المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : هل نُثْبِت لله عز وجل الجهة والمكان أم لا؟


بن عراق
24.06.2009, 09:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله أطرح هذا الموضوع لسبب آلمني جداً وهو حين وجدت أخاً فاضلاً مشرفاً في غرفة من غرف البالتوك يتكلمَ في عقيدة أهل السنة والجماعة في الغرفة هناك فسمعت منه هذه العبارة: (ليس لله مكان ولا يحده زمان) فأما كونه لا يحده زمان فلا يختلف فيها اثنان من العقلاء ولكن الغلط والشطط في قوله ليس لله مكان هكذا أطلق دون تفصيل! فليته فصل لأن الناس لا تفهم من هذا الإطلاق غيره! ثم لما حاورته هداه الله لم يقبل بإثبات المكان لله بالمعنى الصحيح حين استدللت لذلك بحديث الجارية كما سيأتي بيان ذلك!

ملاحظة الكلام على المكان والجهة متقارب لأن الإثنين لم ينفهما سوى المعطة من أهل البدع والرد عليهما واحد إلا شيء من تفصيل قليل.

وخلاصة الأمر أن لفظ المكان والجهة لم يثبت الشارع (القرآن والسنة) لله عز وجل لفظهما صراحةً بطريق المنطوق فلا نثبت اللفظين ولا ننفيهما لأن لفظهما لم يرد صراحةً بنفي ولا إثبات في القرآن والسنة وإنما وردت نصوص أثبتت معناهما بطريق المفهوم لا بطريق المنطوق (أي ليس بطريق اللفظ) كحديث الجارية في صحيح مسلم وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين الله فقالت الجارية: في السماء فقال عليه الصلاة والسلام: إعتقها فإنها مؤمنة) فمن المعلوم أن الحديث بطريق المفهوم يدل على إثبات المكان لله عز وجل بالمعنى الصحيح لأنه لو لم يكن المكان ثابت لله فكيف إذن يسأل عنه المعصوم صلى الله عليه وسلم بـ(أين) ولذلك أثبت السلف والعلماء المكان لله مقيدين ذلك بمالعنى الصحيح كما سيأتي بيانه

ولذلك يقول العلماء أن الألفاظ التي لم ينفها القرآن ولا السنة لا ننفيها ولا نثبتها ولكن نستفصيل من السائل ثم نفصل في المعنى فمثلا الجسم لم ينفه ولا يثبته لله عز وجل فنقول لا ننفيه ولا نثبته ولكن نفصل في المعنى فنقول إن أردتم بالجسم ما كان من اجزاء وأعضاء يفتقر بعضها إلى بعض كالمخلوقات قلنا هذا منفي عن الله لأن الله منزه عن مشابهة مخلوقاته وعن نقص صفاته عياذاً بالله فصفاته كلها كمال ونقول إنأردت بالجسم نفصي صفاته اللائقة بهي من وجه وعينين وقدم ورجل وساق ونحو ذلك من الصفات قلنا هذه صفات حقيقة لله عز وجل لائقة به ولا يلزم منها أن يكون جسما لأنه ليس كخلقه ولا مثلهم! فغاية الأمر تعود إلى أن المعنى يكون فيه الإستفصال والتفصيل كي لا نقع في المحذور وأن اللفظ يكون فيه التوقف عن النفي والإثبات لسكوت الشارع عنه وكذا الحال هنا في أمرَي المكان والجهة.

فإذا كنا في سياق شرح إعتقاد أهل السنة فيجب التفصيل والتقييد لما نثبته وننفيه من ذلك كي لا يتوهم الناس معنىً فاسداً ويستغل أهل البدع ذلك في نصرة تعطيلهم لصفات الله.

فإذا اخبرنا عن الله بها ينبغي أن نَقَيِّدَ كلامنا بالمعنى المراد من ذلك المكان و الجهة ونوضح ذلك خاصة إذا تكلمنا أمام عوام أو أمام مبتدعة

فنقول اذا نفينا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: الله ليس في مكان وجودي مخلوق ولا جهة وجودية مخلوقة فالله سبحانه ليس بحالٍّ في خلقه بل كرسيه مثلا وسع السماوات وألأرض! فكيف به سبحانه فلا يسعه شيء من خلقه.

ونقول إذا أثبتنا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: إن الله في مكان عدمي لا وجودي وجهة عدمية لا وجودية وذلك ان الله فوق العرش وما فوق العرش عدم فليس الله في مخلوق سبحانه.

وهذا الذي ذكرته هو مذهب السلف والعلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي هو خير من حقق وقرر عقيدة السلف وابن القيم والألباني وكثيرين وهذا البيان والله المستعان:

قال العلامة المحدث الألباني في كتابه الذي اختصر فيه كتاب العلو للذهبي والذي أسماه بـ(مختصر العلو) (67 -72)
الشبهة الثانية : الجهة
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته

فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل )
ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا يقولون به لكفى
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو قال شيخ الإسلام في ( منهاج السنة ) ( 2 / 252 ) :
( وجمهور الناس من مثبتة الرؤية ونفاتها يقولون : إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل كقولهم في الكلام ولهذا يذكر أبو عبد الله الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين
ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس
وجملة القول في الجهة أنه إن أريد به أمر وجودي غير الله كان مخلوقا والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات فإنه بائن من المخلوقات كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة
وإن أريد ب ( الجهة ) أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده
وهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب . وقال ابن رشد في ( الكشف عن مناهج الأدلة ) ( ص 66 ) :
( القول في الجهة ) وأما هذه الصفة لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى : ( ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال ) إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا وإن قيل فيها إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابها لأن الشرائع كلها متفقة على أن الله في السماء وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين . . . )
الشبهة الثالثة : المكان
وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال :
إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي )
والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران
إذا أحطت علما بكل ما سبق استطعت بإذن الله تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية التي ساقها المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الذي بين يديك ( مختصره ) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه واستواؤه على عرشه على ما يليق بعظمته وأنه مع ذلك ليس في جهة ولا مكان إذ هو خالق كل شيء ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين وأن من فسرها بالمعنى السلبي فلا محذور منه إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما لعدم ورودهما في الكتاب والسنة فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظأ إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى وإلا فهو مخطئ معنى أيضا إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي أو تشبيهه تعالى بخلقه . وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقا إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائما حول ذلك بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ثم تابعه على ذلك مؤلف ( فرقان القرآن ) في مواطن منه قال في أحدها ( ص 61 ) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم { ومن يضلل الله فما له من هاد }
واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى قوله :
( وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية ( المعتزلة ) أن يسموا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية )
وإن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا . . . ) كنزولي هذا معروف وقد بين بطلان هذه الفري شيخي في الإجازة الشيخ راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه ( ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية )
ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ما ذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من ( تذكرة الحفاظ ) ( 3 / 358 ) :
( لما قدم السلطان ألب أرسلان ( هراة ) في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا إلى السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته ( ) وإن بعث السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه . فقال السلطان له : ما هذا ؟ قال : هذا صنم يعمل من الصفر شبهة اللعبة . قال : لست عن هذا أسألك . قال : فعم تسألني ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا وأنك تقول إن الله على صورته فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري : { سبحانك هذا بهتان عظيم } . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما وقال لهم اصدقوني - وهددهم - فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا أن نقطع شره عنا فأمر بهم ووكل ( لعله : فكل ) بكل واحد منهم وصادرهم ) .. (إنتهى)

وأخيراً أقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اخْتُلِفَ فيه من الحقِّ بلإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم

أسأل الله الإخلاص لي ولكم آمين.

أبوجنة
24.06.2009, 11:51
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحقيقة أن هذا الموضوع من أجمل ما قرأت فى توضيح عقيدة أهل السنة فى بعض صفات الله عز وجل

و ما أريد المشاركة به ليس مناقشة العقيدة نفسها فالأخ بن عراق قد أوضحها توضيحا جميلا

و لكن أريد أن أشير إلى سبب الخلاف بين الإخوة عند نفى أو إثبات الألفاظ التى لم ترد فى القرآن و السنة

الإشكال هو أن كل شخص يأخذ معنى اللفظ بمفهومه الشخصى هو

فى حين أن الحق أنه يجب التدبر فى المعنى الصحيح للفظ عند القول به

و العمدة فى ذلك هو فهم الصحابة و التابعين و تابعيهم رضى الله عنهم للغة العرب فى فترة الاستدلال الزمنى للغة العربية و التى تنتهى بانتهاء العصر الأموى

و الأساس و المعيار الرئيسى فى ذلك هو الآية الكريمة:

"و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"

فإن التبيين و التبليغ كان بلسان العرب بلغة العرب فى القرون الأولى و به يستدل و يّفهم ما ينبغى فهمه خاصة فى الأمور الغيبية التى لا تثبت إلا بنص قابل للإحتجاج به أى من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة.

و أكبر خطأ يقع فيه الإنسان هو أن يأخذ اللفظ بمعناه المدرك فى عقله اليوم بدون التدبر فى ذلك اللفظ على منهج الرسول صلىالله عليه وسلم و صحابته.

فمثلا عندما يقول إنسان بإثبات "المكان أو الجهة" كما قال الأخ الكريم بن عراق هنا

فإن ما يرد فى عقل الإنسان بداهة هو المكان المخلوق و الجهة المتحيزة

فتجد من ينفيها صراحة و معه حق فى ذلك

ثم تجد الأخ بن عراق يثبتها صراحة و لكن على باب إثبات وجود الله تبارك و تعالى أصلا و إثبات صفة العلو التى أثبتها الله لنفسه أيضا و معه كل كل الحق فى ذلك

الاثنان محقان تماما.... و لكن كل واحد منهما يستخدم اللفظ نفسه بمعنى مختلف عن الآخر تماما ثم ينكر كل واحد منهما على أخيه لأنه أخذ كلمته بالمعنى الذى فى الحقيقة يرفضه كلاهما

فلماذا لا يأخذ كل منهما من أخيه المعنى الذى يتفق عليه كلاهما؟

المسألة كلها فى عجمتنا نحن من نتسمى بالعرب الآن و افتقار كثير منا الآن إلى التعامل الصحيح مع لغة العرب

فإنه إن استطاع كل أخ من المختلفين أن يخرج فهمه من رأسه و يضعه أمام فهم أخيه المسلم و يقارنه به فسيجد الفهم واحدا

أما عند التعبير عنه بالألفاظ فإن كل منهما ينكر على الآخر و يعاديه فإنا لله و إنا إليه راجعون.

عقيدة أهل السنة التى لا يختلف عليها اثنان من أهل السنة و جماعة الحق الفرقة الناجية:

إثبات العلو لله عز وجل مطلقا. و نقول هنا العلو أى العلو بذاته عز وجل و كفانا قوله تعالى: "سبح إسم ربك الأعلى"

و كافة صفات الله عز وجل بدون تمثيل لمسمياتها من صفات البشر و كما يليق بجلاله تبارك و تعالى

ولا إدراك للعقل البشرى المحدود لكيفية هذه الصفات

ولا نفى أو تعطيل لما أثبته الله عز وجل لنفسه من صفات فى كتابه و من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

و لذلك

فإن الله بائن عن خلقه غير مختلط معهم

لأن الخلق ... كل الخلق ... موجودون فى أماكن مخلوقة و متحيزة و لهم جهات مكانية مخلوقة

أما الله عز وجل فلا يوحجد فى مكان مخلوق ولا جهة مكانية متحيزة

لأنه هو خالق المكان و الجهة عز وجل

و هو واجب الوجود بذاته عز وجل

و إن العقل يعجز عن تصور معنى العدم أو معنى اللانهاية

فمن باب أولى فإنه أيضا يعجز عن إدراك حقيقة وجود الله عز وجل لكنه يثبته لأنه عز وجل واجب الوجود بذاته علىّ فوق خلقه بلا صفات مخلوقة

فإن قصد قاصد نفى المكان أو الجهة بمعنى نفى العلو أو ما ثبت لله من صفات فى القرآن و السنة فكلامه مردود عليه مرفوض خارج عن عقيدة أهل السنة

و إن قصد قاصد نفى المكان والجهة بمعنى نفى مماثلة الله عز وجل فى صفاته لمخلوقاته أو تحيزه أو اتصافه بأى من كيفيات صفات مخلوقاته فهو الحق و هذه هى عقيدتنا

و الأولى هو الالتزام بما فى القرآن والسنة من ألفاظ

فإن كان لابد مما ليس منه بد .... فليضبط كل قائل ألفاظ قوله و يوضحها جيدا

و أؤكد لكم أن هذا الضبط ليس سهلا بالمرة

و يجب اعتبار حدود العقل البشرى العاجز عن إدراك حقيقة ذات خالقه عز وجل

خاصة فى مجال الحوار مع أهل الصليب الذى يؤمنون بالتجسد و يوقفون عقولهم عن التفكير الصحيح أصلا

و هنا تستعظم الفتنة

أبوجنة
24.06.2009, 12:11
ملحوظة شديدة الأهمية

كل ما قيل فى هذا الموضوع يجب إلا يقال ألا لطلبة العلم فقط

بل و طلبة العلم المتقدمين الفاهمين

أما العوام فلا سبيل لهم لإدراك هذه الفوارق الدقيقة و الخطيرة لمعانى الألفاظ و توجيهاتها و إسقاطاتها

و لذلك فإن العوام عند ذكر ألفاظ "الجهة و المكان" يتجه عقلهم مباشرة إلى التحيز فى المكان المخلوق

و معهم الحق فى ذلك لأن هذا هو أصل المعنى اللغوى الحقيقى للفظ و أى معنى آخر هو معنى مجازى محدث

و لذلك فإن من الأفضل عند الكلام مع عامة الناس و خاصة النصارى منهم و بسطاء المسلمين

و هذا ما أفعله و أقول به أنا شخصيا

إن الله بائن عن خلقه ولا يتصف بأى من صفات المكان المخلوق و منها الجهة المخلوقة أوالتحيز أو الحلول و هو لا تدركه العقول سبحانه وتعالى

أى أن الأولى مع العوام هو نفى المكان و الجهة لأنه فى هذه الحالة سيكون نفيا لما يتصورونه و يمثلونه و هو حق

ثم فعلينا بالرحمة بهم و التقدير الصحيح لبساطة و فطرية عقولهم و عدم الضغط عليهم فيما لا طاقة لهم به

بن عراق
24.06.2009, 12:21
السلام عليكم

كيف حالك ابو جنة اخانا الحبيب في الحقيقة أنا ما زلت بانتظار اكمالكم الرد على موضوع هل التأذي صفة من صفات الله كي يتسنى لي النظر فبه ثم الرد

أخي الحبيب قلتم: (فتجد من ينفيها صراحة و معه حق فى ذلكثم تجد الأخ بن عراق يثبتها صراحة و لكن على باب إثبات وجود الله تبارك و تعالى أصلا و إثبات صفة العلو التى أثبتها الله لنفسه أيضا و معه كل كل الحق فى ذلك الاثنان محقان تماما.... و لكن كل واحد منهما يستخدم اللفظ نفسه بمعنى مختلف عن الآخر تماما ثم ينكر كل واحد منهما على أخيه لأنه أخذ كلمته بالمعنى الذى فى الحقيقة يرفضه كلاهما)

نعم هذا يحصل أحيانا والعبرة بالنية لكن الصواب التقييد وذلك بذكر القيد لفظياً كما مر بيانه وإلا فسيحصل سوء فهم واستغلال لخطأ لفظي من مبتدع أو كافر وهذا المحذور الذي أشار إليه الألباني رحمه الله.

نقطة أخرى بوركتم أن معنى المكان المثبت هو المكان العدمي الذي فوق العرش الذي يستوي عليه الرحمن جل جلاله

لأن العرش هو سقف العالم كما نص العلماء وما وفقه عدم وفيه استوى الله على العرش

وينبغي التنبه إلأى أن العدم هو ليس بشيء فهو أصلا ليس بمخلوقٍ كما نص العلماء كالعلامة ابن ابي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية

ولذلك كان هو مكان بالمعنى العدمي وكذلك جهة بالمعنى العدمي حتى ينزه الله عن الحلول في المخلوق

فإذا نفينا كان النفي بقيد بأن نقول هو ليس في مكان مخلوق اي مكان بالمعنى الوجودي

نقطة أخيرة وهي إطلاق النفي وإطلاق الإثبات للمكان والجهة دون ذكر القيد أي دون تقييد ذلك الإثبات والنفي بالمعنى المراد من ذلك لا يكون معه النافي والمثبت على صواب في اللفظ وإنما الخطأ حصل لكليهما بذلك لعدم التقييد بالمعنى المراد فقولكم يا اخي الفاضل أن كليهما أصاب ليس بصواب إلا إن أردت في المعنى الذي اعتقده كل منهما وإلا ففي اللفظ (الله في مكان) (الله ليس في مكان) هكذا دون تقييد خطأ ظاهر.

أنا حينها أثبت القيد ووضحت أن المكان المنفي هو الوجودي المخلوق والمثبت هو غير الوجودي غير المخلوق أي العدمي وهو فوق العرش الذي هو سقف العالم والله مستوي في العدم الذي على العرش بينما الأخ براك الله فيه أطلق ولم يقيد نفيه فأخطأ لفظاً هذا إن سلمنا أنه حينها كان يثبت المعنى فما بالك وقد كان ينفي المكان العدمي ويعتبره باطلا من القول وأن لفظ غير صحيح ومخالف للغة مع العلم أنه حقيقة شرعية ذكرها السلف والعلماء!

واللغة لا يمكن من خلالها وحدها وصف الله بمعاني وصفات صحيحة إلا بإقرانها بالأدلة من القرآن والسنة وفهم سلف الأمة وكلام العلماء

فمثلا يوجد من الصفات ما هو في المخلوق نفص كالنزول وفي الخالف كمال كصفة النزول وكذا الحال هنا اضاافة المكان للمخلوق نقص لأن المراد من اضافة المخلوق لمكان هو إضافته لمكان مخلوق بينما حين نضيف اسم الله لمكان نقييد ذلك ونوضحه بالأدلة من القرآن والسنة وفهم سلف الأمة فنقول الله عز وجل في مكان غي وجودي غير مخلوق بل مكان عدمي فوق العرش الذي هو سقف العالم.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصاحات

بن عراق
24.06.2009, 12:37
نعم لا شك أن طرح التفاصيل أمام عوام الناس وخاصة جهلة النصارى في العقائد بل وبعض الفقه فما بالك بالعقائد لأن هذا يحتاج إلى تدرج في التعلم في دروس مخصصة للعقيدة الإسلامية الصحيحة بفهم سلف الأمة وأيضا هذا الأفضل طرحه كما ذكرتم بين طلاب العلم لأن الحكمة عدم ذكر ما قد يقتتن العوام بسماعه كما ورد عن بعض الصحابة قوله:(لا تدحثوا الناس بما لا يعقلون أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله)

قولك: و لذلك فإن العوام عند ذكر ألفاظ "الجهة و المكان" يتجه عقلهم مباشرة إلى التحيز فى المكان المخلوق

و معهم الحق فى ذلك لأن هذا هو أصل المعنى اللغوى الحقيقى للفظ و أى معنى آخر هو معنى مجازى محدث

فأقول: ليس بصيحيح فلا مجاز البتة في تفسير المكان بالمعنى العدمي اذا اضيف لله عز وجل بدليل القرآن وسالنة وفهم السلف فكل عربي يعلم أن ما أضيف لله ليس كالذي اضيف لمخلوقاته فحين نقول مكان وجهة الله فهذا بداهة عند العرب ليس كمكان وجهة المخلوق.

ولكن هذا لا ينفي ذلك وجود بعض الإشتراك في المعنى الذي يحوي كمالا لا نقص فيه

فالمكان دلالة على وجود الله فوق العرش وكذا المخلوق مكانه دلالة على وجوده في حيز يحده من كل جهة لكن مكان الله كان له معنى الكمال المطلق لأنه لا يحده لأنه مكان عدمي غير مخلوق ولا وجودي بينما مكان المخلوق يحده ووجودي ومخلوق


وكذا الجهة يُقال فيها ما قيل في المكان ويُزَادُ على ذاك أن الجهة إذا أضيفت إلى الله تشير إلى العلو فوق الخلق بالإشارة الحسية كما قال السلف والعلماء مستدلين بأحاديث اشارته صلى الله عليه وسلم في بعض خطبه بسببابته لله قائلاً اللهم فاشهد أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم وكذا المخلوق اذا كان في جهة علو في الأفق أشرنا له باليد ولكن علوه هذا نسبي يحده المكان فمهما كان عاليا فهو دون الله فبقي معنى الكمال المطلق في العلو لله وحده عز وجل فهو فوق كل شيء لا يحده شيء من خلقه.

أبوجنة
24.06.2009, 13:51
أخى الكريم بن عراق أنت ترتكب نفس الخطأ الذى تلوم على مخالفك أنه يرتكبه

فأنت تصر أن يستخدم هو ألفاظك بمفهومك أنت و هو يصر أن تستخدم أنت ألفاظه بمفهومه هو

و فى حقيقة الفهم أظنكما انتما الاثنين على صواب

و لا إشكال أبدا فى استخدام لفظة المجاز بالمرة فهو ثابت و صحيح إن تحققت ضوابطه

و يمكنك مراجعة الرسالة المدنية لشيخ الإسلام بن تيمية للوقوف على ضوابط المجاز إثباته خاصة فى باب الصفات و تفسير القرآن الكريم و الحديث النبوى

و حتى لفظة "المكان العدمى" فى ذاتها هى لفظة محدثة ولا إدراك لها فى العقل البشرى

بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا

فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه

فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى

و لكن إن أخذتها بمعناها المجازى الصحيح و الذى يعنى " حيث يستوى واجب الوجود بذاته على عرشه بائنا عن خلقه كما يليق بجلاله" لكان هو المعنى الصحيح الموافق للعقيدة الصحيحة للسلف الصالح

فكفى بالله عليك تصويب و تخطئ لكلام الإخوة و إلزامهم بما لا يلزم من ألفاظ محدثة طالما أن الفهم صحيح و العقيدة سليمة

للمرة الثانية . أرجو مخاطبة عقول العامة خاصة أن المنتدى والغرفة أصلا لمساكين النصارى ناهيك عن بسطاء المسلمين ضحايا مزاعم شبهات أهل الصليب الباطلة

و أرجو البحث عن مواطن الاتفاق بين الإخوة بلا فرض الوصاية على عقولهم

و مرة أخرى:

ننفى عن الله عز وجل المكان والجهة المخلوقتين كما يتصورهم العقل البشرى و يعنيه المعنى اللغوى الحقيقى

بن عراق
25.06.2009, 02:31
قولك أخي الحبيب: أخى الكريم بن عراق أنت ترتكب نفس الخطأ الذى تلوم على مخالفك أنه يرتكبه فأنت تصر أن يستخدم هو ألفاظك بمفهومك أنت و هو يصر أن تستخدم أنت ألفاظه بمفهومه هو و فى حقيقة الفهم أظنكما انتما الاثنين على صواب

فأقول: هذا الكلام مردود فأنا قيدت الإثبات والنفي بالمعنى الصحيح بينما هو نفى دون تقييد وهذا هو الذي لا يجوز لأنه النفي والإثبات لم يأتي بهما الشارع ولكن جاز النفي والإثبات فقط بتقييده بالمعنى الصحيح عند شرح الإعتقاد وايضا عند الرد على أهل البدع فشتان بين من يقول الله ليس في مكان وبين من يفصل ويقول الله في مكان عدمي او يفصل فيقول الله ليس في مكان مخلوق

قولك: و لا إشكال أبدا فى استخدام لفظة المجاز بالمرة فهو ثابت و صحيح إن تحققت ضوابطه و يمكنك مراجعة الرسالة المدنية لشيخ الإسلام بن تيمية للوقوف على ضوابط المجاز إثباته خاصة فى باب الصفات و تفسير القرآن الكريم و الحديث النبوى

فأقول: هذا الكلام يحتاج إلى أدلة طلبتها منك في موضوعك (هل التأذي صفة من صفات الله) ولم تأتِ بها بعد فأنا لا اعرف كيف اصل للرسالة هذه فلو وضعت الدليل من الصفحة والجزء وهل هي في مجموع الفتاوى مثلا؟ حتى نستفيد لكن أخي هكذا تحيلني على كتاب لا يكفي لأني أريد أن أقرأ كلام شيخ الإسلام يثبت فيه المجاز بالضوابط التي انت تشير إليها

بالمناسبة انا انتظرك اخي الفاضل في موضوع (هل التأذي صفة من صفات الله) هل ستكمل الرد هناك أم ابدأ بالرد عليك لأنك لم ترد على طرحي في آخر رد لي عليكم بارك الله فيكم لحد الآن وإنما ذكرتم قواعد وتوقفتم عن سردها مع ادلتها لسوء الإتصال بالإنترنت وقتها فأنا انتظر منك الإكمال هناك .

قولك: حتى لفظة "المكان العدمى" فى ذاتها هى لفظة محدثة ولا إدراك لها فى العقل البشرى بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه... إلخ)

فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى

فأقول: كلامك هذا يا أخي الفاضل كلام أهل البدع بعينه فهم ينكرون المكان العدمي وإن كنت تختلف معهم في النية فهم ينكرونه لأنه يثبت العلو وانت تنكره لشبهة حصلت لك في اللغة كتلك التي حصلت لك في صفة التأذي فكما هو ظاهر أنه قد التبس عليك الربط بين المعنى اللغوي والمعنى الحقيقي الشرعي فهنالك حقيقة لغوية وحقيقة شرعية فحين نفصل نقول المكان ثابت لله ولكنه مكان عدمي غير مخلوق وهذا حقيقة شرعية أما اللغة فنعم لن تجد فيها شيء اسمه مكان عدمي ولكن يا أخي الفاضل منذ متى نتحاكم للغة فقط دون القرآن والسنة وفهم سلف الأمة ولذلك صرح شيخ الإسلام ابن تيمية بصحة هذا اللفظ وابن القيم واللأباني وغيرهم كثيرون جدا ثم تأتي يا أخانا فتخطئهم جميعهم مع أنه لا يوجد لهم مخالف! كيف والقرآن والسنة تصرح بإثبات المكان لله على النحو اللائق به سبحانه وهو المكان العدمي قطعا! فترى أن شيخ الإسلام والعلماء يقولون ببدعة محدثة في العقيدة ويسكت لهم اهل السنة!

هذا أمر انعقد عليه الإجماع ولذلك انا اطالبك يا أخي بجلب قائل من علماء أهل السنة يقول بهذا التفصيل الذي تذهب اليه من تعطيل المكان العدمي عن الله ولن تجد سوى الأشاعرة والمعتزلة والماتوريدية والجهمية بنما تجد كلمة اهل السنة مجمعة على اثبات المكان العدمي لله عز وجل لأنه حقيقة شرعية وليس لغوية فهذا خلط عجيب!

إذ غاية ما في الأمر أن الله على العرش في مكان عدمي إذ لا يمكن القول بغيره لأن ما فوق العرش عدم خلا الله عز وجل والقول بنفي هذا يلزم منه الخروج عن عقيدة السلف وتوضيح الواضحات من أصعب الصعوبات!

ومن ذلك صفة النزول فالنزول في اللغة يلزم منه النقص وفي الحقيقة الشرعية يلزم منه الكمال لله عز وجل حين يضاف لله عز وجل كصفةٍ من صفاته وهذا الإلزام لا انفكاك لك عنه فإنه إلزام لغوي فإن كان الأمر لديكم اخانا هو الحقيقة اللغوية فعليك أن تنفي صفة النزول كما نفيت صفة التأذي وكما نفيت اثبات المكان العدمي لله عز وجل!

وبهذا يتبين أنني لا ألزم أحدا إلا بقال الله قال رسوله وفهم سلف الأمة وعلمائها كشيخ الإسلام الذي ينصر هذا كله وابن القيم والألباني وعلماء السلفيين جميعهم و لا يوجد عالم سلفي واحد يقول بنفي المكان العدمي عن الله .

فكلامك هذا من عندك ولذلك لما تكلمت به انت في ردود يا اخي هداني الله وإياك لم تأتِ بالدليل عليه من كلام العلماء بحيث تذكر فلان من العلماء وتنقل قوله ببطلان وجود المكان العدمي !

بينما على العكس تماما ما فعلته أنا فيجدني القاريء أنقل كلام أهل العلم في إثبات المكان العدمي فشتان بين كلامك وكلامي وأدلتي ولا أدلة لك من كلام العلماء الذي فهموا العقيدة وحققوها كشيخ الإسلام وغيره كثير ولا مخالف لهم وهذا إجماع منهم تبعا لسلف الأمة ولذلك لن تجد اخي الفاضل مخالف من علماء السلفيين يقول بقولك في أن المكان العدمي لا ينسب لله!

قولك: للمرة الثانية . أرجو مخاطبة عقول العامة خاصة أن المنتدى والغرفة أصلا لمساكين النصارى ناهيك عن بسطاء المسلمين ضحايا مزاعم شبهات أهل الصليب الباطلة و أرجو البحث عن مواطن الاتفاق بين الإخوة بلا فرض الوصاية على عقولهم .

فأقول: اخي الحبيب عقول العامة انت خاطبتها في موضوعك أيضا (هل التأذي صفة من صفات الله) فهل انكرنا عليك وقلنا لا تتكلم هذا موضوع كبير ! مع أنك لم تنقل قول عالم يقول بقولك حتى نقول مسبوق لما قاله!

لماذا لما أنا أنقل كلام العلماء والأحاديث والقرآن واجماع العلماء أصبح لا أخاطب عقول العامة! فسبحان الله كيف استقام النقيضان لديك!

فأنا لم ابحث عن ما اختلف فيه الأخوة وإنما ذكرت ما أجمع عليه العلماء بينما كلامك في الموضوعين هنا وهناك لم يقل به عالم سلفي واحد فيا سبحان الله فمن الذي يثير الخلاف بين الأخوة ولكن مع ذلك لا اراك تثير الخلاف ولكنك اخ فاضل مشتبه ببعض الشبهات نحبه ونريد له الخير ولا نظن به السوء

أخي بالنسبة لفرض الوصاية انا لم افرض وصاية على أحد فبكل بساطة انا اتكلم في أمر أجمع عليها العلماء وهو إثبات المكان لله عز وجل بالمعنى العدمي وبالأدلة من كلام العلماء والحديث والقرآن

الوصاية تكون لو أنني قلت حرفا ولم آتِ له بدليل من قرآن أو سنة أو إجماع .

السلام عليكم

أبوجنة
25.06.2009, 13:20
السلا م عليكم

أخى الكريم بن عراق

أول نصيحة أنصحها لك أن تحتفظ بنسخة من مشاركتك الأخيرة ثم لا ترد على مشاركتى هذه بعد

و الأسباب أمور فنية تتعلق بصيانة المنتدى و هى نفس الأمور التى تمنعنى من استكمال الكلام فى موضوع التأذى

لكن بعد أيام قليلة سنستكمله إن شاء الله

أما عن موضوعنا هنا فعجب العجاب أنك تنسب لى ما لم أقله من نفى المكان العدمى ثم تخوض فى عموم إخوتنا الأحباء من عقلاء الأشاعرة و الماتريدية و تضمهم إلى الضالين من الجهمية الفاسدين

و كل ذلك و أنا لم أنفى المكان العدمى و إنما تكلمت فى اللفظ فقط

و كل ذلك و أنا أشيد بمعنى كلامك و أوافقك عليه و لا أنفيه

و كل ذلك و أنا أقول بنفس كلام أهل السنة و اعلماء السلف الصالح الذين ينفون عن الله المكان و الجهة بالمفهوم العقلى المدرك للبشر و هو عين ما تقوله أنت

لكن الفارق أننى أتوجه فى كلامى لعموم الناس و ليس لطلبة العلم.

فماذا لو كنت خالفتك فيما جانبك فيه الصواب مثل موضوع التأذى؟

لا حول ولا قوة إلا بالله

الخلاصة

الله سبحانه و تعالى منزه عن المكان المخلوق و الجهة المتحيزة مستو فوق عرشه كما يليق بجلاله ولا تدركه العقول

و صلى الله و سلم على من قال:

أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا

لقد كففتُ عن الكلام فى هذا الموضوع

miran dawod
25.06.2009, 15:51
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لا استطيع قراءة الموضوع لأن الخط صغير جدا بصراحة ارجو من احد الادارين تكبير الخط بعد اذنكم وجزاكم الله خيراً

حارس العقيدة
25.06.2009, 16:53
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لا استطيع قراءة الموضوع لأن الخط صغير جدا بصراحة ارجو من احد الادارين تكبير الخط بعد اذنكم وجزاكم الله خيراً


تم أختي الكريمة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

miran dawod
25.06.2009, 17:24
كحديث الجارية في صحيح مسلم وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين الله فقالت الجارية: في السماء فقال عليه الصلاة والسلام: إعتقها فإنها مؤمنة)

الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال للجارية يمتحنها : ( أين الله !؟ قالت : في السماء ، قال لها : من أنا !؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة )

هناك الكثير من الادلة في القرآن على وجود الله عزوجل في السماء منها:


﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ]



الجواب من الناحية العلمية : الله في السماء ، وجب تفسير السماء بالعلو المطلق ، أي : الله فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان ، بهذه الطريقة آمنا بما وصف الله - عز وجل - به نفسه بدون تشبيه وبدون تعطيل . فإن التشبيه أن أقول : كما أنا في هذا المكان ، وحاشاه ! والتعطيل أن نقول كما تقول المعطلة : الله ليس في السماء

بارك الله فيك أخي بن العراق وبارك الله في الاخ أبو جنة على الحوار الطيب وبارك الله في الأخ حارس العقيدة من الصباح احاول قراءة الموضوع لم استطيع بسبب صغر الخط جزاك الله خيراً على تكبير الخط .

miran dawod
25.06.2009, 18:23
نصوص إثبات العلو من الكتاب والسنة:
النصوص الواردة والمتنوعة والمحكمة على علو الله على خلقه وكونه فوق عباده بالتفصيل:
أولاً: التصريح بالفوقية مقروناً بأداة (من) المعينة للفوقية بالذات, قال الله تعالى:{ يخافون ربهم من فوقهم } النحل 50.
ثانياً: ذكرها مجردةً عن الأداة, قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده } الأنعام 18.
ثالثاً: التصريح بالعروج، قال تعالى:{ تعرج الملائكة والروح إليه } المعارج 4.
رابعاً: التصريح بالصعود إليه، قال تعالى:{ إليه يصعد الكلم الطيب } فاطر 10.
خامساً: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه, قال تعالى: { بل رفعه الله إليه} النساء158, { إني متوفيك ورافعك إليّ } آل عمران 55.
سادساً: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتاً وقدراً وشرفاً، قال تعالى:{وهو العلي العظيم } { وهو العلي الكبير } { إنه علي حكيم }.
سابعاً: التصريح بتنزيل الكتاب منه، قال تعالى: { هو الذي أنزل عليك الكتاب...} آل عمران 7، {تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} غافر2.
ثامناً: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض، قال تعالى:{ إن الذين عند ربك }الأعراف206،{ وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} الأنبياء19. وفي هذه الآية نلاحظ الفرق بين (له من) عموماً وبين (من عنده) من ملائكته وعبيده خصوصاً, وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي والحاكم عن النعمان بن البشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفيّ عام وهو عند العرش وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان) صحيح.
تاسعاً: التصريح بأنه تعالى في السماء والمراد بها العلو، قال تعالى:{ أأمنتم من في السماء } الملك16، وكما ذكرنا سابقاً يجوز لفظ (في) بمعنى (على)، وقد أولت طائفة أن من في السماء هم الملائكة وليس الله وهذا قول باطل لأن الأحاديث تثبت أن الله في السماء فالحديث الذي رواه أحمد وأبو داوود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وهو حديث صحيح، والحديث يتكلم عن الرحمن تبارك وتعالى، فهو لا يتكلم عن الملائكة، فالله هو الذي يرحم ويعذب ويعاقب.

عاشراً: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات {ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد الترتيب.
حادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، فعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين) ،حديث صحيح.
ثاني عشر: التصريح بالنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا، ونحن نعلم أن النزول المعقول عند جميع الأمم يكون من علو إلى سفول، والله أعلم بكيفية النزول.
ونذكر الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( يتنزّل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له).
ثالث عشر: الإشارة حساً إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم بربه محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حينما قال: (أنتم مسؤولون عني فماذا أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فرفع إصبعه الكريمة إلى السماء رافعاً لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء قائلاً :اللهم فاشهد). رواه مسلم وأبو داوود من حديث جابر بن عبد الله، وحديث أنس رضي الله عنه والذي ورد في الصحيحين أنه قال:كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات.
رابع عشر: التصريح بلفظ "الأين" كقول أعلم الخلق به وأنصحهم لأمته وأفصحهم بياناً عن المعنى الصحيح بلفظ لا يوهم باطلاً، بقوله للجارية السوداء ((أين الله؟)) وهذا ما سنشير إليه فيما بعد، وهناك فئة ينكرون هذا السؤال، باحتجاجهم بأن هذا السؤال مثير للفتنة كما أوردنا في بداية البحث ويعتمدون على قوله تعالى:{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} قال الطبري شيخ المفسرين رحمه الله في خبر روي عن ابن عباس حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد، قال ابن عباس: (( التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه)). فالمتشابه بقول بعض العلماء إنه الحروف المقطعة من القرآن وهذه التي لا يعلمها إلا الله ومثلها ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك؛ فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها، لاستئثار اللّه بعلم ذلك على خلقه.
ومنهم من قال: إن القرآن جملة وتفصيلاً محكم ولفظ المتشابه أي التشابه بين الآيات وليس لشبهة بينها.
ومنهم من قال: إن التشابه بالآيات هو ما يعلمه الراسخون في العلم مع إيمانهم بها بعيدين عن العوام وعن الذين يبتغون الفتنة كما فعله الجهمية والمعطلة والمعتزلة الذين في قلوبهم زيغ فأرادوا الفتنة ولم يريدوا علماً نافعاً.

الخامس عشر:إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطّلع إلى إله موسى فيكذبه بما أخبره من أن الله فوق السموات فقال: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلّي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطّلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً}.
فمن نفى العلو فهو فرعوني، ومن أثبته فهو موسويٌّ مُحَمَّدِي.
السادس عشر : إخباره صلى الله عليه وسلم كيف تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه في المعراج مراراً عدة والحديث معروف بالصحيحين.
السابع عشر:النصوص الدالة على رؤية أهل الجنة لله تعالى من الكتاب والسنة وإخباره النبي أنهم يرونه كرؤية الشمس والقمر فلا يرونه إلا من فوقهم ونعلم أنه لا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية ولهذا نفى الجهمية الأمرين الرؤية والفوقية وأثبت أهل السنة والجماعة الأمرين وصار عندهم من أثبت الرؤية ونفى العلو مذبذباً بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

بن عراق
26.06.2009, 01:03
السلام عليكم..

شكرا لكم أختي الفاضلة ميران على ما أضفتم من فوائد وجزاكم الله خيراً

الأخ الحبيب أبو جنة

قولك: أول نصيحة أنصحها لك أن تحتفظ بنسخة من مشاركتك الأخيرة ثم لا ترد على مشاركتى هذه بعد

فأقول: لم افهم بوركت أخي في الله ولكن يغلب على ظني أنك تعني أن أحتفظ بنسخة من مشاركتي الأخيرة ثم لا ارد حتى تردون بخصوص موضوع التأذي فسوف أفعل إن شاء الله.

قولك: أما عن موضوعنا هنا فعجب العجاب أنك تنسب لى ما لم أقله من نفى المكان العدمى .. حتى قلتَ وكل ذلك و أنا لم أنفى المكان العدمى و إنما تكلمت فى اللفظ فقط و كل ذلك و أنا أشيد بمعنى كلامك و أوافقك عليه و لا أنفيه

فأقول: قلتَ في ردك السابق: (و حتى لفظة "المكان العدمى" فى ذاتها هى لفظة محدثة ولا إدراك لها فى العقل البشرى بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى و لكن إن أخذتها بمعناها المجازى الصحيح و الذى يعنى " حيث يستوى واجب الوجود بذاته على عرشه بائنا عن خلقه كما يليق بجلاله" لكان هو المعنى الصحيح الموافق للعقيدة الصحيحة للسلف الصالح)

وهذا واضح في نفي اللفظ أما المعنى فأنت حسب كلامك في ردك الأخير تقول به ولكن من قرأ كلامك هذا الذي نقلته عن ردك السابق علم أنك تنكر وجود معنى للمكان العدمي ولذلك تقول: (بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى) ومعلوم أن الحقيقة الشرعية هي المعتبرة لأنها تقيد اللغة بالأدلة من القرآن والسنة وهذا مر الرد عليه دون تعليق منك! غاية كلامك الذي نقلته لك من ردك السابق أن الله ليس في مستوياَ في عدمٍ فوق العرش وإنما مسوي فوق العرش والفرق ظاهر بين العبارتين وهذا أمر ظاهر لأنك قلت بعدها: (و لكن إن أخذتها بمعناها المجازى الصحيح و الذى يعنى " حيث يستوى واجب الوجود بذاته على عرشه بائنا عن خلقه كما يليق بجلاله" لكان هو المعنى الصحيح الموافق للعقيدة الصحيحة للسلف الصالح)

ولكن مع هذا كله أقول هذه زلة قلم منك .

قولك: ثم تخوض فى عموم إخوتنا الأحباء من عقلاء الأشاعرة و الماتريدية و تضمهم إلى الضالين من الجهمية الفاسدين

فأقول: أخي في الله أجمعت كلمة العلماء على ضلال الأشاعرة والماتريدية في باب الأسماء والصفات وإن كان ضلالهم أقل من الجهمية ولا شك ولكن الجميع ضل وعَطَّلَ ولكن تعطيلهم على درجات فلا شك أن الجهمية أشد ضلالاً من الأشاعرة والماتوريدية كما ذكر العلماء ولا أدري كيف صار الأشاعرة والماتوريدية عقلاء في باب الصفات لديك يا هداني الله وإياك وهم ينكرون العلو مثلهم مثل الجهمية في أصل الأمر وينكرون كثيرا من الصفات وما اثبتوه منها لم يثبتوه على الحقيقة بل على طريقة المجاز! وهم من أنكروا ان يكون الله في مكان عدمي تماما كمقالتك يا اخي الفاضل فجئتني بأشعري او ماتوريدين يقول الله في مكان بهذا المعنى الصحيح مستحيل تجد وهنا تنبه لا اتكلم عن اللفظ الذي أجمع العلماء عليه وانت تنكره كما مر توضيحه!

كلامك هذا يا اخي الفاضل لم يقله عالم سلفي البتة واعلم أني أقول هذا وأني لآظنك متأثر بهم من حيث لا تدري لأنك تمدحهم في باب الصفات وتصفهم بالعقلاء وهم معطلة لصفات الله ينكرون علو الله الحقيقي الذاتي الحسي وصفات الله كلها ليست حقيقية عندهم!

كيف وهم أصحاب المقولة (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم ) التي انكرها العلماء السلفييون ووضحوا تناقضهم وتناقضها ! وذكروا أن هذه تدل على تناقض الأشاعرة والماتريدية إذ طريقة السلف أسلم وأحكم قطعا بدليل القرآن والسنة !

قولك: و كل ذلك و أنا أشيد بمعنى كلامك و أوافقك عليه و لا أنفيه

أخي الحبيب حنانيك عليَّ فأنت بأني أفرض وصاية على الأخوة! وأنت يا اخي وفقني الله وإياك للرشاد من زعم بطلان لفظ المكان العدمي لغويا وهو حقيقة شرعية واستدلالك باللغة هكذا دون قرينة الشرع هو عبين فعل المعطلة من الأشاعرة والماتريدية والجهمية ولذلك فأنت في الحقيقة نقلت من حيث لا تدري قولا من أقوال أهل البدع ولم يقله عالم سلفي واحد والإجماع على خلافه

لا شك أنك اشدت بمعنى المكان العدمي ولكنك رفضت اللفظ وهذه بدعة فلذلك انا قلت ما قلته ولك أبدعك والعياذ بالله كيف وانا أعلم من كلامك أنك مشتبه ولكن قلت أنك تقول بدعة وليس كل قائل بدعة مبتدع كما قال العلماء إلا بعد إقامة الحجة فالأمر دين .

قولك: و كل ذلك و أنا أقول بنفس كلام أهل السنة و اعلماء السلف الصالح الذين ينفون عن الله المكان و الجهة بالمفهوم العقلى المدرك للبشر و هو عين ما تقوله أنت لكن الفارق أننى أتوجه فى كلامى لعموم الناس و ليس لطلبة العلم.

فـأقول: أخي الفاضل انت تنفي دون قيد (الله ليس في مكان وتسكت كما مر في تصويبك لقول من قال ذلك دون قيد!) وهذا الإطلاق دون قيد غلط نبه إليه العلماء فيما مر من كلام في موضوعي فإنه تسبب في أمرين:

1- جعل الناس يفهمون ان قول الله في مكان بالمعنى العدمي باطلا! فعدم التفصيل هنا فيه محذور خطير كما مر من كلام العلماء وبالتالي يتضح خطأكم بارك الله فيكم في قولكم :(لكن الفارق أننى أتوجه فى كلامى لعموم الناس و ليس لطلبة العلم.)
فيجب التفصيل لأن العبارات التي لم تقيد (الله في مكان أو الله ليس في مكان)لا تجوز والعبارات المقيدة بالمعكان العدمي او المخلوق هي فقط الجائزة لأن عدم التقييد في شرح العقيدة امام العوام يجعلهم عرضة للشبهات وهذا كثير في كلام العلماء.
2- جعل المبتدعة يستغلون ذلك لنصر بدعتهم في التعطيل ونفي المكان العدمي لفظا ومعنىً وهذا المحذور نبه اليه العلماء في مر في موضوعي

ثم يا أخي انت تقول في غالب الأمر ولكن جزئة منه عندك هي قولٌ ميتدع لم يقله سوى المعطلة كالأشاعرة والماتريدية والجهمية وهي نفي لفظ المكان العدمي عن الله هكذا وإن كنت تختالفهم في اثبات المعنى فيه ولكن موافقتك لهم في ترك اللفظ المقيدة (اي لفظ الله في مكان عدمي) هذه بدعة وليس في هذا شيء فالحق نقوله ولست يا اخي بمبتدع فأنت بارك الله فيك غاية امرك أنك مشتبه خاصة بعد جعلك للأشاعرة والماتريدية عقلاء في باب الصفات!.

قولك: فماذا لو كنت خالفتك فيما جانبك فيه الصواب مثل موضوع التأذى؟ لا حول ولا قوة إلا بالله

فأقول: غاية الأمر عندي انك مشتبه ودليل ذلك أنك لا تنقل قول عالم سلفي واحد يقول بقولك فيما تذكر من نفي لفظ المكان العدمي ونفي صفة التأذي التي أجمع السلف على إثباتها كما مر من كلام شيخ الإسلام في موضوعك (هل التأذي من صفات الله) فلا أنا من الذين لا عمل لهم حتى ابدع وأعلن الوصاية ولكن اذا كان لي فراغ أكتب به اذكر الأدلة وأقوال العلماء وإجماعاتهم وهذا يا زميلي أمر عقدي وليس أمر هين!

وقد مر أن طلبت منك يا اخانا الحبيب كلام لعالم سلفي واحد يقول فيه بما تقوله من نفي لفظ المكان بالمعنى العدمي!ولم تأتِ به!

وكذلك طلبت منك في موضوعكم (هل التأذي من صفات الله) من قال بقولك فلم تأتِ به!ّ

ومعلوم مما سبق في موضوعي وموضوعك يا اخي الفاضل أنك مشتبه لأنك تخالف في امرين أجمع العلماء عليهما وهما إثبات لفظ المكان العدمي وصفة التأذي

قولك:و صلى الله و سلم على من قال: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا )لقد كففتُ عن الكلام فى هذا الموضوعأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا

فأقول: يا أخي الحبيب هذا الكلام الطيب عنه صلوات الله وسلامه عليه يقدر على نقله كل أحد يا اخي الحبيب ولكن العبرة بالحقائق والأدلة لا بنقل الكلمات كما قال العلماء بوركت

فهل قال بقولك عالم سلفي في أن لفظ المكان العدمي باطل لبعا لا ولذلك لم تعلق بشيء

وهل قال عالم سلفي أن الأشاعرة والماتردية عقلاء في باب الصفات !!!

ثم يا أخي أي مراء هذا الذي تتكلم عنه عفا الله عنك !

فمرة تصفني بأني افرض وصاية ومرة تصفني بالمراء !

أخي الحبيب أنا أقدر أنك منزعج ولكن أعلم أني أحبك ولكني أحب الحق أكثر منك فلا تغضب الأمر دين وليس والله حظوظ دنيا

فاذكر لي عالما سلفيا قال بقولك في نفي لفظ المكان العدمي وأن الأشاعرة والماتردية عقلاء أو أن بعضهم عقلاء في باب الصفات!

في الحقيقة يا اخي الفاضل لا أرى لديك لا قول عالم ولا دليل وارى شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والألباني وكثيرون هم العلماء السلفييون الذين يقولون بقولي في هذا الأمر حتى انطبق الإجماع ولم ينكر عليهم ذلك اللفظ أحد من العلماء! وهم من أسند كلامهم بحديث الجارية الذي فيه لفظ اين الذي سأل به عليه الصلاة والسلام عن الله وهذا يثبت المكان العدمي معنىً ولفظاً لأنه حقيقة شرعية وليس هنالك عبرة بالحقيقة اللغوية لأن الشرع قيدها بالأدلة وهذا ما لم تعلق عليه أيضا ! حتى حين طالبتك بكلام شيخ الإسلام في المجاز لم تنقله عفا الله عنك!

أبوجنة
26.06.2009, 14:08
كل هذا الرد بعدما قلت لك أننى كففت؟

فماذا لو كنت قلت لك أننى مستمر فى الحوار

كأنى كنت أكلم نفسى

أو كأن ما كتبته كان بلسان سنسكريتى

لا علاج لهذا عندى

ربنا يهديك يا أخ بن عراق أنت و إيانا والمسلمين أجمعين

بن عراق
27.06.2009, 02:16
السلام عليكم

أبو جنة أنا كلمتك بكل أدب فأرجو عدم الإستهزاء عفا الله عنك حين تقول: ( أو كأن ما كتبته كان بلسان سنسكريتى)

وغاية الأمر أني رددت وفصلت لأنك في ردك السابق طرحت شبهات وأنا رددت عليها بالأدلة من القرآن والسنة وإجماع العلماء وبينت كلامهم في غير العقلاء الأشاعرة وغيرهم في باب الصفات من أهل البدع ممن تمدحهم

فلي الحق في الرد على كلامك كما هو معلوم في المنتدى فأنا ما اسأت الأدب والحمد لله أنا تمنعني أخلاقي عن الكلام بلا أدب

ثم كلامي ليس معك وحدك يا اخي هداك الله وإنما كلامي للجميع في المنتدى من الأخوة والأخوات لأن هذا حق يجب معرفته بأدلته والرد على الشبهات!

فأنت لم ولن تأتِ والله أعلم بدليل من كلام العلماء يسبقك إلى قولك البدعي (بنفي لفظ المكان العدمي) هداك الله والذي لم يقل به سوى الأشاعرة والماتريدية الذين سميتهم عقلاء في معرض الكلام عن الصفات!

أنا أعتقد أني على حق وسبقني له جميع علماء اهل السنة ولي أن ارد على كلامك وإن كنت لا تريد الرد فهذا أمر يعود لك وليس لي !

وهل اذا انت قررت عدم الرد فلا يجوز لي الرد وكشف البدعة التي قلتها وقائليها من المعطلة! الذين تمدحهم هداك الله!

سبحان الله!

وأخيرا بعد أن لم ترد يعلم كل قاريء لكلامي وكلامك من الذي جاء بأقوال العلماء والأدلة من القرآن والسنة والإجماع ومن الذي ترك الحوار ولم بوضح ما اعتقد أنه حق وفرض عليَّ وصاية فلا يريدني أن أرد عليه!

فعدم الرد يجيده كل أحد لأنه ليس بشيء عند الباحثين المنصفين

هداني الله وإياك

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

نوران
27.06.2009, 06:32
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي ببعض التوضيح أخي الكريم ابن عراق

الأخ أبي جنَّة لم يحجر على مواضيع ولا ردود لأي عضو أيا كان

المشكلة أنَّا لدينا أعمال فنية بالمنتدى ونقل إلى سيرفر آخر

وهذه العملية إن تمت يكون هناك إهتمال لضياع عدد من المواضيع خاصة الأيام الأخيرة

ولان هذا الموضوع قيم وردك لايستهان به خصك أخوك الفاضل أبو جنَّة بالنَّصيحة

ولقد سألت مستوضحا لكني شغلت رغم عزمي على التوضيح أمس

لذا أعتذر منكم أخي الفاضل

أمَّا رد أخيك فهو من باب المداعبة وقد صارت بينكم أخوة كما أرى أعتقد تسمح بذلك



موفقين بإذن الله

أبوجنة
27.06.2009, 17:55
الإشكال أن الأخ بن عراق يرد و كأنه فعلا إما لم يقرأ كلامى بالمرة

لا يفهم أصلا اننا متفقان فى هذا الموضوع

بن عراق
27.06.2009, 23:51
السلام عليكم

أختاه نوران شكرا على التوضيح جزاكِ الله خيرا وأعلمي يا رعاكم الله إنه والله لو كان الأمر بشأني فلا والله ليس ذلك بكبير ولكن الأمر دين

الأخ ابو جنة الإتفاق على اللفظ (المكان العدمي) لم يحصل بيني وبينك فأنت تنكر اللفظ! نعم المعنى اتفقنا عليه ولكنك بمخالفتك في اللفظ خالفت الإجماع بين علماء الأمة على صحة إطلاق لفظ المكان العدمي واعتبرته بدعة لأنك تعتبره غلط لغوياً! وهذه طريقة المعطلة ككلامهم في نفي صفة النزول تماماً فلا تهمهم الحقائق الشرعية وكما مر بيانه أن المكان العدمي حقيقة شرعية بالأدلة سبقني به العلماء كخير من قرر عقيدة السلف شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم! وغيرهم كثير يصعب حصرهم!

ثم أراك تمدح الأشاعرة والماتريدية بوصفهم بالعقلاء في معرض ردك علي لذمي لطريقتهم في الصفات! وهذا الكلام لا يوجد عالم سلفي يوافقك فيه على وجه الأرض!

وقد مر الكلام وتفصيل ما مر من خلاف في الردين السابقين وأصل الموضوع

اللهم اهدنا انا وإياه لصواب القول والعمل آمين آمين آمين

اللهم إني أعوذ بك من الرياء والمراء وأسألك الإخلاص آمين آمين آمين

Dr-AlGharieb
28.06.2009, 02:27
السلام عليكم.
بالنسبة للفظ المكان والجهة والحيز والجسم ..الخ من الألفاظ الموهمة فهذه لا تذكر إلا مقيدة كما ذكره الأخ ابن عراق نقلا عن شيخ الإسلام في كتابه التدمرية وكذلك نقله في مواضع من مجموع الفتاوي ..وهذا هو الحق وما ذكره شيخ الإسلام كان في باب الرد على الأشاعرة النفاة للمكان مرتبين عليه نفي استواء الله على عرشه واستقراره عليه وعلوه وارتفاعه وصعوده ..
وأنا أقول دعوى الاجماع على ذكر المكان العدمي والجهة العدمية بهذا اللفظ دعوى عارية عن الصحة..ولم أقف فيما اطلعت عليه من كتب في العقيدة لشيخ الاسلام وغيره أن أحدا من السلف ذكر المكان العدمي في كلامه إلا ما ذكره عن ابن رشد الحفيد الفيلسوف المعروف.
ولذلك أخبر الإمام أحمد أن دعوى الإجماع في كثير من المسائل غير موجود فمن الذي قد أحاط علما بكل أقوال العلماء وهذا ما قرره ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين..
إذن نتوصل إلى نتيجة أن الأصل عدم إطلاق المكان العدمي والجهة العدمية في تقرير العقيدة لعدم ورودها بهذا اللفظ في الكتاب والسنة بل ولا كلام السلف الصالح وهاكم كتب السلف منتشرة بيننا ما وقفنا على كتاب واحد لهم ينقل فيه لفظ الجهة العدمية أو المكان العدمي ولما أقول كتب السلف أعني بهم كتب السلف المسندة ككتاب الالكائي والآجري وابن بطة والدارمي والامام أحمد في رده على الزنادقة وكتاب السنة للخلال ومثله لعبدالله بن الإمام احمد والبينة على من ادعى.
نتوصل كذلك إلى أن هذا اللفظ ذكره شيخ الإسلام في ردوده على المعطلة النفاة لعلو الله بدعوى أن المكان مخلوق فلا يجوز تحيز الخالق فيه .
ثم نتوصل كذلك إلى أن هذا الكلام لا يذكر للعوام عند تقرير العقيدة لأمرين..أحدهما عدم وروده في الكتاب والسنة والثاني عسر فهمه عليهم.
ويدلل على كلامي هذا أن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه لم يتطرق للمكان العدمي والوجودي ومثله الجهة في كتابه العقيدة الواسطية لأنها مرسلة إلى أهل بلد عامتهم من العوام وكان هدفه هو تقرير العقيدة السلفية الصحيحة من غير دخول فيما استحدث من ألفاظ تحتمل الصحة والبطلان.
إذن الخلاصة باب تقرير العقيدة للعوام يختلف عن تقريرها في الرد على شبهات المخالف ودحض أقواله بأسلوبه ومنطقه الذي يعتمد عليه.
نقطة أخيرة أهل علم الكلام كانوا من الأذكياء ولذلك قال عنهم الذهبي أو غيره أهل علم الكلام أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء فعقولهم لم تنفعهم وأفكارهم زلت بهم لذلك قال قائلهم:
نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال الخ وهو الرازي.
ثم إن الأشاعرة والماتريدية لم يضلوا في الصفات فقط بل خالفوا في الإيمان والقدر ومصادر التلقي وغيرها من أمور ذكرها الشيخ دالدكتور سفر الحوالي حفظه الله في رسالته في الرد على الأشاعرة ..وكما هو معروف في كتبهم كشرح البيجوري على الجوهرة وكتاب المحصول للرازي والتوحيد لأبي منصور وغيرها.والله الموفق

miran dawod
28.06.2009, 19:29
كلام السلف في إثبات صفة العلو نجدها كثيرة فمنها:
ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق يسنده إلى مطيع البلخي: أنه سأل أبا حنيفة لمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقال الإمام أبو حنيفة: قد كفر، لأن الله تعالى يقول:((الرحمن على العرش استوى)) وعرشه فوق سبع سموات.
قلت: فإن قال إنه على العرش ولكن يقول لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر لأنه أنكر أنه في السماء فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر. وزاد غيره: لأن الله في أعلى عليين.
وروى ابن عبد البر في كتاب التمهيد: قول الإمام مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان.
ونذكر قول أبي عمر الطلمنكي: في كتابه الأصول: أجمع أهل السنة على أن الله تعالى استوى على عرشه بذاته على الحقيقة لا على المجاز، ثم ذكر قول مالك السابق.
وأما قول الإمام الشافعي: فقد قال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حدثنا أبو شعيب وأبو ثور عن محمد بن إدريس الشافعي قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك، وغيرهما: الإقرار بشاهدة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء.
وأما قول الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله: قال الخلال في كتاب السنة أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سألت أحمد ابن حنبل عمن قال: إن الله تعالى ليس على العرش، فقال: كلامهم كله يدور حول الكفر.
وقال أبو طالب سألت أحمد ابن حنبل عن رجل قال إن الله معنا وتلا قوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقال أحمد يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها، هلّا قرأت{ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات}فهو بالعلم معهم وغير مماس لشيء من خلقه.
ونذكر أيضاً قصة أبا يوسف في بشر المريسي حينما سمعه يقول وهو ساجد: سبحان ربي الأسفل فأراد أن يقيم عليه الحد لقوله ذلك، فقد أنكر قوله تعالى:{سبح اسم ربك الأعلى} رواه ابن أبي حاتم بسند صحيح.
ونذكر أيضاً قول ابن المبارك حينما سُأل أين الله؟ فأجاب: اللهُ فوق العرش بذاته وهو بائن عن خلقه وهو معهم بعلمه. ( بائن من خلقه: أي مستغنٍ عنهم وهو غني عن العالمين).
ونذكر قول ابن خزيمة: فقد قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب تاريخ نيسابور، وفي كتاب علوم الحديث: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سماوات وأنه بائن من خلقه فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة، ومن ينكر رؤية الله في الآخرة فهو شر من اليهود والنصارى والمجوس وليسوا بمؤمنين عند أهل السنة والجماعة.
وأما قول أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه صريح السنة: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر.
ونذكر قول ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية في باب الإيمان أنّ الله فوق عرشه وأن الله هو الذي أخبر بذلك ورسوله أيضاً وأجمع عليه السلف من أنه فوق سماواته على عرشه وهو مع خلقه أينما كانوا يعلم ما يعملون, كما جمع بين ذلك في قوله:{هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}. فليس معنى قوله:{وهو معكم أينما كنتم}أنه مختلط بخلقه فإن هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه السلف وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، ولله المثل الأعلى أنّك تلاحظ القمر وهو آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته تجده موضوعاً في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان، والله سبحانه وتعالى فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني الربوبية. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه صواب، حقيقته لا تحتاج إلى تحريف أو تأويل.
ومعنى مهيمن عليهم قال ابن عباس: أي مؤتمنٌّ عليهم، وقال الكسائي: شاهدٌ عليهم، وقال غيره: رقيباً عليهم، فهيمن يهيمن هيمنةً أي رقيباً على كل شيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله:{ وهو معكم أينما كنتم} قال: عالم بكم أينما كنتم، وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان الثوري أنه سأل عن قوله: { وهو معكم أينما كنتم } قال: علمه. وأما قوله:{ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } أي هو إله من في السماء ومن في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه. وهذه الآية كقوله: { وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون }. أي هو الذي يدعوه من في السموات ومن في الأرض لأنه يعلم السر والجهر.
إذاً لماذا نحاول أن نجتهد وأن نؤوّل وأن نفسر على أريحيتنا ونترك تفسير من قد سلف فهم كانوا من أخير الناس وأفضلهم ولا تنسى أن الزمان الذي نعيشه زمان فتن وأهواء وملذات وشهوات زمان كثير فيه خطباؤه قليل فيه علماؤه؟!
والذي يجري الآن أن معظم طلاب العلم والذين يأخذون العلم من المشايخ ويعتمدون تأويلاتهم دون الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وماذا قال السلف، فبهذا يعتبرون كلام المشايخ مخطوطة يرجع إليها. ونذكر قول الإمام مالك رحمه الله حينما قال: ((كلٌّ يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر الرسول))، ونذكر قول أبي حنيفة: ((نقول الكلام اليوم ونرجع عنه غداً ونقوله غداً ونرجع عنه بعد غد)).
بقي أن نذكر قول ابن مسعود رضي الله عنه: ((من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)). وقال ابن مسعود أيضاً: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)).
فلم هذا التعصب الذي نلحظه اليوم للعلماء أم أننا تتبع القاعدة لا تعترض فتنطرد، وهذا هو التقليد الأعمى الذي حدث عنه عدي بن حاتم، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك قال: فطرحته وانتهيت إليه وهو يقرأ في سورة براءة، فقرأ هذه الآية:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} قال: قلت: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم ! فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم .
تمسك بحبل الله واتبع الأثر *** ودع عنك رأياً لا يلائمه خبر
لذلك أقول بعد كل هذا إنه إذا سألك أحد أين الله فأجبه، وأنت مطمئن ((أنه فوق العرش بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه)).
أو قل له في السماء واشرحها له حتى لا يقول لك إنك حجرت وحجّمت وحيّزت.
وإن لم تستطع النقاش، فعد إلى إيمان العجائز وإيمان الأطفال أي عد إلى الفطرة واسأل نفسك فستجيبك في الأعلى، فإن خانتك فاسأل طفلاً صغيراً، فسيقول لك فوق في العالي أو ينظر إلى السماء.

أبوجنة
28.06.2009, 23:17
من ينكر علو ذات المولى عز وجل و استوائه على عرشه ليس منا

و لكن ليس هذا هو موضوعنا هنا

كما أن الموضوع ليس للخوض فى ساداتنا و كبرائنا و سلفنا الصالح من قدماء و علماء الأشاعرة و الماتريدية الذين نتقزم نحن و شيوخنا و شيوخهم فى العصر الحالى عن الكلام عنهم مثل الإمام القرطبى مثلا

ولا التفصيل فى الخلافات حول الأشاعرة و و المارتيدية أهل السنة أو من يخالفهم من الجهمية و المعتزلة الضالين

الموضوع عن استخدام لفظى المكان و الجهة

أتراه لم يستوف؟ !!!

جزى الله خيرا كل من شارك فى الموضوع مشاركة إيجابية

بن عراق
29.06.2009, 03:15
السلام عليكم

الأخ الفاضل الحبيب الغريب أهلا وسهلا بك

كلامكم أخي الفاضل رائع

فالمكان والجهة لا نثبتها إلا بقيد كما ذكرتم هذا أمر غاية في الأهمية ولا نطلق هكذا فنوهم الناس شيئا باطلاً

وهذا ما يخالف فيه الأخ الفاضل ابو جنة فهو ينفي المكان دون قيد ولا يرى بذلك بأساً كما مر هدانا الله وإياه

وتصويبك القول بالمكان العدمي كقيد لإثبات المكان لله حين شرح العقيدة للرد على المبتدعة ومر أن نبه الألباني لذلك أيضا في كلامه في مختصر العلو.

وهنا الأخ الفاضل ابو جنة يخالف فيه هدانا الله وإياه فهو يعتبره لفظا مبتدعا مع انه لفظ صحيح المعنى ولذلك قيد به شيخ الإسلام وغيره من العلماء إثبات المكان في معرض ردهم على المبتدعة لشرح العقيدة.

قولك أن هذا المصطلح ونحوه من المصطلحات المستحدثة لا تقال امام عوام الناس هذا حق أشرت إليه فجزاك الله خيرا على تأكيده

قولك أن مصطلح الكلام العدمي كقيد لإثبات المكان لله عز وجل ليس عليه إجماع فهذا حق فقد فاتني ذلك وتسرعت حين ذكرت الإجماع عليه ولكن هي مصطلحات صحيحة كما صححتم يا اخي الغريب وبينتم ايضا ولكن فقط تُقال حين شرح العقيدة للرد على المبتدعة

وبالنسبة للمعطلة من الأشاعرة والماتريدية فكلامك رائع وتعلم يا اخي الحبيب انا تكلمت عن عدم تعقلهم في باب الصفات لأمرين هو أن الأخ ابو جنة مدحهم فيه في معرض رده على كلامي بشأنهم في الصفات والثاني أني ذكرته وحده لأن الحوار حوله ولا اقصد أن أنفي ضلالهم في أمور أخرى ذكرها العلامة سفر الحوالي وغيره من العلماء قديما وحديثاً

جزاكم الله خيرا أختنا ميران على الفوائد الرائعة

الأخ ابو جنة الأشاعرة والماريدية ليسوا من أهل السنة أبدا ومر تفصيل ذلك من الأخ الغريب وسبق أن ذكرت شيئا من ذلك في كلامي

Dr-AlGharieb
01.07.2009, 00:26
حياكم الله أخي ابا جنة وبارك الله فيكم اخي ابن عراق..
بالنسبة لما ذكرته من قضية التقزم يا أخي أبا جنة فهذا صحيح إذا كان المتكلم عنه قصده القدح والذم لذواتهم وأشخاصهم وسبقهم في الإسلام..أما إذا كان لتبيين أخطائهم وما خالفوا فيه الكتاب والسنة وكلام السلف وألفوا فيه وانتصروا له ..فالواجب الرد عليهم وتبيين خطئهم وإنكار الباطل الذي قالوا به أو أحدثوه سواء كان من أبي منصور رحمه الله أو أبي الحسن رحمه الله أو القرطبي أو غيره ونحن طلاب علم لولا أنا وجدنا علماءنا ممن هم أعظم منهم قدرا وعلما في القديم والحديث قد ردوا عليهم لما اجترأنا على ذلك..ففمن رد عليهم قديما شيخ الإسلام الهروي وكذلك ابن عبدالبر المالكي القرطبي وكذلك ابن سريج الشافعي وعامة الحنابلة ثم في طبقة بعدهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ..
واختصارا الأشاعرة والماتريدية أقرب الناس إلى أهل السنة وليسوا هم من أهل السنة ولا هم من الفرقة الناجية في الصفات ولا في القدر ولا في الإيمان لكنهم من أهل القبلة.
والله أعلم..

أبوجنة
01.07.2009, 14:45
وهذا ما يخالف فيه الأخ الفاضل ابو جنة فهو ينفي المكان دون قيد
......

وهنا الأخ الفاضل ابو جنة يخالف فيه هدانا الله وإياه فهو يعتبره لفظا مبتدعا




ألم أقل لكم أن الأخ بن عراق إما أنه لم يقرأ مشاركاتى أصلا أو لم يفهم شيئا منها على الإطلاق

و اقتباساتى من كلامه تؤكد ذلك

و حاله هذا يمنع تماما التعقيب على أى كلام له فى هذا الموضوع فكلامى واضح جدا و و نفيى و إنكارى للجهة و للمكان المخلوق كما يدركه العقل البشرى هى عقيدتنا أهل السنة و من خالف هذا فقد زاغ و ضل و أى ذى نظر يمكنه قراءة ذلك فى كل مشاركاتى السابقة

و للمرة الثانية و الأخيرة فإن الموضوع عن المكان و الجهة و ليس عن سادتنا و كبرائنا أئمة أهل السنة و الجماعة أساطين العلم و الفهم و العقيدة من السلف الصالح من الأشاعرة و المارتيدية

و المعطلة و المعتزلة و الجهمية أو غيرهم من الضالين مهما أسموا أنفسهم بالحق أو الباطل فهم ليسوا منا و لسنا منهم

و كل إمام يؤخذ منه و يرد بالدليل سواء كان هذا الإمام اسمه إمام أهل السنة على مذهب الإمام أحمد شيخنا أبو الحسن الأشعرى أو شيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله جميعا و نفعنا جميعا بعلمهم

و حيا الله أخى الكريم الدكتور الغريب و بارك بك و أحسن إليك


ملحوظة: لقد كففت عن المشاركة الموضوعية فى الأمر لأن الكلام منتهى و يدور فى حلقة مفرغة. و إنما مشاركاتى الأخيرة من باب الاستئناس و المتابعة فقط

moiami
01.07.2009, 20:25
السلام عليكم

تحية خاصة للأخ أبو جنة

طبعا الله تعالى أنزل علينا القرآن الكريم فهو المرشد إلى الطريق المستقيم وفيه أمور تساعدنا على فهم الإسلام ومن تم عبادة الله تعالى حق عبادة . فعندما نتحدث عن الله تعالى وعن وجوده من خارج القرآن الكريم فحديثنا ليس له معنى كما أن وجود الله تعالى لا يمكن إدراكه لأنه لا معنى له . ولكن عندما نتحدث عن وجود الله تعالى من القرآن الكريم فهدا له معنى يهمنا ويفيدنا . فعندما يقول الله تعالى أنه في السماء أو أنه على العرش استوى في القرآن الكريم فهدا له معنى بالنسبة لنا. فادا قلنا أن الله تعالى موجود في السماء وأن وجوده ليس كالوجود الذي نفهمه ثم نعطي معاني لدلك دون أن نجد فائدة تفيدنا في فهم ديننا , فهنا ادا كنا نتحدث من خارج القرآن الكريم فحديثنا ليس له معنى لأن الله غير موجود في هده الحالة , أما ادا كنا نتحدث من داخل القرآن الكريم ولم نعط المعنى الصحيح ثم نقيد المعنى بمعاني أخرى , فهدا دليل على أننا أخطأنا الطريق وفي الظلال نسير لأننا أخطأنا في التفسير وفهم المعنى .

ادن فلماذا لا نعود إلى القرآن الكريم كلام الله العظيم ونحاول الفهم بالعقول قبل التدبر بالقلوب عوض أن نقبل بالمنقول ولو كان من جاهل مجهول.

بن عراق
02.07.2009, 01:25
السلام عليكم

اخي الفاضل الغريب كلامك في الصميم ولكن يا اخي ابو جنة أخانا هداه الله كلما توضح له الخطأ في أمر لا يرد وهذا حصل معي أكثر من مره هنا كما ترى في مسئلة اطلاقه النفي للمكان دون القيد ونكرانه المكان العدمي! والأمر كله اننا طلاب حق ونسأل الله الإخلاص وليس الأمر لدينا إنتصر فلان على علان كما هو معلوم فالأمر دين

ابو جنة التكرار لا ينفعك ولا يضرني يا اخي هداك الله فكلما تكلمت كررت ولم ترد وهذا ضعف في الحجة انت تنفي المكان والجهة دون قيد هذا بيت القصيد ثم الآن تقيد بقولك المخلوقتين بينما كنت تقول قبلها ليس في مكان ولا جهة ولا تقيد وكنت اعتبرت ذلك صحيحا من الرجل الذي انكر عليه! فيبدو أنك تراجعت!

ونكرانك لفظ المكان العدمي ايضا ليس بصيح فقد صححه علماء كثيرون وكبار محققون مجتهدون بقرينة الحقيقة الشرعية وليس كالمعطة الذين تنفي هذا اللفظ لقرينتهم اللغوية فقط وإهمال الشرعية!

لا شك أن الحوار معك في دائرة مفرغة فإنك تكرر ولا ترد بشيء على ما يقال لك !

ثم تذهب فتمتدح المعطلة من الأشاعرة والماتريدية في باب الصفات! وقد كفاني الأخ الفاضل الغريب المؤنة في ذلك وكالعادة لا ترد وكأنك تريد أن تقول الذي لديك وحسب دون أن ترد على ما لدى غيرك!

بن عراق
02.07.2009, 02:30
أما ميومي فهو يغوص في ضلاله كالعادة!

يقول: فهنا ادا كنا نتحدث من خارج القرآن الكريم فحديثنا ليس له معنى لأن الله غير موجود في هده الحالة

فأقول: هذا جهل عجيب إذ الله عز وجل خارج القرآن حقٌ أيضا في السنة وخارج السنة والقرآن حقٌ كذلك إذ تدرك أنه موجود العقول السليمة

ونحن نتحدث بالأدلة والأدلة من القرآن والسنة ولها معاني حقيقية وليس غير

ولاحظ أني لم أقل الله موجود كما أنت قلت وإنما قلت الله حَقٌ لأن تعبير موجود وإن كان أطلقه بعض العلماء فقد نازعهم فيه بعضهم الآخر وهذا الخلاف بين العلماء هو في فرع من فروع العقيدة ولي في أصل من أصولها إذ هو ناشيء عن أصلٍ هو الإمان بالله فالخلاف هذا فيه سعة لكن من عرف الحق فيه فعليه به وأنا ذاكرٌ لك ما ذكرته قديما لكي تعم الفائدة وكي تعلم كم نحن دقيقون في تعبيراتنا تجاه الله عز وجل .

فأقول: (أما قول أن الله موجود والإخبار عنه بأنه موجود فهذه عبارة خاطئة وذلك لأنه لا يجوز لا عقلاً ولا نقلاً الإخبار عن الله بأنه موجود لأن الموجود مفعول به من وَجَدَ على وزن فعل وهذا يلزم منه أن لله واجدٌ أوجده أي خَلَقَهُ والعياذ بالله وهذا خطأ لفظي نبه عليه الشيخ العلامة المحدث مشهور بن حسن آل سلمان (وهو أحد أعلم طلاب الألباني) في احد دروسه المسجلة على موقعه ونبه على أن الصواب هو أن نقول إن الله حقٌ ولا نقول ان الله موجود واستدل لذلك في ما اذكر بما رواه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( من مات وهو يوقن بثلاث إن الله حق وإن الساعة قائمة وإن الله يبعث من في القبور قال ابن سيرين (أحد رواة الحديث في السند) فأنا نسيت إما قال دخل الجنة وإما قال نجا من النار ) قلت(انا بن عراق) : رواه ابن ابي عاصم في السنة ح888 بتحقيق الألباني المسمى ظلال الجنة في تخريج السنة وصححه الألباني قائلاً: ( إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح غير ابن الديلمي واسمه عبدالله وهو ثقة ) (إنتهى كلام الألباني) ثم ذكر له شاهدا بنحوه عند أحمد إلا ان في لفظه لم يذكر (أن الله حقٌ) لكني وجدت لهذه اللفظة شاهد رواه البزار في مسنده (1/93 ح 415) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قَالَ : ( قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ دَخَلَ الْجَنَّةَ. ) قلتُ وإسناده صحيح رجاله ثقات مُتَرْجَمٌ لهم في تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني رحمه الله

قلتُ (انا بن عراق) : ويشير إلى ذلك أيضا الحديث المتفق عليه عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ )

وصح عن أن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( أشهد أن الله حق وأن لقاءه حق وأن الساعة حق وأن الجنة حق والنار حق اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدجال ومن فتنة المحيا والممات ومن عذاب القبر وعذاب جهنم ) رواه ابو يعلى في مسنده (5/218 ح 2833 بتحقيق حسين سليم أسد وصححه قائلاً: (إسناده صحيح إلى أنس) (إنتهى كلام المحقق حسين سليم أسد) قلتُ: وإسناده صحيح كما قال ورجاله ثقاتٌ مُتَرْجَمٌ لهم في تقريب التهذيب للحافظ إبن حجر العسقلاني رحمه الله وأثر أنس رضي الله عنه هذا يدل على تمسك السلف الصالح بالسنة بقول ان الله حق وليس ان الله موجود لأن الله واجِدُ الوجود وليس موجودا وإنما هو حقٌ وجوده ليس بإيجاد غيره كي يُخْبَرُ عنه بأنه موجود فوجوده سبحانه كمال مطلق مضاف اليه فهو لائقٌ به فهو وجودٌ لم يسبقه عدم ولا يلحقه فناءٌ بخلاف مخلوقاته .

والشيخ يشير بكلامه حين استدل بالحديث إلى عدم ثبوت الإخبار عن الله بلفظ موجود في الأحاديث الصحيحة فتأمل.. ملاحظة: التخريج من كلامي ونُقُولِي وليس من كلام الشيخ مشهور حفظه الله

ولا ينبغي التشنيع على من قال بهذا التعبير وإنما ينبغي أن نوضح الخطأ وحسب لأن لفظ موجود في حق الله قد صدر عن بعض علماء أهل السنة قديما وحديثا وهذا من باب الخطأ اللفظي الذي يجب على المسلم الرجوع عنه حين يعرف الصواب ...)

أما قولك: أما ادا كنا نتحدث من داخل القرآن الكريم ولم نعط المعنى الصحيح ثم نقيد المعنى بمعاني أخرى , فهدا دليل على أننا أخطأنا الطريق وفي الظلال نسير لأننا أخطأنا في التفسير وفهم المعنى

فأقول: هذا لا شك ينطبق عليكم يا ميومي فنحن نتكلم بالدليل وأدلة المعاني التي نذكرها هي القرآن نفسه والسنة وفهم السلف واللغة العربية التي نزل بها القرآن أما أنتم فأولى بما قلته !

ولذلك نجدك تتكلم دون أن تصرح بعقيدتك وإنما تتكلم بكلام يحتمل أكثر من معنى ويلتبس فهمه على القاريء الغير مطلع على بدعكم وهذا لتسويق بدعكم بأساليب خبيثة مفلسة ولكن هيهات لك ذلك هنا.

بالمناسبة ينبغي عليك أن تكتب بالعربية الفصحة فلا تكتبت الدال بدل الذال ونحو ذلك مما أراه في كتابتك!

moiami
02.07.2009, 16:09
السلام عليكم

لا حول ولا قوة الا بالله

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه الناس قولي.

أبوجنة
02.07.2009, 19:47
انا لله و إنا إليه راجعون

أخ فاضل و هو الأخ بن عراق يزعم على غير الواقع اننى نفيت المكان مطلقا و انكرت لفظة المكان العدمى و ذلك دون ان ينظر فى كلماتى و معناها الواضح

و ضيف يفتقد لكل أساسيات العلم و الفهم و المنطق

فأنى لى التعليق؟!!!!

و أغلب ظنى أن اخى الكريم الدكتور الغريب قد علم تماما معانى كلامى لذا لم نختلف تقريبا فى شئ إلا فى ألفاظ بغير اختلاف على معانٍ

فى انتظار حوار الأخ بن عراق و الضيف الجاهل إن شاء الله فظنى أنه سيكون ممتعا جدا

بن عراق
02.07.2009, 20:32
من قرأ ردودك بدقة وتأمل يا أخي الحبيب أبو جنة يعلم أنك تراجعت عن إنكار إطلاق نفي المكان والجهة دون القيد وعن تصويبك إطلاق من أطلق ذلك ولكنك ما زلت مخالفاً في إنكارك لفظ المكان العدمي مع اعترافك بالمعنى! كما ذكرتَ مع أنه حقيقة شرعية ثابتة قررها العلماء المحققون

وكون الأخ الفاضل الغريب سكت عن التعليق فهذا لا يعني أنه اتفق معك فيه وهذا امر معلوم! بل كلامه متفق تماماً مع كلامي كما مر!

أرجو من الأخ الحبيب الغريب التعليق.

بالنسبة لموضوع صفة التأذي أنا لحد الآن انتظر ردك حتى أبدأ بالرد بوركت وفقني الله وإياكم للحق آمين

ميومي هذا ما لديك !

الحوقلة والدعاء ولا رد!

الحوقلة والدعاء يجيدها كل أحد في الحوار وغيره!

ولكن الرد لا يجيده إلا أهل الحق فأنت شهدت على نفسك بسكوتك هذا عن الرد!

نوران
02.07.2009, 21:04
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لفظ المكان العدمي

أخي الفاضل ابن عراق اسمح لي بتعليق بسيط

كما ذكر الأخ د. الغريب هذا اللفظ لم يرد في القران ولا في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم

وإذا كان بعض أئمة العلم استحدثوه لمحاولة تيسير الفهم

فهذا لايعني إلزام العباد به فلو كان خيرا ولزومه واجب لقال به الله تعالى في كتابه العزيز أو لجاء على لسان خير الخلق محمد :4:

ولقد نص كتاب الله تعالى بتمام نعمته على عباده واكتمال الدين

وتمسككم بلفظ لم يرد فيهما مخالف لما علمتمونا اياه

من وجوب التزام الكتاب والسنة الصيحة وخاصة في أمور العقيدة

جزاكم الله خيرا وأعتذر على التدخل

أبوجنة
02.07.2009, 21:15
من قرأ ردودك بدقة وتأمل يا أخي الحبيب أبو جنة يعلم أنك تراجعت عن إنكار إطلاق نفي المكان والجهة دون القيد وعن تصويبك إطلاق من أطلق ذلك



لا حول ولا قوة إلا بالله

تراجع و تصويب؟

إنا لله و إنا إليه راجعون

أخى الكريم بن عراق كلامى ثابت و لم يتم أى تعديل عليه فى مشاركاتى السابقة. رجاء مراجعته و التدبر فى كلامى أنا و ليس ما تتخيل أننى كتبته

فلا يوجد أى تراجع ولا تصويب ولا أى شئ مما وهمته أخى الكريم من كلامى. فقط راجع كلماتى جيدا

و إن شاء الله نكمل موضوع التأذى قريبا


و ألفضل أن تركز مع moiami لأن حوارك معه سيكون أكثر إمتاعا إن شاء الله

miran dawod
02.07.2009, 21:19
قول : إن لفظ "السماء" له معنيان : الأول : العلو ، والثاني : الجرم المخلوق المعروف ، الذي هو السقف المحفوظ ، فإذا قال أهل السنة : "الله في السماء" فمعنى السماء هنا : العلو . ومن أراد بلفظ السماء ذلك الجرم المخلوق : فإنه يجعل "في" بمعنى "على" .



قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

"وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه : مَن على السماء يعني : على العرش .

وقد يكون "في" بمعنى "على" ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) التوبة/2 أي : على الأرض .



وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :



"معنى كون الله في السماء : معناه على السماء أي فوقها ، فـ (في) بمعنى "على" ، كما جاءت بهذا المعنى في قوله تعالى : (قل سيروا في الأرض) أي : عليها .

ويجوز أن تكون (في) للظرفية ، و (السماء) على هذا بمعنى العلو ، فيكون المعنى : أن الله في العلو ، وقد جاءت السماء بمعنى العلو في قوله تعالى : (أنزل من السماء ماء) .

ولا يصح أن تكون (في) للظرفية إذا كان المراد بالسماء الأجرام المحسوسة ؛ لأن ذلك يوهم أن السماء تحيط بالله ، وهذا معنى باطل ؛ لأن الله أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته" .






وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :



"السلف ، والأئمة ، وسائر علماء السنَّة إذا قالوا : " إنه فوق العرش " ، و " إنه في السماء فوق كل شيء " : لا يقولون إن هناك شيئاً يحويه ، أو يحصره ، أو يكون محلاًّ له ، أو ظرفاً ، ووعاءً ، سبحانه وتعالى عن ذلك ، بل هو فوق كل شيء ، وهو مستغنٍ عن كل شيءٍ ، وكل شيءٍ مفتقرٌ إليه ، وهو عالٍ على كل شيءٍ ، وهو الحامل للعرش ، ولحملة العرش ، بقوته ، وقدرته ، وكل مخلوق مفتقرٌ إليه ، وهو غنيٌّ عن العرش ، وعن كل مخلوق .

وما في الكتاب والسنة من قوله : (أأمنتم من في السماء) ونحو ذلك : قد يَفهم منه بعضُهم أن "السماء" هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه ، فيقولون : قوله (في السماء) بمعنى : "على السماء" ، كما قال : (ولأصلبنكم في جذوع النخل) أي : على جذوع النخل ، وكما قال : (فسيروا في الأرض) أي : على الأرض .

ولا حاجة إلى هذا ، بل " السماء " اسم جنس للعالي ، لا يخص شيئاً ، فقوله : (في السماء) أي : في العلو دون السفل .

وهو العلي الأعلى فله أعلى العلو ، وهو ما فوق العرش ، وليس هناك غيره ، العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى"

أبوجنة
02.07.2009, 22:08
أختنا الكريمة الفاضلة ميران داود

لا ينكر العلو إلا المعطلة الضالون و هم ليسوا منا و نحن لسنا منهم

و أشهد لك بروعة فهمك لهذه الصفة الثابتة لله عز وجل و استخدام كلمة "السماء" فيه بمعناها الصحيح

لكن الموضوع ليس عن العلو ولا عن السماء

الموضوع عن استخدام لفظى المكان و الجهة فى وصف وجود واجب الوجود عز وجل

فإن ثبت المكان فهو فى العلو بلا خلاف

إلا أن لفظ العلو غير لفظ المكان

فالعلو ثابت بنص القرآن الكريم و السنة الصحيحة و بالمعنى المعروف فى كلام العرب

أما المكان فى معنى كلام العرب و فى إدراك العقل البشرى فهو قطعا منتفى عن الله عز وجل

إلا أن يكون المكان بمعنى الوجود فيثبت طبعا لله عز وجل و يكون هذا معنى مجازى جميل نثبته لله عز وجل

miran dawod
02.07.2009, 22:43
أختنا الكريمة الفاضلة ميران داود

لا ينكر العلو إلا المعطلة الضالون و هم ليسوا منا و نحن لسنا منهم

و أشهد لك بروعة فهمك لهذه الصفة الثابتة لله عز وجل و استخدام كلمة "السماء" فيه بمعناها الصحيح

لكن الموضوع ليس عن العلو ولا عن السماء

الموضوع عن استخدام لفظى المكان و الجهة فى وصف وجود واجب الوجود عز وجل

فإن ثبت المكان فهو فى العلو بلا خلاف

إلا أن لفظ العلو غير لفظ المكان

فالعلو ثابت بنص القرآن الكريم و السنة الصحيحة و بالمعنى المعروف فى كلام العرب

أما المكان فى معنى كلام العرب و فى إدراك العقل البشرى فهو قطعا منتفى عن الله عز وجل

إلا أن يكون المكان بمعنى الوجود فيثبت طبعا لله عز وجل و يكون هذا معنى مجازى جميل نثبته لله عز وجل

أخي الفاضل بصراحة انا راجعت المشاركات وفعلا لا يوجد نقاش حول علوه سبحانه وتعالي فاستنتجت إني لم اركز في المشاركات الأخيرة واعتقدت أنكم تناقشتم على علو القدير لهذا عذرا على تشتيت الحوار وجزاك الله خيرا على تنبيه

moiami
02.07.2009, 23:59
السلام عليكم

والله العظيم لا أجد ما أقول فربما اختلط علي الأمر أنا لا أدري عن مادا تتحدثون بالضبط ومادا تريدون وعن أي شيء تبحثون , لكني سأعيد كلامي السابق .

طبعا الله تعالى أنزل علينا القرآن الكريم فهو المرشد إلى الطريق المستقيم وفيه أمور تساعدنا على فهم الإسلام ومن تم عبادة الله تعالى حق عبادة . فعندما نتحدث عن الله تعالى وعن وجوده من خارج القرآن الكريم فحديثنا ليس له معنى كما أن وجود الله تعالى لا يمكن إدراكه لأنه لا معنى له . ولكن عندما نتحدث عن وجود الله تعالى من القرآن الكريم فهدا له معنى يهمنا ويفيدنا . فعندما يقول الله تعالى أنه في السماء أو أنه على العرش استوى في القرآن الكريم فهدا له معنى بالنسبة لنا. فادا قلنا أن الله تعالى موجود في السماء وأن وجوده ليس كالوجود الذي نفهمه ثم نعطي معاني لدلك دون أن نجد فائدة تفيدنا في فهم ديننا , فهنا ادا كنا نتحدث من خارج القرآن الكريم فحديثنا ليس له معنى لأن الله غير موجود في هده الحالة , أما ادا كنا نتحدث من داخل القرآن الكريم ولم نعط المعنى الصحيح ثم نقيد المعنى بمعاني أخرى , فهدا دليل على أننا أخطأنا الطريق وفي الظلال نسير لأننا أخطأنا في التفسير وفهم المعنى .

ادن فلماذا لا نعود إلى القرآن الكريم كلام الله العظيم ونحاول الفهم بالعقول قبل التدبر بالقلوب عوض أن نقبل بالمنقول ولو كان من جاهل مجهول.

أبوجنة
03.07.2009, 00:11
والله العظيم لا أجد ما أقول فربما اختلط علي الأمر أنا لا أدري عن مادا تتحدثون بالضبط



هذه من أصدق و أحق الكلمات التى قرأتها فى المنتدى

صدقنى يا ضيفنا المحترم .... انت لا تصلح فى هذا النقاش بالمرة فهو فوق مستوى عقلك بمراحل بعيدة جدا

أما إن كنت مصمما على ذلك فتفضل و تكلم مع الأخ بن عراق .. ربما يكون هناك فائة من حوارك معه ... لكن ظنى أن هذه الفائدة لن تكون فائدة علمية بالمرة و أرجو أن يخيب ظنى هذا

moiami
03.07.2009, 00:48
هذه من أصدق و أحق الكلمات التى قرأتها فى المنتدى


صدقنى يا ضيفنا المحترم .... انت لا تصلح فى هذا النقاش بالمرة فهو فوق مستوى عقلك بمراحل بعيدة جدا


أما إن كنت مصمما على ذلك فتفضل و تكلم مع الأخ بن عراق .. ربما يكون هناك فائة من حوارك معه ... لكن ظنى أن هذه الفائدة لن تكون فائدة علمية بالمرة و أرجو أن يخيب ظنى هذا



السلام عليكم

ادن أخي فأنت تعترف بأنني الوحيد الدي كتبت كلمات تعتبر من أصدق وأحق كلمات موجودة في هدا المنتدى وبالتالي فأنت تعترف بأنني أصدقكم جميعا وهدا طبعا من فضل ربي والحمد لله .

أولا يجب أن نفهم أن الله تعالى أنزل القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام لنا ومن أجلنا فالله تعالى غني عن ما يوجد في القرآن الكريم وغني كدلك عن ما خلقه ومدكور في القرآن الكريم , فالله تعالى خلق لنا الأرض والسماء وكل شيء من أجلنا وليس من أجل الله تعالى , فعندما يقول الله تعالى أنه في السماء ثم نفسر أن معنى السماء هو العلو فهدا يعني أن الله تعالى خلق السماء من أجله حتى يبين لنا أنه في العلو وهدا لن يفيدنا نحن في شيء, ادن فهنا قد أخطأنا الفهم . فلو فهمنا معنى الآية لما بقي لله مكان ولا جهة . فادا كنتم تريدون فهم آية في القرآن الكريم ضعوها للنقاش عوض الكلام الدي لا معنى له .

أبوجنة
03.07.2009, 01:31
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ألم أقل لكم أن الحوار سيكون ممتعا جدا

انا متشوق لقراءة رد الأخ بن عراق على moiami

بن عراق
03.07.2009, 07:06
السلام عليكم سوف ارد الآن على أختنا الفاضلة نوران فقط ثم أكمل الرد الليلة إن شاء الله

أختي في الله تعبير المكان العدمي كونه تعبير مستحدث لا يعني أنه بدعة فتنبهي بوركتم مستحدث اي حديث من حيث الظهور الزمني

وليس من حيث الإستحداث الشرعي فهو حقيقة شرعية ودليل شيخ الإسلام والعلماء الذين ذكروه القرآن والسنة فوجود الله لا شك في مكان لأنه فوق العرش ولكن هذا المكان لائق بالله عز وجل فمعلوم لأن المكان إما أن يكون مخلوق وهذا نقص لأن الله لا يحيط به شيء وإما أن يكون مكان غير مخلوق وهذا هو المراد لأن ما فوق العرش ليس بمخلوق بل عدم وبالتالي فالله عز وجل في مكان غير مخلوق (غير مخلقو يعني عدمي)

هذا ما عنيته بالحقيقة الشرعية فلو اعتمدنا على اللغة فقط لأنكرنا صفة النزول لأنها تستلزم نقصا في اللغة ولا تستلزمه في الحقيقة الشرعية! فتأملي ذلك بارك الله فيكم

وأذكر من الأدلة المهمة في الباب مثلا حديث الجاري ففيه سأل عليه الصلاة والسلام الجاريةَ عن الله بـ(أين) فقال أين الله فقالت في السماء فقال عليه الصلاة والسلام إعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم في صحيحه

قال العلماء فسؤاله عليه الصلاة والسلام عن الله بـ(أين) يدل على أن الله قطعاً في مكان لأن (أين) يُسأَلُ بها عن المكان

ثم فصلوا ذلك وقيدوه فقالوا مكان غير مخلوق (أي عدمي) لأن المكان قد يُطلَقُ ويُراد به المكان المخلوق ومعلوم أن المكان المضاف إلى الله لائقٌ به قطعا فهو إذن مكان غير مخلوق (أي عدمي) واستدلوا على ذلك بأن العرش سقف العالم وأن ما فوقه عدمٌ والله فوق العرش في ذلك العدم

العدم هذا لماذا ذكره العلماء وقالوا مكان عدمي قالواه لأنه أولا حقيقة شرعية كما مر وثانيا رداً على أهل البدع لأن منهم من قال أن الله حال في مخلوقاته ومنهم من أنكر الإستواء لأنه توهم أنه يستلزم حلوله في مكان مخلوق!

فالشرع جاء بمقتضيات لفظ (المكان العدمي) فهو حقيقة شرعية فهذا اللفظ لا يمكن إنكاره مع ثيوت معناه عن طريق الشرع لأن اللغة لا تكفي وحدها دون الشرع كي تحكم على الألفاظ التي يعبر بها عن الحق وهذا أمر بديهي معلوم ومثاله صفة النزول كما مر .

يضاف إلى ما مر أن خير من قرر عقيدة السلف الصالح أثبت هذا التعبير وهو شيخ الإسلام ابن تيمية يا أختنا الفاضلة ومعه جملة معروفة من العلماء ذكرهم الأخ الفاضل الغريب جزاه الله خيرا ولذلك يا أختي لما كان كلامهم حقيقة شريعة أدلتها القرآن والسنة ما كان لأحد أن ينكره باللغة دون القرآن والسنة ..

فكون لفظ المكان العدمي ليس في القرآن والسنة لا يلزم من ذلك أنه لا يصح لأنه لفظ مُفَسِّرٌ ومقيد للمكان الثابت في الشرع لله عز وجل لما سبق من الأدلة والبيان.

ولذلك لو تأملتم أختنا ذلك علمت أن إنكار أخانا الحبيب أبو جنة لفظ المكان العدمي ثم قوله بعد ذلك أن الله ليس في مكان مخلوق إنما هو من الخلط لأن كون الله ليس في مكان مخلوق فهو إذن في مكان غير مخلوق أي في مكان عدمي فلا معنى إذن لإنكار الأخ ابو الجنة للفظ المكان العدمي وهو يثبت معناه فهذا نوع تناقض فحين يقول الله في مكان ليس مخلوقٍ ثم ينكر لفظ المكان العدمي نعلم أنه يناقض كلامه لأن ما ليس بمخلوق هو العدم كما نص عليه العلماء جميعا كابن ابي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية!

قلت هذا وللحديث بقية مع باقي ألأخوة أحسن الله خاتمتي وخاتمتهم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

miran dawod
03.07.2009, 10:32
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرف يا ضيفنا ميامي بالبداية كنت استغرب ردودك ولكن بعدما دخلت منتدى للملحدين لم أعد استغرب فما شاء الله تحريف بالقرآن صفتكم وصور اباحية قبيحة مثل أفكار الملحدين تماماً

وكذب ونفاق وتكبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الحمدالله إني مسلمة موحدة عقلي معي وقلبي يخفق بحب الله ورسوله عليه صلاة والسلام الحمدالله نحن قوم أعزنا الله بالإسلام .

نوران
03.07.2009, 11:57
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المكان العدمي


كل ما تفضلت به من الإيضاح لا خلاف فيه وهو كما ذكرتم - تأييدا لما ذكرته - من قبل إجتهاد علماء ثقاة

لكن ليس من ضروريات العقيدة الصحيحة التي تبرأ بها ذمتي من الكفر والتعطيل وغيرها مما لا يرضي الله تعالى أن أقول أن الله تعالى في مكان عدمي

فلو كان ضروريا لذكره الله تعالى لنا ولنبهنا عليه رسولنا :4:

وأنا كمسلمة أسعد عندما أقول أنَّ الله تعالى الرحمن الرحيم على استوى عرشه استواءا يليق بجلاله

وكما تعلمنا : أنَّ الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب

وعندما أقول مثلا الله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم

أعلم قول المصطفى :4: ( ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة )

وأتعامل مع أسماء الله تعالى في إطار ليس كمثله شئ وهو السميع البصير

لا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه وأعلم أنَّ لعقلي حدودا يجب أن يقف عندها

وحدوده التفكر في نعم الله تعالى ومخلوقاته والبعد كل البعد عن التفكر في ذات الله تبارك وتعالى

فالله تعالى ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)طه )

وأحتسب الأجر من الله تعالى على ذلك

وأمّا إجتهاد شيخ الإسلام رحمه الله مع الفلاسفة والملاحدة وغيرهم من الفئات الضالة فله أجره عليه

لكنه لا يلزمني الإلتزام بلفظه هو بل يكفيني ألفاظ القرآن الكريم

فلم يرد عن الحبيب :4: أنَّه قال للجارية التي قالت عن الله تعالى أنَّه في السماء مع إشارتها إلى أعلى ( قولِ أنَّه في مكان عدمي )

ومع قوله تعالى ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)النساء )

:1:( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)الزمر )

مما دل على أنِّ المقصود اثبات صفة العلو فقط لا المكان بعينه في السماء

ووالله إنَّي مع احترامي وتقديري لعلماء الإسلام وفي مقدمتهم ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن القيم ومعرفة فضلهما على الأمَّة وأنهما أئمة في محاربة الإبتداع

فإنَّ قلبي وعقلي لا يطاوعني على هذا القول - رغم فهمي لما رمى إليه شيخنا من استخدامه - فأنا لن أخسر شيئا إن لم أقله

لأن الله لم يطالبني به بوضوح تام في كتابه ولا على لسان نبيه كما هو الحال في ديننا العظيم الكامل الوافي التام خاصة في أمور العقيدة

وفي العقيدة تحديدا - كما علمتمونا - مرجعنا فقط الكتاب والسنة بفهم سلف الأمَّة في خير القرون

إنَّ أجمل ما في إسلامنا البساطة و اليسر والوضوح مما كان سببا في أقبال الناس على الدخول فيه أفواجا والحمد لله

أبوجنة
04.07.2009, 06:12
السلام عليكم

1- للمرة الألف : الكلام ليس عن الاستواء ولا العلو . الكلام عن لفظة المكان و الجهة لله عز وجل .

2- النص الثابت عن الإمام مالك هو: "الاستواء معلوم و الكيف غير معقول ......" أى لا يمكن للعقل أن يدركه. و ليس "مجهول" كما هو شائع فالمجهول يمكن معرفته بحال.

3- رجاء من كل الإخوة الأحباء و الأخوات الفضليات التركيز فى الموضوع الأصلى و عدم الخروج عنه غير أنى أرى أنه استوفى فعلا. فلفظة المكان العدمى لفظة مبتدعة المقصود بها حق لكنها فلسفية صعبة الفهم جدا على العقلاء من أهل الحق فما أدراكم من مفتقدى الفهم و العلم أصلا من أهل الباطل مثل الضيف moiami هداه الله و علّمه ما يجهل و هو تقريبا كل شئ. ناهيكم عن أنى أكره استخدام هذه اللفظة أصلا لأنها معنى مجازى غير موجود على الحقيقة فى العقل البشرى و استخدمه شيخ الإسلام للدلالة على معنى صحيح يعجز عن فهمه أغلب الناس خاصة فى هذه الأيام و لا يصر على عرضه على العوام خارج حلقات العلم المتقدمة جدا و للطلاب الفاهمين فقط إلا من يريد الفذلكة فقط عافانا الله و إياكم.

و زيادة فى التدقيق فى هذا اللفظ المبتدع فسأوجه هذه الأسئلة ولا أريد لها إلا إجابة واحدة و سأجيبها بعدها إن شاء الله و الأفضل ألا يقرأها أى شخص أصلا لأنها بصراحة لا تصلح لعوام الناس و إنما كتبتها لمحاوري فقط. أحذر بشدة أى أنسان من قراءة الجزء المكتوب باللون الباهت أسفل هذا و الأفضل بشدة الانتقال للنص الأزرق من بعده مباشرة و من سيقرأ النص الباهت فى التحذير فهو على مسئوليته هو . ألا هل بلغت فاللهم فاشهد.


* إذا أردت أن تقول أن الله عز وجل فى مكان عدمى . فهل يعنى ذلك أن ذلك المكان العدمى محيط بالله ؟ سبحانه

* ثم قلت أن ما فوق العرش هو المكان العدمى و نحن نعلم أن ما فوق العرش هو الله. فهل الله هو المكان العدمى؟ سبحانه

* لقد فسرت العدمى بأنه غير مخلوق و هذا غير صحيح. فالعدمى معناه غير موجود. فهل الله فى مكان غير موجود؟ و إن كان غير مخلوق فمعناه أنه إما خالق أو من صفات الخالق و هو الله تبارك و تعالى و هذا يعيدنا للسؤال السابق مرة أخرى. أم أن الله واجب الوجود فى مكان غير موجود أو غير مخلوق فنعود و نقول غير المخلوق هو الخالق أيضا.

* هل المكان العدمى أزلى؟ هل كان موجودا قبل الله عز وجل و سبحانه؟ أم أن الله عز وجل خلق المكان العدمى. فإن كانت الأخيرة فكيف يكون غير مخلوق و هو غير أزلى؟ ....... ربنا يهديكم عقول الناس خربت. .......... كفاية ... هل علمتم الآن كيف ضلت المعتزلة و الجهمية المعطلة؟


لبس و تخريف لا حد له و الذى يمكن أن ينشأ من استخدام هذا اللفظ "المكان العدمى" مع العامة الغير قادرين على توجيهه التوجيه الصحيح كما فهمه شيخ الإسلام بن تيمية و شرحه لمن فهموه من المتقدمين من أهل العلم و العلماء.

أما نحن فالأحرى بنا هو أن نقول أن المكان المفهوم فى العقل البشرى ليس هو "المكان العدمى" ولا شبه بينهما ولا يمت له بصلة ولا أى علاقة. و الله عز وجل وجوده ثابت فوق عرشه فوق إدراك العقل البشرى منزه عن المكان المخلوق الذى يدركه الإنسان ولا يمكن الإحاطة بكيفية وجوده عن طريق لفظ لغوى أو إدراك من أى مخلوق.

و دعكم من هذا التخريف الذى خرفته باللون الباهت عاليه فهو نموذج لما يمكن أن يزل و يضل به البشر إن أصر على إعمال عقله فيما لم يخلق العقل من أجله. فالعقل لم يخلق إلا للتكليف بما كلفه الله به. العقل مناط التكليف فقط. فإن خرج عن مناطه زل و ضل و ربما يكفر أيضا. فإن الله أخبرنا بأنه استوى على عرشه لنعلم أنه العلىّ الأعلى و القاهر فوق عباده و بالرغم من ذلك فهو أقرب إلينا من حبل الوريد و يعلم السر و أخفى بدون اعتبارات مكانية مخلوقة.

أخبرنا الله عز وجل بذلك كى نحاول أن نعلم جلاله و علوه عز وجل و لكى نراقب أنفسنا فى السر و الجهر لأنه السميع البصير العليم.

و لم يخبرنا بذلك حتى نعمل ذلك العقل المحدود فى كيفية وجوده أو استوائه على عرشه ولا أن نحاول أن نحيط بما لا نطيق علما ثم نبتدع له ألفاظا مثل المكان العدمى ثم نستخدمها لنضل الآخرين بقصد أو سوء قصد . فإن فعلنا .... إما زللنا أو ضللنا أو جهلنا أو ...... و العياذ بالله

تذكروا: العقل مناط التكليف ...... و ليس التكييف

إبحث عن تكاليفك و اوفها . و اترك التكييف الفاسد فلا طاقة لعقلك به.

4- للضيف moiami مرة أخرى: ما هى معاييرك و قواعدك فى تفسير القرآن .

هذا و نستعد إن شاء الله لنقل المشاركات الخارجة عن هذا موضوع إلى خارجه فالله المستعان

و إن كنت لا زلت أرى أن الموضوع فعلا ممتع إن اقتصر على الأخ بن عراق و الضيف النشيط فى الجدال بلا علم

بن عراق
18.07.2009, 02:21
السلام عليكم

أختي نوران والجميع أنا انشغلت بأشياء كثيرة عن الرد عليكم فأعتذر لتأخري

وأرجو أن تتسع صدوركم لي فالأمر دين

أختي نوران غاية كلامكم وكلام ابو جنة مستندة إلى قولكم يا أختي (فلو كان ضروريا لذكره الله تعالى لنا ولنبهنا عليه رسولنا)

فأقول: هذا غلط واضح لأن المكان العدمي معناه ثابت في القرآن والسنة فلفظه صحيح ولذلك استعمله شيخ الإسلام وغيره ممن ذكره لأسباب منها

الأول: لأن المكان اثبته النبي في حديث الجارية بقوله أين الله وأين لا يُسأل بها إلا عن المكان
الثاني: أن المكان لا يخرج عن أن يكون مخلوق أو غير مخلوق وغير المخلوق هو المكان العدمي
الثالث: أن المكان المخلوق يحد ما فيه فوجب أن يكون الله في المكان العدمي(أي المكان الغير مخلوق) لأن هذا الأخير (أي العدمي) ليس مخلوقا وهذا وضاح

الأخ أبو جنة

وقع في أغاليط أخرى جديدة هداني الله وإياه

قال: إذا أردت أن تقول أن الله عز وجل فى مكان عدمى . فهل يعنى ذلك أن ذلك المكان العدمى محيط بالله ؟ سبحانه

فأقول: هذا باطل لأن المكان العدمي ليس مخلوق كي يكون يمعنى الحيز الذي يحيط بالله!

ثم قال: ثم قلت أن ما فوق العرش هو المكان العدمى و نحن نعلم أن ما فوق العرش هو الله. فهل الله هو المكان العدمى؟ سبحانه

فأقول: لست أنا من أقول أن العرش سقف العالم وما فوق العرش مكان عدمي (أي مكان غير مخلوق) بل هذه أقوال العلماء كشيخ الإسلام وغيره وهي صريحة في معاني القرآن والسنة وظاهرة فيهما

وأما قولك هل الله هو المكان العدمي فهذا غلط آخر فالمراد من قولن العلماء أن الله في المكان العدمي أي انه غير محاز بحيرز المكان المخلوق فيحيطه بل هو عز وجل في مكان غير مخلوق والغير مخلوق هو العدم كما قرره العلماء وتقرر في العقول والله خالق وليس بمخلوق فليس هو في مخلوقه (المكان المخلوق) بل هو فوق العرش في مكان يليق به واللائق به هو المكان العدمي لأنه ليس بحيز لأنه ليس مخلوق ولا هو بشيءٍ أصلا كما قرره العلامة ابن ابي العز الحنفي في الطحاوية بل كون العدم ليس بمخلوق من المسلمات التي لا خلاف فيها!

ثم قال: لقد فسرت العدمى بأنه غير مخلوق و هذا غير صحيح. فالعدمى معناه غير موجود. فهل الله فى مكان غير موجود؟ و إن كان غير مخلوق فمعناه أنه إما خالق أو من صفات الخالق و هو الله تبارك و تعالى و هذا يعيدنا للسؤال السابق مرة أخرى. أم أن الله واجب الوجود فى مكان غير موجود أو غير مخلوق فنعود و نقول غير المخلوق هو الخالق أيضا.

فأقول: قولك (لقد فسرت العدمى بأنه غير مخلوق و هذا غير صحيح. فالعدمى معناه غير موجود. فهل الله فى مكان غير موجود؟)

هذا غلط آخر فالموجود هو المخلوق ولك مراجعة ردي على ميومي حين استعمل كلمة موجود في حق الله فالموجود هو ما كان له واجد

فالجواب على سؤالك الذي أنت بارك الله فيك لم تتنبه للخلط فيه لديكم جواباً يسيراً فأقول:

نعم الله في مكان غير موجود أي غير مخلوق

فإن قلت لا بل الله في مكان موجود فعند ذلك لم تقل قول أهل السنة هدانا الله وإياك لأن المكان الموجود هو المكان المخلوق الذي أوجده وخلقه الله بينما ما أثبته العلماء كشيخ الإسلام وغيرهم من الفاظ ومعاني صحيحة هو قولهم ان الله في مكان عدمي اي غير مخلوق أي غير موجود

فما ابتعد منه وقعت فيه فأردت ان تنكر العدمي وقعت في اثبات الوجودي (اي الموجود)! ولا شك أن هذا من الخطأ اللفظي منكم

أما قولك بارك الله فيك: و إن كان غير مخلوق فمعناه أنه إما خالق أو من صفات الخالق و هو الله تبارك و تعالى و هذا يعيدنا للسؤال السابق مرة أخرى

فأقول: كلامك بردنا قبل سطور يتضح تناقضه ولكن لكي اوضح أكثر يا اخي الحبيب فاعلم هداني الله وإياك أن ما ليس بمخلوق ليس فقط هو الله وصفاته الملازمة لذاته! فهذا فرض منك لا دليل عليه بل قد حقق العلامة ابن ابي العز الحنفي في شرح الطحاوية هذه المسألة فقال ان العدم ليس بمخلوق! ومر أن المخلوق والموجود واحد إذ الموجود هو الذي اوجده الله والمخلوقه هو الذي خلقه الله! فهو ليس فيه بل في المكان العدمي على التفصيل الذي مر.

ثم ما ليس بمخلوقٍ هنا هو الذي ليس بمخلوق ولا خالقٍ وهذا هو العدم بينما الله لا يقال فيه ليس بمخلوق فقط بل يقال فيه أنه خالق وليس بمخلوق وبهذا يتضح بجلاء الغلط الذي وقعتم به حين قستم غير المخلوق الذي ليس بخالق (وهو العدم ومنه المكان العدمي هنا) على الخالق الذي ليس بمخلوق وهو الله سبحانه وتعالى!

أما قولك: هل المكان العدمى أزلى؟ هل كان موجودا قبل الله عز وجل و سبحانه؟ أم أن الله عز وجل خلق المكان العدمى. فإن كانت الأخيرة فكيف يكون غير مخلوق و هو غير أزلى؟ ....... ربنا يهديكم عقول الناس خربت. .......... كفاية ... هل علمتم الآن كيف ضلت المعتزلة و الجهمية المعطلة؟

فأقول: هذا من الغلط العجيب والكلام المرسل الذي نقضه العلماء فقد مر بيان غلطك في كل هذا قي تساؤلاتك التي قبله في نفس ردي هذا

ومع ذلك سوف أرد لأوضح أن الحق أحق أن يتبع يا أخي الحبيب وليس الأمر لدي قيل وقال فلو كان معك لقلت به ولكن قد خالفك جهابذة العلماء وساقوا أدلتهم وقد مرت وأنت يا أخي عفا الله عني وعنك ليس لديك أدلة وإنما شبهات التبس الأمر عليك بسببها

فأقول لأني احب لك الخير سأطيل النفس وأرد على كلامك الأخير وإن كنت قد رددت على مضمونه فيما قبله فأقول:

قولك يا رعاك الله: هل المكان العدمى أزلى؟

فأقول: المكان العدمي هو غير مخلوق (اي غير موجود ومر انهما بمعنى واحد) وما ليس بمخلوق ولا خالق فهو ليس بشيء أصلا فكيف نأتي ونقول هل هو أزلي وهو عدم وليس بشيء له حقيقة في الخارج!

والله خالق وليس بمخلوق بينما العدم لا خالق ولا مخلوق بل لا شيء أصلا فليس له جوهر فلا صفة له فكيف نتخيل فيه انه له صفة الأزلية وهو لا شيء ولا جوهر!

قولك: هل كان موجودا قبل الله عز وجل و سبحانه؟

فأقول: مر أن العدم ليس بموجود لأنه ليس مخلوق ولا موجود من الله فليس له صفات من حيث القدم والسبق فهو ليس بشيء!

قولك: أم أن الله عز وجل خلق المكان العدمى.فإن كانت الأخيرة فكيف يكون غير مخلوق و هو غير أزلى؟

مر أن هذا غلط عجيب وأن العدم اصلا ليس بمخلوق ولا موجود والموجود والمخلوق بمعنى واحد كما فالعجم ليس بشيء ولا جوهر حتى يقال ان الله خلقه!

أما قولك أن العدم ليس ازلي بنائا على ظنك أنه مخلوق وهو ظن باطل كما مر هدانا الله وإياك ولكن ارد

فأقول: ما ليس بشيء ليس له الصفة ولا عدمها فلا هو أزلي ولا ليس أزلي إذ هو ليس شيئاً اصلا

ومثال ذلك أن نقول: ان نقول لرجل لا إبن لديه إن ابنك ليس طويلا فيقول ليس لي ولد فكيف أعلم أنه ليس طويل أو طويل! فهو لا شيء اصلا أي لا ابن عدم محض

فهذا السؤال لا يستقيم في الذهن ولا في العقل عفا الله عنك!

فر شك يا أخي بكلامك هذا الأخير يتضح عِظَم اللبس لديك

وبالتالي تساؤلاتك يا اخي الفاضل فعلا تطرح السؤال الذي ذكرتموه وهو ( ربنا يهديكم عقول الناس خربت. .......... كفاية ... هل علمتم الآن كيف ضلت المعتزلة و الجهمية المعطلة؟)

فهذه التساؤلات تدل على جهل معنى العدم عند أهل السنة.

وبالتالي يتضح أن ما نتج عن تلك التساؤلات من نفي للفظ صحيح ما هو إلا جهل أكبر من سابقه وتصدق عليه كلمتك (اللبس والتخريف) عفا الله عنك فهي أحق به من أن يوصف بها كلام العلماء المحققين كشيخ الإسلام وغيره في إثباتهم المكان العدمي في حق الله مدعمين كلامهم بالأدلة الصحيحة الصريحة.

إذ بما سبق من بيان يتضح أن ما ذكرناه من إثبات أن الله في مكان عدمي ليس له أي صلة بالتكييف لصفات الله عز وجل!

أما باقي كلامك فمردود بردودي هذه والتي سبقت فهو مبني على شبهات أجبت عليها

بالنسبة لميومي الرجل جاهل مركب واعترف انه يجهل ما نتحدث به فما احب الجدال معه فأسأل الله هدايته مما اصابه آمين

نوران
19.07.2009, 15:43
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أختي نوران غاية كلامكم وكلام ابو جنة مستندة إلى قولكم يا أختي (فلو كان ضروريا لذكره الله تعالى لنا ولنبهنا عليه رسولنا)



فأقول: هذا غلط واضح لأن المكان العدمي معناه ثابت في القرآن والسنة فلفظه صحيح ولذلك استعمله شيخ الإسلام وغيره




لم يرد صريحا في القران الكريم ولا في السنة المطهرة ولا على ألسنة الصحابة أو التابعين ولا في القرون الثلاثة الأولى التي شهد رسول الله :4: لهم بالخيرية بعد قرنه :4:


وأنا اعتراضي فقط على اللفظ ( المكان العدمي )



وكما قلت جزى الله تعالى أئمة الإسلام - ومن أهمهم ابن تيمية -- خير الجزاء وأحسنه



لكن كل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم



فأنا أرد اللفظ فقط



ملاحظة أخوك أبو جنَّة في إجازة



موفق بإذن الله



وأحتاط لنفسي فلا أثبت لله تعالى من الكلمات ( الالفاظ ) إلا ما ثبت عنه جلَّ جلاله أو عن رسوله :4:

بن عراق
22.07.2009, 02:36
يا أختي إنكاركِ اللفظ (المكان العدمي) مع اعتقادكم صحة معناه لأنه يُراد منه المكان غير المخلوق! كلام لا يستقيم فالعدم هو ما ليس بمخلوق ولا خالق!

أما كون اللفظ لم يرد في القرآن والسنة والقرون الثلاثة المفضلة (ملاحظة صح في الحديث أنها ليست ثلاث بل أربع وليس هذا مضوعنا ولكن الأولى أن يقال القرون المفضلة دون كلمة ثلاث لأنها ليست ثلاث للحديث الصحيح)

فأقول صحة معنى لفظ (المكان العدمي) تستلزم صحة اللفظ بلا شك

فالمكان العدمي هو المكان غير المخلوق وبالتالي فمن قاله عبر به عن المكان غير المخلوق

فالله ليس في مكان مخلوق في القرآن والسنة والقرون المفضلة والإجماع

فالله إذن في مكان غير مخلوق وهذا ايضا في ثابت في القرآن والسنة والقرون المفضلة والإجماع

ومن المعلوم أن ما ليس بمخلوق ولا خالق يسمى (العدم) لغة وشرعاً

ولما كان الله في مكان غير مخلوق فهو في مكان عدمي لِمَا تقرر من أن ما ليس بمخلوق ولا خالق فهو عدم

فيا اختنا لا مشاحة في الإصطلاح إذا اتفق المعنى مع ما في القرآن والسنة والقرون الثلاثة والإجماع

فالعلماء مثلا في كتاب العلو للذهبي الذي اختصره العلامة الألباني في مختصر العلو ستجدين اقوال للعلماء مجمعين فيها على أن الله ليس في المخلوق ولا في خلقه وهذا هو معنى انه ليس في مكان مخلوق وجودي بل في مكان غير مخلوق عدمي

فلفظ المكان العدمي لا ينافي المكان غير المخلوق بل هو هو بعنيه!

فطرحه جانبا مما لا معنى له مستقرٌ في العقول فمثلا أجاز العلماء الإخبار عن الله بأنه قديم لصحة المعنى وهنالك امثلة كثيرة

وسبب كون إنكاركم اللفظ مع قبول المعنى هنا ليس بمستقيم مع العقل هو أنكم بارك الله فيكم كالذي يقول لفظ (خطأ) صحيح المعنى ولكن لا اقوله وإنما اقول (ليس صحيح) فأنتم تقولون لفظ المكان العدمي صحيح المعنى ولكن تثبتين ان الله في مكان غير مخلوق! وغير المخلوق ولا خالق ليس غير العدم!

بارك الله فيكم

بالنسبة للأخ الفاضل ابو جنة أنا فعلا بانتظاره أيضاً كي أكمل حواري معه في موضوعه (هل التأذي صفة من صفات الله)

الراوى
06.08.2009, 21:10
يا أخوة الخير ...جزاكم الله خيراً

نحن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم

وننفى عنه سبحانه وتعالى ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم

وما لم يثبته الله تعالى لنفسه لا نثبته ....وما لم ينفيه الله تعالى عن نفسه لا ننفيه


وقد أخبرنا الله تعالى عن نفسه أنه على العرش إستوى

قال الله تعالى ( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5) )

وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن العرش فوق السموات السبع

كما قال ( إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماءو الأرض ، و الفردوس أعلى الجنة و أوسطها و فوق ذلك عرش الرحمن و منها تفجرأنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " . صححه الألبانى

فنثبت له عز وجل صفة العلو على خلقه سبحانه وتعالى .....وأنه سبحانه وتعالى فوق عرشه والعرش فوق السموات السبع وفقط



وجزاكم الله خيرا