اعرض النسخة الكاملة : الفوائد حول بعض أحاديث الصحيحين
ابو علي الفلسطيني
07.12.2010, 22:19
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعدُ ...
ففي هذا الموضوع نجمع باذن الله تعالى الفوائد الجمة الكثيرة حول بعض أحاديث الصحيحين ... التي تتضمن حل اشكالات ونكتٍ حديثية كثيرة .. تُبرز قوة الشيخين رحمهما الله تعالى وحفظمهما واتقانهما لهذا العلم الكبير ... فهو بمثابة المدارسة لبعض ما جاء في الصحيحين من فوائد وفرائد
ومن كانت لديه فائدة حديثية حول الموضوع فليسطرها هنا ولا يبخل بها علينا ... والله تعالى الموفق سبحانه
والله الموفق سبحانه ...
ابو علي الفلسطيني
07.12.2010, 22:33
بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ بما بدأ به البخاري رحمه الله تعالى في كتابه حيث قال:
حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
قلت: لهذا الحديث فوائد كثيرة ومنافع أكثر ... ساذكر جملةً منها :
1- اخرجه الائمة الستة من طرق عن عمر رضي الله عنه ...
2- ذكر العراقي في طرح التثريب اكثر من احدى وعشرون فائدة حول هذا الحديث فقط ...
3- هذا الحديث من غرائب الصحيح .. قال العراقي:
هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِ الصَّحِيحِ لَمْ يَصِحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ وَلَا عَنْ عُمَرَ إلَّا مِنْ رِوَايَةِ عَلْقَمَةَ وَلَا عَنْ عَلْقَمَةَ إلَّا مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَلَا عَنْ التَّيْمِيِّ إلَّا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ
4- في اسناد هذا الحديث لطائف حديثية ... منها انه اجتمع في اسناده ثلاثة من التابعين .. وهم علقمة والتيمي ويحيى ..
5- هذا الحديث من قواعد الاسلام ... قال احمد والشافعي هو ثلث العلم
6- رواه البخاري رحمه الله تعالى في اكثر من موضع في صحيحه ... فرواه في باب بدء الوحي
وفي كتاب الايمان والنذور باب النية في الايمان وفي كتاب الحيل
وللحديث بقية باذن الله تعالى
ابو علي الفلسطيني
07.12.2010, 22:52
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثيات البخاري رحمه الله تعالى
عدها بعض العلماء فبلغت اثنان وعشرون حديثا .. بالمكرر .. وستة عشر حديثا بدون المكرر ... والثلاثيات هي اعلى ما وقع للبخاري رحمه الله تعالى اي ان يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال في الاسناد ... وعندي مخطوطة للبيومي الشافعي ... حملتها من ملتقى اهل الحديث ... وفيها احصاء لثلاثيات البخاري سماها صاحبها ( هدايات الباري الى ثلاثيات البخاري) وهذه صورة من المخطوط:
http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=726&stc=1&d=1291755022
يتبع بحول الله تعالى
أبوعبدالرحمن الأثري
08.12.2010, 00:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فجزاك الله خيرا أخي الحبيب على هذا الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك
إذا أذنت لي أخي الحبيب أن أتدارس معك كي أفيد و أستفيد من علمكم
حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
لم يذكر البخاري - رحمه الله - المتن كاملا في هذا الموضع , وإنما ذكره كاملا في موضع آخر ,
فما اللطيفة في ذلك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثيات البخاري رحمه الله تعالى
عدها بعض العلماء فبلغت اثنان وعشرون حديثا .. بالمكرر .. وستة عشر حديثا بدون المكرر ... والثلاثيات هي اعلى ما وقع للبخاري رحمه الله تعالى اي ان يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال في الاسناد ... وعندي مخطوطة للبيومي الشافعي ... حملتها من ملتقى اهل الحديث ... وفيها احصاء لثلاثيات البخاري سماها صاحبها ( هدايات الباري الى ثلاثيات البخاري)كقول البخاري مثلا :
حدثنا المكيُّ بن إبراهيم قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -
فشيخ البخاري هو المكي بن إبراهيم , والتابعي هو يزيد بن أبي عبيد , والصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
وبذلك يكون عدد الوسائط بين البخاري - رحمه الله - وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وسائط فقط .
هل للبخاري أسانيد أخرى ثلاثية غير هذا الإسناد ؟
أرجو المشاركة من الجميع لكي تعم الفائدة
حياكم الله
أبوحمزة السيوطي
08.12.2010, 06:32
متابع ومشارك ومستفيد إن شاء الله من هذا المجلس الرائع الماتع الذي عقده لنا أستاذنا أبو علي بارك الله فيه
شيخنا الأثري الحبيب عوداً حميداً
أبوعبدالرحمن الأثري
08.12.2010, 16:17
متابع ومشارك ومستفيد إن شاء الله من هذا المجلس الرائع الماتع الذي عقده لنا أستاذنا أبو علي بارك الله فيه
شيخنا الأثري الحبيب عوداً حميداً
ننتظر مشاركاتك أخي الحبيب السيوطي
جزاك الله خيرا
ابو علي الفلسطيني
08.12.2010, 21:31
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب ابا عبد الرحمن وعودا حميدا ...
لم يذكر البخاري - رحمه الله - المتن كاملا في هذا الموضع , وإنما ذكره كاملا في موضع آخر ,
فما اللطيفة في ذلك ؟
الصحيح ان لفعل البخاري رحمه الله تعالى بتقديمه الحديث مختصرا في هذا الباب اوجه عدة أحصاها ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح ... والارجح انه قصد بالاختصار اظهار ان نيته رحمه الله تعالى في تاليفه للجامع الصحيح .. هي ابتغاء وجه الله تعالى ... كما يفعل كثير من المؤلفين في استفتاح كتبهم ... والله اعلم ..
هل للبخاري أسانيد أخرى ثلاثية غير هذا الإسناد ؟
نعم ... من طريق الليث عن يحيى بن سعيد عن انس رضي الله عنه ..
ومن طريق عصام بن خالد وحريز بن عثمان من طريق عبد الله بن بُسر رضي الله عنه
ومن طريق الصلت بن محمد ومهدي بن ميمون وابو رجاء العطاردي
ومن طريق خلاد بن يحيى وعيسى بن طهمان عن انس رضي الله عنه ...
والله اعلم واحكم
ابو علي الفلسطيني
08.12.2010, 21:33
بسم الله الرحمن الرحيم
متابع ومشارك ومستفيد إن شاء الله من هذا المجلس الرائع الماتع الذي عقده لنا أستاذنا أبو علي بارك الله فيه
شيخنا الأثري الحبيب عوداً حميداً
في اشتياق لغزيز فوائدك استاذنا الحبيب
ابو علي الفلسطيني
09.12.2010, 21:15
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الاسراء والمعراج من رواية شريك بن عبد الله ...
من الاحاديث التي استشكلها الائمة على البخاري رحمه الله تعالى ... وقد اورده البخاري مختصرا من رواية شريك في كتاب المناقب ... واورده كاملا في كتاب التوحيد ...
واورد حديث الاسراء كاملا من طرق ليس فيها شريك ... وبدون الالفاظ التي تفرد بها شريك بن عبد الله ...
قال البيهقي في دلائل النبوة: " في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم انه صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه"
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : شريك بن عبد الله اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه"
قال ابن حزم رحمه الله تعالى فيما نقله عنه خليل ملا خاطر ان هذا الحديث من الاحاديث التي لم يجد لها مخرجا عنده ..
منتظر آراء الاخوة قبل أن أُدلي بما عندي ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل هذا الموضوع
أرى إن أكرمنا الله تعالى باستمرار الحوار بينكم
واستمرار متابعتنا لكم سنستفيد كثيرا بإذن الله
بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم وعملكم
وزادكم علما وعملا صالحا مقبولا
ابوحازم السلفي
10.12.2010, 08:40
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
أبو علي
ابو عبدالرحمن
ابو حمزة
ايه الحلاوة دي !!!
الواحد يسحب كرسي ويقعد في اخر الفصل
عشان يعرف ينا........ أقصد يستفيد ..
زادكم الله علماً و أدباً أخوة الخير ..
متابع للاستفادة ..
رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلي
ابو علي الفلسطيني
10.12.2010, 19:48
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ...
منتظر آراء الاخوة قبل أن أُدلي بما عندي ...
هيا يا أخوة ... أين عشاق الصحيحين والمدافعين عنهما !!!
بن الإسلام
12.12.2010, 07:02
جزاكم الله خيراً
متابع معكم
علمنا الله واياكم
أبوحمزة السيوطي
12.12.2010, 08:53
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الاسراء والمعراج من رواية شريك بن عبد الله ...
من الاحاديث التي استشكلها الائمة على البخاري رحمه الله تعالى ... وقد اورده البخاري مختصرا من رواية شريك في كتاب المناقب ... واورده كاملا في كتاب التوحيد ...
واورد حديث الاسراء كاملا من طرق ليس فيها شريك ... وبدون الالفاظ التي تفرد بها شريك بن عبد الله ...
قال البيهقي في دلائل النبوة: " في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم انه صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه"
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : شريك بن عبد الله اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه"
قال ابن حزم رحمه الله تعالى فيما نقله عنه خليل ملا خاطر ان هذا الحديث من الاحاديث التي لم يجد لها مخرجا عنده ..
منتظر آراء الاخوة قبل أن أُدلي بما عندي ...
كنت وقفت قديماً على هذه الإنتقادات الموجهة لحديث شريك لكن لم أقف على تأويلها فننتظر إفادتكم يا مولانا ..
للتوضيح أنقل لكم بعض الاعتراضات من كلام الشيخ الراجحي :
وهذا الحديث من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر وشريك هذا له أوهام بينها العلماء، حتى قال الإمام مسلم -رحمه الله-، عن رواية شريك هذه: (فزاد ونقص وقدم وأخر) ومن الأوهام التي وقع فيها شريك
أ - أنه قال (ليلة أسري به.. وذلك قبل أن يوحى إليه) وهذا غلط، وهو من أوهامه؛ لأن الإسراء كان بعد الوحي، وليس قبل الوحي، فالإسراء كان قبل الهجرة بسنة أو سنتين أو ثلاث، ومما يدل على أنه بعد الوحي أن الصلوات فرضت عليه، فكيف يكون قبل الوحي.
ب - وقوله: (وهو نائم في المسجد الحرام ) وهذا من أوهامه، والصواب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسري به في اليقظة لا في النوم. هذا الصواب الذي عليه المحققون، والعلماء دون جسده، ومنهم من قال عرج به مرارًا، والصواب أنه عرج به مرة واحدة بروحه وجسده يقظة لا مناما، قال -تعالى-: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ .
والصواب كذلك أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا البراق صحبة جبرائيل (والبراق دابة دون البغل، وفوق الحمار، وخطوها مد البصر؛ ولهذا قطعت هذه المسافة بسرعة) ولما وصل إلى المسجد الحرام ربط البراق بحلقة باب المسجد الذي كان يربط به الأنبياء، وجمع له الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - وصلى بالناس إمامًا، ثم أتي بالمعراج (وهو كهيئة السلم) فصعد إلى السماء وعرج به الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت المقدس وقطع هذه المسافة العظيمة في ليلة واحدة (فيما بين سماء وسماء مسافة خمسمائة عام، وكثف كل سماء خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة بحر، ما بين أسفله وأعلاه، كما بين السماء والأرض) ثم رجع - صلى الله عليه وسلم - قبل الفجر.
وبعض الملاحدة يقولون: لا يمكن أن تصعد الأجسام إلى السماء؛ لأن الأجسام ثقيلة، فلا تصعد إلا الأرواح، وهذا باطل؛ لأن الله -تعالى- على كل شيء قدير، وهذا مثل شق جبريل لصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج إلى عملية جراحية، بل التأم في الحال، فالله -سبحانه- قادر على كل شيء، كما قال جل شانه إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وقد شق صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة، فمرة شق صدره وهو صغير يلعب مع الصغار، ومرة عند البعثة.
ج - ومن أوهامه قوله في آخر الحديث: (واستيقظ وهو في مسجد الحرام ) وقد بينا أن المعراج كان يقظة لا منامًا.
د - ومن أوهامه قوله: (فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان) والصواب أنهما في السماء السادسة أو السابعة.
هـ - ومن أوهامه قوله: (ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر... قال هذا للكوثر.. ثم عرج به إلى السماء الثانية) فقوله هذا يدل على أن الكوثر في السماء الدنيا، وهذا خطأ، والصواب أن الكوثر في الجنة.
و - ومن أوهامه أمكنة الأنبياء كقوله: (فرأى إبراهيم في السماء السادسة، وموسى في السابعة) فهذا من أوهامه، وما ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه رأى آدم في السماء الدنيا، ورأى يحيى وعيسى ابني الخالة في السماء الثانية، ورأى إدريس في السماء الثالثة، ورأى يوسف في السماء الرابعة، ورأى هارون في السماء الخامسة، ورأى موسى في السماء السادسة، ورأى إبراهيم في السماء السابعة مسندًا ظهره إلى البيت المعمور.
ز - ومن أوهامه قوله: (حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى ) فهذا يدل على أن موسى عليه السلام طلب من الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع إلى ربه، فيسأله التخفيف بعد أن فرض الله عليه خمس صلوات، والصواب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تردد بين ربه وموسى حتى وصل إلى خمس صلوات، فقال له موسى ارجع فاسأل ربك التخفيف فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني سألت ربي، حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم) ولم يرجع إلى ربه بعد فرض الصلوات الخمس عليه.
ح - ومن أوهامه قوله: (ودنا الجبار رب العزة، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى) فهذا من أوهامه، والصواب أن الدنو والتدلي إنما هو لجبريل -عليه السلام- كما في سورة النجم، لكن ذكر ابن القيم -رحمه الله- (أن الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء، غير الدنو والتدلي الذي في آية النجم، الذي هو وصف لجبريل ) وتبعه في ذلك شارح الطحاوية، لكن الدنو والتدلي للجبار -سبحانه- لم يرد إلا في حديث جبريل فإن كان قد ورد في حديث آخر صحيح قلنا به، وإن لم يرد إلا في هذا الحديث، فهو من رواية شريك ابن أبي نمر وله أوهام كما ذكرنا، وهذا من أوهامه. وعلى هذا يكون الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء، هو الدنو والتدلي الذي في سورة النجم، وهو دنو جبريل وتدليه.
وحديث الإسراء معروف في الأحاديث الصحيحة في كتب الصحاح وغيرها، وهي بطرق غير طريق شريك هذا.
قوله: (فوجد في السماء الدنيا آدم ) رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنبياء، الأقرب كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآهم بأرواحهم؛ لأن الروح تأخذ شكل الجسد، وذلك في الإسراء عند صلاته بهم، وكذلك في المعراج، فالروح لها أحكام فلها عروج وصعود سريع كلمح البصر؛ ولهذا لما أسري به الله - صلى الله عليه وسلم - مر بموسى وهو في الأرض قائم يصلي في قبره، ثم لما عرج به إلى السماء وجده في السماء السادسة.
أما مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه، فالصواب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه بعيني رأسه، إنما رآه بعيني قلبه، وذهب بعض العلماء إلى أنه رأى ربه ليلة المعراج، وأنه انفرد بهذه عن الأنبياء؛ لذلك قال بعض الأنبياء: (الرؤية لمحمد والخُلة لإبراهيم والتكليم لموسى ) وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شارك إبراهيم -عليه السلام- في مسألة الخُلة، وشارك موسى في مسألة التكليم، فالصواب كما ذكرنا والذي عليه الجمهور والمحققون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه رؤية بصرية، إنما رآه رؤية قلبية. ففي الحديث (واعلموا أنكم لن تروا ربك حتى تموتوا) رواه مسلم في صحيحه.
أما رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه في منامه فثابتة، كما في حديث اختصام الملأ الأعلى كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت ربي في أحسن صورة)، وذكر شيخ الإسلام أن جميع الطوائف أثبتوها، أي: الرؤية القلبية، ولم ينكرها أحد إلا الجهمية من شدة إنكارهم للرؤية. وذكر شيخ الإسلام أن رؤية الرب في المنام تكون لغير الأنبياء، وهي رؤية حقيقية لكن على حسب عمل الإنسان، فإن كان عمله صالحًا رأى ربه في صورة حسنة، وإن كان غير ذلك رأى ربه رؤية تناسب عمله. انتهى
http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=367
ابو علي الفلسطيني
12.12.2010, 19:24
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب ... فوائد نفيسة وجليلة ...
وقد دافع ابن حجر رحمه الله تعالى عن رواية شريك كما في فتح الباري ... وكلامه له حظ كبير من النظر ... كما اورد العلائي في التنبيهات المجملة على المواقع المشكلة مخرجا لا اظنه قوياً .. والله اعلم ...
فالذي يظهر بالاستقراء لايراد البخاري لهذا الحديث والله اعلم:
1- ان اسانيد قصة الاسراء في الصحيحين هي من طرق عن أنس رضي الله عنه ... فساقها البخاري كما تحصلت عنده
2- أن البخاري رحمه الله تعالى لم يرَ مخالفات شريك سببا لاسقاط حديثه والله اعلم ..
والى فائدة جديدة باذن الله تعالى
ابو علي الفلسطيني
14.12.2010, 19:13
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التعبير باب اول ما بُدىء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ اقْرَأْ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
حَتَّى بَلَغَ
{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }
فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ مَا لِي وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَيْ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ وَرَقَةُ ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
{ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ }
ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ
فيما تحته خط في متن الحديث نكتةٌ حديثية علَّقَ عليها ابن حجر رحمه الله تعالى فمن لها من الاخوة!!!!
أحمد شرارة
15.12.2010, 15:34
حياكم الله وبياكم معشر الخير
وحشتنا فوائدكم - أبى على وينك يا شيخنا ؟ شيخنا الجليل الأثرى حمدا على سلامتك لنا .
كلام الحافظ ابن حجر في الفتح حيث قال: (12/450)
وَقَوْله هُنَا " فَتْرَة حَتَّى حَزِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا " هَذَا وَمَا بَعْده مِنْ زِيَادَة مَعْمَر عَلَى رِوَايَة عُقَيْل و يُونُس . وَصَنِيع الْمُؤَلِّف يُوهِم أَنَّهُ دَاخِل فِي رِوَايَة عُقَيْل ، وَقَدْ جَرَى عَلَى ذَلِكَ الْحُمَيْدِيّ فِي جَمْعه فَسَاقَ الْحَدِيث إِلَى قَوْله " وَفَتَرَ الْوَحْي " ثُمَّ قَالَ : اِنْتَهَى حَدِيث عُقَيْل الْمُفْرَد عَنْ اِبْن شِهَاب إِلَى حَيْثُ ذَكَرْنَا ، وَزَادَ عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي حَدِيثه الْمُقْتَرِن بِمَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيّ فَقَالَ " وَفَتَرَ الْوَحْي فَتْرَة حَتَّى حَزِنَ " فَسَاقَهُ إِلَى آخِره ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَة خَاصَّة بِرِوَايَةِ مَعْمَر ، فَقَدْ أَخْرَجَ طَرِيقَ عُقَيْلٍ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ مِنْ طَرِيق أَبِي زُرْعَة الرَّازِيّ عَنْ يَحْيَى بْن بُكَيْر شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ فِي أَوَّل الْكِتَاب بِدُونِهَا ، وَأَخْرَجَهُ مَقْرُونًا هُنَا بِرِوَايَةِ مَعْمَر وَبَيَّنَ أَنَّ اللَّفْظ لِمَعْمَرٍ وَكَذَلِكَ صَرَّحَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنَّ الزِّيَادَة فِي رِوَايَة مَعْمَر ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِم وَالْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيْرهمْ وَأَبُو نُعَيْم أَيْضًا مِنْ طَرِيق جَمْع مِنْ أَصْحَاب اللَّيْث عَنْ اللَّيْث بِدُونِهَا ، ثُمَّ إِنَّ الْقَائِل فِيمَا بَلَغَنَا هُوَ الزُّهْرِيّ ، وَمَعْنَى الْكَلَام أَنَّ فِي جُمْلَة مَا وَصَلَ إِلَيْنَا مِنْ خَبَر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْقِصَّة وَهُوَ مِنْ بَلَاغَات الزُّهْرِيّ وَلَيْسَ مَوْصُولًا ، وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هَذَا هُوَ الظَّاهِر وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَلَغَهُ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور ، وَوَقَعَ عِنْد اِبْن مَرْدُوَيْهِ فِي التَّفْسِير مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن كَثِير عَنْ مَعْمَر بِإِسْقَاطِ قَوْله " فِيمَا بَلَغَنَا " وَلَفْظه " فَتْرَة حَزِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ " إِلَى آخِره ، فَصَارَ كُلّه مُدْرَجًا عَلَى رِوَايَة الزُّهْرِيّ وَعَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة ، وَالْأَوَّل هُوَ الْمُعْتَمَد.اهـ
وللشيخ الألبانى رحمه الله قول فى " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ذلك لأنتفاء العله على ذلك وسوف أنقله إن لم يسبقنى أحد فيه .
ابو علي الفلسطيني
15.12.2010, 19:35
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي الحبيب احمد ...
وللشيخ الألبانى رحمه الله قول فى " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ذلك لأنتفاء العله على ذلك وسوف أنقله إن لم يسبقنى أحد فيه .
في انتظار كلام الشيخ رحمه الله تعالى ... ومنتظر تعليقك أيضا أيها الحبيب
جزاكم الله الجنان..
متابعة معكم لأنهل من علمكم..
نفع الله بكم
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond