اعرض النسخة الكاملة : من محاسن الاسلام
محب الله ورسوله
19.04.2011, 22:38
بسم الله الرحمن الرحيم
معا ان شاء الله نبحر فى كتاب من محاسن الاسلام لندرس ما جاء فيه من درر عظيمة عن محاسن الاسلام العظيم
ولكى لا أطيل عليكم ساقتبس ان شاء الله خلاصة ما جاء فيه لنراها و نعلم نعمة الله علينا بأن هدانا لهذا الدين العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أتم الله جل وعلا على عباده نعمته بالهداية والتوفيق، والعز والتأييد، ورضي الإسلام لنا دينا، واختاره لنا من بين الأديان، فهو الدين عند الله لا غير، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
نكمل باذن الله
محب الله ورسوله
19.04.2011, 22:41
عباد الله:
نظر أصحاب الأفكار البريئة السليمة في أحكام الإسلام، فاعتنقوه، وتأملوا في حكمه الجليلة فأحبوه، وملكت قلوبهم مبادئه الحكيمة فعظموه، وكلما كان المرء سليم العقل، نير البصيرة، مستقيم الفكر، اشتد تعلقه به، لما فيه من جميل المحاسن، وجليل الفضائل، جاء الدين الإسلامي بعقائد التوحيد، التي يرتاح لها العقل السليم، ويقرها الطبع المستقيم، يدعو إلى اعتقاد أن للعالم إلهًا واحدًا لا شريك له، أولاً لا ابتداء له، وآخرًا لا انتهاء له، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] له القدرة التامة، والإرادة المطلقة، والعلم المحيط، يلزم الخلق الخضوع له والانقياد، والعمل على مرضاته، بامتثال أمره سبحانه، واجتناب نهيه، نصب الأدلة والبراهين، في الأنفس والآفاق، وحث العقول على النظر والاستدلال، لتصل بالبرهان إلى معرفته وتعظيمه، والقيام بحقوقه، فتراه تارة يلفت نظرك إلى أنه لا يمكن أن توجد نفسك، ولا أن توجد من دون موجد﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [الطور: 35]
نكمل باذن الله
محب الله ورسوله
20.04.2011, 21:39
نكمل مع سرد الكاتب لما طلبه الله عز وجل من التدبر والتفكير فى اياته وخلقه لكى نستحضر عظمته وقدرته وحسن ابداعه فيقول :
تارة يلفت النظر إلى السموات والأرض، فهل هم خلقوها، فإنها لم تخلق نفسها، كما أنهم لم يخلقوا أنفسهم، وتارة يفتح أمام العقل والبصر صحيفة السماء، وما حوت من شمس مشرقة، وقمر منير ونجم مضيء، فيقول: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ [الفرقان: 61] وفي الآية الأخرى يقول: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: 5]، ويقول: ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [الأنعام: 96]، ويقول: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: 6]، ويقول: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 185]، ويقول: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾ [الملك: 3، 4]، ومرة يلفت النظر إلى الأرض، وما فيها من أشجار متنوعة، ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾ [الرعد: 4]، فتشاهد شجر العنب، بجوار شجر الحنظل، في قطعة واحدة، تسقى بماء واحد، وقد جعل لكل شجرة جذورًا، تمتص بها من الأرض ما يناسبها من الغذاء الذي به قوامها وحياتها، وتنفتح كل واحدة عن ثمرة تخالف الأخرى في اللون والطعم والرائحة، وكذلك باقي الأشجار المتجاورة التي أرضها واحدة وماؤها واحد، ألا يدل هذا على وجود صانع حكيم قادر؟
محب الله ورسوله
01.05.2011, 21:32
شرع الله
شرع الله لعباده من العبادات ما يهذب النفوس، ويصفيها، وينظم العلاقات ويقويها، ويجمع القلوب ويزكيها وهذا الذي جاء به الإسلام اتفقت في الدعوة إليه كل الرسل، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾ [الشورى: 13].
محب الله ورسوله
01.05.2011, 21:44
اعترف المحققون المنصفون، أن كل علم نافع ديني أو دنيوي أو سياسي قد دل عليه القرآن دلالة لا شك فيها، فليس في شريعة الإسلام ما تحيله العقول، وإنما فيه ما تشهد العقول السليمة الزكية بصدقه ونفعه وصلاحه، وكذلك أوامره، كلها عدل، لا حيف فيها ولا ظلم، فما أمر بشيء إلا وهو خير خالص، أو راجح، وما نهى عن شيء إلا وهو شر خالص، أو ما تزيد مفسدته على مصلحته، وكلما تدبر العاقل اللبيب أحكام الإسلام قوي إيمانه وإخلاصه، وعندما يتأمل ما يدعو إليه هذا الدين القويم، يجده يدعو إلى مكارم الأخلاق، يدعو إلى الصدق والعفاف والعدل، وحفظ العهود، وأداء الأمانات، والإحسان إلى اليتيم والمسكين، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، والتحلي بمكارم الأخلاق.
يدعو إلى تحصيل التمتع بلذائذ الحياة في قصد واعتدال، يدعو إلى البر والتقوى، وينهى عن الفحشاء والمنكر، والإثم والعدوان، لا يأمر إلا بما يعود على العالم بالسعادة والفلاح، ولا ينهى إلا عما يجلب الشقاء والمضرة للعباد.
محب الله ورسوله
02.05.2011, 22:22
من محاسن الاسلام : الصلاة
وتأمل محاسن شرائع الإسلام الكبار، التي هي: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، فعندما تأمل الصلاة التي هي صلة بين العبد وبين ربه، تجد فيها الإخلاص لله، والإقبال عليه، والأدب والاحترام، والثناء والدعاء، والخضوع له، ومظهر الإجلال من العبد لربه، يؤدي واجب الإكبار والتعظيم والتقديس لسيده ومولاه، شأن العبد بين يدي سيده، يقف المرء بين يدي ربه، فيبتدئ بالاعتراف لله بأنه أكبر من كل شيء، وأنه مستحق لأن يعظم ويجل ويقدر (الله أكبر) ثم يأخذ في الثناء على الله بما هو أهله، ويخصه بالعبادة، وطلب المعونة ضارعًا إليه بأن يهديه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم بالتوفيق والهداية، وأن يجنبه عن طريق المغضوب عليهم، لانحرافهم عن سواء السبيل، بعد أن عرفوه، وأن يبعده عن طريق الضالين المنحرفين الذين عبدوا أهواءهم وشياطينهم.
وعندئذ تمتلئ النفس من عظمة الله وهيبته وجلاله، فيخر المرء ساجدًا لله على أشرف أعضائه، مظهرًا للذلة والمسكنة إلى من بيده مقاليد السموات والأرض، فمزايا الصلاة من ناحية الدين، خضوع لرب العالمين، وخشوع واعتراف بعظمة القاهر القادر، ومتى استشعر القلب ذلك، وامتلأت النفس من هيبة الله، كف عن المحرمات، ولا عجب من ذلك، فإن الله يقول عن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وهي أكبر عون للعبد على مصالح دينه ودنياه، قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45].
أما عونها على مصالح دينه، فلأن العبد إذا داوم على الصلاة، وحافظ عليها، قويت رغبته في الخير، وسهلت عليه الطاعات، وبذل الإحسان، بطمأنينة نفس واحتساب، ورجاء للثواب، وأما عونها على مصالح الدنيا، فإنها تهون المشاق، وتسلي عن المصائب، والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا، فيجازيه بتيسير أموره، ويبارك في ماله وأعماله.
وفي تأديتها جماعة يحصل التعارف والتواصل، والتواد والتعاطف والتراحم، ويسود الوقار والمحبة بين الصغير والكبير، ويحصل بذلك تعليم فعلي لصفة الصلاة.
محب الله ورسوله
10.05.2011, 22:17
من محاسن الاسلام : الزكاة
وانظر إلى ما أوجبه الله من الزكاة، ترى محاسن جمة، منها إصلاح حال الفقراء، وسد حاجة المسكين، وقضاء دين المدين، ومنها التخلق بأخلاق الكرام، من السخاء والجود، والبعد عن أخلاق اللئام، ومنها أنها تطهر القلب من حب الدنيا ببذل اليسير، ومنها حفظ المال من المكدرات والمنغصات الحسية والمعنوية، ومنها الاستعانة بها على الجهاد في سبيل الله، والمصالح الكلية، التي لا يستغني عنها المسلمون، ومنها دفع صولة الفقراء، ومنها أنها دواء للمجتمع، وطب للنفوس، بها يطهر المرء من رذيلة الشح، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]، ومنها أنها لو أخرجها الأغنياء لانقطع دابر الاشتراكية المتطرفة، والشيوعية المسرفة، ومنها أنها لو أديت تمامًا لحصل بذلك راحة الحكام، وصرف مجهوداتهم إلى ما يعود على الأمم بالفلاح ورغد العيش.
محب الله ورسوله
11.05.2011, 18:25
من محاسن الاسلام :الصيام
وتأمل الصيام وما فيه من المحاسن التي منها أنه يبعث في الإنسان فضيلة الرحمة بالفقراء، والعطف على البائسين، فإن الإنسان إذا جاع تذكر الفقير الجائع، ومنها أنه بامتناعه عن الأكل يعرف فضل نعمة الله عليه فيشكرها، ومنها أن الصيام يقوي النفس على الصبر والحلم، وهما تجنب كل ما من شأنه إثارة الغضب، لأن الصوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان، ومنها أنه ينقي الجسم من الأخلاط الرديئة، ومنها أنه مهذب للنفوس، ومصفي للأرواح، ومطهر للأجسام، فله الأثر العجيب في حفظ القوى الباطنة، وحمايتها مما يضرها، ثم هو عبادة وامتثال لأمر الله سبحانه، والمشقة الحاصلة من الصوم ليست بشيء في جانب رضي الله، طمعًا في الثواب والزلفى والأجر العظيم، إلى غير ذلك من المحاسن.
محب الله ورسوله
12.05.2011, 20:05
من محاسن الاسلام : الحج
وتأمل ما في حج بيت الله من المحاسن، التي منها أنه مجمع لسراة المسلمين، يجتمعون فيه من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، يعبدون إلهًا واحدًا، قلوبهم متحدة، وأرواحهم مؤتلفة في الحج، يتذكر المسلمون الرابطة الدينية، وقوة الوحدة الإسلامية، وفي الحج تذكر لحال الأنبياء والمرسلين ومقامات الأصفياء المخلصين، كما قال تعالى:﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾[البقرة: 125]، وتذكير بحال سيد المرسلين وإمامهم، ومقاماته في الحج التي هي أجل المقامات، وهذا التذكير أعلى أنواع التذكيرات، فإنه تذكير بأحوال عظماء الرسل، إبراهيم ومحمد، ومآثرهم الجليلة، وتعبداتهم الجميلة، والمتذكر بذلك مؤمن بالرسل، معظم لهم، متأثر بمقاماتهم السامية، مقتد بهم، وبآثارهم الحميدة، ذاكر لمناقبهم وفضائلهم، فيزداد به العبد إيمانًا ويقينًا.
ومن محاسن الحج تصفية النفس، وتعويدها البذل والإنفاق، وتحمل المشاق، وترك الزينة، والخيلاء، ومنها شعور المرء بمساواته لغيره، فلا ملك ولا مملوك، ولا غني، ولا فقير، بل الكل هناك سواء، ومن محاسن الحج التنقل في البلاد لمعرفة أحوالها، وعادات سكانها، وزيارة مهبط الوحي والرسل الكرام.
ومن محاسن الحج تذكر المجمع العظيم في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وذلك في المحشر ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: 6] حفاة عراة غرلا.
ومن محاسنه توطين النفس على فراق الأهل والولد، إذ لا بد من مفارقتهم، فلو فارقهم فجأة حصل صدمة عظيمة عند الفراق، ومن محاسن الحج أنه متى قصده يتزود لسفره بكل ما يحتاج إليه، مدة ذهابه وإيابه، فيتزود للعقبى، وهي السفرة الطويلة التي لا رجوع بعدها، حتى يبعث الله الأولين والآخرين. وفي سفر الحج قد يجد ما يحتاج إليه في غير بلده، ولا يجد في العقبى ما يحتاج إليه للدار الآخرة، إلا إذا تزوده في الدنيا، قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: 197].
ومن محاسنه أن الإنسان يعتاد التوكل على الله؛ لأنه لا يمكنه أن يحمل كل ما يحتاج إليه في سفره للحج، فلا بد من التوكل على الله تعالى فيما حمله، وفيما لم يحمله مع نفسه، فيعتاد توكله إلى كل ما يحتاج إليه.
ومن محاسنه أنه إذا أحرم نزع المخيط الذي هو لباس الأحياء، ويلبس غيره مما هو أشبه بلباس الأموات، فيجد ويجتهد في الاستعداد لما أمامه إلى غير ذلك من المحاسن التي يصعب حصرها.
محب الله ورسوله
14.05.2011, 21:00
من محاسن الاسلام : الجهاد
ثم تأمل محاسن الجهاد في سبيل الله، إذ فيه قمع أعداء الله، ونصر أوليائه، وإعلاء كلمة الإسلام، وحمل الكافر على ترك الكفر الذي هو أقبح الأشياء، والإقبال على ما هو أحسن الأشياء، وفيه إخراج البشر عن درجة الأنعام، قال تعالى في حق الكفرة: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ [الفرقان: 44].
ومن محاسنه اكتساب حياة الأبد، فإنه إن قتل فقد أعلى دين الله، وإن قتل فقد أحيا نفسه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
ومنها ما يحصل للمجاهد في سبيل الله من الثواب الجزيل، ومنها تكثير المسلمين، وتقليل الكفرة، ومنها - وهو أعلاها- امتثال أمر الله حيث يقول: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: 193]، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ﴾ [البقرة: 123].
ومن محاسن الجهاد أنهم في الانتصار يغنمون ويشكرون ويقتوون، وإن أديل عليهم الكفار عرفوا أن ذلك بسبب معصيتهم وذنوبهم، وفشلهم وتنازعهم، فيلجئوا إلى الله متضرعين تائبين.
ومن محاسنه أن ترك الجهاد سبب للذل، لما ورد عن ابن عمر قال: قال رسول الله r: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزرع،وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» رواه أبو داود. ومن محاسن الجهاد السلامة من النفاق، لحديث «من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق» رواه أبو داود والنسائي، وفي الحديث الآخر: «من لقي الله بغير أثر من جهاد، لقي الله وفيه ثلمة» وفي الحديث الآخر: «ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب».
ومن محاسنه استخراج عبودية أولياء الله، في السراء والضراء، وفيما يحبون ويكرهون، إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على محاسن الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله.
محب الله ورسوله
14.05.2011, 21:04
من محاسن الاسلام : المعاملات
ثم تأمل ما جاءت به الشريعة من المعاملات، فمن محاسن البيع والشراء، وصول الإنسان إلى ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، ومن محاسنه قطع مسافة الطلب، فإن من طلب الشيء من معدنه يحتاج إلى الأسفار، وركوب المركوب وتحمل الأخطار، ومتى وجده بالبيع سلم من الأخطار، وسقط عنه مؤنة الأسفار، فانظر إلى العود والمسك، والسيارات والمكائن والأقمشة، والهيل والسكر ونحو ذلك، معادنها بعدية، فمن لطف الله بعباده أن سخر بعض الناس لبعض، وجاءت الشريعة الكاملة بحل أنواع المعاملات، كالإجارات والشركات، إلا ما دل الدليل على تحريمه، مما فيه ضرر أو ظلم أو جهالة أو نحو ذلك، فمن تأمل المعاملات الشرعية، رأى ارتباطها بصلاح الدين والدنيا، وشهد لله بسعة رحمته ولطفه بعباده، وحكمته حيث أباح لعباده جميع الطيبيات، ولم يمنع من ذلك إلا كل خبيث، ضار على الدين أو العقل أو البدن أو المال.
محب الله ورسوله
19.05.2011, 21:41
من محاسن الاسلام : المعاملات
فمن محاسن الإجارة: دفع حاجات العباد، بقليل من الإبدال، ويسير من الأموال، فلا كل أحد يملك دارًا يسكنها، ولا سيارة يركبها، ولا طائرة يركبها، ولا طاحونة يطحن فيها، ولا مخزنًا لأمواله، ونحو ذلك مما يطول تعداده، فجوزت الإجارة، ولا حاجة إلى ذكر محاسن الصلح، فهو كما ذكره الله خير، قال الله تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].
وأما الوكالة والكفالة: ففيهما من الإحسان ما لا يخفى على أحد ممن اعتقد الشرع، ومن لم يعتقد، وعقل الشرائع، أو لم يعقل، احتاج إلى الوكالة والكفالة، فإن الله تعالى خلق الخلائق، وجعلهم مختلفين في القصد والهمم، فليس كل أحد يرغب أن يباشر الأعمال بنفسه، ولا كل يهتدي إلى المعاملات، فمن لطف الله بخلقه إباحتها، فلا يليق بأصحاب المروات، وأولياء الأمور، مباشرة البياعات كلها بأنفسهم، فالنبي r باشر بعض الأمور بنفسه، تعليمًا لسنة التواضع، وبيانًا لجوازه، وأضاف بعض الأمور إلى غيره، وباشر ذبح الأضحية بنفسه، وفوض إلى علي ذبح قسم من هديه r.
وأما الحسن في الكفالة: فإن فيها إظهار الشفقة والرحمة ومراعاة الأخوة، يبذل الذمة ليضمها إلى الذمة، فينفسح وجه المطالبة، ويسكن قلب المطالب بسبب السعة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾[آل عمران: 44] إلى أن جعل كافلها زكريا، كما قال تعالى:﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾[آل عمران: 37]، وإذا علمت محاسن الوكالة والكفالة، فالحوالة واضحة محاسنها، ففي الحوالة كفالة ووكالة، وزيادة فراغ ذمة الأصيل، عن الحزن الطويل، فإذا قبلت حوالته أدخلت على قلب أخيك - بفراغ ذمته - سرورًا، ولا يخفى ما في إدخال السرور على المسلم من الأجر.
ومن محاسن الشفعة أن الجار ربما يكون في حاجة إلى هذه الحصة المبيعة، كأن يكون بيته ضيقًا، ويريد اتساعه، أو تكون الأرض المشتركة بجوار مزارعه، ويحتاج إليها.
ومن محاسنها التنبيه على عظم حق الجار والشريك، حيث إن له الحق في التقدم على غيره في الشراء، إلا إذا أسقط حقه بامتناعه عن الشراء، ومنها دفع ضرر الجار، وهو مادة الضرر.
وقال r: «لا ضرر ولا ضرار» في الإسلام، ولا شك عند أحد في حسن دفع ضرر التأذي بسبب المجاورة على الدوام، من إيقاد نيران، وإعلاء جدار، وإثارة غبار ودخان، وأعظم من ذلك سماع التلفزيون والمذياع، وإحداث أشياء تضر بملكه، ونحو ذلك من أنواع الضرر.
وأما الوديعة فمحاسنها ظاهرة، إذ فيها إعانة عباد الله في حفظ أموالهم، ووفاء الأمانة، وهو من أشرف الخصال عقلاً وشرعًا.
ومن محاسنها أنها إحسان إلى عباد الله، والله يحب المحسنين، ومنها أنها سبب للتآلف والتآخي بين المسلمين وسبب لمحبة بعضهم لبعض.
ومن محاسن الإسلام النهي عن سوء معاملة الزوج لزوجته، وأن عليه أن يقارن بين المحاسن والمساوئ، فإذا كان منصفًا غض بصره عن المساوئ، إذا كانت محاسنها تغمرها، لاضمحلالها فيها.
وعن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» رواه مسلم.
بارك الله فيكم أخانا الفاضل
موضوع قيم
جزاكم الله خيرًا
بن الإسلام
20.05.2011, 15:01
جزاك الله خيراً
موضوع مفيد ومختصر وسهل متابعته
جعله الله فى ميزان حسناتك
جارى نشر الموضوع
والدال على الخير كفاعله
محب الله ورسوله
20.05.2011, 20:03
جزاكم الله خيرا أختنا الفاضلة د/ مسلمة على المتابعة
نفع الله بكم وأحسن اليكم
جزاك خيرا أخى بن الاسلام على تفاعلكم ونشركم للموضوع
نفع الله بكم واحسن اليكم
محب الله ورسوله
20.05.2011, 20:13
من محاسن الاسلام : المعاملات
وأما الهبة فمستحبة، إذا أريد بها وجه الله، والأصل فيها قبل الإجماع، قوله تعالى: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ [النساء: 4]، وقوله: ﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ [البقرة: 177]، والله سبحانه كريم جواد وهاب.
ومن محاسنها أنها سبب للتحاب والتواد، كما في الحديث: «تهادوا تحابوا».
ومن محاسنها أنها تسل السخيمة، وفي الحديث: «تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة»، وقد أهدى للنجاشي حلة وأواقي من مسك، وكان يقبل الهدية ويثيب عليها.
ومن محاسنها أنها تقوي الصلة، ومتى قويت الصلة سارت الأمة بقدم ثابت، فحسن الصلة بين أفراد الأمة سر نجاحها.
ومن محاسنها وفرة الثقة بين المتهادين إلى غير ذلك من المحاسن.
محب الله ورسوله
20.05.2011, 20:15
من محاسن الاسلام : الفرائض
وأما الفرائض وتوزيع المال على الورثة، فقد وضعه الله بنفسه، بحسب ما يعلمه من قرب وبعد ونفع، وما هو أولى ببر العبد، ورتبه ترتيبًا تشهد له العقول الصحيحة بالحسن وأنه لو وكل الأمر إلى آراء الناس وأهوائهم وإراداتهم، لحصل بسبب ذلك من الخلل والاختلال، وزوال الانتظام، وسوء الاختيار فوضى.
ومن جملة المحاسن أن ألحق السبب بالنسب، فالسبب المناكحة والولاء، ولما جعل الله سبحانه عقد النكاح ذريعة المحبة والألفة، والازدواج، والاستئناس بين الناس، فلا يحسن أن يلحقها عند موت أحدهما مضاضة ألم الفراق، من غير أن يرتفق أحدهما بما فضل عنه نوع ارتفاق، ثم جعل للزوج ضعف ما للمرأة من الزوج.
ومن جملة المحاسن أنه لم يورث عند اختلاف الدين، فإذا مات المسلم فالكافر لا يورث منه، لأن الكافر، وإن كان قريبًا نسبًا، فهو بعيد دينًا، لأن الكافر ميت لا يرث الميت، قال الله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ [الأنعام: 122] الآية، وقال تعالى: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [يونس: 31]، وأما الكافر فيرث الكافر، لاستواء حاليهما وماليهما.
محب الله ورسوله
25.05.2011, 21:54
من محاسن الاسلام : الهبة
وأما الهبة فمستحبة، إذا أريد بها وجه الله، والأصل فيها قبل الإجماع، قوله تعالى: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ [النساء: 4]، وقوله: ﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ [البقرة: 177]، والله سبحانه كريم جواد وهاب.
ومن محاسنها أنها سبب للتحاب والتواد، كما في الحديث: «تهادوا تحابوا».
ومن محاسنها أنها تسل السخيمة، وفي الحديث: «تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة»، وقد أهدى للنجاشي حلة وأواقي من مسك، وكان يقبل الهدية ويثيب عليها.
ومن محاسنها أنها تقوي الصلة، ومتى قويت الصلة سارت الأمة بقدم ثابت، فحسن الصلة بين أفراد الأمة سر نجاحها.
ومن محاسنها وفرة الثقة بين المتهادين إلى غير ذلك من المحاسن.
محب الله ورسوله
25.05.2011, 21:57
من محاسن الاسلام : النكاح
وأما النكاح فمستحب، ومحاسنه كثيرة، منها تحصين الفرج، ومنها تحصين الزوجة، ومنه حفظها والقيام بها، ومن محاسنه أنه طريقة الرسل.
ومن محاسنه تكثير الأمة، وتكثير النسل، ومنها تحقيق مباهاة النبي ، ومنها قضاء حوائجه من طبخ ونحوه، ومنها حفظ بيته وأولاده، ومنها سكونه وطمأنينته إليها، واستئناسه بها، ومعاشرتها، وغير ذلك من المصالح التي لا يتسع هذا المقام لعدها.
محب الله ورسوله
25.05.2011, 22:02
من محاسن الاسلام الطلاق
وأما الطلاق فمن محاسنه أن جعل الله عز وجل ملك الطلاق إلى الزوج.
ومن محاسنه أن حكم بالحرمة الغليظة بعد الطلقات الثلاث؛ لأن الظاهر، أن من طلق ثلاثًا، رأى الصلاح في الفراق، وعلق الشرع حل المطلقة ثلاثًا بالتزويج بزوج آخر، والدخول بها، ليصير هذا الشرط مانعًا له من العود إليها، ويثبت على رأي من الصلاح في مفارقتها، ومن المحاسن أنه لم يحكم بحرمتها على وجه لا رجوع فيه أصلاً، فإنه ربما لا يصبر عنها فيهلك في ذلك، فالشرع جعل للوصول إليه سبيلاً، لكن بعدما يذوق الآخر عسيلتها، وتذوق عسيلته، ولا يجوز عن طريق التحليل، لحديث: «لعن الله المحلل، والمحلل له».
ومن محاسن الطلاق أن يكون في طهر لم يجامعها فيه، هذا هو السنة، فإنه إذا قضى وطره منها، انتقص ميله إليها طبعًا، فيبادر إلى مفارقتها بقليل داعية، ويسير أذية، فإن المرء إذا شبع من شيء سقط من عينه، وهان عليه، وإذا جاع قوي ذلك في قلبه فلا يحصل الطلاق عن روية، وربما يندم على ذلك، فيحتاج إلى نقض الطلاق، فكان الطلاق الحسن المسنون، أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه، فإن هذه الحال حالة كمال الرغبة، وتمام الميل، فالظاهر أنه لا يقدم على الطلاق في هذه الحالة، إلا لحاجة داعية، فرخص له في الطلاق.
ومن محاسنه أن جعل هزله جدًا، قال : «ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد، الطلاق والعتاق والنكاح» فإذا عرف الإنسان أنه بمجرد تلفظه به، ولو مازحًا يقع، امتنع بإذن الله إذا كان عاقلا.
بن الإسلام
26.05.2011, 18:29
جزاكم الله خيراً
استمر أخى الحبيب
ونحن متابعون لك
محب الله ورسوله
30.05.2011, 18:36
من محاسن الاسلام : الحدود
ومن محاسنه القصاص، وفرض العقوبات، زجر النفوس الباغية، وردع القلوب القاسية، الخالية من الرحمة والشفقة.
ومن محاسنه تأديب الجماعات الطاغية، فحكم بقتل القاتل، وأمر بقطع يد السارق، ليحقن الدماء، قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: 179] الآية، والقطع لحفظ الأموال، فيعيش الناس آمنين مطمئنين، قال تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة: 38]، وحرم الزنا ومقدماته كالنظر إلى الأجنبيه، والخلوة بها، والقبلة واللمس، وأمر برجم الزاني، وقتل اللوطي على رءوس الأشهاد، وحكم بجلد الزاني البكر، مائة جلدة والتغريب، كل ذلك محافظة على الأنساب والأعراض، وحماية للأخلاق، وصيانة للأمة من الفناء والفساد، وحرم الخمر، وعدها أم الخبائث، وحكم على متعاطيها بالجلد، لارتكابه النقائص والخسائس، كل ذلك ليبقى العقل سليمًا، ويظل المال مصونًا، ويدوم الشرف والخلق طاهرًا نقيًا.
محب الله ورسوله
30.05.2011, 18:38
شعر
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلى
بصائر أقوام عن المجد نوم
****
فأشرق نور العلم من حجراته
على وجه عصر بالجهالة مظلم
****
ودك حصون الجاهلية بالهدى
وقوض أطناب الضلال المخيم
*****
وأنشط بالعلم العزائم وابتنى
لأهليه مجدًا ليس بالمتهدم
*****
وأطلق أذهان الورى من قيودها
فطارت بأفكار على المجد حوم
******
وفك أسار القوم حتى تحفزوا
نهوضًا إلى العلياء من كل مجثم
*****
وعما قليل طبق الأرض حكمهم
بأسرع من رفع اليدين إلى الفم
اللهم رب قلوبنا على محبتك وطاعتك، وثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وألهمنا ذكرك وشكرك، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond