آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

العلاقة بين الإسلام والشرائع السابقة

تعرف على الإسلام من أهله


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 03.08.2011, 15:27
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي العلاقة بين الإسلام والشرائع السابقة


بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

حكمة الاختلاف بين الشرائع

ما تميزت به شريعة الإسلام
للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي


توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 03.08.2011, 15:30
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


تقديم

من نعمة الله تعالى على خلقه وفضله عليهم أن خلقهم مفطورين على معرفته تعالى ومعترفين بوجوده،

وجعل هذه الفطرة راسخة لا تتبدل منذ بدء الخليقة ثم عزز الله تعالى هذه الفطرة بما بثه في الكون من مخلوقات نصبها آيات شاهدة على وجوده .

ولكن لما كان الله تعالى لا تمكن معرفته على وجه التفصيل إلا بوحي من عنده فقد أرسل الله تعالى رسله بذلك ليعرفوا العباد بخالقهم ومعبودهم كما أن تلك الرسل جاءت بتفصيل كيفية عبادة الله تعالى لأن ذلك مما لا يعرف إلا بوحي منه تعالى لذا فإن هذين الأصليين هما أعظم ما جاءت به الرسل من عند الله تعالى في جميع الأديان السماوية ،

بناء على ذلك فان الشرائع السماوية قد جاءت بغايات كبرى متفق عليها في الأديان جميعا وتتمثل تلك الغايات في:

1/ توحيد الله الخالق عز وجل بأنه تعالى واحد في ذاته وواحد في صفاته

2/ عبادة الله تعالى وحده بلا شريك يعبد من دونه أو معه .

3/ الحفاظ على مصالح الناس الحياتية ومحاربة الفساد والمفسدين فكل ما فيه صيانة للدين والنفس والعقل والمال والنسل فهو مصلحة تحميها لأديان وكل ما فيه إخلال بهذه الكليات الخمس فهو مفسدة تحاربها الأديان وتمنعها .

4/ الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وكريم القيم والعادات.

وقد أشار الله تعالى إلى هذا الاتفاق في أصول الأديان السماوية في القرآن الكريم بقوله : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ))

ثم إن الله تعالى قد قضى بحكمته البالغة ومشيئته الماضية أن تكون الرسالات السماوية قبل الإسلام – الرسالة الخاتمة - محدودة بزمان معين وبالتالي جاءت كل رسالة بتشريعات تفصيلية خاصة تناسب حال القوم المخاطبين بها،

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك أيضا في القرآن الكريم ونبه للحكمة منه بقوله : (( لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات ، إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ))

وقد مرت الحياة الإنسانية بأطوار كثيرة،ضلالة وهدى، واستقامة واعوجاجا، وبدائية، وتحضرا، وقد واكبت الهداية الربانية كل تلك الأطوار وجاءت بما تتطلبه من حلول وعلاج .

وكان ذلك هو مدار الاختلاف الذي لم يتعد مجاله التشريعات والحلول الجزئية بسبب مواجهة كل رسالة لمشكلات خاصة بأقوام معينين . ومن ثم بقيت أوجه الاتفاق كبيرة ومجاله عظيماً.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 03.08.2011, 15:48
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


حكمة الاختلاف بين الشرائع

اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون الرسالات السابقة على رسالة الإسلام الخاتمة محدودة بزمان معين وخاصة بأقوام بأعينهم تناسب حالهم وتعالج من المشكلات ما يثور في واقعهم .ذلك أن كل رسول جاء يعالج قضية محورية في قومه بعد دعوتهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له ومن الأمثلة على ذلك :

(1) الافتتان بالقوة المادية : نجد مثالا أن قوم هود بسط الله لهم في القوة والحضارة فنسوا الله وكفروا بنعمته وافتتنوا بمالهم من قوة فجاءهم هود رسولا من عند الله يذكرهم بالله الذي أنعم عليهم ويعالج مشكلتهم هذه بما يناسبها : ((واتقوا الذي أمدكم بما تعملون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ))

(2) الانحطاط الأخلاقي : وقوم لوط عانوا من مشكل الشذوذ الجنسي،فجاءهم لوط يعالج هذا المشكل الخلقي ويعيدهم إلى منطقة الفطرة السوية : ((أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ))

(3) الظلم الاقتصادي : وقوم شعيب فشا فيهم الظلم الاقتصادي نقصا للمكيال وبخسا لحقوق الضعفاء فجاءهم شعيب رسولا من الله تعالى لإصلاح الأوضاع الاقتصادية وفق منهج الله تعالى : (( وأوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزينوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا لناس أشيآءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ))

(4) الاستبداد السياسي : فقد كان فرعون يمارس الاستبداد السياسي على بني إسرائيل فجاء موسى ليحررهم من بطشه وليعالج المشكلات السياسية والنفسية التي خلفها هذا الاستبداد في نفوسهم وواقع حياتهم قال الله تعالى: (( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين ونريد إن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون ))

(5) طغيان المقاييس المادية : وبنو إسرائيل قبل بعثة عيسى عليه السلام غشيتهم المادية الطاغية وامتلكهم الجشع فجاءهم عيسى عليه السلام يعالج هذه المشكلة ربطا للقلوب بما عند الله وتحطيما للقيود المادية في الحس والواقع ولذلك جاء بمعجزات تدهش الماديين وتوقظ حسهم لقوة الله وقهره قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ((وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله ))


وليبشر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى حكاية عنه : (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) (( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا أجرهم وكثير منهم فاسقون))

وهكذا كانت كل شريعة مواجهة لمشكلة خاصة تظهر في مجتمع تلك الرسالة فالحكمة إذا من اختلاف الشرائع هي التخصص في معالجة المشكلات الناتجة عن ظروف وأوضاع كل مجتمع بعينه، والتي تختلف من زمان إلى زمان ومن قوم إلى قوم حسب الظروف والأحوال .


أما مواطن هذا الاختلاف فهي موضوعات التشريع التفصيلي لكل قوم اعتبارا بالحال والظرف والمشكلة الجارية في كل مجتمع .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2011, 14:22
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


ما تميزت به شريعة الإسلام


فيما يلي بيان خصائص الشريعة الإسلامية وهي خصائص تتجلى لمن درسها دراسة مقارنة وأهمها .

أولا :الحفظ من التحريف :


فهي شريعة ربانية مصدرها هو الله سبحانه وتعالى وهي بريئة من أي تدخل بشري في أصولها ومبادئها الكلية وأحكامها الفرعية القطعية : (( تنزيل من حكيم حميد ))

والأديان السماوية السابقة على الإسلام وان كانت ربانية في أصلها إلا أنها قد أصابها التحريف والتبديل الذي حفظت منه هذه الشريعة ومن ثم فقد إنخرمت فيها هذه الخاصية .

فلا توجد في الإسلام مجامع ولا رجال دين يتدخلون في هذه الشريعة تبديلا أو تغييرا أو نقصا أو زيادة


بل إن الرسول ذاته ليس له إلا البلاغ وليس مخولا بأن يأتي بشيء من عند نفسه : (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين )) والميدان الذي تركته الشريعة لاجتهاد العلماء - الذي يقدمون فيه آراء شخصية قابلة للخطأ والصواب والأخذ والرد -الكل أمامه سواء .

وبناء على هذه الخاصية برئت هذه الشريعة من الانحياز لجماعة على حساب جماعه أو فرد على حساب فرد أو جيل على حساب جيل فالناس كلهم أمامها سواء ذكرهم، وأنثاهم، قويهم، وضعيفهم،أولهم،وآخرهم.


ثانيا: الشمول :


فرسالة الإسلام تتميز بالشمول في الزمان والخطاب والموضوع :

الشمول في الزمان : ذلك أن رسالة الإسلام رسالة كل الأجيال منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة وهذا نابع من كونها خاتمة الرسالات.

حفظـت فبقيـت: وضمانة شمولها للزمان هي بقاؤها وحفظها فقد تكفل الله بحفظها بقوله :
(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))

خلافا لنصوص الرسالات السابقة عليها حيث إستحفظ عليها أهلها فضاعت لما انحرفوا قال الله تعالى : (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم به النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ))

وأدني مقارنة بين نصوص هذه الرسالة والنصوص التي سبقتها تدل دلالة قاطعة على ذلك خذ أي مصحف من أية بقعة من الأرض شئت ومن أي تاريخ وأي طبعة وقارنه بغيره نجد الاتفاق التام ثم قارن ذلك بكثرة الأناجيل وتضاربها إلى درجة التناقض .

شمول الخطاب : فهي رسالة كل الشعوب والأمم مخاطب بها الإنسان من حيث هو :
(( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) (( إن هو إلا ذكر للعالمين ))

الشمول في الموضوع : فموضوع هذه الرسالة هو حياة الإنسان بكل جوانبها روحا وعقلا ومادة فقد تضمنت التشريعات ما يضمن سلامة البدن ونشاطه وصحته وحفظه من الأمراض .

إصلاح الفرد والجماعة : وكما اهتمت شريعة الإسلام بحياة الفرد في كل جوانبها، اهتمت كذلك بالجماعة ، فشرعت من النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ما يكفل ببناء مجتمع راق متحضر يعبد الله ويبني الحياة فرعت شأن الأسرة

وحفظت حقوق كل أطرافها بما يحقق انسجامها واستمرار رابطتها،واهتمت بتوثيق الروابط الاجتماعية:

فحثت على صلة الأرحام وبر الوالدين والتآخي والتكافل الاجتماعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر )

وأقامت حيا ة المجتمع السياسية على العدل والشورى وحفظ المصالح العامة، وتوثيق الصلة بين الحاكم والمحكوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسئولة التضامنية لكل المسلمين عن قضايا مجتمعهم حفظا لكيانه وتحقيقا لمصالحه ودرءً للمفاسد والأخطار عنه .

وشرع نظاما اقتصاديا قائما على منع الظلم وتكافؤ الفرص وحماية الضعفاء، صغاراً ويتامى وفقراء ومساكين و أبناء سبيل (غرباء ) وحماية الملكية الفردية، ورعاية حقوق الأغنياء ، وهكذا في كل مجال من مجالات الحياة الإنسانية جاء بما يكفل العدل ويحقق المصالح وبحفظ النظام ويصون الحقوق ويحدد الوجبات.

من المهد إلى اللحد كذلك اهتمت شريعة الإسلام بكل أطوار حياة الإنسان ومراحلها فنجد فيها من التشريعات ما يصون حياة الجنين ويهيئ الجو المناسب لأمه :
(( وان كن أولات حمل فأنفقوا عليهن))

((ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ))

ثم نتابع الاهتمام به بعد مولده وفي صغره بتشريعات كالعقيقة عنه واختيار اسم حسن له وإرضاعه إيجابا لينشأ تام البنية قوي الشخصية .

ثالثا: الوسطية :


وهذه الخاصية تعني أن الإسلام في نظرته للأمور وعلاجه للمشكلات يقف موقفا وسطا لا إفراط فيه ولا تفريط .

وهذا شأن الإسلام في كل القضايا التي عادة ما تجنح فيها المذاهب وتتطرق إلى هذه الجهة أو تلك . أمثلة للوسيطة :


وسيطته في عقيدة التوحيد : ففي عقيدة التوحيد نجد الوسيطة الإسلامية بين المادية الإلحادية وبين الإيمان بتعدد الآلهة

وسيطته في النظرة إلى الرسل : والإسلام في نظرته إلى الرسل يقف موقفا وسطا بين الذين قدسوهم وعبدوهم من دون الله وبين الذين كذبوهم أو قتلوهم.

فالرسل في نظر الإسلام هم صفوة الخلق وخيرتهم والأمناء فيما بلغوا عن الله ولكنهم بشر تسري عليهم كل خصائص البشر وأعراضهم :
(( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ))

(( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق))

((ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ))



وسطيته في النظرة إلى الإنسان : وتتجلى وسطية الإسلام في نظرته إلى الإنسان حيث جمعت بين تكريم الإنسان واستخلافه في الكون وبين عبوديته لله فهي تحترم الإنسان وتعالى شأنه وتعلن تفضيله على سائر المخلوقات،وتؤكد دوره الإيجابي في الوجود،

ولكنها لا تؤلهه ولا نجد تناقضا بين تكريمه وعبوديته لله سبحانه وتعالى والتي هي مصدر عزه وتحرره وعلو مكانته قال تعالى :
(( ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا))

وسيطته في النظرة إلى مسألة المعرفة : وفي نظرة الإسلام إلى المعرفة تتجلى الوسيطة التي تقيم المعرفة على دعامتين الوحي المقروء والكون المنظور ، والتي تجمع بين الوحي والعقل فهي تفهم الوحي بواسطة العقل وتضبط العقل بالوحي وتربط نتائج هذه المعرفة المزدوجة وتطبقها بروح الوجدان .

وسيطته في علاقة الفرد بالمجتمع : وفي نظرة الإسلام إلى العلاقة بين الفرد والمجتمع يقف وسطا بين إعطاء الفرد الحرية المطلقة وإن أضر بالجماعة وبين إهدار قيمته لحساب المجموع فالإسلام يحفظ حقوق الفرد ويصون حريته ويلزمه بممارسة تلك الحقوق والحريات ضمن إطار مصلحة الجماعة وهكذا يتوسط الإسلام في كل نظمه وتشريعاته بين طرفي الإفراط والتفريط بحيث لا يطغى عنصر على حساب عنصر وبحيث تتجمع كل العناصر النافعة من كل طرف من الأطراف لتؤلف كلاً جامعا يحقق الخير ويرتقي بالحياة قال تعالى : (( ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))


رابعا: الواقعية :


والواقعية الإسلامية تعني مراعاة الواقع الكوني من حيث هو حقيقة مشاهدة ، ووجود معان دالة على الخالق، كما تعني أيضا مراعاة واقع الحياة من حيث هي مرحلة حافلة بالخير والشر معا ومن حيث هي ممهدة لحياة أخرى هي دار القرار كما تعني مراعاة واقع الإنسان من حيث دوافعه .وطاقاته واستعداده ومن حيث الظروف الكونية والحياتية المحيطة به .

نماذج للواقعية الإسلامية :

في الاعتقاد : وذلك أن القضايا التي يدعو الإسلام إلى اعتقادها يدركها العقل ويقوم عليها بالبرهان وتشبع معا حاجات العقل والوجدان .

في العبادة : وتتجلى الواقعية في العبادات الإسلامية من حيث مراعاتها لظروف الإنسان وطاقاته ومشاغله، قال تعالى : (( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ))

كما روعيت فيها الطبيعة النفسية للإنسان وما يعتريه به من ملل فوزعت على الزمن فكان بعضها سنوي وبعضها مرة في العمر وبعضها شرع عدة مرات في اليوم كما كان بعضها بدني وبعضها مالي والبعض الآخر يجمع بين الأمرين .كما روعيت فيها ظروف المرض والسفر فشرع قصر الصلاة وفطر رمضان فيه .

في التحليل والتحريم : ومن مظاهر الواقعية في التحليل والتحريم أن الشريعة لم تحرم إلا ما فيه ضرر على الإنسان، وأحلت ما فيه له منفعة قال تعالى : (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ))

كما قدرت الضرورات التي تعرض على الإنسان فرخصت له تناول المحرمات إذا أضطر إليها : (( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه))

في العلاقات الأسرية : ومن مظاهر الواقعية في العلاقات الأسرية إباحة الطلاق إذا لم تفلح كل وسائل الإصلاح في تدارك هذه العلاقة مع ذم الطلاق وإقامة هذه العلاقة على أساس الدوام والتأبيد .

التدرج في تشريع الأحكام: ومن ملامح الواقعية في شريعة الإسلام التدرج في التشريع، فقد قررت في كثير من الأحكام وخاصة في المحرمات كالخمر والربا وذلك تهيئة للنفوس وضمانا للاستجابة لأحكامها .

خامساً: الوضوح والعقلانية :


ومن أمثلة ذلك البارزة :

1/ في الاعتقاد :
ف
قضايا الاعتقاد الإسلامي كلها واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض فالله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له متصف بصفات الكمال ، منزه عن صفات النقص ، وهي عقيدة مستندة إلى البرهان : (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ))

وكذلك الجزاء الأخروي والنبوة كلها أمور لا غموض فيها ولا تعقيدات فهي تخاطب كل إنسان وبإمكان كل إنسان فهمها وتطبيقها والتعامل معها دون وساطة هيئات دينيه أو مراسم كهنوتية ولا تتطلب ذكاء خارقا أو جهدا فكريا غير عادي لفهمها وتطبيقها .


2/ في العبادات :
فأركان الإسلام العملية معروفة لكل مسلم ، وهي بهيئاتها و أركانها وشروطها ومواقيتها ومقاصدها واضحة لكل مسلم مهما كانت درجة ثقافته .


3/ في التشريع : وكذلك الأمر في الشرائع فكل مسلم يعرف أصول المحرمات وأمهاتها في الميدان الأسرى وغيره من الميادين .

العقــلانية : أما العقلانية فتتجلى في كل أبواب رسالة الإسلام، ذلك أنها تقوم على البرهان وتحارب التقليد واتباع الأباء بغير علم، وتدعو إلى التأمل وتعتبره من أهم الفرائض وأعظم العبادات. ولا تحتوي في أمر من أمورها مهما كان فرعيا – على ما يناقض العقل أو يهدم الحس.

كما تعتبر العقل ذاته نعمة من نعم الله تستوجب الشكر، وتوجب الحفاظ عليه وتنميته بالعلم والفكر كما اعتبرته مناط التكليف وأساس المسؤولية، وأسقطت التكاليف عن فاقده،كما أعطت العقل مجالا فسيحا في تنظيم الحياة هو مجال ما لا نص فيه وهو واسع لا يحده إلا الأصول والضوابط العامة التي وضعتها الشريعة للاجتهاد حتى لا تخرج من منطقة العقل ولا قانونه .


سادسا : الجمع بين الثبات والتطور :


لئن كان كثيرا من المذاهب الفلسفية والاجتماعية قد تضارب طرحها في شأن إشكالية الثبات والتطور فإن الإسلام نظر إلى هذه المسألة من زواياها المختلفة فزاوج بين التطور والثبات في شأن الكون وفي حياة الإنسان، وكيف شريعته على هذا الأساس بما يلبي متطلبات الجانب المتطور من الحياة حتى تتسق مع متغيرات الكون والحياة .

أما في جانب الثبات فقد جعل الغايات والأهداف العظمى من قيم دينية وخلقية واجتماعية واقتصادية قائمة على أصول وكليات ثابتة لا تتغير لأن أصل الكون وجوهره وأصل الإنسان وجوهره ثابتان لا يتغيران .


مجالات الثبات في شريعة الإسلام


وهذه المجالات هي :


1/ القيم الإعتقادية
2/ القيم الأخلاقية
3/ الأهداف العامة والمقاصد
4/ الأصول والكليات
5/ الأحكام القطعية

1/ القيم الاعتقادية: فحقيقة وجود الله واتصافه بصفات الكمال وخلقه للكون وعبودية كل ما في الكون له والإيمان بالملائكة وكتب الله ورسله وباليوم الآخر، وإن غاية وجود الإنسان هي عبادة الله وأن هذه الدار دار ابتلاء وأن الآخرة هي دار الجزاء والخلود هذه كلها قيم ثابتة لا تقبل التبديل .

2/ القيم الأخلاقية : والقيم الخلقية من صدق ورحمة وإحسان وعدل وأمانة وعفة وتعاون على الخير كلها ثابتة لا تقبل التبديل .

3/ الأهداف العامة : فالأهداف والمقاصد العامة للشريعة لا يعتريها تبديل، وهي أن الإسلام جاء ليحفظ على الناس دينهم ونفوسهم وعقولهم وأموالهم ونوعهم الإنساني وليحقق لهم مصالحهم في دنياهم وآخر تهم .


4/ القواعد الكلية : فالقواعد والأصول التي شرعها الإسلام في نظمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية كقيم العدل والشورى و المساواة والحرية والنصح للحاكم والمحكوم والتآخي والتكافل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية الملكية الفردية – بحدودها وقيودها الشرعية – وتحريم الربا وإباحة سائر المعاملات التي لا ظلم فيها ولا غش ولا استغلال،ومسؤولية الأمة عن ضعفائها وعجزتها وفقرائها وتشجيع المواهب،وتطوير وإيجاد الصنائع الحربية والمدنية التي يحتاجها المجتمع، هذه كلها ثوابت لا تقبل التغير مهما تغيرت الأحوال والظروف .

5/ - الأحكام القطعية : والأحكام القطعية التي شرعها الإسلام في ميدان الأسرة ككون النكاح هو الطريقة الوحيدة لإشباع الرغبة الجنسية ، وكالطلاق عند اقتضاء الحال وفي ميدان العبادات بثبات هيئاتها وأشكالها وأوقاتها وكالحدود والمقدرات الشرعية هذه كلها لا تقبل التبدل .


مجالات التطور


أما مجالات التطور فهي :

1/ الفروع والجزئيات

2/ الوسائل والأساليب
3/ التطبيق العملي للمبادئ والنظريات العامة

1/ الفروع والجزئيات : وهي الأحكام الجزئية التي لم يرد فيها نص مطلقاً أو ورد فيها نص غير صريح الدلالة، ومن ثم احتملت أكثر من وجه.

2/ الوسائل والأساليب : مثل: أن الإسلام حدد وظيفة الإنسان بأنها الخلافة في الأرض إلا أنه لم يحدد الصيغة العملية لها ، فبأي صيغة تحقق ذلك فهي مشروعة سواء كانت زراعة للأرض أو استخراجا لكنوز البحر أو تفجيراً للذرة وغيرها، مع أن تلك الوسائل يجب ألا تكون محرمة في ذاتها فلا تجوز السرقة لكسب المال-مثلاً -

3/ أما التطبيق العملي للمبادئ والقواعد العامة فمثاله: أن التراضي بين الطرفين هو أساس كل العقود إلا أن صورة التعبير عن الرضاء لا تتخذ شكلا ثابتا فكل ما يحقق هذا المبدأ مقبول شرعاً ، سواء كان قولا أو كتابة أو إشارة .



سابعا : الجمع بين التوجيه والتشريع :


فقد اعتنت شريعة الإسلام بشأن الضمير الفردي وتربيته وشحنه بمعاني الخوف من الله ورجاء رحمته وحبه ، كي يكون أكثر مسارعة في تلبية داعي الله ولو لم تكن ثمة رقابة خارجية لكنها في ذات الوقت لم تعتمد عليه كلياً بل كملت دوره بالتشريع الذي يرعاه المجتمع وتحميه مؤسسات العدل .


أمثلة لهذه الخاصية :


1/ في مجال المعاملات : نجد الشريعة في هذا الميدان توجه الضمير نحو قيم العدل والأمانة في معاملة الناس وحب الخير لهم وإنصافهم من النفس وعدم ظلمهم وتدعوا إلى ترك الغش والخيانة كما نجد فيها بالإضافة إلى ذلك التشريعات المحددة والتي حرمت أنواعا من المعاملات تتضمن الظلم واستغلال حاجة الفقراء ، كالربا والغش والاحتكار ، كما نجد الضمانات القانونية التي تحقق العدل وتمنع الظلم ككتابة الدين توثيق العقود التي يحرسها القضاء فيفض فيها النزاع ويقطع الخصومات .

2/ في مجال الحلال والحرام : وتتجلى مزاوجة الشريعة بين التوجيه والتشريع في هذا المجال في أنها لم تترك البت في الحل والحرمة للضمير بل حددت الأشياء المحرمة واعتبرت ما عداها حلالا ولكن مع التوجيه بربط الصلة بالله والهتاف بالقلب أن يتقي الله ويبتعد عما حرم .

3/ في ميدان الأسرة : وفي ميدان الأسرة نجد التوجيه فمثلا في دعوة الزوجين إلى تعميق معاني الحب والسكينة والتعاون والتضحية بينهما : (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ))


وقال : ((وعاشروهن باالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))


كما نجد التشريع في قيام هذه العلاقة على عقد لا يتم إلا بالتراضي وفي الالتزامات القانونية المتبادلة بين الطرفين قال تعالى : ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف))

4/ في مجال العقوبات : فقد شملت الشريعة في هذا الميدان من التوجيهات ما يولد لدي المؤمن الوازع القوي الزاجر عن ارتكاب الشر ومع ذلك حددت العقوبات الصارمة والرادعة عند المخالفة قال تعالى : (( من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ))


وقال تعالى : ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيدهما ))

وهكذا في كل ميدان من ميادين الحياة تكامل في شريعة الإسلام بين التوجيه والتشريع تكامل الوجدان والرقابة الداخلية مع دور مؤسسات العدل والرقابة الخارجية بحيث لا تفتك آية من آيات التشريع عن توجيه يصل القلب بالله ويستثير في الوجدان استشعار رقابة الله وخوفه وحبه وبذلك عبرت عن قيم عقيدة التوحيد حيث ربطت الإنسان قلباً وجوارح وحركة في الحياة بالله سبحانه .

http://islamtoday.net/toislam/art-110-0.htm





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة :
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
والشرائع, الإسلام, السابقة, العلاقة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
العلاقة بين كم التعقيد الخلية الاولى و احتمالات المصادفة كلمة سواء الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية 6 07.12.2010 21:27
المبشرة السابقة رندا نيقوسيان تبحر في بحر الإسلام..... الراوى ركن المسلمين الجدد 4 18.07.2010 21:22
العلاقة بين الله والمسيح (1) Just asking التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء 1 11.11.2009 23:31



لوّن صفحتك :