المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : بعض القصص الغير صحيحة فى سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


أحمد السلفي
15.08.2012, 00:26
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هذا موضوع عن بعض القصص الغير صحيحة فى السيرة النبوية الشريفة و قد يستخدمها النصارى لمهاجمة الاسلام ظناً منهم انها صحيحة
منها قصة الغرانيق و منها رواية ان محمد صلى الله عليه وسلم راى ساق زينب بنت جحش فاراد الزواج منها و منها ايضاً قصة ان النبى صلى الله عليه وسلم اراد الانتحار

هذه كلها قصص وردت فى روايات و لكن لنرى اقوال العلماء فى هذه الرواية

1- قصة الغرانيق :

وهى ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرا سورة النجم حتى وصل الى
( افرايتم اللات و العزى ، و مناة الثالثة الاخرى ) فالقى الشيطان على لسانه
(تلك الغرانيق العـلى وإن شفاعتهن لترتجى) فسجد وسجد المسلمون و المشركون

و تلك القصة قد اثبت انها خطا الكثير

القاضى عياض قال: «هذا الحديث لم يخرّجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل وإنما أولع به المفسرون المؤرخون، المولعون بكل غريب، المتلقّفون من الصحف كل صحيح وسقيم.» المصدر : الجامع لاحكام القران

و قال ابن كثير :
قصة الغرانيق مرسلة وسندها غير صحيح
المصدر : تفسير ابن كثير ( تفسير القران العظيم ) سورة الحج الاية 52
وقد كتب الشيخ الالبانى كتابلاً كاملاً ينسف فيه هذه القصة :
اسمه : نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق
يمكنكم تحميله من هذا الرابط :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=393


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ


2- رواية ان النبى صلى الله عليه وسلم اشتهى زينب بنت جحش :

جميع الروايات التى تحكى هذه القصة سندها ضعيف و قد اختلفوا فى طريقة رؤيته لساق زينب بنت جحش

1- أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه ، و كان زيد إنما يقال له : زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده ، و تقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضُلاً أي وهي لابسة ثياب نومها - ، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل ، و إنما عجلت أن تلبس لما قيل لها : رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى ، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولى و هو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا : سبحان مصرّف القلوب ، فجاء زيد إلى منزله ، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى ، قال : فسمعت شيئاً ؟ قالت : سمعته يقول حين ولى تكلم بكلام لا أفهمه ، و سمعته يقول : سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت ؟ بأبي وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله : أمسك عليك زوجك ، فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره ، فيقول رسول الله : أمسك عليك زوجك ، فيقول : يا رسول الله أفارقها ، فيقول رسول الله : احبس عليك زوجك ، ففارقها زيد واعتزلها و حلت يعني انقضت عدتها قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة ، إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غشية ، فسري عنه و هو يبتسم و هو يقول : من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء ؟ وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ..}
1- محمد بن عمر ( الواقدى ) متروك الحديث و قال عنه بعض العلماء انه كاذب
2- عبد الله بن عامر الاسلمى ضعيف
3- محمد بن يحيى تابعى و ليس صاحبى و لم يذكر من حدثه بها فهو يروى عن التابعين ايضاً
وباقى الروايات هكذا ضعيفة كلها

و لننظر كلام العلماء فى هذه القصة
قال ابن كثير فى تفسيره :
ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير هاهنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها ، و قد روى الإمام أحمد هاهنا أيضاً حديثاً من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه فيه غرابة تركنا سياقه أيضاً

قال ابن حجر :
وردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري و نقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها ( فتح البارى )

فهذه الروايات ضعيفة و العلماء قالوا ذلك و منهم ابن كثير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

3- قصة ان النبى صلى الله عليه وسلم اراد الانتحار :

هناك رواية تقول ان النبى صلى الله عليه وسلم اراد الانتحار بسبب غياب الوحى عنه فترة
و هذه هى الرواية


حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ، وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر ، قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ..ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل ، تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك

رواية اخرى :

أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما نزل عليه الوحي بحراء ، مكث أياما لا يرى جبريل عليه السلام ، فحزن حزناً شديداً ، حتى كان يغدو إلى ثبير مرة ، وإلى حراء مرةً ؛ يريد أن يلقي نفسه منه ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامداً لبعض تلك الجبال ، إلى أن سمع صوتاً من السماء ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقاً للصوت ، ثم رفع رأسه: فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعاً عليه ، يقول : " يا محمد ، أنت رسول الله حقا ، وأنا جبريل "

رواية ثالثة :

حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير ، وهو يقول ل عبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة ؟ فذكر الحديث إلى قوله : ( حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها ، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما اقرأ ؟ فغتني ، حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ماذا أقرأ ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلى بمثل ما صنع بي ، قال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } ( العلق : 1-5 ) ، قال : فقرأته ، قال : ثم انتهى ، ثم انصرف عني وهببت من نومي ، وكأنما كتب في قلبي كتابا .
قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلى من شاعر أو مجنون ، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما ، قال : قلت إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون ، لا تحدث بها عني قريش أبدا ! لأعمدنّ إلى حالقٍ من الجبل فلأطرحنّ نفسي منه أقتلها فلأستريح . قال : فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا كنت في وسط من الجبل ، سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، أنت رسول الله ، وأنا جبريل ..) .

لنرى هل هذه الروايات صحيحة ؟

الروايات جميعها غير صحيحة

اما الرواية الاولى فهى من بلاغات الزهرى و ليس موصولاً فهذه الزيادة حكمها الارسال

قال الإمام يحيى بن سعيد القطان : " مرسل الزهري شر من مرسل غيره.."

و اما الرواية الثانية التى جاءت من طريق محمد بن عمر الواقدى
فالواقدى كما ذكرنا متروك و قال عنه بعض العلماء انه كاذب و متروك الحديث

اما الرواية الثالثة فهى مردودة
سنداً :
بسبب عبيد بن عمير فهو ليس من الصحابة رضى الله عنهم بل من التابعين
و بسبب ابن فضل الابرش ( وهو سلمة كما جاء فى سند الرواية ) فهو صدوق كثير الخطأ كما قال عنه الحافظ ابن حجر
و ابن حميد الرازى قال عنه علماء انه كاذب

و مردودة متناً :

فالرواية تقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( ماذا اقرا ) و الصحيح كما جاء فى الروايات الصحيحة ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ما انا بقارئ ) و ايضاً لانها تجعل رؤية سيدنا محمد لجبريل عليه السلام و نزول الوحى لاول مرة رؤيا فى المنام و الصحيح كما جاء فى الروايات الصحيحة انه كانت رؤية حقيقية حدثت فى غار حراء و ليست فى المنام

انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

و السلام عليكم ورحمة الله و بكراته