المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الإيمان باليوم الآخر


الاشبيلي
06.12.2010, 10:27
إذا حان الأجل وشارفت حياة الإنسان على المغيب أرسل الله رسل الموت لسلَّ الروح المدبِّرة للجسد والمحركة له، قال تعالى:

(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ). الأنعام (61)

وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة، وتأتي الكافر والمنافق في صورة مخيفة، ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِى إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ - قَالَ - فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِى السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا ... الحديث".(1)

"وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِىءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِى إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ - قَالَ - فَتُفَرَّقُ فِى جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا ... الحديث".(1)

وقد صرح الحديث بأن ملك الموت يبشر المؤمن بالمغفرة من الله والرضوان، ويبشر الكافر أو الفاجر بسخط الله وغضبه، وهذا قد صرحت به نصوص كثيرة في كتاب الله، قال تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ). فصلت (32:30)


_____________________________
(1) رواه أبو داود (4753)، وأحمد (4/287) (18557)، والحاكم (1/93)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (1/355). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الطبري في ((مسند عمر)) (2/491): إسناده صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا جميعا بالمنهال بن عمرو وزاذان أبي عمر الكندي، وفي هذا الحديث فوائد كثيرة لأهل السنة وقمع للمبتدعة ولم يخرجاه بطوله وله شواهد على شرطهما، وصحح إسناده البيهقي، وقال الهيثمي (3/52): رجاله رجال الصحيح.
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1992).

الاشبيلي
06.12.2010, 10:28
ما يحدث للميت حال موته لا نشاهده ولا نراه، وإن كنا نرى آثاره، وقد حدثنا تبارك وتعالى عن حال المحتضر، فقال:

(فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ). الواقعة (85:83)

والمتحدث عنه في الآية الروح عندما تبلغ الحلقوم في حال الاحتضار، ومن حوله ينظرون إلى ما يعانيه من سكرات الموت، وإن كانوا لا يرون ملائكة الرحمن التي تسلُّ روحه.

قيل في التفسير الميسر في قوله تعالى:

(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ)

أي: ونحن أقرب إليه منكم بملائكتنا, ولكنكم لا ترونهم.

وقال في الآية الأخرى:

(كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ). القيامة (30:26)

والتي تبلغ التراقي هي الروح، والتراقي جمع ترقوة وهي العظام التي بين ثغرة النحر والعاتق.

وللفائدة أكثر انظر :
تفسير (البغوي) – (8/285).
تفسير (الرازي) – (30/204).
تفسير (ابن كثير) – (8/281).


__________________
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1992).

الاشبيلي
06.12.2010, 10:28
تَـــنَـــزُّل الملائكة كما قال طائفة من أئمة التفسير منهم مجاهد والسدي إنما يكون حالة الاحتضار(1)، ولا شك أن الإنسان في حالة الاحتضار يكون في موقف صعب، يخاف فيه من المستقبل الآتي، كما يخاف على من خلّف بعده، فتأتي الملائكة لتؤمنه مما يخاف ويحزن، وتُطَمْئِنُ قلبه، وتقول له: لا تخف من المستقبل الآتي في البرزخ والآخرة، ولا تحزن على ما خلفت من أهل وولد أو دَيْن، وتبشره بالبشرى العظيمة، ومادام العبد قد تولى الله وحده، فإن الله يتولاه دائماً، وخاصة في المواقف الصعبة، ومن أشقها هذا الموقف.

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ). فصلت (32:30)

أما الكفرة الفجرة فإن الملائكة تتنزل عليهم بنقيض ذلك، وتقرع هؤلاء في حال الاحتضار وتوبخهم وتبشرهم بالنار.


_______________________
(1) تفسير (الطبري) – (21/466)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1992).

noha
06.12.2010, 14:02
اللهم اجعلنا ممن تبشرهم الملائكة عند الموت، جزاك الله خيرا ، تسجيل متابعة

بن الإسلام
06.12.2010, 15:25
جزاك الله خيراً

نسأل الله أن يتوفنا على الاسلام وأن يجعل خير أيامنا يوم لقاءه

زهرة المودة
06.12.2010, 15:34
اللهم اجعل خيرأعمالنا خواتمها وخيرلحظاتنا لحظة الموت وخيرأيامنا يوم نلقاك فيه

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ). فصلت (32:30)

http://img263.imageshack.us/img263/9913/51671427.jpg

بنت الجزيرة
06.12.2010, 17:05
جزاك الله خيرا اخي الفاضل وجعله الله في ميزان حسناتك
ونسال الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة ونساله ان يحسن خاتمتنا كمايحب ويرضى
واستغفرالله الذي لا اله الاهو الحي القيوم واتوب اليه لي ولوالدي ولكم ولسائرالمسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه سميع مجيب