الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية قسم مخصص للرد على الملحدين و اللادينيين و أتباع الأديان الوثنية

آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

ملحد سألني ؟ الرجاء الدخول

الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 14:16

واثقه بالله

عضو

______________

واثقه بالله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 25.03.2012
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
13.04.2012 (03:41)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
1 44 ملحد سألني ؟ الرجاء الدخول


ملحد سالني هذه الاسئله واود ان تساعدوني في طرح اجابة مقنعه له
قال نظرية الخلق غير منطقية وغير معقولة ولكي لاتلقي اللوم على الملحد عندما يعلن الحاده وحتى وهو في بلد الناس فيه يقدسون الدين
ووجه لي بعض الاسئله
اولاً .. كيفية اكتساب الشيطان قدرة الاغواء
هل خلق الله الشيطان واعطاه ميزة او قدرة الاغواء قبل ان يعصي امر الله عندما رفض الانحناء لادم ام بعد ذلك ؟ اذا كان قبل فهذا يدل على تعمد الله خلق الشيطان شريراً , اما اذا كانت قدرة او ميزة الاغواء وهبها الله له عندما طلب من الله ان يتركه يلعب على هواء ويغوي البشر ويرشدهم للشر فهذا خطأ قاتل كيف يسمع الله او يلبي طلب هذا العاصي والشرير , اما اذا كانت هذه الصفة او ميزة الاغواء استطاعة ان يصل اليها الشيطان او يكتسبها دون علم الله او رغماً عن الله فهذا ايضاً انتقاص من قدرة وعظمة الخالق , كيف يمكن لمخلوق ان يكتسب قدرة عظيمة وهائلة لوحده , هكذا يجعلنا ان نشكك في قدرة الخالق ماذا لو استطاع ان يكتسب ميزات اخرى خطيرة للغاية استطيع ان اذكر بعض الامثلة على هذه المميزات ولكن دعنا لانعقد الامور؟
الخلاصة كيفما ومتى ما كانت اكتساب الشيطان هذه الميزة فسيكون اللوم على الخالق وهو مسؤل ايضاً ومشترك معه , فكري اذا كان هناك شخص يحصل على اسلحة دمار شامل من الحكومة اي الحكومة تسمح له بأمتلاكها او هي من تتقصد في اعطائها له وهذا الشخص يلقي هذه الاسلحة على مجموعة من الناس ويبيدهم , برأيك هل هذا الشخص وحده مذنب في هذه الجريمة ؟ ام الحكومة ايضاً مذنبة ومشتركة في الجريمة ؟
ثانياً .. تغير او تعديل الله في خطته
نحن نعلم او بالاحرى علمنا منكم ان الله خلق ادم وحواء والشيطان وكانوا يسكنون الجنة , ماذا كان سيحدث لو سجد ابليس لادم ولم يقم الاول بأغواء الثاني ولم يقم الثاني بالتقرب من تلك الشجرة ؟ هل كانوا سيبقون في الجنة ؟ بالتأكيد كانو سيبقون في الجنة ولم يضطر الله ان يغير من خطته ويخرجهم منها ويلقي بأدم وحواء على الارض ويشرد الشيطان في هذا الكون الواسع ولم يكن يضطر ان يصنع الجهنم وخاصة عندما كان ادم يؤكد له بان بأستطاعة البشر ان يطيعوه ولا يعصوا اورامره وعندما لم يعد يكن هناك الشيطان الذي يغوي البشر ويحثهم على ارتكاب المعاصي , , ولكن السؤال هنا الم يكن يعلم الله بأن هذا لم يحدث وبأن كلاهما سيعصيان اوامره ؟ بالتأكيد بلا كان يعلم لانه يعلم كل شيء وهناك دليل على ذالك الا وهو عندما قال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ولم يقل في الجنة اي انه كان يعلم ماذا سيحدث ولكن تعمد في ابتلاء الشيطان بالتكبر وابتلاء البشر بالشيطان , هل يعقل بان الله غير من خطته بعدما فاجاه الشيطان عندما عصى امره ومن ثم ادم ؟
ثالثاً .. هل جميع صفات الله جميلة ؟
هناك بعض الصفات عند الخالق وعندما يتحلى بها المخلوق سيكون جيدا وجميلا مثل الكرم والصبر واللطف وهناك الكثير منها , وهناك صفات اخرى موجودة عند الخالق ولكن عندما يتحلى بها المخلوق يكون منبوذاً ومكروهاً وعاصياً كالتعالي والتكبر , السؤال هنا هل هذه الصفات قبيحة كي لايجوز للمخلوق التحلي بها ؟
لماذا لايجوز للمخلوق ان يعرف قدر نفسه ويعرف ارفع من مخلوق اخر في حين ان المؤمنين حيث ان المسلمين يرون انفسهم اعلى شأن ومرتبة من المسيحين والمسيحين ايضا واليهود ايضاً , وان الخالق نفسه ميز مخلوق على مخلوق حيث ميز ادم على الملائكة وعلى الشيطان بدون سبب وفضل بشر على بشر ايضاً بدون سبب , الم يفضل الانبياء على باقي البشر والمؤمنين ؟ الم يفضل محمد على باقي الرسل والعباد ؟ ما السبب لمذا محمد سيد الانبياء واشرف البشر ؟ الم يفضل الله الذكور على الاناث ؟ الم يستطع ان يخلقكي ذكراً ويجعل منك نبي هذه الامة وتكونين سيد المرسلين واشرف البشر ولك المنزلة الاولى في الجنة ؟
هل سنأتي الان ونلقي اللوم على تكبر ابليس ؟ وهل يعقل ان يتكبر ابليس على خالقه في حين كان له منزلة عظيمة وفي حين يعلم ماذا سيحل به سيحرق الى الابد


جزاكم الله كل خير ونفع بكم الاسلام والمسلمين ملحد سألني الرجاء الدخول
للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 14:50

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (09:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


سأتيك بالرد بالقريب العاجل باذن الله تعالى




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 15:04

واثقه بالله

عضو

______________

واثقه بالله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 25.03.2012
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
13.04.2012 (03:41)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


باذن الله
الله يعزك اخي الاشبيلي
والله يقويك ويرضى عليك يا رب
بانتظارك






المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 18:55

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


قوله تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) .

[ ص: 151 ] اعلم أن إبليس لما قال : (
لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) أوهم هذا الكلام أن له سلطانا على عباد الله الذين يكونون من المخلصين ، فبين تعالى في هذه الآية أنه ليس له سلطان على أحد من عبيد الله سواء كانوا مخلصين أو لم يكونوا مخلصين ، بل من اتبع منهم إبليس باختياره صار متبعا له ، ولكن حصول تلك المتابعة أيضا ليس لأجل أن إبليس يقهره على تلك المتابعة أو يجبره عليها والحاصل في هذا القول : أن إبليس أوهم أن له على بعض عباد الله سلطانا ، فبين تعالى كذبه فيه ، وذكر أنه ليس له على أحد منهم سلطان ولا قدرة أصلا ، ونظير هذه الآية قوله تعالى حكاية عن إبليس أنه قال : ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) [إبراهيم : 22] وقال تعالى في آية أخرى : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) [النحل : 100] قال الجبائي : هذه الآية تدل على بطلان قول من زعم أن الشيطان والجن يمكنهم صرع الناس ، وإزالة عقولهم كما يقوله العامة ، وربما نسبوا ذلك إلى السحرة قال : وذلك خلاف ما نص الله تعالى عليه ، وفي الآية قول آخر ، وهو أن إبليس لما قال : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) فذكر أنه لا يقدر على إغواء المخلصين صدقه الله في هذا الاستثناء فقال : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) فلهذا قال الكلبي : العباد المذكورون في هذه الآية هم الذين استثناهم إبليس .

واعلم أن على القول الأول يمكن أن يكون قوله : (
إلا من اتبعك ) استثناء ; لأن المعنى : أن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ، فإن لك عليهم سلطانا بسبب كونهم منقادين لك في الأمر والنهي .

وأما على القول الثاني فيمتنع أن يكون استثناء ، بل تكون لفظة ( إلا ) بمعنى لكن ، وقوله : (
وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) قال ابن عباس : يريد إبليس وأشياعه ، ومن اتبعه من الغاوين .






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:02

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


أنقل لكم كلاماً للعلامة العثيمين - رحمه الله -
قال رحمه الله في شرحه للأربعين النووية

وقد احتجّ المشركون بالقدر على شركهم، كما قال الله عنهم: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: 148) .
والجواب: قال الله تعالى: (كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا) (الأنعام: 148) فلم تقبل منهم هذه الحجة، لأن الله تعالى جعل ذلك تكذيباً وجعل له عقوبة: (حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا) .

فإن قال قائل: إن لدينا حديثاً أقرّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم الاحتجاج بالقدر، وهو أن آدم وموسى تحاجا -أي تخاصما- فقال موسى لآدم: أنت أبونا خيبتنا، أخرجتنا ونفسك من الجنة -لأن خروج آدم من الجنة من أجل أنه أكل من الشجرة التي نُهِيَ عن الأكل منها -فقال له آدم: أتلومني على شيء قد كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: حَجَّ آدَمُ مُوْسَى مرتين أو ثلاثاً وفي لفظ: فَحَجَّهُ آدَمُ (2) يعني غلبه في الحجة.

هذا يتمسّك به من يحتجّ بالقدر على فعل المعاصي.
ولكن كيف المخرج من هذا والحديث في الصحيحين؟

أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بجواب، وأجاب تلميذه ابن القيم - رحمه الله - بجواب آخر.

شيخ الإسلام قال: إن آدم عليه الصلاة والسلام فعل الذنب، وصار ذنبه سبباً لخروجه من الجنة، لكنه تاب من الذنب، وبعد توبته اجتباه الله وتاب عليه وهداه، والتائب من الذنب كمن لاذنب له، ومن المحال أن موسى عليه الصلاة والسلام -وهو أحد أولي العزم من الرسل- يلوم أباه على شيء تاب منه ثم اجتباه الله بعده وتاب عليه وهداه، وإنما اللوم على المصيبة التي حصلت بفعله، وهي إخراج الناس ونفسه من الجنة، فإن سبب هذا الإخراج هو معصية آدم، على أن آدم عليه الصلاة والسلام لاشك أنه لم يفعل هذا ليخرج من الجنة حتى يلام، فكيف يلومه موسى؟
وهذا وجه ظاهر في أن موسى عليه السلام لم يرد لوم آدم على فعل المعصية، إنما على المصيبة التي هي من قدر الله وحينئذ يتبين أنه لاحجة في الحديث لمن يستدل على فعل المعاصي.

إذاً احتج على المصيبة وهي الإخراج من الجنة، ولهذا قال: أخرجتنا ونفسك من الجنة ولم يقل: عصيت ربك، فهنا كلام موسى مع أبيه آدم على المصيبة التي حصلت، وهي الإخراج من الجنة، وإن كان السبب هو فعل آدم. وقال رحمه الله: اللوم على المصائب وعلى المعائب إن استمر الإنسان فيها.

أما تلميذه ابن القيم - رحمه الله - فأجاب بجواب آخر قال: إن اللوم على فعل المعصية بعد التوبة منها غلط، وإن احتجاج الإنسان بالقدر بعد التوبة من المعصية صحيح. فلو أن إنساناً شرب الخمر، فجعلت تلومه وهو قد تاب توبة صحيحة وقال: هذا أمر مقدر عليَّ وإلا لست من أهل شرب الخمر، وتجد عنده من الحزن والندم على المعصية، فهذا يقول ابن القيم: لابأس به.
وأما الاحتجاج بالقدر الممنوع فهو: أن يحتج بالقدر ليستمر على معصيته، كما فعل المشركون، أما إنسان يحتج بالقدر لدفع اللوم عنه مع أن اللوم قد اندفع بتوبته فهذا لابأس به.

وهذا الجواب جواب واضح يتصوره الإنسان بقرب، وإن كان كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - أسد وأصوب، لكن لامانع بأن يُجاب بما أجاب به العلامة ابن القيم.
وقال ابن القيم: نظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طرق ابنته فاطمة وابن عمه عليَّاً رضي الله عنهما ليلاً فوجدهما نائمين، فقال: أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟ فكأنه عاب عليهما، أي لماذا لم تقوما لصلاة التهجّد فقال علي رضي الله عنه: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ أَنْفُسَنَا بِيَدِ اللهِ عزّ وجل فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا؛ بَعَثَنَا، فَخَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْرِبُ عَلَى فَخِذِهِ وَيَقُوْلُ: وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلاً (1) لأن عليّاً رضي الله عنه دافع عن نفسه بأمرٍ انتهى وانقضى.

ولو أن إنساناً فعل معصية وأردنا أن نقيم عليه العقوبة حدّاً أو تعزيراً وقال: أنا مكتوب عليَّ هذا. ولنفرض أنه زنا وقلنا: اجلدوه مائة جلدة وغربوه عاماً عن البلد، فقال: مهلاً، هذا شيء مكتوب عليَّ، أتنكرون هذا؟ فسنقول: لاننكره، فيقول: لالوم عليّ، فنقول: ونحن سنجلدك ونقول هذا مكتوب علينا.

وذكر أن سارقاً رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر بقطع يده، فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين، والله ما سرقت إلا بقدر الله، وهذا جواب صحيح، فقال عمر: ونحن لا نقطعك إلا بقدر الله، فغلبه عمر رضي الله عنه، بل نقول: إننا نقطع يده بقدر الله وشرع الله، فالسارق سرق بقدر الله، لكن لم يسرق بشرع الله، ونحن نقطع يده بقدر الله وشرع الله، ولكن عمر رضي الله عنه سكت عن مسألة الشرع من
أجل أن يقابل هذا المحتج بمثل حجته.
فتبين الآن أن الاحتجاج بالقدر على المعاصي باطل، والاحتجاج بالقدر على فوات المطلوب باطل أيضاً، ولذلك نرى الناس الآن يتسابقون إلى الوظائف باختيارهم ولا يفوتونها، ولو أن الإنسان تقاعس ولم يتقدم لامه الناس على هذا، مما يدل دلالة واضحة على أن الإنسان له إرادة وله اختيار.

فبطل بذلك احتجاج العاصي بقدر الله على معاصي الله، ونقول له: أنت قدرت الآن أن الله قد كتب عليك المعصية فعصيت، فلماذا لم تقدر أن الله كتب لك الطاعة وأطعت، لأن القدر سر مكتوم لا يعلمه إلا الله، ولا نعلم ماذا قضى الله وقدر إلا بعد الوقوع، فإذا كنت أقدمت على المعصية فلماذا لم تقدم على الطاعة وتقول إنها بقضاء الله وقدره.

والأمر والحمد لله واضح، ولولا ما أثير حول القضاء والقدر لكان لا حاجة إلى البحث فيه لأنه واضح جداً، وأنه لا حجة بالقدر على المعاصي ولا على ترك الواجبات ]





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:04

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي




أقدار الله الكونية يجب الرضى بها
قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ :

[وأما الوجه الثاني وهو الذي من جهة العبد فهو أيضاً ممكن بل واقع فإن العبد يسخط الفسوق والمعاصي ويكرهها من حيث هي فعل العبد واقعة بكسبه وإرادته واختياره، ويرضى بعلم الله وكتابته ومشيئته وإرادته وأمره الكوني فيرضى بما من الله، ويسخط ما هو منه، فهذا مسلك طائفة من أهل العرفان، وطائفة أخرى كرهتها مطلقاً وقولهم يرجع إِلَى هذا القول؛ لأن إطلاقهم للكراهة لا يريدون به شموله لعلم الرب وكتابته ومشيئته، وسر المسألة: أن الذي إِلَى الرب منها غير مكروه والذي إِلَى العبد مكروه] اهـ.

الشرح :

نوضح ما ذكره المُصنِّف بمثال: وهو أن إنساناً له قريب لا يصلي، فإن هذا الإِنسَان يكره هذا العمل كراهية شديدة، ويكره هذه المعصية من قريبه ويتألم من وقوعها منه، لكن إذا جَاءَ أحد فَقَالَ له: يا أخي هذا كله بقدر الله، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمرنا أن نصبر عَلَى أقدار الله، فإذا كَانَ أبوك لا يصلي أو أمك لا تصلي فلا بد أن تصبر، فهذا قدر الله وهذا أمره، فارض بما كتب الله: أما وقوع المعصية من جهة العبد فليس بمرضيٍ، لكن وقوعه من جهة أقدار الله تَعَالَى مرضي، فنحن نرضى به.

ثُمَّ قَالَ: [فهذا مسلك طائفة من أهل العرفان] ولو قال: من أهل الإيمان لكان أفضل، وهم الذين قالوا: نرضى بكل ما هو من جهة الله وقدره، ونسخط المعاصي من جهة العبد ، [وطائفة أخرى كرهتها مطلقاً وقولهم يرجع إلى القول الأول] فكرهوها من جهة أنها معصية لا من جهة أنها قدر من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يقول: [لأن إطلاقهم الكراهة لا يريدون به شموله لعلم الرب وكتابته ومشيئته] وإنما يريدون أنها مخالفة شرعية لأمره ونهيه، وهذا هو سر المسألة وخلاصتها: أن الذي إِلَى الرب منها غير مكروه، والذي إِلَى العبد مكروه.

وهذان القولان: القول بالرضى، والقول بعدم الرضى وأنهما يرجعان إِلَى أصل واحد، يذكرنا بما سبق في حديث احتجاج آدم وموسى لما قال: {أنت موسى الذي كلمك الله، واصطفاك برسالته، وكتب لك التوراة بيده، تلومني عَلَى أمر قد كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السماوات والأرض بأربعين سنة، فَقَالَ النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فحج آدم موسى} .

وهذا الحديث لا حجة فيه للجبرية الذين يقولون: نعمل المعاصي ونقول: قدر الله ذلك، لأن هناك مصيبة وهناك معصية، فالمعصية هي أكل آدم من الشجرة، والمصيبة هي: الخروج من الجنة.

فموسى عَلَيْهِ السَّلام لامَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام عَلَى المصيبة لا عَلَى المعصية، فاحتج آدم بالقدر عَلَى المصيبة، والاحتجاج بالقدر عَلَى المصيبة جائز وصحيح، وبعض العلماء قالوا: الذنب أيضاً يحتج بالقدر عليه من جهة وقوعه قدراً، وهذا الوجه هو الذي يناسبنا هنا، فآدم لم يحتج عَلَى الذنب من جهة أنني أعمله وأستمر -كما فعل إبليس- ولكن من جهة وقوع المعصية بقدر الله عَلَى الجهة المكروهة.

فخلاصة المسألة: العلم بأن ما كَانَ منها إِلَى الله فهو غير مكروه وليس فيه شر، وأن ما كَانَ منها -من أفعال الشر التي يفعلها الخلق- بالنسبة إِلَى العبد فهو مكروه، فالكراهة جاءت من فعل العبد ومن عمله والتساؤل الثالث:



قول الجبرية مردود عند جميع العقلاء
قَالَ المُصنِّفُ -رحمه الله تعالى- :

[فإن قيل: ليس إِلَى العبد شيء منها قيل: هذا هو الجبر الباطل الذي لا يمكن صاحبه التخلص من هذا المقام الضيق، والقدري المنكر أقرب إِلَى التخلص منه من الجبري، وأهل السنة المتوسطون بين القدرية والجبرية اسعد بالتخلص من الفريقين] اهـ.

الشرح:

إن الجبر الباطل هو: أن لا نجعل للعبد أي إرادة لأعماله، ولا نجعل له نسبة ولا إضافة في أعماله التي يعملها، ومن الجبر الباطل أن نجعل أعمال الإِنسَان الإرادية الاختيارية حين يأكل أو يشرب أو ينام أو يطيع أو يعصي مثل الريشة في مهب الرياح ليس لها أي إرادة، أو أن حركته بيديه أو بعينه مثل حركة قلبه حينما ينبض، وهذا قول لا يوافق عليه عاقل، وقد اتفق جميع العقلاء عَلَى نبذه ومخالفته.

ولهذا قلنا كما سبق: إن القدرية الجبرية ليس لهم شبهة وقولهم مخالف للعقل والنقل ولهذا لا نشتغل كثيراً بإبطال مذهبهم، أما القدرية النفاة فإن في كلامهم من الشبهات والاحتمالات ما قد يلتبس عَلَى كثير من النَّاس، ولذلك أطال العلماء في إيضاح هذه الشبه والرد عليها.



وسطية أهل السنة في أفعال العباد
ثُمَّ يقول المصنف: [هذا هو الجبر الباطل الذي لا يمكن صاحبه التخلص من هذا المقام الضيق، والقدري المنكر أقرب إِلَى التخلص منه من الجبري] أي: القدري المنكر أقل شراً ممن يقول؛ بالجبر لأنهم ينسبون الشر والفساد والذنوب إِلَى العباد ولا ينسبون ذلك إِلَى الله تَعَالَى، بخلاف قول الجبرية تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

ومذهب أهْلِ السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خالق أفعال العباد، وأن العباد فاعلين لها حقيقة .

وخلاصة ما تقدم أن الجبرية يقولون: إن الله هو الفاعل لأفعال العباد، و القدرية النفاة يقولون: إن العبد هو الخالق، أما أهْلُ السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ فكما قال المصنف: [وأهل السنة المتوسطون بين القدرية والجبرية أسعد بالتخلص من الفريقين] فليس ثمت إشكال يواجههم في قضية أفعال العباد.

فمعاصي العباد كلها بقدر الله وقضاءه وموافقة لإرادته الكونية القدرية ، ولكنها مخالفة لإرادته الشرعية -لأمره ونهيه- ولهذا يؤاخذ عليها أصحابها ويعاقبون لأنهم فعلوها بإرادتهم، وهذه الإرادة تابعة لمشيئة الله، فإن فعلوا خيراً جوزوا به، وكان ذلك جزاءً لما فعلوه بإرادتهم واختيارهم من الطاعات، وإن فعلوا شراً عوقبوا به، وكان ذلك جزاءً





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:11

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


الإيمان بأن الله كتب على آدم المعصية قبل أن يخلقه
وأولى هذه المسائل أو الأبواب: قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الإيمان بأن الله عز وجل كتب على آدم المعصية قبل أن يخلقه] أي: اعتقاد أن الله عز وجل كتب المعصية على آدم قبل أن يخلقه، ومعصية آدم كانت الأكل من الشجرة، وقد نهاه الله عز وجل عن الأكل منها، لكن الشيطان سول له أن هذه شجرة الخلد، وأنه إذا أكل منها فإنه سيخلد ولا يموت أبداً، فانصاع آدم لكلام اللعين إبليس عليه لعنة الله، فأكل من الشجرة، فكان ما كان بعد الأكل أن طرد من الجنة وكثرت ذريته وانتشر نسله في الأرض. والراجح أن هذه الجنة التي طرد منها آدم كانت في السماء ولم تكن في الأرض، وقد جاءت بذلك بعض النصوص، ومن رد ذلك فهو من الفرق الهالكة، أي: من قال: إن الله لم يكتب المعصية على آدم قبل أن يخلقه فهو من الفرق الهالكة والضالة، وكما تعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: يا رسول الله! من هم؟ قال: من كانوا على مثل ما أنا عليه وأصحابي)، أي: من كان على الهدي النبوي وعلى سيرة الخلفاء الراشدين والصحابة الأكرمين رضي الله عنهم أجمعين. ولا يلزم من قولنا أن هذه الفرق ضالة وأنها في النار أنها مخلدة؛ لأنه لا يخلد في النار إلا الكفار والمنافقون، والدليل على أن هذه الفرق رغم ضلالها وهلاكها إلا أنها ليست كافرة ولا تخلد في نار جهنم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وستفترق أمتي)، فسماهم من الأمة، ومفاد البحث في هذا الحديث أو في هذه الجزئية من الحديث أن الأمة الإسلامية ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى وغير واحد ممن تعرض لشرح هذا الحديث أن هذه الفرق كلها قد ظهرت في الأمة، والخوارج أول الفرق ظهوراً حتى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل: ذلك الرجل الذي يدعى بـذي الخويصرة التميمي : (لما أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا محمد! أعطني من مال الله لا من مالك ولا مال أبيك، فلما أعطاه النبي عليه الصلاة والسلام قال: والله ما أريد بهذه القسمة وجه الله، فقال النبي: ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! فلما ولى مدبراً، قال النبي عليه الصلاة والسلام: سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)، فانظر إلى أوصاف أهل البدع، فتجد أنهم يجتهدون جداً في العبادة، وهذا هو الذي يغر العامة؛ فيرى رجلاً من أهل البدع يصلي ويصوم أكثر منه، ويقرأ القرآن باستمرار لا يمل ولا يتعب، فيغتر به فيقول: هذا رجل من أهل الصلاح، لكن لا يعلم أنه من أهل البدع إلا أهل العلم، ولذلك العلم نور وبصيرة، وقوله في الحديث: (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)، أي: أن القراءة من اللسان والفم ولا علاقة لها بالقلب، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الخوارج كلاب النار)، وغير ذلك من الوعيد الذي ورد فيهم. ثم ظهرت بعدهم -بعد الخوارج- القدرية الذين أنكروا القدر، وقالوا: إن الأمر أنف، وأن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها، فنفوا العلم الأزلي لله عز وجل، كما نفوا الكتابة في اللوح المحفوظ وغير ذلك. وبلا شك أن غلاة الفرق كفار خارجون عن الملة، وفي بعض فروع هذه الفرق فرق أخرى، فتجد أن القدرية انقسموا إلى أقسام كثيرة، وتجد الشيعة أو الرافضة انقسموا إلى أكثر من عشرين فرقة داخلية، فيندرجون تحت فرقة واحدة وهي الشيعة أو التشيع، لكنهم انقسموا فيما بعد على أنفسهم، وكل انقسام أخذ فرقاً داخلية في داخل الفرقة الواحدة، ومن هذه الفرق الفرعية ما أتى بأقوال تنقض الإيمان والإسلام والتوحيد من أساسه، وبلا شك لو وجدنا أن في بعض الفرق من يقول: الله تعالى رجل جميل المنظر! أن هذا القول كفر بواح، ومن قال به أو اعتقده فقد كفر بالله عز وجل؛ لأنه ليس له مثيل ولا شبيه ولا كفء ولا ند: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فالذي يقول: إن الله تعالى على صورة الرجل، أو أنه رجل جميل المنظر غير أنه مجوف أو مصمت -هكذا قالوا- فهو كفر، ولولا أن الله حكى مقالة الكافرين في الكتاب ما جرؤت أن أحكي مقالة هؤلاء، ولكن اقتداء بالقرآن الكريم لما حكا الله تعالى أقوال الكافرين جوز لنا أن نحكي أقوال الكافرين كذلك. قال: [الباب الأول: الإيمان بأن الله عز وجل كتب على آدم المعصية قبل أن يخلقه، فمن رد ذلك فهو من الفرق الهالكة].





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:27

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


معنى قول المؤلف: (فقد علم الله المعصية من آدم قبل أن يخلقه ...)
قال: [فقد علم الله عز وجل المعصية من آدم قبل أن يخلقه، ونهاه عن أكل الشجرة، وقد علم أنه سيأكلها]، أي: أن الله عز وجل علم علماً أزلياً قبل أن يخلق آدم أن آدم سيأكل من الشجرة، وبعد علم الله عز وجل خلق آدم، وبعد خلقه نهاه أن يأكل من الشجرة، والله تعالى يعلم أزلاً أنه سيأكل منها بغواية الشيطان له. قال: [وخلق إبليس لمعصيته -أي: أن الله خلق إبليس من أجل أن يعصيه- ولمخالفته فيما أمره به من السجود لآدم]، ومعنى ذلك: أن الله تعالى خلق إبليس وهو يعلم أنه إذا أمره بالسجود لآدم فإنه لن يسجد، كما علم أن آدم لن يمتثل الأمر بل سيقع في النهي، قال: [وقد علم أنه لا يسجد، فكان ما علم ولم يكن ما أمر]، أي: فكان من الله ما علم ولم يكن منه ما أمر، فهو أمر بالسجود لآدم ونهى عن الأكل من الشجرة، فخالف إبليس الأمر، وخالف آدم النهي، والله تعالى يعلم هذه المخالفة، ومع هذا أمر، فالذي كان من الله عز وجل الأمر والنهي، والذي وقع على آدم هو النهي، والذي وقع على إبليس هو الأمر، فخالف إبليس في الأمر وارتكب آدم النهي. وهذا النهي الذي وقع فيه آدم والأمر الذي خالفه إبليس كان في علم الله تعالى الأزلي أنهما لا يمتثلان. قال: [فكان ما علم ولم يكن ما أمر، وكذلك خلق فرعون وهو يعلم أنه يدعي الربوبية ويفسد في البلاد ويهلك العباد، وأرسل إليه موسى يأمره بالتوحيد لله والإقرار له بالعبودية، وهو يعلم أنه لا يقبل]. وهذا في ميزان البشر، فإذا كان هو يعلم أنه لن يقبل فلماذا يبعثه؟ من أجل أن يقيم عليه الحجة، فلا تظن أن الله عز وجل يظلم عباده أبداً: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا [يونس:44]، وقال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]، فالله تعالى أرسل إليك الرسول، وأنزل معه الكتاب، ومنحك العقل الذي هو مناط التكليف، فماذا تريد بعد ذلك؟ الآن -ولله المثل الأعلى- عندما يقول لك أبوك: أنا أأكلك وأشربك وأصرف عليك وأعطيك دروساً خصوصية، لكن لابد أن تكون النتيجة آخر السنة مرضية، فأنت على مدار السنة تكون مرعوباً إن لم تأت بالنتيجة المرضية، وتعمل جاهداً على أن تحقق أعلى نسبة نجاح ترضي الوالد، والله تعالى أحق بالرضى، فهو الذي ربى جميع الخلائق وقام على شئونهم، وهو الذي خلقهم وسواهم وعدلهم، أفلا يستحق بأن يُرضى؟! وغير ذلك فوق الطعام والشراب والمسكن والمأوى مما لا يملكه إلا الله، فقد أرسل إليك الرسل من أجل أن يبين لك طريق الهداية من الغواية، وأنزل معهم الكتب التي فيها هدى ونور أو كلها هدى ونور، ومنحك العقل لتميز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الجنة والنار، بين الطاعة والمعصية؛ وتعلم ذلك يقيناً من نفسك.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:28

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


تعليق ابن بطة على أحاديث وآثار احتجاج آدم وموسى وتعلقها بالقدر
[قال الشيخ ابن بطة] يشرح هذه الأحاديث الطويلة بكلمتين في منتهى الاختصار، وهذا هو وضع السلف أنهم كانوا قليلي الكلام كثيري العمل، أما نحن فعلى العكس تماماً، كلام كثير جداً والعمل صفر. [قال الشيخ: فقد علم الله عز وجل المعصية من آدم قبل أن يخلقه]، وانتبه إلى قوله: قد علم، فهذا فيه إثبات مرتبة العلم. ونحن قد قلنا: إن مراتب القدر أربع: مرتبة العلم، ومرتبة الكتابة، ومرتبة الإرادة والمشيئة، ومرتبة الخلق. فانتبه إلى هذه المراتب، إن لم تحفظها وتلم بها وبأحكامها وبأدلتها ستضيع في باب القدر. ومرتبة العلم، إي: إثبات العلم الأزلي لله عز وجل، وأنه علم كل شيء كان ويكون إلى قيام الساعة، فعلم ذلك من خلقه فكتبه في اللوح المحفوظ، فهو عنده تحت العرش، وفي الحديث: (أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب كل شيء كان ويكون إلى قيام الساعة، فجرى القلم بما هو كائن إلى قيام الساعة) وهذا قلم القدرة، فهذه هي المرتبة الثانية من مراتب القدر، وهي مرتبة الكتابة، التي كتبت على مقتضى علم الله عز وجل. إذاً: المرتبة الأولى: العلم الأزلي، ولا نقول كما قالت القدرية: إن الله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها وبعد حدوثها، بل علمها في الأزل، فلما علمها الله عز وجل كتبها، ولا أقصد بقولي: (فلما) أنه لم يكن يعلم فعلم، إنما قصد الكلام الدارج. ثم إن الله عز وجل جعل للعبد مشيئة وإرادة، والله سبحانه مشيئة وإرادة، وما تشاءون إلا أن يشاء الله، فجعل للعبد مشيئة ولله مشيئة: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [الأنفال:67]، فأثبت للعبد إرادة ولله تعالى إرادة، لكن العبد لا يريد إلا ما أراده الله، ولا يشاء إلا ما يشاؤه الله، بمعنى: أنه لا يقع من العبد عمل أو قول أو فعل أو حركة أو سكون إلا أن يأذن في خلقها وإيجادها الله عز وجل، وهذه هي المرتبة الرابعة التي تسمى: مرتبة الخلق والإيجاد، فلا يكون في ملك الله إلا ما أراد وقدر وشاء، لكن الأعمال التي تتم في الكون منها ما هو خير وطاعة موافق للشرع وموافق لمحبة الله ورضاه وأمره، ومنها ما وقع وهو شر ومعصية، والله تعالى هو الذي أذن فيه وفي وقوعه؛ لأنه لا يكون في الكون إلا ما أراد، فإما أن تكون إرادة شرعية مبناها على المحبة والرضا، فأنا الآن أصلي، فهل يمكن أن أصلي على غير مشيئة الله وإرادته؟ أي: هل للعبد أن يقول: أنا أصلي أربع ركعات شاء الله أم أبى؟ هل يقع منه ذلك؟ لا يقع منه ذلك، ولو أراد الله تعالى أن يميته في مكانه وقبل أن يتم كلامه لفعل سبحانه وتعالى. فلا يضمن العبد أن يدخل في عمل أو أن يتكلم بقول أو أن يضمن حياته، ولا أن يضمن أيتم ذلك منه أم يخرص ويصم قبل أن يتم؟ ولذلك الإرادة الشرعية هي الموافقة للشرع، سواء كانت من الله عز وجل في أوامره التي أمر الله بها العباد، أو من العبد الذي تقرب إلى الله بفعل هذه الطاعات. فنقول: هذا العبد يصلي، فهو قد أراد ما أراده الله شرعاً وقدراً، والقدر هو القدر الكوني أو القدر الشرعي، فالله تعالى أراد أن يقع منه في الكون ما أراد شرعاً، وهو تحقيق الصلاة. ونقول: إن الإرادة الكونية القدرية دون الشرعية تكون من العبد إرادة واكتساباً، وتكون من الرب تبارك وتعالى إيجاداً وخلقاً، فالله تعالى هو الذي أذن في وقوع الكفر في الكون، ولو أراد الله تعالى أزلاً ألا يقع في الكون كفر لما وقع، وما استطاع أحد أن يكفر، حتى وإن أراد الناس الكفر لا يكفرون إلا بإرادة الله؛ لأنه لا يكون في ملك الله إلا ما أراد، لكن بعض الناس يخلط بين الإرادة الشرعية التي مبناها على المحبة والرضا الموافقة للشرع، وبين الإرادة الكونية القدرية، فالله تعالى أذن في هذا وأذن في ذاك، أذن في الشرعية لأنه أحبها ورضيها وأمر بها، وأذن في القدرية ومنها الموافق للشرع ومنها المخالف؛ والمخالف أذن فيه الله تعالى ابتلاء للعبد، حتى إذا تاب تاب الله عز وجل عليه، وإذا لم يتب فهو في مشيئة الله إن كان موحداً، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه، وإذا كان كافراً اختار الكفر اختياراً بإرادته، وهذا هو الذي يجاب به عن سؤال: هل الإنسان مسير أم مخير؟ فأنت تختار الطريق بإرادتك، ومن قبل قلنا: لو أن إنساناً أمامه هدف، والموصل إلى الهدف طريقان: أحدهما: معبد، والآخر غير معبد، وقلنا له: اسلك أحد الطريقين فوراً، فإنه سيسلك الطريق المعبد الممهد بعيداً عن الشوك والحجارة والطوب وغير ذلك، والذي سيوصله إلى الهدف بسرعة، وهذا هو اختيار العقل، إذاً فلم تختار طريق المعصية في حياتك وأنت تعلم أنها معصية، وأنها تؤدي إلى النار؟ ثم تقول: الله تعالى هو الذي قدر علي ذلك؟ لم لمْ تسلك هذا الطريق الممتلئ بالشوك وتقول: هو الذي قدر علي ذلك؟ إذاً أنت مختار مريد للمعصية، ووقعت منك بإذن من الله تعالى؛ لأنه لا يكون في ملك الله من خير أو شر إلا بإرادته وإذنه وخلقه وإيجاده، فالمعصية في باب الخلق والإيجاد لله عز وجل، وفي باب الكسب والعمل من العبد. هذه مراجعة سريعة على مراتب القدر.





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
قديم 25.03.2012, 19:32

ابو اسامه المصرى

مجموعة مقارنة الأديان

______________

ابو اسامه المصرى غير موجود

فريق رد الشبهات 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 289  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.01.2016 (12:15)
تم شكره 20 مرة في 17 مشاركة
افتراضي


أثر ابن عباس: (قد أخرج الله آدم من الجنة ...)
قال: [وعن ابن عباس قال: (قد أخرج الله آدم من الجنة قبل أن يسكنه إياها)]، أي: قد قضى عليه بالهبوط منها قبل أن يدخلها، لا أنه ما دخل الجنة ابتداء، فهو قد دخلها، ولكن الله تعالى علم أنه سيخالف الأمر ويرتكب النهي فيهبط بسبب ذلك إلى الأرض، ثم يتوب فيتوب الله عز وجل عليه. قال: [(ثم قرأ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30])]، وكلمة (خليفة) تعني: أنه يخلف قوم قوماً، لا أن الله تعالى يُخلِف عنه أحداً من خلقه؛ لأن بعض أهل العلم فهموا ذلك، فقالوا: (إني جاعل في الأرض خليفة) أي: خليفة عن الله عز وجل، قالوا: ومفاد ذلك أن الله تعالى هو العدل، وهو الحكم الذي يحكم بين عباده بالعدل، لكن الله لا يحكم بينه وبين عباده مباشرة، وإنما بواسطة رسله، فآدم أول نبي بعثه الله عز وجل، وأول رسول أرسله الله هو نوح عليه السلام، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً كما تعلمون. فقالوا: فناسب أن يكون لله تعالى خليفة في الأرض ليحكم بين الذرية بالعدل نيابة عن الله عز وجل، وهذا الكلام بعيد، والصحيح أن معنى (خليفة) أي: يخلف بعضهم بعضاً، ويكون بعد كل قرن قرن، لا أنه أراد آدم على جهة الخصوص.






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
؟الرجاء, لأحد, الدخول, سائلني


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
هام أرجو الدخول إن تكرمتم محمد علي رضوان شكاوى و اقتراحات 3 28.02.2012 10:59



لوّن صفحتك :