رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
سيدنا سليمان ودروس في تنمية الذات
سيدنا سليمان ودروس في تنمية الذات (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ*فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا ...) ( النمل:18-19 ) فتبسم ضاحكا من قولها هذا أول درس من قصة سيدنا سليمان وهو الابتسامة ومن هذه الآية نأخذ الدروس الآتية - و إن كانت دروس تنفع الحاكم أكثر من الداعية - : ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الكبير للضعيف الذي يخافه وهو لا ينوي أذاه ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الحاكم العادل للفقير الضعيف الذي يرجوا النجاة والخلاص دون أن يلحقه الأذى من الحاكم، وهو يرى تصرفات الضعيف الدالة على ذلك ـ الابتسامة دلالة على أن سليمان عليه السلام لم يقصر في حق رعيته، وأنه مرتاح الضمير ومستقر نفسياً وأنه ايجابي التعامل معهم ـ تبسمه لكلام النملة قد يكون من إعجابه بهذا المخلوق الصغير والضعيف، كيف انه يدافع عن مملكته منادياً فيهم الدخول في مساكنهم. ـ تبسمه لكلام النملة أعطى للنملة القوة في الكلام، وهو ما نلاحظه من الآية ـ تبسمه لكلام النملة أدى إلى إنقاذ مملكة النمل من الدمار. ـ تبسمه دلالة على أن مطالب الضعفاء والمظلومين مجابة، وأن مطالبهم في أكثر الأحيان مقبولة. ـ تبسمه دلالة على أن للمظلوم حق أن يدافع عن نفسه أمام أي شخص كان، أي أن العدالة سارية آخذة مجراها . ـ على الحاكم أن يبتسم في وجه الرعية كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها، فقيرها وغنيها، لا أن يبتسم للحاشية ويكشّر ويتهجّم أمام الرعية التي لا حول لها. ـ الابتسامة دلالة على أن الرعية في مأمن (الإنسان والحيوان ) كل مصان حقه. ـ دلالة على أن الشخصية السوية والمتزنة والشفافة هي التي تتأثر بأي كلام صادر حتى ولو من ضعيف مهمش . ـ كلام النملة ذكّره بأن هناك في مملكته من لا يحسّ بهم إلا أن يلتقي بهم بموعد أو بغير موعد، فكان درس عظيم للحاكم العادل . ـ تبسمه شرح صدره بأن يدعوا الله تعالى ويشكر نعمه الجزيلة. ـ دلالة على أن المملكة في مأمن، لا خيانات ولا انقلابات . ـ دلالة على توفر العدالة الاجتماعية للجميع حتى الحيوان الصغير الذي له الحق بعيش رغيد في ظل حكم عادل. ـ وجود فسحة في حياة الحاكم وحياة الداعية فيها من اللهو المباح يتضمن الكلام الذي فيه نوع من الدعابة واللطائف، لتفريغ ضغوطات المسؤولية والحياة. ـ دلالة على وجوب اتخاذ الحاكم ندماء وظرّاف للترويح عنه بإلقاء النكت والطرائف البعيدة عن المجون، لتجديد حياة الحاكم اليومية، وإخراجه من دائرة الملل "حكم عقلك وقاوم العادات" ... هذا الدرس الثاني "قالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِين " (النمل:41) نفكر و نتصرف أحياناً كما تعودنا أو كما تعود غيرنا أن يفعل أمامنا؛ فقوة التعود تتحكم في طريقة التفكير و التصرفات الخاصة بنا فنتحرك في اتجاه ثابت ، محدد مسبقاً بالنسبة لنا كم مرة رفضت فكرة لمجرد أنك لم تعتد عليها؟ الرسائل الربانية أتت إلى الناس لتغير ما تعودوا عليه من معاصي . كانت قصة نقل العرش بمثابة اختبار لبلقيس هل ستنفي أنه عرشها لمجرد انه موجود في مكان لم تعتد عليه؟ هل ستهمل الرسالة و تكابر؟ أم ستتعرف على الرسالة وتتقبلها بمحض إرادتها دون تدخل من أحد؟ نجحت بلقيس في الاختبار وغلبت قوة التعود داخلها و تلقت الرسالة و آمنت برب العالمين "سياسة جس النبض" ... الدرس الثلث "وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ" (سورة النمل: 35) هي سياسة لا تحتاجها فقط مع عدوك و لكنها وسيلة معرفة ذكية تسهل عليك كثير من التعاملات و تؤدى للتقارب بينك و بين من أشكلت عليك طبائعهم . هل رأيت ما فعلته بلقيس مع سيدنا سليمان عندما خافت بأسه؟ قامت بلقيس بتطبيق سياسة جس النبض بذكاء عندما قامت بإرسال هدية لسليمان عليه السلام لتستكشف رد فعله. سياسة تستحق أن تتدرب عليها من يدري؟ ربما احتجت لها في يوم من الأيام و لكن لتقوم بها بكفاءة حذار أن يشعر بها الطرف الآخر فتنقلب إلى طريقة مضللة لمعرفة الطرف الآخر "كن مبادراً" ... الدرس الرابع كان الهدهد موظفا ًغير عادي كانت عنده إيجابية و مبادرة ملحوظة "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإ ٍيَقِينٍ" (النمل : 22 ) فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله ، وهذا حرص منه على رسالة التوحيد، فجاء الهدهد بأخبار صحيحة ودقيقة عن هؤلاء القوم. و هنا تتجلى مسؤولية الموظفين تجاه إيمانهم بالرسالة و إيجابيتهم في العمل الاستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة ودفاعهم عن رأيهم أمام شك ولي الأمر ماداموا متأكدين من معلوماتهم ترى ؟ كم هدهدا لدينا؟؟؟؟؟؟؟ الصواب أن نكون كلنا هدهد "وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ".(النمل:24) " تعلم لغة " ... الدرس الخامس كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الطير و كان هذا فضل من الله و نعمة فهل نتقن نحن لغة البشر ؟. كانت معرفة اللغات لسليمان عليه السلام، و سيلة إضافية للمعرفة و زيادة الخبرات أتذكر كيف عرف منطق النملة؟ كم لغة غير لغتك الأم تتحدث؟؟؟؟؟؟؟؟ هل تتقن لغة لا يتقنها ممن حولك غير القليل؟ اللغة هي أحد أسلحتك في عالم هو عبارة عن قرية صغيرة . تعلُّم اللغات يكسر الكثير من حواجز الاتصالات و يجعلك متميزاً . "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ"( النمل :16) كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الحيوان فهل نجيد نحن لغة الإنسان هل نجيد لغة التواصل وهل نجيد لغات اللسان؟ "كن شاكرا و لا تغتر.. فتفتر" ... الدرس السادس سليمان عليه السلام أوتي فضلا عظيما و مُلكا كبيرا ولكنه ظل شاكرا أنعم الله و لم يصبه الغرور و ظل يعمل على مراقبة الرعية و العمال حتى آخر نفس إن أيقنت أن ما تملك ليس لك و انك مؤتمن عليه فستعيش شاكرا و تعمل على حفظه و حسن استعماله فكل نعمة رزقتها هي ملك عظيم أنت مفضل بها عن الكثيرين فكن شاكرا و لا تغتر فتفتر عن الشكر و الامتنان لصاحب الفضل المنان فكل ما أنت فيه هو من فضل الله وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ" (النمل : 15) " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "(النمل : 19) " قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " (النمل : 40) منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
سيدنا سليمان ودروس في تنمية الذات
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا pharmacist على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكم الله خيرا موضوع قيم جدا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
ودروس, الذات, تنمية, سليمان, شيخنا |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
فوائد ودروس من قصة موسى والخضر | لبيك إسلامنا | القرآن الكـريــم و علـومـه | 2 | 09.03.2012 21:58 |
رسالة شيخ الاسلام ابن تيمية الى سرجون حاكم قبرص - معاني جليلة ودروس عظيمة | جادي | التاريخ والبلدان | 5 | 01.06.2011 20:45 |
طرائف ومواقف نسائية وعبر ودروس مستفادة | لا تسئلني من أنا | قسم الحوار العام | 20 | 26.08.2010 19:20 |
o~o~ هل تمنيت وجوده ؟؟؟ ... ~o~o | نضال 3 | الحديث و السيرة | 2 | 19.05.2009 20:42 |