تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : مجـاهدات عبر التاريخ


أمــة الله
20.05.2009, 14:51
مجاهدات عبر التاريخ

عطر للحياة، وزينة للتاريخ، وتاجٌ لنساء المسلمين ..
::وأخبارهنّ::
زهرُ يُجتبى.. وسبيل يحتذى.. ومنار يقتبس..
أدلهمت الخطوب فكُنّ الأقوى من المدلهمات ..
واشتدت الكربات فكٌنّ الثابتات الراسيات..
وتعاقب البلاء فكُنّ الصابرات المصطبرات..
فحق لنا أن نقبس من جذوتهن جمرة ، ومن غيثهنّ قطرة ومن ملاحمهن عبرة
يا بنت خياط ..هنيئاً ..إن موعدكِ الجنة


أول شهيدة في الإسلام
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فهذا البحث يكشف النقاب عن شخصية مسلمة جديرة بالذكر وهي سمية بنت الخُباط أول شهيدة في الإسلام، استشهدت في بداية الدعوة الإسلامية في مكة الكرمة على يد أبي جهل الذي لاقى مصرعه في غزوة بدر

من هي سمية ؟
سمية بنت الخياط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها.

عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر
وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار


زواجها وإسلامها:
كانت سمية بنت خياط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار


صبرها وفداؤها :
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً ،وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم نور الله-عزوجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت آية في شأن عمار في قوله عزوجل: (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! قال: كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم

وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عزوجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء
عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة

استشهادها :
نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.فأصبحت أول شهيدة في الإسلام
ولمّا قُتِلَ أبوجهل يوم بدر قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعمّار بن ياسر :( قَتَلَ الله قاتل أمِّك )

وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها
هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين.. رضي الله عنها وأرضاها وجمعنا بها في مستقر رحمته


المصدر : الشبكة النسائية العالمية

...يتُبع

أمــة الله
20.05.2009, 14:53
أختي الحبيبة


هذا ثبات أم عمار على دينها في وجه من أرادوا إمالتها وردها عنده..حتى بذلت دمها وروحها فداء له ..
فأين ثباتنا نحن عليه في وجه من يريد صدنا وإمالتنا عن ديننا تحت شعارات التغريب والتذويب ودعاوى التحرر والتقدم ؟!
أليس لنا في أمنا سمية عبرة وعظة ومثال يحتذى ؟
ألا نصبر على تكاليف شرعنا السمح القويم الوسط .. حتى يكتبنا الرحمن مع الصابرات الثابتات المرابطات المحتسبات ؟

اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات وقوي عزائمنا وارفع هممنا وثبت يقيننا بك واعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعلنا من القابضات
على الجمر ، ومن أوفر عبادك عندك حظا ونصيبا وألحقنا بأمنا سمية بنت خياط مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

..يًتبع

نوران
20.05.2009, 17:42
ما شاء الله لا قوة إلا بالله كأنك قرأت أفكاري
كنت أتمنى سلسلة في هذا الموضوع وأرى أنَّها أيضا نيَّتك أليس كذلك
بوركت غاليتي ونعم العاملة لدينها أنت يا نور المنتديات الاسلامية
زادك الله علما وفضلا وتوفيقا

أمــة الله
20.05.2009, 22:26
ما شاء الله لا قوة إلا بالله كأنك قرأت أفكاري
كنت أتمنى سلسلة في هذا الموضوع وأرى أنَّها أيضا نيَّتك أليس كذلك
بوركت غاليتي ونعم العاملة لدينها أنت يا نور المنتديات الاسلامية
زادك الله علما وفضلا وتوفيقا


وفيكِ بارك المولى عز وجل أختي الغالية نوران
أن شاء الله نيتي أن أكتب سلسلة حول سيرة الصحابيات المجاهدات الصابرات رضي الله عنهن أجمعين
أختي الحبيبة بإمكانك المشاركة والإضافة يدا بيد أن شاء الله لنكمل هذا العمل
أسأل الله أن يتقبله منا ويجعله في ميزان حسناتنا وخالصاً لوجهه الكريم
تشرفت بمرورك العطر
سلمت يمينك على باقتك الجميلة العطرة
أحبك الذي أحببتني فيه

أمــة الله
20.05.2009, 22:31
أم الدحداح الأنصارية

أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام
وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا الزائل.

- أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث
كانت ممن ناله شرف الدخول في الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.


- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.


- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).

فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح
وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول :

هداك الله سبـل الرشاد....إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائـط بالوداد..... فقد مضى قرضاً إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي..... بالطوع لا منٍٍ ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد.....ارتحلي بالنفـس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد......قدمه المـرء إلى المعاد

قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:

بشرك الله بخيـر وفرح.... مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيـالي ومنـح ....بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كـدح.....طول الليالي وعليه مااجترح


ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).

- وكان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه، واستشهد أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً

صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني ، ص 193



...يتُبع

أمــة الله
20.05.2009, 22:41
أم محجن .. درس لا ينسى


لاتحقري من عمل الخير شيئاً مهما قل واعلمي أنك مدعوة لأداء دورك
في البذل والتضحيه لبناء صرح الإسلام العظيم

ولا يغيبنّ عن بالك ولو لحظة واحدة ما يكيده لكِ أعداء الإسلام ، فهم يريدون أن يصرفوك
عن مهمتك الشريفة ويحبطون جهودك في خدمة الدين وبناء الأمة .

ولا تبرري تقاعسك بأنك ضعيفة ولا تملكين حيلة في المساهمة في خدمة المجتمع
الإسلامي ، فهذه المبررات من إيحاءات شياطين الإنس والجن .

وهانحن نضع بين يديك سيرة تلك الصحابية العجوز السوداء التي ضربت لنا أروع المثل وأجمل العبر
فكانت درساً للمسلمات على مدار التاريخ وبجهدها المتواضع الذي يعده البعض أقل من القليل ,,,

فهلموا معنا أخوة الإيمان لنعرف من تكون أم محجن ؟

إنها إمرأة سوداء وهي من أهل المدينة .. كانت رضي الله عنها مسكينة ذات بنية ضعيفة
ولذا كانت تحظى باهتمام الرسول القائد صلوات الله عليه وسلامه
لأنه كان يعود المساكين ويسأل عنهم ، ويؤاكلهم ..


وكانت رضي الله عنها تدرك أن عليها واجباً تجاه عقيدتها ومجتمعها الإسلامي
فماذا عساها أن تفعل وهي عجوز ضعيفة ..؟؟؟


إنها لم تتردد ولم تتقاعس ، ولم تترك مجالاً لليأس إلى قلبها
فاليأس لا يعرف إلى قلوب المؤمنين سبيلاً ..


وهكذا هداها إيمانها لتؤدي دورها فتقوم بالتقاط الخرق والقذى والعيدان من المسجد ، وتلقي بالكناسة في أماكنها ، فتحافظ على نظافة بيت الله ، ذلك البيت ذو الأهمية الكبرى في الإسلام ، فهو جامعة تخرج الأبطال والعلماء ، وهو برلمان يعقد في اليوم خمس مرات للتشاور والتفاهم والتحاب ، كما أنه معهد للتربية العلمية الأساسية في بناء الأمم .


هكذا كان المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وظل كذلك في عهد أصحابة
وهكذا يجب أن يكون اليوم وحتى قيام الساعة.

ومن أجل ذلك لم تضن أم محجن رضي الله عنها بجهدها المتواضع ، وهو غاية مايمكن أن تقدمة _ ولم تحتقر مهمة التقاط القمامة لتهيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبة الجو النظيف في مؤتمرهم العالمي الدائم الانعقاد .

واستمرت أم محجن رضي الله عنها تؤدي مهمتها إلى أن وافتها المنية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاحتملها الصحابة رضوان الله عليهم بعد العتمة ، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نام فكرهوا أن يوقظوه ، فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الغرقد .

ولما كان الصباح افتقدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، فسأل الصحابة عنها فقالوا : قد دفنت يارسول الله ، وقد وجدناك نائماً ، فكرهنا أن نوقظك ، قال : " انطلقوا " فانطلق يمشي ومشوا معه ، حتى أروه قبرها . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوا وراءه ، فصلى عليها ، وكبر أربعاً ...
وقد قال صلى الله عليه و سلم : " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم " .

فرحم الله أم محجن رضي الله عنها فقد أدت رسالتها رغم ضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس ..
أدت الرساله للناس أجمع فكان لها أعظم الأثر في نفوس من تدبر وتفكر في قصتها ..

فحين يسلك الإنسان طريق الإسلام فلا مجال للتهاون أو التراخي .. فخير الأعمال أدومها وإن قلّ.


المصدر : موقع واحة المرأة

.....يُتبع

نوران
21.05.2009, 19:39
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أختي الحبيبة بإمكانك المشاركة والإضافة يدا بيد أن شاء الله لنكمل هذا العمل
أسأل الله أن يتقبله منا ويجعله في ميزان حسناتنا وخالصاً لوجهه الكريم

امين
يمكنك حبيبتي وضع اسماء من ستقومين بإضافتهم أو ارسالهم لي فاقوم بإذن الله تعالى بالإضافة اليهم
حتى نتجنب التكرار وتزداد الفائدة بإذن الله تعالى

أمــة الله
27.05.2009, 16:55
يمكنك حبيبتي وضع اسماء من ستقومين بإضافتهم أو ارسالهم لي فاقوم بإذن الله تعالى بالإضافة اليهم
حتى نتجنب التكرار وتزداد الفائدة بإذن الله تعالى
حاضر غاليتي سأبعث لكِ الرابط على الخاص
سلمت يمينك وبارك الله فيكِ وجعل الله مجهوداتك في موازين حسناتك

أمــة الله
27.05.2009, 17:07
الزوجة الوفية زوجة أيوب



زوجة صابرة أخلصت لزوجها، ووقفت إلى جواره فى محنته حين نزل به البلاء
واشتد به المرض الذى طال سنين عديدة
ولم تُظْهِر تأفُّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة.

إنها زوجة نبى اللَّه أيوب - عليه السلام - الذى ضُرب به المثل فى الصبر الجميل
وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى اللَّه، والارتكان إلى جنابه.



وكان أيوب - عليه السلام - مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسط اللَّه له فى رزقه، ومدّ له فى ماله، فكانت له ألوف من الغنم والإبل، ومئات من البقر والحمير، وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة ،وكان له عدد كبير من العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب -عليه السلام- بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على الفقراء والمساكين .


وأراد اللَّه أن يختبر أيوب فى إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أول مانزل عليه ضياع ماله وجفاف أرضه ؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبق لأيوب شيء يلوذ به ويحتمى فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب، ولسان حاله يقول فى إيمان ويقين : عارية اللَّه قد استردها، ووديعة كانت عندنا فأخذها، نَعِمْنَا بها دهرًا، فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فله الحمد معطيا وسالبًا، راضيا وساخطًا، نافعًا وضارا، هو مالك الملك يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء . ثم يخرُّ أيوب ساجدًا لله رب العالمين .


ونزل الابتلاء الثاني، فمات أولاده، فحمد اللَّه -أيضًا- وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل الابتلاء الثالث بأيوب -
فاعتلت صحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه على الرغم من ذلك ما ازداد إلا إيمانًا، وكلما ازداد عليه المرض؛ ازداد شكره لله.


وتمر الأعوام على أيوب - عليه السلام - وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه، ووهن عظمه، وأصبح ضامر الجسم، شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم. وازداد ألمه حينما بَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا زوجته العطوف تلك المرأة الرحيمة الصالحة التى لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها، واعتنت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من مخاوف فراقه وموته. وظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة،ً تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست .


ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًا بقوله : لماذا يفعل اللَّه هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟ فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت فى خدمة زوجها أيام المرض سبع سنين، حتى طلبت منه أن يدعو اللَّه بالشفاء، فقال لها: كم مكثت فى الرخاء؟ فقالت: ثمانين . فسألها: كم لبثتُ فى البلاء؟ فأجابت: سبع سنين .


قال: أستحى أن أطلب من اللَّه رفع بلائي، وما قضيتُ منِه مدة رخائي. ثم أقسم أيوب - حينما شعر بوسوسة الشيطان لها - أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه اللَّه، ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأس الشيطان، ويرفع ما فيه من نصب وعذاب، قال تعالي: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص : 41].


فلما رأى اللَّه صبره البالغ، رد عليه عافيته ؛حيث أمره أن يضرب برجله، فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح جسمه وصلح بدنه، وذهب عنه المرض، قال تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب)[ص:41-43] .


ومن رحمة اللَّه بهذه الزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ حزمة بها مائة عود من القش، ويضربها بها ضربةً خفيفةً رقيقةً مرة واحدة ؛ ليبرّ قسمه، جزاء له ولزوجه على صبرهما على ابتلاء اللَّه (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص: 44] .

..يُتبع

أمــة الله
28.05.2009, 08:53
الملكة المؤمنة
( آسيا بنت مزاحم )


نشأتْ ملكة فى القصور، واعتادتْ حياة الملوك، ورأَتْ بطش القوة، وجبروت السلطان، وطاعة الأتباع والرعية،
غير أن الإيمان أضاء فؤادها، ونوَّر بصيرتها، فسئمتْ حياة الضلال، واستظلتْ بظلال الإيمان، ودعتْ ربها أن ينقذها من هذه الحياة،فاستجاب ربها دعاءها، وجعلها مثلا للذين آمنوا،

:1: : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11]وقال رسول اللَّه (: "أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية" [أحمد].

إنها آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون- التى كانت نموذجًا خلّده القرآن للمؤمنة الصادقة مع ربها،
فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعتْه دون خوف من الباطل، وظلم أهله، فلقد آمنت باللَّه إيمانًا لا يتزعزع ولايلين،
ولم تفلح تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها، أو إبعادها عن طريق الحق والهدي.

لقد تاجرتْ مع اللَّه، فربحَتْ تجارتها، باعتْ الجاه والقصور والخدم، بثمن غال، ببيتٍ فى الجنة، وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر المؤمنين.)
وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللَّه عنها - فى قصة موسى - عليه السلام - حينما أوحى اللَّه إلى أُمِّه أن تُلْقيه فى صندوق،
ثم تلقى بهذا الصندوق فى البحر، وفيه موسى، ويلْقِى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ عليه قصر فرعون ؛
فأخذته الجواري، ودخلن به القصر، فلما رأت امرأة فرعون ذلك الطفل فى الصندوق؛ ألقى الله فى قلبها حبه، فأحبته حبَّا شديدًا
وجاء فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا؛ ليكون فيه العوض عن حرمانها من الولد.
وهكذا مكن اللَّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون،

:1:: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِ ولا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ.
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ.
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص 7-9] .


وكانت السيدة آسية ذات فطرة سليمة، وعقل واعٍ، وقلب رحيم، فاستنكرت الجنون الذى يسيطر على عقل زوجها
ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.
وحينما شَبَّ موسى وكبر، ورحل إلى "مدين"، فرارًا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى مصر مرة أخرى
- بعد أن أرسله اللَّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين بدعوته .

ولم يخْفَ على فرعون إيمان زوجته باللَّه، فجن جنونه، فكيف تؤمن زوجته التى تشاركه حياته، وتكفر به،
فقام بتعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته، وتتبع عدوه، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه،
لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .


وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها،وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب،ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله .

فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة،
فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة الخالدات.

وصدق رسول اللَّه :4:(حين قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران،
وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" [البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة].


..يُتبع

نوران
28.05.2009, 09:34
http://img182.imageshack.us/img182/9540/13972006041422rq0.gif

كافلة خير يتيم
أم الإيمان

(فاطمة بنت أسد رضي الله عنها )

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

فاطمة بنت أسد ولدت في مكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9) المكرمة.

وقد نشأت السيدة فاطمة فى بيت من أشرف بيوت قريش وأعزها، فأبوها هو "أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي"، وأمها "فاطمة بنت قيس"


زوجة ابن عمها أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) وكانت أول أمرأة هاشمية تتزوج رجل هاشمي


انقرض ولد أسد بن هاشم إلا من ولد ابنته فاطمة وكان لها ستة أبناء

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif


أولادها:



طالب

عقيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84)
جعفر الطيار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A% D8%A7%D8%B1)
علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8)
بناتها :

ام هاني زوجة أبو وهب هبيرة ابن عمرو بن عامر المخزومي.
جمانه تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد الملك هاجرت إلى المدينة وتوفيت هناك.


وكانت كأم لمحمد بن عبد الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) رسول الله :4: منذ صغره. وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، :4:

(؛ حيث كانت ترعاه رعاية خاصة، فقد كانت تشعر باليُتْم الذي يعانيه حتى إنها كانت تفضله على أبنائها.)

وقد تركت معاملتها فى نفس النبي :4: -وهو طفل- أبلغ الأثر، فكان الحبيب :4: يحبها ويحترمها ويناديها بامي.

فقد كانت حميدة الأخلاق، عميقة الإيمان، صافية النية، مما جعلها تترك أثرًا بالغًا -أيضًا- فى نفوس أبنائها،

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء.

وظلت فاطمة رضي الله عنها تمارس دورها بعد وفاة زوجها أبى طالب،

وكافحت فى سبيل توطيد دعائم الدين الحنيف.

هاجرت إلى المدينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9) المنورة و كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه :4: من مكّة إلى المدينة على قدميها،

فسمعت فاطمة رسول اللَّه :4: وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: واسوأتاه،

فقال لها رسول اللَّه :4: فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية.

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

كانت أول أمرأة بايعت رسول الله :4: بعد نزول آية « يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك... )الممتحنة

وكان على :5: يقول لها -بعد أن تزوج فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالمدينة-:

يا أمى اكفِ فاطمة بنت رسول اللَّه ( سقاية الماء، والذهاب فى الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحن والعجن. [الطبراني]

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

توفيت رضي الله عنها في السنة الرابعة للهجرة النبوية ودفنت في مقبرة البقيع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D9%8A%D8%B9).


لما تُوفِّيت دخل عليها النبي :4: وجلس عند رأسها، وقال:

( "رحمك اللَّه يا أمي، كنت أُمي، تجوعين وتشبعينني، وتعرّيْنَ وتكسينني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني، تريدين بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة" )

ثم أمر أن تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللَّه :4: بيده، ثم خلع قميصه، فألبسها إياه، وكفنها،

ولما حُفِر قبرها وبلغوا اللَّحد حفره النبي :4: ( بيده ) وأخرج ترابه، فلما فرغ، دخل فاضطجع فيه ثم قال:

"اللَّه الذي يحيى ويميت، وهو حى لايموت، اللّهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد، ولقِّنها حجتها، ووَسِّعه عليها بحق نبيك والأنبياء من قبلي، فإنك أرحم الراحمين".

ثم كبَّر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد ومعه العباس وأبو بكر الصديق يساعدانه. [الطبراني].


وعندما سأله الصحابة: ما رأيناك صنعتَ بأحد ما صنعتَ بهذه، قال :4::

" إنه لم يكن بعد أبى طالب أبرّ بى منها، وإنما ألبستُها قميصى لتُكْسَى من حُلل الجنة، واضطجعتُ فى قبرها لأُهَوِّنَ عليها عذاب القبر" [الطبراني].

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif


هذه هي السيدة "فاطمة بنت أسد" رضي الله عنها كافلة خير يتيم على وجه الأرض الخلوقة والمجاهدة الصابرة المحتسبة

أم الشهيدين جعفر الطيار :5: وأمير المؤمنين علي :5:

وجدة السبطين الشهيدين الحسن :5: والحسين :5: سيدا شباب أهل الجنَّة

وهذه هي منزلتها عند رسول اللَّه :4:


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

أمــة الله
02.06.2009, 17:24
زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد

زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيداسمها ونسبها:هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه، أم الأمين العباسي.اسمها أمة العزيز، وغلب عليها لقبها زبيدة قيل: كان جدها المنصور يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة ! فغلب عليها الاسم.وينسب إليها عين زبيدة في مكة التي جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان شرقي مكة، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة.

حياتها:
تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد.كانت تحب ابنها محمد الأمين حباً جما, وهذا جعلها تهيئ له الخلافة من بعد أبيه, لكن الرشيد كان يهيئ ويريد أن يكون خليفة المسلمين من بعده ابنه المأمون, ولكن زبيدة لم توافق على ما كان يريد الرشيد فغضبت منه وذهبت إليه تعاتبه على هذا الأمر الذي كان يريد, وعندما أخذت تعاتبه قال لها الرشيد:"ويحك إنما هي أمة محمد ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقاً بعنقي وقد عرفت ما بين ابني وابنك ليس ابنك يا زبيدة أهلاً للخلافة ولا يصلح للرعية "


.فقالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد ليس بكبير سفيه ولا صغير فيه، أسخى من ابنك نفساً، وأشجع قلباً. فقال الرشيد: ويحك إن ابنك لأحب إلى لأنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان لها أهلاً وبها مستحقاً ونحن مسؤلون عن هذا الخلق ومأخوذون بهذا الانام، فما أغنانا أن نلقى الله بوزرهم وننقلب إليه بإثمهم فاقعدي حتى أعرض عليك ما بين ابني وابنك.أجرى هارون الرشيد الاختبار بين الأمين والمأمون فاستدعى المأمون أولاً. ولما وصل إلى باب المجلس سلم على أبيه ثم وقف طويلاً مطأطأ الرأس، حتى أذن له الرشيد بالجلوس والكلام .جلس وحمد الله تعالى ثم استأذن الرشيد بأن يقترب فأذن له بذلك, اقترب وقبل أطرافه ويدي زبيدة، ثم رجع إلى مكانه وحمد الله على رضى أبيه حسن رأيه فيه


فقال الرشيد:
يا بني إني أريد أن أعهد إليك عهد الإمامة وأقعدك مقعد الخلافة فإني قد رأيتك لها أهلاً وبها حقيقاً, فبكى وصاح المأمون يسأل الله العافية لوالده, ثم قال: يا أبتاه أخي أحق مني وابن سيدتي و لا أخال إلا أنه أقوى على هذا الأمر مني وأشد استطلاعا عرض الله لك ما فيه الرشاد والخلاص، وللعباد الخير والصلاح, ثم أستأذن للخروج فأذن له الرشيد. وبعد ذلك استدعى الرشيد ابنه الأمين فأول ما فعله الأمين أن دخل على أبيه دون أن يستأذن وهو يتبختر في مشيته حتى وصل إلى كرسي العرش إلى أبيه.فبدأ الرشيد بسؤاله: ما تقول يا بني أن أعهد إليك, فرد على الفور: ومن أحق بذلك مني يا أمير المؤمنين؟ فصرفه أمير المؤمنين هارون الرشيد وقال لزبيدة: كيف رأيت؟

فقالت: يا أمير المؤمنين: أبنك أحق بما تريد. فرد الرشيد: فإذا أقررت بالحق وأنصفت فأنا أعهد إلى ابني ثم إلى ابنك.وهناك أيضاً ما يدل على حبها الكبير لأبنها فقد بعثت ذات يوم بجاريتها إلى مدرس ابنها الكسائي الذي كان يقسو عليه, فقالت له الجارية ما أمرتها زبيدة أن تقوله وهو: ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادي و قرة عيني وأنا أرق عليه رقة شديدة, والدليل الآخر على حبها للأمين عندما توفيت الفطيم زوجة الأمين حزن عليها حزناً شديداً وبلغ أم جعفر زبيدة بذلك فقالت إلى أمير المؤمنين. فذهبت إليه فاستقبلها. و قال لها: يا سيدتي ماتت فطيم .فقالت:نفسي فداؤك لا يذهب بك اللهف ففي بقائك ممن قد مضى خلف

عوضت موسى فهانت كل مرزئة ما بعد موسى على مفقودة أسف
وقالت له: أعظم الله أجرك ووفر صبرك وجعل العزاء عنها ذخرك .

أما الأمين فكان يرد على حنان وعطف أمه بتعظيمها وتبجيلها, وكانت الشجاعة من صفات الأمين والدليل على ذلك ما قاله لزبيدة عندما كان العدو محيطاً به: إنه ليس بجزع النساء وهلعهن عقدت التيجان، والخلافة سياسة لاتسعها صدور المراضع وراءك .

وقالت زبيدة في رثائه:
أودى بألفين من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الباسا
لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب والراسا
فبت متكئــأً ارعى النجوم له اخال سنته في الليل قرطاسا
والموت كان به والهم قارنه حتى سقاه التي أودي بها الكاسا
رزئته حين باهيت الرجال به وقد بنيت به للدهر آساسا
فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يرد علينا قبله ناسا

وفي أن زبيدة أمرت أبو العتاهية بكتابة أبيات على لسانها للمأمون

ألا إن صرف الدهر يدني ويبعد ويمتع بالآلاف طورا ويفقد
أصابت بريب الدهر مني يدى فسلمت للاقدار والله أحمد
وقلت لريب الدهر إن هلكت يد فقد بقيت والحمد لله لي يد
إذا بقي المأمون لها فالرشيد لي ولي جعفر لم يفقدا ومحمد


وعند قراءة المأمون للأبيات أرسل في الطلب إليها وقال لها: من قائل هذه الأبيات ؟ قالت : أبو العتاهية. قال: وكم أمرت له؟قالت: عشرون ألف درهم.قال: وقد أمرنا له بمثل ذلك. واعتذر إليها من قتل أخيه محمد. وقال: لست صاصيه ولا قاتله؟ فقالت: يا أمير المؤمنين إن لكما يوما تجتمعان فيه وأرجو أن يغفر الله لكما إن شاء الله, وأخذ المأمون يزيد في كرمه على زبيدة وأسرتها فكان يعطيها كل سنة مائة ألف دينار وألف ألف درهم, وكانت تعطي أبا العتاهية مائة دينار وألف درهم, وأن نسيته سنه كتب إليها يقول:
خبروني ان في ضرب السنه جددا بيضا و صفرا حسنه
سككا قد أحدثت لم أرها مثل ما كنت أرى كل سنه

فكانت ترد زبيدة و تقول: إنا لله أغفلناه فوجهت إليه بوظيفة.


صفاتها وأعمالها:
قال ابن بردي في وصفها:
أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً، لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء. ومن صفاتها أيضا أنها كانت ذات عقل وفصاحة ورأي وبلاغة, ومثال فضلها في العمران عندما حجت بيت الله تعالى سنة 186 هجرية، أركت ما يعانيه أهل مكة من تعب في سبيل الحصول على ماء للشرب فدعت خازن أموالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد.وقالت له: اعمل ولو كلفت ضربة الفأس ديناراً .فاحضر خازن المال أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال. ثم أوصلوه بعين حنين بمكة.


فأسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخر ، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل وعرفت العين باسم عين الشماش, وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك.وهناك وصف اليافعي لعين الشماش في القرن الثامن للهجرة فقال:" إن آثارها باقية ومشتملة على عمارة عظيمة عجيبة مما يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة ذات بنيان محكم في الجبال تقصر العبارة عن وصف حسنه وينزل الماء منه إلى موضع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جداً لا يوصل إلى قراره إلا بهبوط كالبير يسمونه لظلمته يفزع بعض الناس إذا نزل فيه وحده نهاراً فضلاً عن الليل.ومن الأطباء الذين كانت تعطف عليهم جبريل الذي منحته راتباً شهرياً، وقدره خمسون ألف درهم. . .


وكانت صاحبة اليد البيضاء بعطفها على الفقراء والمساكين, وقدر لها مئة جارية يحفظن القرآن, ويقال إنه من شدة قراءتهم للقرآن كان يسمع لهم في قصرها دوي كدوي النحل, وقد كان لها الدور الكبير في تطور الزي النسائي في العصر العباسي.وهناك حادثة تدل على فصاحة الكلام, وهي أن بعث إليها مرة من أحد عمالها كتاب فردته إليه وبه ملاحظة تقول: (أن اصلح كتابك وإلا صرفناك) فتعجب العامل لذلك وأقلقه الأمر, لأنه لم يستطع معرفة موضع الخطأ وعرض كتابه على أصحاب الفصاحة والبلاغة فقالوا له : إنك تدعو لها في كتابك وتقول: أدام الله كرامتك، وذلك دعاء عليها وليس لها, لأن كرا مة النساء بدفنهن فعرف العامل الخطأ وأصلحه, ثم عاد وأرسله لها فقَبِلته.وكانت زبيدة أول من اتخذ الآلة من الذهب والفضة المكللة بالجوهر, وهي أول من اتخذ الشاكرية والخدم والجواري يختلفون على الدواب في جهاتها ويذهبون برسائلها وكتبها, وهي أيضاً أول من اتخذ القباب من الفضة والآبنوس والصندل والكلاليب من الذهب والفضة ملبسة بالوشي والسمور وأنواع الحرير الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.


وفاتها:
توفيت في بغداد في جمادى الأول سنة 216 هجرية الموافق 831م .

رثاها مسلم بن عمرو الخاسر الشاعر البصري.تحليل بعض شعر زبيدة:تدور هذه الأبيات حول رثاء زبيدة لابنها الأمين
أودى بألفين من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الباسا

ففي الشطر الأول من البيت توضح الشاعرة شجاعة وبسالة ابنها وذلك في قتل ألفا شخص والكلمة الدالة على شجاعة ابنها وتؤكد على شجاعة كلمة (الناسا) وهذا يدل على بسالة وشجاعة ابنها في المعركة وعدم تركه لأي عدو. أما في الشطر الثاني فالشاعرة تخاطب و تطلب من ابنها المقتول مسامحة قاتله ومن قلبه وهو أخيه.

والكلمة الدالة على طلب المسامحة ( فامنح ) وكلمة (الباسا).
لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب والراسا

أما في البيت الثاني فتوضح الشاعرة مشاعر الحزن والألم وهي ترى الموت القريب من ابنها وهو يتجه نحوه، وهي غير قادرة على فعل أي شيء وسهام الموت هذه قد أصبن من المأمون وسط القلب والرأس والكلمة التي تدل على مكان الإصابة " سواد القلب والراسا, ولقد أحسن القاتل في اختيار موقع هدف فهذين المكانيين يصعب على الشخص أن ينجو إذا أصيب فيهما. فبت متكئا أرعى النجوم له أخال سنته في الليل قرطاساأما في هذا البيت فالشاعرة تصور حالها بعد مقتل ابنها ففي الشطر الأول من البيت تقول الشاعرة أنها أصبحت تراقب النجوم وهي تفكر فيه وكلمة ( متكئا ) تدل على كثرة الوقوف و عدم احتمال الوقوف ثم الاتكاء والاستناد .أما في الشطر الثاني تصور الشاعرة و تشبه رؤيتها إليه في نومه مثل القرطاس و هذا في مخيلتها فقط من كثرة الانتظار .


والموت كان به والهم قارنه حتى سقاه التي أودي بها الكاسافي هذا البيت توضح الشاعرة و تصف حياة ابنها و تقول أن الموت كان مصيره عند ما خلق و الهم و الحزن من أقرانه الذين لا يفارقونه حتى ذاق مرارة الموت وشرب من كأسها ويقصد من الشطر الثاني وهو شرب كأس الموت . رزئته حين باهيت الرجال به وقد بنيت به للدهر آساساأما في البيت الثاني فتقول الشاعرة ما فعل لها ابنها وما فعلته هي له.في الشطر الأول توضح الشاعرة حب ابنها إليها ومساعدته لها في مصائبها حتى أصبحت تتفاخر به و تقارنه بين الرجال وهو أفضلهم و كلمة ( باهيت ) تدل على الافتخار والاعتزاز بابنها بين الرجال.أما في الشطر الثاني ما الذي قد أعدته له.لقد مهدت إليه العرش وعملت على إرضاء أبيه منه للوصول للخلافة, لكن ما قد تصورته وما توقعته لم يتحقق وهنا ينطبق عليها المثل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. .


فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يرد علينا قبله ناساأما في البيت الأخير فتؤكد حقيقة معروفة.في الشطر الأول تقول إنه ما من ميت يرد مرة أخرى إلى أهله مهما فعلوه لإعادته وكلمة أبدا تدل على تأكيد عدم الرجوع مرة أخرى.في الشطر الثاني تقول الشاعرة أن ليس من الممكن رجوع من مات ولو أنه ممكن كان يرد من مات قبله وبكت عليهم .


الخصائص:
لقد أكثرت الشاعرة من استخدام الأفعال الماضية مثل (رأيت )و( سقاه) وهي أفعال تفيد الثبوت.وهناك في القصيدة تقديم للجار والمجرور ( وقد بنيت له للدهر آساسا) وهذا يدل على أهمية المتقدم . واستخدمت أيضاً أسلوب التأكيد الذي يؤكد فكرتها ويدعمها, وأسلوب الشاعرة أسلوب إنشائي وهو الخطاب. وهناك أيضاً تكرار لبعض الألفاظ مثل ( الموت).

المصدر: (http://www.yabeyrouth.com/pages/index1294.htm)

فرحمة الله عليها.

نوران
03.06.2009, 05:01
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/1458albshara.gif
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المتوكلة

(أم موسى :3:)

http://vpc6ow.blu.livefilestore.com/y1pFgwLY4IUnLazeIwYy5wbnUH4MLRsfPeXyJwamjFM7ZqNKkn MnUxVeuGK7SNCU4L2UxsX6uCP22Y/flower6612.gif

تحت صرخات امرأة ذُبح ابنها، فتحت أيارخا زوجة عمران الباب، بعد أن ابتعدت أقدام جنود فرعون، واختفت ضحكاتهم الوحشية،

ومضت إلى جارتها، التى كانت أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، تخفف عنها آلامها، وتواسيها فى أحزانها.

كان بنو إسرائيل فى مصر يمرون بأهوال كثيرة، فقد ضاق بهم "فرعون"، وراح يستعبدهم ويسومهم سوء العذاب؛ نتيجة ما رأى فى منامه من رؤيا أفزعته،

فدعا المنجِّمين لتأويل رؤياه، فقالوا: سوف يولد فى بنى إسرائيل غلام يسلبك المُلك، ويغلبك على سلطانك، ويبدل دينك. ولقد أطل زمانه الذى يولد فيه حينئذٍ.

ولم يبالِ فرعون بأى شيء سوى ما يتعلق بملكه والحفاظ عليه، فقتل الأطفال دون رحمة أو شفقة، وأرسل جنوده فى كل مكان لقتل كل غلام يولد لبنى إسرائيل .

وتحت غيوم البطش السوداء، ورياح الفزع العاتية، وصرخات الأمهات وهن يندبن أطفالهن الذين قُتِلوا ظلمًا، كان الرعب يسيطر على كيان زوجة عمران، ويستولى الخوف على قلبها،

فقد آن آوان وضع جنينها وحان وقت مولده فى العام الذى يقتل فرعون فيه الأطفال.


واستغرقت فى تفكير عميق، يتنازع أطرافه يقين الإيمان ولهفة الأم على وليدها، ووسوسة الشيطان الذى يريد أن يزلزل فيها ثبات الإيمان،

لذلك كانت تستعين دائمًا باللَّه، وتستعيذ به من تلك الوساوس الشريرة .

http://vpc6ow.blu.livefilestore.com/y1pFgwLY4IUnLazeIwYy5wbnUH4MLRsfPeXyJwamjFM7ZqNKkn MnUxVeuGK7SNCU4L2UxsX6uCP22Y/flower6612.gif
ولما أكثر جنود فرعون من قتل ذكور بنى إسرائيل قيل لفرعون: إنه يوشك إن استمر هذا الحال أن يموت شيوخهم وغلمانهم، ولا يمكن لنسائهم أن يقمن بمايقوم به الرجال من الأعمال الشاقة فتنتهى إلينا،

حيث كان بنو إسرائيل يعملون فى خدمة المصريين فأمر فرعون بترك الولدان عامًا وقتلهم عامًا،

وكان رجال فرعون يدورون على النساء فمن رأوها قد حملت، كتبوا اسمها، فإذا كان وقت ولادتها لا يولِّدها إلا نساء تابعات لفرعون . فإن ولدت جارية تركنها،

وإن ولدت غلامًا؛ دخل أولئك الذباحون فقتلوه ومضوا.

ولحكمة اللَّه -تعالى وعظمته- لم تظهر على زوجة عمران علامات الحمل كغيرها ولم تفطن لها القابلات ،

وما إن وضعت موسى - عليه السلام- حتى تملكها الخوف الشديد من بطش فرعون وجنوده، واستبد بها القلق على ابنها موسى،

وراحت تبكى حتى جاءها وحى اللَّه عز وجل آمرًا أن تضعه داخل صندوق وتلقيه فى النيل.

:1:: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص :7].

وكانت دار أم موسى على شاطئ النيل، فصنعت لوليدها تابوتًا وأخذت ترضعه، فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه، ذهبت فوضعته فى التابوت، وسَـيرَتْـهُ فى البحر، وربطته بحبل عندها.

وذات يوم، اقترب جنود فرعون، وخافت أم موسى عليه، فأسرعت ووضعته فى التابوت، وأرسلته فى البحر، لكنها نسيت فى هذه المرة أن تربط التابوت،

فذهب مع الماء الذى احتمله حتى مرَّ به على قصر فرعون.

http://vpc6ow.blu.livefilestore.com/y1pFgwLY4IUnLazeIwYy5wbnUH4MLRsfPeXyJwamjFM7ZqNKkn MnUxVeuGK7SNCU4L2UxsX6uCP22Y/flower6612.gif

وأمام القصر توقف التابوت، فأسرعت الجوارى وأحضرنه، وذهبن به إلى امرأة فرعون، فلما كشفت عن وجهه أوقع اللَّه محبته فى قلبها، فقد كانت عاقرًا لا تلد.

وذاع الخبر فى القصر، وانتشر نبأ الرضيع حتى وصل إلى فرعون، فأسرع فرعون نحوه هو وجنوده وهمّ أن يقتله، فناشدته امرأته أن يتركه،

:1:: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 9].


كاد قلب أم موسى أن يتوقف، فهى ترى ابنها عائمًا فى صندوق وسط النهر، ولكنَّ الله صبرها، وثبتها، وقالت لابنتها: اتبعيه، وانظرى أمره، ولا تجعلى أحدًا يشعر بك.

وكان قلبها ينفطر حزنًا على مصير وليدها الرضيع الذى جرفه النهر بعيدًا عنها

:1: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص: 10-11].


فرحت امرأة فرعون بموسى فرحًا شديدًا، ولكنه كان دائم البكاء، فهو جائع، ولكنه لا يريد أن يرضع من أية مرضعة، فخرجوا به إلى السوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته،

وتتابعت عليه المراضع وكل منهن ترجو أن تفوز بهذه المهمة لكن الرضيع رفض أن يرضع من أية واحدةة منهنَّ

وكانت أخته مازالت تتابع الموقف بحذر فلم يشعروا بها، فلما يئسوا من العثور على من ترضعه تقدمت منهم قائلة لهم : هل أدلكم على من يرضعه.؟ فوفقوا وذهبوا معها إلي أمها

:1:.( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَى تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص: 12-13].

http://vpc6ow.blu.livefilestore.com/y1pFgwLY4IUnLazeIwYy5wbnUH4MLRsfPeXyJwamjFM7ZqNKkn MnUxVeuGK7SNCU4L2UxsX6uCP22Y/flower6612.gif

هذا هو القدر الإلهى يظهر منه ومضات ليتيقن الناس أن خالق السَّماوات والأرض قادر على كل شيء:

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].


وما إن وصل موسى -عليه السلام- إلى أمه حتى أقبل على ثديها، ففرحت الجوارى بذلك فرحًا شديدًا، وذهب البشير إلى امرأة فرعون، فاستدعت أم موسى،

وأحسنت إليها، وأعطتها مالا كثيرًا - وهى لا تعرف أنها أمه-، ثم طلبتْ منها أن تُقيم عندها لترضعه فرفضتْ، وقالت : إن لى بعلا وأولادًا، ولاأقدر على المقام عندك، فأخذته أم موسى إلى بيتها،

وتكفلت امرأة فرعون بنفقات موسى. وبذلك رجعت أم موسى بابنها راضية مطمئنة، وعاش موسى وأمُّه فى حماية فرعون وجنوده،

وتبدل حالهما بفضل الله على أم موسى لإيمانها وصبرها .

ولم يكن بين الشدة والفرج إلا يوم وليلة، فسبحان من بيده الأمر، يجعل لمن اتقاه من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.

http://vpc6ow.blu.livefilestore.com/y1pFgwLY4IUnLazeIwYy5wbnUH4MLRsfPeXyJwamjFM7ZqNKkn MnUxVeuGK7SNCU4L2UxsX6uCP22Y/flower6612.gif

أم جهاد
03.06.2009, 11:18
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل ,وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيكن أختاي الغاليتين نورا و نوران وجل ماتكتبون في ميزان حسناتكم..
موضوع يستحق التثبيت


جزاكم الله عنا خيراً اختاى الكريمتين
سلمكن ربي ووباركَ فيكن ورزقنا واياكن مرضاته

أمــة الله
09.06.2009, 12:40
وبارك الله فيك أختي الحبيبة أم جهاد
أسعدنا مرورك العطر والطيب الذي عطر الموضوع
نسأل الله أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم

أمــة الله
09.06.2009, 12:42
أسماء بنت يزيد بن السكن.. خطيبة النساء

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلس وسط أصحابه عندما دخلت عليه الصحابية أسماء بنت الصحابي يزيد بن السكن بن رافع الأنصاري وقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي: إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك واتبعناك، وإنا معشر النساء مقصورات مُخدرات، قواعد البيوت، وموضع شهوات الرجال، وحاملات أولادكم، وإن الرجال فضلوا بالجماعات وشهود الجنائز، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه، وقال لهم: “هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه”؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، فقال: “انصرفي يا أسماء، واعلمي مَنْ وراءك من النساء أن حُسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته تعدل كل ما ذكرت !” فانصرفت، وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قاله لها رسول الله.

النشأة
نحن هنا أمام جماعة نسائية، وبعبارة الصحابية أسماء بنت يزيد “جماعة نساء المسلمين”
قامت تسعى لإنصاف النساء، بالإسلام الذي أنصف الرجال والنساء.

فمن هي أسماء بنت يزيد وكيف نشأت وتربت؟
نشأت أسماء بنت يزيد في أسرة وهبت حياتها للدفاع عن الإسلام وعن رسول الإسلام. ففي يوم أُحد حين حاول الكفار قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقف نفر من المسلمين في وجه المشركين وفي المقدمة منهم آل السكن. يقول أنس بن مالك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أُحد سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟ وتقدم الأنصار فقاتلوا حتى قتلوا.. ولم يزل الأمر كذلك حتى قتل سبعة، ومنهم زياد بن السكن عم أسماء الذي أثخنته الجراح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أدنوه مني” فوضع رأسه على قدم رسول الله فمات شهيداً وخده على قدم النبي عليه الصلاة والسلام. واستشهد في تلك المعركة أيضاً أبوها يزيد بن السكن وأخوها عامر الذي جعل جسده متراساً للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فنال الشهادة بين يدي رسول الله.

نشأت أسماء في أسرة مجاهدة قدمت أرواح أبنائها فداء للإسلام، وقد ربى الصحابي الشهيد يزيد بن السكن ابنته على هذا المنهج، وهو ما سيظهر في جهاد أسماء بعد ذلك في سبيل الله خصوصاً في معركة اليرموك حيث وقفت مع نساء المسلمين يقاتلن الروم. يقول ابن كثير: وقد قاتلت نساء المسلمين في هذا اليوم، وقتلن خلقاً كثيراً من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين ويقلن: أين تذهبون وتدعوننا للعلوج - أي للمقاتلين الروم - فإذا زجرنهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال.
ويضيف ابن حجر في الإصابة: أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها (أي خيمتها).
ويؤكد الذهبي: وقتلت - أسماء - بعمود خبائها يوم اليرموك تسعة من الروم.


فصاحة وقوة منطق
واشتهرت أسماء بالفصاحة والبيان والبلاغة وقوة المنطق حتى لقبت ب “خطيبة النساء”، فكانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء دون تردد أو خوف. بل إن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يحيلها إلى عائشة - حياء - لتوضح لها الأمور الخاصة بالنساء.

يروي البخاري أن أسماء بنت يزيد سألت رسول الله عن غُسل المحيض فقال: تأخذ إحداكن ماء وسدرتها - أي ورق شجر النبق - فتطهر بها فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكاً شديداً حتى يبلغ شؤون رأسها ثم تصب عليه الماء، ثم تأخذ فَرْصة - أي قطعة قطن - ممسكة - أي عليها المسك - فتطهر بها. فقالت أسماء: فكيف أتطهر بها؟ فظهر الحياء في وجه رسول الله وقال: سبحان الله تطهري بها.

عندئذ تدخلت عائشة لتوضح لأسماء الشغوفة بالعلم وبمعرفة أصول دينها وقالت: تتبعين بها آثار الدم. وقد استفادت أسماء من هذا الشغف بالعلم في تحصيل هدي النبي وسنته حتى أنها روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم واحداً وثمانين حديثاً. وكان النبي صلوات الله وسلامه عليه يعرف شغفها بالعلم وبتحصيل المعرفة فكان يداعبها ويجيبها عن أسئلتها.

يروي ابن عساكر أن أسماء بنت يزيد قالت: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج والنساء في جانب المسجد، وأنا فيهن، فسمع ضوضاءهن، فقال مداعباً: “يا معشر النساء، أنتن أكثر حطب جهنم”.
قالت أسماء: فناديت رسول الله، وكنت جريئة على كلامه فقلت يا رسول الله: بماذا؟ قال: “إنكن إذا أعطيتن لم تشكرن، وإذا ابتليتن لم تصبرن، وإذا أمسك عنكن شكوتن، وإياكن وكفر المنعمين”.
فقالت يا رسول الله، وما المنعمون؟ قال: “المرأة تكون تحت الرجل قد ولدت الولدين والثلاثة فتقول:
ما رأيت منك خيراً قط”.

وكانت السيدة عائشة تنظر إلى أسماء وتقول: نعم النساء نساء الأنصار
لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه.


أولى المبايعات
وكانت أسماء تفخر بأنها أول من بايع من النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها أختها حواء. وتذكر: حين جئت لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدي سواران من ذهب، فنظر النبي إلى بريق الذهب وقال: ألقي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟
قالت أسماء: فألقيتهما فما أدرى من أخذهما؟
وكانت أسماء تصر على صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنها كانت تقود ناقته العصباء لتسمع وتتعلم منه. تقول: إني لآخذ بزمام العصباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أُنزلت عليه “المائدة”
كلها، فكانت من ثقلها تدق بعض الناقة.

وكان لها السبق في رواية أحاديث مهمة حول فضل بعض آيات وسور القرآن الكريم. تقول أسماء بنت يزيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم” و”الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم” ان فيهما اسم الله الأعظم.
وقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأنزل الله فيها قرآناً فقد طُلقت أسماء ولم تكن للنساء عدة فأنزل الله عز وجل قوله تعالى “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”.
وكانت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - سيراً على منهج آل السكن - فإذا رأته أحضرت له الطعام وقالت: بأبي وأمي تعش. فيأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويشرب من قربة، فتأخذ أسماء هذه القربة وتعطرها وتحتفظ بها، تقول: كنا نسقي منها المريض، ونشرب منها رجاء البركة.


ولم تنس أسماء بنت يزيد العالمة الفقيهة الخطيبة أنوثتها، فقد اشتهر عنها أنها خبيرة في تجميل النساء وتزيينهن، وهي التي جهزت وزينت السيدة عائشة أم المؤمنين ليلة زفافها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. تقول أسماء: إني قيّنت عائشة - أي زينتها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته، فجاء فجلس إلى جوارها، أتى بقدح لبن فشرب، ثم ناولها النبي فخفضت رأسها واستحيت. فنهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت عائشة القدح فشربت شيئاً، ثم قال لها النبي: أعطي تربك (أي أصحابك) فقلت يا رسول الله، بل آخذه فأشرب منه ثم ناولنيه من يده الشريفة. تضيف أسماء: فجلست ثم وضعته على ركبتي، ثم رحت أُديره وأتبعه بشفتي وأتلمس ريق النبي صلى الله عليه وسلم.

وعاشت أسماء بنت يزيد بن السكن حتى خلافة عبد الملك بن مروان، واستقر بها المقام في الشام حين راحت تعلم الناس تعاليم الإسلام وتروي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتجاهد في سبيل الله بالسيف ومداواة الجرحى كما فعلت في اليرموك. وتوفيت رضي الله عنها عام 69 ه ودفنت في دمشق.

أمــة الله
17.06.2009, 01:37
أمهات المؤمنين: نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية - رضي اللــــه عنهــا
الصحابية الجليلة ( أم عمارة )


نسب أم عمارة وفضلها :
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار[1]، وهي أنصارية من بني مازن، وكنيتها أم عمارة. وهي أم لحبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم[2]. ولما ظهر الإسلام أسلمت[3] وبايعت[4] وشهدت أحداً والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضاة ويوم اليمامة[5] ،وبيعة الرضوان[6].

زواجهـــا:

كانت تحت وهب الأسلمي، فولدت له حبيب، ومات وهب فتزوجها زيد بن عاصم المازني فولدت له عبد الله، وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب[7]، وفي رواية تزوجها غزية بن عمرو المازني بعد ممات زيد[8].

روايتها للأحاديث ورواية الصحابة عنها ولها:

روت أم عمارة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم – عدة أحاديث منها قوله " الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة" ورواه لها أبو نعيم في كتاب الحلية، والحديث أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- نحر بدنة قياماً وقال: رحم الله المحلقين[9]، فإن ابن منده وأبو نعيم لم ينسباها، بل قالا: أم عمارة بنت كعب الأنصارية[10]. وروى عنها ابن ابنها عباد بن تميم بن زيد والحارث بن عبد الله بن كعب، وعكرمة مولى ابن عباس أنها أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: " ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرون" فنزل (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) الآية. وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجة[11].

مواقفها العظيمة في المعارك:

في معركة أُحــد:
قال الواقدي: شهدت أم عمارة أحداً، مع زوجها غزية بن عمرو، ومع ولديها حبيب وعبد الله. خرجت تسقي، ومعها الشن- أي القربة الخلق- وقاتلت وأبلت بلاءً حسناً وجُرحت اثني عشر جرحاً. وكان ضمرة بن سعيد المازني يُحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أُحداً وقالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:" لمُقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان". وكانت تراها يومئذ تُقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزةٌ ثوبها على وسطها حتى جُرحت ثلاثة عشر جُرحاً، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قئمة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها؛ فداوته سنةَ. ثم نادى منادي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى حمراء الأسد[12]؛ فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم- رضي الله عنها ورحمها[13].

وأتى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بمروط فكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمنه كذا وكذا، فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيدة. وقال أحدهم: ابعث به إلى من هو أحق به منها، أم عمارة نسيبة بنت كعب فقد سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول يوم أُحد: ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني[14]، فبعث به إليها .


بيعة العقــبة:
عن محمد بن إسحاق قال: وحضرت البيعة امرأتان قد بايعتا: إحداهما نسيبة بنت كعب، وكانت تشهد الحرب مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، شهدت معه أُحداً وخرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في خلافة أبي بكر في الردة، فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة، ورجعت وبها عشر جراحات من طعنة وجرحة[15].

حرب اليمامة:
شهدت أم عمارة قتال مسيلمة باليمامة، وذلك لما بعث خالد بن الوليد إلى اليمامة جاءت إلى أبي بكر الصديق فاستأذنته للخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله، وأوصى خالد بن الوليد بها وكان مستوصياً بها، وقد جاهدت باليمامة أجل جهاد، وجرحت أحد عشر جرحاً وقطعت يدها وقُتل ولدها[16]. ومن هنا نلاحظ ثقة أم عمارة بنفسها وحبها للجهاد، إلى جانب الأثر الذي تركته أم عمارة في نفوس الصحابة.


أم عمـــارة: من المبشرين بالجنــة:
لما أقبل ابن قميئة- لعنه الله- يريد قتل النبي- صلى الله عليه وسلم- كانت أم عمارة ممن اعترض له، فضربها على عاتقها ضربة صارت لها فيما بعد ذلك غورٌ أجوف، وضربته هي ضربات فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: لمُقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مُقام فلان وفلان. وقال: "ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني" . وقال لابنها عبد الله بن زيد:" بارك الله عليكم من أهل بيت؛ مقام أمك خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقام رَيبك- أي زوج أُمه- خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقامك خيرٌ من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل بيت"؛ قالت أم عمارة:" أدعُ الله أن نُرافقك في الجنة؛ فقال رسول : اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة؛ فقالت: ما أُبالي ما أصابني من الدنيا[17]. اللهم اجمعنا وإياهم في الجنة، اللهم آمين.


وفــاتها رضي الله عنها
توفيت أم عمارة في خلافة عمر- رضي الله عنهما[18]-
عام 13 هـ، أي ما يقارب 634 م[19].


الخــــــــاتمة
تعد أم عمارة- الصحابية الجليلة الفاضلة المجاهدة الشجاعة- شخصية نادرة بين النساء قديما وحديثا، فهي أهل للاقتداء بها؛ لما فيها من مميزات امتازت بها عن نساء عصرها وميزها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شجاعة وصبر واحتساب الأجر من الله تعالى، إلى جانب زهدها وعبادتها وحبها الشديد لله ورسوله، فدعا لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالفوز بالجنة، ولا يكون ذلك إلا عندما يفوز المرء برضوان الله تعالى ومن ثم رضوان أشرف الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليه وسلم-.

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا وإياكم بما علمنا
ويلهمنا رشدنا ويسدد خطانا، إنه هو سميع مجيب الدعاء .

غايتي ربي رضاك
17.06.2009, 07:09
http://img206.imageshack.us/img206/1017/7030da1659vp3.gif

أمــة الله
27.08.2009, 10:55
الملكة المؤمنة
( آسيا بنت مزاحم )

نشأتْ ملكة فى القصور، واعتادتْ حياة الملوك، ورأَتْ بطش القوة، وجبروت السلطان، وطاعة الأتباع والرعية، غير أن الإيمان أضاء فؤادها، ونوَّر بصيرتها، فسئمتْ حياة الضلال، واستظلتْ بظلال الإيمان، ودعتْ ربها أن ينقذها من هذه الحياة، فاستجاب ربها دعاءها، وجعلها مثلا للذين آمنوا، فقال : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].

وقال رسول اللَّه (: "أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية" [أحمد].

إنها آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون-
التى كانت نموذجًا خلّده القرآن للمؤمنة الصادقة مع ربها، فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعتْه دون خوف من الباطل، وظلم أهله، فلقد آمنت باللَّه إيمانًا لا يتزعزع ولايلين، ولم تفلح تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها، أو إبعادها عن طريق الحق والهدي. لقد تاجرتْ مع اللَّه، فربحَتْ تجارتها، باعتْ الجاه والقصور والخدم، بثمن غال، ببيتٍ فى الجنة، وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر المؤمنين.

وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللَّه عنها - فى قصة موسى - عليه السلام - حينما أوحى اللَّه إلى أُمِّه أن تُلْقيه فى صندوق، ثم تلقى بهذا الصندوق فى البحر، وفيه موسى، ويلْقِى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ عليه قصر فرعون ؛ فأخذته الجواري، ودخلن به القصر، فلما رأت امرأة فرعون ذلك الطفل فى الصندوق؛ ألقى الله فى قلبها حبه، فأحبته حبَّا شديدًا.

وجاء فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا؛ ليكون فيه العوض عن حرمانها من الولد. وهكذا مكن اللَّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون، قال تعالي: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِ ولا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ. وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص 7-9] .

وكانت السيدة آسية ذات فطرة سليمة، وعقل واعٍ، وقلب رحيم، فاستنكرت الجنون الذى يسيطر على عقل زوجها، ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.

وحينما شَبَّ موسى وكبر، ورحل إلى "مدين"، فرارًا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللَّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين بدعوته . ولم يخْفَ على فرعون إيمان زوجته باللَّه، فجن جنونه، فكيف تؤمن زوجته التى تشاركه حياته، وتكفر به، فقام بتعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج زوجته على عقيدته، وتتبع عدوه، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .

وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله
.
فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة، فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة الخالدات.

وصدق رسول اللَّه ( حين قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" [البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة].

أمــة الله
07.09.2009, 00:48
أسطورة خولة بنت الأزور
سيرة بطولية



إشراف الأستاذ : خالد خميس فــراج



خولة بنت الأزور الأسدي: شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها. وهي أخت ضرار ، توفيت أواخر عهد عثمان 35هـ.


مقدمـة
خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير .


خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا ، تستحق منا نظرة دراسة ، نظرة مراجعة ، نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم… إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور، قدوة للرجال وقدوة للنساء صغاراً وكباراً ، قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة.


ما عرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة ، وهو نزر يسير ، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعدما كبرت واشتهرت، والسبب معروف… فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها .إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة.


من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها
وهي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :


فمن ذا الذي يا قوم أشغــلكم عنا...لكــنا وقفنــا للــوداع وودعنــــا
فهـل بقــدوم الغائــبين تبشرنـــا...وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنا
وأقبــحه ماذا يريــد الـنوى مــنا...ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتــــنا
لثمنــا خفافــاً للمطــايـا وقبلنــــا...تركنـاه فــي دار العــدو ويممــنا
وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنى...إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى
وإن بعدوا عنا وإن منعوا منـــــا...ألا مخـبـر بـعـــد الــفراق يخبرنـــا
فـلو كـنــت أدري أنـه آخــر اللقـــا...ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري
لقــد كـانـت الأيـام تزهــو لقربــهم...ألا قاتـل الله الـنـــوى مــا أمــرّه
ذكــرت لـيلـي الجـمــع كـنا سـويـة...لئــن رجعوا يـومـاً إلـى دار عـزهــم
ولـم أنـس إذ قــالوا ضـرار مقيــد...فمـا هـذه الأيـام إلاّ مـعـارة
أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم...سلام على الأحباب في كل ساعـــة


وقالت أيضاً:
فكيف ينام مقروح الجفــــون
أعز علي من عيني اليميــــن
لهان عليّ إذ هو غير.هــــون
وأعلق منه بالحبل المتــــــين
فليس يموت موت المستكيـن
لبـاكـية بـمـنـسـجم هــتون
أما أبكي وقد قطعوا وتيني
أبعد أخي تلذ الغمض عينــي
سأبكي ما حييت على شقيـق
فلو أني لحقت به قتيــــلاً
وكنت إلى السلو أرى طريقا
وإنا معشر من مات منــــاً
وإنـي إن يقـال مضى ضرار
وقالـوا لـم بكـاك فقـلت مهلاً


ومن موقعاتها( في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ) أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟


وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم.


فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟


فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.


قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة


وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً.

أسر النساء
ومن مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:
نحن بنـات تبـع وحمير وضربنا في القوم ليس ينـكر
لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر


الخاتمة
في هذه السيرة البطولية عرضت نماذج مشهورة ومذكورة في الكتب عن خولة بنت الأزور وكيف شاركت في المعارك الإسلامية الكبيرة في فتوح بلاد الشام .والحقيقة تقال أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة ، ولعل السبب واضح ،حيث عاشت مثل غيرها من بنات البادية العربية عيشة متواضعة وبسيطة لم تتيسر لها وسائل التدوين والتسجيل المتناسق والمتكامل مثلما قد يتيسر لغيرها من المشاهير.


ونخلص من هذا البحث القصير إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجاً إنسانياً رائعاً يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية .


المراجع
1.عبد البديع صقر،نساء فاضلات، دار الاعتصام ، القاهرة.
2.د. علي إبراهيم حسن نساء لهن في التاريخ الإسلامي نصيب، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1981.
3.عمر رضا كحالة،أعلام النساء في عالمي العرب والمسلمين،ج 1،مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1959
4. كرم البستاني ،النساء العربيات، دار نظير عبود ، بيروت ، 1988.
5.الواقدي ،فتوح الشام، ج 1-2 ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، 1954.

أمــة الله
04.01.2010, 15:17
الشاعرة أم الشهداء
(الخنساء)



هي -أم عمرو- تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء من أشهر شاعرات العرب. وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها...وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها. وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة (اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين. ولولا أن هذا الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).

أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أعلم بالشعر منها
وكان النبي ( يستنشدها، ويعجبه شِعرها. وكان أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها: صخر، ومعاوية، وكانا قد قتلا فى الجاهلية.

عاشت أكثر عمرها فى العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام، فأسلمت، ووفدت على رسول اللَّه ( مع قومها بنى سليم .

اشتهرت بإيمانها العظيم باللَّه ورسوله، وجهادها فى سبيل نصرة الحق؛ فقد شهدت معركة القادسية سنة ست عشرة للهجرة ومعها أولادها الأربعة. قالت لهم في أوَّل الليل: يا بَنى إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، واللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هَجَّنت حَسبكم، ولا غَيَّرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية؛ يقول اللَّه -عـز وجـل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آل عمران: 200].

فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب قد شَمَّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجُلِّلَتْ نارًا على أرواقها، فتَيمَّموا وطيسها، وجَالدوا رئيسها عند احتدام خميسها (جيشها)، تظفروا بالغنم والكرامة فى دار الخلد والمقامة.

فخرج بنوها قابلين لنصحها، وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون، وأبلوا بلاءً حسنًا، واستشهدوا جميعًا . فلما بلغها خبرهم، قالت: الحمد للَّه الذي شرَّفنى بقتلهم فى سبيله، وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته .
فكان عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- يعطى لها أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائتا درهم، حتى قبض.

إنها الخنساء المؤمنة القوية التي حوَّل الإسلام حياتها، وصنع الإيمان منها نموذجًا جديرًا بأن يحتذي، فهاهى ذى فى الجاهلية قالت حين قُتل أخوها صخر:

ألا يا صخرُ لا أنســاك حتى أفارقَ مهجتى ويشقّ رَمْسي
يذكرنى طلوعُ الشمسِ صَخرًا وأبكيه لكلِ غروبِ شمــسِ
ولولا كثــرةُ الباكينِ حولى على إخوانهم لقتلتُ نفسـي

وفى الإسلام، تضحى بفلذات كبدها فى سبيل اللَّه. ولا عجب فى الأمر، فهذا هو حال الإسلام دائمًا مع معتنقيه ومحبيه، يحيل حياتهم إلى فضائل، ويغرس فيهم الصبر والإيمان، ويعينهم على التسامى على الشدائد والمحن.
وذات مرة دخلت الخنساء على أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنه- وعليها صِدار (ثوب يغطى به الصدر) من شَعر.

فقالت لها: يا خنساء! هذا نهى رسول اللَّه عنه.
فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة؛ زوجنى أبى رجلا مُبَذِّرًا، فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر، فقسم ماله شطرين، فأعطانى شطرًا خيارًا، ثم فعل زوجى ذلك مرة أخري، فقسم أخى ماله شطرين، فأعطانى خيرهما، فقالت له امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار؟ فقال:

واللَّه لا أمنحــها شرارهـا هي التي أرحضُ عنِّى عارها
ولو هلكتُ خرقت خمارهـا واتخذت من شَعرٍ صدارها

اسمها تماضر بنت عمرو بن الشريد بن الحارث السُّلمية، ولُقبت بالخنساء لِقِنوٍ (لارتفاع وسط قصبة الأنف وضيق المنخر) فى أنفها. وكانت -رضى اللَّه عنها- مثالا للمرأة المسلمة الفصيحة، والمؤمنة المحتسبة الصابرة، والمربية الفاضلة.


اسلامها
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد...وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها... وكانت تنشده وهو يقول: هيه يا خناس - وهو يومي بيده) . وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى القادسية، كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كانت الخنساء (http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query=الخنساء&mfs_type=forum&utm_source=related-search-majdah&utm_medium=related-search-links&utm_campaign=majdah-related-search&highlight=) مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمة من آلاف الخيام،جمعت الخنساء (http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query=الخنساء&mfs_type=forum&utm_source=related-search-majdah&utm_medium=related-search-links&utm_campaign=majdah-related-search&highlight=) بنيها الأربعة لتلقي إليهم بوصيتها فقالت: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .

فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين. فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان

استشهاد الأبناء
فلما أصبح الأبناء باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا ... وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد

فقد قال الأول : يا إخوتي إن العجوز النّاصحة قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
بمقالـة ذات بيـان واضحـة..وإنّما تَلْقَـونَ عندَ الصّابِحة
من آل ساسان كلاباً نابحة )

وأنشد الثاني : إن العجـوز ذات حزم وجَلَـد ... قد أمرتْنَا بالسّـدَادِ والرَّشَـد
نصيحـةً منها وَبرّاً بالولـد...فباكِرُوا الحَرْبَ حماةًفي العدد )

وأنشد الثالث : واللهِ لا نعصي العجوزَ حَرْفَا ....نُصْحاً وبِرّاً صَادِقاً ولطفا

فبادِرُوا الحربَ الضَّروسَ زَحْفاً ...حتّى تَلَقَّوْا آل كسْرَى لَفّا )

وأنشد الرابع : لسـتُ لخنساءَ ولا للأخر. .ززولا لعمروٍ ذي السِّعاءِ الأقدم

أنْ لم أرِد في الجيش خنس الأعجمي ...ماضٍ على الهولِ خِضَمّ حَضْرِمي ))

الأم الصابرة
أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين. لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت وهي المرأة المحتسبه والصابرة.... (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).... هكذا كانت تماضر بنت عمرو - الخنساء- مثالا مميزا وفريدا ..يحتذي به ...لصبر المرأة المسلمه.. المؤمنه بقضاء الله وقدره..عند البلاء ..


الوفاة
توفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ.

منقول

أمــة الله
14.09.2010, 15:00
شهيدة البحر (أم حرام بنت ملحان) اول شهيدة بحرفي الاسلام

إنها حميدة البر ، شهيدة البحر ، التواقة إلى مشاهدة الجنان ، أم حرام بنت ملحان ...
فهي من "آل ملحان" الأنصار الأخيار الذين تذوقوا حلاوة الإيمان ، فسرت في نفوسهم محبة الله ورسوله
وتغذوا بلبان الإسلام فعاشوا سعداء في حياتهم ونالوا بإذن الله حسن الثواب في الدار الآخرة ، فهم من السابقين الأولين إلى الإسلام .


وهي "أم حرام بنت ملحان بن خالد الأنصارية النجارية" خالة الصحابي المشهور أنس بن مالك رضي الله عنه
وهي زوج الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنهم جميعاً ، كما أنها إحدى خالات الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع .
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين
منهم زوجها عبادة بن الصامت ، وعمير بن الأسود ، وعطاء ابن يسار ، ويعلى بن شداد بن أوس .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء ماشياً أو راكباً فيصلى ركعتين كما ذكر ذلك ابن عمر رضي الله عنهما ..
وفي قباء بنى المسجد الذي أسس على التقوى الذي نزلت فيه الآية الكريــمة { لَمَسجد أسس على التقوى من أول يوم أحقّ أن تقوم فيه } ..

وفي هذه البقعة المباركة قباء ، كانت أم حرام تقيم فيها وتعد من أهلها وكان لها منزلة معتبرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد ورد أنه كان يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها ويصلى أحيانا.

أخرج مسلم بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: « دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي ..
فقال : قوموا فلأصلي بكم ـ في غير وقت صلاة ـ فصلى بنا ، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة »
فأي خير أعظم من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لها والدعاء لها بخير الدنيا والآخرة ؟!

وروى عنها ابن عساكر بسنده عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
« أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا وجبت لهم الجنة ، قالت أم حرام : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال أنت فيهم »

وفي واحدة من الزيارات النبوية لأم حرام ، صنعت له طعاماً فأطعمته ، ثم جلست تفلي رأسه الشريف، فنام عندها ثم استيقظ وهو يضحك وبشرها بالشهادة ، فأصبحت تدعى الشهيدة ، فقد أخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان - خالته من الرضاع - فتطعمه ، وكانت أم حرام تحت - أي زوجة - عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته ، وجلست تفلي رأسه ، فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟


قال : ناس من أمتي يركبون ثبج وسط هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ، ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون وسط هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو كالملوك على الأسرة ـ نحو ما قال في الأول ـ قالت : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت من الأولين »

وباتت أم حرام تنتظر ركب الغزاة لتكون معهم وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنها ولم تزل تنتظر البشارة النبوية إلى أن تحققت في وقت غير بعيد .


ففي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة (27هـ) ركبت أم حرام البحر في جيش جهزه بقيادة معاوية بن سفيان رضي الله عنه لغزو جزيرة قبرص فصرعت عن دابتها حتى خرجت من البحر فماتت ودفنت هناك رضي الله عنها وتحقق قول النبي صلى الله عليه سلم لها أنت من الأولين وهكذا كان أم حرام من الأولين وتحققت أحلامها بالشهادة ، وكتبت في سجل الأوائل فيه أول مجاهدة في البحر وأول من غزا في البحر الأبيض من النساء .

ولله در أبي نعيم عندما وصفها بقوله :
حميدة البر ، شهيدة البحر ، التواقة إلى مشاهدة الجنان أم حرام بن ملحان رضي الله عنها .

وقد حباها الله سبحانه وتعالى بمكارم جمة بعد أن استشهدت منها : ما ذكره هشام بن الغاز فقال : رأيت قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص ، وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة .
رضي الله عن أم حرام بنت ملحان وعن امهات المؤمنين اجمعين و اسكننا الله الجنة بجوارهم

أمــة الله
14.09.2010, 15:19
أم رومان بنت عامر رضي الله عنها


(زوجة الصديق وأم الصديقة)
تسابق عدد كبير من الفضلاء في رواية ترجمة حياة هذه الصحابية الجليلة. فقد جاء في "سير أعلام النبلاء" و "أسد الغابة":
هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": يقال: أم رومان بفتح الراء وضمها.

وذكر ابن إسحاق أن اسمها زينب، وجاء في "الإصابة" أن اسمها دعد، ولكن الذي اشتهرت به كنيتها أم رومان.
نشأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب، وتزوجت رجلا هو عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي، فولدت له الطُّفيل بن عبد الله وكان زوجها عبد الله بن الحارث يرغب في الإقامة بمكة أم القرى فانتقل إليها وأقام مع أسرته فيها، وعلى ما جرت عليه عادة الحلف في الجاهلية، رأى عبد الله بن أبي بكر عبد الله ابن أبي قحافة خير حلف، فحالفه، وبقي هناك حتى توفي، وخلّف وراءه زوجة وطفلها دون معيل لهما، يعانيان ءالام الغربة والوحدة، ولكن أم رومان لم تبق وحيدة لفترة طويلة... فقد تزوجها الصِّدّيق رضي الله عنه، وعاشت في كنفه حيث وجدت فيه كل الخصال الحميدة والمعاني الكريمة، وولدتْ له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم.

ولم تُخطئ أم رومان بقبولها الزواج من أبي بكر رضي الله عنه، فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم، وكان كما وصفه ابن الدِّغنّة لقريش
لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده: "أتُخرجون رجلا يُكسب المعدوم، ويصلُ الرحم، ويحمل الكَلَّ، ويُقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر؟".
وتظهر صفات الصِّدّيق هذه بزواجه من أم رومان إذ رحم حالها، وأحسن عشرتها، وأكرم ابنها الطفيل ورباه كأنه ولده.

ومن المفيد هنا أن نذكر أن أبا بكر تزوج في الجاهلية قتيلة بنت عبد العزى القرشية العامرية فولدت له عبد الله وأسماء.
وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم تزوج أسماء بنت عميس رضي الله عنها فولدت له محمدًا .
قالت الصِّديقة بنت الصِّدّيق حبيبة حبيب الله المبرأة الطاهرة: "لم أعقل أبويّ إلا وهما يدينان الدين".

وتلقت أم رومان تعاليم الشريعة، وكانت مسرورة بزيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم لزوجها الصديق، وأخذت تبذل ما في وسعها لإكرامه.
وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يوصي أم رومان بعائشة ويقول: " يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها".

وكانت أم رومان تتألم لما يلحق بالمسلمين من العذاب على أيدي المشركين، وكانت تسمع النبي صلى الله عليه وسلّم يحثهم على الصبر، فكان يسعدها
أن ترى زوجها الصديق ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب، فيعتقهم من خالص ماله، فتشد أزره وتعاونه في عمله الطيب المبارك ولو بالكلمة الطيبة.


الهجرة المباركة
قال ابن سعد في طبقاته: كانت أم رومان امرأة صالحة، ولها فضل السبق في مضمار الهجرة.
وبعد أن أكرم الله المؤمنين في غزوة بدر، تزوج النبي صلى الله عليه وسلّم عائشة في شوال من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة.
وكانت أم رومان قد هيأت عائشة لتكون في بيت النبوة، فأحسنت تربيتها وزوّدتها بالقرءان والأدب.

وفاتها
ذكر ابن سعد في "طبقاته" وفاة الصحابية الجليلة أم رومان وأثنى عليها فقال:
"وكانت أم رومان امرأة صالحة، وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة".
وكان لوفاتها رضوان الله عليها أثر كبير في نفس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وكذلك في نفس ابنتها وزوجها.
ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة، فقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى قبرها واستغفر لها.

ويروى أن النبي العظيم صلى الله عليه وسلّم لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور، ثلاث نسوة ورجلين، منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة
وأربعة في المدينة، منها قبر أم رومان في البقيع حيث دعا لها هناك وقال: "اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك".

ومن رصيد أم رومان من البشائر أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلّم حديثًا واحدًا انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله.
وبعد فهذه قبسات من سيرة هذه الصحابية المؤمنة والأم الرؤوف العطوف والزوجة الصالحة..
إنها زوجة الصِّدّيق وأم الصِّديقة رضي الله عنهم أجمعين.

جادي
14.09.2010, 16:16
أسطورة خولة بنت الأزور
سيرة بطولية
إشراف الأستاذ : خالد خميس فــراج

خولة بنت الأزور الأسدي: شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها. وهي أخت ضرار ، توفيت أواخر عهد عثمان 35هـ.
مقدمـة
خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير .
خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا ، تستحق منا نظرة دراسة ، نظرة مراجعة ، نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم… إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور، قدوة للرجال وقدوة للنساء صغاراً وكباراً ، قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة.
ما عرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة ، وهو نزر يسير ، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعدما كبرت واشتهرت، والسبب معروف… فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها .إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة.
من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها
وهي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :
فمن ذا الذي يا قوم أشغــلكم عنا...لكــنا وقفنــا للــوداع وودعنــــا
فهـل بقــدوم الغائــبين تبشرنـــا...وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنا
وأقبــحه ماذا يريــد الـنوى مــنا...ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتــــنا
لثمنــا خفافــاً للمطــايـا وقبلنــــا...تركنـاه فــي دار العــدو ويممــنا
وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنى...إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى
وإن بعدوا عنا وإن منعوا منـــــا...ألا مخـبـر بـعـــد الــفراق يخبرنـــا
فـلو كـنــت أدري أنـه آخــر اللقـــا...ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري
لقــد كـانـت الأيـام تزهــو لقربــهم...ألا قاتـل الله الـنـــوى مــا أمــرّه
ذكــرت لـيلـي الجـمــع كـنا سـويـة...لئــن رجعوا يـومـاً إلـى دار عـزهــم
ولـم أنـس إذ قــالوا ضـرار مقيــد...فمـا هـذه الأيـام إلاّ مـعـارة
أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم...سلام على الأحباب في كل ساعـــة
وقالت أيضاً:
فكيف ينام مقروح الجفــــون
أعز علي من عيني اليميــــن
لهان عليّ إذ هو غير.هــــون
وأعلق منه بالحبل المتــــــين
فليس يموت موت المستكيـن
لبـاكـية بـمـنـسـجم هــتون
أما أبكي وقد قطعوا وتيني
أبعد أخي تلذ الغمض عينــي
سأبكي ما حييت على شقيـق
فلو أني لحقت به قتيــــلاً
وكنت إلى السلو أرى طريقا
وإنا معشر من مات منــــاً
وإنـي إن يقـال مضى ضرار
وقالـوا لـم بكـاك فقـلت مهلاً
ومن موقعاتها( في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ) أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟
وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم.
فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟
فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.
قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة
وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً.
أسر النساء
ومن مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:
نحن بنـات تبـع وحمير وضربنا في القوم ليس ينـكر
لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر
الخاتمة
في هذه السيرة البطولية عرضت نماذج مشهورة ومذكورة في الكتب عن خولة بنت الأزور وكيف شاركت في المعارك الإسلامية الكبيرة في فتوح بلاد الشام .والحقيقة تقال أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة ، ولعل السبب واضح ،حيث عاشت مثل غيرها من بنات البادية العربية عيشة متواضعة وبسيطة لم تتيسر لها وسائل التدوين والتسجيل المتناسق والمتكامل مثلما قد يتيسر لغيرها من المشاهير.
ونخلص من هذا البحث القصير إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجاً إنسانياً رائعاً يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية .
المراجع
1.عبد البديع صقر،نساء فاضلات، دار الاعتصام ، القاهرة.
2.د. علي إبراهيم حسن نساء لهن في التاريخ الإسلامي نصيب، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1981.
3.عمر رضا كحالة،أعلام النساء في عالمي العرب والمسلمين،ج 1،مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1959
4. كرم البستاني ،النساء العربيات، دار نظير عبود ، بيروت ، 1988.
5.الواقدي ،فتوح الشام، ج 1-2 ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، 1954.

جزاكِ الله خيرا اختنا الكريمة بارك الله فيكِ موضوع اكثر من رائع رزقكِ الله الجنة وجعله في ميزان حسناتك
((فائدة))
خولة بنت الازور شخصية تاريخية وهمية ذكرها الواقدي في فتوح الشام وترجم لها الزركلي في الاعلام نقلا عن الواقدي .
لم تذكر هذه الشخصية في اي كتاب من كتب التاريخ او في كتب التراجم او اعلام الصحابة ، ومنها
الإصابة لابن حجر
وأسد الغابة لابن الأثير
والاستيعاب لابن عبد البر وغيرها
تاريخ ابن عساكر عن دمشق لم يرد فيها ذكر صحابية باسم خولة بن الأزور
ولقد ذكر ابن حجر 28 صحابية باسم خولة ولكنه لم يذكر نهائيا اسم بنت الأزور .
والواقدي الذي تفرد في ذكر هذه القصة في فتوح الشام وهو مع الكذب في نسبته للواقدي مليء بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وقد حذر منه العلماء
انظري كتب حذر منها العلماء ( 2 / 284 - 292 )
و الصحابي الجليل ضرار بن الأزور قد ذكر ابن حجر ترجمته وذكر ثلاثة من إخوته الذكور من المسلمين ولم يكن بينهم أي امرأة، ثم إن هذا الصحابي الراجح أنه قد قتل شهيداً ، قال ابن عبد البر: قُتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة وهذا الراجح وذكر غيره مقتله يوم أجنادين في خلافة أبي بكر وقال غيره: توفي ضرار بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة انظري ايضا اسد الغابة لابن الاثير .
وكثير احتج على وجود هذه الشخصية برجوعهم الى ما كتبه ابن كثير في البداية والنهاية :
( وقد قاتل نساءالمسلمين في هذا اليوم وقتلوا خلقا كثيرا من الروم وكن يضربن من انهزم من المسلمين ويقلن اين تذهبون وتدعوننا للعلوج فاذا زجرنهم لا يملك احد نفسه حتى يرجع الى القتال .
قال وتجلل القيقلان واشراف من قومه من الروم ببرانسهم وقالوا اذا لم نقدر على نصر دين النصرانية فلنمت على دينهم فجاء المسلمون فقتلوهم عن اخرهم قالوا وقتل في هذا اليوم من المسلمين ثلاثة آلاف منهم عكرمةوابنه عمرو وسلمة بن هشام وعمرو بن سعيد وابان بن سعيد واثبت خالد بن سعيد فلا يدري اين ذهب وضرار بن الازور وهشام بن العاص وعمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي ... ) البداية والنهاية ( 7 / 13 )
وبعد الرجوع الى كتاب البداية والنهاية لابن كثير لم نجد هذا النص بل وجدناه في حاشيته في بعض المواقع وهذا ليس من كلام ابن كثير بل هو من كلام الكتاب الذي ينسب للواقدي انظري فتوح الشام ( 1 / 21 ) ،وقد وجدت ذكرا لاسمها في كتابات المعاصرين لكنهم ينقلون عن الواقدي .
الخلاصة :
هي ذكرت فقط في كتاب فتوح الشام المنسوب للواقدي وهذا تزوير واضح للباحثين وادراج القصة في هذا الكتاب وحده دليل بطلانها مع خطاء نسبته الى الواقدي .
الادهى والامر انهم كانوا يعلمونها لنا ونحن اطفال في كتب الدراسة بل ان كثير من المدارس في بلدان الاسلام اسمها خولة بنت الازور (تصورو اسم مدرسة لشخصية وهمية)
جزاكِ الله خيرا اختي الفاضلة وعذرا على الاطالة.

البتول
15.09.2010, 00:09
جزاكما الله خير الجزاء
ربنا يعينكو وتكملو السلسلة

جاري القراءة ونفع الله بكن

أمــة الله
16.09.2010, 13:13
جزاكِ الله خيرا اختي الفاضلة وعذرا على الاطالةوجزاك الله بالمثل أخي الفاضل جادي
سلمت يمناكِ أخي على الإيضاح بصراح لم أكن أعلم شخصية خولة بنت الازور شخصية تاريخية وهمية
بارك الله فيك على التوضيح
زادك الله علماً وفهماً ونوراً
جزاكِ الله خيرا اختنا الكريمة بارك الله فيكِ موضوع اكثر من رائع رزقكِ الله الجنة وجعله في ميزان حسناتك
((فائدة))اللهم آآآمين
نحن وإياك رزقنا الله الفردوس الأعلى مع الصدقيين والنبيين

جزاكما الله خير الجزاء
ربنا يعينكو وتكملو السلسلة
جاري القراءة ونفع الله بكناللهم آمين
وبارك الله فيكِ أختي الحبيبة البتول
وجزاكِ ربي الجـــــــــــــــــــــنة
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
شرفني مروركِ العطر

أمــة الله
15.10.2012, 16:14
السيدة (مريم بنت عمران )
العذراء البتول
كانت امرأة عمران امرأة صالحة تقية تعيش فى بيئة صالحة يسوسها الانبياء من بنى اسرائيل كزكريا عليه السلام
وقد حملت بعد طول انتظار فأرادت ان تعبر عن شكرها لله فنذرت ما فى بطنها للمحراب وهى تتوقع وترجو ان يكون المولود ذكرا ليكون مؤهلا لخدمة العباد والزهاد فى المعبد متفرغا لدراسة علوم الدين ... ولصدق نيتها وخلوصها لله تقبل الله منها هذا النذر وبارك فيه فكان ان ولدت فتاة واسمتها مريم .. وكان وقع المفجأة عليها شديدا ؛ فليس الذكر كالانثى حيث لا تصلح الانثى لخدمة المعبد او مخالطة الرجال ..

ومع ذلك صممت على الوفاء بنذرها فذهبت بالوليدة الى المعبد ووضعتها بين ايدى الاحبار ليروا فيها رايهم.. ولصدق بصيرة من راوها وصفاء سرائهم وعلمهم بصلاح امراة فرعون وتقواها توقعوا لهذه الوليدة شأنا عظيما فتنافسوا على رعايتها وكفالتها ولم يجدوا مخرجا للنزاع الا الاستهام والاحتكاك للقرعة فأتى كل واحد منهم بسهم وكتب عليه اسمه واتفقوا على القاء السهام فى ماء جار فمن وقف سهمه ولم يجر مع الماء فهو صاحب الحق فى الكفالة باختيار الله له .. ووقف سهم زكريا عليه السلام وفاز فى القرعة التى اجريت وكان احق الناس بها
اذ هو :زوج خالتها ومن محارمها بالاضافة الى كونه نبيا يوحى اليه .. مما اكد علو منزلة هذه الوليدة ورعاية الله لها حيث جعل كفالتها لزوج خالتها واتقى الناس فى عصره..


وهيئت غرفة خاصة للوليدة فى المعبد تشب وتترعرع فى اطهر الاماكن واقدسها ولا يدخل عليها محربها الا زوج خالتها وكافلها زكريا عليه السلام ورغم الامال التى كان يعقدها زكريا على هذه الفتاة المنذورة لله الا ان ما حدث فوق كل التوقعات اذ كلما دخل عليها غرفتها الخاصة وجد عندها طعام ليس من جنس ما يأكلون او يعهدون مما جعله يسالها سؤالا مباشرا :من اين لك هذا؟!! فأجابته ببساطة ووثوق: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب.. وأدهشت الاجابة زكريا عليه السلام وذكرته بما استقر فى عقيدته ووجدانه .وايقظت الامل فى نفسه بان يكون له ولد من صلبه يرث منه النبوة التى ورثها من ابائه رغم عقم امرأته وكبر سنه فان الله يرزق من يشاء بغير حساب وهو خالق الاسباب والمسببات وانتهز فرصة وجوده فى هذا المحراب المبارك وتوجه الى الله ضارعا بهذا الطلب فلم ينته من سؤاله حتى بشرته الملائكة باستجابة الله لدعائه فخرج على الناس يأمرهم باقامة الصلوات شكرا لله على منه وكرمه .. وتتنزل الملائكة على مريم العذراء تأمرها بمداومة التهجد والصلاة والتفرغ للعبادة فقد كفاها الله مئونة الرزق والبحث عنه او الجهد فى تحصيله وتاتى المفاجاة الكبرى ببشرى الملائكة بحملها للمسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين وتتعجب مريم من هذا الامر وكيف يكون؟! وهى العذراء البتول التى لم يقربها رجل بل ولم يرها رجل الا كافلها وزوج خالتها زكريا عليه السلام وتاتيها الاجابة واضحة وضوح الشمس ان الله يخلق ما يشاء نعم فقد خلق الله آدم من غير اب وام وخلق حواء من اب وهو آدم فقد خلقت من ضلع من اضلاعه ومن غير ام وها هو يخلق عيسى من ام ومن غير اب فتكتمل دائرة الاعجاز ويعلم الناس ان الله: يخلق بالاسباب ويخلق دون حاجة للاسباب فهو سبحانه خالق الاسباب والمسببات.


وتستسلم السيدة مريم لامر الله وتبتعد عن الانظار حاملة لهذا النور الجديد الذى من الله به على بنى اسرائيل ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويرفع عنهم بعض العقوبات التى فرضها الله علهم لعصيانهم فى بعض الاموروتعنتهم مع انبيائهم السابقين وتاتى ساعة الوضع وتضطرب اليدة العذراء ورغم بشرى الملائكة لها الا ان المشاعر البشرية تجعلها تتمنى الموت وتلجا الى مان بعيد وتتشبث بجذع نخلة ويخرج الوليد المبارك الى الدنيا آمرا وواجها ... رحيما وحانيا.. يتكلم بكلام الرجال وبمنطق الانبياء والمرسلين ويطمئن امه ويأمرها بالصيام عن الكلام فقد انتهى دورها وادت رسالتها التى اصطفاها الله لها وبدا دوره الذى اصطفاه الله له ويشير القرآن لها الامر اشارة بليغة فى غاية الاعجاز حيث تقص الايات من سورة مريم القصة كاملة حتى اتت به قومها تحمله فاتهموها تهمة شنيعة باطلة وتتوقف القصة عند قول الله عز وجل فأشارت اليه)) وهنا ينطق المسيح عليه السلام مبرئا لامه مبينا لرسالته وتتوقف الايات عن الكلام عن السيد مريم تماما ويبدا الكلام عن المسيح عليه السلام وقصته مع بنى اسرائيل وما لقيه منهم ... فقد ادت السيدة العذراء اعظم دور فى التاريخ واى دور ..


ومما يلفت النظر فى قصةهذه السيدة العظيمة ان الرزق كان يأتيها دون جهد منها او سؤال حين كانت متفرغة للعبادة ولما وضعت حملها امرها وليدها ان تبذل الجهد فى هز الشجرة حتى يسقط عليها الرطب جنيا فى الوقت الذى يتوقع الانسان بعقله القاصر بانها فى حاجة الى الرعاية والخدمة بعد الوضع .. فلماذا لم ياتيها الرزق من السماء كما كان يحدث من قبل ؟!!
انه دور الام الذى هو اعظم الادوار فى هذه الحياة الدنيا على الاطلاق .. انه الجهد المبول فى رعاية الابناء والحنو عليهم .. انه تزويد الدنيا بالرجال الذين يحملون الامانة فى عمارة الارض
هذا ولقد ضرب الله بالسيدة مريم المثل للمؤمنين والمؤمنات فى كل مكان وزمان بقوله تعالى ((ومريم ابنت عمران التى احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ))

ويبشر الرسول صلى الله عليه وسلم نساء امته بقوله :
((اذاصلت المراة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها دخلت من اى ابواب الجنة شاءت))
وبذلك حبيباتى نكون قد انهينا حديثنا عن السيدة مريم رضى الله عنها وسنتحدث باذن الله تعالى عن السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها