المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : من أبجديات الدعوة إلى اللـه تعالى


فداء الرسول
22.10.2010, 13:46
من أبجديات الدعوة إلى اللـه تعالى الحكمة.. التدرج.. الصـبر
يقول الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا".

ولقد بين المولى عز وجل أن الطريق الصحيح لدعوة الناس إلى عبادته هو طريق الحكمة في الدعوة والتدرج بهم في معرفة التكاليف والصبر عليهم في أداء الواجبات.
ومن الحكمة أن أفهم ماذا أريد، وهو تحديد الهدف ثم تحديد الوسيلة التي تناسب الشخص الذي أدعوه، وباختصار هي وضع الشيء في موضعه الصحيح.
والدعوة أولى من غيرها للعمل بالحكمة، فقد قال الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
وللوقت دور هام في نجاح مهمة الداعية إلى الله وقد قال أحد العلماء: "الزمن جزء من العلاج" وللصبر أثره الفعال في شفاء القلوب المريضة.

والتدرج سُنّة كونية، وما الجبال إلا من الحصى، وما ناطحات السحاب إلا لبنات رصت فوق بعضها، والتدرج نراه في خلق الإنسان، فلقد مر الإنسان في خلقه بمراحل حتى أصبح على الصورة التي خرج بها من بطن أمه، وما النطفة والعلقة والمضغة والعظام التي يكسوها الله لحما إلا دليل قاطع على هذه السنة، ثم إن حياة الإنسان نفسها بعد مولده تجد فيها التدرج حيث يقول تعالى: "والله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة".

ولأن التدرج سنة وجب علينا اتباعها والعمل بها، وإلا وقعنا في المحظور وهو العجلة، وقد قال تعالى: "ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا " فالمرء يتعجل الأمور ويستبطىء النصر ويتعجل النتائج، وإذا فعل الداعية ذلك فيكون مثله كمثل الزارع الذي يحصد الثمرة قبل نضجها، فقد خسر جهدا بذله في زراعتها وخسر الثمرة التي قطفها قبل أوان نضجها.

ولقد قص القرآن قصصا كثيرة عن الأنبياء وصبرهم، وما قصة سيدنا نوح عنا ببعيدة، إذ دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، والنتيجة فما آمن معه إلا قليل، أهذه نتيجة تتناسب مع هذا الجهد الكبير، ولكنه صبر واحتمل، ونو ع في وسائل دعوته حتى يعتذر إلى الله عز وجل، فلقد دعاهم ليلا ونهارا ، وغي ر من طريقته فدعاهم بالجهر تارة ثم بالإسرار تارة أخرى، ولم ييأس.

فما بالنا نستعجل استجابة المدعو بعد أول لقاء أو أول تعارف، وما بالنا نحكم على الناس دون أن نخالطهم أو نصبر عليهم، وقد جاء في الحديث الشريف "إن الصبر ضياء" ضياء لقلوب حائرة وأفهام مظلمة وأناس غرتهم الدنيا بمتاعها.
وليكن الباعث على الصبر قول المولى عز وجل: "ولربك فاصبر" صبر فيه أجر في الدنيا والآخرة، صبر الواثقين، لا صبر العاجزين.

وقد قال الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ: "الصبر سيف لا ينبو، ومطية لا تكبو، وضياء لا يخبو".
وليكن لنا مثل في الطبيب الذي يعالج مرضاه، ونعني الطبيب الحاذق الذي لا يدع مريضه نهبا للمرض بل يساعده بكل السبل الممكنة، وأحيانا يرفض المريض الدواء لكنه عليه أن يعطيه، فتارة يغير الأقراص إلى حقن والكبسولات إلى شراب حتى يشفى المريض وحين ينجو المريض تظل صورة الطبيب وصبره وحيلته ماثلة أمام عينه قصة يرويها على مدار الزمن، وهكذا الدعاة يحتاجون إلى صبر الأطباء وحكمة الأنبياء، وذكاء في اختيار نوع الدواء، وقبل ذلك اللجوء إلى الله بالدعاء.

قطوف مجلة المجتمع

د/مسلمة
23.10.2010, 02:05
بارك الله فيكِ أختي الغالية

على النقل القيم

ينقل قسم المشاريع الدعوية

ابوحازم السلفي
15.11.2010, 00:17
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

جزي الله الكاتب والناقل خيراً

رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلي

جادي
15.11.2010, 12:07
جزاكم الله خيرا
موضوع قيم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال