تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : الرد على شبهة أمرنا مترفيها ففسقوا فيها


أبوجنة
12.04.2009, 05:17
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين

فهذا رد بسيط بديهى على شبهة طالما تشدق بها الجاهلون

و هى عن آية سورة الإسراء 16

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

فكيف يأمر الله بالفسق؟ ثم يعاقبهم عليه بعد ذلك؟ و هل يأمر الإله بالفسق؟

و الرد بسيط جدا لمن يتدبر لحظة فى الآية و كلماتها بمعناها الصحيح

نحن لا نفسر بالروح القدس و إنما قواعد التفسير معروفة و هى حجة على كل من يدعى علم

و إجابة السؤال ببساطة تكون بالرد على السؤال الآخر:

ما هو الفـــســـــق؟

الرد من لسان العرب:
الفسق هو ترك أمر الله و الخروج على طاعته

و فى كل تفاسير و شروح مادة "ف س ق" فى كل المعاجم العربية تجد أن الأصل فيها هو الترك و الخروج و العصيان

إذن معنى الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فتركوا أمرنا و خرجوا على طاعتنا فأهلكناهم

فما هى أوامر الله التى تركوها و خرجوا عليها؟

و القرآن يفسر بعضه بعضا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
النحل:90

أى أن الله أمرهم بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى أى بكل الخير و الحق و العدل و نهاهم عن الفحشاء و المنكر و البغى

تأمل معى السياق: أمرناهم .... ففسقوا

أى خرجوا على أوامر الله تلك فحق عليهم القول فأهلكهم

و هل يريد الله أن يهلك قرية؟

نــعــم

يريد أن يهلكها إذا استحقت الهلاك عقابا لها

فإن الله لا يتدخل فى إرادة خلقه و إنما هم يقررون أفعالهم بأنفسهم و باختيارهم

و الإنسان مخيّر فيم سيحاسب عليه

فالقرية التى كانت تظلم و تكفر و تعصى يأمرها الله بالحق و العدل و الإيمان و ينهاها عن كل فاحشة من القول و الفعل

فإن اختارت العصيان فإنها تستحق الهلاك و التدمير

و الدليل هو قوله تعالى فى الآية موضع السؤال:

فــحــــــق عليها القول

و قوله تعالى:

وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
فصلت: 17

الخلاصة:

كان يمكن أن يكون السؤال ذا موضوعية أكبر و ذا محل لو كانت الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فـفســـــدوا ... أو أفــســــدوا فيها

أو يكون النص "أمرناهم بالفسق"

هنا يكون الأمر بالفساد ويكون للسائل موضوع يمكن أن يتكلم فيه

فإن الأمر بالفسق واضح هنا

و لكن عز من قال: فـفســـــقــــوا

أى أنهم عصوا الأمر الموجه إليهم و تركوه

ولو كان الله أمرهم بالفساد و الإفساد ففسدوا فعلا لما كان هذا فسوقا و إنما طاعة لأمر الله بالفساد و الإفساد و سبحانه و تعالى عن ذلك

وإنما هم فــســــقـــــوا

و الفسوق هو عصيان الأمر الموجّه إليهم

أى أن الأمر كان بالعدل و الإحسان و نهى عن الفحشاء و المنكر والبغى

و هم خرجوا عليه

تركوا هذا الأمر

فـــســـــقـــوا

فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

و زيادة فى الإيضاح فإن فهم المعنى على أن الله قد أمر بالفسق مستحيل عقليا و لغويا

فكيف يأمر الله بعصيان أمره؟

كيف يأمر الله بترك أمره؟

و هل تكون هذه طاعة أم معصية؟

كيف يجتمع الشئ مع نقيضه؟

يستحيل أن يجتمع الأمر مع الأمر بتركه

و من هنا يستحيل حمل معنى الآية على أن الأمر .... هو أمر بالفسق

و فهم الآية على هذا الوجه إنما هو من أمراض العقول

و المعنى الصحيح واضح لمن له الحد الأدنى من العقل الراشد

فسبحان من أنزل الذكر

لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

Dr-AlGharieb
12.04.2009, 12:59
وهذا القول في هذه الآية هو الذي رجحه الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي من ضمن أقوال أخرى..ويدل على صحة هذا القول الذي ذكره أخونا أبو جنة قوله تعالى في سورة سبأ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34)) .
وفي الاية أقوال أخرى ذكرها بعضهم..مثل أمرنا بمعنى أكثرنا وهو لغويا صحيح.. وبعضهم قال أمرنا بتشديد الميم أي صار المترفون هم الأمراء وهذا القول قال به من قرأ بتشديد الميم.
وإن كان أصح الأقوال التي يدل عليها القرآن نفسه هو القول الذي ذكره أخونا الكريم أبو جنة.
جزاكم الله خيرا

أبوجنة
12.04.2009, 17:44
جزاك الله خيرا أخى الفاضل دكتور الغريب

و قد عطرت الموضوع بمرورك

و لكن اسمح لى بسؤال:

مَن مِن القراء قرأ أمّرنا بتشديد الميم؟

Dr-AlGharieb
12.04.2009, 19:16
بارك الله فيكم .. هي قراءة علي بن أبي طالب وأبي عثمان النهدي ومجاهد والحسن في آخرين ذكرهم صاحب فتح القدير وغيره بارك الله فيكم.

أبوجنة
12.04.2009, 20:20
أى أنها قراءة شاذة أو موضوعة و ليست متواترة. و إن كان لا يوجد لها أى سند صحيح ولا ذكر بين القراء ولا حتى فى القراءات الشاذة الأربعة المعروفة مما يخرجها حتى من نطاق القراءات الشاذة
فأظن أنه لا اعتبار لها ولا حتى فى التفسير إلا أن يكون هناك ما لا أعلمه و الله أعلم
بارك الله بك و أحسن إليك أخى الكريم

Dr-AlGharieb
12.04.2009, 20:34
لا يا أخي الكريم القراءة الشاذة يستفاد منها في التفسير.. وإلا لما كان ثمت فائدة من ذكر هذه القراءات عند المفسرين ..ولو راجعت قراة ابن مسعود رضي الله عنه في بعض المواضع لوجدت ذلك ..لكن ليس هذا مجال البسط هنا .

أبوجنة
12.04.2009, 21:01
لا يوجد لها أى سند صحيح ولا ذكر بين القراء ولا حتى فى القراءات الشاذة الأربعة المعروفة مما يخرجها حتى من نطاق القراءات الشاذة



إن عرفت لها سندا صحيحا ولو كان شاذا فأخبرنى به أكرمك الله

أبو عمر الباحث
15.04.2009, 00:13
موضوع طيب جدا والله
نفع الله بكم
وبارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا

أبوجنة
15.04.2009, 04:27
بارك الله بك و أحسن إليك أخى الكريم الصقر السلفى

و قد فاح أريج الموضوع بمرورك أيضا

أبوحمزة السيوطي
10.05.2009, 09:45
قال ابن كثير رحمه الله :
اختلف القراء في قراءة قوله: { أَمَرْنَا } فالمشهور قراءة التخفيف، واختلف المفسرون في معناها، فقيل: معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمرًا قدريًا، كقوله تعالى: { أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا } [ يونس: 24 ]، فإن الله لا يأمر بالفحشاء، قالوا: معناه: أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب.
وقيل: معناه: أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج عن ابن عباس، وقاله سعيد بن جبير أيضًا.
وقال ابن جرير: وقد يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء.
قلت: إنما يجيء هذا على قراءة من قرأ "أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا" قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قوله: { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب، وهو قوله: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } [ الأنعام: 123 ]، وكذا قال أبو العالية ومجاهد والربيع بن أنس.
وقال العَوْفِي عن ابن عباس: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } يقول: أكثرنا عددهم، وكذا قال عكرمة، والحسن، والضحاك، وقتادة، وعن مالك عن الزهري: { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } : أكثرنا.
وقد استشهد بعضهم بالحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي، عن مسلم بن بُدَيْل، عن إياس بن زهير، عن سُوَيْد بن هُبَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير مال امرئ له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة".
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، في كتابه "الغريب": المأمورة: كثيرة النسل . انتهى

قلت : أخرج البخاري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما :
" أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ وَهمْ بِإِيلِيَاءَ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ فَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ "

وأَمِرَ أَمْرُ : أي كثر أمره , وقيل : كثر كثيرا كما نقل ابن حجر في الفتح ..

وأخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير الآية قال :
" كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ "

قال ابن حجر في الفتح :
( قوله باب وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها الآية )
ذكر فيه حديث عبد الله وهو بن مسعود كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية أمر بنو فلان ثم ذكره عن شيخ آخر عن سفيان يعني بسنده قال أمر فالأولى بكسر الميم والثانية بفتحها وكلاهما لغتان وأنكر بن التين فتح الميم في أمر بمعنى كثر وغفل في ذلك ومن حفظه حجة عليه كما سأوضحه وضبط الكرماني أحدهما بضم الهمزة وهو غلط منه وقراءة الجمهور بفتح الميم وحكى أبو جعفر عن بن عباس أنه قرأها بكسر الميم وأثبتها أبو زيد لغة وأنكرها الفراء وقرأ أبو رجاء في آخرين بالمد وفتح الميم ورويت عن أبي عمرو وبن كثير وغيرهما واختارها يعقوب ووجهها الفراء بما ورد من تفسير بن مسعود وزعم أنه لا يقال أمرنا بمعنى كثرنا إلا بالمد وأعتذر عن حديث أفضل المال مهرة مأمورة فإنها ذكرت للمزاوجة لقوله فيه أو سكة مأبورة وقرأ أبو عثمان النهدي كالأول لكن بتشديد الميم بمعنى الأمارة واستشهد الطبري بما أسنده من طريق على بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله أمرنا مترفيها قال سلطنا شرارها ثم ساق عن أبي عثمان وأبي العالية ومجاهد أنهم قرؤوا بالتشديد وقيل التضعيف للتعدية والأصل أمرنا بالتخفيف أي كثرنا كما وقع في هذا الحديث الصحيح ومنه حديث خير المال مهرة مأمورة أي كثيرة النتاج أخرجه أحمد ويقال أمر بنو فلان أي كثروا وأمرهم الله كثرهم وأمروا أي كثروا وقد تقدم قول أبي سفيان في أول هذا الشرح في قصة هرقل حيث قال لقد أمر أمر بن أبي كبشة أي عظم واختار الطبري قراءة الجمهور واختار في تأويلها حملها على الظاهر وقال المعنى أمرنا مترفيها بالطاعة فعصوا ثم أسنده عن بن عباس ثم سعيد بن جبير وقد أنكر الزمخشري هذا التأويل وبالغ كعادته وعمدة إنكاره أن حذف ما لا دليل عليه غير جائز وتُعُقِب بأن السياق يدل عليه وهو كقولك أمرته فعصاني أي أمرته بطاعتي فعصاني وكذا أمرته فامتثل . انتهى

وجزاكم الله خيرا

miran dawod
10.05.2009, 09:57
1. الآيات تتكلم عن هداية وضلال فهناك من ضلوا عن طريق الله وهناك من اهتدوا إليه .
2. الآيات تتكلم عن معاصي وآثام وعذاب لأناس استحقوا العذاب .
3. الله عز وجل يقول انه لا يعذب أحداً حتى يبعث إليه رسولاً .
هذا فهم بسيط لمجرد قراءة الآيات لأول مرة ولكنه يسهل علينا فهم الآية التي حولها الإشكالية .

يقول سيد قطب في تفسيره (في ظلال القرآن) الآتي عن معنى كلمة مترفيها :
والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين يجدون المال ويجدون الخدم ويجدون الراحة ، فينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة ، حتى تترهل نفوسهم وتأسن ، وترتع في الفسق والمجانة ، وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات ، وتلغ في الأعراض والحرمات ، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً ، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها ، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها . ومن ثم تتحلل الأمة وتسترخي ، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها ، فتهلك وتطوى صفحتها .

أبوجنة
10.05.2009, 10:11
ما شاء الله

أثريتم الموضوع إخوتى الكرام

و فاح عطره أكثر بمروركم و مشاركاتكم

بارك الله بكم و أحسن إليكم

نوران
15.05.2009, 11:39
http://img182.imageshack.us/img182/9540/13972006041422rq0.gif

تأييدا لما ذكر أخي الفاضل أبي جنَّة من أنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى

مستشهدا بالآية من سورة النحل السابقة مباشرة لسورة الإسراء التي اشتملت على الآية محل البحث

اُذكر أنَّ الآيات التالية لهذه الآية الكريمة

خاصة من قوله تعالى

لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)

وإلى قوله جلَّ جلاله

ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)

كلها دعوات إلى البر والتقوى والعدل والإحسان ونهي عن الفحشاء والمنكر والبغي

ومبتدأها ومنتهاها توحيد الله فالتزامها يجب أن يكون استجابة لأوامر الله ابتغاء مرضاة الله تعالى

وهذا مالم يستجب له أهل القرى التي حقَّ عليها الهلاك

فهم حتى إن فعلوا خيرا فيما بينهم أو امتنعوا عن بعض المنكر فهو ليس لله تعالى ولا يريدون به تحصيل أجر الآخرة

وإنما لهوى في النفس أيا كان ( كتحصيل جاه أو زعامة أو ذكر حسن أو كمن ترك الخمر بالجاهلية حفاظا على كرامته )

وهذا ما وجدناه في قوله تعالى ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)

وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)
انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)الأسراء )

فالله تعالى يدعو إلي فعل الخيرات وترك المنكرات حبا في الله وطاعة وانقيادا لله ابتغاء مرضاته هو وحده سبحانه لا إله إلا هو وحده لا شريك له

http://www.albetaqa.com/cards/data/media/295/fawasel0007.gif

اختم بحادثة جميلة حدثت أثناء حرب الخليج

فقد كانت هذه الآيات البينات بداية الهداية لمنصر كان آتيا يتقرب إلى الله باخراج المسلمين من دينهم

وقدر الله له أن يستمع إلى هذه الآيات الكريمات مع ترجمة لمعانيها من فضيلة الدكتور زغلول النجار

وكانت بداية البحث في الإسلام ومن ثم إعتناقه والعودة إلى أمريكا ليتقرب إلى الله بالدعوة إلى الإسلام

http://www.albetaqa.com/cards/data/media/295/fawasel0007.gif
http://www.lovely0smile.com/2006/islamic/i-048.gif

أبوحمزة السيوطي
23.09.2010, 08:43
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل أبا جنة

محب الله ورسوله
23.09.2010, 09:42
بسم الله ماشاء الله

بارك الله فيكم أخوتى الكرام على هذه المواضيع القيمة.

والله أنا حتى لاأجد كلاما أقوله بعد كلام أساتذتنا الكرام

Zainab Ebraheem
23.09.2010, 12:19
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




إذن معنى الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فتركوا أمرنا و خرجوا على طاعتنا فأهلكناهم


أى أن الله أمرهم بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى أى بكل الخير و الحق و العدل و نهاهم عن الفحشاء و المنكر و البغى




جزاكم الله خيرا اخوتى

سبحان الله النصارى والملحدين ومن يثير هذه الشبهات ينطقون العربية ولا يفهمونها

فكل شبهاتهم هذه نتيجة عدم فهمهم للمعانى وتركيبات الجمل والاعجاز اللغوى فى القرأن الكريم

وللاسف يصرون على هذه الشبهات ولا يستحون من اثارتها ويعتقدون انهم اكثر فصاحة من العرب الذين لم يكتشفوا هذه الاخطاء

ahmed saber
23.09.2010, 14:56
جزاكم الله خير الجزاء
الشبهه فعلا مطروحة وبقوة
والرد بليغ وبين

Muslim_EGY
23.09.2010, 15:08
شبهة مريضة من الجاهلون
ياتون باي واضحه وكانهم وجدوا ما لايجده احد
معتقدين اننا مثلهم لانقرا كتابنا ابدا

هداهم الله

جزاك الله خيرا اخى الكريم على هذا الموضوع

سمسومة11111
29.03.2014, 10:19
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين

فهذا رد بسيط بديهى على شبهة طالما تشدق بها الجاهلون

و هى عن آية سورة الإسراء 16

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

فكيف يأمر الله بالفسق؟ ثم يعاقبهم عليه بعد ذلك؟ و هل يأمر الإله بالفسق؟

و الرد بسيط جدا لمن يتدبر لحظة فى الآية و كلماتها بمعناها الصحيح

نحن لا نفسر بالروح القدس و إنما قواعد التفسير معروفة و هى حجة على كل من يدعى علم

و إجابة السؤال ببساطة تكون بالرد على السؤال الآخر:

ما هو الفـــســـــق؟

الرد من لسان العرب:
الفسق هو ترك أمر الله و الخروج على طاعته

و فى كل تفاسير و شروح مادة "ف س ق" فى كل المعاجم العربية تجد أن الأصل فيها هو الترك و الخروج و العصيان

إذن معنى الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فتركوا أمرنا و خرجوا على طاعتنا فأهلكناهم

فما هى أوامر الله التى تركوها و خرجوا عليها؟

و القرآن يفسر بعضه بعضا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
النحل:90

أى أن الله أمرهم بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى أى بكل الخير و الحق و العدل و نهاهم عن الفحشاء و المنكر و البغى

تأمل معى السياق: أمرناهم .... ففسقوا

أى خرجوا على أوامر الله تلك فحق عليهم القول فأهلكهم

و هل يريد الله أن يهلك قرية؟

نــعــم

يريد أن يهلكها إذا استحقت الهلاك عقابا لها

فإن الله لا يتدخل فى إرادة خلقه و إنما هم يقررون أفعالهم بأنفسهم و باختيارهم

و الإنسان مخيّر فيم سيحاسب عليه

فالقرية التى كانت تظلم و تكفر و تعصى يأمرها الله بالحق و العدل و الإيمان و ينهاها عن كل فاحشة من القول و الفعل

فإن اختارت العصيان فإنها تستحق الهلاك و التدمير

و الدليل هو قوله تعالى فى الآية موضع السؤال:

فــحــــــق عليها القول

و قوله تعالى:

وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
فصلت: 17

الخلاصة:

كان يمكن أن يكون السؤال ذا موضوعية أكبر و ذا محل لو كانت الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فـفســـــدوا ... أو أفــســــدوا فيها

أو يكون النص "أمرناهم بالفسق"

هنا يكون الأمر بالفساد ويكون للسائل موضوع يمكن أن يتكلم فيه

فإن الأمر بالفسق واضح هنا

و لكن عز من قال: فـفســـــقــــوا

أى أنهم عصوا الأمر الموجه إليهم و تركوه

ولو كان الله أمرهم بالفساد و الإفساد ففسدوا فعلا لما كان هذا فسوقا و إنما طاعة لأمر الله بالفساد و الإفساد و سبحانه و تعالى عن ذلك

وإنما هم فــســــقـــــوا

و الفسوق هو عصيان الأمر الموجّه إليهم

أى أن الأمر كان بالعدل و الإحسان و نهى عن الفحشاء و المنكر والبغى

و هم خرجوا عليه

تركوا هذا الأمر

فـــســـــقـــوا

فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

و زيادة فى الإيضاح فإن فهم المعنى على أن الله قد أمر بالفسق مستحيل عقليا و لغويا

فكيف يأمر الله بعصيان أمره؟

كيف يأمر الله بترك أمره؟

و هل تكون هذه طاعة أم معصية؟

كيف يجتمع الشئ مع نقيضه؟

يستحيل أن يجتمع الأمر مع الأمر بتركه

و من هنا يستحيل حمل معنى الآية على أن الأمر .... هو أمر بالفسق

و فهم الآية على هذا الوجه إنما هو من أمراض العقول

و المعنى الصحيح واضح لمن له الحد الأدنى من العقل الراشد

فسبحان من أنزل الذكر

لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
بارك الله بك ونفعنا بك اخي ولك جزيل الشكر على هذا الشرح الوافي

عُبَيّدُ الّلهِ
16.06.2015, 11:23
السلام عليكم،
خلاصة الرد على هذه الشبهة فى اسطر قليلة:
الله عزوجل لا يأمر بالفحشاء فى شرعه لأنه تعالى منزه عن ذلك وقد احسن من جاء بالأيات
الله عزوجل يأمر الضالين ان يزدادوا إثما وهذا إنما يقع فى قدره عزوجل لا فى شرعه،والله عزوجل يأمر الضالين والكافرين والفاسقين والمترفين ان يزدادوا ضلالا وفسقا من باب نزاهة عدله وقضاؤه وقدره فهذا هو الثمن العادل لرفضهم التوحيد ورسالة الأنبياء عليهم السلام،ويكون الأمر الإلهى لهم بالزيادة فى الضلال من باب الاستدراج من حيث لا يعلمون،وهذا واقع مشهود فالكافر يجد ان ضلاله يدر عليه مصالح وفوائد ولا يعلم ان شهواته وفسقه هما بداية مهلكته.

د/ عبد الرحمن
16.06.2015, 17:36
جزاكم الله خيرا

إذن معنى الآية: و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فتركوا أمرنا و خرجوا على طاعتنا فأهلكناهم

و شبيه بهذا المعنى قوله تعالى فى سورة الكهف:

( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( 50 ) )

عُبَيّدُ الّلهِ
17.06.2015, 14:34
جزاكم الله خيرا



و شبيه بهذا المعنى قوله تعالى فى سورة الكهف:

( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( 50 ) )
نعم يا دكتور هذا أحد وجوه التأويل،وهو متعلق بالشرع،ولكن هناك وجه اخر للتأويل يتعلق بالقدر
فمن الأحكام القدرية الثابتة التى سنها رب العزة جل وعلا أنه يضل الظالمين ومضل الكافرين،فبعد أن يرفض الكافر الشرع يقضى الله عزوجل إمداد الضلال له حتى يُختم على قلبه ويقع هلاكه،
الإشكال الذى وقع على من اشتبهت الاية الكريمة عليه أنه تصور ان الله جل وعلا امر المترفين ففسقوا لأنه يحب الفسق او لمجرد الإنتقام تعالى الله وتقدس عن ذلك علوا كبيرا،ولكنه تعالى امرهم ان يمتدوا فى ضلالهم عدلا منه وليس حبا فى الشر بل حبا فى نتائج الشر وهى خير من تمحيص للمؤمنين وإستحقاق الكفار للعقاب والهلاك دنيا واخرة واثابة المؤمنين على صبرهم على هذا البلاء، فنحن معاشر اهل السنة نؤمن ان الله تعالى هو خالق كل خير وهو فاعل كل خير وهو الذى يأمر بكل خير،وأن الله تعالى هو خالق كل شر وليس بفاعله بل فاعله شياطين الجن والإنس وهو الذى يأمر بوقوع الشر لا لذاته بل لغيره(ونبلوكم بالخير والشر فتنة)الأية.

السهم الخارق
18.06.2015, 00:06
جزاكم الله خيرا على هذه الردود المفحمه
ولكن لنسف الشبهة تمام احب ان اعرض عليكم هذا الرد
يقول اعداء الاسلام ان اله الاسلام يأمر بالفسق مستندين الى الايه الكريمه التى تقول

واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (الاسراء 16)

وللرد نقول ان المروجين للشيهه يثبتون انهم لا يفقهون شيئا فى اللغه العربيه ولا حتى معانى كلماتها فقد وقعوا فى هذه الاشكاليه لانهم يجهلون معنى كلمة فسق مكتفين بان الفسق هى صفه قبيحه وان اله الاسلام امر بها وانتهى علمهم عند هذا الحد

اولا : الشبهة مردود عليها من كلمة الفسق

فالفسق هو الخروج عن الطاعة ومخالفة الامر وهذا يهدم الشبهة من اساسها لأن معنى الاية هو ان الله امرهم بأمر فخالفوا هذا الامر وبهذا حق عليهم العذاب ولو كان يقصد فعل المعصية فى حد ذاتها كما يتوهم المشكك لكانت الاية تقول فأجرموا فيها او فأذنبوا فيها او رجسوا فيها او اثموا فيها او فجروا فيها ولكن لا يقول فسقوا فيها او عصوا فيها لان الفسق والمعصية من مخالفة الامر المأمورين بها

واليكم معنى الفسق فى اللغة العربية وفى الشرع وفى ضؤ القرأن الكريم

1- معنى الفسق فى اللغة العربية
-من معجم مقاييس اللغة
الفسق : هو الخروج عن الشيء أو القصد، . ويقال إذا خرجت الرطبة من قشرها؛ قد فسقت الرطبة من قشرها، والفأرة عن جحرها
-من معجم لسان العرب
الفسق : ترك امر الله والخروج على طاعته

-من معجم الفروق اللغوية
الفسق هو الخروج من طاعة الله بكبيرة
والذنوب منقسمة إلى صغائر وكبائر، وهذا هو الأظهر من جهة الكتاب والسنة والقواعد، أما الكتاب فقوله تعالى { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } فجعل الكفر رتبة والفسوق رتبة ثانية والعصيان يلي الفسوق وهو الصغائر، فجمعت الآية بين الكفر والكبائر والصغائر وتسمى بعض المعاصي فسقا دون البعض

- من معجم القاموس المحيط
الفسق : الترك لأمر الله والعصيان والخروج عن طريق الحق

-من كتاب البحر المحيط لأبو حيان
الفسق عبارة عن الإتيان بضد المأمور به ، فكونه فسقا ينافي كونه مأمورا به ويناقضه

2-معنى الفسق فى الشرع
-يقول ابن عطية
الفسق في عرف الاستعمال الشرعي: الخروج من طاعة الله ـ عز وجل ـ فقد يقع على من خرج بكفر، وعلى من خرج بعصيان'

-يقول الألوسي:
'الفسق شرعًا: خروج العقلاء عن الطاعة، فيشمل الكفر ودونه من الكبيرة والصغيرة

-يقول كتاب ‏الموسوعة الفقهية
الفسق : الخروج عن أحكام اللّه، ومخالفة لأوامره ونواهيه والفسق نوعان فالفسق تارةً يكون بترك الفرائض، وتارةً بفعل المحرّمات‏.

- وقد جاء فى بحوث وشروحات لعلماء المسلمين والناقلين لأقوال السلف عن معنى الفسق و الفرق بينها وبين المعصيه ما تلخيصه الاتى:
الفسق ومصدره الفسوق والمعصية ومصدرها العصيان يتفقان فى المعنى وهو مخالفة الله تعالى في أمره أو نهيه ولكنهما يختلفان من حيث الرتبة وعظمة الجرم وكبره فالمراد بالفسق او الفسوق هو فعل الكبائر،وبالمعصية اوالعصيان هو فعل الصغائر كما اتفق كثير من المفسرين على ذلك مثل القرافى والزركشى والشوكانى
ويمكن ان يقال على الفسق معصية اوعصيان ولكن لا يقال على المعصية فسق او فسوق لأن المعصيه اشمل واعم من الفسق لان المعصية تشمل الكبائر والصغائر كما اتفق علماء المسلمين على ذلك مثل الشيخ صالح الفوزان و الشيخ صالح العقل
وبالتالى يمكن ان يقال على فعل الكبائر فسق او معصية ولكن لا يقال على فعل الصغائر الا معصية فقط

3- معنى الفسق فى ضؤ القران الكريم
-يقول ابن عاشور فى كتاب التحرير والتنوير
الفسق : الخروج عن المقر وعن الطريق ، والمراد به في اصطلاح القرآن الخروج عما أمر الله به

-يقول الكفوى فى كتاب الكليات
الفسق : الترك لأمر الله والعصيان والخروج عن طريق الحق
وهو في القرآن على وجوه: بمعنى الكفر نحو { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا }،
والمعصية نحو { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين }،
والكذب نحو { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون } و { إن جاءكم فاسق بنبأ }،
والإثم نحو { وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم }،
والسيئات نحو { ولا فسوق ولا جدال في الحج }

اى ان الفسق هو مخالفة امر الله وقد جاء هذا اللفظ بهذا المعنى فى أيات كثيره منها

فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (البقرة59)
أى الفاسقين الذى خالفو امر الله وبدلوا القول الذى امرهم به الله ان يقولوه

واذا قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه (الكهف50)
اى ان ابليس فسق عن امر ربه اى خالف امر الله بعدم السجود لادم بعد ان امره الله بالسجود لادم تكريما لادم وذريته

واسالهم عن القرية التى كانت حاضره البحر اذ يعدون فى السبت اذ تاتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تاتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (الاعراف163)
اى ان بعض اليهود كانو يفسقون بان خالفوا امر الله عندما امرهم الا يعملوا يوم السبت فقاموا بالصيد يوم السبت فابتلاهم الله بعدم تواجد السمك طوال ايام الاسبوع عدا السبت وذلك لانهم فسقوا وخالفوا امره

فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون (ال عمران 82)
الفاسقون هم الذين يعرضوا عن امر الله ولا ينفذوه

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (البقرة 26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (البقرة 27)
الفاسقون هم الذين يخالفون امر الله بنقض العهد مع الله وقطع ما امر الله به ان يوصل

ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان (الحجرات 11)
الفسوق هو التسمية بما يخالف اسمه الحقيقى ما لم تكن معبرة عن حالته التى عليها وهى فى حد ذاتها مخالفة لأمر الله الذى امرنا بعدم التنابذ

ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (ال عمران 110 )
الفاسقون هم الذين يعترضون على امر الله ويخالفون امره عكس المؤمنين الذين يخضعون لأمر الله ويؤمنون


ولو ان الله أمرهم بالفساد ففسدوا او امرهم بالفحشاء ففعلوا ما كان هذا فسوقا وإنما طاعة لأمر الله فلا يسمى فسوقا
وهذا يعنى ان الأية تقول ان الله امر المنعمين فى القريه فخالفوا امره وخرجوا عن طاعته بفعل الكبائر فدمرها الله



ثانيا : الشبهة مردود عليها بنص الاية السابقة والاية التالية لها

فلابد من مراجعة الاية التى تسبق , والاية التى تتبع قوله تعالى ( إذا اردنا ان نهلك قرية ) . لنرى إذن ما يقول الله عز وجل فى سورة الاسراء :

15- من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا .
16- وإذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا .
17- وكما هلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا .

لو تمعنا فى النظرلوجدنا ان الجواب على الشبهة ( إذا اردنا ان نهلك قرية ) محصور بين ايتين كريمتين تعطيان الجواب على الشبهه .
وتسهيلا على القارىء قمت بالأعلى بتظليل الايات المرتبطة ببعضها البعض والتى تعطى الجواب القاصم على الشبهه باللون الاخضر
إذن دعونا الآن نعطى التسلسل الطبيعى الذى يجيبنا عن الشبهه:

1- الله لا يعذب الناس قبل ان يرسل الرسل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .

2- إرادة الله لإهلاك القرى إرادة مشروطه مثبته بقوله ( إذا اردنا ) , أى اذا اراد الله ان يهلك قوم لابد ان يتحقق فيهم شرط معين .

3- هذا الشرط هو ان يقع الناس فى الذنوب ( كفى بربك بذنوب عباده بصيرا ) لذلك يهلكهم الله , وقد ضرب الله مثلا لهذا الإهلاك قوم نوح والذين من بعدهم بقوله ( وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا ) الاسراء 17 .

فالاية التى تسبق ( اذا اردنا ان نهلك قرية ) تقول ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الاسراء 15. والايه التى تتبعها تقول ( وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا ) الاسراء 17. وهذا يفيد أن الله تعالى نفسه يقرر انه ما كان ليعذب احد او يهلك احد إلا بعد ان يقيم عليه الحجة وذلك بأن يرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين ( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء 165 .

فإذا خالف الناس تعاليم الانبياء والرسل , وإستمروا على ضلالهم وذنوبهم , إستوجبوا إهلاك الله لهم بإرسال العذاب عليهم ولكن كل هذا يتم بعد ان يرسل الله لهم الرسل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الاسراء 15, وهذا من باب العدل الذى يتصف به الله تعالى فالله لن يعذب قبل ان يقيم عليهم الحجة بإرسال الرسل الذين يحذرونهم وينصحونهم.

إذن فإرادة الله لإهلاك الناس هى إرادة مشروطه .....والشرط هو ان يقع الناس فى الذنوب بعد ان يتم تحذيرهم بواسطة الرسل اولا


ثالثا : الشبهة مردود عليها لغويا

أن قوله تعالى ( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) هى من جنس ما يعرف فى النحو العربي بأسم الإيجاز بالحذف وهو الذى يستخدم مع حذف كلمة او جمله أو أكثر مع تمام المعنى مثل قول :
أمرت ابنى فعصى ........ أى امرت ابنى بطاعتى فعصانى .
وعليه فالمقصود من الايه الكريمة هو ( أمرنا مترفيها ) اى امرناهم بامر ( ففسقوا فيها ) اى خالفوا هذا الامر.
و أن الله تعالى قال ( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) وهى كما اشرنا على سبيل الايجاز بالحذف , ولو أراد الله تعالى أن يأمر بالفسق كما ظن المشكك لقال ( أمرنا مترفيها ليفسقوا فيها ) . فهذا هو الامر الذى قد يثير الشبهه لو جاءت الايه بإستخدام لام الأمر ( ليفسقوا ) , ولام الامر مثبته فى ايات عديدة فى القرءان الكريم مثل قوله تعالى :
1-ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ......الحج 28
2-من كان يظن أن لن ينصره الله فى الدنيا والاخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ....... الحج 15

ولكن الناظر للآية القرءانية , لا يرى أنها جاءت بلام الأمر ( ليفسقوا ) وبهذا تنتفى الشبهه لأن الله لا يأمر بالفسق ولو جاءت لام الامر فى الايه لحق للمتشكك ان يجعلها شبه , ولكنها جاءت بفاء العطف ( ففسقوا ) والفاء هى حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب وبالتالى يكون معنى الايه ان النتيجة التى ترتبت بعد أن أمرهم الله بالطاعة ان فسقوا اى خالفوا وعصوا امره فى القريه

رابعا : الشبهة مردود عليها بإجماع المفسرين

ويكفى ان جميع التفاسير لهذه الايه موضوع الشبهه اتفقت على ان الله امرهم بامر ولكنهم خالفوا هذا الامر وهو الفسق المنصوص عليه فى الايه

1- تفسير الشنقيطى
أن الأمر في قوله { أمرنا } هو الأمر الذي هو ضد النهي وأن متعلق الأمر محذوف لظهوره . والمعنى { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } بطاعة الله وتوحيده
{ فَفَسَقُواْ } اي خرجوا عن طاعة أمر ربهم ،أي أمرناهم بالطاعة فعصوا . وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا
وهذا القول الصحيح في الآية جار على الأسلوب العربي المالوف ، من قولهم : أمرته فعصاني . اي أمرته بالطاعة فعصى . وليس المعنى : امرته بالعصيان

2- تفسير الشوكانى
بمثل قول القائل أمرته فعصاني ، فإن كل من يعرف اللغة العربية يفهم من هذا أن المأمور به شيء غير المعصية ، لأن المعصية منافية للأمر مناقضة له ، فكذلك أمرته ففسق يدل على أن المأمور به شيء غير الفسق ، لأن الفسق عبارة عن الإتيان بضد المأمور به ، فكونه فسقا ينافي كونه مأمورا به ويناقضه .

3- تفسير ابن يوسف الاندلسى
تقديره : أريد الخير وأجتنب الشر ، وتقول : أمرته فلم يحسن فليس المعنى أمرته بعدم الإحسان فلم يحسن ، بل المعنى أمرته بالإحسان فلم يحسن ، وهذه الآية من هذا القبيل يستدل على حذف النقيض بإثبات نقيضه ، ودلالة النقيض على النقيض كدلالة النظير على النظير ، وكذلك أمرته فأساء إلي ليس المعنى أمرته بالإساءة فأساء إلي ، إنما يفهم منه أمرته بالإحسان فأساء إلي
وقال ابو عبد الله الرازى : ولقائل أن يقول كما أن قوله أمرته فعصاني ، يدل على أن المأمور به شيء غير الفسق ; لأن الفسق عبارة عن الإتيان بضد المأمور به ، فكونه فسقا ينافي كونه مأمورا به ، كما أن كونه معصية ينافي كونها مأمورا بها ، فوجب أن يدل هذا اللفظ على أن المأمور به ليس بفسق . هذا الكلام في غاية الظهور

4- تفسير الرازى
يشكل هذا بقولهم أمرته فعصاني أو فخالفني ؛ فإن هذا لا يفهم منه أني أمرته بالمعصية والمخالفة ; لأنا نقول : إن المعصية منافية للأمر ومناقضة له ، فكذلك أمرته ففسق يدل على أن المأمور به شيء غير الفسق لأن الفسق عبارة عن الإتيان بضد المأمور به فكونه فسقا ينافي كونه مأمورا به ، كما أن كونها معصية ينافي كونها مأمورا بها ، فوجب أن يدل هذا اللفظ على أن المأمور به ليس بفسق ، وهذا الكلام في غاية الظهور
( ففسقوا فيها ) أي : خرجوا عما أمرهم الله : ( فحق عليها القول ) استوجبت العذاب ، فلما حكم تعالى في هذه الآيات أنه تعالى لا يهلك قرية حتى يخالفوا أمر الله ، فلا جرم ذكر ههنا أنه يأمرهم فإذا خالفوا الأمر ، فعند ذلك استوجبوا الإهلاك المعبر عنه بقوله : ( فحق عليها القول ) وقوله : ( فدمرناها تدميرا ) أي : أهلكناها

5- تفسير ابن عاشور
ومتعلق ( أمرنا ) محذوف ، أي أمرناهم بما نأمرهم به ، أي بعثنا إليهم الرسول ، وأمرناهم بما نأمرهم على لسان رسولهم فعصوا الرسول ، وفسقوا في قريتهم .
والفسق : الخروج عن المقر وعن الطريق ، والمراد به في اصطلاح القرآن الخروج عما أمر الله به

6- تفسير الجلالين
"مترفيها" منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا "ففسقوا فيها" فخرجوا عن أمرنا "فحق عليها القول" بالعذاب "فدمرناها تدميرا" أهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها

7- تفسير الطبرى
ومعنى قوله : { ففسقوا فيها } : فخالفوا أمر الله فيها , وخرجوا عن طاعته

8- تفسير القرطبى
"أمرنا " من الأمر ; أي أمرناهم بالطاعة إعذارا وإنذارا وتخويفا ووعيدا .
ففسقوا فيها أى فخرجوا عن الطاعة عاصين لنا

9- تفسير البيضاوي :
(أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) متنعميها بالطاعة على لسان رسول بعثناه إليهم ، ويدل على ذلك ما قبله وما بعده ، فإن الفسق هو الخروج عن الطاعة والتمرد في العصيان ، فيدل على الطاعة من طريق المقابلة

10- تفسير النيسابورى
(فَفَسَقُوا) : خرجوا عن أمرنا ، كقوله : أمرته فعصى

11- تفسير البغوى
امرناهم بالطاعة فعصوا

12- تفسير الماوردى
أمرنا مترفيها بالطاعة، لأن الله تعالى لا يأمر إلا بها، {ففسقوا فيها} أي فعصوا بالمخالفة

13- تفسير ابن كثير
معناه : أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة


ومعنى هذا ان جميع التفاسير اتفقت على ان الله امر القوم بأمر فخالفوا هذا الأمر فدمرها الله لمخالفتهم للأمر

خامسا : الشبهة مردود عليها بالكثير من ايات القرأن الكريم
فإن كل من يعتقد ان الامر هنا يعنى ان الله امرهم بالفحشاء فإن تفسيره هذا سيناقضه الكثير من ايات القران الكريم نأخذ منها على سبيل المثال ما يلى

1- (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) الاعراف 28
2-( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا ) القصص59
3- ( ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون ) الانعام 131
4- ( وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46
5- ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) هود 117
6- (إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذى القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى) النحل 90
7- ( وما كنا مهلكى القرى إلا واهلها ظالمون ) القصص 59



واخيرا كلمة لكل مسيحى ويهودى يقول ان هذه الاية تعنى ان الله امر بالفحشاء فى القرأن نقول له انك بذلك تدمر عقيدتك وكتابك المقدس
وذلك لأن فى العهد القديم وهو الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى مذكور فيه واقعة غريبه واليكم تلك الواقعة من كتابهم
صموئيل الثانى 24
1 وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».
10 وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ الشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا».
11 وَلَمَّا قَامَ دَاوُدُ صَبَاحًا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى جَادٍ النَّبِيِّ رَائِي دَاوُدَ قَائِلاً:
12 «اِذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ».

فهنا نجد الله امر داوود بإحصاء إسرائيل ويهوذا ولكن داوود علم ان ما فعله من إحصاء لإسرائيل ويهوذا هو إثم وخطأ وحماقة فأعترف بذنبه فخيره الله بين ثلاث عقوبات جزاء على فعلته وباتالى نرى ان الاشكالية تكمن فى ان الله امر داوود بإثم وعاقبه الله على ذلك اى عاقبه على ما امره به بل هناك اشكالية اخرى وهى فى اخبار الايام الاولى من ان الذى امر داوود هو الشيطان وليس الله وبالتالى تكون القضيتان الرئيسيتان فى إحصاء داوود هما
1- من الذى امر داوود بالإحصاء ؟؟ الله ام الشيطان ؟؟؟
2- كيف يأمر الله داوود بإثم ويعاقبه عليه؟؟؟؟
وقد اجمعت التفاسير اليهوديه والمسيحيه على مخرج واحد من هذه الإشكاليه وحتى لا نطيل الكلام فى هذه النقطه بإحضار معظم التفاسير اليهوديه والمسيحيه سنكتفى بعرض برد موقع الانبا تكلا الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الارثوذكسية فيقول

- من الذي دفع داود لإحصاء الشعب؟ هل هو الرب (2صم 24: 1) أم أنه الشيطان (1أي 21: 1)؟
تفسير الموقف سهل وبسيط، وله ما يقابله في الكتاب من مواقف مشابهة، فعندما يرتكب الإنسان أخطاء ويتصرف تصرفات طائشة تستوجب العقوبة، تتخلى نعمة الله عن هذا الإنسان إما وقتيًا كما حدث مع داود، وإما بصفة دائمة كما حدث مع شاول، ويؤكد هذه الحقيقة ما جاء في سفر الأخبار: "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل" (2صم 21: 1).. فمن هو الذي أسقط داود في الغواية..؟ أنه الشيطان بسماح من الله،

وهذا يعنى ان الله عندما امر داوود بالإحصاء كان يقصد به ان الله سمح للشيطان بغواية داوود

وانا اسال لماذا لم يستخدم اليهود والمسيحيين نفس هذا التفسير فى الاية القرأنيه محل الشبهة ويقولوا ان الاية القرأنية تعنى سماح الله للشيطان بغوايتهم خاصة انهم يؤمنوا ان كل شىء يحدث بسماح من الله خير ام شرا كما قال البابا شنوده فى اكثر من موضع
ولو قالوا ان الامر غير السماح فلماذا قالوا ان امر الله لداوود فى كتابهم يقصد بها السماح ؟؟؟؟؟ ام الكيل بمكيالين هو الذى يمنعهم ؟؟؟؟؟