها الناس إله واحد،
في أزمان البُعد عن الله توهَّم الناسُ آلهة غير الله،
الجهة التي تخافون منها والجهة التي تعظِّمونها هي جهة واحدة، هي الله،
أناس عبدوا الشمس وأناس عبدوا البقر، وأناس عبدوا مظاهر الطبيعة،
الذي تخافه، وترجوه، وتعتقد أن الأمر كله بيده هو الله، ولا إله آخر معه أبداً، قال تعالى:
﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾
هذا كلام خطير أيها الأخوة؛
إنسان مسلم عادي قد يتوهَّم أن زيداً بإمكانه أن يرفعه، وعُبيداً بإمكانه أن يناله بأذى، وفلاناً يعطيه وفلاناً يمنعه، هناك شِرك خفي،
الجهة الوحيدة المتصرِّفة، الجهة الوحيدة الفعالة، الجهة الوحيدة التي بيدها كل شيء هي الله وحده،
(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
17.04.2019, 11:43
(( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))
أجمل ما في حياة المؤمن هذا التَّوجُّه إلى الله عز وجل،
حياة المنافق، قال تعالى عنها:
﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ ﴾ سورة النساء الآية 143
الإنسان حينما يشرك يتوزَّع، يتمزَّق، و إرضاء الناس جميعاً غاية لا تُدرك، إرضاء الناس جميعاً مستحيل، فالذي يتعامل مع الله وحده يستريح، هذا الإله العظيم يراه، ويسمع نداءه، ويستجيب لدعائه، وهو عليم بسريرته، عليم بمخبره، وعليم ببواعثه، عليم بنواياه، لا تخفى عليه خافية،
إن أخلصت النية لله عز وجل أنت في راحة نفسية مع الخلق،
قال تعالى:﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾
الذي خلق الكون هو الفعال، هو المسيِّر، هو المتصرِّف، هو المالك، هو المعطي، وهو المانع، هو الرافع، هو الخافض، هو المعزُّ، هو المذل، هو القابض، هو الباسط، هو المُسْعِد، هو المشقي، هو المُسَلِّم، هو الحافظ، هو الذي يسوق للإنسان الشدائد، بيده كل شيء، هذا هو التوحيد، وهذا هو الدين كله.
(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
30.04.2019, 09:59
﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾
ما سوى الله هو الكون، إما أنه نعمة، وإما منعَم عليه،
والإنسان منعَم عليه، والكون كله نعمة، عطاء، مصدره الرحمة،
والإنسان يأخذ فمتى يعطي؟ إذا كان في قلبه رحمة،
الإنسان يأخذ المال فمتى ينفق المال؟ إذا هناك رحمة،
والإنسان يأكل فمتى يطعِم؟ والإنسان يعالج نفسه فمتى يعالج غيره؟ إذا هناك رحمة،
فما سوى الله عز وجل إما منعَم عليه وهو الإنسان، وإما نعمة وهو الكون،
والله عز وجل سخَّر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه،
وكما يقول بعض العلماء: أساس خلق السماوات والأرض رحمةُ الله، لذلك قالوا: هو اسم الله الأعظم،
أي أراد اللهُ أن يخلق خلقاً ليسعدهم، قال تعالى:﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
(تفسير النابلسي)

بن الإسلام
02.05.2019, 10:34
"إن في خلق السموات والأرض"

تلك في ارتفاعها ولطافتها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها -
وهذه الأرض في كثافتها وانخفاضها وجبالها وبحارها وقفارها ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع
واختلاف الليل والنهار هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" وتارة يطول هذا ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتعاوضان كما قال تعالى "يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل" أي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا
(تفسير بن كثير)

بن الإسلام
22.03.2021, 13:37
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك اخوة الإيمان
قريبا إن شاء الله نستكمل ما بدأناه من تدبر القرآن