تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : حكم زيارة القبور المكذوبة والمظنونة


أمــة الله
19.09.2012, 17:08
حكم زيارة القبور المكذوبة والمظنونة :
بينا سابقا استحباب زيارة القبور للرجال على القول الراجح ، بقصد السلام عليهم ، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة ، والاعتبار
وهذا شامل لجميع قبور المسلمين ، وأهل الخير والفضل منهم أولى بذلك .

لكن هناك قبور لرجال معروفين ، قد علم أنها ليست مقابرهم ، فهذه ليست فيها فضيلة أصلا ، إلا إذا كانت قبورا لرجال مسلمين ، لأنه ليس في معرفة القبور
بأعيانها فائدة شرعية ، بل إن عدم العلم بالقبور ؛ وخاصة قبور الأنبياء من تمام التوحيد ؛ لأن تعظيم الأنبياء إنما يكون بالإيمان بهم ، واتباعهم والعمل بشرعهم .

أما القصد إلى قبورهم ، ودعاؤهم من دون الله
والاستغاثة بهم ونحو ذلك ، فهذا نقص في التوحيد ، بل هو الشرك بالله عز وجل .

والصحابة - رضوان الله عليهم - قالوا بذلك فلم يدعوا قبرا ظاهرا من قبور الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام
يفتتن به الناس حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم حجبوه في الحجرة . ومنعوا الناس منه بحسب الإمكان
ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها : http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-H1.GIF لولا ذلك لأبرزوا قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-H2.GIF

وهذا الفعل من فقه الصحابة - رضوان الله عليهم - لأنهم أحرص الناس على نفع الناس
ودفع الضرر عنهم مما يخل بعقيدتهم ، فلو كان إظهار القبور خيرا لسبقوا إليه .
ومع ذلك هناك قبور أحدثها الناس ، وزعموا أنها من قبور الأنبياء ، أو الصحابة ، وهي كما يلي :

أولا : بيان بعض القبور المكذوبة :
يوجد قبور مضافة لبعض الأنبياء يعظمها الناس ، ويقومون بزيارتها على غير دليل ، بل بعضها كذب قطعا .

ومن ذلك ما يلي :
1- قبر نوح - عليه الصلاة والسلام - وهو قبر مشهور بالكرك
وهو غير صحيح ، ولم يقل أحد من أهل العلم : إن هذا قبر نوح ، بل لم يرد فيه خبر صحيح أصلا

2-القبر المنسوب إلى هود - عليه الصلاة و السلام - بجامع دمشق ، وهو غير صحيح باتفاق أهل العلم ؛ لأن هودا لم يأت إلى الشام ؛ بل بعث إلى اليمن
وهاجر إلى مكة ، فقيل : إنه مات باليمن ، وقيل : بمكة

3- قبور الأنبياء :
يونس ، وإلياس ، وشعيب ، وزكريا ، سئل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقال : لا تعرف وأما القبور المنسوبة إلى بعض الصحابة والتابعين ، وهي كذب ما يلي :
1- قبر علي - رضي الله عنه - بالنجف ، وهذا غير صحيح ؛ لأن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة ، خوفا عليه من الخوارج أن ينبشوا قبره

المنسوب إلى أبي بن كعب في دمشق ، ومن المعروف أن أبي بن كعب توفي في المدينة
3- قبر عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - في الجزيرة وهو غير صحيح ؛ لأن ابن عمر مات بمكة ، وأوصى أن يدفن في الحل ؛ لكونه من المهاجرين ، فدفن بأعلى مكة
4- قبر ينسب إلى أم كلثوم ، ورقية - رضي الله عنهما - بالشام ، وهذا غير صحيح ؛ لأنهما توفيتا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة 5- مشهد رأس الحسين الموجود في القاهرة ، فقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية في مناقشة القول بأن رأس الحسين كان بعسقلان ، ثم نقل إلى القاهرة ، وأجاب عن ذلك من وجوه عدة ، وقال : " إن الذي ذكره من يعتمد عليه من العلماء والمؤرخين ، أن الرأس حمل إلى المدينة ، ودفن عند أخيه

الحسن ، وأما بدن الحسين فبكربلاء بالاتفاق "
6- قبر علي بن الحسين الموجود بمصر ، وهو غير صحيح قطعا ؛ لأن علي بن الحسين توفي بالمدينة بإجماع أهل العلم ، ودفن بالبقيع ثانيا : بيان بعض القبور المظنونة :
1- قبر الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فأكثر الناس على أنه في مدينة الخليل في فلسطين وأنكر ذلك بعض أهل العلم
2- قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه بحمص ، والمشهور عند الناس أنه قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وقد اختلف في ذلك هل هو قبره
أو قبر خالد بن يزيد بن معاوية

3- قبر بلال بدمشق ، وهو ممكن ؛ لأن بلالا رضي الله عنه دفن هناك ، لكن
القطع بتعيين قبره محل نظر هذه بعض القبور المكذوبة والمظنونة ، وسبب ذلك أن ضبط ذلك ليس من الدين
وإنما وضعت هذه المشاهد الباطلة مضاهاة لبيوت الله ، وتعظيما لما لم يعظمه الله ، وصدا للناس عن سبيل الله ، فالله المستعان .

مجلة البحوث الإسلامية
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?View=Page&PageID=12360&PageNo=1&BookID=2 (http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?View=Page&PageID=12360&PageNo=1&BookID=2)