المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : أدبني ربي { سلسلة الأخلاق النبوية }


طائر السنونو
08.11.2010, 14:10
http://www.zahrferdaws.com/vb/images/misc/bismillah.png


وصَلِّ اللَهُمَ على منْ جمَعْتَ لهُ بالفضِلِ العظيمِ مكَارمٌ ؛ منْ مثلُها يُعطى أو حتى يُقارِبهُ ؛ وعلى آلهِ أهلُ الفضلِ ومنْ بالأفضالِ يُعْرَفْ ؛ والصحبُ ممنْ صاحَبهُ وبهِ إقتدى وتآسْىَ ؛ ومنْ والاهُ ومنْ تلا بإحسانٍ وبعدْ ..

أدَبهُ رَبهُ جَلّ من رَباهُ ..

وأتَمَ خُلُقَهُ فسُبحانَ منْ اعطاهُ ..

ومنَ عليهِ بفيضِ شمائلٍ ..

لكْأنَ القُرآنَ في محْياهَ ..

ونورُ الإلهِ يُسفِرُ ضاحكًا ..

من وجههِ ومن ثناياهَ ..

حتى إذا رأيتهُ رأيتَ البدرَ نزلَ من علياهَ ..

وإنْ تبسمَ منْ نواجذهِ أشرقتْ شمسٌ بطيبِ رِضاهُ ..

وأعلى اللهُ بالقُرآنِ ذِكْرَهَ ..

{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

عودُ القمري رائحتهُ ونورُ وجههِ كالبدرِ في التمامْ..

سوادُ الدُجى في عينيهِ رُبعهٌ في الطولِ وسيمْ الاقسامْ ..

صبوحٌ باسمُ الثَغْرِ حُلو المنطقُ بليغَ الكلامْ ..

مكَارمُ الاخلاقِ جُمِعَتْ فيهِ مصارحُ العلمِ في يدهِ اقلامْ ..

سديدُ الرأي إن حكمْ حازمٌ ذو عزمٍ و اقدامْ ..

صبورٌ حليمٌ اذا ما غضبْ ضابطٌ للنفسِ باِحكامِ ..

وقال سُبحانهُ ..

{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

فَدينُهُ الإسلامْ ..

وخُلُقَهُ القُرآنْ ..

فعن أم المؤمنين عائشة رضي اللهُ عنها قالت ..

" كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن "

- رواه أحمد ومسلم وأبو داود،

وزاد مسلم

يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.

صلى اللهُ عليهِ وسلم

رباكَ رَبُكَ جَلَ منْ رّبـــــَـــاكَ..

ورعاكَ في كَنفِ الهُدى وَحمَاكَ ..

سُبْحَانهُ اعطاكَ فَيضُ فضائلٍ ..

لمْ يُعْطها في العالمينَ سِـــــواكَ ..

سَوْاكَ في خُلقٍ عظيمٍ وارتقاَ ..

فيكَ الجمـــالُ فجّلَ منْ سُــــوْاكَ ..

*****

فَسُبْحانَ منْ رباهُ ..


كُنا حيارى في الظلامِ فأشْرَقتْ ..

شمسُ الهدايةِ يومَ لاحَ سنــاكْ ..

كُنى وَرَبي غَارقينَ بغَـــــــــِينا ..

حتى ربطْنـــا حبْلُنـــا بِعُــــراكَ ..

لولاك كُنى ســــــاجدينَ لصخرةٍ ..

أو كوكــبٍ لانعرفُ الا شـــراك ..

لولاك لم نعبــــدْ إلهً واحـــــــــدً ..

حتى هـَـــــدانَا اللهُ يومَ هـــداكْ ..

انتَ الذي حنَ الجمــــادُ لعـــطفهِ ..

وشكا لك الحــيوانُ يــوم رآكْ ..

والجـــذعُ يُسْمَعُ بالحنينُ انـــينَهُ ..

وبكــاؤهُ شوقـٌ الى لُقْيـــــــآكْ ..

فتابعونا

لنُبحر سويًا ..

في بحارِ الأخلاق والفضائل النبوية ..

نتعلم ونقتدي ونتعرف بجميل أخلاق رسولنا الكريم ..

صلى اللهُ عليهِ وسلم ..

شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ *** فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ

نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ *** مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ

فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً *** يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ


وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً *** وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ


وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي *** بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ

تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا *** سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ

طائر السنونو
08.11.2010, 17:44
لَسْتُ أدْرِيِ ؟؟؟؟

كَيفَ اَبْدأُ مقَالَتي ..

بَلْ وكَيفَ أَصُوغُ مشاعِري ؟؟

وبأيِ لِسَانٍ أخُطُ بيَانِ ..

وهل توُفْهِ كَلماتِ حَقَهُ ..

وهو غني عن الإعلانِ ..

مهما مدَحْتهُ لَسْتُ مؤديًا فضلهُ ..

وَلوْ أطْرّيتُهُ مَدَى الازْمانِ ..

وهل يجري القَلمْ بمَسْكِ بنَانِ ..

وهل يَصْدحُ الحقَ بالتبيانِ ..

مِنْ مَليكُهُ أسْتَمَدَ الهُدَى ..

ومنْ رْبِهِ جميلُ صِفاتهِ ..

قال تعالى

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
صادِقٌ ؛ صَدُوقٌ ؛ صِدّيقٌ ؛ كريمٌ ؛ حليمٌ ؛ أمينٌ ؛ شجاعٌ ؛ حنونٌ ؛ رؤوفٌ ؛ رحيمٌ ؛ طيبٌ ؛ منصفٌ
وَهَلْ يكْفي الحَصرُ والإحْصاءُ ..

فمنْ مثْلهُ جَلّت شمائْلهُ ..

وجَلّ اللهُ مَنْ رَباهُ ..

هُوَ رسولٌ مِنْ لّدُنْ البارئ ..

فَنِعْمَ الرسولُ والعنُوانْ ..

صلى اللهُ عليهِ وسلمْ ..

*******
سألتُ قلبي ..

مَنْ مُحَمَد .. ؟؟

صلى اللهُ عليه وسلم ..

فأجابني صوتٌ من التأريخِ ماضٍ ..

قالَ أَتَسَلْ عَنْ غُرَةِ المُرسَلينْ ..

ومَنْ لَهُم سَيدْ ..

ومَنْ آمْ النبَيينْ ..

ومَنْ أسْقَطَ الشِركَ ..

وأحيا سُنَنَ الدينْ ..

وهَدَمَ الأصْنامَ وما قَدَسِّ الغابرين ..

فلا الطُغْيانَ يأمَنُ نفسهُ ..

ولا الكُفرانَ ..

ولا المُلحِدين ..

أقامَ بهِ اللهُ دينًا ..

وأفنى ما مَجّدَ دونَهُ الهالكينْ ..


*****

وإذا بصوتٌ من الأزمانِ يدوي ..
قائلاً ..
أصغِ بقلبك لخاَتَمْ النبيين ..
وآجِلْ سَمْعَكَ في ماضِ السابقينَ ..
تَرَى الحقَ آبلجَ حينَ يُذكَرْ ..
يَوْمَ وَحّدَ اللهُ العَظيمْ ..
وطَهَرَهُ مِنْ إشراكِ الْسَالِفِينْ ..
فهو اللهُ الواحدُ الأحدُ المُبين ..
فأسْمَعْ لصوتِ الحقْ ..
لِرَحْمةِ العالمَينْ ..
فهو الصادِقُ البَرّ الأمين ..
صلى اللهُ عليهِ وسلّم ..

يُتبَعْ ..

معَ الخُلُقِ الأوَلْ


الْصِدْقْ ..

طائر السنونو
09.11.2010, 13:34
لما شدا البلبل وترَنم ..


وشقشق الفجرُ وتبسْم ..



أصغى الكونُ وتأهبْ ..



لصوتٌ من مكةِ يتردد ..



رددهُ خيرُ الأكوانِ مُحَمَدَهُ ..



فأرتاعَ الرومُ ومالِكُهُمْ ..



واِهتزَ الكِسْرى كَبيرُ الفُرسِ وسَيدُهْمْ ..



فصوتُ الحقِ جاءَ ..



وأسمعَ الصُمَ الدُعاء ..



وبَلّغَ رسالاتَ ربهِ ولبى النِداء ..



فأيقظَ النائمينَ في ضلالِ الغابرين ..



وتخرصات السالفين ..



وعبادةُ الأصنامِ دينُ المشركينْ ..



وبقيةٍ مِنْ مجوسِ وصابئين ..



فأتمَ اللهُ بهِ رسالات المُرسلين ..
ودين النبيين ..




وأتمَ بهِ أخلاقَ الأكرمين ..



ومحقَ اللهُ بهِ الشركَ والمشركين ..
وجهالات الضالين..
فآمِنَ الناسُ بعدَ روعِ السنين ..
وأرتدعَ المفسدين ..
و آستقامت أمةُ المُسلمين ..
أمةٌ أسلمت وجهها للهِ لما تبينت اليقين ..
على دين الخليلِ إبراهيم ..
و هُدى الصادقِ الآمين ..




{ قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
[أل عمران 84]




فكانت النبوة الخاتمة المتممة لما قبلها من شرائع ..
وعباداتٍ ومُصلحة للطبائع ..
ومخرجةً للإنسان من عبادةِ الطاغوت والأوثان ..
لعبادةِ الواحد الديان ..




على منهاجِ حُسنْ الخُلق ..



قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"



(صححه الألباني في الصحيحة)



وقال قدوتنا عليه الصلاة والسلام :" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"
[رواه أحمد].




وقال عليه الصلاة والسلام :" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق "
[رواه الترمذي والحاكم].




وقال عليه الصلاة والسلام :" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً "
[رواه أحمد والترمذي وابن حبان]




.



الخُلق الأول الصدق ..



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}



[التوبة: 119]



كان رسولنا في الجاهلية ..



ملقبٌ بالصادقِ الأمين ..



وكان حاملٌ لأماناتِ المشركين ..



صادقُ الكلمة والعهدُ والدين ..



ولما بعثهُ اللهُ بالنبوة ..



عاداهُ قومهُ وأنكروا عليهِ قوله ..



ولم يتخلى عن خُلُقهُ ذلكَ معهم رغم ظاهر العداوة وشديد البغضاء منهم له ..



وعند هجرتهِ ردَّّّّّّّ أمانتُهم إليهم -1-



ولما جاء لهُ أمرٌ من اللهِ بإنذار عشيرتهُ المُقَرَبين ..



{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }
الشُعراء 214




فصعدَ على جبل الصفا وجمعهم فأجتمعوا له ..



وقال صلى اللهُ عليهِ وسلم :



"أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟"



قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا...[2] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn2).




وشَهِدَ لهُ بالصدق أعدى منْ عاداهُ منِهُمْ ..



فكان أبو جهل يقول :
"ما نكذِّبك يا محمد وإنك عندنا لمُصدَّق وإنما نكذب ما جئتنا به -3-




يُتْبَعْ


********

المراجع



[1] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref1) البيهقي: السنن الكبرى (12477)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري: تاريخ الأمم والملوك 1/569



[2] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref2) البخاري عن عبد الله بن عباس: كتاب التفسير (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (208).
[3]
محمد علي الصابوني .صفوة التفاسير .- القاهرة :دار الصابوني ، د.ت. ، ج 1، ص 386عن البحر المحيط 4/ 112

محمود جابر
09.11.2010, 13:46
جزاكم الله خيرا يا دكتور

تسجيل متابعة

سأستفيد ولا شك كثيرا لأن سلسلة الخطابة التى ألقيها هذه الأيام عن أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم

بالله لا تحرمنا

طائر السنونو
09.11.2010, 15:22
شكرَ اللهُ لك مرورك الطيب يا حبيب
وجزاكَ عليهِ خيرًا
ووفقك في مسعاك
وتقبل منا ومنك صالح الاعمال

محبة السلف
10.11.2010, 04:15
ما شاء الله ,موضوع رائع

جزاكم الله خيراً

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم

طائر السنونو
10.11.2010, 12:31
جزى اللهُ أختنا الفاضلة مُحبة السلف خيرًا

على مرورها الكريم

بوركَ فيها ونفع بها
وتقبل منا ومنها صالح الأعمال

طائر السنونو
11.11.2010, 14:47
http://ar.islamstory.net/images/stories/articles/1036/11464_image002.jpg

قال تعالى

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ
تَسْلِيماً }

http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8444.jpg

صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسلّمْ

http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

وكفى صِدقًا شهادةُ الأعداء بصدقهِ صلى اللهُ عليه وسلم ..

فها هو النضرُ بن الحارث
وهو من هو في إيذاء الرسول الكريم يقول ..

لما قام خطيبًا في قريش ..

{ "يا معشر قريشٍ،

إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا[1] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn3)،

أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم

به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو

بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا

الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون... فانظروا في

شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ" }[2] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn4).


http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

وكفى صِدقًا بصدقهُ ..

شهادةُ الكارهينَ ..

أنطقَ اللهُ لسانُهم ..

بالحقِ المُبينَ ..

أنصفوهُ وأعّلوُا شَأنهُ ..

ومازالوا على البغضاءِ قائِمينَ ..

صلى اللهُ عليهِ وَ سَلَم ْ ..

http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

وفوقَ كُلَ هذا شهادةُ اللهَ تعالى للرسول بالصدق ..

قال تعالى

{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } [الزمر: 33]

والذي جاء بالصدق هو نبينا محمد ، والذي شهد لما جاء به هو الله في قرآنه المنزَّل من فوق سبع سماوات،
ويقول ابن عاشور معلقًا في التحرير والتنوير على هذه الآية:
"الذي جاء بالصدق هو محمد رسول الله ، والصدق هو القرآن"[3] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn5).


http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

وكان صلى اللهُ عليه وسلم يتحرى الصدق في كُلِ أمورهُ ..
في جدهِ وهزلهْ ..

ولا يعرف للكذبِ والإختلاقِ طريقًا ..

.. صور من الصدق في حياة الرسول ..

1 - الصدق في المُزاح والضحك ..

رأيناه صلى اللهُ عليهِ وسلم يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له

: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها:

"يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز"
! فبكت المرأة حيث أخذت الكلام علي ظاهره، فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء.

وتلا عليها قول الله تعالي في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا).

(الواقعة: 35-37)
( والحديث أخرجه الترمذي في "الشمائل"، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي،وغيرهم، وحسنه الألباني في "غاية المرام")

وجاء رجل يسأله أن يحمله علي بعير، فقال له عليه الصلاة والسلام: "لا أحملك إلا علي ولد الناقة" !

فقال: يا رسول الله، وماذا أصنع بولد الناقة ؟ !
-انصرف ذهنه إلي الحوار الصغير
- فقال: "وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ؟" ؟
(رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح وأخرجه أبو داود أيضًا).



http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

2- صدق الرسول صلى اللهُ عليهِ وسلم في الحرب ..

وكذلك كان حال رسول اللهفي وقت الحرب،
الذي أجاز فيها النبيالكذب على الأعداء اتِّقاء لشرِّهم ودفعًا لضررهم[4] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn10)،

ولكن رسول اللهلم يقل أيضًا إلاَّ صدقًا،

ولننظر إلى موقفه قُبيل غزوة بدر، التي خرجت فيها قريش لتستأصل المسلمين، فخرج رسول اللهومعه أبو بكر الصديق (http://www.islamstory.com/أبو-بكر-الصديق/) رضي اللهُ عنه ليتعرَّفَا أخبار قريش فوقفا على شيخٍ من العرب،
فسأله رسول الله عن قريشٍ، وعن محمدٍ وأصحابه، وما بلغه عنهم،

فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟

فقال رسول الله: "إذَا أَخْبَرْتنَا أَخْبَرْنَاكَ".

قال: أذاك بذاك؟ قال: "نَعَمْ".
قال الشيخ : فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني،
فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به رسول الله

- وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا.

للمكان الذي فيه قريشٌ. فلمَّا فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟

فقال رسول الله: "نَحْنُ مِنْ مَاءٍ". ثم انصرف عنه، قال يقول الشيخ: ما من ماءٍ؛

أمن ماء العراق؟[5] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn11).

http://www.mazikao.net/vb/imgcache/8442.jpg

وها هو الرسول الكريم يقول لوفد هوازن ويعلمهم الصدق في أولِ يومٍ لهم في الإسلام

{ أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ } -[ 6]-

*******

و نرى شهادةَ أحدِ المنصفين في رسول العالمين

فيقول كاريل في كتابهِ الأبطال

"... هل رأيتم قط أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دِينًا عجبًا؟ إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب!

فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجصِّ والتراب وما شاكل ذلك، فما ذلك الذي يبنيه ببيت؛

وإنما هو تلٌّ من الأنقاض وكثيب من أخلاط الموادِّ، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا

يسكنه مائتا مليون من الأنفس [7] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn13)،

هذا التعداد كان أثناء إعداد كاريل لكتابه

ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن، وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته. كذبٌ ما يذيعه أولئك الكفار، وإن زخرفوه حتى تخيَّلُوه حقًّا... ومحنةٌ أن ينخدع الناسُ شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل..." [8] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftn14).

********

فإن نسبنا للرسولِ صِدقًا ..

أعلينا للصدقِ شأنهُ ..

صلى اللهُ عليهِ وسلم ..

المراجع

[1] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref3) غلامًا حدثًا: أي فَتِيُّ السِّنِّ، ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حدث 2/131.

[2] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref4) ابن هشام: السيرة النبوية 1/299، 300، والسهيلي: الروض الأنف 3/68، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/427.

[3] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref5) ابن عاشور: التحرير والتنوير 24/86.

[4] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref6) مسلم عن عبد الله بن مسعود: كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله (2607)، وأبو داود (4989)، والترمذي (1971)، وابن ماجه (3849).

[5] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref7) أحمد بن حنبل عن عبادة بن الصامت: باقي مسند الأنصار، حديث عبادة بن الصامت t (22809)، وقال شعيب الأرناءوط: حسن لغيره وهذا إسناد رجاله ثقات. وابن حبان (271)، والحاكم (8066)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الألباني: حسن. انظر: صحيح الجامع (1018).

[6] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref8) الترمذي: كتاب صفة القيامة (2518)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (1723)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وأبو يعلى (6762)، والحاكم (7046)، وقال الألباني: صحيح. انظر صحيح الجامع (3378).

[7] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref9) أبو داود: كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح (4998)، وأحمد (13844)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين... وأبو يعلى (3776)، وقال حسين سليم أسد: رجاله رجال الصحيح.

[8] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref10) ما يباح من الكذب، انظر: النووي: رياض الصالحين ص565، 566.

ابن كثير: السيرة النبوية 2/396، وابن هشام: السيرة النبوية 1/615، والسهيلي: الروض الأنف 5/73، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/329.

[9] (http://www.islamstory.com/الصدق-في-حياة-رسول-الله#_ftnref14) كارليل: الأبطال ص43.


للمراجعة العامة

قصة الإسلام
د/ راغب السرجاني

الصدق في حياة الرسول (http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)

طائر السنونو
11.11.2010, 15:21
:26:

http://www.islamweb.net/articlespictures/A_1028/151327.jpg

{ إن الله لا يحب الخائنين } ( الأنفال : 58 ).


صورة أُخرى من صور صدق الرسول الكريم
:3:

صدقهُ في التعامل مع الخائنين ..

لو أن رجلاً منا خانهُ رجلٌ اخر ..
ثم مكّنهُ اللهُ منهُ ..

لأقتصَ منهُ ولم يرحمه ..

لكن رسولنا :4:

ضربَ لنا مثلاً بنفسهُ ..

في صدق المؤمن حتى مع الخائنين ..

عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال :
" لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان ،

فجاء به حتى أوقفه على النبي -صلى الله عليه وسلم-
فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله ،
فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث،
ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟)
فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟، قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين) "

رواه أبو داود و البيهقي .
رواه أبو داود (4359) والحاكم (3/45) وقال : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي . وقال الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (4/300 برقم 1723)
و خائنة الأعين هي : أن يشير بعينهُ خلسة فينتبهوا له ..
أو يومئ بها ..
{ وهو تصرف منتشر بشدة بين البشر }

والحال


أن النبي – :3: – كان يريد أن يقتل الرّجل لكذبه وافترائه عليه، ولا يليق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أن يوهمه بأنّه سيتركه ثم يغمز بطرف عينه إلى أصحابه ليقتلوه،
وشأن الأنبياء صلوات الله عليهم أن يوافق ظاهرهم باطنهم ، وسرّهم علانيّتهم، بكل وضوح وشفافيّة لا مواربة فيها، فإما أن يعفو، وإما أن يجدّد الأمر بقتله.

وعبد اللهُ بن أبي السرح :5:

كان أحد أربعة رجال و امرأتان
أوصى النبي بقتلهم عند فتح مكة
لعظيم فسادهم وشرّهم ..

وعبد الله بن أبي السرح

كان مُسلمًا وكأن أحد كتبة الوحي ..

ثم أرتدَ وهرب عائدًا إلى قريش

وكان يقول أنهُ هو من كان يملي على رسولنا :4: الوحي ..

ولكن لما بايعهُ الرسول :2: مرة أخرى
حَسُنَ إسلامه
فأستعملهُ عمر بن الخطاب :5:
و وولاه عُثمان :5: مصر كُلها

يُتبع مع الخُلق الثاني

الكرم

بن الإسلام
11.11.2010, 15:33
متابع معك أخى الحبيب

وكلى اشتياق لهذه السلسلة

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

طائر السنونو
11.11.2010, 18:18
جزى اللهُ أخي الحبيب بن الإسلام
خير الجزاء
على مروره الكريم
وتقبل اللهُ منهُ صالحَ عملهِ على النحو الذي يرضاهُ عنا
وبوركَ فيه ونفع به

إيمان 1
13.11.2010, 15:55
ما شاء الله ما شاء الله
تسجيل متابعة
بارك الله فيك اخي الفاضل ونفع بك
جزاك الله الجنة
اسال الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك

طائر السنونو
13.11.2010, 17:31
آمين
ولكِ مثل
جزاكِ اللهُ خيرًا أختي الفاضلة إيمان
شرفني مروركِ الكريم
بوركَ فيكِ ونفعَ بكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

ام البراء الاندلسيه
14.11.2010, 02:49
جزاكم الله خيرا اخى الفاضل

بورك فيكم ونفع بكم وجعل ذلك فى ميزان حسناتكم

ورفع قدركم

اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه

تسجيل متابعه باذن الله

طائر السنونو
14.11.2010, 13:55
آمين
ولكِ مثل
جزاكِ اللهُ خيرًا أختي الفاضلة أم البراء أسماء
شرفني مروركِ الكريم
بوركَ فيكِ ونفعَ بكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

براءة
15.11.2010, 23:56
جزاك الله جنته
يالله مره متحمسه أعرف رسول صلى الله عليه وسلم أكثر
الله يجمعنا به يوم القيامة

طائر السنونو
16.11.2010, 10:51
آمين
ولكِ مثل
جزاكِ اللهُ خيرًا أختي الفاضلة براءة
شرفني مروركِ الكريم
بوركَ فيكِ ونفعَ بكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

طائر السنونو
30.11.2010, 14:24
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة اللهُ وبركاته



كرم الرسول


http://diabloader.diabcenter.com/images/l3j9s7dhxiiq3ktr0tw.gif

هو البحرُ من أي النواحي أتيته فلجتُهُ المعروف والجودُ ساحِلهُ ..

تـراه إذا ما جئتـهُ مُتهـللاً كأنك تعطيهُ الذي أنت سائلهُ ..

ما ردَ سائلاً قط ..

ولا إنتهر مُحتاجًا ..

ولا منعَ فقيرًا يومًا ..

عَجَـزَ الكـلامُ عـن الكـلامِ بِوَصفِكُـم حــارَ الخـيـالُ وفـــاقَ مايُـتَـصَـوَرا

ياسَيِـدي كَـم فـي الفـؤآدِ لِشَخْصِكُـم حُـبــاً ووصـفــي فيـكـمـو مـتـعـذرا

لايــارســولَ اللهِ لَــســتُ مُـوَفِــيــاً وَقَـــفَ الـثَـنـاءُ أمـامَـكُـم مُتَـحَـيـرا

لـكــن أقـــولُ لَـعَــلَ اللهَ يـجـزِيَـنـي خيـراً بِمَـدحِ مُحَـمَـدٍ خَـيـرِ الــوَرى

يـكـفــي بــــأنَ اللهَ فــــي قُــرآنِــهِ قـد أثبَـتَ الخُـلـقَ العظـيـم الأنــوَرا

يكـفـي بــأنَ الـنـورَ شَــعَ شُعـاعَـهُ لـمــا دعــــا للعـالـمـيـنَ وأخــبــرا

يكـفـي بِــأنَ المُسلِـمـيـنَ تَـوَحــدوا والمـنـهـج الـقــرآن نـــوراً نَـيِــرا


:1:

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}

[الحاقة: 40، 41].

كريمٌ جمعَ عُرى الكرمِ ..

كرم النسب

كرم الأخلاق

وكرم العطاء والبذل فالجودُ إليهِ ينتسبُ ..

ما قـال لا قـط ْ الا فـي تشهدهِ ..

لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ ..

:3:

دعوة ابراهيم ..
ونبوءة موسى ..
ترنيمة داوود ..
وبشارة عيسى ..

صلى الله عليه وسلم


*******


كان :4: في العطاء أكرمْ الناس

بجوارهِ ما عادَ لحاتم ذكرٌ ..

ولا ذُكِرَ غيرهُ مِنَ الكُرماء ..

فعن أنس :5: قال:

"مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ،


فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ" [
1].




*******




وهاهو يومَ حُنين لما غَنِمَ المُسلمونَ غنائمَ كثيرة ..



فاقت الوصف مِنْ كثرتها ..



وتحَلّقَتْ حولهُ الناس يسألونهُ القسمة بينهم ..



والقول لجُبير بن مُطعمْ :5: أثناء عودتهُ مِنْ حُنينْ قال ..



عَلِقَتْ [2] رسولَ الله الأعراب يسألونه، حتَّى اضطرُّوه إلى سَمُرَةٍ [3]، فَخَطِفَتْ رداءه، فوقف



رسول الله ، فقال:



"أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلاَ كَذُوبًا، وَلاَ جَبَانًا"[4]



:3:



وكان :4: ضاربًا المثل في العطاء بنفسه ..



وكان يحث أصحابهُ على العطاء والبذل ..



ويربيهم على الجود والمنح والكرم ..



ويربي الأمةَ بآسْرِها على هذا المنهج القويم ..



فالعطاء حياة والكرم نماء والسخاء رِفعة وأجرْ ..



فقال لهم ولنا :3: :



"مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ:



اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"[5].





*********




وكانت حياتهُ :2: تطبيقًا وواقعًا عمليًا لتعاليمهُ التي قَوَمّهُ عليها ربُ البريةِ سُبحانهُ وتعالى ..



فيُروى عن سهل بن سعد :5: أنه قال:



جاءت امرأةٌ إلى النبي بِبُرْدَةٍ، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه.



فأخذها النبي محتاجًا إليها فَلَبِسَهَا ، فرآها عليه رجلٌ من الصحابة،

فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فَاكْسُنِيهَا.



فقال: "نَعَمْ". فلمَّا قام النبي لاَمَهُ أصحابه ،



قالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي أخذها محتاجًا إليها ثم سألتَه إيَّاها،


وقد عرفتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فيمنعه.



فقال: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حين لبسها النبي ؛ لعلِّي أُكَفَّن فيها.




وفي رواية قال سهل: فكانت كفنه[6].




يُتْبَعْ




المراجع



1-صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول اللهشيئًا قط فقال: لا. وكثرة عطائه (2312)، وأحمد (12813)، وابن حبان (6373)، والفاقة: الفقر والحاجة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة فوق 10/315.



2- عَلِقَتْ به الأعراب أي: لزموه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/159، وابن منظور: لسان العرب، مادة علق 10/261.



3- السمرة: شجرة طويلة متفرقة الرأس قليلة الظل صغيرة الورق والشوك، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/254.



4- صحيح البخاري عن عمرو بن شعيب: كتاب الخمس، باب ما كان للنبييعطي المؤلفة قلوبهم (2979)، والنسائي (3688)، وابن حبان (4820)، والموطأ برواية يحيى الليثي (977).



5 - صحيح البخاري عن أبي هريرة: كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..." (الليل: 5-10) (1374)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك (1010).



6 - البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5689)، وكتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع (1987)، وابن ماجه (3555)، وأحمد (22876).

نوران
14.04.2011, 14:51
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRa4dy1VtBuwEkpr1gBy3_dCvDfbfpg6 Xe3MNQ90oaFiOaCrImg

رائع

متابعة ممتعة مع موضوعك يادكتور

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحسن الناس وجها وأحسنهم خُلقا

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTrjpi3KUOx3q3a_DGoKKlxJCox1oNgh uV8J1PISTGdFqxBipXANg

وصدق الله العظيم الذي خاطبه قائلا : (( وإنك لعلى خلق عظيم ))

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRrdi7hmEUqeLF8InTv331QNF_srXlsC QxS7BRTog9x6SG7xqOn

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTWoUZKXPnZDTKIm6MM_T0300dLsKg45 y9PQ00Ne6etMWb_JHx3mg

بارك الله فيك يادكتور مصطفى وجزاك خيرا
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTCIZ2Vyfz6chFCZFwInO02Y7ZKTBXK8 thmjnKkKeVBdBXrdfz9

طائر السنونو
14.04.2011, 19:48
مجرد مرور أمي الفاضلة نوران على موضوعي
شرف كبير لي أيما شرف
جزاكِ الله خير الجزاء و انعم عليكِ بالفردوس الأعلى من الجنة
بوركَ فيكِ ونفع بكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال
حياكِ الله

طائر السنونو
05.12.2011, 20:02
للرفع والنفع والتذكير
و جاري التحضير لإكمال السلسلة والله وحدهُ المستعان
وعليه التكلان

طائر السنونو
22.09.2013, 19:35
نقلا عن أستاذنا الحبيب د / محمد على يوسف
جزاه ربي الفردوس الأعلى من الجنان على ما خطت يداه و أشهد ربي أني أحبه فيه ..
قشعريرة باردة تلك التي سرت في جسد الرجل سرعان ما انتقلت إلى قلبه الذي كان ينتفض بشدة بين أضلاعه بينما ترتعد فرائصه وترتعش أطرافه وهو يقف انتظارا لتلك اللحظة المهيبة
الآن سيخرج إليه
سينظر إليه ويكلمه
ليت شعري كيف السبيل إلى تحمل ذلك؟
كيف ستطيق عيناه تأمل وجهه المنير وبأى نفسية سيواجه مثل هذا الموقف العظيم
سيقف بعد لحظات بين يدي سيد ولد آدم أجمعين
سيقف بين يدي قائد الأمة وإمام المتقين وقرة عين المؤمنين
سيقف بين يدي حامل لواء الحمد يوم يقوم الناس لرب العالمين
إنه رسول الله وخاتم النبيين
كيف إذا لا يرتعد قلبه ولا تهتز فرائصه لهول اللقاء المهيب وهو الرجل البسيط الذي لم يقف من قبل بين يدي ملك ولا عظيم؟!
حق له ذلك
بل أكثر
"هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"
نزلت تلك الكلمات كالبرد سلما وأمانا على قلب الرجل المسكين
يا لتواضعك وعذب حديثك وطيب معشرك يا إمام النبيين !
يا لبساطة أسلوبك وعدم تكلفك ولين جنابك وخفض جناحك للمؤمنين!
لست بملك ممن نعرفهم من ملوك الدنيا
لا تأبه بسلطانهم ولا تطمع في صولجانهم ولا ترضى أن تعامل مثلهم وحق لك أن تعامل أفضل مما يعامل ملء الأرض من مثلهم
لكنه الخلق العظيم والتواضع المبين وخفض الجناح للمؤمنين.
هكذا تعلنها بكل تواضع وتتذكر بساطة نشأتك وبغير تكلف تبين بساطة طعام أمك
ولوشئت لسارت معك جبال الذهب والفضة لكنك تعلنها دوما كما أعلنتها لذاك الملك الذي جاءك وإن حُجْزَتَهُ لتستوي بالكعبة يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا فاخترت ونعم الاختيار؛
بل نبيا عبدا
بل نبيا عبدا
اخترت التواضع يا محمد
اخترت أن تأكل كما يأكل العبد وتجلس كما يجلس العبد وتقول: إنما أنا عبد
اخترت أن تكون في بيتك في مهنة أهلك ترقع ثوبك وتخصف نعلك وتحلب شاتك ولا يقف على بابك حارس ولا حاجب ولا تعيش في ملك ولا صولجان كما يفعل ملوك الدنيا
بل تركب بغلتك وتحج على رحلك الرث وتفترش حصيرا خشنا يؤثر في جنبك
تترك زخرف العيش وبهرجه وترضى أن يكون لهم في الأولى وتكتفي أنت بالأخرى
أبيت دوما أن يقوم لك أحد وحرصت أن تجلس حيث انتهى بك المجلس حتى أن الأعرابي من هؤلاء كان يأتيك بين أصحابك لا يعرفك فيقول: أيكم محمد ؟
كنت دوما مثالا للتواضع وخفض الجناح وعدم التكلف
ما تركت يد أحد سلم عليك حتى يكون هو نازعها أولا وما نحيت رأسك عن أحد تيمم أذنك يحادثك في أمر أهمه حتى يفرغ وما صعرت يوما خدك لصغير ولا كبير
تأتيك الصغيرة لبعض شأنها فتذهب معها وإلى جوارك رجل من عظماء العرب ظن أنه ملك يمشى إلى جوار ملك
فإذا به يقف مشدوها لفعلك حين تتركه وتذهب مع الجارية لتشفع لها عند سيدها الذي ضربها
وها أنت يا حبيبي وسيدي تمشي في الأسواق فتمزح مع هذا وتبسط وجهك في وجه ذاك وتلين لأولئك
وهل ننسى أبدا حين اشتملت زاهر بن حرام مازحا وقائلا من يشتري العبد فيرد بانكسار: إذا تجدني كاسدا فتجبر خاطره وتطمئن فؤاده قائلا ولكنك عند الله لست بكاسد
لوشئت لكنت أغنى الناس وأعلاهم ملكا وأرفعهم مجلسا ومع ذلك تجيب دعوة خادمك أنس لتطعم من طعامه البسيط في بيت جدته مليكة ثم تقوم لتصلي بهم على حصير بالٍ قد اسود لونه من كثرة الافتراش
لم تقبل يوما أن تُطرى أويغلو فيك الخلق ويرفعوك فوق منزلة المخلوق وكنت تقول بأبي أنت وأمي: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم عليه السلام
وحين جاءك الرجل يناديك: يا خير البرية نهيته بتواضع لو وزع على أهل الأرض لوسعهم قائلا: "ذاك أبي إبراهيم عليه السلام" وكذا تنهى الأمة أن يخرج منها من يقول يوما "أنا خير من يونس بن متى".
وحينما اضطررت أن تبين للناس أنك سيد ولد آدم من باب الاخبار بحقيقة ثابتة حرصت على أن تقرنها بقولك المحكم: " ولا فخر"
ويوم تدخل مكة فاتحا منتصرا عزيزا كريما تأبى أن تدخلها على حال القادة المنتصرين المستعلين بل تحنى جبهتك منكسرا لربك حتى يكاد عثنونك أن يمس مقدمة رحلك الرث
كانت تلك حياتك وذاك تواضعك ولين جانبك فما بال كثير من أتباعك اليوم قد غيروا وبدلوا؟
ما بال بعضنا اليوم نسى أوتناسى أن ذلك الذي في السطور الماضية هو هدي حبيبه وقدوته وخلق خير من وطئ الثرى بقدميه
ما باله ينسى فينزل نفسه أوغيره فوق المنزلة ويعامل الناس من فوق برجه العاجي بتكلف واستعلاء كأنما هو ملك أو أمير؟
ما بال بعضنا اليوم يغفل عن ذلك الداء الذي يتسرب إليه من حيث لا يشعر
داء لا يدخل صاحبها الجنة وآفة تهلك من تمكنت من قلبه
ما بال بعضنا يغره الثناء وتطرب نفسه للإطراء حتى يكاد يطلبه
ما بال بعضنا يغفل عن تذكير نفسه بتلك الجملة التي يتجلى فيها ذاك التواضع النبوي فيهون على نفسه شيئا ما ويعلم أنه
ليس بملك.....
كتبه
محمد علي يوسف
نقلهُ طائر السنونو

طائر السنونو
07.07.2014, 17:53
مما قرأت و أعجبني نقلا عن أخينا و أستاذنا الحبيب " أحمد سبيع "

هذا الحبيب يامحب
النبي صلى الله عليه وسلّم
روىٰ البخاري:
" كان أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير"
" كان مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه "
" كان ضخم الرأس واليدين والقدمين "
---------------------------
و روىٰ مسلم :
قال علي رضي الله عنه :
" كان إذا مشى يتكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب "
صبب : ما انحدر من الأرض، اي كأنّه ينزل من مرتفع.
قال البراء رضي الله عنه : " ما رأيت شيئاً قط أحسن منه "
وقال علي رضي الله عنه : " لم أر قبله ولا بعده مثله "
" كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً "
" كان أشكل العينين "
أشكل العينين : في بياض عينيه حمرة .
" كان أبيض مليح الوجه "
" كان خلقه القرآن "
" كان أحسن الناس خلقاً "
" كان أرحم الناس بالصبيان والعيال "
" كان يعطي عطاءً لا يخشى الفقر "
---------------------------
و صحّح الألباني مايلي:
" له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل "
" كان شديد سواد الشعر أكحل العينين إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة "
" كان يُعرف بريح الطيب إذا أقبل "
" كان لا يضحك إلا تبسماً "
" كان كلامه يفهمه كل من سمعه "
" كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان "
" كان إذا مشى لم يلتفت "
" كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم "
" كان أبغض الخُلق إليه الكذب "
" كان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض "
" كان رحيماً ولا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له "
" كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته "
-----------------------
و من المتفق عليه :
" كان إذا سرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر "
" كان أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس "
" كان أشد حياء من العذراء في خدرها "
" كان لا ينتقم لنفسه "
" كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم "
" كان يحب الحلواء والعسل "
----------------------------
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا ..

احمد فاروق
07.07.2014, 18:41
رائعة
فى ميزان حسناتك

طائر السنونو
25.02.2015, 09:59
تقبلها الله في الصالحات ..
وجزى كل من ساهم بنشر سيرة الحبيب محمد " صلّ الله عليه و سلم " بالطيبات المباركات و جميل الصِلات ..
وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..

بن الإسلام
25.02.2015, 12:58
تقبلها الله في الصالحات ..
وجزى كل من ساهم بنشر سيرة الحبيب محمد " صلّ الله عليه و سلم " بالطيبات المباركات و جميل الصِلات ..
وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..

مرحبا بك أخي الحبيب

وفقك الله لكل خير

طائر السنونو
05.05.2015, 16:59
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و الصحب بإحسان و التابعين إلى يوم الدين ..
للنفع ..