لا غالب الا الله

[جادي]

لا غالب الا الله

الحمد لله والصلاة والسلام على الهادي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذلّ من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مبيد القرون السابقة، والأمم الخالفة، لم تنفعهم قوتهم ولم ينفعهم ماتخذوه معقلا لهم من دفع امر الله سبحانه وتعالى عنهم
(له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين) الأعراف 7 : 54.
فكل هالك الاوجهه فسبحان الله رب العالمين فمن تمسك بشرعه نجا ومن اتبع سنته فاز وافلح ومن حاد عن طريقه واتبع نفسه هواها فقد خاب وخسر ولاحول ولاقوة الا بالله

قال تعالى:

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ{ [البقرة –214]

القلعة الحمراء في مملكة غرناطة شاهد منذ مايقر 800 عام على حضارة الاسلام في هذه المملكة لعل ابرز ما ينتبه اليه الزائر هي تلك العبار المحفورة على كامل ارجاء القصر من الداخل والخارج
الا وهي عبارة:

وكأن هذه العبارة تذكرنا ان القوة بيد الله وان العزة بيد الله يؤتيها لمن يشاء من عباده الذين ارتضى فلا اله الا الله سبحانه .

وكآن العبارة تذكرنا ايضا ان الغالب هوالله مهما بلغ الطغاة من التجبر والقوة مهما بلغوا من الكفر والطغيان مهما بلغوا من الظلم فمآلهم النهاية والخسران.

خرج المسلمون من الاندلس وماخرجوا تفرقوا وما نسيو عذبوا وما تراجعواوقتلو وحرقو ولعمري انها ايام فيها العبرة والتفكر في سنة الله في خلق السموات والارض وسنة الله في الكون .
لكن لاغالب الا الله

خرج المسلمون من الاندلس حاضرة العرب والمسلمين وعروس الغرب الاسلامي وعينهم عليها وفكرة تبنوها وبقلوبهم حفظوها حملوها فكرة نبتت في قلوبهم لاينزعنها منهم نازع تلك هي اخوتي الاندلس ، كم عيون ابكت هذه الاندلس كلما سقطت دولة تذكرنا الاندلس كلما هوجمت الامة تذكرنا الاندلس كلم استشهد طفل او امرآة او شيخ استعرضنا تاريخ امتنا ومنه الانلس كلما تذكرنا سقوط الاقصى تذكرنا الاندلس كلما تذكرنا مجازر الصليبين تذكرنا مجازر اخوانهم في الاندلس .

ويا سبحان الله ما اشبه اليوم بالبارحة الا ترون حولكم لكن تذكروا لاغالب الا الله وعودا الى ربكم واحيوا سنة نبيكم

قال تعالى :
(٩) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣) الصف

وللحمراء قصة نذكرها لعلها تكون عبرة

أمام تقدّم قشتالة من الشمال, و أراغون من الشرق و البرتغال من المغيب, استطاعت مملكة غرناطة الأندلسية لوحدها الاستمرار لمدة تقارب قرنين و نصف منذ سقوط قرطبة, و ذلك بعد أن تحوّلت إلى مملكة تابعة لقشتالة. منذ ذلك التاريخ, أصبحت غرناطة تدفع جزية إلى قشتالة إضافة إلى تقديم المساعدة العسكرية لاحتلال ما تبقى من الممالك الأندلسية. في هذا السياق, استسلمت أشبيلية سنة 1248م – آخر حصن أندلسي مستقلّ – للقشتاليين بدعم من ابن الأحمر, أمير غرناطة النصري. حين عودته إلى غرناطة, استُقبل ابن الأحمر من طرف سكان غرناطة استقبال المنتصر في حرب أهلية ضد إخوته بأشبيلية, و كانت الهتافات: الغالب! الغالب!. بالنسبة لابن الأحمر لم يكن هذا انتصارا, فقد كان يعلم أنه في النهاية أصبحت الأندلس أكثر تطويقا. طريق العودة الطويل إلى غرناطة, جعله يفكّر بنتائج الانتصار على إخوانه الأشبيليين, فكان يردّ على هتافات النصر التي يرددها الغرناطيون بقوله (لا غالب إلا الله) في إشارة واضحة إلى مستوى الإحباط الذي وصل إليه بعد تحليله الشامل لحالة الأندلس بعد سقوط مملكة أشبيلية. كان ابن الأحمر يعلم أن الحرب لم تنته, و أن هدفها ليس امتلاك الأراضي و الثروات بل تدمير ثقافة و حضارة مختلفة عن شعوب الشمال. لم تكن الحرب ضد مملكة أو ضد دولة. بل هي مفهوم أكبر من ذلك يمكننا تسميته ب(الحرب ضد المسلمين), ضد الأندلسيين آنذاك, ضد المختلف...حسرة ابن الأحمر دفعته لتزيين كل زوايا الحمراء بهذه الجملة التذكرية (و لا غالب إلا الله), هذا التذكار و الكفارة لحرب ضد الإخوة أتت على حضارة, ثقافة و أسلوب لفهم ما هو روحي. رغم فوات الأوان, فقد فهم ابن الأحمر الخطأ فعكسه في جدران الحمراء لجعله عبرة للأجيال القادمة.

نسآل الله العظيم ان يهيء لهذه الامة رجل يرفع رايته وينشر دينه
ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر انه ولي ذلك والقادر عليه

للاستزادة
- موسوعة تاريخ الاسلام في الاندلس لحسين مؤنس
ـ محمد عبد الله عنان، الآثار الأندلسية الباقية في إسبانية والبرتغال ـ دراسة تاريخية أثرية(مؤسسة الخانجي في القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1381هــ/1961م).
ـ عبد العزيز الدولاتي، مسجد قرطبة وقصر الحمراء، (دار الجنوب للنشر، تونس 1977).
- موقع تاريخ الاندلس (الاندلسي) مقالات علي موتزاتو


المـصـورات








الحمراء منظر جانبي


الحمراء منظر داخلي (البهو)


ساحة الاسود


السور وعلى جميع جنباته عبارة لاغالب الا الله


القصر نظرة داخلية


القصر مع اشجار النخيل


نافورة الاسود


الحمراء نظرة داخلية شاملة


بوابة الحمراء


الحدائق


الحمراء عند الغروب


البحيرة الخارجية

انتهى الموضوع
لاتنسوني من الدعاء جزاكم الله خيرا

للمزيد من مواضيعي