ابن النعمان
23.05.2014, 10:40
تأمل نبات هذه الحبوب
تأمل نبات هذه الحبوب من المج والعدس والجرجير والدجر , وما أشبه ذلك فإنها تخرج في أوعية شبه الخرائط لتصونها وتحجبها من الآفات إلى أن تشتد وتستحكم كما قد تكون المشيمة على الجنين لهذا المعنى بعينه .
فأما البر وما أشبهه فانه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رؤوسها أمثال الأسنة من السقا ليمنع الطير منه . فان قلت أو ليس ينال الطير منه على حال من البر والحبوب ؟ قلنا : بلى لعمري وعلى قدر الأمر فيها لان الطير أيضا خلق من خلق الله تعالى وقد جعل الله له فيما يخرج من الأرض حظا , ولكن حصنت الحبوب بهذه الحجب لكيلا يتمكن الطائر منها غاية التمكن فيعبث فيها ويفسد الفساد الفاحش فانه لو كان الحب يصاب , والحب بارز ليس عليه شيء يحول دونه لأكب عليه حتى ينشفه أصلا فكان يعرض من ذلك أن يبشم الطير فيموت ويخرج الزراع من زراعته صفرا فجعلت هذه الوقايات لتصونه فتنال الطير منه شيئا يسيرا , ويتقوت به ويبقى أكثره للإنسان لأنه أولى به إذا كان هو الذي طرحه فيه وسقاه وكان الذي يحتاج إليه أكثر مما يحتاج إليه الطائر .
تأمل نبات هذه الحبوب من المج والعدس والجرجير والدجر , وما أشبه ذلك فإنها تخرج في أوعية شبه الخرائط لتصونها وتحجبها من الآفات إلى أن تشتد وتستحكم كما قد تكون المشيمة على الجنين لهذا المعنى بعينه .
فأما البر وما أشبهه فانه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رؤوسها أمثال الأسنة من السقا ليمنع الطير منه . فان قلت أو ليس ينال الطير منه على حال من البر والحبوب ؟ قلنا : بلى لعمري وعلى قدر الأمر فيها لان الطير أيضا خلق من خلق الله تعالى وقد جعل الله له فيما يخرج من الأرض حظا , ولكن حصنت الحبوب بهذه الحجب لكيلا يتمكن الطائر منها غاية التمكن فيعبث فيها ويفسد الفساد الفاحش فانه لو كان الحب يصاب , والحب بارز ليس عليه شيء يحول دونه لأكب عليه حتى ينشفه أصلا فكان يعرض من ذلك أن يبشم الطير فيموت ويخرج الزراع من زراعته صفرا فجعلت هذه الوقايات لتصونه فتنال الطير منه شيئا يسيرا , ويتقوت به ويبقى أكثره للإنسان لأنه أولى به إذا كان هو الذي طرحه فيه وسقاه وكان الذي يحتاج إليه أكثر مما يحتاج إليه الطائر .