أحمد نصر
13.06.2013, 20:53
:bismillah2:
سأتحدث في هذا الموضع إن شاء الله عن مكة وذكرها بكتب اليهود، وإن شاء الله بكون الموضوع متجدد إن أكتشف شيء جديد...
الكثير من النصارى والملحدين يعتقدون بأن التناظر القرآني مع التراث اليهودي بأنه أخذ من التراث اليهودي، وطبعاً هذه مغلاطة كبيرة، فعدم ذكر بعض الأشياء في الكتاب المقدس وتواجدها في كتب المدراشيم أو الترجومات أو في الأساطير اليهود الهاجادية لا يعني الأقتباس منها، فهي قد تكون صحيحة، والدليل على ذلك بأنه بعض تلك الأشياء تتعارض مع الكتاب المقدس نفسه، فلماذا قد يأتوا بتفسيرات تتعارض وتتناقض مع الكتاب المقدس؟ وإلا إن كانت موجودة ثم حذفت؟ وبالعكس التناظر قد يكون معجزة قرآنية، فكيف لأمي في الصحراء يذكر تلك الأشياء؟ إلا ولو كان موحى إليه، وسأثبت ذلك في هذه الدراسة إن شاء الله.
ولعل الكثير من اليهود السامريين يؤمنون بالنبي الكريم وكان هذا بإعتراف الكاهن الكبير عبد المعين صدقة إسحاق عمران، لكن لماذا؟
سأذكر ذلك الآن إن شاء الله، وسأستعين بمخطوطات سامرية لإثبات ذلك.
أولا فلنأخذ التعريف بموسى جاستر، هو كان يجمع الكثير من المخطوطات، فعثر على مخطوطات باللغة العبرية والسامرية والسلفية والعربية، وعثر على الكثير من الكتب المخفية (الأبوكريفا)، وعلى كتب من التراث اليهودي العبراني والسامري، لكن ما في الموضوع أنه أكتشف مخطوطة لكتاب سامري يسمى بـ"أسرار موسى" أو "أساتير" (Asatir) وهو ينسب إلى سيدنا موسى نفسه ولهذا الكتاب تفسيرات وتعليقات تسمى "بترون (Pitron)" وهي كالمدراش تقريباً، ويرجح أن مخطوطته تعود لما بين 200 - 250 قبل الميلاد(1)، وهو يتناظر في البعض الأشياء الإسلامية لكن هذا ليس الموضوع، وسأعرض ما في هذا الكتاب.
وهذا هو:-
http://im42.gulfup.com/eCklh.png
وفي الفصل التاسع، بعنوان "ميلاد موسى"، (2) يذكر:-
Chapter VIII.
1. And after the death of Abraham, Ishmael
reigned twenty seven years
2. And all the children of Nebaot ruled for one
year in the lifetime of Ishmael,
3. And for thirty years after his death from the
river of Egypt to the river Euphrates; and they
built Mecca.
4. For thus it is said "As thou goest towards
Ashur before all his brethren he lay."
وفي التعليقات والشروح "البترون" (3) يذكر:-
Chapter VIII. [Birth of Moses.]
(i) And it came to pass after the death of our master
Abraham on whom be peace that Ishmael reigned as
king for twenty seven years. (2) And all the children of
Ishmael, P. 89. who are of the seed of his first born,
Nebut, ruled one year in IshmaeFs lifetime (3) and for
thirty years after his death; (and they ruled) from the
river of Egypt to the great river, the river Euphrates. And
they built Bakh; (4) and therefore it is said in Genesis
25. 1 8, "As thou goest toward Assyria: he abode in the
presence of all his brethren."
الكتاب يقول بأنه بعد موت سيدنا إبراهيم عليه السلام حكم إسماعيل عليه السلام 27 سنة، وفي حياته حكم أبناء نابت لمدة سنة، ولمدة 30 سنة بعد موته، من نهر مصر إلى نهر الفرات؛ بنو مكة وفي البترون بكة، إذا هي نفس المدينة، ولعل مكة كانت أكبر في السابق، فكانت كما هو مذكور من عند بلاد الأنباط، ومن نهري مصر والفرات، أي في المطقة الشمالية للعربية، وهذا سيفسر الكثير وسترون الآن
وادي البكاء أو وادي بكة:-
[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ] (المزمور 84/4-10).
إنجليزي: "through the valley of Baca make it a well" وهم يحجون طبقاً للنص الإنجليزي.
كما هو مذكور من مراجع نصرانية بأن أشجار البكا أو أشجار البلسان هي بجانب مكة(4)
وهي مذكورة:-
فسأل أيضا داود من الله فقال له الله لا تصعد وراءهم تحوّل عنهم وهلم عليهم مقابل اشجار البكا . وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا فاخرج حينئذ للحرب لان الله يخرج أمامك لضرب محلّة الفلسطينيين (1أخ14 :14و15).
كذلك: " فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا حينئذ احترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلّة الفلسطيني " (2صم5 :23و24)
وتفسيرات المزمور تقول بأنه المقصود بهذا المكان هو بيت الرب والمتحدث والمهلل والمسبح للرب هو سيدنا داود (5)، وكما نرى في المزمور بأنه هناك بئر، فما هو المكان المقدس الذي فيه بيت الرب الذي به بئر غير بئر زمزم؟ وللعلم لم يبنى في هذا الوقت هيكل سليمان عليه السلام، فما هو بيت الرب ذاك؟ وللعلم صيهون لا يشترط بأن تكون القدس أو أورشاليم، فهي تنطق على الأماكن المقدسه، وجميل جداً عندما أقرأ بأن صهيون ستخرج منها الشريعه وسيخرج منها المسيا الذي هو ليس من نسل داود وبأن صهيون يدور ويطوف بها الناس وبأن صهيون بها حجارة وأنها عقيم لا تلد ثم (لا يخرج منها أنبياء؟)، ما هي تلك الصهيون؟ فصهيون هي لفظ للأماكن المقدسه أو للمكان الذي به بيت الله سبحانه وتعالى، أو أنه مكان إجتماع الصالحين.
وبعد أن أثبتنا أن بكة هي نفسها مكة وكانت واصلة لحدود الأردن وقتها حيث كانت كبيرة في ذلك الوقت، يدعي البعض أن وادي البكاء هو نفسه بوكيم:-
سفر القضاء
2وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.2 وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ هذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟3 فَقُلْتُ أَيْضًا: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكًا».4 وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكَوْا.5 فَدَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ.
أما بالنسبة لجبل الجلجال:-
سفر التكوين 12: 6
وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ.
سفر التثنية 11: 30
أَمَا هُمَا فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، وَرَاءَ طَرِيقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْعَرَبَةِ، مُقَابِلَ الْجِلْجَالِ، بِجَانِبِ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟
سفر القضاة 7: 1
فَبَكَّرَ يَرُبَّعْلُ، أَيْ جِدْعُونُ، وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَنَزَلُوا عَلَى عَيْنِ حَرُودَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي.
قد يكون هنا حدث بعض التحريفات والخلط الكبر والكثير، وللعلم لم يحدد أين هو ماكن بيت إيل ولا مكان بوكيم جغرافيا(6)، ولكن نرى بلوطة أو تل مورة عند ذلك المكان، أليست قريبة من "المروة" أو تل "المروة"؟
فلا توجد مشكلة إن كان الحديث عن أشجار البكا أو عن بوكيم في الشام فمكة كما هو واضح من كتاب الأساتير أنها كانت كبيرة وكانت عند حدود بلاد الشام، ولعله حدث الكثير من التغيير في الكتاب المقدس، فأصبحت المناطق الجغرافية أكثر تعقيد ومختلطه ببعضها.
فاران:-
في مخطوطات البحر الميت تذكر كلمة فاران هكذا El-Paran، فإضافة "الـ" التعريف تبين أنها عربية، فاران لم تذكر في هذا الكتاب سوى مرتان، واحدة في هامش وواحده مذكور في النص، والمذكورة نصاً هي:-
7. The boundary of Paran is from the side of
'Asmonah until the river of Egypt going on to
Sukkoth passing on inside the boundary until Shaki.
of Egypt.
والترجمة تقول بأن برية فاران بجانب Asmonah (لا أعرف ما هي بالضبط) حتى نهر مصر مسيرا إلى Sukkoth ماراً داخل البري حتى الوصول إلى Shaki مصر، لا يوجد هنا دليل على أن فاران هي مكة، لكن يذكر بأنها بجانب نهر مصر، ومذكور أن مكة مبنية من نهر مصر إلى نهر الفرات.
أما النص الآخر فأسأذكره بعد قليل.
نطبعاً كما معرف أن آدم عليهه السلام كان مسكنه بمكة فكان هو من وضع قوعد البيت وإبراهيم عليه السلام هو من رفعها، ويذكر المدراش Rabbi Genesis، بأن إبراهيم عليه السلام إتجه جنوباً على موقع المعبد الذي سيبنا مستقبلاً وأن إسماعيل سيأخذ ذلك المعبد ويذكر كتاب حياة آدم وحواء بأن الله سيدل الأمناء على بناء بيته، وواضح بأن المقصود هنا هو إبراهيم عليه السلام فهو كما تقول شروح المدراش للتكوين بأنه كان يعرف مكان المعبد الذي سيبنا مستقبلاً والذي إتجه جنوباً لبنائه، ويذكر كتاب اليوبيلات بأن إبراهيم سيبني بيتاً يسمى بإسمه وفي الهاجادوت يذكر بأن إبراهيم عليه السلام وهو كان يخاطب نمرود يقول له بأنه هو المتعهد على بيت الله(8) فإذا هو كان يعرف بأنه سيبني بيت لله، وعند قول كتاب حياة آدم وحواء بأنه سيدل الأمناء لبناء بيته فهي تشير إلى أن الذي سيبني بيت الله أكثر من واحد وهو فعلاً ما حدث فقد بنى بيت الله إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام، لا بد أنني قد خرجت بعيدا عن متناول الموضوع لكن كان الموضوع في البداية على أن آدم قد كان مسكنه بمكة، وكما نعرف عرفات بمكة، ويقول كتاب الأساتير عن قصة هابيل وقابيل (9):-
(17) And she found Kain gone from the place
where he was dwelling at the beginning, to a place which
was afterwards called 'Arafat
ترجمته هو بأنه عندما وجدت -أخته- قابيل ذهب للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بعرفات
ونص آخر يقول (10):-
17. And she found him removed to another place
which was called afterwards Arfat.
والترجمة هي: أنها (أخته) وجدته إنتقل إلى مكان آخر والذي سمي لاحقاً بعرفات
ملاحظة بسيطة وهي أن القصة كانت في بدايتها حدثت في فلسطين للإشارة لجبل جرزيم، لكن هذا لا يتناقض مع القصة فمن الممكن أنها قد تكون مجرياتها حدثت في فلسطين ومكة، وللإستفادة، راجع الرابط التالي:-
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-09-0001&value=
ويعلق موسى جاستر على إسم عرفات، فيذكر(11):-
http://im38.gulfup.com/wPBzZ.png
لا أعرف لماذا ذكر فاران في آخر الهامش، فهل كانت عرفات في مكة؟ ويضع الكلمة التي لم يستطيع ترجمتها: ריפת Fc ערפאת
وإذا ترجمت في Google ستكون عرفات، إذن عرفات ومكة كانت معروفة في التراث اليهودية ولعل هذا الكتاب قد يتناظر مع ما في القرآن لكن الدليل على صحته بأنه كذلك يتناظر مع المدراش، فهل كان ينقل العبران من السامريين؟ أو كان ينقل السامريين من العبران؟ وإلا إن كانت صحيحة، فبهذا يطيح قول كل من يقول بأن التناظرات دليل على أن القرآن يقتبس.
ويتضح لماذا كان السامريين أو بعضاً منهم كان مؤمن بالنبوة المحمدية.
والحمد لله رب العالمين.
__________________________________________________ _
المراجع:-
The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses"
1- P 160
2- Ibid, P 262
3- 243 Ibid, P
4- تفسير [B]Albert Barnes
قاموس الكتاب المقدس: شجر البكا
دائرة المعارف الكتابية: البلسان
5- تفسير Matthew Henry
تفسير ترادس يعقوب ملطي
أنطونيوس فكري
6- International Standard Bible Encyclopedia
باب: BOCHIM
www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/
(http://www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/)
7- The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses", P 300
8- كتاب أساطير اليهود باب إبراهيم: ABRAHAM'S FIRST APPEARANCE IN PUBLIC
9- The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses", P 189
10- Ibid, P 190
11- Ibid
سأتحدث في هذا الموضع إن شاء الله عن مكة وذكرها بكتب اليهود، وإن شاء الله بكون الموضوع متجدد إن أكتشف شيء جديد...
الكثير من النصارى والملحدين يعتقدون بأن التناظر القرآني مع التراث اليهودي بأنه أخذ من التراث اليهودي، وطبعاً هذه مغلاطة كبيرة، فعدم ذكر بعض الأشياء في الكتاب المقدس وتواجدها في كتب المدراشيم أو الترجومات أو في الأساطير اليهود الهاجادية لا يعني الأقتباس منها، فهي قد تكون صحيحة، والدليل على ذلك بأنه بعض تلك الأشياء تتعارض مع الكتاب المقدس نفسه، فلماذا قد يأتوا بتفسيرات تتعارض وتتناقض مع الكتاب المقدس؟ وإلا إن كانت موجودة ثم حذفت؟ وبالعكس التناظر قد يكون معجزة قرآنية، فكيف لأمي في الصحراء يذكر تلك الأشياء؟ إلا ولو كان موحى إليه، وسأثبت ذلك في هذه الدراسة إن شاء الله.
ولعل الكثير من اليهود السامريين يؤمنون بالنبي الكريم وكان هذا بإعتراف الكاهن الكبير عبد المعين صدقة إسحاق عمران، لكن لماذا؟
سأذكر ذلك الآن إن شاء الله، وسأستعين بمخطوطات سامرية لإثبات ذلك.
أولا فلنأخذ التعريف بموسى جاستر، هو كان يجمع الكثير من المخطوطات، فعثر على مخطوطات باللغة العبرية والسامرية والسلفية والعربية، وعثر على الكثير من الكتب المخفية (الأبوكريفا)، وعلى كتب من التراث اليهودي العبراني والسامري، لكن ما في الموضوع أنه أكتشف مخطوطة لكتاب سامري يسمى بـ"أسرار موسى" أو "أساتير" (Asatir) وهو ينسب إلى سيدنا موسى نفسه ولهذا الكتاب تفسيرات وتعليقات تسمى "بترون (Pitron)" وهي كالمدراش تقريباً، ويرجح أن مخطوطته تعود لما بين 200 - 250 قبل الميلاد(1)، وهو يتناظر في البعض الأشياء الإسلامية لكن هذا ليس الموضوع، وسأعرض ما في هذا الكتاب.
وهذا هو:-
http://im42.gulfup.com/eCklh.png
وفي الفصل التاسع، بعنوان "ميلاد موسى"، (2) يذكر:-
Chapter VIII.
1. And after the death of Abraham, Ishmael
reigned twenty seven years
2. And all the children of Nebaot ruled for one
year in the lifetime of Ishmael,
3. And for thirty years after his death from the
river of Egypt to the river Euphrates; and they
built Mecca.
4. For thus it is said "As thou goest towards
Ashur before all his brethren he lay."
وفي التعليقات والشروح "البترون" (3) يذكر:-
Chapter VIII. [Birth of Moses.]
(i) And it came to pass after the death of our master
Abraham on whom be peace that Ishmael reigned as
king for twenty seven years. (2) And all the children of
Ishmael, P. 89. who are of the seed of his first born,
Nebut, ruled one year in IshmaeFs lifetime (3) and for
thirty years after his death; (and they ruled) from the
river of Egypt to the great river, the river Euphrates. And
they built Bakh; (4) and therefore it is said in Genesis
25. 1 8, "As thou goest toward Assyria: he abode in the
presence of all his brethren."
الكتاب يقول بأنه بعد موت سيدنا إبراهيم عليه السلام حكم إسماعيل عليه السلام 27 سنة، وفي حياته حكم أبناء نابت لمدة سنة، ولمدة 30 سنة بعد موته، من نهر مصر إلى نهر الفرات؛ بنو مكة وفي البترون بكة، إذا هي نفس المدينة، ولعل مكة كانت أكبر في السابق، فكانت كما هو مذكور من عند بلاد الأنباط، ومن نهري مصر والفرات، أي في المطقة الشمالية للعربية، وهذا سيفسر الكثير وسترون الآن
وادي البكاء أو وادي بكة:-
[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ] (المزمور 84/4-10).
إنجليزي: "through the valley of Baca make it a well" وهم يحجون طبقاً للنص الإنجليزي.
كما هو مذكور من مراجع نصرانية بأن أشجار البكا أو أشجار البلسان هي بجانب مكة(4)
وهي مذكورة:-
فسأل أيضا داود من الله فقال له الله لا تصعد وراءهم تحوّل عنهم وهلم عليهم مقابل اشجار البكا . وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا فاخرج حينئذ للحرب لان الله يخرج أمامك لضرب محلّة الفلسطينيين (1أخ14 :14و15).
كذلك: " فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا حينئذ احترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلّة الفلسطيني " (2صم5 :23و24)
وتفسيرات المزمور تقول بأنه المقصود بهذا المكان هو بيت الرب والمتحدث والمهلل والمسبح للرب هو سيدنا داود (5)، وكما نرى في المزمور بأنه هناك بئر، فما هو المكان المقدس الذي فيه بيت الرب الذي به بئر غير بئر زمزم؟ وللعلم لم يبنى في هذا الوقت هيكل سليمان عليه السلام، فما هو بيت الرب ذاك؟ وللعلم صيهون لا يشترط بأن تكون القدس أو أورشاليم، فهي تنطق على الأماكن المقدسه، وجميل جداً عندما أقرأ بأن صهيون ستخرج منها الشريعه وسيخرج منها المسيا الذي هو ليس من نسل داود وبأن صهيون يدور ويطوف بها الناس وبأن صهيون بها حجارة وأنها عقيم لا تلد ثم (لا يخرج منها أنبياء؟)، ما هي تلك الصهيون؟ فصهيون هي لفظ للأماكن المقدسه أو للمكان الذي به بيت الله سبحانه وتعالى، أو أنه مكان إجتماع الصالحين.
وبعد أن أثبتنا أن بكة هي نفسها مكة وكانت واصلة لحدود الأردن وقتها حيث كانت كبيرة في ذلك الوقت، يدعي البعض أن وادي البكاء هو نفسه بوكيم:-
سفر القضاء
2وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.2 وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ هذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟3 فَقُلْتُ أَيْضًا: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكًا».4 وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكَوْا.5 فَدَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ.
أما بالنسبة لجبل الجلجال:-
سفر التكوين 12: 6
وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ.
سفر التثنية 11: 30
أَمَا هُمَا فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، وَرَاءَ طَرِيقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْعَرَبَةِ، مُقَابِلَ الْجِلْجَالِ، بِجَانِبِ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟
سفر القضاة 7: 1
فَبَكَّرَ يَرُبَّعْلُ، أَيْ جِدْعُونُ، وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَنَزَلُوا عَلَى عَيْنِ حَرُودَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي.
قد يكون هنا حدث بعض التحريفات والخلط الكبر والكثير، وللعلم لم يحدد أين هو ماكن بيت إيل ولا مكان بوكيم جغرافيا(6)، ولكن نرى بلوطة أو تل مورة عند ذلك المكان، أليست قريبة من "المروة" أو تل "المروة"؟
فلا توجد مشكلة إن كان الحديث عن أشجار البكا أو عن بوكيم في الشام فمكة كما هو واضح من كتاب الأساتير أنها كانت كبيرة وكانت عند حدود بلاد الشام، ولعله حدث الكثير من التغيير في الكتاب المقدس، فأصبحت المناطق الجغرافية أكثر تعقيد ومختلطه ببعضها.
فاران:-
في مخطوطات البحر الميت تذكر كلمة فاران هكذا El-Paran، فإضافة "الـ" التعريف تبين أنها عربية، فاران لم تذكر في هذا الكتاب سوى مرتان، واحدة في هامش وواحده مذكور في النص، والمذكورة نصاً هي:-
7. The boundary of Paran is from the side of
'Asmonah until the river of Egypt going on to
Sukkoth passing on inside the boundary until Shaki.
of Egypt.
والترجمة تقول بأن برية فاران بجانب Asmonah (لا أعرف ما هي بالضبط) حتى نهر مصر مسيرا إلى Sukkoth ماراً داخل البري حتى الوصول إلى Shaki مصر، لا يوجد هنا دليل على أن فاران هي مكة، لكن يذكر بأنها بجانب نهر مصر، ومذكور أن مكة مبنية من نهر مصر إلى نهر الفرات.
أما النص الآخر فأسأذكره بعد قليل.
نطبعاً كما معرف أن آدم عليهه السلام كان مسكنه بمكة فكان هو من وضع قوعد البيت وإبراهيم عليه السلام هو من رفعها، ويذكر المدراش Rabbi Genesis، بأن إبراهيم عليه السلام إتجه جنوباً على موقع المعبد الذي سيبنا مستقبلاً وأن إسماعيل سيأخذ ذلك المعبد ويذكر كتاب حياة آدم وحواء بأن الله سيدل الأمناء على بناء بيته، وواضح بأن المقصود هنا هو إبراهيم عليه السلام فهو كما تقول شروح المدراش للتكوين بأنه كان يعرف مكان المعبد الذي سيبنا مستقبلاً والذي إتجه جنوباً لبنائه، ويذكر كتاب اليوبيلات بأن إبراهيم سيبني بيتاً يسمى بإسمه وفي الهاجادوت يذكر بأن إبراهيم عليه السلام وهو كان يخاطب نمرود يقول له بأنه هو المتعهد على بيت الله(8) فإذا هو كان يعرف بأنه سيبني بيت لله، وعند قول كتاب حياة آدم وحواء بأنه سيدل الأمناء لبناء بيته فهي تشير إلى أن الذي سيبني بيت الله أكثر من واحد وهو فعلاً ما حدث فقد بنى بيت الله إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام، لا بد أنني قد خرجت بعيدا عن متناول الموضوع لكن كان الموضوع في البداية على أن آدم قد كان مسكنه بمكة، وكما نعرف عرفات بمكة، ويقول كتاب الأساتير عن قصة هابيل وقابيل (9):-
(17) And she found Kain gone from the place
where he was dwelling at the beginning, to a place which
was afterwards called 'Arafat
ترجمته هو بأنه عندما وجدت -أخته- قابيل ذهب للمكان الذي كان يسكنه منذ البداية والذي سمي فيما بعد بعرفات
ونص آخر يقول (10):-
17. And she found him removed to another place
which was called afterwards Arfat.
والترجمة هي: أنها (أخته) وجدته إنتقل إلى مكان آخر والذي سمي لاحقاً بعرفات
ملاحظة بسيطة وهي أن القصة كانت في بدايتها حدثت في فلسطين للإشارة لجبل جرزيم، لكن هذا لا يتناقض مع القصة فمن الممكن أنها قد تكون مجرياتها حدثت في فلسطين ومكة، وللإستفادة، راجع الرابط التالي:-
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-09-0001&value=
ويعلق موسى جاستر على إسم عرفات، فيذكر(11):-
http://im38.gulfup.com/wPBzZ.png
لا أعرف لماذا ذكر فاران في آخر الهامش، فهل كانت عرفات في مكة؟ ويضع الكلمة التي لم يستطيع ترجمتها: ריפת Fc ערפאת
وإذا ترجمت في Google ستكون عرفات، إذن عرفات ومكة كانت معروفة في التراث اليهودية ولعل هذا الكتاب قد يتناظر مع ما في القرآن لكن الدليل على صحته بأنه كذلك يتناظر مع المدراش، فهل كان ينقل العبران من السامريين؟ أو كان ينقل السامريين من العبران؟ وإلا إن كانت صحيحة، فبهذا يطيح قول كل من يقول بأن التناظرات دليل على أن القرآن يقتبس.
ويتضح لماذا كان السامريين أو بعضاً منهم كان مؤمن بالنبوة المحمدية.
والحمد لله رب العالمين.
__________________________________________________ _
المراجع:-
The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses"
1- P 160
2- Ibid, P 262
3- 243 Ibid, P
4- تفسير [B]Albert Barnes
قاموس الكتاب المقدس: شجر البكا
دائرة المعارف الكتابية: البلسان
5- تفسير Matthew Henry
تفسير ترادس يعقوب ملطي
أنطونيوس فكري
6- International Standard Bible Encyclopedia
باب: BOCHIM
www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/
(http://www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/)
7- The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses", P 300
8- كتاب أساطير اليهود باب إبراهيم: ABRAHAM'S FIRST APPEARANCE IN PUBLIC
9- The Asatir: The Samartain Book of the "Secrets of Moses", P 189
10- Ibid, P 190
11- Ibid