القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

الترف .. وأثره في انهيار الأمم

القسم الإسلامي العام


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 05.03.2015, 21:48

asoma

عضو

______________

asoma غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.03.2015
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2015 (10:49)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي الترف .. وأثره في انهيار الأمم



إن الترف داء عضال، ومرض مهلك إن استشرى في أمة ذهب بعزمها، وأورثها تباطؤاً وخمولاً وكسلاً ودعة، وعلقها بالحياة الدنيا وحببها إليها، والترف إن التصق بشخص ما حتى صار يوصف به كان ذلك إيذاناً بضعفه، وإعلاماً بوهنه، ودليلاً على تراخي شأنه، وعدم ضبطه أمره، وأنه أكثر لذائذ الحياة على الجد والاجتهاد، هذا هو الترف وما يجره على العامة، لكن كيف هو إن صار علامة على عدد من الصالحين وشارة لبعض الدعاة والمتصدرين؟ هنا يعظم الخطب ويستشري الفساد قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16] آيةٌ تحكِي حالَ الأُمم والمُجتمعات ومآلَها، حين تجعلُ التَّرَفَ ثقافتَها، وطريقتَه همَّها، وبلوغَ أقصَى درجاته مقصِدَها بمعنى: أن الأمةَ التي تغرقُ في التَّرَف، وتُبطِرُها الرَّفاهيَّة، وتسعَى وراءَ غرائِب اللَّذَّات تتزعزعُ أخلاقُها، وتذوبُ قِيَمُها، وتنسلِخُ من مبادئِها، وتنسَى اللهَ والدارَ الآخرة، وتدِبُّ فيها عواملُ الانهِيار.
ومن دروس التاريخ أن من أسباب انهيار المجتمعات وسقوط الأمم عبر مسيرة التاريخ الطويلة هي انغماسها في الترف، وما يصاحبه من فجور وفساد وغلبة للشهوات، ومن ثم تفسخ المجتمع وانهياره، لذلك فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هذا المصير في الحديث المتفق على صحته عن عمرو بن عوف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم" والمقصود بالترف المذموم هو مجاوزة حد الاعتدال بنعمة أو الإكثار من النعم التي يحصل بها الترف، وقد وردت مادة (ترف) في القرآن الكريم ثماني مرات، وكلها جاءت في سياق الذم للترف والمترفين، كقوله تعالى معللا تعذيب أصحاب الشمال: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة: 45] قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: في تفسير الآية: "أي قد ألهتهم دنياهم وعملوا لها وتنعموا، وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه"، ومن يتأمل في واقع الترف وأهله يلحظ أنه يجيء تالياً ونتيجة للسرف والتبذير، وكفى بهما ضرراً وشراً.
ودعوة الإسلام إلى ترك الترف، ومحاربته له، لا تعني ترك النعم والملذات، وإنما المراد الاقتصاد في الإنفاق وعدم تعلق القلب بها والركون إليها، وإلا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من دعائه : (اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي)(رواه مسلم).
وقد حذر من الترف مفكري كل قوم وعقلائهم، لما يتركه من آثار وخيمة على المجتمعات والأمم، ففي بحثه عن أسباب انهيار الحضارة اليونانية يقول المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت: "سرت في جميع بلاد اليونان موجة من نقص المواليد، ومن قلة السكان تبعاً لهذا النقص، نشأ عنها أن أقفرت المدن من السكان، وأجدبت الأرض فلم تعد تخرج ثمرها. ذلك أن الناس قد انغمسوا في الترف والبخل والكسل، فلم يعودوا يرغبون في الزواج، أو في تربية الأبناء إذا تزوجوا، وأقصى ما كانوا يسمحون به أن يكون لهم من الأبناء ولد أو ولدان؛ حتى يظلوا يستمتعون برخاء العيش، وحتى يربوا هؤلاء الأبناء ليتلفوا ما يتركون لهم من المال. واستشرى هذا الفساد بسرعة وإن تكن غير ملحوظة، وكان يحدث أحياناً أن يهلك أحد الولدين في الحرب، وأن يقضي الموت على الولد الثاني، فيكون مصير البيت الخراب. وهكذا نضب معين المدن وحل بها الوهن شيئاً فشيئاً"..
أيضا للترف أثر بالغ السوء في سقوط الدولة العباسية على يد المغول، فقد كان الترف معول هدم لطاقاتها وقدراتها، وإضعاف للدولة حتى بلغ غايته بسقوطها أمام التتار، ذلك السقوط المخزي المريع الذي لم يكن مثله سقوط في تاريخ الدولة الإسلامية.
"كانت حياة بني العباس مليئة بالترف والإخلاد إلى الأرض، والرضا بمباهجها، والتوسع في ذلك توسعاً عظيماً، إذ بنوا بغداد على هيئة عظيمة، وتوسعوا في بناء القصور ذات الأواوين الضخمة، وتفننوا في البناء والزينة، والزخارف والنقوش، والستائر والبسط والأثاث والتماثيل والتحف والأواني، وفي الطعام والشراب، كما تألقوا في الجواهر والزينة والطيب والملبس والثياب، متأثرين بالأزياء الفارسية، واهتموا بأدوات الترويح واللعب، كسباق الخيل، وسباق الحمام الزاجل، ولعبة الصولجان والشطرنج والنرد والصيد بالبزاة، والصقور والشواهين والكلاب والفهود وهذا يدل على الترف والبذخ الذي كان يتمتع به الخلفاء وأبناء البيت العباسي، والوزراء والقادة، وكبار رجال الدولة، والتجار، وبعض الشعراء والكتاب والمغنيين والعلماء. وأما الشعب فيكدح ويعيش في بؤس وشقاء، ويتحمل أعباء الحياة إلى غير حد، وكانت خزائن الدولة مملوءة تحمل إليها الأموال والذهب والفضة من جميع أرجاء الدولة ونروي في ذلك روايات كثيرة نبين مدى الثراء والترف والنعيم ومظاهر الإنفاق على الجواري والقيان والمغنيين والحفلات والحاشية والأعوان. فكان من الطبيعي والحال هكذا أن تسقط دولة بني العباس أمام زحف المغول" .
وأما عن تأثير الترف في سقوط دولة الإسلام في الأندلس، فيقول المؤرخ النصراني كوندي: "العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات. ويضيف شوقي أبو خليل: "والحقيقة تقول: إن الأندلسيين في أواخر أيامهم ألقوا بأنفسهم في أحضان النعيم، وناموا في ظل ظليل من الغنى والحياة العابثة، والمجون، وما يرضي الأهواء من ألوان الترف الفاجر، فذهبت أخلاقهم كما ماتت فيهم حمية آبائهم البواسل، الذين كانوا يتدربون على السلاح منذ نعومة أظفارهم، ويرسلون إلى الصحراء ليتمرَّسوا على الحياة الخشنة الجافية وغدا التهتك والإغراق في المجون، واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينة والذهب واللآلئ. لقد ديست التقاليد وانتشر المجون، وبحث الناس عن اللذة في مختلف صورها، فكانت الخمور والقيان والمتع، وأقبلوا على الحياة يعبُّون في بحرها ويسكرون بعطرها، لقد استناموا للشهوات والسهرات الماجنة، والجواري الشاديات، وبحكم البديهة فإن شعبا يهوى إلى هذا الدرك من الانحلال والميوعة والمجون، لا يستطيع أن يصمد رجاله في الانحلال والميوعة والمجون، لا يستطيع أن يصمد رجاله لحرب أو جهاد، أو يتكوّن منهم جيش قوي، كفء للحرب والمصاولة"..
وعلاجِ التَّرَف التقلُّلُ من مُتَع الدنيا، وعدمُ تعويد النفس على الراحَةِ والدَّعَة والبَذَخ، وتقصيرُ الأمل، وقراءةُ سِيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه، وتركُ بعض النعيم الذي يُصبَرُ عليه، مع قُدرته عليه ومُشاركة الفُقراء.
لقد مضَت سُنَّةُ الله في المُترَفين أن يُهلِكَهم ويُذيقَهم العذابُ، الذين كذَّبُوا رُسُلَ الله، وردُّوا دعوةَ الله، قال الله تعالى: ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 11- 13].
إن الترف يؤدي إلى تشويه خصائص الأمة النفسية؛ ويفقدها دافعيتها، ويساهم في تحويلها إلى أمة خاملة، غير قادرة على مجابهة التحديات التي تواجهها، ومن ثم فإنها سرعان ما تنهار؛ لذلك يجب أن نراجع أنفسنا وأن نتقيد بشريعة ربنا جل وعلا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلينا أن نتعاهد من ولانا عليهم الله من الناشئة شبابا وفتيات فنغرس في نفوسهم حب الاعتدال وأن نزرع فيهم تحمل المسؤولية ومجابهة الصعاب، هذا إن أردنا النهوض بأمتنا وننشئهم على فقه هذه التوجيهات الربانية والأوامر النبوية الكريمة ونحبب إليهم العلم بها ونبين لهم أن الإسراف ممقوت في كل شيء إلا في رضا الله سبحانه وتعالى ..
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ...
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : الترف .. وأثره في انهيار الأمم     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : asoma





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
وأثره, النمل, النجار, الترف


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
فقه الإخلاص والنية وأثره في مسار الدعوة إلى الله أبوحذيفة الأثري العقيدة و الفقه 6 23.01.2013 08:04
من هو الدكتور زغلول النجار ؟ شعشاعي الإعجاز فى القرآن و السنة 10 21.04.2012 01:04
اختلاف الدين وأثره على التوارث د/مسلمة دعم المسلمين الجدد 0 31.08.2011 06:11
الذكر وأثره النصر آت..آت.. القسم الإسلامي العام 3 17.03.2010 23:54
الخوف من الله واليوم الآخر وأثره في التربية Just asking القسم الإسلامي العام 0 21.09.2009 01:50



لوّن صفحتك :