تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : سوء الظن


سالم الشهري
13.11.2013, 23:40
سوء الظن مرض خطير من أمراض العصر ، نتائجه خطيرة ، ومفاسده عظيمة ، وهو دليل على سوء طوية صاحبه ، ومن أصيب بهذا الداء فواجب عليه أن يتعالج منه ، والجاهل إذا أتهم أو أنقص من قدر الناس أساء ظنه بهم .

وجاء في السنة أن رجلاً أساء الظن برسول الله لما وزّع الغنائم ، واتهم النبي بعدم العدل والإخلاص ، فقال: اعدل يا محمد فما عدلت، هذه قسمة ما أريد بها وجه الله . فدفعه سوء ظنه وسطحية تفكيره وفهمه وقلة فهمه لمقاصد الشريعة إلى الاستعجال في الحكم على رسول الله وهو أعدل وأكمل إنسان ، فعلى المرء عدم الاستعجال في الاحكام والسؤال والتثبت قبل أن يتبع هواه ويجري وراء ظنونه ، وللأسف نرى بعض الذين أساو الظن إذا رأوا شيئًا لا يمشي مع هواهم أذاعوا به والبعض يقيس ويزن الأمور بفهمه ، ويجرح أخيه بمخالفته فيما قرأ أو سمع ، أو أنه لا يرضى عقله وهواه .
ولعل من أسباب سوء الظن تزكية المرء نفسه واحتقاره لغيره ، فيرى نفسه على الصواب ، وجميع الأمة على الباطل و تجريح الناس أحياء وأمواتًا ، ورميهم بشتى أنواع الضلال ، قال :إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم . رواه مسلم.
ولسوء الظن آثار على على صاحبه فهو يدفعه لتتبع العورات والبحث عن الزلات ، وهو بذلك يعرض نفسه لغضب الله وعقابه ، وقد وعد النبي هؤلاء المرضى بالفضيحة بقوله:يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
كما أن سوء الظن يزرع الشقاق بين المسلمين ويقطع حبال الأخوة ويمزق وشائج الألفة والمحبة والله يحذرنا من ذلك
بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]
إن أصحاب العقول والتدين الصحيح يؤلفون القلوب ويجمعون أبناء الأمة على الألفة والمحبة والأخوة وترك سوء الظن بالآخرين.