تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : عيب الزمان


pharmacist
20.02.2012, 12:48
عيب الزمان

نحن نسمع كل يوم من ينعي هذا الزمان السيئ ،
الذي أصبحت فيه الشياطين هي المسيطرة على كل شيء ،
ولم يعد فيه مكانا للطيبين والشرفاء .

ونجعل من الشكوى والتذمر ذريعة نقتل بها الحماسة والخير في نفوسنا .

إن في البشر عادة غريبة في صبغ الأمور بصبغة سوداوية عجيبة .. هل تراني أبالغ ؟ .

إذن إليك ما قيل من قبل :

( الأطفال اليوم صاروا شياطين لا يجدي معهم شيء ) أرسطو قبل آلاف السنين.

( ذهب الذين يعاش في أكنافهم ) الشاعر الجاهلي لبيد .

(اسكتي يا فلانة فقد ضاعت الأمانة) رجل من أهل مكة بعد الهجرة .

( بطن الأرض اليوم خير من ظهرها ) يوم غزوة بدر .

ولقد عثر العلماء على نصوص أدبية من العصر الروماني تنعي على الناس أخلاقهم
التي تدهورت وفساد الذمم الذي استشرى .. وتدين ظاهرة الانتحار ضيقا بالحياة ! .

و سر في الأرض يا صديقي ضاربا طولها وعرضها ،
فلن تجد سوى الشكوى قاسم مشترك بين كل البشر ، وستردد مع الشاعر حائرا :

كل من ألقاه يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن !

ولله در الشافعي حين لخص المأساة ببيت شعر قال فيه :

نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا

إن للبشر عيوب ومميزات ، ومكائد وتضحيات ، وأياد بيضاء وشراك خادعة .
لكننا نستسهل الشكوى ، ونحترف التذمر والسخط ، كي نهرب من تعب مواجهة الأمر الواقع بواقعية ،
والتعامل الإيجابي معه ، والكد والكدح في سبيل إصلاح ما يحتاج لإصلاح .

نصيحتي لك أن تدع التذمر والشكوى جانبا ، وتنطلق بعزم لتضع أمور حياتك في نصابها ،
لا تنظر للناس على أنهم شياطين فتكون مثلهم ، ولا ملائكة فتصطدم بغير ذلك ،
ولكن فيهم من يسير في موكب الشياطين ، ومن يحلق مع أسراب الملائكة .

فلا تسب الزمان ، ولا تنعى الدهر لكونك قابلت أحد شياطين الإنس ،
بل تخطى الكبوة ، واعبر المرحلة ، واغنم درس الحياة التي لقنتك إياه ..

وبهذا لا تمل راحة البال من زيارتك أبدا ..

إشراقه :

لو أننا عدنا قرونًا إلى الوراء، وجُلنا العالم بطوله وعرضه؛
لما رأينا أهل أي زمان راضين عن زمانهم...(د. عبد الكريم بكار)

منقول