المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : صفحة للحوار مع الاخ الراجي94


الاشبيلي
02.05.2012, 10:57
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين صلى الله عليه واله وصحبه وسلم امابعد:

فقد طلب مني الاخ والاستاذ الفاضل عمر الفاروق حوار اخ كريم اسمة الراجي94 (http://www.ebnmaryam.com/vb/members/117741.html)

تتجاذبه الوساوس الشيطانية في وجود الخالق عزوجل

واتمنى ان تعذرنا الادارة الكريمة في استباقي لفتح الموضع قبل اخذ الاذن منها لفتح الموضوع للحوار

على العموم اسمحوا لي ان ارحب بالاخ الراجي 94

واحب ان ابين له والاخوة ان الحوار حوار تصحيح طريق وليس حوار بين الايمان والالحاد

واتمنى من الاخ الكريم الصبر عليا فظروفي الخاصة في هذه الفترة قاهرة فيعذرني اذا تاخرت في بعض الاحيان والله الموفق

د/ عبد الرحمن
02.05.2012, 14:17
واتمنى ان تعذرنا الادارة الكريمة في استباقي لفتح الموضع قبل اخذ الاذن منها لفتح الموضوع للحوار



بارك الله فيك أخى الحبيب

و بلا شك لست بحاجة لأخذ إذن للرد على تساؤلات أخ نحسبه على خير إلا أنه تأتيه بعض الوساوس التى ستزول بكرم الله و فضله

فالمنتدى منتداكم و لا يقوم إلا بجهودكم

و بارك الله فيك و فى الأخ عمر و فى الأخ الراجى

الراجي94
02.05.2012, 16:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي العزيز
اولا جزاك الله خيرا
ثانيا معذرة ع تأخري فلقد كنت في بعض دروسي

الاشبيلي
03.05.2012, 07:24
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الراجي

اتمنى ان تشرح لنا بايجاز اهم مشكلة تعاني منها بالنسبة لوجود الخالق جل وعلى

الاشبيلي
03.05.2012, 08:32
حتى استغل الوقت دعني ابدا اولا بهذا الموضوع المتواضع لما فيه من الرد المنطقي القاطع حول تخيل الالحاد وانكار الاله

فكرة الالحاد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا مثنى وثلاث ورباع من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاد له

ثم الصلاة والسلام على حبيبنا وسيدنا وشفيعنا محمد ابن عبدالله http://www.eltwhed.com/vb/images/smilies/salla2.gif

اما بعد فقد سألني ذات مرة احد الملاحدة لماذا لاتتقبل فكرة الالحاد

فاني بعد الثناء على الله أرد على هذه النقطة من خلال اهم الافكار التي دفعتني الى عدم الايمان بالالحاد والاعتقاد به


فالالحاد يقول اننا وجدنا وفق صدفة او تطور او توالد ذاتي او تصميم ذكي من قبل كائنات فضائية او غيرها من التفاهات

والسؤال بالتحديد

كل شخصية لها صانع

فسبيدرمان له صانع صنعه من الخيال
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSc_ieSvU_rKomQeT58qLSmWdOen5hRV zEYkKx1Wy3O4zHkosJM1g&t=1


وبات مان له صانع صنعه من الخيال
http://www.l8l9.com/media/games/batman.png


وسوبر مان كذلك
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ_9AS6RaWVAlh_uFaV19JN_tlae8LPP-tsam5Y-NJtsE62yD9y&t=1
وتوم جيري
http://www.scientiahow.com/scimages/1e3e82fd2b2a6298b77993e8d262f5b8.jpg

وميكي ماوس

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/en/thumb/7/7f/Mickey_Mouse.svg/250px-Mickey_Mouse.svg.png

وغيرهم من الشخصيات الكثيرة والتي اخترعها البشر

وبالتالي

فمن صنع شخصياتنا في هذه الدنيا

وهذا السؤال يجرني الى سؤال اهم واخطر يعجز الالحاد تماما عن الاجابة عنه

من الذي أوجدنا الى هذه الدنيا رغم أنوفنا ؟



سؤال يتبادر الى ذهن أي أنسان ,عندما نقرأ التاريخ نعلم أن هناك أقوام عديدة وكثيرة أتت الى هذة الحياة وذهبت في كل لحظة من لحظات هذة الحياة الدنيا.


فلم بعد كل هذة الآلاف من السنوات والدهور وجدنا واصبحنا احياء في هذا القرن وهذا العام والشهر واليوم والساعة والدقيقة وهذا المكان؟ فهل ذكرت تلك التي بالصدفة انني انا مثلا كان من اللازم ان اوجد عجيب امر هذة الصدفة الذكية لا أبلغ الحدود .

ألم يكن من الأجدر أن توجدني الطبيعة قبل ألف سنة أو مائة سنة أوربما عشر سنوات,لا لا لا كان يجب من الطبيعة أن توجدني بعد مائة سنة من الآن لابل ألف سنة لنصل الى حل يرضي الجميع كان يجب من الطبيعة أن لاتوجدني من الاصل ,لماذا خلقتني وأوجدتني من أولها ما المغزى من وجودي في نظرها ءأنا معادلة صعبه لهذه الطبيعة حتى انها لاتكتمل الا بوجودي ؟ .

فطبقاً لقوانين الصدفة كان من الممكن أن تأتي الحياة وتنتهي دون أن أخلق (أوجد),نعم دون أن أوجد الى هذة الدنيا كما قلت أين المغزى في أن الصدفة ذكرت شخص بعينه كان يجب أن يوجد ليأخذ فرصته من حياة الصدفة. سخف للاسف الشديد أتركمم لضميركم. وليسأل كل انسان نفسه هذا السؤال هل هو معادلة صعبه من وجود الصدفة؟؟؟؟؟؟؟


سوف اكررها واقولها بالعربي الفصيح

اليس من الممكن ان تاتي الحياة وتنتهي وانا لم اوجد اصلا

الم يكن هذا افضل لي مادامت الحياة عبثية وبلا هدف

بدلا ما اتي الى الحياة واعاني واتعذب واحزن وغيرها من الامور .............

الراجي94
03.05.2012, 08:33
المشكلة ياخي الغالي
هي ان تلك الوساوس تأتيني في أشياء عظيمة واتمني من الله ان لايؤاخذني بها وهي عدم وجود الله وان الشيطان كذلك ليس موجود وعدم صدق الرسالات السماوية وان تلك الكتب التي انزلت ع البشر ماهي الاكتابات للبشر ليس الا,واناوالله اعلم كل العلم ان الله موجود وآؤمن بذلك ولكن تلك الوساوس لاتتركني وشأني وتنغص عليا معيشتي حتي أصبحت أحس انني من آهل النار لامحالة

الراجي94
03.05.2012, 08:36
صدقت اخي الغالي فلماذا الطبيعة بالذات خلقتني في هذا الزمن وهذا التوقيت لماذا لم تخلقني قبل هكذا بقرون

الاشبيلي
03.05.2012, 08:51
اخي الكريم ان من اقوى خدع الشيطان ان يوهمك بانه غير موجود


يقول (ك.س.لويس) (( هناك خطئان متساويان وعلى طرفي نقيض ممكن ان يقع فيهما جنسنا البشري بخصوص مملكة الظلمة الشياطين الاول هو الايؤمن بوجودها والاخر ان يؤمن ويتطور ذلك الى اهتمام زائد بها ورغبة غير صحية في التعامل معها ))
فهو يرانا من حيث لانراه ويوهمنا انه غير موجود حتى تكتمل الخدعة ونسير بطريقة دون ان نشعر به لأن شعورنا به وشعورنا بوجوده يعتبر سبب وجيه لمحاربته وتدعيم الايمان بالله والكفر به

قال تعالى (( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27))) الاعراف

الراجي94
03.05.2012, 08:53
نعم اخي الغالي

الاشبيلي
03.05.2012, 08:54
روى الامام احمد في مسندة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان أحدكم يأتيه الشيطان فيقول من خلقك فيقول الله فيقول فمن خلق الله فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ آمنت بالله ورسله فان ذلك يذهب عنه

تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح من حديث أبي هريرة


وفي رواية للطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يأتي الشيطان الإنسان فيقول : من خلق السماوات ؟ فيقول الله فيقول من خلق الأرض ؟ فيقول الله حتى يقول من خلق الله ؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسله

الراجي94
03.05.2012, 08:56
اعلم اخي الغالي ولكن ماذا افعل تجاه تلك الوساوس كلما اتركها وراء ظهري تعود مجددا

الاشبيلي
03.05.2012, 09:01
لذا اخي الكريم تعال معي وتامل للحظة ماذا كان سوف يحدث لولم يكن هناك اله للكون

ولتتأمل معي التساؤلات التالية والتي يعجز الالحاد عن تفسيرها

ما الهدف من الوجود(الحياة)؟

هل حقيقتنا فقط المجىء الى هذة الدنيا من خلال الولادة ثم نحيا لحظات في مقياس الكون ثم نرحل من هذة الدنيا من خلال الموت وكأننا لاشىء .
ذكّرنا هذا بقول لأحد الاكاسرة الفرس كان يريد ان يعرف تاريخ البشر فسأل احد فلاسفة القصر .فلخص له تاريخ البشر وقال له ولدوا وعانوا وماتوا فقط.
تعقيب : اذا لم يكن هناك هدف من وجودنا فلنقتل أنفسنا عند ولادتنا (حماقة)
إذن الهدف من وجودنا من خلال الفكر الالحادي بلامعني وبلاهدف والانتحار هو المخرج؟؟؟؟!!!!


ماذا كان قبل الأنفجار الكبير ونشوء الكون وماذا سيكون بعد نهاية الكون؟




لقد اكتشف العلماء في منتصف القرن الماضي نظرية مذهلة تقول في طياتها ان الكون كان له بداية منذ 15 بليون سنةمن خلال انفجار عظيم وانه الان في حالة تمدد وان له كذلك نهاية حتمية لم يستطع العلماء تحديد نهايته لحد الان .
واكتشف العلماء ان الزمان والمكان قد انبثقوا عند حدوث هذا الانفجار والذي يسمى بالانفجار العظيم(big bang) وهو الانفجار الذي تكون الكون من بعده .اي اننا الان نتجه نحو نهاية هذا الكون .

سؤالي في خضم هذة النتائج ماذا كان قبل هذا الانفجار اي ماذا كان قبل تكون الكون وماذا سوف يكون بعد انهياره ؟؟؟؟؟؟
لان نظرية الكون الازلي غير عقلانية وعلمية ومنطقية من عدة اوجه

ان البيئة تورث صفاتها لمن يحيا فيها فكيف الكون ازلي ولم يورث صفاته لمن يحيا فيه فكل من في الكون من مجرات ونجوم وكواكب وكائنات لها بداية ولها نهاية؟؟

كما انه لو كان الكون ازلي لرأينا درجة الحرارة في الكون متساوية ولاتنتقل الحرارة من الاعلى الى الاسفل؟؟؟

كذلك لو كان الكون ازلي لعم الضوء جميع ارجاء الكون ولما وجد ظلام منذ الازل ولكن مازلنا نرى الظلام منتشر بكثافة ؟؟؟؟
لو كان الكون ازلي لما وجدت حركة في الكون بالمرة . ولكن للاسف نرى حركة نشطة داخل الكون على جميع المستويات من المجرات الى اصغر جسيم فيه؟؟؟

لو كان الكون ازلي لا استقرت المادة والطاقة على حالتهما النهائية ولما وجدت تحولات للمادة او الطاقة من صورة الى اخرى ؟؟؟؟؟؟؟

فالكون له بداية ونهاية شئنا او ابينا ؟؟؟؟

الاشبيلي
03.05.2012, 09:04
دعني اكمل بعض التساؤلات التي ترد على الالحاد ثم ابين لك حالتك

كيف ننظم حياتنا الاخلاقية والسلوكية في حالة انعدام الدين؟؟؟

الملائمة في الحياة لكل مخلوق على حسب طبيعته من اين اتت؟؟؟


الطائر له أجنحه للطيران والسمكة زعانف للسباحه والحيوانات المفترسة لها انياب تساعدها على الافتراس والزرافة لها عنق طويل لتقتات من اوراق الاشجار العالية الصبار له اشواك حتى لايقترب منه اي كائن وبالتالي يحافظ على الماء بداخله لاكثر وقت في جو الصحراء القاحله
من لائمها التطور ام الصدفة ام الهبل اللي في عقول الملاحده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


من الذي وضع القوانين الدقيقة لمختلف العلوم وعلم باننا سوف نفك رموزها ؟؟

من يأخذ بحقنا ان ظلمنا في هذة الحياة؟؟؟

من الذي حدد مقياس البصر والسمع والصوت وغيرها لنا ولكل كائن حي؟؟بشكل عام

لماذا الدماغ اتى مغلف بالجمجمة؟؟؟

كان من الممكن ان يكون الدماغ مغلف بالجلد فقط او اللحم لماذا جمجمة عظمية قوية ؟؟كما لاننسى بما فيها من اغشية داخلية لحفظ هذا الدماغ من الرضوض والدكمات؟؟؟ كيف تنبهت الطبيعة لهذا الشىء وذكرته رغم عبثيتها ؟؟؟

يتبع..

الاشبيلي
03.05.2012, 09:07
ماهو معيار الفرق بين الانسان الصالح وغير الصالح حسب مقياس الالحاد؟؟؟

لماذا الانسان معه عقل؟؟؟لماذا اختص الانسان بذلك عن غيره؟؟؟

لماذا الانسان تطور والقردة لا؟؟؟

في ضوء الفكر الالحادي من يمنعني من ان اسرق؟؟؟ رجاءا لاتقل لي القانون فانا لا اؤمن به


سيقول الملحد : القانون هو من سوف يمنعك من السرقة ...

سأقول له : انا لا اؤمن بالخالق الذي خلقني فكيف اؤمن بقانون وضعه بشر مثلي

سيقول الملحد : على الاقل خاف من العقاب .

ساقول له: صديقي كم من انسان سرق ولم يعاقبه القانون وكم من سرقة حدثت ولم يعرف سارقها فانقضى الزمن ونسيت القصة وصاحبها تنعم بالحياة حينا من الدهر ومات وذهب ولم يعرف به احد ولم يعاقبه احد

و قد اكون مثله فمن خلال الصدفة (مرة تصيب ومرة تخيب ) يمكن تصيب معي وانجو بفعلتي

وان خابت معي فليس لدي ما اخسره اصلا انا خاسر خاسر وما لجات الى السرقة الا وانا خاسر فهمت ياملحد

اكرر سؤالي لك من يمنعني من ان اسرق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


من يمنعني من أن أزني ؟؟؟ ايضا انا حر ياملحد وتخيل معي ياملحد لو ان كل البشرية ذهبت الى الزنى ماذا سوف يحدث لها ؟؟؟؟؟ طبعا سوف ننقرض في اقل من مائة عام بسبب عبث الزنى والدعارة والجنس اللاخلاقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من يمنعني من اغش او احتال على الناس؟؟؟او ارتكب جميع الصفات اللاخلاقية؟؟؟؟من من من ؟؟؟ فانا طبيعتي كما قال فردريك انجلز احد مؤسسي الشيوعية (الاخلاق نسبي) يعني لافرق بين الاخلاق وغيره بل هو نسبي افعل ما يحلو لك !!!!!!!!!!!!!

من يمنعني من ان اقتل وابطش وافسد من يمنعني من ان لا التزم بقوانينكم العبثية العنصرية ؟؟؟


سيقول الملحد : القانون هو من سوف يمنعك من قتل الناس

سأقول له : انا لا اؤمن بالخالق الذي خلقني ولا اخاف من احد فكيف اؤمن بقانون وضعه بشر مثلي واخاف منه

سيقول الملحد : على الاقل خاف من العقاب ياعم دي جريمة القتل اعدام او مؤبد .

ساقول له: صديقي كم من انسان قتل وبطش ولم يعاقبه القانون واقراء التاريخ لترى ذلك وكم من قتيل مات مقتولا ولم يعرف قاتلة وانقضى الزمن ونسيت القصة وقاتلة في مكان ما على الارض حي يتنعم ويحيى ومات ولم يعاقبه احد بل لم يعرف من هو اصلا
و قد اكون انا مثله اقتل غريمي او حتى اقتل لاجل المتعه وانجوا بفعلتي فمن خلال الصدفة (مرة تصيب ومرة تخيب ) يمكن تصيب معي وانجو بفعلتي ولا يحاسبني احد شوية دهاء وذكاء وانجوا بفعلتي

بقى القانون يلاحقني بعد مماتي وانا عظام نخره ويحاسبني

وان خابت معي فليس لدي ما اخسره اصلا

الراجي94
03.05.2012, 09:10
اخي العزيز انامصغ لك كل الاصغاء,وبالاضافة اخي فانا طالب وادرس علم الاحياء وكل مافيها يشير الي وجود الخالق جل شأنه

الاشبيلي
03.05.2012, 09:13
من الذي اعطى لكل انسان صورة (وجه) قد يكون جميل او قبيح من؟؟ بحيث انه يختلف به عن غيره وماحجتنا الى ذلك؟؟

من الذي اعطى لكل انسان صوت ؟؟يختلف به عن غيره وما الحكمة من ذلك؟؟؟؟

من الذي اعطى لكل انسان بصمه؟؟؟يختلف بها عن غيره حتى عند التوائم

في ظل الالحاد كيف نفرق بين الخير والشر وبين الصح والخطأ؟؟؟؟

ماذا بعد تطور الانسان الى كائن عاقل ماذا بعد العقل ؟؟؟

ماهوى حد العورة في ظل العقيدة الالحادية ؟نبقى عراة ام نتستر؟؟

لماذا التطور والصدفة بدأ من الصفر بشكل تصاعدي ولم يكن بشكل تنازلي ؟؟؟

هل أكل لحوم البشر حلال ام حرام في ظل الالحاد ؟؟؟

اذا كان حرام !!

فانه بالتالي سيكون اكل كل اللحوم حرام لان الاصل واحد خلية حيوانية ؟؟اذن حلال اكل لحم البشر في ظل الالحاد!!!

وغيرها من التساؤلات التي يعجز الفكر الالحادي عن الرد عليها

هل تعلم ماكان رد احد الملاحدة على اسألتي عندما وضعتها في احدى المنتديات

المادة أعلم !!!

الاشبيلي
03.05.2012, 09:18
اخي الوساوس لاتخرج عن امرين

اما انها من الشيطان وذهابها عن طريق الالتزام بتعاليم الدين من صلاة وذكر واستغفار وقرأة اذكار وقرأة القرآن

واما انها عبارة عن وسواس قهري وهذا عبارة عن خليط من وسوسة الشيطان ومرض نفسي لايذهب الا بالرقية والدعاء الشديد او عن طريق العلاجات الخاصة بهذا المرض

الراجي94
03.05.2012, 09:46
انا اخي الاشبيلي اعاني من الوسواس الثاني هذا

الاشبيلي
03.05.2012, 10:02
اخي الراجي بالنسبة للوسواس القهري فقد رأيت الكثير من الاشخاص ممن يتكلمون عنها في منتدى التوحيد وهناك ممن شفي منها تماما فانصحك بالدخول على منتدى التوحيد وعرض ذلك عليهم او ابحذ ان تراجع طبيب مختص وبأذن الله سوف يشفيك الله ليست بالمرض الصعب ولكن تحتاج الى جهد وصبر والله يعافي الجميع

هذا رابط منتدى التوحيد

http://www.eltwhed.com/vb/forum.php


اتمنى ان يفيدوك والله الموفق

مجيب الرحمــن
03.05.2012, 12:44
السلام عليكم و رحمة الله ..

جزاكم الله خيرا ..

هذا رابط كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان - د مصطفى محمود

http://www.4shared.com/get/f3WEeo4G/_____.html

و هذا الجزء الأول بعنوان : الله

مصـطفى محـمود


رحلتي من الشك إلى الإيمان ...



الطبعة الخامسة

دار المعارف





بــسم الـلـه الرحمـــن الرحـــيم





................الــلَّــه



كان ذلك من زمن بعيد لست أذكره .. ربما كنت أدرج من الثالثة عشرة إلى الرابعة عشرة و ربما قبل ذلك .. في مطالع المراهقة .. حينما بدأت أتساءل في تمرد :

- تقولون إن الله خلق الدنيا لأنه لا بد لكل مخلوق من خالق و لا بد لكل صنعة من صانع و لا بد لكل موجود من موجد .. صدقنا و آمنا .. فلتقولوا لي إذن من خلق الله .. أم أنه جاء بذاته .. فإذا كان قد جاء بذاته وصحّ في تصوركم أن يتم هذا الأمر .. فلماذا لا يصح في تصوركم أيضاً أن الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق و ينتهي الإشكال .



كنت أقول هذا فتصفر من حولي الوجوه و تنطلق الألسن تمطرني باللعنات و تتسابق إليّ اللكمات عن يمين و شمال .. و يستغفر لي أصحاب القلوب التقية و يطلبون لي الهدى .. و يتبرأ مني المتزمتون و يجتمع حولي المتمردون .. فنغرق معاً في جدل لا ينتهي إلا ليبدأ و لا يبدأ إلا ليسترسل .



و تغيب عني تلك الأيام الحقيقة الأولى وراء ذلك الجدل . إن زهوي بعقلي الذي بدأ يتفتح و إعجابي بموهبة الكلام و مقارعة الحجج التي انفردت بها .. كان هو الحافز دائماً .. و كان هو المشجع .. و كان هو الدافع .. و ليس البحث عن الحقيقة و لا كشف الصواب .



لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي و أعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي و بداية الصحوة من مهد الطفولة .



كانت هذه هي الحالة النفسية وراء المشهد الجدلي الذي يتكرر كل يوم . و غابت عني أيضاً أصول المنطق و أنا أعالج المنطق و لم أدرك أني أتناقض مع نفسي إذ كيف أعترف بالخالق ثم أقول و من خلق الخالق فأجعل منه مخلوقاً في الوقت الذي أسميه خالقاً و هي السفسطة بعينها .



ثم إن القول بسبب أول للوجود يقتضي أن يكون هذا السبب واجب الوجود في ذاته و ليس معتمداً و لا محتاجاً لغيره لكي يوجد . أما أن يكون السبب في حاجة إلى سبب فإن هذا يجعله واحدة من حلقات السببية و لا يجعل منه سبباً أول .



هذه هي أبعاد القضية الفلسفية التي انتهت بأرسطو إلى القول بالسبب الأول و المحرك الأول للوجود .

و لم تكن هذه الأبعاد واضحة في ذهني في ذلك الحين .

و لم أكن قد عرفت بعد من هو أرسطو و لا ما هي القوانين الأولى للمنطق و الجدل .



و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .



لم يكن الأمر سهلاً .. لأني لم أشأ أن آخذ الأمر مأخذاً سهلاً .



و لو أني أصغيت إلى صوت الفطرة و تركت البداهة تقودني لأعفيت نفسي من عناء الجدل .. و لقادتني الفطرة إلى الله .. و لكنني جئت في زمن تعقد فيه كل شيء و ضعف صوت الفطرة حتى صار همساً و ارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة و غروراً و اعتداداً .. و العقل معذور في إسرافه إذ يرى نفسه واقفاً على هرم هائل من المنجزات و إذ يرى نفسه مانحاً للحضارة بما فيها من صناعة و كهرباء و صواريخ و طائرات و غواصات و إذ يرى نفسه قد اقتحم البر و البحر و الجو و الماء و ما تحت الماء .. فتصور نفسه القادر على كل شيء و زج نفسه في كل شيء و أقام نفسه حاكماً على ما يعلم و ما لا يعلم .



* * *

و غرقت في مكتبة البلدية بطنطا و أنا صبي أقرأ لشبلي شميل و سلامة موسى و أتعرف على فرويد و دارون .

و شغفت بالكيمياء و الطبيعة و البيولوجيا .. و كان لي معمل صغير في غرفتي أجضر فيه غاز ثاني أكسيد الكربون و ثاني أكسيد الكبريت و أقتل الصراصير بالكلور و أشرح فيه الضفادع .

و كانت الصيحة التي غمرت العالم هي .. العلم .. العلم .. العلم .. و لا شيء غير العلم .

النظرة الموضوعية هي الطريق .

لنرفض الغيبيات و لنكف عن إطلاق البخور و ترديد الخرافات .

من يعطينا دبابات و طائرات و يأخذ منا الأديان و العبادات ؟؟ و كان ما يصلنا من أنباء العلم الغربي باهراً يخطف أبصارنا و كنا نأخذ عن الغرب كل شيء .. الكتب و الدواء و الملابس و المنسوجات و القاطرات و السيارات و حتى الأطعمة المعلبة حتى قلم الرصاص و الدبوس و الإبرة حتى نظم التعليم و قوالب التأليف الأدبي من قصة و مسرحية و رواية حتى ورق الصحف .

و حول أبطال الغرب و عبقرياته كنا ننسج أحلامنا و مثلنا العليا .. حول باستير و ماركوني و رونتجن و أديسون .. و حول نابليون و إبراهام لنكولن .. و كرستوفر كولمبس و ماجلان .

كان الغرب هو التقدم .

و كان الشرق العربي هو التخلف و الضعف و التخاذل و الإنهيار تحت أقدام الاستعمار .

و كان طبيعيّاً أن نتصور أن كل ما يأتينا من الغرب هو النور و الحق .. و هو السبيل إلى القوة و الخلاص .

و دخلت كلية الطب لأتلقى العلوم بلغة إنجليزية و أدرس التشريح في مراجع إنجليزية و أتكلم مع أستاذي في المشفى باللغة الإنجليزية .. ليس لأن إنجلترا كانت تحتل القناة لكن لسبب آخر مشروع و عادل .. هو أن علم الطب الحديث كان صناعة غربية تماماً .. و ما بدأه العرب في هذه العلوم أيام ابن سينا , كان مجرد أوليات لا تفي بحاجات العصر .

و قد التقط علماء الغرب الخيط من حيث انتهى ابن سينا و الباحثون العرب ثم استأنفوا الطريق بإمكانيات متطورة و معامل و مختبرات و ملايين الجنيهات المرصودة للبحث , فسبقوا الأولين من العرب و الفرس و العجم , و أقاموا صرح علم الطب الحديث و الفسيولوجيا و التشريح و الباثولوجيا و أصبحوا بحق مرجعاً .

و تعلمت ما تعلمت في كتب الطب .. النظرة العلمية .. و أنه لا يصح إقامة حكم بدون حيثيات من الواقع و شواهد من الحس .

و أن العلم يبدأ من المحسوس و المنظور و الملموس و أن العلم ذاته هو عملية جمع شواهد و استخراج قوانين .

و ما لا يقع تحت الحس فهو في النظرة العلمية غير موجود .

و أن الغيب لا حساب له في الحكم العلمي .

بهذا العقل العلمي المادي البحت بدأت رحلتي في عالم العقيدة و بالرغم من هذه الأرضية المادية والانطلاق من المحسوسات الذي ينكر كل ما هو غيب فإني لم أستطع أن أنفي أو أستبعد القوة الإلهية.

كان العلم يقدم صورة عن الكون بالغة الإحكام و الانضباط .. كل شيء من ورقة الشجر إلى جناح الفراشة إلى ذرة الرمل فيها تناسق و نظام و جمال الكون كله مبني وفق هندسة و قوانين دقيقة .

و كل شيء يتحرك بحساب من الذرة المتناهية في الصغر إلى الفلك العظيم إلى الشمس و كواكبها إلى المجرة الهائلة التي يقول لنا الفلك إن فيها أكثر من ألف مليون مجرة .

كل هذا الوجود اللا متناهي من أصغر إلكترون إلى أعظم جرم سماوي كنت أراه أشبه بمعزوفة متناسقة الأنغام مضبوطة التوزيع كل حركة فيها بمقدار .. أشبه بالبدن المتكامل الذي فيه روح.

كان العلم يمدني بوسيلة أتصور بها الله بطريقة مادية .

وفي هذه المرحلة تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة في الكون التي تنظمه في منظومات جميلة من أحياء وجمادات وأراض وسماوات . هو الحركة التي كشفها العلم في الذرة وفي البروتو بلازم وفي الأفلاك ..

هو الحيوية الخالقة الباطنة في كل شيء ..أو بعبارة القديس توماس..الفعل الخالص الذي ظل يتحول في الميكروب حتى أصبح إنساناً ومازال يتحول.وسيظل يتحول إلى ما لانهاية .

والوجود كان في تصوري لا محدوداً لا نهائياً. إذ لا يمكن أن يحد الوجود إلا العدم .. والعدم معدوم.. ومن هنا يلزم منطقياً أن يكون الوجود غير محدود ولا نهائي .

ولا يصح أن نسأل..من الذي خلق الكون . إذ أن السؤال يستتبع أن الكون كان معدوماً في البداية ثم وجد .. وكيف يكون لمعدوم كيان .

إن العدم معدوم في الزمان والمكان وساقط في حساب الكلام ولا يصح القول بأنه كان .

وبهذا جعلت من الوجود حدثاً قديماً أبدياً أزلياً ممتداً في الزمان لا حدود له ولا نهاية .

وأصبح الله في هذه النظرة هو الكل ونحن تجلياته .

الله هو الوجود .. والعدم قبله معدوم .

هو الوجود المادي الممتد أزلاً وأبداً بلا بدء وبلا نهاية .

وهكذا أقمت لنفسي نظرية تكتفي بالموجود..وترى أن الله هو الوجود ..دون حاجة إلى افتراض الغيب والمغيبات..ودون حاجة إلى التماس اللامنظور .

وبذلك وقعت في أسر فكرة وحدة الوجود الهندية وفلسفة سبينوزا ..وفكرة برجسون عن الطاقة

الباطنة الخلاقة وكلها فلسفات تبدأ من الأرض..من الحواس الخمس .. ولا تعترف بالمغيبات .

ووحدة الوجود الهندية تمضي إلى أكثر من ذلك فتلغى الثنائية بين المخلوق والخالق ..فكل المخلوقات

في نظرها هي عيني الخالق.

وفي سفر اليوبانيشاد صلاة هندية قديمة تشرح هذا المعنى في أبيات رقيقة من الشعر .

إن الإله براهماً الذي يسكن قلب العالم يتحدث في همس قائلاً:

إذا ظن القاتل أنه قاتل

والمقتول أنه قتيل

فليسا يدريان ما خفي من أساليبي

حيث أكون الصدر لمن يموت

والسلاح لمن يقتل

والجناح لمن يطير

وحيث أكون لمن يشك في وجودي.

كل شيء حتى الشك نفسه .

وحيث أكون أنا الواحد

وأنا الأشياء

إنه إله يشبه النور الأبيض ..واحد.. وبسيط..ولكنه يحتوى في داخله على ألوان الطيف السبعة.

وعشت سنوات في هذا الضباب الهندي وهذه الماريجوانا الصوفية ومارست اليوجا وقرأتها في أصولها

وتلقيت تعاليمها على أيدي أساتذة هنود .وسيطرت على فكرة التناسخ مدة طويلة وظهرت روايات

لي مثل العنكبوت والخروج من التابوت.

ثم بدأت أفيق على حالة من عدم الرضا وعدم الاقتناع.

واعترفت بيني وبين نفسي أن هذه الفكرة عن الله فيها الكثير من الخلط .ومرة أخرى كان العلم هو دليلي ومنقذي ومرشدي .

عكوفي على العلم وعلى الشريحة الحية تحت الميكرسكوب قال لي شيئاً آخر.

وحدة الوجود الهندية كانت عبارة شعرية صوفية..ولكنها غير صادقة.. و الحقيقة المؤكدة التي يقولها العلم أن هناك وحدة في الخامة لا أكثر .. وحدة في النسيج و السنن الأولية و القوانين .. وحدة في المادة الأولية التي بني منها كل شيء .. فكل الحياة من نبات و حيوان و إنسان بنيت من تواليف الكربون مع الآيدروجين و الأكسجين .. و لهذا تتحول كلها إلى فحم بالاحتراق .. و كل صنوف الحياة تقوم على الخلية الواحدة و مضاعفاتها .

و مرة أخرى نتعلم من الفلك و الكيمياء و العلوم النووية أن الكربون ذاته و كذلك جميع العناصر المختلفة جاءت من طبخ عنصر واحد في باطن الأفران النجمية الهائلة هو الآيدروجين .

الآيدروجين يتحول في باطن الأفران النجمية إلى هليوم و كربون و سليكون و كوبالت و نيكل و حديد إلى آخر قائمة العناصر و ذلك بتفكيكه و إعادة تركيبه في درجات حرارة و و ضغوط هائلة .

و هذا يرد جميع صنوف الموجودات إلى خامة واحدة .. إلى فتلة واحدة حريرية غزل منها الكون في تفصيلات و تصميمات و طرز مختلفة .

و الخلاف بين صنف و صنف و بين مخلوق و مخلوق هو خلاف في العلاقات الكيفية و الكمية .. في المعادلة و الشفرة التكوينية .. لكن الخامة واحدة .. و هذا سر الشعور بالنسب و القرابة و المصاهرة و صلة الرحم بين الإنسان و الحيوان و بين الوحش و مروضه و بين الأنف التي تشم و الوهرة العاطرة و بين العين و منظر الغروب الجميل .

هذا هو سر الهارموني و الانسجام .

إن كل الوجود أفراد أسرة واحدة من أب واحد .

و هو أمر لا يستتبع أبداً أن نقول إن الله هو الوجود , و أن الخالق هو المخلوق فهذا خلط صوفيّ غير وارد .

و الأمر شبيه بحالة الناقد الذواقة الذي دخل معرضاً للرسم فاكتشف وحدة فنية بين جميع اللوحات .. و اكتشف أنها جميعاً مرسومة على الخامة نفسها .. و بذات المجموعة الواحدة من الألوان , و أكثر من هذا أن أسلوب الرسم واحد .

و النتيجة الطبيعية أن يقفز إلى ذهن الناقد أن خالق جميع هذه اللوحات واحد . و أن الرسام هو بيكاسو أو شاجال أو موديلياني .. مثلاً ..

فالوحدة بين الموجودات تعني وحدة خالقها .

و لكنها لا تعني أبداً أن هذه الموجدات هي ذاتها الخالق .

و لا يقول الناقد أبداً إن هذه الرسوم هي الرسّام .

إن وحدة الوجود الهندية شطحة صوفيّة خرافية .. و هي تبسيط وجداني لا يصادق عليه العلم و لا يرتاح إليه العقل .

و إنما تقول النظرة العلمية المتأملة لظواهر الخلق و المخلوقات , إن هناك وحدة بينها .. وحدة أسلوب ووحدة قوانين ووحدة خامات تعني جميعها أن خالقها واحد لم يشرك معه شريكاً يسمح بأسلوب غير أسلوبه .

و تقول لنا أيضاً إن هذا الخالق هو عقل كلّي شامل و محيط , يلهم مخلوقاته و يهديها في رحلة تطورها و يسلّحها بوسائل البقاء , فهو يخلق لبذور الأشجار الصحراوية أجنحةً لتستطيع أن تعبر الصحارى الجرداء بحثاً عن ماء و عن ظروف إنبات موالية .

و هو يزود بيضة البعوضة بكيسين للطفو لتطفو على الماء لحظة وضعها و لا تغرق . و ما كان من الممكن للبعوضة أن تدرك قوانين أرشميدس للطفو فتصنع لبيضها تلك الأكياس .

و إنما هو العقل الكلي الشامل المحيط الذي خلق .. هو الذي يزود كل مخلوق بأسباب حياته .. و هو خالق متعال على مخلوقاته .. يعلم ما لا تعلم و يقدر على ما لا تقدر و يرى ما لا ترى .

فهو واحد أحد قادر عالم محيط سميع بصير خبير .. و هو متعال يعطى الصفات و لا تحيط به صفات .

* * *

و الصلة دائماً معقودة بين هذا الخالق و مخلوقاته فهو أقرب إليها من دمها الذي يجري فيها .

و هو المبدع الذي عزف الإبداع هذه المعزوفة الكونية الرائعة .

و هو العادل الذي احكم قوانينها و أقامها على نواميس دقيقة لا تخطئ .

و هكذا قدم لي العلم الفكرة الإسلامية الكاملة عن الله .



* * *

أما القول بأزلية الوجود لأن العدم معدوم و الوجود موجود , فهو جدل لفظي لا يقوم إلا على اللعب بالألفاظ .

و العدم في واقع الأمر غير معدوم .

و قيام العدم في التصور و الفكر ينفي كونه معدوماً .

و العدم هو على الأكثر نفي ٌ لما نعلم و لكنه نفياً مطلقاً مساوياً للمحو المطلق . و فكرة العدم المطلق فرضية مثل فرضية الصفر الرياضي .. و لا يصح الخلط بين الافتراض و الواقع و لا يصح تحميل الواقع فرضاً نظرياً , فنقول اعتسافاً إن العدم معدوم , و نعتبر أن هذا الكلام قضية وجودية نبني عليها أحكاماً في الواقع .. هذا تناقض صريح و سفسطة جدلية ..

و بالمثل القول بأن الوجود موجود .. هنا نفس الخلط .. فالوجود تجريد ذهني و الموجود واقع حسيّ ..

و كلمة العدم و كلمة الوجود تجريدات ذهنية كالصفر , و اللانهاية لا يصح أن نخلط بينها و بين الواقع الملموس المتعيّن , و الكون الكائن المحدد أمام الحواس .

و يقرر هذا القانون أن الحرارة تنتقل من الساخن إلى البارد .. من الحرارة الأعلى إلى الحرارة الأدنى حتى يتعادل المستويان فيتوقف التبادل الحراريّ .

و لو كان الكون أزليّاً بدون ابتداء لكان التبادل الحراري قد توقف في تلك الآباد الطويلة المتاحة و بالتالي لتوقفت كل صور الحياة .. و لبردت النجوم و صارت بدرجة حرارة الصقيع و الخواء حولها و انتهى كلُّ شيء .

إن هذا القانون هو ذاته دليل على أن الكون كان له بدء .

و القيامة الصغرى التي نراها حولنا في موت في موت الحضارات و موت الأفراد و موت النجوم و موت الحيوان و النبات و تناهي اللحظات و الحقب و الدهور هي لمحة أُخرى تدلنا على القيامة الكبرى التي لا بد أن ينتهي إليها الكون .

إن العلم الحق لم يكن أبداً مناقضاً للدين بل إنه دال عليه مؤكد بمعناه .

و إنما نصف العلم هو الذي يوقع العقل في الشبهة و الشك .. و بخاصة إن كان ذلك العقل مزهوّاً بنفسه معتدّاً بعقلانيته .. و بخاصة إذا دارت المعركة في عصر يتصور فيه العقل أنه كلّ شيء .. و إذا حاصرت الإنسان شواهد حضارة ماديّة صارخة تزأر فيها الطائرات و سفن الفضاء و الأقمار الصناعيّة .. هاتفةً كلّ لحظة .

أنا المادة
أنا كل شيء