خادم المسلمين
03.08.2009, 21:45
إِنَّ الحمدَ لله ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُه ، ونَعُوذُ باللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنا وسَيِّئَاتِ أَعمالِنا ، مَن يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَه ، ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ لَه ، وأَشْهَدُ أنْ لا إلـٰـهَ إِلا الله ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)} [آل عمران]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)} [النساء]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)} [الأحزاب]
أَمَّا بَعْد ،
فإِنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كتابُ الله ، وأَحْسَنَ الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلىٰ اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها ، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّار .
ثُمَّ أَمَّا بَعْد ..
فإن المسلمَ العاقلَ يُدرِكُ بما أعطاهُ اللهُ من عقل ، وبما أودع فيه من فطرة ، أن الله تبارك وتعالى لم يخلق الحياة عبثًا ، ولم يوجِد الإنسانَ هملاً ، قال تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) } [المؤمنون] ؛ وأن الله تبارك وتعالى بنىٰ الكونَ كلَّهُ على نظامٍ دقيقٍ مذهل ، لا مكان فيه للفوضىٰ والاضطراب ، قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا(2) } [الفرقان] .
والمسلمُ الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ، فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .
أما الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ، ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ، ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما زال يُراوحُ في مكانِه .
فتعالَوْا معي -إخوتي- لنقف على حقيقةِ هذهِ الصفةِ المذمومة -الفَوْضَوِيَّة- ، ومظاهِرِها وأسبابِها ، وكيفيّةِ التخلصِ منها .
أولاً : ماذا تعني الفوضويّة ؟ :-
الفَوْضَوِيَّةُ : هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ الجهود .
الفَوْضَوِيُّ : هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .
ثانيًا : مظاهِرُ الفوضويّة :-
للفوضويّةُِ في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :
1- الفوضويّةُ في طلبِ العلم :
فالفوضويُّ يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه التقديم .
2- الفوضويّةُ في القيامِ بالعبادات :
فالفوضويُّ يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة ، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .
3- الفوضويّةُ في التعامل مع الوقت :
حيث يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .
4- الفوضويّةُ في العلاقات الاجتماعية :
فالفوضويُّ لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون الآخرين .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)} [آل عمران]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)} [النساء]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)} [الأحزاب]
أَمَّا بَعْد ،
فإِنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كتابُ الله ، وأَحْسَنَ الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلىٰ اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها ، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّار .
ثُمَّ أَمَّا بَعْد ..
فإن المسلمَ العاقلَ يُدرِكُ بما أعطاهُ اللهُ من عقل ، وبما أودع فيه من فطرة ، أن الله تبارك وتعالى لم يخلق الحياة عبثًا ، ولم يوجِد الإنسانَ هملاً ، قال تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) } [المؤمنون] ؛ وأن الله تبارك وتعالى بنىٰ الكونَ كلَّهُ على نظامٍ دقيقٍ مذهل ، لا مكان فيه للفوضىٰ والاضطراب ، قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا(2) } [الفرقان] .
والمسلمُ الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ، فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .
أما الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ، ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ، ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما زال يُراوحُ في مكانِه .
فتعالَوْا معي -إخوتي- لنقف على حقيقةِ هذهِ الصفةِ المذمومة -الفَوْضَوِيَّة- ، ومظاهِرِها وأسبابِها ، وكيفيّةِ التخلصِ منها .
أولاً : ماذا تعني الفوضويّة ؟ :-
الفَوْضَوِيَّةُ : هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ الجهود .
الفَوْضَوِيُّ : هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .
ثانيًا : مظاهِرُ الفوضويّة :-
للفوضويّةُِ في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :
1- الفوضويّةُ في طلبِ العلم :
فالفوضويُّ يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه التقديم .
2- الفوضويّةُ في القيامِ بالعبادات :
فالفوضويُّ يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة ، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .
3- الفوضويّةُ في التعامل مع الوقت :
حيث يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .
4- الفوضويّةُ في العلاقات الاجتماعية :
فالفوضويُّ لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون الآخرين .