البتول
02.12.2012, 11:16
:26:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ..))
* اليقين .. هو ذلك الإطمئنان الذي يأتي في القلب ثقة في الله وموعوده ..
* اليقين هو ذلك العمل للقلب الممتلئ توكلا على الله يدفعك لأن يكون وجود السبب من عدمه سواء
* اليقين هو ذلك الأمل الذي مهما يضيق على أهل الإيمان يٌخْرِجَك من هذا الضيق الآني إلى الثقة بقوله (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
* اليقين هو تلك النظرة للعمل الصالح الخالص أنه سبب تفريج كرباتٍ لا حيلة للإنسان فيها واصحاب الغار الثلاث خير دليل ..
* اليقين هو :
أتى رجل إلى الحسن وشكى إليه القحط، فقال: استغفر الله تعالى
جاءه رجل آخر شكى إليه الفقر، قال له :استغفر الله تعالى
جاءه رجل آخر، قال، ادع الله أن يرزقني ابنا ،قال: استغفر الله تعالى
جاءه آخر شكى له جفاف بساتينه (لم يعد يخرج زرعا) قال له: استغفر الله تعالى
حد الجالسين سمع الأسئلة وكل الأسئلة نفس الجواب هذا في قحط قال له استغفر الله هذا ضيق الرزق قال له استغفر الله هذا ما عندي أولاد استغفر الله هذا الزرع لا يخرج قال استغفر الله الحاضرين قالوا له يا إمام أتاك رجال يشكون ،ويسألون أنواعا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فكيف ذلك؟ فقال: ما قلت من نفسي شيئا، والله هذا الجواب ليس من عندي إنما هي من عند الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام عندما قال لقومه: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)}
...
______
ولكن ..
كيف يأتي اليقين في قلوبنا ..؟؟
كيف ترتوي قلوبنا بهذا اليقين حتى ( وارزقنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ) ؟
كيف ينمو اليقين على الله وعلى قدرته وموعوده حتى لا نرى الدنيا بما ومن عليها لا تزن شيئا .. ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)
كيف نصل الى تلك الرتبة العالية التي وصل اليها الصحابة فنجد :
- رسالة عمر الى النيل( فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك )
- وهاهو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه واقفا أمام المخاضة ..و الجيش من خلفه .. فتنطلق كلمات سلمان الفارسي رضي الله عنه ( ان الإسلام جديد..ذلّلت والله لهم البحار كما ذلّل لهم البرّ..والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منه أفواجا كما دخلوه أفواجا )
كيف يتحقق ذلك ..؟؟
* لننظر في حالنا ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) منذ كنا نطف في أصلاب آبائنا إلى اليوم .. من تولانا بعنايته .. من كلأنا برعايته .. من حفظنا بحفظه .. لماذا يظن الإنسان أنه سيترك هملا ولو للحظة !!
* لنقرأ أسماء الله الحسنى بتمعن ولو مرة .. وننظر إلى أسمائه وصفاته ونتأمل هل نخرج فيما نحتاجه عن تلك الصفات العلى .. لنتأمل صيغة المبالغة التي جاءت عليها الأسماء فهو الغفار وهو الرزاق وهو الرحيم وهو الضار النافع وهو الخافض الرافع .. فعلام قلة تصديقنا ..!
* اليقين لا يأتي إلا ثمارا للترك والتضحية ..
- فهاهي السيدة هاجر (أين تتركنا .. آلله أمرك بهذا ..؟ إذا لن يضيعنا )
- وهاهو سيدنا أبي بكر :يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا , , يا أبا بكر .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما .. فنجده صاحب الموقف بعد أعوام " والذي لا إله غيره ، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله ، ولا حللت لواء عقده رسول الله "
(و الله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه )
- وهاهم الصحابة في بدر على قلة عددهم وعتادهم تركوا المدينة في سرية يحسبونها للإغارة فيفاجأون بغزوة واصطدام مع قريش مباشرة قال (: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض).
فقال عمير -رضي الله عنه-: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟
فقال الرسول (: (نعم). فقال عمير: بخٍ بخ.
فقال الرسول (: (ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟) فقال عمير: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها.فقال له الرسول (: (فإنك من أهلها).
فأخرج عمير من جعبة سهامه بعض التمرات، وأخذ يأكل، ثم قال لنفسه: لئن أنا حييت (عشت) حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، فقام ورمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. [مسلم].
إنه اليقين ..
- وهاهم القوم في أحد راجعون الى المدينة فيلقاهم أنس بن النضير .. إلى أين ..( أي سعــــد والذي نفســي بيــــده إنــي لأجـــد ريـــح الجنـــة دون أحـــد)
يقين سبقه تضحية ..
وحياة الصحابة ومن تبعهم بإحسان ملأى .. بل حياتنا كذلك ..
- فكم منا من ترك لله شيئا كان يهواه فرأى بعينيه ما عوضه الله به ..
- ومن منا من كان محدود الدخل فرزقه الله الذرية وأوسع عليه ..
- ومن منا كان برا بوالديه فأراه الله عاقبة ذلك في الدنيا ..
- ومن منا كان في حاجة المسلمين فلم تقف أمامه كربة ..
* فعلام ضعف يقيننا .. !!
إنه الركون إلى الأسباب .. لقد اصبحت مجالسنا وحديثنا وسعينا لهثا ورائها .. فالمال هو سبب المأكل والمشرب بدونه جوع وعطش .. والدواء والطبيب الشافيان .. والسكين هي من تقطع والنار هي من تحرق .. الخ ..
ونتيجة لذلك ترى ذلك الصراع المدمي وراء الدنيا لاهثين ورائها تحت مسمى ( إحتياجاتنا الضرورية ) رغم أن الأرزاق مقسومة والأعمار موقوتة .. فأين عز النفس في الطلب .. " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير" .. إنه ضعف اليقين ..
فمن منا سيراجع قلبه .. يعبد من ؟
هل ( لا إله إلا الله ) كلمة نقولها أم هي حقيقة مستقرة في وجداننا .. نرى أثرها في سلوكنا ؟
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقا ويقيناً خالصا وعملا متقبلا .. وأن لا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ..
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ..))
* اليقين .. هو ذلك الإطمئنان الذي يأتي في القلب ثقة في الله وموعوده ..
* اليقين هو ذلك العمل للقلب الممتلئ توكلا على الله يدفعك لأن يكون وجود السبب من عدمه سواء
* اليقين هو ذلك الأمل الذي مهما يضيق على أهل الإيمان يٌخْرِجَك من هذا الضيق الآني إلى الثقة بقوله (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
* اليقين هو تلك النظرة للعمل الصالح الخالص أنه سبب تفريج كرباتٍ لا حيلة للإنسان فيها واصحاب الغار الثلاث خير دليل ..
* اليقين هو :
أتى رجل إلى الحسن وشكى إليه القحط، فقال: استغفر الله تعالى
جاءه رجل آخر شكى إليه الفقر، قال له :استغفر الله تعالى
جاءه رجل آخر، قال، ادع الله أن يرزقني ابنا ،قال: استغفر الله تعالى
جاءه آخر شكى له جفاف بساتينه (لم يعد يخرج زرعا) قال له: استغفر الله تعالى
حد الجالسين سمع الأسئلة وكل الأسئلة نفس الجواب هذا في قحط قال له استغفر الله هذا ضيق الرزق قال له استغفر الله هذا ما عندي أولاد استغفر الله هذا الزرع لا يخرج قال استغفر الله الحاضرين قالوا له يا إمام أتاك رجال يشكون ،ويسألون أنواعا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فكيف ذلك؟ فقال: ما قلت من نفسي شيئا، والله هذا الجواب ليس من عندي إنما هي من عند الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام عندما قال لقومه: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)}
...
______
ولكن ..
كيف يأتي اليقين في قلوبنا ..؟؟
كيف ترتوي قلوبنا بهذا اليقين حتى ( وارزقنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ) ؟
كيف ينمو اليقين على الله وعلى قدرته وموعوده حتى لا نرى الدنيا بما ومن عليها لا تزن شيئا .. ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)
كيف نصل الى تلك الرتبة العالية التي وصل اليها الصحابة فنجد :
- رسالة عمر الى النيل( فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك )
- وهاهو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه واقفا أمام المخاضة ..و الجيش من خلفه .. فتنطلق كلمات سلمان الفارسي رضي الله عنه ( ان الإسلام جديد..ذلّلت والله لهم البحار كما ذلّل لهم البرّ..والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منه أفواجا كما دخلوه أفواجا )
كيف يتحقق ذلك ..؟؟
* لننظر في حالنا ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) منذ كنا نطف في أصلاب آبائنا إلى اليوم .. من تولانا بعنايته .. من كلأنا برعايته .. من حفظنا بحفظه .. لماذا يظن الإنسان أنه سيترك هملا ولو للحظة !!
* لنقرأ أسماء الله الحسنى بتمعن ولو مرة .. وننظر إلى أسمائه وصفاته ونتأمل هل نخرج فيما نحتاجه عن تلك الصفات العلى .. لنتأمل صيغة المبالغة التي جاءت عليها الأسماء فهو الغفار وهو الرزاق وهو الرحيم وهو الضار النافع وهو الخافض الرافع .. فعلام قلة تصديقنا ..!
* اليقين لا يأتي إلا ثمارا للترك والتضحية ..
- فهاهي السيدة هاجر (أين تتركنا .. آلله أمرك بهذا ..؟ إذا لن يضيعنا )
- وهاهو سيدنا أبي بكر :يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا , , يا أبا بكر .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما .. فنجده صاحب الموقف بعد أعوام " والذي لا إله غيره ، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله ، ولا حللت لواء عقده رسول الله "
(و الله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه )
- وهاهم الصحابة في بدر على قلة عددهم وعتادهم تركوا المدينة في سرية يحسبونها للإغارة فيفاجأون بغزوة واصطدام مع قريش مباشرة قال (: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض).
فقال عمير -رضي الله عنه-: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟
فقال الرسول (: (نعم). فقال عمير: بخٍ بخ.
فقال الرسول (: (ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟) فقال عمير: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها.فقال له الرسول (: (فإنك من أهلها).
فأخرج عمير من جعبة سهامه بعض التمرات، وأخذ يأكل، ثم قال لنفسه: لئن أنا حييت (عشت) حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، فقام ورمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. [مسلم].
إنه اليقين ..
- وهاهم القوم في أحد راجعون الى المدينة فيلقاهم أنس بن النضير .. إلى أين ..( أي سعــــد والذي نفســي بيــــده إنــي لأجـــد ريـــح الجنـــة دون أحـــد)
يقين سبقه تضحية ..
وحياة الصحابة ومن تبعهم بإحسان ملأى .. بل حياتنا كذلك ..
- فكم منا من ترك لله شيئا كان يهواه فرأى بعينيه ما عوضه الله به ..
- ومن منا من كان محدود الدخل فرزقه الله الذرية وأوسع عليه ..
- ومن منا كان برا بوالديه فأراه الله عاقبة ذلك في الدنيا ..
- ومن منا كان في حاجة المسلمين فلم تقف أمامه كربة ..
* فعلام ضعف يقيننا .. !!
إنه الركون إلى الأسباب .. لقد اصبحت مجالسنا وحديثنا وسعينا لهثا ورائها .. فالمال هو سبب المأكل والمشرب بدونه جوع وعطش .. والدواء والطبيب الشافيان .. والسكين هي من تقطع والنار هي من تحرق .. الخ ..
ونتيجة لذلك ترى ذلك الصراع المدمي وراء الدنيا لاهثين ورائها تحت مسمى ( إحتياجاتنا الضرورية ) رغم أن الأرزاق مقسومة والأعمار موقوتة .. فأين عز النفس في الطلب .. " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير" .. إنه ضعف اليقين ..
فمن منا سيراجع قلبه .. يعبد من ؟
هل ( لا إله إلا الله ) كلمة نقولها أم هي حقيقة مستقرة في وجداننا .. نرى أثرها في سلوكنا ؟
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقا ويقيناً خالصا وعملا متقبلا .. وأن لا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ..