هل القرآن الكريم حمال أوجه وما المقصود ؟

[قدوتي الصالحآت]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لما بعث علي رضي الله عنه عبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج قال له " لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه " هل هذه المقوله صحيحه؟ وما المقصود بها اذا كانت صحيحه ؟
أرجو الافاده بارك الله فيكم

[مجيب الرحمــن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لما بعث علي رضي الله عنه عبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج قال له " لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه " هل هذه المقوله صحيحه؟ وما المقصود بها اذا كانت صحيحه ؟
أرجو الافاده بارك الله فيكم

أول ما يستحق الانتباه إليه هو : عدم الإشارة إلى مصدر هذا الكلام .. شيء ملفت أن نجد نقلا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون إشارة إلى مصدره .. و يبدأ - بدون اسناد - بأن علي بن ابي طالب قال كذا أو أوصى فلان أو أرسل فلان و أوصاه بأن يقول كذا ...


و قد تحققتُ من ذلك و وقفتُ عليه في موضِعه .. و مصدره هو كتاب " نهج البلاغة " صفحة 672 منسوبا إلى سعيد بن يحيى الأموي في كتاب المغازي .. ... و نهج البلاغة هو كتاب رئيسي عند الشيعة و ما أكثر ما يحويه من أقاويل منسوبة إلى علي بن أبي طالب بدون إسناد و لا دليل و لا ذكر مصدرها ... و بالتالي فالباب مفتوح على مصراعيه لنسبة أي افتراء إليه رضي الله عنه ..

فالمصدر إذن كتاب شيعي و كل ما عند الشيعة متروك و مرفوض و مردود جملةً و تفصيلا .
...........................
و ما أقطع به أنه لا تصح نسبة هذا الكلام إلى علي بن ابي طالب .. لأن معناه خاطئ باطل ...

فغير معقول أن يوصي بألا يخاصمهم بالقرآن ... هذا يخالف قول الله سبحانه :

{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }النور51

و في التفسير الميسر نجد ما نصه :

أما المؤمنون حقا فدأبهم إذا دعوا إلى التحاكم في خصوماتهم إلى كتاب الله وحكم رسوله، أن يقبلوا الحكم ويقولوا: سمعنا ما قيل لنا وأطعنا مَن دعانا إلى ذلك، وأولئك هم المفلحون الفائزون بمطلوبهم في جنات النعيم.

..........................
و يخالف أيضا قول الله سبحانه :

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48

و يخالف قول الله سبحانه :

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49

{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }من المائدة44

{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }من المائدة45

{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }من المائدة47

.........................
و الشاهد ، أن الأصل أن يُحتكم إلى القرآن .. و ما فيه تفصيل في السنة فهو قطعا يوافق القرآن و لا يمكن أن يتعارض معه ...

.........................

و أما أن القرآن حمال أوجه فهذا تعميم خاطئ ... بعض المعاني في القرآن قاطعة و بعضها فيه " توسيع للمعنى " على سبيل التيسير .. لكن لا توجد آية تحتمل الشيء و ضده ..

و خلاصة القول : أن ما عليه دليل من القرآن فالواجب الأخذ به و ليس صحيحاً أن الأفهام للآية الواحدة تتفاوت لدرجة ترك الدليل من القرآن ...

و ما عليه دليل من السنة يؤخذ به و هو قطعا موافق للقرآن .. و لا صحة للتمييز المزعوم بأن القرآن يُترك و يؤخذ من السنة بسبب الزعم بأنه حمال أوجه .

[البتول]

جزاكم الله خيرا على السؤال والجواب ..
كنت أسمع هذا النص كثيرا .. ولا أفهم ما وراءه ..
نفع الله بكم

[قدوتي الصالحآت]

جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والاخره الاخ الفاضل مجيب الرحمن ونفع بكم الاسلام والمسلمين وزادكم علما وفهما

نورتي الموضوع اختي البتول

[مجيب الرحمــن]

جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والاخره الاخ الفاضل مجيب الرحمن ونفع بكم الاسلام والمسلمين وزادكم علما وفهما

نورتي الموضوع اختي البتول
أحسن الله إليكِ و جزاكي خيرا ..

هذا مثلا من مواضع القطع في القرآن الكريم :

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72
.................................................. ..

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ . وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73
.............................................

{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }البقرة163


.................................................. ...
و تجدرالاشارة إلى أن الخطيب البغدادي أورد هذا الكلام في كتاب الفقيه والمتفقه ج1/ص560 قال:أنا القاضي أبو القاسم علي بن محسن التنوخي أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر السمسار نا أبو شعيب الحراني حدثني يحيى بن عبد الله البابلتي نا الأوزاعي قال خاصم نفر من أهل الأهواء علي بن أبي طالب فقال له ابن عباس يا أبا الحسن إن القرآن ذلول حمول ذو وجوه تقول ويقولون خاصمهم بالسنة فإنهم لا يستطيعون أن يكذبوا على السنة (لإنتهى)

لكنه جعله من كلام ابن عباس لعلي وليس من كلام علي لإبن عباس!!! وفي سنده يحيى بن عبد الله البابلتي ضعيف قال ابن حجر في تقريب التهذيب (1/593) : (ضعيف). وفي تهذيب الكمال للمزي ج31:ص411: (وقال أبو حاتم الرازي سمعت النفيلي يحمل عليه وقال كتبت عنه فقلت لا وأوهمته أني لم أكتب عنه من أجل ضعفه وإنما قدمت حران وقد كان توفي وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبا زرعة عنه فقال لا أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه وقال أبو حاتم بن حبان يأتي عن الثقات بأشياء معضلات يهم فيها فهو ساقط الاحتجاج فيما انفرد به)

وفيه اسناده ايضا الحسن بن جعفر السمسار ابو سعيد ضعيف قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ج2:ص198: (قال العتيقي كان فيه تساهل). فهذه طريق ضعيفة جدا

وقد رُوي بلفظ مقارب للشطر الأول من لفظ هذه الطريق بلفظ " القرآن ذلول ذو وجوه ، فاحملوه على أحسن وجوهه " مرفوعا بسند ضعيف جدا قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفةح 1036:ضعيف جدا .
رواه الدارقطني ( ص 485 ) عن زكريا بن عطية : أخبرنا سعيد بن خالد : حدثني محمد ابن عثمان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا .


قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و فيه علل ثلاث :


الأولى : جهالة محمد بن عثمان قال ابن أبي حاتم ( 4/1/24 ) : سمعت أبي يقول : هو مجهول .
الثانية : سعيد بن خالد لم أعرفه .
الثالثة : زكريا بن عطية قال ابن أبي حاتم ( 1/2/599 ) : سألت أبي عنه فقال : منكر الحديث .
و قال العقيلي : هو مجهول . (إنتهى كلام العلامة الألباني)

فالحديث موقوفا على ابن عباس ضعيف جدا وعلى علي ضعيف أيضا