المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : زينـب و القـــس و الداعيــة


راجية الاجابة من القيوم
07.11.2010, 04:22
زينـب و القـــس و الداعيــة



محمد محمود عمارة

زينب فتاة مسلمة منتقبة ، قادتها خطواتها على النت إلى موقع من مواقع المناظرات بين الأديان ، ولأنها ، كغيرها من ملايين الشباب و الشابات المسلمين ، كل ثقافتها الشرعية مستمدة من شرائط الكاسيت و برامج الفضائيات ، لم تصمد طويلاً أمام القس المشهور و هو يلقى بقنابل الشك في دروبها ، لم تستطع الرد على الشبهات التي أثارها و التي بدت منطقية ، و كانت النتيجة وقوعها فريسة صراع نفسي هائل مزقها ، صراع بين إيمان وُلدت به و تربت عليه و شك زرعه القس ببراعة.

لم تجد مخرجاً من هذا المأزق سوى الاستعانة بداعية مشهور لتعرض عليه شبهات القس لعلها تجد عنده جواباً شافياً. لم يجبها صاحبنا ، بل شرع في توجيه الاتهامات و التجريح في إيمانها ، ثم أخبرها أن لا وقت لديه لأمثالها ، و أنه لن يضير الإسلام شيئاً خروجها و من على شاكلتها من ضعاف الإيمان من حظيرته. وهكذا لم تجد زينب لدى الداعية نصف ساعة من وقته ليجب على أسئلتها و لم تجد في صدره رحابة كانت أحوج ما تكون لها ، بينما أبدى القس الكثير من التساهل و أعطاها من وقته المشحون الكثير.
و انتهت الجولة بانتصار القس و هروب زينب من بيت أهلها لتخلع نقابها و خمارها و تتعمد في إحدى الكنائس لتعلن عن هويتها الجديدة كمتنصرة ، ثم بدأت تؤم الكنائس بانتظام.
اُحيطت زينب بكل أشكال الرعاية التي يُحاط بها المتنصرون الجدد فتم توفير المسكن و النفقات و الهوية الجديدة باسم جديد خلعها من تاريخ إسلامي طويل .

أما أسرتها فقد عانت الأمرين من فقدانها و بحث عنها أبوها في كل مكان حتى و جدها أخيراً ، استجابت له وعادت معه بعد أن طمأنها و أعطاها الأمان و أخبرها أنها حرة في اختيار عقيدتها و أنها ستبقى ابنته سواء كانت مسلمة أو مسيحية ، فحبه لها لن يتغير.

و في منزلها ، اختلطت الأحضان بالدموع ، لكن يبقى قرار صارم أصدره الأب من قبل : "ممنوع مفاتحتها أو مجرد الحديث معها في أمر معتقدها الجديد" ، كانت زينب تتصرف بحرية و تلقائية ، ووجدت أبوها عند وعده: لم يجبرها على شئ ولم يغير معاملته معها.

بعد عدة أيام استأذنها في حديث ودي ثم أخبرها أنه لا يزال على عهده و وعده في أن لها حرية اختار عقيدتها ، لكنها مسئولة منه أمام الله لأنها لا زالت تحت وصايته ، و أن تلك المسئولية تحتم عليه أن يحاول معها محاولة أخيرة ، محاولة لا إكراه فيها ، لكنها نقاش مع شيخ من أصدقائه متخصص في مقارنة الأديان .

استجابت زينب و جلست مع الشيخ و طرحت عليه كل ما عنّ لها من أسئلة و ألقت عليه كل الشبهات التي طرحها القس المشهور ، فأجابها الشيخ بكل رحابة صدر و فند الشبهات باقتدار حتى لم يبق عندها شئ تقوله. طلبت منه جلسات أخرى فلم يتأخر ، طلبت منه مناظرة القس عبر النت حتى تصل إلى الحقيقة ويطمئن قلبها ، فلم يمانع . و حاور الشيخ القسيس ، فأخذ الأخير يتهرب و يتملص و يتراجع عن بعض أفكاره ، هنا أدركت الحقيقة وعادت إلى حظيرة الإيمان ، و انتهت الجولة الثانية بانتصار الداعية.

قرأت قصة زينب على صفحات جريدة الأسبوع منذ عدة سنوات ، و بقت أحداثها ملتصقة في ذهني ، و كنت دائماً أقول لمن حولي : لم تكن زينب بحاجة إلى كل تلك السنين الضائعة من عمرها في التنقل من دين إلى دين ، كانت في غنى عن الألم النفسي الناتج عن صراع الأفكار بداخلها ، كانت في غنى عن ذلك لو سلحت نفسها ببعض العلم الشرعي ، كانت بغني عن ذلك لو أن المدع الأول الذي يدعي زوراً و بهتاناً أنه داعية وسع صدره كما فعل الآخر ، و أنصت و اهتم لشباب و شابات صغار تتخطفهم الفتن من كل جانب ، لو أنه أعطاها من وقته نصف ساعة لوفر عليها من عمرها شهوراً و ربما أعواماً. أعرف أناساً مثله يدعون العلم الشرعي ، لكنهم غلاظ شداد في التعامل ، فتراهم ينفرون و لا يجذبون ، يُشعرك أنه يحمل هم الكون فوق رأسه لذلك لا ترى الابتسامة على وجهه و لو على سبيل المصادفة .
أذكر يوم سافرت إلى الحج ، و أثناء رمي الجمرات كان الزحام شديداً وكنت أقف بعيداً عن الحوض و من خوفي أن أؤذي أحد بجمراتي ، طاش بعضها بعيداً عن الحوض فزدت عن العدد ، و لما هممت بسؤال أحد المشايخ المرافقين لحملة الحج ( كوظيفة بمقابل مادي للإجابة على استفسارات الحجاج ) عن مشروعية ما فعلت فوجئت بالرجل يصرخ فيَ بمجرد اقترابي منه ولم أبدأ حتى السؤال : اتركوني حرام عليكم ، و عبارات أخرى لا أذكرها ، لأنني شعرت بحرج شديد لا سيما و أنني وجدت كل الأنظار تلتفت إليَ وهي تتساءل عن الجرم الذي فعلته ، بعدها التفت إلي و قال بهدوء بالنسبة لسؤالك الإجابة كذا كذا ، صراحة لم انتبه لكلامه لأنني كرهته في تلك اللحظة و كرهت أن أسمع فتوى من أمثاله.


إن الدعوة إلى الله ليست وظيفة و لا عمل روتيني ، بل هي عمل تطوعي يقوم به من كان مؤهلاً لذلك و مسلحاً بالعلوم الشرعية ، و فوق ذلك له من سعة الصدر و الأفق ما يجعله يستوعب الناس على اختلاف مشاربهم و أهوائهم ، و تكون لديه القدرة على مخاطبة الناس ، كلٌ على قدر عقله.
لقد أعجبني الأب في قصة زينب ، أعجبتني حكمته في تعامله مع الأمر ، لأنني على يقين أن هناك آباء كثر لو كانوا في مكانه ما توانوا لحظة عن ذبح ابنتهم ، لكن أيهما أفضل: أن تعيد ضالاً إلى حظيرة الإيمان و أن تهديه سواء السبيل فيكون خيراً لك من حمر النعم؟! أم تقتله فيموت على الشرك والكفر؟!

:? ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ? النحل125 ، ? وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ? آل عمران159
لقد سار الرجل نحو هدفه بكل تؤدة وثقة أنه لامحالة سيحققه. لقد كان الرجل في سلوكه مع ابنته مثالا و نموذجاً لتطبيق آيات الدعوة وبذلك وصل إلى هدفه و عادت زينب ، فهل اعتبرنا من قصتها؟!


http://www.tanseerel.com/main/articl...ticle_no=13910 (http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=13910)

محب الله ورسوله
13.11.2010, 06:09
جزاكم الله خيرا كثيرا

صدقت أختنا الكريمة فان من أخطر الاشياء على الدعوة هم أناس محسوبون عليها ولكنهم يدعون الى ضدها

وان من أخطر أعداء الانسان بعد الشيطان هو الجهل بالشرع

ثبتنا الله واياكم على الايمان ونفعنا الله واياكم بما علمنا

راجية الاجابة من القيوم
16.11.2010, 19:21
جزاكم الله خيرا كثيرا

صدقت أختنا الكريمة فان من أخطر الاشياء على الدعوة هم أناس محسوبون عليها ولكنهم يدعون الى ضدها

وان من أخطر أعداء الانسان بعد الشيطان هو الجهل بالشرع

ثبتنا الله واياكم على الايمان ونفعنا الله واياكم بما علمنا

جزانا وإياكم الفردوس اخونا الكريم محب الله
جعلنا الله هداة مهتدين يارب اللهم آآآآآآآآآآمين
شكر الله لكم مروكم الكريم

ابوحازم السلفي
06.12.2010, 23:57
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

جزاكِ الله خيرا اختي راجية علي النقل الماتع
بالفعل ان هناك طائفة كبيرة ممن يدّعون الالتزام
هم سبب لتنفير الناس من دين الله عز وجل
نسأل الله لنا ولهم الهداية ..

وأعتقد ان موقف الاب أكثر من رائع في تعامله
بحكمة مع ابنته ..

راجية الاجابة من القيوم
14.12.2010, 07:52
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

جزاكِ الله خيرا اختي راجية علي النقل الماتع
بالفعل ان هناك طائفة كبيرة ممن يدّعون الالتزام
هم سبب لتنفير الناس من دين الله عز وجل
نسأل الله لنا ولهم الهداية ..

وأعتقد ان موقف الاب أكثر من رائع في تعامله
بحكمة مع ابنته .. جزانا وإياكم اخونا الكريم
فعلا موقف الاب ايجابى واحتوى الابنة بشكل هايل فالعداوة والتعنيف فى هذه الحالة لن تؤتى بثمارها
شكر الله لكم مروكم الكريم
بوركتم ’’’