المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : والفجر وليال عشر .... فضائل العشر من ذى الحجة


د/على مهران هشام
09.11.2010, 16:56
والفجر وليال عشر .... فضائل العشر من ذى الحجة

الشريف دكتور مهندس / على مهران هشام
أستاذ البيئة والعمران
---------------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بكل المحامد على كل النعم
والصلاة والسلام على خير من وطئ الحصى
سيد العالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
والسلام على اله الطيبين الطاهرين الأخيار
والسلام على أمهات المؤمنين أزواجه الطاهرين وعلى أصحاب
محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
‏عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ". أخرجه البزار كما فى كشف الأستار (2/28 ، رقم 1128) قال الهيثمي (4/17) : رجاله ثقات ، وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 1133). (أفضل أيام الدنيا) خرج به أيام الآخرة فأفضلها يوم المزيد يوم يتجلي اللّه لأهل الجنة فيرونه (أيام العشر) أي عشر ذي الحجة لإجتماع أمّهات العبادة فيه وهي الأيام التي أقسم اللّه بها في التنزيل بقوله {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر} ولهذا سنّ الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد فيها ونسبتها إلى الأيام كنسبة مواضع النسك إلى سائر البقاع ولهذا ذهب جمع إلى أنه أفضل من العشر الأخير من رمضان لكن خالف آخرون تمسكاً بأنّ اختيار الفرض لهذا والنفل لذلك يدل على أفضليته عليه. وقال ابن القيم: الصواب أن ليالي العشر الآخر من رمضان أفضل من ليالي عشر الحجة وأيام عشر الحجة أفضل من أيام عشر رمضان لأن عشر الحجة إنما فضل ليومي النحر وعرفة وعشر رمضان إنما فضل بليلة القدر، وفيه فضل بعض الأزمنة على بعض.

إنّ من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها أيّام عشر ذي الحجة.

إنّ أعمار هذه الأمة هي أقصر أعمارا من الأمم السابقة، قال صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين»[رواه الترمذي وابن ماجة].

ولكن الله بمنه وكرمه عوضها بأن جعل لها كثيرا من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، فكأن من عملها رزق عمرا طويلا، ومن ذلك ليلة القدر التي قال الله فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

قال الرازي: "اعلم أنّ من أحياها فكأنّما عبد الله نيفا وثمانين سنة، ومن أحياها كل سنة فكأنما رزق أعمارا كثيرة".

ومن الأوقات المباركة أيضاً هذه العشر التي ورد في فضلها آيات أحاديث منها قول الله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2].

قال ابن كثير - رحمه الله -: "المراد بها عشر ذي الحجة".

وقال عز وجل: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]

قال ابن عباس: "أيام العشر".

وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيّام أفضل من هذه العشر». قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء».

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيّام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه الطبراني في المعجم الكبير].

قال ابن حجر- رحمه الله - في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

وقال ابن رجب - رحمه الله - في لطائف المعارف: "لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين".

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيّهما أفضل؟

فأجاب: " أيّام عشر ذي الحجة أفضل من أيّام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

قال المحققون من أهل العلم: "أيّام عشر ذي الحجة أفضل الأيّام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي".

فلنبادر إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنّه ليس لما بقي من عمر ثمن، ولنتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أنّ الحرص على العمل الصالح في هذه الأيّام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] وقال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}[الحج: 37].


والله المستعان ,,,,,,,,,,

أبوحمزة السيوطي
09.11.2010, 17:10
جزاكم الله خيراً يا دكتور جعله الله في ميزان حسناتكم

عوداً حميداً بعد غيبة طويلة نفع الله بعلمكم

للعلم يا دكتور غالبا هنطلع أقارب تسمح لي أراسلك على الخاص ؟

جادي
09.11.2010, 17:21
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل
لاحرمت الاجر ان شاء الله
جعله الله في ميزان حسناتك وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال