اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :39  (رابط المشاركة)
قديم 01.11.2010, 17:58
صور Eng.Con الرمزية

Eng.Con

مشرف عام

______________

Eng.Con غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.122  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.09.2021 (01:07)
تم شكره 40 مرة في 30 مشاركة
افتراضي





(لماذا الناسخ والمنسوخ ؟؟؟)


وقبل ان نتكلم عن الحكمة من النسخ ... فنحن كمسلمين نؤمن ان الله عز وجل لا يأمر الناس بالخير .....ولا يرضى لعباده الكفر .. وشريعته هى شريعة صالحة للبشر .. ونافعة لهم فى كل زمان ومكان ....ونحن على يقين تام ان شريعتة .. شريعة كاملة .. حتى لو لم ندرك سبب كل حكم تحديداً .. فالله عز وجل لا يأمر الا بالخير ... ويأمر بالعدل والاحسان ....

قال الأمام الشافعى ...(1)

ان الله خلق الخلق لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

وأنزل عليهم الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وفرض فيهم فرائض أثبتها وأخرى نسخها رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم
وبالتوسعة عليهم زيادة فيما ابتدأهم به من نعمه
وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم جنته والنجاة من عذابه فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ فله الحمد على نعمه

نعم هذة هى حكم النسخ .. التى قالها الأمام الشافعى ...

(رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم وبالتوسعة عليهم )



هناك اسباب كثيرة لوجود الناسخ والمنسوخ .. وذكر الكثير منها فى القران الكريم



1- مراعاه لحال البشر ... وتغير الظروف ... وتطور الزمان والمكان ..... واستحالة تنفيذ فى حكم وقت معين ....


مثال على ذلك ....

اقتباس

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (النساء /43 ) الآية الناسخة : إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ (المائدة /90 )



فهنا كان تحريم الخمر على العرب فى بداية الإسلام شئ مستحيل ... لان الكل يعلم ان الخمر تعتبر من طقوس هذة البيئة فى هذا الوقت ... وبتالى حرم الله الخمر على ثلاثة مراحل ... فذمها فى موضع ... ثم حرمها فى الصلاة .. ثم حرمها مطلقا ...


وهنا تعلمت البشرية من الناسخ والمنسوخ التدريج فى التغيير .. وأن التغيير لابد أن يأتى تدريجيا ...وهذة الايات التى حُرم فيها تحريم الخمر على ثلاثة مراحل ... استخدمها سيدنا عمر ابن عبد العزيز .. عندما تولى حكم المسلمين

فعندما .. قال لة ابنه .. يا ابى لماذا لا تحمل الناس على الدين جملة واحدة


فقال سيدنا عمر

لا تعجل يا بني...... فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين... وحرمها في الثالثة،وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة، فيكون من ذا فتنة (1)


وهنا استفاد سيدنا عمر من الناسخ والمنسوخ .. وطبق هذة النظرية أثناء حكمة ....وكان خامس الخفاء الراشدين ...

اذا الناسخ والمنسوخ ...تدرج الناس بالتشريع ...وتأليف قلوبهم على الإسلام ...


2- التخفيف على الأمة واظهار فضل ورحمة الله على عباده ....والآنتقال من الأشد إلى الأخف .... واظهار سمو التشريع الإسلامى ...


يقول الله عز وجل

الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

وهنا نلاحظ ان الله عز وجل ... اظهر الحكمة من النسخ ... هو التخفيف عنا ....



يقول ابن عباس (2)

ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية ثقلت على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين ومائة ألف فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا



وفى التفسير الميسر


الآن خفف الله عنكم أيها المؤمنون لما فيكم من الضعف




ويقول السعدى

ثم إن هذا الحكم خففه اللّه على العباد فقال‏:‏ ‏{‏الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا‏}‏ فلذلك اقتضت رحمته وحكمته التخفيف



وفى تفسير المنتخب

رخَص اللَّه لكم فى غير حال القوة أن تصبروا أمام مثليكم فقط من الأعداء لعلمه أن فيكم ضعفا يقتضى التيسير عليكم والترخيص لكم




وقد صرح الله بهذا كثيرا ... فى كتابة العزيز


يقول تعالى

يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)

وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)

يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28)



ومن ضمن هذا الكثير

على سبيل المثال

اقتباس

وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ (البقرة / 240 ) الآية الناسخة : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (البقرة /234 )




فهنا كانت العدة عام كامل ... ثم اصبحت أربعة أشهر وعشرا ...


اقتباس


أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187)




كان يحرم على المسلمين الأكل والشرب والجماع فى الليل بعد النوم ... فخفف الله هذا الحكم


وقال عز وجل

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ



فهذة هى الحكمة ........ فتاب عليكم وعفا عنكم .....


جاء فى التفسير الميسر

فتاب الله عليكم ووسَّع لكم في الأمر



وفى تفسير السعدى

بأن وسع لكم أمرا كان - لولا توسعته - موجبا للإثم ..


ويقول الشعراوى


وعفا عنكم" لأنه مادام قد جعل هذه العملية لحكمة إبراز سمو التشريع في التخفيف، فيكون القصد أن تقع هنا وأن يكون العفو ـ سبحانه

ونفس الكلام ينطبق على اية الصدقة ...



3- اظهار فضل السمع والطاعة عند المسلمين .. وقيمة العبادة ....حتى لو رأى العبد ان فيها مشقة ....




اقتباس

وهذه الايه
وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (البقرة /284 ) الآية الناسخة : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286




والقصة كما جاءت فى صحيح مسلم ... وأنقلها من تفسير ابن كثير


دخلت على ابن عباس فقلت يا أبا عباس كنت عند ابن عمر فقرأ هذه الآية فبكى قال أية آية قلت { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } قال ابن عباس إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا وغاظتهم غيظا شديدا يعني وقالوا يا رسول الله هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل فأما قلوبنا فليست بأيدينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا قالوا سمعنا وأطعنا قال فنسختها هذه الآية { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله } إلى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } فتجوز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال

الراوي: مجاهد المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 1/502
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ان الله عندما أنزل قولة تعالى

لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ


شق هذا على بعض الصحابة .. ان يحاسب الله المسلم على يدور فى قلبة ...وعندما قال الصحابة سمعنا واطعنا للنبى صلى الله علية وسلم

خفف الله عنهم .... واظهر لهم فضل الطاعة ...


4- اختبار الصالح من الفاسد .... وكشف المسلم أمام نفسة .... ونجد هذا فى اى حكم لا ينتج عن نسخة تدريج أو تخفيف ... بل نسخ بالمثل ... مثل تحويل القبلة مثلا من بيت المقدس الى البيت لحرام


يقول تعالى

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ

يقول صاحب ظلال القران

لما كان الاتجاه إلى البيت الحرام قد تلبست به هذه السمة الأخرى , فقد صرف الله المسلمين عنه فترة , ووجههم إلى بيت المقدس , ليخلص مشاعرهم من ذلك التلبس القديم

أولا ... ثم ليختبر طاعتهم وتسليمهم للرسول [ ص ]

ثانيا .... ويفرز الذين يتبعونه لأنه رسول الله , والذين يتبعونه لأنه أبقى على البيت الحرام قبلة ,


ويقول الشعراوى رحمة الله



ولكن تغيير القبلة جعله الله سبحانه اختبارا إيمانيا ليس علم معرفة ولكن علم مشهد .. لأن الله سبحانه وتعالى يعلم .. ولكنه جل جلاله يريد أن يكون الإنسان شهيدا على نفسه يوم القيامة .. ولكنه اختبار إيماني ليعلم الله مدى إيمانكم ومن سيطيع الرسول فيما جاءه من الله ومن سينقلب على عقبيه


وبالفعل بعد نسخ هذا الحكم ... ظهر كثير من المنافقين ... وارتد البعض عن الإسلام


يقول الطبرى رحمة الله ....

لأن محنةَ الله أصحابَ رسوله في القِبلة، إنما كانت -فيما تظاهرت به الأخبار- عند التحويل من بيت المقدس إلى الكعبة, حتى ارتدَّ -فيما ذكر- رجالٌ ممن كان قد أسلمَ واتَّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأظهرَ كثيرٌ من المنافقين من أجل ذلك نفاقَهم,


اقتباس

وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ -إلى قوله :- إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (النساء 15 -16 ) الآية الناسخة : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (النور /2 )




فلو أكملت الاية الى نهايتها .. ستعلم انها نزلت لزمن معين ...


يقول الله تعالى

وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً


فالاية نفسها تقول أن هذا الحكم لن يدوم ...


وقد قال الرسول صلى الله علية وسلم فى صحيح مسلم

خذوا عني خذوا عني ... قد جعل الله لهن سبيلا ...البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام .......والثيب بالثيب جلد مائة والرجم

يُتبع ...






1- الرسالة للشافعى ......


2- الموافقات 2/94

3- تفسير ابن كثير