المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : مذهب السلف - المنهج فى تقرير العقيدة - الجزأ الثالث منه


III ABO_IS7Q_SALAFY III
17.04.2012, 14:13
مذهب السلف - المنهج فى تقرير العقيدة - الجزأ الثالث منه
قد أوردنا فى الجزأ الثامى ( منه ) الآثار المترتبة على الاعتقاد الصحيح ، وذكرنا منها [ التسليم بما جاءت به نصوص الوحى كتابًا وسنةً ، قوة اليقين وانعدام الشك ، الترفع عن البدع والبعد عنها ، النجاة من الانحراف ، سلامة القلب من بغض أهل السنة ، الاجتماع وعدم التفرقة فى الدين ، بغض أهل البدع ] وبذلك نكون قد فرغنا من الاستدلال بالحس
وفى هذا المقال نعرض الوجه الرابع من منهجهم فى الاستدلال على الاعتقاد وهو .
رابعًا / ايضاح الفروق بين الألفاظ العقدية وما يترتب عليها من خلط وفساد وانحراف عقدى وفكرى .
وهم فى ذلك لم يخرجوا عن الكتاب والسنة كما هو من أصول مذهبهم كما قدمنا فى أول المقالات - من شاء فليراجع مقال مذهب السلف ونشأته - ففرق الله بين الحق والضلال كما فى قوله {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }يونس32 وبين المسلم والمجرم كما فى قوله {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ }القلم35 وبين المعروف والمنكر كما فى قوله {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17 ، وبمثل هذه التفريقات جائت السنة حيث فرقت بين المؤمن والمهاجر ،ففى مسند الإمام أحمد ( 20/29/ح12560 ) بسند صحيح على شرط مسلم ، من حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " ، وفرقت بين الإسلام والإيمان والإحسان ، كما ورد فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنها الطويل وفيه " بينا نحن جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجل ....... الحديث " وذكر فيه المراتب الثلاثة ، وعلى هذا المنوال قد درج السلف ففرقوا بين ما فرق الله ورسوله بينه من الألفاظ وعلقوا على هذه الألفاظ الأحكام التى علقها الله ورسوله عليها ، كما لازموا بين هذه الألفاظ وما تقتضيه من أحكام شرعية فى الدنيا والآخرة ، فهم وسط فى هذه المسميات بين من غلا فيها فأخرج العصاة أصحاب الكبائر عن مسمى الإيمان وأوجبوا له الخلود فى النار ! وبين من فرط وسماه مؤمنًا كامل الإيمان لا تؤثر فيه معصية إذ يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب ! وأوجبوا له الجنة بإطلاق ! فذهب أهل السنة بمنهجهم إلى إطلاق ما يستحق إطلاقه عليه وأعطوه ماله من نصيب فيه ، فقالوا هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فى الدنيا ، وهو فى الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه وذلك أن الله قد سمى صاحب الكبيرة مؤمنًا ، انظر إلى قوله {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9 ولا شك أن قتال المؤمن من الكبائر ، كما أنه سمى الكاذب فاسق ، انظر إلى قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6 فهذا هو مذهبهم ، ما اعتمدوا فيها على كلمات متفلسفة وتحليلات متمنطقة وأقوال متهاترة موتورة تلوك بها ألسنتهم ، إنما لجأوا فيها إلى ألفا الكتاب والسنة وداروا حولها فى فلكها ، ومنه كذلك أن فرقوا بين الإيمان والإسلام فيروى ابن منده فى الإيمان فيقول الزهرى " الإسلام هى الكلمة والإيمان العمل " ، وهذا عبد الملك بن ميمون المهرانى يقول سالت أحمد بن حنبل : أتفرق بين الإسلام والإيمان ؟ قال نعم ، قلت له : باى شيئ تحتج ؟ فقال لى : بقول الله عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14 وهذا أبوجعفر محمد بن على ووضف الإسلام " فدَّورَّ دائرة واسعة فهذا الإيمان ودور دائرة صغيرة وسط الكبيرة فإذا زنى وسرق خرج من الإيمان إلى الإسلام ، لا يخرجه من الإسلام إلى الكفر بالله عزوجل " وخلاصة ما مضى أن هناك فرق بين الإيمان والإسلام من وجوه .
(1) الإسلام هو الكلمة [ النطق بالشهادتين ] ، والإيمان هو العمل [ عمل اللسان والقلب والجوارح ] .
(2) لا يعلم حقيقة الإيمان إلا الله تبارك وتعالى وأما الإسلام فهو أمر ظاهر .
(3) أن الاستثناء يصح فى الإيمان [ على تفصيل دقيق ] ، ولا يصح فى الإسلام .
(4) أن الإيمان يقبل الزيادة والنقصان ، وأما الإسلام فيقبل الزيادة ولا يقبل النقصان ، فنقصانه هو الخروج من الملة .
خامسًا / بيان الأصول العلمية لفهم الكتاب والسنة سواءً كانت أصولاً لفظية أو معنوية .
وهذا يرد فى البيان القادم إن كان فى العمر بقية وجاد القلم بما هو مُقَدَّرٌ له .
هذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتب
أبو إسحاق السلفى
أحمـــد بن عبــ د المــولــى آل عثمــان القطعــانــى

خَادم الإسلام
18.04.2012, 07:23
بارك الله فيكم

قرات مرة ان كان الله او رسوله صل الله عليه وسلم ذكر في نص واحد لفظة الإيمان او الإسلام فيراد بها جميعا

لأن الإسلام لا يكون إلا بوجود الإيمان قبله والإيمان لا يتحقق إلا بالعمل وهو الاسلام

وان ذكرتا معا في لفظ واحد كحال اية الاعراب وحديث جبريل عليه السلام فيراد التفصيل

والله اعلم

III ABO_IS7Q_SALAFY III
18.04.2012, 17:34
نعم هو كذلك