المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : لذة الاستقامة


بن الإسلام
17.02.2014, 11:15
إن العبد المسلم حينما يشرفه الله بالاستقامة ، يجد في البداية لذة عظيمة ، وأعذوبة عجيبة ، يقول يا ليتها تدوم ، يا ليتها لا تنقطع ؛ ولكن تمضي الأيام وتتغير الأحوال ، ويفقد معاني اللذة ، وربما لا يكون له من الاستقامة بعد حين إلا الاسم !

وقد يتسائل المرء ما سبب هذه اللذة ولماذا لا تستمر ؛ هذه اللذة تأتي من التوبة وترك حياة الظلمة والقرب من الله ، تكون مولود جديد في عالم التوبة ، ويكون فيه طهارة القلب " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ، وربما تشعر بهذا الشعور بعد الحج كذلك ، إنه الصفاء والنقاء !

لكن تيقن أن هذه اللذة إذا لم تحافظ عليها ستزول عنك بعد فترة ، فتشعر بضيق وأنت في عالم الاستقامة ، بل البعض يترك الطريق كليا نسأل الله العافية والسلامة .

قد يقول قائل لقد شوقتنا لمعرفة أسباب استمرار اللذة فما هي :

أولا : دوام شكر الله على هذه النعمة وسؤال الله أن يديم عليك لذة العبادة وحلاوة الإيمان .

ثانيا : جدد العهد والتوبة مع الله بين ألحين والآخر ويا حبذا تكون مع العمرة فأثرها أقوى .

ثالثا : نوع بين العبادات ولا تقتصر على نوع واحد ، والشريعة رحبة بعباداتها القلبية والبدنية والمالية .

رابعا : الحرص على طول السجود وقيام الليل وفعل النوافل ومجاهدة النفس عليها .

خامسا : اجعل بينك وبين الذنوب سدا من حديد ، وتذكر أن الإنسان كما قال وهيب بن الورد رحمه الله لا يجد لذة الطاعة إذا هم بالمعاصي فكيف بمن قارفها .

أخي المستقيم ، إن الصراع مع الشيطان طويل وسلعة الله غالية فالثبات الثبات ، جعلنا الله وإياكم من أهل الجنات .

كتبه الشيخ / د : صالح عبدالكريم