نور عمر
07.11.2010, 18:32
http://www.rewity.com/vb/avatars/98.gif?dateline=1183949313 (http://www.rewity.com/vb/members/98.html)صديقتي افَترَتْ عليّ . فهَجَرتُها . هل تُرفع أعمالي إلى الله ؟
..
تقول الأخت السائلة :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
لي أخت في الله وصديقة .. حصل بيني وبينها موقف ما ..
لم أهجرها تماماً
مثلاً إذا مررتُ بها ألقيتُ عليها السلام
و إذا هي أتتْ و مدتْ يدها لمصافحتي فإني أستحي أن أردّها .
لكني لا أستطيع أن أنظر إليها لشدة ما أجد في نفسي .
سؤالي ::
هل تُرفع أعمالي إلى الله كل اثنين و خميس
أم أنني أدخل ضمن حديث ( انظـِـروا هذين حتى يصطلحا )
و هذا الأمر الذي أزعجني .
في قرارة نفسي أنا أستشهد بقصة الرسول عليه الصلاة و السلام مع وحشي حين أتى مبايعاً له على الإسلام فأمره أن لا يريه وجهه لأنه يتذكّر ما فعله في عمه حمزة رضي الله عنه .
فهل سيعاقبني الله بسبب هذا الأمر ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
ووفقك الله لما يُحب ويَرضى
الْهَجْرُ نَوعَان :
هَجْرٌ لِحَظِّ الـنَّفْس
وهَجْرٌ لسبب شرعي
فالهجر لِحَظٍّ من حظوظ النفس ، لا يجوز أن يتجاوز ثلاثة أيام ..
والهجر الشرعي يجوز أن يُجاوِز ذلك .
ومِن النوع الثاني هَجْر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين خُلِّفوا ، فقد هجرهم خمسين يوماً
وفي الصحيحين أن عبد الله بن المغفل رأى رجلا من أصحابه يَخْذِف ، فقال له : لا تَخْذِف ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره - أو قال : يَنهى - عن الخذف ، فإنه لا يُصطاد به الصيد ، ولا يُنْكأ به العدو ، ولكنه يَكْسِر السِّن ، ويَفْقَأ العين ، ثم رآه بعد ذلك يَخْذِف ، فقال له : أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره أو يَنهى عن الخذف ، ثم أراك تَخْذِف ، لا أكلمك كلمةً .. كذا وكذا . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي عن هذا الحديث : فيه هُجران أهل البدع والفسوق ، ومُنَابِذِي السُّنَّة مع العلم ، وأنه يجوز هجرانه دائما ، والنهى عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هَجَر لِحَظِّ نفسه ومعايش الدنيا ، وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائما ، وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له ، كحديث كعب بن مالك وغيره . اهـ .
وقال ابن حجر : وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه . اهـ .
وقد ألّف السيوطي كتابا سمّاه " الزّجر بالْهَجر " وقال عن سبب تأليفه : لأني كثير الملازمة لهذه السُّنَّة .
فالمحذور من الهجر فوق ثلاث أن يكون لِحَظِّ النَّفْس ، وأن يكون هجراً تاماً بحيث يُعرِض كلّ منهما عن صاحبه لا يُسلِّم عليه ولا يَرُدّ عليه السلام أكثر من ثلاثة أيام ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الهجر المذموم : لا يَحِلّ لِرَجُل أن يَهْجُر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فَيُعْرِض هذا ويُعْرِض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .
فإن المذموم في هذا الهجر أن يتعدّى ثلاثة أيام – وهي فترة كافية لِذهاب الغضب – والمذموم فيه أيضا أن لا يكون فيه سلام ولا كلام .
فإذا كان فيه سلام فقد خَرَج عن حدّ الهجر .
قال الإمام البخاري : ويُذْكَر عن أبي الدرداء : إنا لَنَكْشُر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم .
قال ابن حجر : والكشر - بالشين المعجمة وفتح أوّله - : ظهور الأسنان ، وأكثر ما يُطْلَق عند الضحك . اهـ .
فهذا يَدُلّ على أن الإنسان قد يُسلِّم أو يبتسِم في وجه من لا يُحبّه .. وهذا من المداراة ..
وقد سبق بيان الفرق بين المداراة والمداهنة
مُداهنة أم مُداراة (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=15450)
وسَبَقت الإشارة إلى الهجر في :
والله لا أُكلّمك أبداً (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=24770)
والله تعالى أعلم .
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=41491 (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=41491)
..
تقول الأخت السائلة :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
لي أخت في الله وصديقة .. حصل بيني وبينها موقف ما ..
لم أهجرها تماماً
مثلاً إذا مررتُ بها ألقيتُ عليها السلام
و إذا هي أتتْ و مدتْ يدها لمصافحتي فإني أستحي أن أردّها .
لكني لا أستطيع أن أنظر إليها لشدة ما أجد في نفسي .
سؤالي ::
هل تُرفع أعمالي إلى الله كل اثنين و خميس
أم أنني أدخل ضمن حديث ( انظـِـروا هذين حتى يصطلحا )
و هذا الأمر الذي أزعجني .
في قرارة نفسي أنا أستشهد بقصة الرسول عليه الصلاة و السلام مع وحشي حين أتى مبايعاً له على الإسلام فأمره أن لا يريه وجهه لأنه يتذكّر ما فعله في عمه حمزة رضي الله عنه .
فهل سيعاقبني الله بسبب هذا الأمر ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
ووفقك الله لما يُحب ويَرضى
الْهَجْرُ نَوعَان :
هَجْرٌ لِحَظِّ الـنَّفْس
وهَجْرٌ لسبب شرعي
فالهجر لِحَظٍّ من حظوظ النفس ، لا يجوز أن يتجاوز ثلاثة أيام ..
والهجر الشرعي يجوز أن يُجاوِز ذلك .
ومِن النوع الثاني هَجْر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين خُلِّفوا ، فقد هجرهم خمسين يوماً
وفي الصحيحين أن عبد الله بن المغفل رأى رجلا من أصحابه يَخْذِف ، فقال له : لا تَخْذِف ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره - أو قال : يَنهى - عن الخذف ، فإنه لا يُصطاد به الصيد ، ولا يُنْكأ به العدو ، ولكنه يَكْسِر السِّن ، ويَفْقَأ العين ، ثم رآه بعد ذلك يَخْذِف ، فقال له : أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَكره أو يَنهى عن الخذف ، ثم أراك تَخْذِف ، لا أكلمك كلمةً .. كذا وكذا . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي عن هذا الحديث : فيه هُجران أهل البدع والفسوق ، ومُنَابِذِي السُّنَّة مع العلم ، وأنه يجوز هجرانه دائما ، والنهى عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هَجَر لِحَظِّ نفسه ومعايش الدنيا ، وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائما ، وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له ، كحديث كعب بن مالك وغيره . اهـ .
وقال ابن حجر : وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه . اهـ .
وقد ألّف السيوطي كتابا سمّاه " الزّجر بالْهَجر " وقال عن سبب تأليفه : لأني كثير الملازمة لهذه السُّنَّة .
فالمحذور من الهجر فوق ثلاث أن يكون لِحَظِّ النَّفْس ، وأن يكون هجراً تاماً بحيث يُعرِض كلّ منهما عن صاحبه لا يُسلِّم عليه ولا يَرُدّ عليه السلام أكثر من ثلاثة أيام ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الهجر المذموم : لا يَحِلّ لِرَجُل أن يَهْجُر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فَيُعْرِض هذا ويُعْرِض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .
فإن المذموم في هذا الهجر أن يتعدّى ثلاثة أيام – وهي فترة كافية لِذهاب الغضب – والمذموم فيه أيضا أن لا يكون فيه سلام ولا كلام .
فإذا كان فيه سلام فقد خَرَج عن حدّ الهجر .
قال الإمام البخاري : ويُذْكَر عن أبي الدرداء : إنا لَنَكْشُر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم .
قال ابن حجر : والكشر - بالشين المعجمة وفتح أوّله - : ظهور الأسنان ، وأكثر ما يُطْلَق عند الضحك . اهـ .
فهذا يَدُلّ على أن الإنسان قد يُسلِّم أو يبتسِم في وجه من لا يُحبّه .. وهذا من المداراة ..
وقد سبق بيان الفرق بين المداراة والمداهنة
مُداهنة أم مُداراة (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=15450)
وسَبَقت الإشارة إلى الهجر في :
والله لا أُكلّمك أبداً (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=24770)
والله تعالى أعلم .
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=41491 (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=41491)