تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : نسف تام لشبهة : النبي صلى الله عليه و سلم كان يأخذ الغنائم


أحمد السلفي
19.05.2014, 23:58
الشبهة : نبيُّكم أيها المسلمون كان يُحارب و يأخذ الغنائم من هذه الحروب ، فأين كان يذهب بها ، أليس هذا دليلاً أنَّه كان يحارب من أجل المال ؟ و أليس هذا دليلاً أنَّه كان غنياً و ليس كما يدعى المسلمون كان يعيش فقيراً ؟ و كيف يمكن أنْ يأخذ نبي الغنائم ؟


الــــــــــرد على الشبهة :



النبي صلى الله عليه و سلم فعلاً كان يأخذ جزءاً من الغنائم – و ليس كلَّها – قال الله عز و جل : " مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰفَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ..."سورة الحشر:7



لكن هذا الجزء الذى كان يأخذه النبي صلى الله عليه و سلم من الغنائم لم يكن يأخذه لنفسه ، بل كان النبي صلى الله عليه و سلم يأخذ الغنائم و يتصدق بها على الفقراء و المساكين ، و الدليل :
عن عبادة بن الصامت قال :"أخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ حُنَيْنٍ وَبْرَةً مِن جَنْبِ بَعيرٍ ، فقال : يا أيُّها الناسُ ، إنه لا يَحِلُّ لي مما أفاءَ الله عليكم قدرُ هذه ، إلا الخمسَ ، و الخمسُ مردودٌ عليكم. "
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني (http://www.dorar.net/hadith/mhd/1420?ajax=1)- المصدر: صحيح النسائي (http://www.dorar.net/book/13561?ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4149
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

و معنى مردود عليكم أى أنَّ الخمس الذى كان النبي صلى الله عليه و سلم يأخذه من الغنائم كان يتصدق به على الفقراء و المساكين فهو مردود إليهم أى عائد إليهم من خلال الصدقة على الفقراء و المساكين.
و حياة النبي صلى الله عليه و سلم كانت فقيرةً بمعنى الكلمة ، فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعيش على التمر و الماء ، و هذه بعض الأحاديث عن حياة النبي صلى الله عليه و سلم و كيف كان يعيش أضيق عيشة و أفقرها :
_ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاثَ ليالٍ تباعًا حتى قُبض"رواه البخاري 5416، ومسلم 2970.


أى منذ هاجر النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و آل محمد - أى عائلة النبي صلى الله عليه و سلم و فيهم النبي صلى الله عليه و سلم - لم يأكلوا القمح ثلاث ليال متتابعة أبداً فى حياة النبي صلى الله عليه و سلم .

_ و عن عائشة - رضى الله عنها - أيضاً قالت : "إن كنَّا آلَ محمد - صلى الله عليه وسلم - لَنمكثُ شهرًا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء"رواه البخاري 6458، ومسلم 2972.


أى كان أهل النبي صلى الله عليه و سلم بما فيهم النبي صلى الله عليه و سلم يمر عليهم الشهر الكامل و لم يشعلوا ناراً يطبخون بها طعاماً بل يكون كلُّ طعامهم التمر و الماء .

و لو كان النبي صلى الله عليه و سلم يُحارب من أجل المال ، أو كان هدفه هو المال لقبل ما عرضته عليه قريش من المال و الشرف و الجاه و السلطة ، لكنَّه صلى الله عليه و سلم رفض كل ما عرضته عليه قريش من المال و الملك و السلطان فى سبيل البقاء و الثبات على الدعوة لدين الله عز و جل :
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري فى الرحيق المختوم :
" فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .... قال : يا ابن أخى ، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، و إن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، و إن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا ، و إن كان هذا الذى يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه – أو كما قال له – حتى إذا فرغ عتبة و رسول الله صلى الله عليه و سلم يستمع منه ..... و لكن قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ما بى ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم و لا الشرف فيكم ، و لا الملك عليكم ، و لكن الله بعثنى إليكم رسولاً ، و أنزل علىَّ كتباً ، و أمرنى أن أكون لكم بشيراً و نذيراً ، فبلغتكم رسالات ربى ، و نصحت لكم ، فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا و الآخرة ، و إن تردوا علىَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى و بينكم )) .."
الرحيق المختوم ، طبعة : دار الوفاء ، صفحة : 107-108، و هناك كلام حذفته للإختصار وضعتُ مكانه نقاطاً (....)


أما الاعتراض على مبدإ الغنائم نفسه و أنَّه كيف يحق للنبي أخذ الغنائم ، فقد نسى النصراني صاحب الشبهة أنَّ إله العهد القديم قَدْ أباح أخذ الغنائم :


نقرأ من سفر التثنية 20 : 14 :" وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ "

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته