المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : كل مسلم هو داعيه


علي محمد
20.09.2014, 17:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله نحمده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كبيراً
وبعد ..
أيها الأحبه .. لا يشد الناس إلى الدين فكرُه فقط ، ولا العبادات فقط ، الذي يشد الناس إلى الدين بشكل لا يصدق هو خلُقُ المسلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ)) إنْ فهمنا مكارم الأخلاق في هذا الحديث الصحيح فهمنا مكارم الأخلاق على أنها تعاملُ العبد مع الله ومع الناس فالأمر واضح ، وهذا هو الدين كله ، كيف تتعامل مع الخالق ؟ كيف تعبده وتوحده وتجتنب ما يسخطه ؟ كيف تتعامل مع المخلوق كائناً من كان ؟ يدخل في هذا الملائكة والنبيون والصالحون والأقربون ، كيف تتعامل مع أعداء الله من الشياطين والكفار والفساق والمنافقين والفجار ؟ حينما تحسن التعامل مع الله معرفة وعبادة وإخلاصاً وحباً وقرباً ، وحينما تتعامل مع المؤمنين ولاءً وتعاوناً ، وحينما تتعامل مع الكفار والمنحرفين براءة وبعداً ، فهذه مكارم الأخلاق ، إذاً جوهر هذا الدين أن تتمم مكارم الأخلاق.
أيها الأحبه .. نحن في أمس الحاجة إلى دعاة إلى الله أعني أن كل مسلم ينبغي أن يكون داعية ، وهو في الحقيقة داعية شاء أم أبى ، لأن صدق المسلم دعوة، لأن أمانة المسلم دعوة ، لأن إخلاص المسلم وعفته دعوة ، أنت ينبغي أن تكون داعية شئت أم أبيت ، حينما تلتزم ما أمر النبي عليه الصلاة والسلام ، وحينما تنتهي عما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام تألقتَ في المجتمع ، وأصبحت محط الأنظار ، وشددتَ الهمم إليك ، إذاً فأنت داعية :
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
إن أردت لهذا الدين أن يقف على قدمين ، إن أردت لهذا الدين أن يعزه الله عز وجل ، إن أردت لهذا الدين أن ينصره الله على أعدائه ينبغي أن تكون مسلماً ، ولا تعبأ بنطقك ، ولا بفصاحة لسانك ، ولا ببيانك ، ولكن اعبأ فيما إذا كنت مطبقاً لأحكام الله أو لم تطبق.
فتحسين الأخلاق بات مطلبا عظيما في حياة المسلم، فهي عنوانه أينما اتجه، وإنه من دواعي الاستغراب كيف يريد العالم أن يكون ذا قدوة وهو لم يتخلق بخلق الإسلام! وكيف يريد الزوج حياة أسرية آمنة وهو بعيد عن إظهار الأخلاق التي بها تستمر حياته وتستقر أسرته! وكيف يريد المسلم أن تكون له هيبته ومكانته وهو قد جمع الرذائل والأخلاق السافلة في حياته! إننا بحاجة إلي التأمل وجدية واضحة جليلة تجاه الأخلاق التي نمارسها في حياتنا. ولنرفع شعار [لاحياة بلا أخلاق]
أسأل الله رب العرش العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنا سيئها إنه سميع مجيب الدعوات.
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه.